قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الرابع

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الرابع

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الرابع

بعد قليل صعد عز إلى مسكن الزوجية المخصص له ولزوجته منال، دلف إلى حجرة نومة بعد سهره قضاها بجانب أشقائة وأولاد عمومته أمام ساحة المنزل الخارجية،
وجد منال تجوب الغرفه إياب وذهاب وهي تفرك كفي يداها ببعضيهما بحدة والغل ينهش بداخل صدرها
نظر إليها يتدقق ملامحها وتحدث مستغرب حالتها الغاضبة مالك يا منال، فيه حاجة حصلت أنا ما أعرفهاش؟

رمقته بنظرة حاده مشتعله وأردفت قائلة بنبرة شديدة الغضب يا جبروتك يا عز يا مغربي، بقا بعد كل اللي حصل منك تحت ده جاي وبكل برود وبتسألني إذا كان فيه حاجه حصلت؟
رمقها بنظرة ساخطة وبنبرة شديدة الصرامة أردف قائلا بحده مهددا إياها إحترمي نفسك وخلي بالك من كلامك كويس وما تغلطيش علشان إنت لا قد غضبي ولا حسابي!

إبتلعت لعابها رعب من نظرت عيناه الصارمه وتحدثت بنبرة أقل حدة كي لا تغضبه أكثر إنت اللي دايما بتخرجني عن شعوري بعمايلك وتجاهلك المتعمد لأحلامي!
أردف قائلا بنبرة ساخرة من حديثها الأناني وياتري أيه هي بقا رغبات وأحلام الهانم اللي أنا مقصر في تحقيقها؟

تحركت إليه وتحدثت بعنجهيه وكبرياء أنا مش قولت لك قبل كدة أكتر من مرة إني نفسي ناخد ولادنا ونبعد عن المكان ده خالص، تقوم يوم ما تيجي لك الفرصه وتلاقي أرض مميزة زي دي، وبدل ما تشتري لنا حتة أرض منها وتبني لي عليها الفيلا اللي طول عمري بحلم بيها ونبعد بأولادنا عن دوشة العيلة وتحكمات الكل، بدل ما تعمل كدة تقوم تقترح عليهم وكمان عاوز تجيب لي فيها إخواتك وأولاد عمك يبنوا ويسكنوا جنبنا؟

وأكملت بنبرة محتقنة بالغضب لا ومش بس كده، ده أنت كمان عاوز تاخد باقي العيله كلهم وتساويهم بينا وتقلبها لمراجيح حي المغربي!
وأكملت بتساءل عنيف وتعجب أنا مش فاهمه إنت ليه دايما حاشر عيلتك في وسط حياتنا بالشكل المستفز ده؟!
كان يستمع إليها بذهول من هيئتها الغاضبه وحديثها المحمل بالتنمر والتعالي والسخرية من عائلته ومستواهم الفكري.

نظر لها بقوة وتحدث بنبرة صارمة حادة إنت إزاي يا هانم تسمحي لنفسك إنك تتكلمي عن أهلي وعيلتي بالطريقه المهينة دي؟
تحدثت بقوة وجمود أنا ما غلطش فيهم يا عز، لكن ده ميمنعش إنهم مش شبهي وإني فعلا مش لاقيه نفسي وسطهم، تفكيري وطموحاتي غير تفكيرهم.

وأكملت بإشمئزاز ظهر على ملامحها المنكمشة عندك مثلا ستات البيت، كل أمالهم في الدنيا إنهم يعيشوا علشان ياكلوا ويشربوا ويربوا الأولاد وبس، حتى ثريا وراقيه شبهم في كل حاجة، نسخة مصغرة من مامتك ومرات عمك، ما عندهومش أي طموحات ولا أي أحلام زي الناس الراقية المتطورة
هتف بحدة متساءلا إياها بنبرة ساخرة ويا تري أيه هي بقا طموحات جناب سعادتك يا راقية يا متطورة؟

السهر والفسح واللبس العريان والرقص في ال night Club والمسخرة؟
هي دي طموحاتك العاليه يا منال؟
إقتربت منه بعدما رأت بركان من الغضب العارم قد سكن عيناه وأستقر بهما، وهنا قررت أن تستغل إنوثتها وجمالها الأوربي الأخاذ لتستعيد هدوئة من جديد ولتسحبه لداخل عالمها كي يستجيب لرغباتها الأنانية المتعالية.

إقتربت من وقفته و وضعت يدها على موضع قلبه ونظرت لداخل عيناه بحب وأردفت قائلة بنبرة ناعمة هادئة أرجوك يا عز حاول تفهمني، أنا بحبك وفخورة بيك أوي وكلامي ده نابع من خوفي وقلقي عليك.

وأكملت برأس شامخ مرفوع أنا متوقعة لك مستقبل باهر ومكانة مرموقه في جهاز المخابرات خلال الفترة اللي جاية، وعلشان كدة لازم تبقا مميز وعامل زي النجمه العاليه في السما، وأكملت بغرور محدش يقدر يطولك ولا يقرب لك إلا بإذن منك، وعلشان ده يحصل لازم تحط مسافة كافية بينك وبين الكل.

وأسترسلت حديثها بتمني أنا نفسي نبعد عن هنا وناخد أولادنا ونعيشهم في مستوي يليق بيك وبينا، نفسي أجيب مربية أجنبية لطارق وشيرين زي الناس المتحضرة
وأكملت بوجه عابس مشمئز كفاية عليا ياسين اللي مامتك والست ثريا إستحوذوا على تربيتة لحد ما بقا شبه أعمامه في كل شيئ، ده بقا نسخة مكررة من رجالة العيله يا عز.

أجابها بنبرة فخورة وأعتزاز قصدك بقا راجل ويعتمد عليه وهو لسه مكملش حتى 12 سنه، وإن شاء الله طارق هيبقا نسخة منه وأتشرف بتربية أمي وثريا ليهم قدام الدنيا كلها
ثم زفر وتحدث بهدوء عندما وجد عبوسها الحاد وحزنها إسمعي يا بنت الناس، من الأخر كده وعلشان تريحي نفسك وتريحيني معاكي، أنا راجل عيلتي بالنسبة لي خط أحمر وياريت ما تقربيش منه علشان ماتحرقيش حياتنا مع بعض.

واكمل بتأكيد أنا وأبويا وعمي وأخواتي وولاد عمي هنفضل مع بعض لأخر يوم في عمرنا، مش هيفرقنا عن بعض غير الموت، فياريت تريحي نفسك وتعيشي زيك زي ستات العيلة اللي جنابك شيفاهم مش قد مقام سيادتك.

نظرت إليه بإستسلام لطريقته الحازمة وتيقنت أن الحديث معه لن يجدي نفعا، فتحدثت إليه بنبرة مترجيه طب على الأقل إبني لنا فيلا لوحدنا، أنا نفسي أحس معاك بالخصوصية في علاقتنا يا عز، نفسي يبقا لي بيت وأكون أنا الست الامرة الناهيه فيه.

تنفس عاليا ثم زفر بهدوء ليهدئ من غضبه الذي أصابه من حديثها المتعالي بحق عائلته، ثم حاوط وجهها بكفيه وتحدث بهدوء إصبري يا منال وأنا هعمل لك كل اللي نفسك فيه، صدقيني هبني لك فيلا وأجيب لك فيها عمال يساعدوكي في تنظيف البيت
بجد يا عز؟، جملة تساءلت بها منال بلهفه.

إبتسم لها وسحبها لداخل أحضانه مربت على ظهرها بحنان وتحدث بهدوء بجد يا منال، صدقيني هعمل لك اللي إنت عوزاه، بس ياريت تبطلي إسلوبك المتعالي اللي دايما بتتعمدي تتكلمي بيه عن أهلي ده وصدقيني وقتها هتلاقي مني أرق معاملة
هزت رأسها بهدوء وأستكانت بين أحضانه.

وتنهد هو وشعر بألم داخل أعماق قلبه عندما تذكر ثريا، حب العمر الضائع الذي حرم عليه كتحريم الجنة على إبليس، وحزن أيضا على حال منال داخل قلبه، فحتي لو لم يكن غرام داخل قلبه إليها، فهي في الأخير زوجته وأم أطفالة الغوالي ومن واجبه تجاهها أن يحترمها ويحرص على راحتها حسب الإصول.

بعد مرور يومان
ذهبت ثريا بصحبة أحمد وطفليهما إلى الشالية المملوك للعائلة والمتواجد بمنطقة العجمي ليحصلوا على بعض من الإستجمام والراحة بعيدا عن زحمةالحياة وروتينها الممل.

وقد أتوا بمفردهم وذلك بعدما قرر أحمد مؤخرا أن لا يحضر إلى الشالية مع باقي أفراد العائلة كقبل لأسباب ترجع إليه ويحتفظ بها لحالة، وفي كل مرة كان يختلق عذرا جديدا، وكانت اخر حجة إختلقها قبل إسبوعان أنه لم يستطع أخذ إجازة من عملة بسبب تراكم الأعمال المطلوبة منه
داخل مياة البحر الدافئة، كان يحمل صغيره فوق ظهره ويسبح به بمهارة عالية تليق بشاب ساحلي تربي داخل أحضان مياة البحر وعشقها وعشقته.

أما تلك التي تجاوره ممسكة بأيدي صغيرتها التي تحدثت بإستمتاع وهي تسبح بمهارة كوالدها الماية حلوة أوي يا ماما
إبتسمت لها ثريا وأيضا أحمد وأكملت الصغيرة بإعتراض ونبرة كسي عليها الحزن بس أنا كان نفسي أجي الإسبوع اللي فات مع أعمامي وأولادهم، ده ياسين قال لي إنهم إنبسطوا كتير وكمان عزة بنت خالو فريد قعدت تغيظ فيا وقالت لي إنها لعبت كتير مع ياسين وطارق ووليد وسمر.

لكن أنا مش لاقيه حد ألعب معاه غير رائف وهو لسه صغير ومش بيعرف يعوم كويس ولا حتى بيعرف يلعب كورة
وأردفت قائلة بإعتراض وغضب طفولي أنا مش عارفه إحنا لية مش بقينا بنيجي البحر مع باقي العيلة زي زمان؟
تنهدت ثريا لصحة حديث صغيرتها، ولكن ما بيدها لتفعله أمام رغبة زوجها وإصرارة والتي لا تعلم مغزاها ولكنها تستمع وتطيع أوامره بدون نقاش ويرجع ذلك لشدة عشقها الهائل له وثقتها به.

أجاب أحمد صغيرته وهو يحتضن كف يدها الصغير ويحتويه بحنان وتحدث إليها بهدوء أنا أسف يا حبيبتي إني زعلتك أوي كدة، بس إنت كمان لازم تعذري بابا وتقدري ظروف شغله، يعني كان ينفع تيجي معاهم إنت ورائف وماما وتسيبوني في البيت لوحدي؟
هزت الصغيرة رأسها بنفي وأردفت قائلة بإعتذار لا طبعا يا بابا، أنا أسفه لو كنت زعلت حضرتك.

أجابها بإبتسامه مرحة وهو يعطي رائف إلى ثريا ويلتقط تلك الصغيرة واضع إياها فوق ظهره وبدأ بالعوم السريع لداخل البحر مع ضحكات الصغيرة لمداعبة والدها الحنون لها
وبعد مدة أخرجا الصغيران وأجلست ثريا أطفالها بجانب هنية، تلك العاملة التي تعمل لدي أل المغربي وأردفت بتحذير خلي بالك من الأولاد كويس أوي يا هنية، أوعي عينك تغيب لحظة واحده عنهم، سمعاني يا هنية.

أجابتها هنية بطاعه مطمأنه إياها ما تقلقيش يا ست ثريا، إنزلي إنت البحر وإنبسطي، وإطمني والولاد هحطهم جوة عنيا
إطمأنت ثريا ونزلت إلى البحر من جديد بصحبة متيمها، لفت ساعديها حول عنقه وتعلقت بكتفيه من الخلف وبدأ هو بالعوم بها وتعمقا لداخل المياة فتحدثت هي بنبرة مترجية كفاية لحد كدة يا أحمد إحنا بعدنا أوي عن الشط
أردف متساءلا بنبرة حنون خايفة يا ثريا؟

نزلت من فوق ظهره وأعتدل هو ليواجهها فتحدثت هي بنبرة صوت هائمة وعيون عاشقة لمتيمها عمري ما أخاف وأنا معاك يا حبيبي، كل الحكاية إني خايفه للأولاد يقلقوا علينا لما يلاقونا دخلنا لجوة أوي كده
أجابها وهو يسحبها لداخل أحضانه ويلتصق بجسدها ولو قولت لك إني تعمدت إننا نتعمق علشان نبعد عن الكل ونبقا على راحتنا، بردوا هتقلقي؟

إبتسمت له خجلا ومال هو على شفتيها وألتقطهما بين شفتاه وذاب معا داخل قبلة ساخنه بث لها فيها مدي عشقه وأشتياقة وغرامة الهائل لها
ضلا يزيدها من قبلاته الحارة الشغوفة التي أنعشت روحيهما وجددت الشغف لحياتهما سويا
أبعدها قليلا حتى يستطيعا أخذ بعض الهواء لرئتيهما كي يستطيعا التنفس براحه، ثم تحدث إليها متساءلا بنبرة حذرة ثريا، هو أنت كمان زعلانه زي بنتك علشان بطلنا نيجي هنا مع العيلة؟

نظرت إليه بإستحياء وأجابته بإستغراب أنا مبعرفش أزعل منك يا أحمد، أنا بس مستغربة أيه اللي غيرك مرة واحده كدة، من بعد ما أنا خلفت رائف وإنت إتغيرت أوي، مبقتش أحمد بتاع زمان
حاوط وجهها بكفي يداه محاوط إياه برعاية وتحدث إليها بغيرة ظهرت بعيناه إعتبري إني غيران عليكي يا ثريا ومش حابب أي عيون تلمحك وإنت في الماية غير عيوني
ضيقت عيناها بإستغراب وتساءلت بتغير عليا من مين يا أحمد؟

من إخواتي وإخواتك اللي هما بردوا إخواتي!
أجابها بنظرة عين حادة ونبرة صارمة وأغير عليك من عمي صلاح نفسه يا بنت قلبي
وأكمل مبررا يا ثريا أنا بحبك وبغير عليك بجنون وكل اللي بطلبه منك إنك تتحمليني وتعذري غيرتي المرة عليك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة