قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والعشرون

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والعشرون

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والعشرون

ظل الحوار دائر حول مائدة الطعام بين بين افراد العائلة عن ذاك الضيف الاتى اليوم فجلست حور تتابع الحوار لتدرك مدى توتر الجميع من تلك الزيارة الا رحيم فقد وجدته مسترخيآ يستمع الى حديثهم بلا مبالاة ليتحدث اليه حمزة قائلآ
= انا مش عارف يا رحيم انت ازاى كده وازاى اصلا توافق ان البنى ادم ده يجى هنا تانى بعد كل اللى عمله.

الحاجة وداد وهي تهز رأسها باستنكار = و اخوك كان هيعمل ايه هو اللى بيدور على المشاكل لما يجى هنا تانى
تدخلت بثينة في الحديث قائلة
=جمال مش ممكن ينسى ابدآ اللى رحيم عمله معاه واكيد جاى المرة دى و وراه حاجة
سارة وهي تنظر الى رحيم بتملق في محاولة منها للتواصل معه حتى ولو بالنظرات
=هو اللى بدء بالغدر الاول رحيم مظلموش
رفع رحيم راسه فجأة اليها بنظرات نارية مدركآ لمقصدها قائلا بصلابة
= كويس انك فاهمة ده.

ثم التفت الى الجميع مديرآ نظراته بينهم قائلآ بحزم
=جمال جاى هنا ضيف يعنى يتقابل احسن مقابلة و اى كان اللى بنا وبينه بيت الشرقاوى مفتوح لاى حد مهما كان
لينهض منهيآ حديثه مغادرآ الغرفة التي سادها الصمت بعد خروجه لينهض حمزة لاحقا به لتقول الحاجة واد بخشية وخوف
=قلبى مش مطمن للى بيحصل ربنا يعدى اليومين دول على خير.

جلست حور وندى في حديقة القصر تتابعان ادم يلعب بمرح من حولهم حتى سألت حور ندى بفضول حاولت كثيرا تجاهله
= ندى هو مين جمال ده وليه الكل بيتكلم عنه كده؟
تنهدت ندى قائلة باقتضاب
= جمال يبقى ابن عمنا بس زي ما بيقولوا كده الفرع الشيطانى في العيلة
نظرت حور اليها و فضولها يزداد
= طب ايه اللى حصل بينه وبين رحيم؟
التفت ندى اليها قائلة.

=شوفى ياستى جدى قبل ما يموت سلم كل امور العيلة لرحيم رغم ان عمى سعد كان موجود بس جدي شاف ان رحيم الوحيد اللى يقدر يدير الشغل والاملاك زيه بالظبط طبعا عمى سعد غضب وثار على جدى وجمال كمان عارض جدى بس مش علشان عمى سعد لا علشان نفسه وقال انه الأحق بده لان والده هو الأكبر بين أعمامه وفضلوا على الحال ده كل يوم مشاكل وخلافات لحد ما جدى مات فجأة قبل ما يحل الامور بينهم وطبعا الامور ولعت اكتر بعد موته بين الاتنين جمال وعمى سعد من ناحية ورحيم وحمزة وباقى اعمامى واولادهم من ناحية تانية واستقرت الامور لفترة بعد ما كل اعمامى واولادهم وافقوا ان رحيم هو الاحق بينهم وان محدش يقدر يدير الشغل زيه لحد ما الشركة دخلت مناقصة كبيرة ادام شركة منافسة طبعا شركتنا كانت متأكدة من الفوز بالمناقصة دى و اترتبت كل الامور على كده لكن فجأة المناقصة راحت لشركة التانية بعطى اقل من شركتنا بكتير جدا وطبعا رحيم كان هيتجنن ازاى قدروا يقدموا عطى اقل رغم انه متاكد انهم خسرانين لو نفذوا بالاسعار دى وفضل يدور ورا الموضوع وقدر يعرف من موظف في الشركة دى ان عطى شركتنا وصل ليهم و بالورق و ان جمال عرض عليهم تعويض اى خسارة ليهم المهم يفوزوا بالمناقصة رحيم عرف من هنا والدنيا ولعت واللى زاد الامور اكثر انه اكتشف اختلاسات من حساب شركتنا بفلوس كانت بتتحول لحساب الشركة اياها واللى عرفنا بعدين ان جمال داخل شريك خفى فيها كله طبعا كان من فلوس الشركة يوم لما رحيم عرف كل ده كان هيموته ومحدش كان قادر يخلص جمال من ايده لولا حمزة وقتها قدر يسيطر عليه كان فعلا موته واجبره ان يسيب الشركة ويخرج من حياتنا نهائى و دلوقتي راجع تانى فجأة ومحدش عارف دماغه فيها ايه جمال استحالة ينسى اللى حصل ابدا وده اللى قلقنى اوى يا حور.

ظلت حور صامتة تستمع الى حديث ندى تدرك ان لهم كل الحق في القلق من عودته مرة اخرى حتى ولو كانت بدعاء العمل افاقت من افكارها على ندى وهي تنهض من جوارها تقول
=انا هقوم اشوف ماما وداد بتعمل ايه وانتى خليكى مع ادم تابعيه
هزت حور راسها بشرود تراها تتجه الى المنزل لتظل بمكانها لعدة دقائق قبل ان تنهض من مكانها لتلهو مع ادم لا ترى فائدة من افكارها تلك.

رحيم سمع صوتها مناديا باسمه بصوت هامس ليدير راسه بلهفة يجدها تطل براسها فقط من باب مكتبه تبتسم بخجل ورقة ليضع ما بيده من اوراق مشيرآ اليها بالدخول لتدخل مكتبه بخطواتها الرقيقة فينهض من خلف مكتبه لملاقتها لتقف امامه بابتسامتها الرائعة فلم يستطيع مقاومة جذبها الى صدره محتضنا ايها بشدة ليظل محتفظا بها بين ذراعيه لعدة دقائق ليرفع راسه بعدها يبتسم هو الاخر اليها قائلا.

=مالك؟ في حاجة حصلت؟ اوعى تقولى انى وحشتك!
اسرعت حور تنفى بسرعة
=لالالالا خالص
رفع حاجبه بدهشة من نفيها السريع لتصحح كلماتها بتلعثم
=اقصد مفيش حاجة حصلت
اشتدت ذراعيه حولها قائلا بعبث
=اه يعنى افهم من كده انى وحشتك!
تخضبت وجنتيها بالاحمرار تخفض عينيها عنه قائلة بارتباك
=انا كنت عاوزة اطلب منك طلب مد انامله رافعا وجهها اليه قائلا بهمس =و ايه هو الطلب ده؟
حور بأمل كنت عاوزة اروح ازور اهلى واقعد معاهم يومين.

زفر رحيم بضيق لتقول برجاء
=علشان خاطرى يا رحيم انا مش بخرج خالص وهما وحشونى اووى
ابتعد رحيم عنها ناحية مكتبه يجلس مستندا عليه قائلا بحزم
=لا يا حور مفيش بيات بره البيت وبعدين يومين كتير
ضربت حور الارض باقدامها بغيظ لتطل من عينيه نظرة تسلية عند رؤيتها لحركتها هذة مستمتعآ وهي تقول بغضب
= بس انا مبخرجش خالص وبصراحة انا زهقانة
اعتدل واقفا يشدها من يدها اليه قائلا بحنان.

=خلاص متزعليش ليكى عليا بعد زيارة ضيفنا نسافر انا وانتى اى مكان نقضى فيه يومين لوحدنا
قفزت من فرحتها تهتف بسعادة
=بجد يارحيم؟!
امسك بوجهها بين يديه يقول بهمس اجش
=بجد يا عيون رحيم
ليقترب منها مقبلا ايها برقة وحنان اذابها بين يديه لترفع يديها تتشبث بعنقه تبادله قبلته ليغيبا عما حولهم حتى طلبت رئتيهم للهواء ليفترقا يستند بجبهته فوق جبهتها تتسارع انفاسه يسالها بهمس خشن
= اتفقنا خلاص.

هزت راسها بالايجاب وهي مازالت مغمضة العينين ترد بنفس الهمس =اتفقنا
اخذ رحيم يتلمس ملامحها بحنان قائلآ برقة
=لو تحبى انا ممكن اجيب اهلك يجوا كلهم يقضوا معاكى يوم هنا توسعت عينيها بفرحة قائلة بلهفة
=ياريت يا رحيم انت متعرفش اد ايه هما وحشونى
لتنطفئ تلك الفرحة من عيونها سريعا وهي تتذكر سارة واهانتها الدائمة لعائلتها خائفة من ان تهينهم اثناء زيارتهم لها
لاحظ رحيم تغيرها المفاجئ ليسألها بقلق.

=فى ايه يا حور اتغيرتى فجأ ليه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة خائفة من التحدث معه عن مخاوفها خاشية من ردة فعله ليدرك رحيم افكارها تلك ليمسك بوجهها بين يديه ينظر في عينيها بثبات قائلآ بحزم
= حور اسمعى وافهمى كلامى ده كويس انتى مرات رحيم الشرقاوى البيت ده بيتك تستقبلى فيه اللى تحبى ويتقابلوا احسن مقابلة واللى يفكر يعمل غير كده يبقى حسابه معايا وساعتها ميلومش غير نفسه فهمانى ولا اتكلم تانى.

نظرت اليه بعيون امتلئت بدموعها من روعة كلماته اليها فلم تدرى الا وهي تحتضنه بقوة دون محاولة منها للكلام ليتفاجئ من ردة فعلها لثوانى قبل ان يبادلها العناق يهمس بين خصلاتها
=مجنونة وكل دقيقة بحال بس بموت في جنانك ده
ضحكت حور بخفوت تندس اكثر في صدره لتنعم اكثر باحتضانه لها حتى سمعت دقات على الباب ليفتح بعدها ليطل حمزة من خلاله لتنحنح بحرج عند رؤيته لهم مخفضا رأسه لأسفل قائلا باعتذار.

= اسف يا رحيم كنت فاكرك لوحدك
ابتعدت حور سريعآ عن رحيم بارتباك تتمنى لو انشقت الارض وابتلعتها من شدة حرجها عكس رحيم الذي لم يتحرك من مكانه وهو مازال يحيط خصرها بيده رغم كل محاولاتها لابتعاد قائلا بثبات
= تعالي يا حمزة ادخل.

ما ان خطى حمزة داخل الغرفة حتى ظهر من خلفه رجل غريب يماثل رحيم في العمر ذو شعر بنى قاتم وقامة متوسطة تترتسم في عينيه نظرة ذات خبث وهو ينظر الى يد رحيم المحاطة بخصر حور ثم يرفع عينيه بابتسامة اكثر خبثا مقابلا نظرات رحيم الذي ما ان راى هذا الغريب حتى شعرت بالتحفز والتوتر يسيطر على خطوط جسده لتنتقل نظرات ذلك الغريب فوق حور متفحصآ اياها بنظرات لا تستطيع تسميتها باعجاب بل نظرات اصابتها بقشعريرة باردة ونفور منه وهي تمر فوقها لتشعر باصابع رحيم تضغط فوق خصرها بشدة لدى ملاحظته لتلك النظرات قائلا بصوت بارد.

=اهلا يا جمال مكنتش اعرف انك وصلت
رد جمال بصوت ساخر وهو مازل عينيه على حور
=لا ما واضح.

انتفض رحيم في وقفته بغضب مقربا حور اليه بحماية تنطق عينيه بغضب بارد لتستمر حرب النظرات بينه وبين جمال تنطق بالكثير حتى تنحنح حمزة محاولا تهدئة الاجواء قائلا بارتباك =جمال صمم انه يقابلك اول ما وصل ده لسه حتى ما سلمش على حد من البيت عموما نقدر نخلص شغلنا عما يحضروا الغدا وجمال يقدر وقتها يقابل الكل ثم تبادل نظرات ذات مغزى بينه وبين اخيه ليزفر رحيم محاولا الهدوء ثم ينحنى الى حور هامسا في اذنيها =روحى انتى دلوقتي عرفى امى بوصول جمال وغطى شعرك ده بأى حاجة.

التفت اليه حور بدهشة تفتح فمها للحديث لينبها بعينيه انه ليس الوقت المناسب لأى حديث لتومأ له براسها و تتحرك مغادرة ولكن ما ان خطت خطوتين مبتعدة حتى تسمرت مكانها حين سمعت جمال يقول بخبث
=مش تعرفنا ببعض الاول يا رحيم حتى علشان اقدر ابارك لعروستك
ثم بدون اى مقدمات تحرك عدة خطوات حتى وقف امامها يمد يده بالسلام قائلا وهو مازال على نظراته تلك لها لتشعرها بالخوف.

= انا جمال ابن عم رحيم واكيد انتى حور عرفتك على طول من الوصف اللى اتقالى عنك وبصراحة اللى وصفك ليا ظلمك وظلم جمالك
هدر صوت رحيم قائلا بعنف جاذبا حور اليه
=جمال حاسب على كلامك واعرف انتى بتتكلم ازاى وبتكلم مين ثم يوجه حديثه الى حور بجمود.

=حور اعملى زى ما قولتلك حالآ انتفضت حور تسرع في مغادرة الغرفة غير راغبة في البقاء لو لدقيقة واحدة مع ذاك المدعو جمال بنظراته النفرة لها لتتنفس بعمق فور مغادرة الغرفة تتمنى انتهاء زيارته باسرع وقت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة