قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثامن

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثامن

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثامن

و نظر ناجي إلى عمه دياب متساءلا ها، قولت أيه في كلامي ده يا عمي؟
أجابته الجده بنبرة صارمة قولنا لك قبل كده معندناش بنات للجواز، و بسمه أتخطبت لراجل محترم و بيعرف ربه و هيتقي الله فيها و يأكلها بالحلال و ده كل اللي يهمنا، و أكملت بنبرة تهكمية أثارت بها غضب ذاك الناجي و إنت بقا روح خلي المحروسة أمك تخطب لك واحده بفلوسك الكتير اللي جاي تتمنظر علينا بيها دي.

و أكملت بنبرة تحذيرية و يلا قوم من هنا و خد الحاجات اللي إنت جايبها وياك دي وديها لنجيه، على الله تشبع و تسد بيهم جوعها و طمعها اللي هيفضلوا ملازمنها باقي عمرها مهما لمت من فلوس
تجاهل ناجي حديث جدته المهين و نظر إلى دياب و وجه سؤاله إليه مباشرة وإنت أيه قولك على كلام جدتي ده يا عمي؟

أجابه دياب بنبرة صارمة ما أنت عارف إن الكلمة الأولي و الأخيرة هنا لأمي يا ناجي، و سبق و قولنا لك الكلام ده قبل كده بس يظهر إنك ما بتزهقش و لا بتكل.

إقشعر وجه ناجي و كسي ملامحه الغضب و وقف و تحدث بنبرة تهديديه و هو يلوح بيداه بعدم إحترام سواء لجدته أو لعمه طب إسمعوا بقا نهاية الكلام عشان أنا مش هعيدة تاني، إبتسام مفيش راجل هيلمسها و لا هيدخل عليها غيري، و الواد اللي إتجرأ و إتقدم لها ده أنا روحت له و هددته، و لو ما إتراجعش و كمل في عنادة أنا هتعامل معاه بطريقه هتندمه على عمرة و هتندمكم إنتوا كمان، بس ساعتها هيبقا فات أوان الندم يا عمي،.

و أكمل عشان كده أنا هسيب لكم مهلة يومين تفكروا فيهم كويس و بعدها تبلغوني و تقولوا لي قراركم الأخير
و أكمل بحده و ترهيب و نبرة تهديدية صريحة و خليكم فاكرين كويس أوي، بسمه مفيش راجل هيدخل عليها و لا هيلمسها غيري!

هب دياب واقف من جلسته و تحدث بنبرة حاده ناهرا إياه إنت عيل قليل الرباية و أخويا الله يرحمة قصر في ربايتك، و لولا إنها عيبه في حقي إني أضرب شحط أطول مني كنت عملتها و ربيتك من جديد و كملت اللي أمك و أبوك قصروا فيه
نظرت له الجده و أكملت بوعيد إوعاك يا واد شيطانك يوزك و تغرك فلوسك الحرام و نفسك الأمارة بالسوء تحرشك و تحاول تقرب من الشاب الإسكندراني ده،.

وأكملت لتنبهه الواد عيلته كبيرة و إنت و ناسك العفشة اللي ملموم عليهم مش هتقدروا عليهم
وقف غاضب وأجابها بسفاقة و تحدي هنشوف يا جده مين اللي مش هيقدر على مين
و تحرك بضعة خطوات أوقفه دياب بصوته الجهوري إستني يا ناجي
إلتف برأسه مطلا على عمه بنظرة حادة تشتعل غضب فأكمل دياب مشيرا بيده على تلك الأكياس خد حاجتك معاك.

قبض ناجي على يده بشدة حتى ابيضت عرقه من شدة غضبه و تراجع للخلف حاملا الأكياس بحدة و توجه مندفع للخارج و الغضب يتطاير من عيناه و يتملك من جسده بالكامل
نظرت سعاد التي إلتزمت الصمت طيلة الحديث إحترام و تقديرا لزوجها و والدة زوجها و تركت لهما مجال الرد
و لكنها لم تستطع الصمت أكثر و نظرت إلى والدة زوجها و تساءلت بنظرة مرتعبة و بعدين يا أما، هنعمل أيه بعد تهديد ناجي دي، أنا خايفه ليعمل حاجة في البت.

تحدث إليها دياب بنبرة حاده إتجنن إياك عشان يعمل كده، ده أنا أدفنه مكانه و لا يتهز لي شعره
أجابته بنبرة مرتجفة مرتعبة على صغيرتها و إحنا لسه هنقعد نستني لحد ما يأذيها يا دياب؟
ثم وجهت بصرها إلى الجده لتري ردة فعلها وجدتها تستند بفكيها على عكازها و تفكر بشرود.

عصر اليوم التالي بمنزل أل المغربي، و بعدما إنتهي الجميع من تناول وجبة الغداء
و أثناء ما كان الجميع يتناولون مشروب الشاي المفضل لديهم، تحمحم حسن و تحدث إليهم بإستحياء و عرض عليهم طلبه بنيته بالزواج من تلك السمراء الأسوانية أصيلة النسب و العرق.

تبادل الجميع النظر بينهم بعضهم إلى البعض بإستغراب و تحدثت عزيزة بنبرة حادة معترضة كانوا خلصوا بنات إسكندرية كلهم لما هتروح تجيب لي عروسة من أخر الدنيا يا أبني؟
نظر إليها زوجها صلاح المغربي و تحدث بهدوء ما قد يسبق العاصفة إهدي بس يا حاجة لما نفهم منه أصل الموضوع
ثم حول بصرة إلى ولده و تسائل بإهتمام تبقا من عيلة مين البت دي يا باشمهندس؟

تحدث إلى والده بإستغراب من سؤالة العجيب و هو حضرتك تعرف كل عائلات أسوان يا بابا، يعني لو قلت لك هي من عيلة مين هتعرف؟
تحدث عمه محمد موجه الحديث إليه بنبرة جادة طبعا يا أبني هيعرف، لأن عائلات أسوان الكبيرة معروفين بالإسم في الجمهورية كلها
ثم نظر إلى ولده عز و تحدث بنبرة جادة خد من إبن عمك إسم البنت و عيلتها يا حضرة العقيد و أعمل لنا عنهم تحرياتك!

إتسعت أعين حسن و نظر إلى عمه بتعجب و أردف قائلا بنبرة حادة رافض لحديثه المهين لحبيبته و أهلها تحريات أية يا عمي اللي حضرتك إللي بتتكلم عنها، أنا بكلم حضرتك عن البنت اللي هتجوزها، مش بكلمك عن واحدة مشتبة فيها و لا نصبت عليا في حاجة علشان تطلب من سيادة العقيد يعمل لي عنها تحريات؟!

ثم حول بصره إلى أبية و تحدث بفخر و اعتزاز علي العموم يا بابا أحب أقول لك إني عرفت عنها و عن أهلها اللي يخليني أتجوزها و أنا مطمن على نفسي و مأمن على عرضي و إسمي و شرفي اللي هسلمهم لها و أنا مغمض عيوني و مطمن
وأكمل بصدق و علشان أريحك أنا هقول لحضرتك على كل اللي حابب تعرفة من غير ما أتعب سيادة العقيد في البحث و التحري.

نظر له عز و تحدث إلية بنبرة مطمأنة في إشارة منه بأن يتمالك من حالة و يحافظ على هدوئة و ثباته الإنفعالي أثناء النقاش كي يستطيع المجابهه بذكاء و مهارة إهدي يا حسن و كل اللي إنت عاوزة هيحصل
تحدث إليه عمه صلاح بنبرة جادة مش لما الأول نعرف أصل و فصل الناس اللي هناسبهم يا سيادة العقيد؟
ولا هناسب كده عمياني.

تحدثت ثريا على إستحياء لمؤازرة شقيقها أهم حاجة إن البنت عجبت حسن يا بابا و هو إتأكد من أخلاقها و سمعتها الطيبة
رمقها صلاح بنظرة حارقة ألجمت لسانها و جعلتها تبتلع ما تبقي من حديث داخل جوفها، فأنزلت بصرها للأسفل على إستحياء و ألتزمت الصمت كي لا يصب والدها غضبه عليها
تحدث حسن بقوة و شجاعة و بدأ بسرد التفاصيل البنت من أسوان و أسمها إبتسام، عندها 22 سنه و متخرجة من معهد فني و بتشتغل في بزار سياحي،.

و أسترسل حديثة رغم نظرات الجميع المصوبة إلية بخيبة الأمل وكأنه هدم لهم أحلامهم الوردية و أنهي عليها أبوها راجل بسيط جدا، عندة قطعة أرض صغيرة ملكه و بيشتغل فيها بإيدة و عايش من خيرها هو و مراته و أمه و أولاده، و قاعدين في بيت من بيوت أسوان البسيطة اللي طبعا كلكم عارفينها.

ألقت راقية زوجة عبدالرحمن نظرة إلى منال الجالسه بجانبها و مالت عليها بجذعها بخفة هامسة لها بجانب أذنها بنبرة ساخره و نعم النسب اللي يشرف، البنت بتشتغل في بزار و أبوها حتة فلاح بيزرع أرضه بإيدة، لا حقيقي نسب عالي يضيف لعيلة المغربي.

نظرت لها منال و أبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة و ألتزمت الصمت و هي ترفع قامتها للأعلي بغرور لتستمع باقي حديث حسن و تقيمه من حيث وجهة نظرها المتعالية!
ثم نظر حسن إلى عمه محمد و تحدث بنبرة يشوبها اللوم والعتاب أظن كدة حضرتك مش محتاج تخلي سيادة العقيد يتعب نفسة و يعمل عنهم تحرياته يا عمي
إبتسم عمه ساخرا بجانب فمه و أردف قائلا ده شكل كلمتي زعلتك أوي يا حسن.

وأكمل بنبرة معاتبة صادقة نابعة من قلبه المحب لإبن شقيقه الغالي كل ده علشان خايف عليك ليتلعب بيك و تدبس و تدبسنا معاك في جوازة مش من مقامنا؟
و أكمل بنبرة معاتبة طب يا سيدي حقك عليا، و علشان متزعلش أنا مش هتدخل في الموضوع ده نهائي، و هسيب الرأي النهائي لأبوك و لو وافق أنا أول واحد هيبارك و يهني و كمان شبكة العروسة عليا يا سيدي،
و تساءل بإبتسامه ها، كده مرضي يا حسن؟

أجابه صلاح بنبرة محتقنة بالغضب و عيون حادة كعيون الصقر تطلق شزرا كلام أية ده كمان اللي إنت بتقوله ده يا محمد، جوازة إيه دي اللي أوافق عليها؟!
و أكمل بنيرة حادة تنم عن مدي غضبه بقا بعد ما جبت له بنات من أكبر عائلات فيكي يا إسكندرية و البية كل مرة يرفض بحجة إنه ما بيفكرش في الجواز الوقت،
و أسترسل حديثه بنبرة متعالية أجي في الأخر و أوافق على واحده شغالة بياعة في حتة بزار؟

نظر إليه حسن بتعجب و أردف قائلا بإعتراض حضرتك زعلان علشان بسمة شغالة في بزار؟!
و أسترسل حديثه بنبرة جادة طب لو ده السبب اللي مزعل حضرتك أنا هخليها تسيب الشغل من إنهاردة لو ده هيريح حضرتك، و أنا كده كده كنت ناوي أخليها تسيب الشغل لأني رافض فكرة شغل مراتي بعد الجواز حتى و لو كانت شغالة سفيرة
نظرت إلية منال و تحدثت بنبرة صوت يكسو عليها التهكم و السخرية هي المشكلة في شغلها بس يا باشمهندس؟

و أكملت و هي ترفع قامتها و تنظر إلية بكبرياء و غرور طب و أهلها، و مركزنا الإجتماعي و نظرت الناس لينا و إحنا رايحين نخطب لك واحده، سوري يعني بباها حتة فلاح
ثم أبتلعت لعابها رعب و أكملت سريع بعدما رأت غضب محمد والد زوجها و هو ينظر إليها و الشرر يتطاير من عيناه و طبعا أقصد هنا بكلمة فلاح بإنه بيشتغل بإيده في أرضة، طبعا مش زي حضرتك يا بابا إنت و عمو صلاح.

و أكملت بتفاخر لنيل رضاهما أصحاب أراض و أطيان و الناس كلها بتخدمكم، و ليكم وضعكم و إسمكم الكبير اللي أشهر من نار على علم في إسكندرية كلها
و أكملت معترضة برأس مرتفع بغرور و مش كفاية كمان يا باشمهندس إنه فلاح، لا، ده كمان فقير!
نظرت إليها ثريا بحده و كذلك حسن الذي تحدث بلباقة و هدوء إستطاع بهما ضبط ثباته الإنفعالي كي لا ينفعل عليها و يحزن زوجها تعرفي يا مدام منال أية هو الفقر اللي أبشع من فقر الفلوس؟

نظرت إلية تترقب باقي حديثه فأكمل هو بحكمة فقر النفوس!
إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة على تلك الفلسفة العقيمة بالنسبة لها و كادت أن تتحدث معترضة لولا أنها استمعت إلى صوت عز الهادر بحدة و الذي وصل غضبه من حديثها إلى منتهاه منااال، الموضوع ما يخصكيش لا من بعيد و لا من قريب علشان تدخلي و تقولي رأيك فيه.

إزاي ما يخصنيش يا سيادة العقيد، هو الباشمهندس مش يبقا عم أولادي بردوا و اللي هيعملة ده هيأثر عليهم و على مستقبلهم بالسلب، كانت تلك كلمات شديدة الإستفزاز نطقت بها منال بكل كبرياء غير مبالية بمشاعر ذلك الحسن
رد عليها حسن بهدوء إحترام لشخص عز و لعمه الجالس يتطلع إليها بضيق معلش يا مدام منال، إبقي خلي أولاد حضرتك يتبروا مني قدام الناس و بكدة الجريمة اللي هعملها مش هتأثر على مستقبلهم.

تحدث عز إلى منال بنبرة صارمة أمرة بعد أن نفذ صبرة عليها إطلعي هاتي أولادك من برة و إطلعي بيهم على شقتك
كادت أن تتحدث معترضة قاطعها بصوته الهادر و عيونه المشتعلة غضب و التي تنم عن وصوله للمنتهي منااااال
إنتفضت واقفه بحده ثم رفعت رأسها بكبرياء و نادت بعلو صوتها الغاضب يااااسين
أتي الصبي سريع و أردف متساءلا بإحترام أفندم يا ماما؟
أردفت قائلة بنبرة حادة أمرة هات إخواتك و حصلني على فوق حالا.

و تحركت منسحبة للأعلي عبر الدرج و تلاها ياسين حاملا طارق الصغير الذي بالكاد أكمل عامه الثاني و النصف، و تجاورة شيرين
نظر صلاح إلى عز و تحدث بنبرة حادة بعد صعودها زعلان من كلام مراتك ليه يا عز، مش اللي قالته ده هي الحقيقة و اللي الناس هيقولوه بعدها و لا أنا غلطان؟
تنهد عز بأسي و تحدث إلى عمه دي أمور عائلية خاصة جدا يا عمي و المفروض مكنتش تدخل من الأساس.

ثم حول بصره إلى حسن و أردف قائلا بنبرة أسفه معتذرة أنا أسف يا حسن بالنيابة عن منال، حقك عليا و ياريت متزعلش
تنهد حسن و تحدث بنبرة هادئة متفهم الوضع ما تتأسفش يا عز، ده طبع منال الغالب عليها و أنا عارفة كويس، و نشأتها هي السبب في تكوين تفكيرها السطحي اللي أنا عازرها عليه و مقدرة
رد علية صلاح بنبرة جامدة حادة ده مش تفكير سطحي يا باشمهندس، ده تفكير الناس الصح اللي بتفهم و بتتبع الإصول.

نظر لأبية بتمعن و أردف قائلا بتساؤل معناه أيه كلام حضرتك ده يا بابا؟
أجابه بنبرة حازمة معناه إنك تنسي الموضوع ده نهائي و كأننا متكلمناش فيه، و طالما نفسك راحت للجواز و نويت يبقا تسيبني أنا أختار لك البت اللي تشرفك و تشرفنا معاك
نظرت له عزيزة بإستحسان و تحدثت بإعجاب كلام عين العقل يا حاج، يسلم فمك يا أخويا.

ثم نظرت إلى حسن و تحدثت بسطحية و حديث عقيم بالي وعفا عنه الزمن و أنا ليك عليا هنقيها لك بيضا زي لهطة القشطه، بدل بتاعت أسوان السمرا اللي كفانا الشر لو كنت اتجوزتها و خلفت منها هتجيب لك عيال لونهم زيها، و المصيبة بقا لو جابت لك بنات.

نظر إليها و اقشعرت ملامحه و كسي عليها الإشمئزاز من ذاك التفكير العقيم و تحدث بنبرة حزينة من أمتي يا أمي و جمال البنت بيتصنف على أساس لون بشرتها و عرقها، ما ياما بنات غاية في الجمال ظاهريا لكن البشاعة مشوهه نفوسهم و عقولهم الفاضية.

ثم نظر لأبية و تحدث بهدوء مع إحترامي لكلام حضرتك يا بابا، بس أنا خلاص إديت كلمة لأبو بسمة و شبة خطبتها منه، و أظن ميرضيش حضرتك إني أرجع في كلمتي و أطلع عيل و مش قد كلمتي قدام الراجل!
وقف صلاح و دق بعصاه الأرض بعدما جن جنونه عندما استمع لذاك الإعتراف الصريح من ولده و أردف قائلا بنبرة غاضبة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة