قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الحادي والعشرون

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الحادي والعشرون

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الحادي والعشرون

دخل رحيم غرفته متوقعا لاى جنون قد يصدر عنها فقد تعود طوال الايام الماضية على حالة مزاجية مختلفة منها كل يوم فهى تارة غاضبة حانقة لا تتحمل منه حتى الاستماع لكلمة منه وتارة اخرى باردة متجاهلة اياه تماما كما لو كان هواء من حولها لا تراه ولا تسمعه لتشعره تلك المحاولات بالتسلية يدخل كل ليلة جناحهم مخمنآ في اى حالة قد يجدها متوقعآ لأى شئ الا ما رأه منها الليلة لحظة دخوله للغرفة ليصاب بالذهول ليقف متسمرا مكانه وهو يراها واقفة في منتصف الغرفة ترتدى فستان فيروزى اللون ذو حمالات رفيعة وفتحة صدر منخفضة ينساب فوق خصرها ثم يتسع حتى ركبتيها مع حذاء اسود ذو كعب عالى تاركة شعرها العجرى ينساب حتى اسفل ظهرها يراها برقتها بجمالها الخلاب ليظل متسمرا بذهول محاولا الكلام اكثر من مرة دون نجاح ليتقدم بخطواته منها يقف امامها تاكلها نظراته لتخفض راسها خجلا و ارتباكآ من نظراته تلك ليضع انامله اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه يقول بصوت متحجرش من اثر المشاعر التي تموج بداخله.

= لو دى الحالة الثالتة ليكى فانا موافق عليها من كل قلبى
ابتسمت بمرح لتشرق ملامحها كلها بسعادة امام عينيه لتتجمد نظراته عليها يبتلع ريقه بصعوبه وانامله تتلمس بشرة وجهها بنعومة لتتوقف فوق شفتيها متابعا ايها تتحرك اسفل اصبعه وهي تتحدث بهمس ناعم خجول
= كل سنة وانت طيب يارحيم
رفع عينيه اليها يتجمد جسده بصدمة مما تقول لتتابع بنفس الهمس
= النهاردة عيد ميلادك ماما وداد قالتلى كده وانا حبيت احتفل بيه معاك.

اتسعت عينيه على وسعهما يتراجع الى الخلف بضع خطوات عنها مذهولا لتشعر حور بالقلق من ردة فعله علي حديثها تقول بارتباك خائف
=لو ده يضايقك انا اسف...
قطع كلامها عندما قبض على معصميها يشدها اليه بعنف يحتضنها بين ذراعيه يغرق وجهه ف عنقها قائلا بصوت اجش محملا بالمشاعر
=تعرفى انك الوحيد اللى افتكرتى ان عيد ميلادى النهاردة حتى انا كنت ناسى
رفعت وجهها اليه تتلمس ذقنه النامية بحنان هامسة.

= يعنى مش يضايقك اننا نحتفل بيه سوا؟
هز راسه نافيآ بضعف من اثر ملامستها الرقيقة له ليراها تمسك بيده بين يديها متجهة به الى الاريكة التي وضع فوق المنضدة امامها كعكة مزينة بقطع الشكولاتة تشتعل فوقها شمعة مضاءة صغيرة لتقف تنظر اليه تحاول معرفة رأيه من ردود افعاله المتعاقبة فوق وجهه وهو ينظر الى الكعكة لتسأله بامل
= ايه رايك عجبتك؟

التفت ينظر اليها بابتسامة خلابة ارتسمت فوق ملامحه الرجولية ترى سعادته بعينيه كطفل صغيرآ فرح بكعكة ميلاده ليبتسم بسعادة لرؤيتها سعادته بمفاجئتها تلك هامسة بحنان
= طيب يلا اتمنى امنية وطفى الشمعة.

وقف ينظر اليها متاملآ ملامحها بدقة اشعرتها بالخجل من تأمله لها ليغمض عينيه وهو يميل ليطفئ الشمعة يسمع تهنئتها اليه بصوتها الناعم السعيد ليعتدل في وقفت ناظرآ اليها بشرود متاملآ ملامحها يحاول السيطرة على مشاعر عاتيه تموج بداخله فلأول مرة منذ ان كان طفل صغير يحتفل احدآ بميلاده حتى سارة رغم سنينهم معا لم تتذكره ولو لمرة واحدة رغم انه كان دائم الاحتفال معها بميلادها لتبقى امه هي الوحيدة التي كانت تهنئه به دائما رغم انها لم تفعلها اليوم متعمدة حتى لا تحرق مفاجأة حور له ويالها من مفاجأة حطمت حصونه كلها دفعة واحدة لتجعله كطفل صغير فرح.

تنهد من اعماقه معترفآ بانها اصبحت تتغلغل في اعماقه تسرى في اوردته مجرى الدم اصبح لايحتمل فراقها ولو للحظة واحدة
افاق من شروده على همسها الناعم هامسة باسمه بقلق لينفض رأسه من افكاره تلك ليرفع اصبعه ممرآ اياه فوق ذراعيها بنعومة ثم ليقوم باحاطة وجهها الرقيق بكفيه هامسآ
= عيون رحيم.

ابتسمت بخجل من كلماته ليميل فوقها يقبلها بشغف وجنون غير قادر على مقاومتها لثانية اخرى ليشعر بها و لأول مرة منذ زواجهم تبادله شغفه وجنونه دون تردد او قلق ليزداد جنونآ بها مشددآ من احتضانه لها تمر بيهم الدقائق دون وعى بما حولهم حتى توقف يهمس فوق شفتيها بانفاس لاهثة
= دى احلى هدية عيد ميلاد ممكن احلم بيها.

ليحملها بخفة بين ذراعيه متجها بها الى الفراش لتدرك نيته فتدفن وجهها بخجل في عنقه تقول بأرتباك وصوت متقطع =رح. يم طيب والكيكة بتاعتك؟
رد بضحكة مرحة
=لا الكيكة اللى معايا احلى بكتير
ارتجفت هو ينزلها فوق فراشهم مقبلآ عنقها ببطء ورقة شديدة قائلآ من بين قبلاته
= مفيش حاجة اهم من انك معايا في اللحظة دى.

استيقظت حور من نومها على صوت الخزانة تفتح وتغلق و رحيم يتحرك بارجاء الغرفة يرتدى ملابسه لتظل تتابعه باجفان نصف مغمضة لاتريد ان يعلم باستيقاظها حتى يغادر الغرفة فهى تشعر بالخجل من مواجهته بعد ماحدث بالامس خاصة انها لاتعلم ردة فعله بعد تجاوبها المخجل معه أمس وتسلميها لجميع حصونها له تخشى من معاملته الباردة او غضبه مثلما حدث منه في المرة السابقة.

افاقت من افكارها على توقف حركته من حولها تراه واقفا امام الفراش ينظر باتجهها مبتسمآ بخبث لتدرك بعلمه باستيقاظها لتقرر النهوض وتبدء هي بتجاهله قبل ان يفعلها هو لتنهض من الفراش تمر بجواره رافعة الراس دون توجيه انظارها اليه لتشهق بدهشة عندما امسك بمعصمها يشدها اليه ليلتصق ظهرها به ينحنى دافنا وجهه بين حنايا عنقها يستنشق رائحتها باستمتاع مغمضا عينيه قائلآ بصوت اجش
=مفيش صباح الخير ليا.

ردت حور بانفاس متسارعة ونبضات قلبها تتسارع بجنون كما لو كانت تتسابق
= صب. اااح ااالخ، ير
تنهد رحيم بين حنايا عنقها قبل ان يديرها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له فاخذ يتلمس ملامحها برقة قائلآ بهمس
=مش قولت قبل كده صباح الخير ما بتتقالش كده.

ولم يترك لها مجالا للرد منحنيا يقبلها يلتهم شفتيها بين شفتيه بشغف لتشعر بعالم يدور من حولها غير واعية لأى شيئ سوى انها بين يديه حتى تركها يتنفس بخشونة اخذآ يديها بين يديه متجها الى الفراش ليجلس ويجلسها في حضنه ينظر لوجهها الخجول وشفتيها المنتفخة من اثر قبلته ليمسد شعرها مبعدآ اياه خلف اذنيها يحدثها برقة.

= حور انا مش عاوزك تزعلى منى ابدآ وعاوزك كمان تفهمى انك مراتى ومش هقبل حد يهينك ابدا فهمانى يا حور
نظرت حور اليه قائلة بارتباك
= بس يا رحيم انت شوفت هي بتتعامل معايا ازاى واللى وجعنى انك مردتش عنى اهانتها ليا
تنهد رحيم قائلا بصبر
=ومين قالك انى مردتش عنك اهانتك واخدت حقك و بزيادة كمان مش لازم يحصل ده ادامك علشان تصدقى انه حصل لازم تفهمى ده من نفسك ليرفع اصابعه فوق جبهتها يدفعها بخفة مكملأ.

=الدماغ دى لازم تفكر قبل ما تتصرف
عبست حور عاقدة حاجبيها بعبوس لتبدو كطفلة غاضبة قائلة
=يعنى يا رحيم تقصد انى ما بفهمش
ضحك رحيم بصوت صاخب رخيم لتنظر حور اليه فاقدة دقة من دقات قلبها لدى سماعها لتلك الضحكة الرجولية الرائعة تهمس بذهول دون وعى منها =ضحكتك جميلة اوووى ياريت تفضل تضحك كده على طول.

تجمدت ضحكته فوق وجهه بعد سماعه لكلماتها تلك يتأملها بنظرات ثاقبة لتشعر بالخجل واشتعال النيران في وجنتيها لتسرع في تخبئة وجهها في تجويف عنقه هاربة من نظراته تلك تلفح انفاسها المتسارعة عنقة ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا بخشونة وهو يتراحع بها فوق الفراش خلفه
=واضح ان فطارى النهاردة هبدئه بيكى
ليغرز انامله في خصلات شعرها مثبتا راسها ليبثها اشواقه من جديد.

نزلت حور و رحيم لتناول الافطار يدها تتشابك مع يديه تشعر بالخجل محاولة سحب يدها منه ليضغط بانامله فوقها متشبثآ ها اكثر لترفع انظارها اليه تضغط على شفتيها قائلة بارتباك وخجل
=رحيم سيب ايدى علشان خاطرى انا مش هرب بس انا مكسوفة ندخل عليهم وانت مسكنى كده
ظل رحيم طوال حديثها شاردا في حركة شفتيها غير منتبها لاى كلمة منها لترى حور شروده ذاك مقتربة منه تخفى وجهها في ذراعه قائلة بخجل وارتباك.

=رحيم وحياتى بطل تبصلى كده انا مش ناقصة كسوف
نفض رحيم راسه محاولا التركيز على كلامها له ليقترب منها قائلا بخشونة
=طب اعملك ايه وانا قولتلك كام مرة بلاش الحركة دى عموما احنا لسه فيها ومفيش حد لسه عرف اننا نزلنا
ليغمز بعينيه بخبث
= ايه رايك نكمل فطارنا فوق لوحدنا
صرخت حور تتلون وجنتيها باحمرار شديد تضربه بخفة فوق زراعه قائلة بخجل
=رحيم اعقل انا مش عارفة مالك النهاردة.

ضحك رحيم بشدة من حركتها تلك هامسآ امام وجهها بعبث
= والله عال يا ست حور وايدك بتطول عليا كمان
ارتبكت حور واخذت تمسد فوق ذراعه بقلق قائلة باسف
=مش قصدى والله بس انتى بحد بتوترتى
رحيم برقة
=بوترك بس
صرخت حور مرة اخرى
= رحيم...
ضحك رحيم مرة اخرى بصوت مرتفع لتلتفت حور حولها بقلق وارتباك لملاحظة ان كان اى احد قد انتبه لصخب ضحكته فخرج اليهم ليتوقف جاهدا عن الضحك يقول بصوت مرح.

=خلاص ياحور متلفيش حولين نفسك كده ثم جذبها اليه مقبلآ وجنتيها برقه = تعالى يلا نفطر
ثم تحرك بها الى داخل غرفة الطعام اخذا بيديها مرة اخرى بين انامله ممسكا بها بحزم ليلتفت اليهم انظار جميع الموجودين مابين سعادة فرحة وحاقدة غيورة لتجلس حور بمكانها المعتاد منخفضة الراس بخجل تحاول تناول طعامها غير غافلة عن نظرات سارة ووالدتها اليها والتي لو كانت النظرات تقتل لماتت في الحال.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة