قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

غرفت له الطعام و أبتسمت و هي تناوله صحن حساء الخضروات، إبتسم لها و تناوله على الرحب و جلست و شرعا معا بتناول الطعام
فتحدث و هو ينظر إليها بعيون هائمة لسه مملتيش من أكل العيانين اللي بتاكليه معايا كل يوم ده يا ثريا؟
إبتسمت له و تحدثت بحب صادق عمري ما أزهق من حاجة بشاركك فيها يا نور عيون.

و أكملت بإبتسامة كي لا يشعر بتألم روحها و ضميرها الملام اللذان باتا يلازماها أينما ذهبت و بعدين فين أكل العيانين ده، دي شوربة خضار و طعمها جميل جدا، و أرانب مسلوقة، فضل و نعمة من ربنا لحد ماتخف و ترجع لي تاني أحسن من الأول، و ساعتها ناكل من تاني كل اللي نفسنا فيه.

إبتسم لها بمرارة و نظر لغواليه و هم يلهون و ضحكاتهم السعيدة التي تملئ المنزل و تحدث بنبرة يملؤها الألم و المرارة خلي بالك من الأولاد يا ثريا و خصوصا نرمين
و أكمل بمرارة لأنها هتبقا أكتر واحده محتاجة للحنان و الرعاية اللي هتتحرم منهم في غيابي.

إنزعجت ملامحها و أقشعر بدنها و تحدثت متلهفة إوعي أسمعك بتتكلم بنبرة الإنهزام دي تاني يا أحمد، إنت هتخف و هتقوم لأولادك بالسلامة و محدش هيربيهم و ياخد باله منهم غيرك
ثم نظرت إلى نرمين بإبتسامة حنون و تحدثت بنبرة تفاؤلية متمنية و محدش هيسلم نرمين لأيد جوزها غيرك إن شاء الله.

أمال رأسه و نظر لداخل صحنه و الألم ينهش داخلة و شبح الموت يحوم أمام ناظرية طيلة الوقت حيث أنه بات ينتظرة يوميا، و تابع تناول الحساء بصمت تام
أما هي فكان الألم يعتصر قلبها العاشق و ضميرها يحملها نتيجة ما وصل إليه حبيبها و تحدثها نفسها اللوامه أن لولا صمتها المخجل ما وصلت حالتة و تطورت و تملك المرض من جسده إلى هذا الحد، و لكان شفي أحمد و عاد إلى حالتة الأولي.

إستغفرت ربها بسرها و طلبت منه المغفرة على إنجرافها وراء أفكار الشيطان الذي يوسوس لها بها طيلة الوقت ليجعلها تسخط على حياتها و تشكك بقدرها، و لكنها إستغفرت ربها و عادت لرشدها و هي تصبر حالها بأن هذا هو قدرة من الحياة و هذه إرادة الله التي لا راد لها.

إنتهي حفل الزفاف و وقفت الجده تودع إبنة نجلها الغالي و هي تبكي و تؤمن حسن عليها قائلة بدموع خلي بالك من بسمتي يا ولدي، و خليك فاكر إنك واخد قلبي معاك و ماشي
نزلت دموعها متأثرة بدموع و كلمات جدتها المؤثرة فحاوط حسن كتفها برعايه و تحدث إلى الجدة بخيتة بكلمات مطمأنة أوعي تقلقي على بسمة و هي معايا يا جدتي، بسمة موجودة جوة قلبي و هشيلها جوة عيوني.

إبتسمت له بهدوء و ودعتها سعاد و نورا أيضا بدموعهما الغزيرة
ثم أخذ حسن عروسه إلى الفندق الذي إحتجز به غرفة لقضاء ليلته المميزة مع سمرائة و التي بات يحلم بها طيلة المدة المنصرمة وبالتحديد منذ أن قابل تلك الجنية ساحرة العيون، سمراء النيل وحوريته
و ذلك لعدم إكتمال منزله الذي صمم حسن على بناءة داخل أسوان و وافق صلاح مرغم، وشرع صلاح ببناء منزل جميل لإبنه بحديقة صغيرة على الطراز الحديث و لكنه لم ينتهي بعد.

دلف لداخل غرفة الاوتيل وأوقفها أمامه وتحدث بنبرة حنون ألف مبروك يا بسمة
أجابته بنبرة قلقة و هي تتهرب من النظر داخل عيناه بإرتباك ممزوج بخجل شديد الله يبارك فيك
أمسك ذقنها و رفعه ليواجه عيناها التي يعشق النظر بداخلها و تساءل مداعب إياها بنبرة لأئمة لطيفة مصطنعه حد بردوا يتكسف من جوزة حبيبة ويحرمة من البصه في عيونة الحلوة دي؟

إشتعل داخلها من إستماعها ولأول مرة لقب زوجها وما أسعد روحها و أشعلها هي مداعباته اللطيفه لها بتلك الكلمات الساحرة الجديدة على مسامعها
إستغل ذوبان روحها بكلماته وأقترب منها ومال عليها بطوله الفارع يتلمس شفتاها الناعمة ليقتطف منها أولي ثمار عشقهما الحلال، فقد تحمل الكثير في بعدها ولم يعد قادرا على التحمل بعد.

ذاب معها داخل قبلتها الشهية رائعة المذاق و بعدها أبعدها وبدأ بسحب سحاب ثوبها للأسفل و تحدث بهدوء محاولا التماسك تحت خجلها المميت غيري الفستان و أدخلي إتوضي علشان نصلي قبل أي حاجة
و أكمل مبتسم وهو يتلمس وجنتها بحنان علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا و يرزقنا الرضي و الهداية.

إبتسمت له وأومأت بموافقة و بالفعل خلعت عنها ثوبها بعدما جعلته يستدير كي لا يراها هكذا و أخذت معها ثوب للصلاة كانت قد أحضرته مع حقيبتها التي أعدتها من ذي قبل، و دلفت لداخل المرحاض لتغتسل، بعد مدة كانت تقف خلفة و يأم هو بها للصلاة، صلي بها و بعد الإنتهاء من الصلاة وضع كف يدة فوق رأسها وبدأ بالدعاء كما السنة لنبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم.

و. بعدها وقفا معا و ابدلت هي ثيابها بأخري رقيقة جذابة تصلح لتلك الليلة المميزة
إقترب عليها و سحبها برقة لداخل أحضانه و ضل يشدد من إحتضانة لها و كأنه بإحتضانته تلك يعوض حرمانة السابق منها ويطمأن روحه قبل روحها بأن رحلة عذابهما قد إنتهت وبدأت سنوات الرخاء و الأمل والعشق والشوق الجارف لعاشقان إتحدا وألتقيا بعد معاناة.

كانت تقبع داخل أحضانه الحانية مستسلمة له بكل ما فيها، إستغربت حالها وحالة الأمان والطمأنينة التي شعرت بها داخل أحضانه، فتيقنت حينها أنها اصيبت الإختبار وأختارت رجلا بكل ما تحملة الكلمة من معني، رجل تأمن على حالها معه.

بعد مدة من الوقت كان يحتضنها ويقبل وجنتها بحنان شاعرا بسعادة لم يحظ بها من ذي قبل، شعور بإرتياح بالغ، مد أصابع يده وتلمس بها ذقنها رافع وجهها لتقابل عيناه عسليتاها الساحرة وتحدث بمباركة مبروك يا سمرا، ألف مبروك يا بسمة عمري
إبتسمت خجلا و تحدثت بنبرة أنثوية جذابة أثارت داخله الله يبارك فيك يا حبيبي.

إشتعل كيانه من إستماعه لتلك الكلمة التي طالما حلم أن يستمع إليها من بسمتة وهي داخل أحضانة فما كان منه إلا أنه أنهال على شفتاها من جديد ليروي عطشه وعطشها الذي طال بالإنتظار.

مساء اليوم التالي داخل مدينة الإسكندرية
كانت تجلس بجانبة داخل المكان المخصص لجلوسهما داخل حفل زفافهما الثاني وسعادة الدنيا تحوم من حولها وتمتلك من قلبها البرئ
أمسك كف يدها ووضع به قبله حانيه أخجلت إبنة أسوان ذات الملامح الرقيقة والحس الرائع، نظرت إلية بعسليتاها الجذابة ورموشها الكثيفة التي اوقعته صريع داخل عشقها من أول نظرة ومنذ ذاك اليوم وقد أصبحت عيناها محور أحلامه وأقصي مبتغاه.

إبتسمت له برقة بطريقة أذابت قلبه المتيم بعشقها و تحدثت في إشارة منها إلى ثوب زفافها المبهر متشكرة أوي يا حبيبي على الفستان
نظر لعيناها وتساءل بإهتمام عجبك يا قلبي؟
أجابته سريع بإنبهار جداااا، حقيقي مبهر، مش هو بس، القاعة وتجهيزاتها، الفرقة، كل حاجة مبهرة يا حسن
وأكملت بنبرة مبهجة وتعرف كمان أيه أكتر حاجة مخلياني طايرة من السعادة؟
نظر لها بعيون عاشقة وتحدث مستفهما أيه يا قلبي؟

أجابته بسعادة إني وأخيرا زورت إسكندرية، ومش أي زيارة، ده أنا بتزف فيها على أرجل واجدع شاب فيكي يا اسكندرية
تحدث بعيون حنون أنا اللي حظي من السما علشان جنبي أحلا وأجمل وأرق عروسة خلقها ربنا
إبتسمت خجلا واكملا حديثهما السعيد لكليهما
أما ثريا فكانت تجلس حول الطاولة التي تجمعها بنساء المنزل وجدة ووالدة بسمه وأيضا صديقتيها تهاني وأمنية اللتان أتيا مع الجدة لحضور حفل زفاف صديقتهما الوفية.

تحدثت منيرة إلى الصغيرة نرمين التي تحملها وتحتضنها برعاية عقبالك يا نرمين
و أكملت بنبرة حزينة متمنيه دوام الصحه لإبنها يا تري يا بنتي هعيش لما أشوفك عروسه وأبوكي بيسلمك بإيده لعريسك
تنهدت ثريا وعزيزة وهاجم قلبيهما الألم، فشعرت عزيزة بحزن إبنتها فتحدثت إلى الجدة بخيتة كي تخرج الجميع من تلك الحالة منورين إسكندرية كلها يا حاجة وألف مبروك لبسمة، عقبال ما تشيلي أولادها إن شاء الله.

إبتسمت لها الجده وأردفت قائلة إسكندرية منورة بناسها الطيبين يا بتي
وأكملت بضحكة زينة ثغرها ياااااه يا بتي، يا مين يعيش تاني، لساتني هعيش لحد مشيل صغار بسمة
ربتت زوجة ولدها سعاد على كف يدها وتحدثت بنبرة صادقة ربنا يبارك في عمرك وصحتك يا أما، ده أحنا من غيرك ما نسواش
إبتسمت لها بخيتة وتحدثت بنبرة حنون ويبارك في عمرك يا بت الأصول
أما عز فكان يجلس بجانب والده وأحمد ويضع فوق ساقية رائف يداعبه ويقبله بحنان.

فنظرت إليه مجيدة وهمست بجانب اذن إبنتها التي تجلس بجانبها حول طاولة أخري بعيدة عن تجمع نساء العائلة بصي على جوزك و أتفرجي وملي عينك كويس
نظرت منال فرأت عز يقبل رائف بحنان ويضمه إلى صدرة برعايه، فأسترسلت مجيدة حديثها الخبيث شفتي وإتأكدتي إن كلامي صح، أهو سعادة العقيد المحترم بيستعد للدور اللي هيستلمه قريب.

إشتعلت النار داخل صدر منال وذلك لشدة غيرتها على زوجها وتحدثت بغل على جثتي لو ده حصل يا ماما، بكرة تشوفي بعيونك منال هتعمل أيه، هتشوفي وتفتخري بتربية إيدك يا مجيدة هانم
إبتسمت مجيدة بفخر ورضا.

بعد قليل إشتغلت الموسيقي النوبيه العريقة و تحرك حسن وبسمة إلى وسط القاعة حيث المكان المخصص لرقص العروسان و بدأن بالرقص، وبدأ الشباب والفتيات النوبيين الذين اتوا من أسوان خصيصا لمشاركة إبنتهم فرحتها، بالإلتفاف والرقص النوبي حولهما وسط سعادة جميع الحضور الذين بدأوا بالتصفيق لهم مع إنبهارهم بخطواتهم و الرقص وجمال روح هؤلاء الشباب التي تظهر على ملامحهم الطيبة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة