قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل السابع

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل السابع

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل السابع

تحدثت إليه ثريا بعيون سعيدة ونبرة فخورة بشقيقها الغالي الله أكبر عليك، ربنا يحميك يا حبيبي، طول عمرك شاطر و أي حاجة بتدخلها بتكون مميز فيها و بتسيب بصمتك عليها
نظر إليها وألقي لها قبلة في الهواء دون أن يلاحظها كل من أباه و عمه إحترام و تقديرا لهما، تحت نظرات عز السعيدة لأجل سعادتها الهائلة بقدوم شقيقها المقرب إلى قلبها و تفكيرها.

في حين تحدثت والدته إلى صغيرتها بنبرة معاتبة لائمة إفضلي إنت كده شجعي فية على القعده في أسوان علشان ما يرجعش هنا تاني
إبتسمت على حديث والدتها إليها و أردفت قائلة بدعابه ده على أساس إني لو قلت له سيبك من أسوان و إرجع إسكندريه تاني هيرجع؟
تحدث أحمد إلى زوجة عمه و أم متيمة روحه ريحي نفسك من الكلام ده يا مرات عمي و حاولي تتأقلمي مع وضعه،.

ثم أكمل حديثه و هو يوجه بصره إلى حسن مبتسم الظاهر كده إن الباشمهندس سحرته أسوان و إنتهي الأمر
إبتسم له حسن و أردف قائلا بنبرة إستحسانيه اللا عليك يا عاقل يا رزين، و أكمل بإعجاب و إطراء تعرف يا أحمد يا ابن عمي إيه أكتر حاجة بحبها و بحترمها فيك
نظر له أحمد و تساءل بدعابه ضحك لها الجميع أستر يا رب، ويا تري إيه هي الحاجة دي يا هندسة؟

أجابه حسن بنبرة جاده ليونتك و تقبلك لكل حاجة بهدوء و بصدر رحب، عمري ما شفتك إعترضت على حاجة حصلت و عملت عليها مشكلة، دايما بتتقبل الأمر و بتحاول تتعايش معاه في هدوء و من غير ما تجرح حد و لا تزعله منك
وكأن بكلماته تلك قد فتح على حاله سيلا من الإنتقادات لشخصيته الثائرة الدائمة المشاغبة و التي و كأنها خلقت لأجل الإعتراض و فقط
فتحدث إليه أبيه بنبرة ساخرة منتقدا شخصيته.

طب و لما انت معجب أوي كده بشخصية إبن عمك، ليه ما بتحاولش تقلدة و تريح قلبي و قلب المسكينة أمك اللي واجعه معاك بسفرك و غربتك عننا؟
قهقه عز و أردف قائلا بنبرة ساخرة ااااااه، جالك الموت يا تارك الصلاه
ضحك الجميع و تحدث حسن إلى أبية هارب من الموقف بشخصيته المرحة طب و لو أنا قلدت أحمد و بقيت نسخته المصغرة هتعرفونا من بعض إزاي بس؟

واسترسل حديثه بنبرة جادة و بعدين يا حاج صلاح ربنا خلقنا مختلفين علشان نكمل بعض، مش علشان نحاول نغير من طبيعتنا اللي ربنا خلقنا بيها و نجتهد في إزاي نقلد بعض و نبقا مجرد نسخ مكررة ماشية على الأرض!
تحدث الحاج محمد والد عز بإعجاب في دي بقا معاك حق يا باشمهندس، كلام عين العقل ويحب لك
تحدث عبدالرحمن إلى حسن بنبرة مداعب بها إبن عمه الأصغر واضح إننا كبرنا و نضجنا و. بقينا نقول كلام عميق أهو يا هندسة.

غمز له بعيناه بطريقة مرحه و أردف قائلا أشكرك
و هنا أردفت منال موجهة حديثها إلى حسن بتساؤل جاد يا تري أخبار السياحة في أسوان إيه اليومين دول يا باشمهندس
أجابها بإحترام و جدية الحقيقة إن برغم إن ده مش الموسم بتاع سياحة أسوان إلا إن إعتدال جو إبريل عامل جذب للسائح بشكل ملحوظ، و مخلي حركة السياحة نشطة جدا الفترة دي
أجابته بلباقة طب دي حاجة كويسه جدا و تدعوا كمان للتفاؤل.

و أكملت حديثها بعدما حولت بصرها إلى زوجها و أردفت قائلة بإستئذان لطيف إيه رأيك يا سيادة العقيد لو أخدنا الأولاد و روحنا قضينا لنا كام يوم هناك علشان نرفة عن نفسيتهم و نرفع عنهم ضغط المذاكرة!
أجابها بإحترام و نبرة صوت هادئة تليق بذاك العز ذو الأخلاق الرفيعه هحاول أظبط شغلي اليومين الجايين و بناء عليه هاخد أجازة كام يوم للأولاد من مدرستهم و نسافر بإذن الله.

هزت له رأسها بهدوء مع إبتسامة هادئة بطريقة تليق بتلك السيدة الأرستقراطية سليلة عائلة العشري العريقة سابقا، و ذلك قبل أن يحتجز النظام الناصري ثرواتهم الهائلة الضخمة و يقوم بتوزيعها بالعدل على عامة الشعب و ملاكه الأصليين حتى يسود العدل بين جميع أطياف الشعب الواحد
و أكمل الجميع أحاديثهم الشيقة بجانب تناولهم الطعام بشهية عالية.

بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات، كانت تجاور شقيقها التي إشتاقته حد الجنون الجلوس فوق السطوح وسط الجلسة المعدة من قبل شباب المنزل حيث البرجولة و المقاعد المبطنة المريحة، و الزهور و زرعة اللبلاب التي تفرعت بكثرة و ملئت السطوح من حولها و تدلت من فوق الشرفات لتعطي مظهرا خلاب للمكان و للمنزل بأكملة.

تحدث إليها بترقب و نبرة متلبكة بعض الشئ ثريا، فية موضوع كدة عاوز أكلمك فية قبل أي حد علشان متأكد من إنك الوحيدة اللي هتفهمني كويس وتقدري كلامي
ردت عليه قائلة بنبرة حنون و اهتمام قول يا حبيبي أنا سمعاك
نظر إليها و تحدث بإبتسامة سعيدة بينت صفي أسنانة ناصعة البياض أخيرا لقيتها يا ثريا، لقيت حب حياتي اللي كنت بدور علية بقالي زمان،.

وأكمل واصف إياها بعيون هائمة سارحة في ملكوت الهوي كلها حياة، شبة حوريات البحر في شقاوتها، زي ما أتمنيتها وشفتها في أحلامي المرسومة بالظبط
تساءلت بعيون متلهفة و إهتمام إسمها أية يا حسن؟
بسمة، إسمها إبتسام و إسم الدلع بسمة، كلمات تغني بها حسن بعيون لامعة من شدة سعادتها، مما أسعد قلب شقيقتة.

و بعد مدة كان قد قص لها حسن ما حدث معه بالتفصيل الدقيق تحدثت إلية بوجة سعيد بكرة بعد الغدا فاتح بابا وعمي في الموضوع و متقلقش يا حبيبي، هتلاقيني معاك و في ظهرك
إبتسم لشقيقته بسعادة و قبل يدها و تحدث بإمتنان ربنا يخليكي ليا يا ثريا، ما تتصوريش أنا مبسوط إزاي إنك فهمتي وحسيتي بقلبي و حبيتي بسمة حتى من قبل ما تشوفيها.

إبتسمت له و أردفت قائلة بنبرة حنون أهم حاجة إنها عجبتك وإن إنت إرتحت لها و حبيتها، و أنا بثق فيك و في عقلك لأبعد الحدود،
و أكملت حديثها بتأكيد و إطراء و اللي أنا متأكدة منه هو إن عمرك ما هتختار غير بنت محترمة تشرفك بتربيتها و أخلاقها العالية و دول أهم من أي مظاهر كذابة يا حسن
إبتسم لشقيقته و أكملا حديثهما الشيق و بعد وقت محدد نزلت هي و اتجهت إلى شقتها و هو إلى غرفته.

خطت بساقيها لداخل شقتها و أتجهت إلى غرفة نومها و هي تتسحب على أطرافها، أمسكت مقود الباب و فتحته بهدوء تام كي لا تزعج زوجها و طفلها رائف الذي يغفو يوميا بذات الغرفة بمهده الخاص
فتحت الباب وفوجأت بجلوس أحمد فوق مقعد حول الطاولة المستديرة المتواجدة بمنتصف الغرفة و يبدوا من مظهره أنه ينتظر مجيأها على أحر من الجمر.

وقفت تتطلع حولها بإنبهار لكل شئ تقع عليه عيناها، زوجها الحبيب و إبتسامته الجذابة و هو يرتدي تلك المنامة الرقيقة بلونها البيچ التي كانت قد أهدته إياها خلال إحتفالهما الأخير بعيد زواجهما و الذي كان قبل الشهرين،
و أيضا تلك الشموع ذات الإضاءة الخافته و التي طغت على الغرفة وأضافت لها جوا هادئ رومانسي، ومشروب المانجو الموضوع فوق الطاوله تجاوره الحلوي المحببه لديها وصحن كبيرا ممتلئ بالفاكهه المتنوعة.

وقف منتصب الظهر وتحرك إليها بجاذبية حتى وقف أمامها، ثم أمسك كف يدها الرقيق و رفعه برقة و قربه من فمه ثم وضع شفتاه طابع فوقه قبلة رقيقة، و رفع بصره من جديد لتتقابل مقلتيه العاشقة بمقلتيها الساحرة
وأردف قائلا بنبرة حنون وهو يتمعن بملامحها التي يعشقها إتأخرتي أوي عليا يا بنت قلبي
إبتسمت بجاذبية و تساءلت بنبرة صوت انثوي رقيق بقالك كتير مستنيني؟

أجابها بغمزة شقية من عيناه مستنيكي بقالي زمان، و مستعد أفضل مستنيكي اللي باقي من عمري كله طالما في النهاية هاخدك في حضني و هريح قلبي اللي دايما مشتاق لضمتك
إنتفض قلبها و ثار عليها داخل صدرها و بدون سابق إنذار وجدت حالها ترتمي داخل أحضانه واضعة رأسها فوق موضع قلبه حتى أنها باتت تستمع لنبضات قلبه التي تنبض بعشقها الهائل ثم وضعت كف يدها على صدره تتحسسه بنعومة مما أثار داخل ذاك المتيم عاشق زوجته.

و تحدثت هي بنبرة ناعمة أنا بحبك أوي يا أحمد، بحبك فوق ما تتخيل و أكتر كمان من اللي ممكن يصوره لك خيالك.

ضمها لصدرة و بات يتحسس ظهرها بنعومه قائلا و أنا بعشقك يا ثريا
ثم تحركا معا و وقف كلاهما أمام المنضدة ثم إلتقط هو كأس مشروب المانجو و رفعه مقرب إياه من شفتاها المهلكة بالنسبة له، و نظر لها ليحثها على الإرتشاف، و بالفعل إرتشفت منه القليل و هي تنظر إليه بهيام.

أنزل الكأس ثم إلتقط ثمرة من فاكهة الكرز و قربها من فمها، إقتضمت نصفها و ألتهم هو الجزء المتبقي وهنا لم يعد لديه صبرا فأقترب عليها ملتقط شفتاها بين شفتيه و بات يقبلها بنهم عاشق جائع متشوق لتذوق شهد حبيبته
إبتعد عنها ثم أمسك يدها و سحبها بنعومه متجه بها إلى تختهما، و فجأة توقفت و تساءلت متعجبة و هي تنظر إلى مهد صغيرها الخالي فين رائف يا أحمد؟

أجابها بنبرة هادئة وديته الأوضة عند يسرا و نيمته جنبها على السرير
ثم نظر لها بعيون عاشقة و تحدث بسعادة حبيت نبقا على راحتنا علشان تكوني مرتاحه أكتر وإنت معايا
إبتسمت له و ابعدت عنه بصرها خجلا و سحبها هو من جديد كي ينعما معا داخل أحضان بعضهما و يسرقا من الزمن لحظات رومانسيه تساعدهما على تخطي عقبات الحياة و همومها التي لا تعد ولا تحصي.

داخل مدينة أسوان الساحرة!
كانت الجده و دياب و سعاد يجلسون فوق الدكة الخشبية المتواجد منها العديد بساحة المنزل و يتناولون مشروب الشاي الدافئ
إستمعوا إلى خبطات قوية فوق الباب الخشبي الخارجي فتحدث دياب إلى الطارق إدخل يلي بتخبط.

دفع ناجي بيدة الباب الخشبي الموارب بحده و دلف للداخل و تحرك إليهم حاملا بيده أكياس كثيرة محملة بالفواكة و الحلويات المتنوعة باهظة الثمن و أقترب متحدث بإبتسامة مصطنعة السلام عليكم.

ردوا عليه السلام بوجوه عابسة و ذلك لعدم رضاهم و تقبلهم إلى الطريق المشبوة الذي يسلكة ذاك الناجي، حيث أنه يعمل مع مجموعة لصوص مختبئين وراء رداء عبائة رجال الأعمال و ما هم أكثر من مجرد مشبوهين، حيث يسرقون و ينهبون أثار مصرنا الحبيبة و ثرواتها و يهربونها إلى لخارج بطرق غير شرعية مما يؤثر على إقتصاد البلد و يؤثر إيضا على الحركة السياحية و إنجذاب السائحين إلى البلد.

و كثيرا ما حظرت الجدة و دياب ذاك الفتي الضال و طالباه ليبتعد عن هؤلاء الشياطين إلا أنه أبي ورفض بشدة لتحصله على مبالغ طائلة من هؤلاء اللصوص المشبوهين و هذا ما كان يسعد ناجي و والدته التي دائما تحمسه و تحضه على الإستمرار في تلك الأعمال المشبوهة كي تنهال عليها الثروات المحرمة لتحيا بها حياة الاثرياء و تتعالي بها على أقربائها و الجميع.

وضع ناجي الأكياس فوق مقعد جانبي و إقترب من الجده و أمسك يدها و قبلها تحت نفورها و اشمئزازها الظاهران له، و تحدث هو رغم عنه إزيك يا جدة، أخبار صحتك أيه؟
أجابته الجده و هي تحيد عنه بناظريها بضيق الحمدلله
لم يهتم بمعاملتها السيئة و أحال ناظريه إلى عمه و تحدث بإبتسامة سمجة أزيك يا عمي.

تحدث إليه دياب بهدوء و أختصار فمهما كان فهو إبن شقيقة الغالي طيب القلب رحمة الله عليه و الذي لم يتخذ ناجي منه أي خصال أصيله بل ورث خصاله بالكامل عن نجية والدته تلك الحمقاء الحقود إقعد يا ناجي
جلس ناجي بجانب جدته التي أصبحت تتوسطهما و نظر إلى زوجة عمه الجالسه بجانب دياب و تحدث إليها بإبتسامة إزيك يا مرت عمي، أخبارك صحتك أيه؟
أجابته سعاد بهدوء الحمدلله يا ولدي، في خير ونعمة من الله.

وجه دياب حديثه إلى زوجته قائلا بهدوء قومي يا أم محمد إعملي كباية شاي لناجي
همت بالوقوف أوقفها صوت ناجي الذي تحدث إليها مش عايز أشرب حاجة يا مرت عمي، إقعدي عشان عايز عمي و جدتي في موضوع مهم و عايزك تحضري الكلام عشان الموضوع يخصك إنت كمان!
نظر إليه الجميع بإستغراب و تحدث دياب بإستفهام موضوع أيه دي يا ناجي اللي عايزنا فيه بالجملة كده.

نظر إليه و أخذ نفس عميق و أردف قائلا بهدوء موضوع جوازي من إبتسام يا عمي
تحدثت الجدة بصرامة و أردفت قائلة بنبرة حاده إحنا هنعيده تاني يا إبن نجية، إنت كام مرة جيت و أتكلمت في الموضوع ده و إحنا رفضنا طلبك و قولنا لك لو عاوزها تبطل طريق الشوم اللي إنت ماشي فيه ده،.

وأكملت بنبرة ملامة و إنت مسمعتش الكلام و مشيت ورا كلام أمك العقربة اللي كل همها تكبش فلوس و تعيش عيشة الأغنية، و مهمهاش إن ولدها يتحاسب في أخرته من رب العالمين و لا يتقبض عليه و يقضي اللي باقي له من حياته في الحبس ويا المجرمين و قتالين القتله!
زفر ناجي و تحدث إلى جدته بنبرة متملله هو إحنا مش هنخلص منه الموضوع ده يا جده، كل ما تشوفي وشي قدامك تسممي بدني بالكلمتين اللي ملهومش لازمة دول؟

تحدث إليه دياب بنبرة جادة مستسلمة فعلا يا أبني الكلام ملهوش لازمة، زي ما كلامك ده بردوا ملوش لازمة لان بنتي إتخطبت خلاص
تحدث ناجي بحده و نبرة صوت عالية خالية من الإحترام والأصول الكلام ده ما يلزمنيش و لا يدخل ذمتي بجنية واحد يا عمي، إبتسام أبويا الله يرحمه كان حاجزها لي و أنا عاوز أتمم جوازي عليها و تكون حلالي، و هدفع لك المهر اللي تقول عليه، من ألف جنية ل 1 ألف.

و نظر له متساءلا ها، قولت أيه يا عمي؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة