قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

بعدما ترك بسمته وأطمئن باله عليها، كان عائدا بطريقه إلى مقر عمله يتحرك بخطي ثابته تنم عن ثقته بنفسة اللامحدودة، كاد أن يصل إلى المرسا التي ترسو عليه تلك الباخرة العملاقة، لولا خروج ذاك الرخيم الذي قطع طريقة و وقف أمامه بطوله الفارع وجسده العريض كسد منيع ناظرا إليه بغل وحقد دفين
و أردف قائلا بتساؤل بنبرة صوته الغليظة الرخيمة إنت بقا تبقا الباشمهندس الإسكندراني اللي بيقولوا عليه؟

ضيق حسن عيناه و هو ينظر إلى ذاك الغريب مستغرب هيئته الغاضبة و نظراته النارية الحادة التي يرمقه بها وتحدث متسائلا إياه بتعجب إنت مين يا جدع إنت، و تعرفني منين؟
وأكمل متسائلا بإستفهام و مين هما دول اللي بيقولوا عليا؟
وقف أمامه بندية و نظر لداخل عيناه بشر و حقد و تحدث بفحيح كفحيح الأفعي أنا أبقي ناجي إبن عم بسمة و خطيبها، بسمة اللي إنت بكل بجاحة إتجرأت و روحت طلبت إيدها من أبوها و هي تعتبر على ذمتي.

إستغرب حسن حديث ذاك المستفز و تحدث إليه بنبرة أكثر إستفزازا و لما سيادتك تبقا خطيبها زي ما بتقول أبوها وافق على طلبي لخطبتها و إداني كلمة راجل و وعد لية إن شاء الله؟

أجابه ناجي بنبرة صوت غاضبه و نظرة عيون حادة تطلق شزرا يكاد يشعل كل ما يقابله بطريقها عمي وافق على طلبك لأنه كان ناسي كلمته اللي إداها لأبويا زمان لما طلبها لي منه، و أكمل مبررا حديثه بثقة مزيفة و حديث كاذب و كمان لأنه كان فاكر إني خلاص صرفت نظر عن موضوع خطوبتي من بسمة، إكمني ما أكدتش عليه طلبي وفاتحته فيه من جديد.

تحدث إليه حسن بقوة وتعقل و ذلك منعا لإثارة المشاكل و بعدما إستشف الكذب من عيناي ذاك الناجي و الله الكلام ده تقدر تروح تقوله لعمك مش ليا أنا خالص، و ياريت كمان تروح تقعد مع عمك و تحاول تحل معاه مشاكلك العائلية دي بعيد عني وعن مكان شغلي، وأكمل بإستئذان كي ينهي هذا اللقاء السخيف بعد إذنك.

و استدار ليغادر حتى يدلف إلى مكان عملة، أوقفته بالإجبار كف يد ناجي القوية التي جذبته من كتفه بعنف و قوة فاضطر حسن على الوقوف من جديد وأستدار إليه و نظر له بسودويتاه التي أظلمت من شدة غضبها من فعلته، ثم أمسك يده الموضوعة على كتفه و نفضها بعيدا عنه في الهواء بحدة بالغة.

مما أستدعي إستغراب ذاك الناجي الذي تحدث إليه بنبرة تهكمية إسمع يا أبن الناس الكلمتين دول علشان أكون برأت ذمتي من ناحيتك و ما تقولش إني أخدتك على خوانه و ما نبهتكش.

و أكمل بحديث ذات مغزي لتخويفه و إدخال الرعب داخل قلبه إنت باين عليك غلبان و مش بتاع مشاكل و منتاش قدي ولا قد زعلي و غضبي، واسترسل حديثه بنبرة تهديدية صريحة أحسن لك تبعد عن إبتسام و تشيلها من دماغك و كأنك ما شفتهاش من الأساس، و ده طبعا لو كت عايز تكمل هنا في أسوان و إنت مطمن على نفسك وضامن أمانك و حياتك.

إستشاط داخل حسن من تهديد ذاك الأرعن له و أردف قائلا بنبرة حادة و عيون غاضبه تطلق شزرا مما يدل على شدة غضبه طب إسمع إنت بقا الكلمتين دول و حطهم حلقة في ودانك علشان ما تنساهمش ولا تنساني أنا شخصيا، إنت طبعا فاكر إنك هتهتني و تخوفني بشوية الكلام السخيف اللي إنت حافظهم لي و جاي تسمعهم لي دول.

وأكمل مسترسلا حديثه بتأكيد بس خليني أخيب ظنك و أصدمك و أقول لك إنك غلطت و وقعت نفسك مع الشخص الغلط، و لو مش مصدق كلامي روح إسأل عن حسن المغربي وإنت تعرف إنك غلطت لما قررت تيجي لحد عندي و تهددني.

وأكمل مشيرا إليه بأصابع يده في حركة تهديدية و نبرة صوت حادة غاضبة و إسمع بقا من الأخر علشان تريح نفسك و تريح قلبي معاك
وأكمل مؤكدا ملكيته لحبيبته السمراء بسمه أنا أخدت كلمة شرف و وعد من أبوها بإنها تكون ليا، يعني بالعربي كده خلاص بقت خطيبتي والباقي كله مجرد شكليات،.

وأكمل محذرا إياه بسبابته من جديد وأنا بقا اللي بحذرك و بقول لك تبعد عنها نهائي و تنسي كل كلامك السخيف اللي قولته من شوية ده و إلا والله هتشوف مني وش مش هيرضيك ولا هيعجبك
إتسعت حدقة عين ناجي متعجب من أمر ذاك الجرئ و أبتسم بجانب فمه بطريقة ساخرة و أردف قائلا بنبرة تهكمية الله الله الله، ده الباشمهندس طلع عندة لسان و بيعرف يتكلم و يهدد كمان يا ولاد،.

وأكمل بشر و وعيد طب إسمع إنت بقا نهاية الكلام و اخرة زي ما بيقولوا، و أكمل بتأكيد بسمة تنسي إنك شفتها و تشيلها من دماغك نهائي، و الكلام الأهبل اللي سمعته من عمي تشيله من راسك و كأنك ما سمعتوش من الأساس،.

و أكمل مهددا إياه بسبابته المشيرة أمام وجهه ده لو كنت حابب تحافظ على حياتك و تحميها من شري و غضبي عليك، أنا حظرتك يا أبن الناس و إنت ليك الإختيار، و لو حصل غير اللي أنا عاوزة و طلبته منك ساعتها بقا ما تبقاش تلوم حد غير حالك إنت
وأسترسل حديثه بنبرة تهكمية ساخرا منه سلام ياااا، يا أبن الأكابر.

كانت تلك أخر جملة نطقها ناجي و رحل بعدها مباشرة تارك حسن ينظر لأثره بشرود و أستغراب لحال ذاك الذي تتطاير من عيناه شرارات الشر والغضب و يبدوا على هيئته و اخلاقه الإختلاف الكلي عن أهل بسمة ذوات القلوب الطاهرة النقية
ضل ينظر في أثره بعدما اختفي عن عيناه ثم إبتسم ساخرا و لم يعطي لحديثه أي إهتمام أو جدية، بل أقنع حاله بأنه مجرد حديث لشخص غاضب لا أكثر و تحرك للامام متجه إلى الباخرة من جديد.

دلف لداخل غرفته المشتركة مع أشرف وجده يعتلي تخته مسطح على ظهرة، فتحدث إليه حسن بإبتسامة بشوشه و وجه مشرق يا مساء الفل على أحلا باشمهندس ميكانيكا في النيل كله
نظر له أشرف بإستغراب وبات يتلفت يمينا ويسارا باحث بعيناه عن المقصود بذاك الإطراء اللطيف و الذي لم يعتاد علية من ذي قبل
ثم تحدث إلية متعجب وهو يشير إلى حالة بسبابته بتعجب إنت بتكلمني أنا يا حسن؟!

ضحك حسن و تحدث إليه بنبرة مداعبه طبعا بكلمك إنت، هو فيه حد هنا غيرنا إحنا الإتنين يا هندسه
إبتسم له أشرف و تحدث مداعب صديقه بملاطفة دي الغزالة شكلها رايقة على الاخر يا باشا،
وأكمل و هو ينظر إلى عيناه بتمعن شديد إلا قولي يا حسن، هو الحب بيحلي الشكل و يسلطن المزاج أوي كدة؟

قهقه حسن بصوت عالي و تحدث بعيون هائمة حالمة بس ده مش أي حب يا أشرف، ده حب بنت أسوان السمرا اللي شقلبت حياتي و خلتني أشوف الدنيا بطعم و لون جديد عمرة ما مر عليا في حياتي قبل كده
أردف أشرف مداعب صديقه سيدي يا سيدي على العشق، إوعدنا يا رب و أرزقني بقصة حب صادقة زي ما رزقت إبن المغربي.

إبتسم حسن و أخرج تنهيدة عالية ثم أرجع ظهره مستندا خلف تخته و نظر أمامه متذكرا سمراءه وإذ بإبتسامة خلابة إعتلت ثغره عندما تخيلها وهي تبتسم له وتحدثه بحماسها وجمالها الأخاذ
ثم تذكر ذاك الناجي و تحدث إلى صديقه بنبرة ساخرة مقلله من الحدث نسيت اقول لك، مش بسمة طلع عندها إبن عم معتوة وهربانه منه
ضيق أشرف عيناه وتساءل بإستفهام هربانه منه إزاي يعني.

أجابه حسن بضحكه ساخرة قال ايه البيه بيقول لي إن ابوة قبل ما يتوفي كان طالب له إيد بسمه من أبوها، و بيطلب مني أبعد عنها و أنسي إني شفتها من الاساس وإلا ما الومش غير نفسي على اللي هيحصل لي من غضبه
إستغرب أشرف الحديث و تحدث إليه قائلا بإرتياب و إنت ليه واخد اللي حصل بينكم على إنه مجرد كلام و السلام،.

و أكمل بنبرة يشوبها القلق مش يمكن الراجل ده يكون جادي في تهديده ليك و فعلا يحاول يأذيك لو ما سمعتش كلامه و بعدت عنها
اطلق حسن ضحكة عالية و تحدث ساخرا من حديث صديقه الذي أخذ تهديد ذاك الأرعن على محمل الجد إسمعني يا صديقي وخدها مني حكمه، اللي بيبقا ناوي على الأذية و الغدر ما بيقولش، و اللي بيقول و يتكلم كتير تأكد إن عمرة ما هيعمل
نظر له أشرف وأقتنع بحديث صديقه وأكملا تسامرهما في موضوع جديد.

داخل محافظة الأسكندرية
في المساء بمنزل عائلة المغربي
وبالتحديد داخل المطبخ كانت ثريا و منيرة و عزيزة تققن على قدم وساق و هن يجهزن ألذ و أشهي المأكولات البحرية التي يعشقها حسن لتقديمها له فور عودته بعد كل هذا الغياب الذي تخطي الشهران.

أما بالخارج كانت منال تجهز مائدة الطعام المستطيله و تضع عليها الصحون و كأوس الماء و باقي الأغراض المطلوبه للتحضير بصحبة راقية و التي تحدثت بنبرة خبيثة كي تستدعي غضب منال و تجعلها تثور على الوضع الغير لائق بالنسبة لها ناس تقف زي الهوانم في المطبخ تجهز الأكل و تطبخ
وأكملت بنبرة ساخطة وهي تشير إلى حالهما بإعتراض و ناس تقف تجهز السفرة و ترص الاطباق و السكاكين زيها زي عمي عبدة السفرجي.

و لما الكل يقعد على السفرة و يدوق الأكل يقعدوا يمجدوا و يشكروا في قد أية روعة و طعامة أكل منيرة هانم و الكونتيسه عزيزة، ده غير طبعا البرنسيسة ثريا، دلوعة العيلة كلها اللي بتاخد نصيب الأسد من المجاملات و الكلام الحلو و اللي طبعا بيخليها تتغر و تشوف نفسها و تترسم علينا أكتر و أكتر.

وأكملت بنبرة ساخطة أما أحنا بقا اللي بنقف على رجلينا نرص السفرة و نجهزها قبل الأكل، و بعد الأكل نلمها و ندخل الاطباق المطبخ و لا حد بيذكرنا بكلمة شكر واحدة، كإننا هوا و مش موجودين قدام عنيهم من الأساس.

نظرت إليها منال بذهول و تعجب و تحدثت بنبرة مستغربة مشمئزة غير مستوعبة ما تفوهت به تلك الفضولية المتحشرة أنا حقيقي مش مصدقاكي يا راقية، إنت فعلا زعلانه إنهم مانعينك تدخلي المطبخ علشان تقشري توم و تقطعي بصل و تخرطي قلقاس؟
وأكملت بإستحسان و نبرة ساخرة أنا عن نفسي شايفه إني محظوظة جدا إن رجالة البيت ما بيعرفوش ياكلوا غير من إيد الثلاثي المرح نساء أل المغربي.

واسترسلت حديثها بنبرة جادة أول حاجه أنا أصلا ما بعرفش أطبخ و لا بحب المطبخ و لا الوقفه فيه من الأساس
و بعدين إحمدي ربنا إنهم سمحوا لهنية تدخل المطبخ علشان تغسل المواعين
وأكملت بنبرة ساخرة و هي تقوم بتقليد والد زوجها محمد قائلة و أنكل محمد ما وقفش و نفش ريشه علينا و قال، أنا مبحبش حد غريب يدخل مطبخ أمي الله يرحمها علشان كدة منال و راقية هما اللي هيغسلوا المواعين.

جحظت أعين راقية و تحدثت بإستهجان أهو ده اللي كان ناقص كمان إننا نغسل لهم المواعين و نخدم على هوانم البيت وهما بيطبخوا
ثم تحدثت بنبرة جادة معترضة بس بجد يا منال أنا إبتديت أحس بالإهانه من قرار عمو محمد بمنع أي حد من إنه يدخل المطبخ غير ثلاثي أل المغربي دول كمان
وأكملت بنبرة ساخرة وهي ترفع قامتها للأعلي مقلدة إياه قال أيه، التلاتة وارثين نفس أمي الطعم الله يرحمها في الأكل.

ضحكت منال على تلك الراقية وتحدثت إليها بإعتراض على حديثها إهانة أيه بس يا بنتي اللي إنت حاسة بيها وبتتكلمي عنها دي، وأكملت وهي تفرد كفي يداها أمام ناظريها وتنظر على أظافرها بملامح وجه مكشعرة أنا بالنسبة لي الإهانة اللي بجد هي وقوفي في المطبخ و تقشيري للبصل و ظوافري اللي قاعدة أربي فيها واظبطها تبوظ وتتكسر
واكملت بإشمئزاز يااااي، ده أنا جسمي قشعر من مجرد بس التخيل.

نظرت إليها راقية ولوت فاهها إعتراض على حديثها الفارغ بالنسبة لتفكيرها، فلكل منهما تفكيرها المختلف كليا عن مثيلتها، ولكن إجتمعتا على الغيرة و الحقد على ثريا التي لا ذنب لها سوي هدوئها وقلبها الرحيم الذي يتسع للجميع و يطبطب على قلوبهم برقتها و جمال روحها الفريد.

بعد قليل كانت ثريا قد إنتهت من إعداد قائمة أصناف الطعام الكبيرة و ذلك بمساعدة والدتها و زوجة عمها، و بعد أن إطمأنت على الإستعدادات صعدت إلى شقتها و دلفت إلى المرحاض، خلعت عنها ثيابها المحملة برائجة الطعام و أخذت حمام دافئ أنعشت به حالها و زالت به عناء يومها الشاق،
خرجت و أرتدت ثيابها و صففت شعرها بعنايه و نثرت عطرها الهادئ فوق جسدها بسخاء إستعدادا لمقابلة شقيقها المقرب إلى قلبها.

ثم فتحت صندوق المجوهرات التي تتزين بها و نظرت بداخله بتمعن لتختار شئ مناسب ترتديه بسهرتها، وجدت تلك القلادة الرقيقة التي كان قد أهداها لها عز منذ الكثير و الكثير من الأعوام و لم ترتديها و لو حتى لمرة واحدة
سعد داخلها و تلمستها بيدها تستعيد تلك الذكري الغالية عليها، فهي حقا تعتبر عز شقيقها الرابع و تكن له إحترام كبيرا و له داخل قلبها البرئ مكانة مميزة تخصة لحاله.

فاقت من شرودها على صوت أحمد و هو يناديها و يبحث عنها من الخارج فتحدثت بنبرة حنون لتستدعيه للدلوف إليها أنا هنا يا أحمد
دلف للداخل وجدها واقفة أمام مرأتها تتزين وتتهئ للنزول إلى الأسفل لإستقبال شقيقها الغالي التي إشتاقته حد الجنون، إبتسم لها و تحرك إليها حاضنا إياها بشدة من الخلف، ثم دفن أنفه داخل عنقها و تحدث بنبرة حنون و هو يشتم عبيرها الذي يعشقه بعشق ريحتك اللي أحلا من المسك و العنبر يا حبيبتي.

إبتسمت خجلا و تحدثت بنبرة حنون خجلة كعادتها ربنا يخليك ليا يا أحمد وما يحرمنيش أبدا من كلامك اللي بيسعد قلبي
قبل وجنتها بحنان و أبتعد عنها و تحرك إلى درج الكومود و فتحه و أخرج منه أوراق كان قد طلب منه والده إحضارها. وتحدث إليها بهدوء لو خلصتي يلا علشان ننزل مع بعض، حسن خلاص على وصول ولازم يلاقيكي مستنياه
تحدثت مبتسمة و هي تتأهب لترتدي تلك القلادة أنا خلاص خلصت، هلبس بس السلسلة و أنزل معاك حالا.

نظر بإستغراب إلى تلك القلادة التي حاوطت عنقها و زينته و أقترب منها يتسائل بتعجب إشترتيها أمتي السلسلة دي يا ثريا؟!
أنا أول مرة أشوفها عليكي!
إبتسمت له بهدوء و أجابته بنبرة صوت تكسوها السعادة دي سلسلة عز كان جابها لي هدية من زمان أيام ما كان لسه بيدرس في الكلية
ضيق عيناه مستغرب و أردف قائلا بتعجب و نبرة حادة و عز يجيب لك هدية زي دي بمناسبة أيه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة