قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع

نظر حسن إلى أبيه و تحدث بهدوء و أحترام مع إحترامي و تقديري لكلام حضرتك يا بابا، بس أنا خلاص إديت كلمة لأبو بسمة و يعتبر شبه خطبتها، و أظن ما يرضيش حضرتك إني أرجع في كلمتي و أطلع عيل و مش قد كلمتي قدام الراجل بعد ما وعدته!

وقف صلاح و دق بعصاه الأرض بعدما جن جنونه عندما استمع لذاك الإعتراف الصريح من ولده و أردف قائلا بنبرة غاضبة و عيون متسعة تطلق شرارات لو خرجت لاشعلت في المنزل بأكمله الله الله، يعني سعادة البيه راح قعد مع الناس و إتفق و خطب من قبل ما يعرفني و لا حتى يعملي قيمة و لا حساب في حياته، و أكمل بنبرة ساخرة طب و الله كتر خيرك إنك جاي تعرفني و تديني خبر بالموضوع،.

وأكمل متساءلا بطريقة ساخرة طب و ياتري بقا حددتوا معاد الفرح و لا لسه؟
ياريت بس تبقا تديني خبر قبلها بمدة عشان أعمل حسابي و أبقا أفضي لك نفسي و أحضر الهدوم اللي هحضر بيها فرحك يا باشمهندس.

هب الجميع واقفون إحترام و إجلالا لذلك الموقف و تحدث حسن إلى والده بنبرة مرتبكة مهزوزة من أثر غضبه العارم لا عشت و لا كنت لو فكرت في لحظة إني أتعدي حدودي او اتخطاها معاك يا حاج، أنا بس روحت لهم زيارة و أخدت منهم وعد قبل ما حد تاني يسبقني و يخطبها قبل مني.

صاح صلاح و رمقه بنظرة نارية ثم تحدث قائلا بنبرة حاده و عناد و أنا بقا مش موافق يا باشمهندس، و وريني بقا هتروح تقول للراجل اللي روحت لحد بيته من ورايا و اتفقت معاه ده أيه؟
تحدث حسن بنبرة محتقنه تكسو عليها الحزن العميق و يرضيك أطلع قدام أبوها مش راجل يا حاج؟
أجابه صلاح بحدة و عناد أكثر مش إنت اللي روحت عملت فيها سبع البرمبة و معملتليش أي حساب، روح حلها انت بقا بمعرفتك يا بطل.

نظر إلى والده بعيون منكسرة كي يستجدي تعاطفه، أحال صلاح عنه بصرة بجمود.
فتحدث عز بهدوء أخيرا و ذلك بعدما قرر التدخل لإنقاذ إبن عمه من ذاك الموقف الذي لا يحسد عليه ارجوك يا عمي حاول تهدي أعصابك شوية،
و أكمل بحكمة و هو يشير إلى الجميع بالجلوس إتفضل حضرتك إقعد و خلينا نتكلم و نتناقش في الموضوع بحكمة و هدوء علشان نقدر نوصل لحل يرضي جميع الأطراف.

قاطعة صلاح بنبرة حادة رافض التفاهم تفاهم أيه اللي إنت بتتكلم عنه ده يا عز، الكلام و التفاهم كان قبل ما البية يروح يقعد مع الناس من ورايا و يتفق معاهم و لا كأني عايش و ليا وجود في حياته
ثم القي نظرة حارقة على حسن و تحرك إلى الخارج غاضب بخطوات مهرولة
أسرع عبدالرحمن إلى وقفة أبيه و تحدث إليه بإستعطاف لاجل إبن عمه الحبيب أرجوك يا حاج أخرج ورا عمي و كلمه و حاول تهديه شوية.

أخذ محمد نفس عميق ثم زفره بضيق و أسي، ثم وقف و تحرك مقترب من وقفة حسن و تحدث إليه بنبرة هادئة لائمة مع إني مش موافقك على مرواحك للراجل و إتفاقك معاه من غير علمنا، و استرسل حديثه ببارقة أمل بس أنا هقف معاك و هكلم أبوك و أحاول أخليه يوافق على الموضوع علشان خاطرك يا باشمهندس.

نظر إليه حسن بعيون متسعه من شدة ذهولها، و تحدث بإحترام و نبرة شاكرة محاولا تفسير موقفه متشكر جدا لحضرتك يا عمي، أنا مش عارف أقول لك أيه، بس أنا و الله ما اتفقت معاه على أي حاجة تخص الجواز، أنا مجرد روحت له زيارة و أكدت على حسن نيتي من ناحية بنته علشان ما أتفهمش غلط، و صدقني ما جاش في بالي أبدا إن الحاج هياخد الموضوع بالحساسية دي.

أومأ له الحاج محمد دلالة على تصديقه و تحدث إليه بهدوء مصدقك طبعا يا إبني، و انا هطلع حالا أقول لأبوك الكلام ده و إن شاء الله يهدي و يوافق.

شكرة حسن بعيناه و بالفعل خرج محمد و عبدالرحمن و أحمد ليلحقوا بصلاح محاولين تهدئته وإقناعه بالموافقة، أما عزيزة التي إقتربت من نجلها و ربتت على كتفه و تحدثت إليه بإستعطاف إعقل يا أبني و إسمع كلام أبوك، أبوك أكتر واحد في الدنيا دي هيخايف عليك و هو أدري الناس بمصلحتك.

نظر إليها بعيون مترجية و أردف معاتبا إياها بلطف يا أمي إنتم لية محدش فيكم قادر يفهمني و يستوعب تفكيري، أنا خلاص إختارت بسمة بالتحديد علشان تكون مراتي و حلالي و مش أي حد غيرها
تحدثت إليه ثريا و هي تربت على كتفه بحنان في محاولة منها ببث الطمأنينة داخل روحه إطلع يا حبيبي إرتاح في أوضتك الوقت و لما بابا يهدي نبقا نقعد تاني و نتكلم!

نظر لها و هز رأسه برفض و تحدث إليها بإصرار مش هرتاح يا ثريا و لا هيهدي لي بال غير لما أتكلم مع بابا و أحاول أقنعه بالموضوع!
و أخيرا تحدث إليه عز مؤكدا على حديث معشوقته إسمع كلام ثريا و إطلع على أوضتك الوقت يا حسن،
و أكمل مفسرا عمي حاليا متعصب جدا و مش هيسمع منك و لا من غيرك، سيبه لما يهدي خالص و أنا متأكد إن أبويا إن شاء الله هيقدر يقنعه.

نظر حسن لداخل عيناه فبث له عز الطمأنينة فتحرك حسن إلى أعلي بوجه محتقن بالغضب و قلب يكاد يشتعل نارا
بعد صعوده للأعلي وجهت عزيزة إلى ثريا نظرات يملؤها اللوم و العتاب و أردفت قائلة بنبرة ملامه كله منك إنت يا ست ثريا، أكيد قال لك عليها لما خدك و طلعتوا على السطوح إمبارح، و مش بعيد تكوني إنت اللي شجعتيه عشان يكلم ابوكي و يتمسك بيها بالشكل ده.

نظرت إليها بعيون يملؤها الحزن و كادت أن تتحدث لتبرئ نفسها من تلك الإتهامات لولا أن سبقها عاشق روحها الذي تحدث بدفاع و حماية و ثريا ذنبها أي بس يا مرات عمي علشان تلوميها و تضايقيها بالشكل ده، ما أنت ادري الناس بإبنك وعارفة كويس أوي إنه لما يحط حاجه في دماغه مسحيل حد يعرف يقنعه بإنه يتراجع عنها أو ينساها.

هدأت عزيزة قليلا من ناحية ثريا و تحدثت إلى عز بإستسلام و وهن أعمل أيه بس يا عز، ده أنا بتكلم من غلبي يا أبني و الله، أديك شفت بعنيك اللي حصل، البيت ولع في دقيقة بسبب البت دي و أهلها، و إبن عمك اديك شفته بنفسك، مصمم عليها زي ما يكون مسحور
تحدثت منيرة بتذكر واضعه كف يدها فوق مقدمة رأسها بتفكر و كأنها إستفاقت على حالها و وجدت ضالتها برافوا عليكي يا عزيزة، كانت تايهه عننا فين دي بس،.

و أكملت بتفكر مش يمكن تكون البت دي سحرت له هي و أهلها علشان يتمسك بيها و يحارب علشانها و يتجوزها؟
نظر إليها عز بملامح وجه منكمشه مما يدل على إشمئزازة و عدم تقبل الحديث بهذة النقطة
و تحدث بإستهجان أيه يا أمي الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده، سحر أيه و كلام فارغ أيه، حد بردوا يصدق في التخاريف دي
ردت عليه زوجة عمه عزيزة بتشكيك و ليه لاء يا عز، السحر يا أبني مذكور في القرأن، مش يمكن يكون كلام منيرة صح.

وجهت ثريا الحديث إليهما بنبرة رافضة سحر أيه بس اللي بتتكلموا عنه يا جماعة، حسن أخويا بيحب البنت بجد، و بعدين ده شافها صدفة و من أول يوم ربنا زرع حبها في قلبه، لحقت سحرت له فين و أمتي بقا
أنهي عز هذه المسرحية الهزلية و هدأ الجميع، ثم وجهت ثريا بصرها إلى عز و نظرت إليه بعيون شاكرة ممتنه لوقوفه الدائم و مساندته لها و لشقيقها، إبتسم لها بهدوء و تفرق الجمع كل إلى وجهته.

عصر اليوم التالي.

و بالتحديد داخل غرفة حسن الذي لم يغادرها بتاتا منذ حدوث ذلك الإشتباك العنيف، كان جالسا فوق تخته ينظر إلى سقف الغرفة بشرود و ضيق مما حدث، أمسك قرص الهاتف الأرضي و رفع عنه السماعة و بدأ بلف القرص على الأرقام التي يحتفظ بها داخل ذاكرته كي يحادث ساحرته و خاطفة قلبه من خلال هاتف البزار التي تعمل به حتى يطمئن عليها و يستمع إلى صوتها الحنون كي يعطيه بعض الدفئ لروحه التي إجتاحتها برودة التخلي و خيبات الخزلان الذي تعرض لها على يد الجميع و بالاخص والده القاسي الذي لم يشعر للحظة بأنين روحه التي تعاني العشق.

وبلحظة إستمع إلى طرقات خفيفة فوق الباب، سمح للطارق بالدخول، فوجئ بدلوف والدته و هي تحمل بين يديها حاملا موضوع فوقه بعض المعجنات و كأس من العصير الطازج
تحركت إليه و وضعت ما بيدها فوق الكومود المجاور لتخت صغيرها و جلست بجانبه و تحدثت بإبتسامة حانية متسائلة بفضول بتكلم مين يا حبيبي؟
وضع سماعة الهاتف فوق القرص و أعاده من جديد إلى مكانه و تحدث بنبرة جامدة حادة كنت هكلم واحد صاحبي في الشغل.

تحدثت إليه و هي تشير بكف يدها إلى ذاك الطعام طب يلا يا حبيبي علشان تاكل لك لقمه تسند بيها قلبك
مليش نفس يا أمي، جملة تفوة بها حسن بنبرة صوت يكسوها الحزن و الأسي
تحدثت إليه عزيزة بنبرة حزينه و عيون مترجية ملكش نفس إزاي بس يا أبني، ده أنت على لحم بطنك من الصبح و مكلتش أي حاجة، مش كفاية إني جبت لك الغدا و رجعتني بيه تاني زي ما هو حتى ملمستهوش.

تحدث إليها بتملل قائلا أرجوك يا ماما ما تضغطيش عليا و سبيني براحتي، أنا تعبان و مش هقدر أتحمل جدال أكتر من كده
وقفت و هي تتحدث إليه بنبرة حادة و تأكيد لا، ده كده بقا الموضوع فيه إن بجد، ده كده تبقا مرات عمك عندها حق في كل اللي قالته.

نظر إلى والدته مضيق بين حاجبية بإستفهام فأكملت و هي تدق على يداها بغضب تام أكيد البت دي و أهلها ساحرين لك بجد، و أنا بقا مش هقف أتفرج عليك كده وإنت بتدبل قدام عنيا، أنا من بكرة لازم أشوف حل للموضوع ده
وأكملت بوعيد و ما بقاش أنا عزيزة لو ما قلبت السحر ده عليهم
ثم تحركت للخارج صافقة الباب خلفها تحت ذهول حسن من تلك الترهات التي إستمع إليها من والدته للتو.

إبتسم بجانب فمه بطريقة ساخرة على ما وصلت إليه والدته بتفكيرها العقيم، نفض تلك الأفكار من عقله و أمسك قرص الهاتف من جديد و لفه على الأرقام المطلوبه و أنتظر الرد بقلب يكاد يخرج من بين أضلع صدرة من شدة هيامه و غرامة
أما داخل مدينة أسوان الحبيبة
و بالتحديد داخل البزار التي تعمل به بسمة، كانت الثلاث فتيات تتواجدن داخل البزار لحالهم يتابعن عملهم ككل يوم.

كانت تجلس حزينة شاردة ناظرة امامها في اللاشئ، فمنذ رحيل فارسها النبيل عنها منذ الثلاث ليالي و هذا أصبح حالها المعتاد، إستمعن الثلاث فتيات إلى صوت رنين الهاتف الأرضي، تحركت أمنية إلى موضع الهاتف و رفعته إلى أذنها تتفقد المتصل الذي رد عليها و تعرف على شخصها و طلب منها أن تعطي الهاتف إلى بسمة محياه كي ترد له روح الفؤاد.

نظرت أمنية إلى تلك الجميلة ذات العيون الحزينة و تحدثت بنبرة دعابية الشاطر حسن عاوز يكلم ست الحسن و الجمال
أطلقت تهاني ضحكة و أردفت قائلة بنبرة هائمة يا عيني على الحب و جمالة، إوعدنا يارب
أما تلك الشاردة التي ما أن ذكرت أمامها حروف حسن و وصلت إلى مسامعها حتى قفزت من جلستها مسرعة إليها و هي تتساءل بلهفة و اشتياق ده حسن بجد يا أمنية؟

إبتسمت لها و هي تهز برأسها بإيجاب و أعطت لها سماعة الهاتف و أستندت بساعدها واضعة كف يدها فوق وجنتها و هي تنظر إليها بهيام لتتابع ما سيدور
فتحدثت بسمة إليها متسائلة بجدية و تعجب خير يا أمنية، فيه حاجة يا حبيبتي؟!

ضحكت لها بسماجة و أنسحبت بعد جدال دار بين كلاهما و اتجهت حيث وقفت صديقتها بعيدا حتى يتركا لها المجال إلى التحدث بأريحية و إعطائها بعض الخصوصية، أما تلك العاشقة فقد أجابت على عاشقها بصوت انثوي رقيق ساحر ألو
إستمع إليها وكأن نبرتها الرقيقة أزاحت عنه كل أحزانه التي أصابته منذ إبتعادة عنها و ويلات قلبه و خيبة الأمل التي إجتاحته من ردود أفعال أهله على زواجة منها.

أغمض عيناها تارك العنان لخيالة الذي رسمها أمامه بجمالها و سحرها و عيناها المبهره و تحدث هامس بنيرة صوت عاشقة حتى النخاع وحشتيني، وحشتيني بجنون يا بسمة، وحشني صوتك، نظرة عيونك، جمال طلتك و خجلك، وحشني كلك، كلك يا سمرا.

تنهدت و إجتاحها ألم لذيذ إحتل قلبها و أستسلمت هي إليه، أصابها من همساته المذيبة لكيانها بالكامل، كانت تستمع إليه بعيون مغلقة و روح سارحه في ملكوت عشقه و تحدثت بدلال أنثوي أشعل داخل ذاك الولهان قلبي زعلان منك على فكرة
هتف بنبرة هائمة أذابت قلبها و أنهت على ما تبقي من ثباتها قلب حسن لا يمكن يزعل منه أبدا مهما حصل، عارفة ليه؟
و أكمل مفسرا تحت وله بسمة لأنه بيعشق حسن و دايب فيه.

إبتسمت و أجابته بدلال و هو علشان سلم لك حاله و بقا قلب حسن مش قلب بسمة، تقوم تتعبه معاك كده و تشغله على حبيبة؟
و أكملت بعتاب لطيف تحت ذهول حسن من نطقها لتلك الكلمات الجريئة التي أشعلت روحه و أنهت على صبره الواهي هانت عليك بسمة تسيبها كده تلات ليالي من غير حتى ما تطمنها عليك و تقول لها إنك وصلت بالسلامة
كنتي قلقانه عليا يا بسمة؟، سؤال طرحه الشاطر حسن على ساحرته الجميلة، بنت الجنوب.

فأجابت بصدق و رقة ممزوجان بالخجل طب و لو ما قلقتش على حبيبي يفضل لي مين أخاف و أقلق عليه
إشتعل داخله و تعالت دقات قلبه لتعلن عن دق طبول الحرب و بعثرة مشاعرة الجياشه وأردف قائلا بنبرة توسلية قوليها تاني من فضلك يا بسمة، قولي حبيبي تاني، محتاج أسمعها أوي منك علشان تقويني و تصبرني على بعادك
إبتسمت بخفة و أردفت قائلة بنبرة حنون دي ما تتقالش وقت ما تطلب يا حسن، دي بتترجم و تطلع لوحدها من القلب لما يحسها.

أخذ نفس عميق و أردف قائلا برجاء طب علشان خاطر حسن قوليها تاني، أنا محتاج أسمعها منك أوي يا بسمة
أردفت قائلة بنبرة خجلة بحبك يا حسن
كاد أن يصرخ من فرط لذة اللحظة، و بدأ يندمج معها داخل حديث العشق متناسيا بغرامها و رقة و عذوبة مشاعرها الصادقة همه الذي أصابه مؤخرا بعدما حدث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة