قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

في مساء اليوم التالي و بالحديد داخل مسكن أحمد و ثريا
كانت تتمدد بجواره فوق الفراش يحتويها بذراعه داخل أحضانه بحنان، رفعت رأسها ناظرة إلى عيناه و تحدثت إليه بعيون حزينة أحمد، أنا عوزاك تيجي معايا بكرة علشان نتكلم تاني مع بابا و نحاول نقنعه بموضوع خطوبة حسن من البنت بتاعت أسوان.

أغمض عيناه بأسي و زفر بضيق و تحرك ساحبا جسده لأعلي ليستند بظهره على خلفية التخت و تحدث بنبرة هادئة سيطر عليها كي لا يحزن قلب معشوقته خرجي نفسك برة الموضوع ده خالص يا ثريا و ياريت ما تدخليش فيه خالص
نظرت إلية بإستغراب لحديثه الغير متوقع بالنسبة لها و أردفت قائلة بنبرة حادة بعض الشئ إزاي بتطلب مني أخرج نفسي من الموضوع يا أحمد؟
وأكملت بتساؤل هو أنت مش شايف حالة حسن قدامك عاملة إزاي؟

تنفس عاليا ثم زفر بهدوء و تحدث بنبرة متعقلة حسن بيعاند نفسه يا ثريا و كل اللي بيعمله ده مفيش منه أي فايدة، عمي صلاح نهي النقاش في الموضوع ده و قفله نهائيا، و أي حد هيحاول يفتح الموضوع معاه تاني هيبقا بيضيع وقت على الفاضي و بيكسب عداوة عمي صلاح شخصيا.

و إعتدل بجلسته ناظرا إلى ملاكة الذي كسي الحزن وطغي على ملامحها الرقيقة، ثم وضع أناملة على وجنتها الرقيقه يتحسسها برقة و تحدث بنبرة حنون وعيون محبة أنا خايف عليكي من غضب عمي يا حبيبتي، عمي حاليا في حالة غضب أعمي و هيطيح في اي حد يحاول يفتح معاه الموضوع و أنا مش عاوزك تعاديه!

إغرورقت عيناها ب الدموع و تحدثت بنبرة صوت مختنقه بفضل دموعها التي على وشك الإنسياب يعني هنسيب حسن لوحدة في الحالة اللي هو فيها دي يا أحمد، حسن بيحبها و موجوع عليها بجد
جذبها لداخل أحضانه من جديد واضع قبلة فوق مقدمة رأسها و تحدث ل تهدأتها متزعليش يا ثريا، بكرة ينساها و يحب غيرها يا قلبي!
خرجت من بين أحضانه سريع و نظرت إليه متسائلة بتعجب وأستغراب و هو الحب الحقيقي ممكن يتنسي بسهولة أوي كده يا أحمد؟

و أكملت بتساؤل و عيون مترقبه الإجابه بلهفة يعني أنا لو جرا لي حاجة و لا مت في أي لحظة هتقدر تنساني و تحب غيري و تكمل حياتك طبيعي كدة عادي؟
وضع أنامله سريع فوق شفتاها و تحدث و نظرة رعب تملكت من عيناه بعد الشر عنك يا ثريا، إوعي أسمعك تجيبي سيرة الموت على لسانك تاني، و أكمل بنبرة حزينة صادقة ربنا يجعل يومي قبل يومك علشان أنا مش قد وجع قلبي على فراقك يا بنت قلبي.

تحدثت بعيون شبه دامعه بعد الشر عليك يا حبيبي، أرجوك بلاش الدعوة دي يا أحمد، إنت كدة بتكتب شهادة وفاتي و أنا لسه على وش الدنيا، و أكملت بعيون عاشقة و نبرة صوت هائمة في عشق حبيبها صدقني يا حبيبي، حياتي بعدك هتبقا بالنسبة لي الموت بعينه.

سحبها بين أحضانه و شدد من ضمته لها حتى كاد أن يسحق عظامها دون إدراك منه و تحدث برجاء علشان خاطري يا ثريا تسمعي كلامي و تبعدي عن موضوع حسن و ما تحاوليش تتكلمي فيه تاني مع أي حد، و أكمل بوعيد و هو ينظر أمامه بغضب علشان لو حد مسك و جرح قلبك بكلمة واحدة أنا هقلب الدنيا و مش هسكت،
وأكمل بتأكيد حتى لو كان الحد ده هو عمي بذات نفسه، فهماني يا ثريا.

سعدت لعشق زوجها الحبيب لها و شعوره بالقلق خشية على جرح قلبها البرئ و برغم حزنها على شقيقها و رغبتها الملحة على مساعدته في تحقيق حلمه إلا ان غمرتها السعادة من شعورها بعشق زوجها الهائل لها
إبتسمت و شددت هي الأخري من ضمتها له و أردفت قائة بنبرة سعيدة ربنا يخليك ليا يا أحمد و ما يحرمنيش منك أبدا
و بات كلاهما يشدد من ضمته لإحتضان الاخر و ضل هكذا حتى غفا كلاهما بسلام داخل أحضان الأخر الحانية.

بعد مرور خمسة أيام من الصراع الدائر داخل المنزل بين الجميع، مازال صلاح مصرا على موقفه الرافض برغم محاولة شقيقه محمد و عبدالرحمن و شقيقي ثريا فريد و علي
و حزن قلب حسن و إصرارة على موقفه الثابت تجاة من إختارها قلبه كي تصبح شريكة مشواره الحياتي
كان يجلس ليلا بغرفة الجلوس المتواجده بوسط الشقة، ممسك ب كتيب يطلع علية بتركيز شديد، أخرجه من تركيزة رنين ذلك الجرس الخاص بالباب الخارجي.

صاح بصوته مناديا على ياسين الجالس بالداخل يستذكر دروسه بتركيز و ذلك لمقاطعتة الحديث نهائيا مع منال و تجنبها كليا كنوع من العقاب لها على تدخلها فيما لا يعنيها و حتى لا تكرر الدخول في شوؤن عائلتة الخاصة مجددا إفتح الباب من فضلك يا ياسين.

كاد الفتي أن يرد على أبيه و يتحرك إلى الخارج إمتثالا لأوامر غاليه لولا إستماعه لصدوح صوت منال و التي كانت متواجدة داخل المطبخ تصنع مشروب لأطفالها و التي تحدثت موجهه حديثها إلى صغيرها خليك إنت يا ياسين و أنا هفتح الباب.

خرجت تلك الناقمة على حياتها تتحرك بتذمر و غضب و ذلك بسبب عدم رضائها على قيامها بخدمة زوجها و أطفالها بنفسها، فكم من المرات الكثيرات التي طلبت فيها من عز أن يبتعدا و يسكنا هما و أطفالهما بعيدا عن منزل العائلة، و أن يأتي لها بعاملة تعينها في شوؤن المنزل حيث أنها ليست بالبارعة في أمور التنظيف و إدارة المنزل بشكل جيد، و لكن دائما كان يأتيها الرد منه بعدم الموافقة و إصابتها بخيبة الأمل في كل مرة تتحدث إليه فيها.

خرجت من المطبخ و تحركت و هي تبرطم و تهمس بينها و بين حالها بكلمات غاضبة ناقمة،
أتجهت نحو الباب و فتحته و تفاجأت حين وجدت ثريا تقف أمامها و هي تتحدث بلباقة و أبتسامة خفيفة على ثغرها مساء الخير يا منال!
شملتها منال بنظرة إستغراب و ذلك لحضورها في ذاك التوقيت المتأخر من الليل خلاف على أنها من الأساس لم تأتي لزيارتهم من ذي قبل
و أجابتها مقتصرة و بنبرة صوت رخيمة تحدثت مساء النور.

إبتلعت ثريا غصة مريرة داخل حلقها من معاملة تلك المتعاليه و لكنها سرعان ما تغاضت عن سوء معاملتها في سبيل إكمال المضي قدم في خطواتها الهامة تلك و ذلك لمساعدة شقيقها بشتي الطرق
و تساءلت على إستحياء و هي تفرك كفيها ببعضيهما خجلا يا تري عز موجود؟

وصلت همساتها المسائية إلى اذن ذاك العاشق الذي إستمعها بقلبه قبل اذناه و هي تتغني بحروف إسمه الذي يعشق الإستماع إليه من بين شفتاها المبتغاه، فانتفض داخله ثائرا عليه و بدون شعور منه إنتفض واقف من جلسته و أردف قائلا بلهفة وصوت كست على نبراته السعاده إدخلي يا ثريا، واقفه عندك ليه!

إستجمعت شجاعتها و خطت بساقيها إلى الداخل بعدما أشارت لها تلك الرخيمه بيدها و أزاحت جسدها من أمام الباب لتفسح لها المجال للدلوف إلى الداخل
قابلها هو بإبتسامة ساحرة و عيون سعيدة غير مصدقة لرؤيتها بمسكنه لأول مرة و تحدث و هو يشير إليها للدخول فتحدثت هي على إستحياء عاوزاك في موضوع مهم يا عز، فاضي نتكلم شوية و لا مشغول وأجي لك وقت تاني؟

أجابها على الفور مما جعل منال تستشيط غضبا من معاملة زوجها الرقيقة لتلك الثريا مدللة المنزل و العائلة بأكملها و حتى لو ما كنتش فاضي أفضي لك نفسي مخصوص يا ثريا
و أشار بيده في دعوة منه لها إلى الجلوس إقعدي يا ثريا
إبتسمت له برضا و جلست بنفس أريكته لكن بطرفها مما أشعل روحه و جعلها تتراقص فرح.

ثم حول بصره ناظرا على تلك المتصنمه بوقفتها و تحدث إليها بإحترام مصطنع في محاولة منه للمحافظة على شكل و كرامة زوجته أمام ثريا من فضلك يا منال تعملي أي عصير فريش علشان ثريا
أجابته بإيماءة بسيطة من رأسها مع طاعة مصطنعة كي لا تثير غضبه عليها أكثر حاضر يا سيادة العقيد
و أنسحبت بهدوء و تحركت بكبرياء إلى الداخل لتفعل ما امرها به زوجها.

حين وجه هو بصره و صوبهما على تلك الجالسة و حمرة الخجل كست ملامحها الرقيقة مما جعلها فاتنة و زاد من لهيب ذاك المسكين ولكنه أسرع بغض بصرة و إستغفر خالقة و طلب منه السماح و الثبات
فتحدثت و هي تنظر لذاك المشيح عنها ببصره عز، أنا محتاجة منك خدمة ضروري،
و أكملت مفسرة أنا جايه لك علشان تساعدني و تقف جنب حسن في موضوعه و تكلم بابا تاني و تحاول تقنعة.

و أكملت بإطراء بابا طول عمرة بيحترمك جدا و بيثق دايما في أراءك، و لو فاتحته و شاف الموضوع من وجهة نظرك بالتأكيد وقتها هيراجع نفسه و يغير رأيه و يتراجع عن قرارة الظالم ده
نظر إليها بعيون حزينة يائسة و تحدث بأسي للأسف يا ثريا مش هينفع، عمي صلاح رافض إن أي حد يفتح معاه الموضوع و قافل باب النقاش فيه نهائيا،.

وأكمل مفسرا بتعجب تصوري إن وصل بيه الحال إنه إتخانق مع أبويا و أتهمه بإن قلبة مش على حسن و إنه أناني و ما بيفكرش في مصلحته
و أكمل ليضع الصورة أمام أعينها كاملة و قال له كمان إن لو حسن ده كان إبنه كان رفض جوازته من بنت أسوان البسيطة و كان دور له على جوازة تليق بيه و بمقامة
و أكمل بملامح وجة حزينة و الحاج زعل جدا من الكلام ده و منعني أنا و عبدالرحمن و أكد علينا إننا ما نتدخلش في الموضوع نهائي.

تحدثت بنبرة مختنقة و أغرورقت حبات الدموع بعيناها مما جعل داخله يستشيط لأجلها طب و أية الحل الوقت يا عز، هنقف نتفرج على حسن و إدينا متكتفه و نسيب الحزن ينهش في قلبه بالشكل ده؟
و أكملت بإتهام و قلب يتألم لأجل شقيقها الغالي أخويا تعبان أوي يا عز، حسن بيحبها بجد و كلكم مش هاممكم غير الشكل الإجتماعي والحسب والنسب و محدش منكم حاسين بيه و لا بوجعه.

نظر لها بألم لأجلها و أردف قائلا بنبرة متألمة ينبثق من داخلها وجع و مرارة صدقيني يا ثريا أنا أكتر واحد حاسس بيه و بوجع قلبه
وجهت إليه إتهام غير شاعرة بأنين روحه و صرخات قلبه المميتة و التي تكاد أن تفتك به و تنهي على حياة ذاك المسكين لتستريح من كل ذاك الألم الذي أصبح غير محتمل لقلبه الذي يحتضر منذ البعيد دون أمل للخلاص مش صحيح يا عز، محدش منكم حاسس بوجع قلب حسن و لا جربه.

و أكملت بجبروت و لو كنت فعلا حاسس بيه زي ما بتقول، طب ليه ساكت على ظلم عمك ليه يا سيادة العقيد؟
ليه متحاولش توصل لدماغ بابا و تقنعه و ترحم حسن من وجع قلبه الغير محتمل، ليه يا عز، ليه؟

نظر لها وصمت، زادت هي من الضغط على جرحة غير مبالية بألام روحه المبرحة وتحدثت بنبرة صوت إستعطافية زلزلت كيانة أنا عارفة إني غالية عندك و إنك بتعزني و بتعتبرني أختك اللي ربنا ما رزقكش بيها، لو كنت فعلا غالية عندك زي ما بتقول إثبت لي ده و ساعدني نكلم بابا و نقنعه
نظر لها بعيون تنم عن مدي ألمه و تحدث داخله بقلب صارخ يأن من ويلات الألم،
كفا حبيبتي كفا، رحماك قاتلتي، رحماك خليلتي.

ألم تشعري بتمزق روحي و اشتعالها؟
ألم تستمعي لصرخات قلبي و أنينه؟
لقد أهلك غرامك قلبي حتى وصل للمنتهي
فالويل كل الويل لي بقربك المهلك
فلترأفي بروحي السجينة بداخل كيانك
ورحماك بمن أتي عليه الزمان و لم يعي ويلاته
هنا قد أتت منال عليهما بعد أن كانت تقف بجانب المطبخ تتسمع عليهما لمعرفة ما يتحدثا به كي تكون على وعي و دراية كاملة بكل ما يجري من حولها،.

وضعت لهما أكواب المشروب و جلست فوق مقعدا مقابل لأريكتهما و وضعت ساق فوق الأخري بطريقة متعالية و تحدثت بوجة هادئ بعض الشئ إشربي العصير يا ثريا
أجابتها ثريا بإبتسامة باهتة رسمتها بإعجوبة كي لا تعبس بوجه منال تسلم إيدك يا منال و أسفه تعبتك معايا
إبتسمت لها بخفه بمجاملة و ذلك لأجل إرضاء عز فقط لا غير.

نظر عز إلى ثريا و أردف قائلا بهدوء و بنبرة مستترة حتى لا يدع الفرصة إلى منال بالتدخل في الحديث كي لا تحزن حبيبته بحديثها اللازع إشربي العصير و إطمني يا ثريا، و أنا إن شاء الله هعمل لك اللي إنت عوزاه و يرضيكي
إبتسمت له بسعادة و نظرت إلية بإمتنان و وقفت مستأذنه بنبرة رقيقة بعدما حصلت على ما سعت إلية معلش يا عز مش هينفع، أصلي سايبه رائف مع أمي تحت و لازم أنزل أجيبه علشان زمانه مغلبها معاه.

و أكملت بعيون ممتنة و حقيقي متشكرة جدا على كل حاجه
أومأ لها بصمت بإبتسامة سعيدة لأجلها ثم وقف و تحدث و هو يشير إليها بكأس العصير ممسك إياه بيده طب ممكن تشربي العصير بتاعك علشان خاطري
إتسعت حدقة عين منال بإستغراب و هي تشاهد رقة و حنان زوجها الموجهه لتلك الثريا، و ما كان من ثريا إلا الإمتثال لحديث عز و أخذت من بين يده كأس العصير و أرتشفت منه القليل لإرضاءه و أنسحبت بهدوء من المكان بأكملة.

خرجت من شقة عز و كادت أن تتحرك إلى الدرج إلا أنها أستمعت إلى صوت ذاك الغاضب و هو يناديها من خلفها بنبرة حادة ثريا
إلتفت إليه تنظر للخلف حيث وقوفه أمام باب شقتهما و تحدثت بإبتسامة بشوش رغم وجهه و ملامحه المكفهرة هنزل أجيب رائف و أرجع لك يا أحمد
و كادت أن تتحرك من جديد إلا أن صوته الهادر جعل ساقيها تتسمر بوقفتهما و هو يتحدث تعالي الأول، عاوزك.

نظرت ثريا إلى أحمد و تحركت إليه حتى إقتربت من وقفته، سحبها من يدها و أدخلها عنوة عنها لداخل مسكنهما و أغلق الباب تحت ذهولها و عيناها المتسعة و هي تنظر إليه بإستغراب
ثم أقترب منها و تحدث بنبرة متسائلة يشوبها الشك كنت عند عز بتعملي أيه في الوقت المتأخر ده؟
إبتلعت لعابها و تحدثت بعيون مغيمة أثر غشاوة الدموع معناه أيه سؤالك ده يا أحمد؟

إحتدت نبرة صوت أحمد و تحدث بنبرة حادة صارمة ما ترديش على سؤالي بسؤال، وأكمل متساءلا بحدة بسألك كنت عند عز جوة بتعملي أيه في الوقت ده؟
تمالكت من حالها كي لا تجهش و تنفتح في نوبة بكاء مرير من حديثة الجارح و المهين لشخصها و تحدثت مفسرة بنبرة مختنقة كنت رايحة أتكلم معاه في موضوع حسن، و مراته كانت معانا و تقدر تسألها لو مش مصدقني.

جحظت عيناه من حديثها المهين لشخصه قبل شخصها، فهو لم يقصد التشكيك بشرفها بلحظة، ولكن، بماذا يحدثها و كيف يخبرها بأنه بات يشعر بنار تأكل بداخله الأخضر واليابس بدون رحمة، نار شاعلة بقلبه تحرق جسده كلما تواجدت هي و عز بمكان واحد يجمعهما، و ذلك بعدما رأي بعين شقيقة لهفته و عشقة و رعبه عليها يوم ولادتها المتعثرة لصغيرها رائف،.

يومها كانت الساعة قد تخطت الخامسة فجرا و شعرت ثريا بألام مخاض الولادة و التي كانت متعثرة للغاية، وقتها فقط ظهر الرعب بعين عز و أسرع لإحضار الطبيب و لم يكتفي بذلك فقط، لكنه أصر على الدلوف للداخل و وقف أمامها و بث الطمأنينة لداخل روحها بحديثه المطمأن لها كي يزرع بداخلها التفاءل و العزيمة.

ثم حدث و لا حرج عن حالته المزرية و هو ينتظر خارج الغرفة المتواجدة بها و يجوب المكان إياب و ذهاب و القلق ينهش داخله و يتوحش بداخل عيناه، حينها إستغرب أحمد حالة شقيقه و التي لم يرا منها جزء و لو بسيط خلال وضع منال لأطفاله الثلاث
يومها أقسم أحمد لحاله و بات متأكدا أن ما يحدث لشقيقه عشق، عشق لإمرأته و من قديم الأزل، لا محال، هو رجل عاشق حتى النخاع، و من غيرة يشعر بخوف و أرتجاف العاشق على الحبيب.

أما عن فرحة عيناه حينما خرج الطبيب و أخبرهم بنجاة الأم و وصول صغيرها بسلام فحدث و لا حرج
فاق من شروده القاتل و تحدث بنبرة حادة صارمة إنت إتجننتي يا ثريا، أيه الكلام الفارغ اللي بتقولية ده؟
و اكمل معترض إزاي تفكري أصلا تحطي نفسك في موضع الشبهات؟
هنا نزلت دموعها بوهن و أردفت قائلة بنبرة ضعيفة كلامك ليا ملهوش معني غير كده يا أحمد.

لم يتحمل رؤيتة لدموعها العزيزة و جذبها على الفور و أدخلها لداخل أحضانه مشددا عليها و هو يربت على ظهرها بحنان غلط يا بنت قلبي، تفكيرك غلط، إنت عارفه أنا أقصد أيه بالظبط، أنا عارف و متأكد من إنك روحتي لعز علشان يتوسط لحسن عند عمي صلاح،
و أكمل بنبرة لاءمة روحتي له برغم تحذيراتي ليكي بإنك تبعدي نفسك عن الموضوع يا ثريا، يعني ما عملتيش لكلمتي و لا لخوفي عليكي حساب.

هزت رأسها سريع بنفي و تحدثت لا عشت و لا كنت لو كنت أقصد أكسر كلمتك يا حبيبي، أنا بس صعبان عليا حزن أخويا و وجعه، و لما فكرت لقيت إن عز هو الوحيد اللي ممكن يساعدني و يقنع بابا ويخليه يتراجع عن قرارة.

أخذها لداخل أحضانه و شدد عليها بتملك و غيره حين إستمع لخروج حروف إسم شقيقه من بين شفتاها المهلكة و تحدث و هو يشدد من ضمتها حتى كاد أن يسحق عظامها من شدة إحتضانه و غيرته المرة علشان خاطري خرجي نفسك من الموضوع ده و بلاش تتكلمي فيه مع حد تاني و بالذات مع عز
و أكمل بإستعطاف إوعديني يا ثريا
أجابته من داخل أحضانة التي تشبة القبضه الحديدية و التي أوصلت لها كم هو غاضب و يشعر بالإشتعال حاضر يا حبيبي، حاضر.

تنهد براحة بعد حديثها و مازال مشددا لضمتها بل إزداد تحت حزنها لتلك الحالة التي وصل إليها مؤخرا معشوقها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة