قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والعشرون والأخير

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والعشرون والأخير

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والعشرون والأخير

عادا العروسان من جديد إلى حيث جلوسهما وتحركت ثريا حاملة رضيعتها و وقفت بجانب أحمد وتحدثت إلية بهدوء أية رأيك يا أحمد ناخد صورة تذكارية مع العرسان
إبتسم لها بموافقة وتحرك بجانبها وصولا إلى بسمة وحسن الذي وقف سريع إحترام لأحمد وتقديرا له ولحالته التي وصل إليها بفضل المرض
إحتضن أحمد حسن مربت على ظهره بحنان وأردف قائلا ألف مبروك يا حسن، عقبال البكاري يا حبيبي.

أجابه حسن بإبتسامة تسلم يا حبيبي، عقبال ماتجوز أولادك في حياتك إن شاء الله
وأحتضنت ثريا بسمة بحنان وتحدثت إليها بإنبهار ماشاء، الله عليكي يا بسمة، زي القمر يا حبيبتي
أجابتها بإبتسامة خلابة تذهب العقل وأنا هاجي في جمالك أية بس يا أبلة ثريا
أما أحمد الذي حول بصره إلى إبتسام وتحدث إليها مهنئ بوجه بشوش ألف مبروك يا عروسة.

ثم نظر إلى حسن وتحدث بلباقة طول عمر ذوقك عالي يا باشمهندس، بس المرة دي تفوقت على نفسك في الإختيار
إبتسمت له بسمة وأجابته شاكرة إياه متشكرة جدا لذوقك يا أستاذ أحمد
إبتسم لها وأردف قائلا أستاذ أية بس إنت زي أختي، كفاية تقولي لي أحمد
هزت له رأسها بإيماء وتحدث حسن مشيرا إلى المصور في إشارة منه لإلتقاط بعض الصور التذكارية.

وقفت ثريا متوسطة زوجها وشقيقها اللذان حاوطاها بالرعاية والحنان وأتخذت لهم أكثر من صورة للذكري
وبعد قليل أعلن عز عن إفتتاح البوفية وقام العروسان بتقطيع قالب الحلوي المخصص لزفافهما وأطعما بعضهما البعض تحت نظراتهما العاشقة، وتحرك الجميع إلى البوفيه المتواجد به كل ما لذ وطاب من الأكلات الشهية.

طال الإحتفال وسط سعادة الجميع وضحكاتهم التي تخرج من القلوب، وبعد مدة إنتهي الحفل بسلام وأخذ حسن عروسه الجميل إلى منزل العائلة حيث مسكنه الخاص الذي أعده له صلاح ليصبح مقر سكنه عندما يأتي حسن و زوجته زياراتهما إلى الإسكندرية.

بعد مرور إسبوع على هذا الزفاف قضا منه العروسان خمسة أيام داخل منزل العائلة وسط أجواء عائلية سعيدة وبعدها أخذ حسن سمرائه وأتجة بها إلى الشالية المملوك للعائلة والذي يتواجد داخل منطقة العجمي ليستجما به مدة إسبوع كاملا حتى يحصلا على بعض الخصوصية ويختليا ببعضهما كزوجان حديثان.

كانت تتحرك على شاطئ البحر بجانب حبيبها العاشق متشابكان الأيدي بترابط، ناظرة إلى البحر بإنبهار تتأمل كل ما يحيطها بعيون متسعة، تشعر وكأنها في عالم أخر لم ترا مثله من ذي قبل، عالم ساحر ببحره وسماءة الصافية بلونها الأزرق الأخاذ، وشاطئه الرملي الناعم الملمس،
صدق من أطلق عليها عروس البحر الأبيض المتوسط
تحدث إليها عاشق عيناها متساءلا بحنان مبسوطة يا حبيبتي؟

حولت بصرها إلية سريع وأردفت قائلة بلهفة مبسوطة أوي يا حبيبي، إسكندرية طلعت أجمل مما تخيلت بكتير، كل شئ هنا ساحر وغير
سألها بدعابه لسه ما غيرتيش رأيك في إنك تنزلي تعومي معايا في البحر.

أجابته بتأكيد و أية اللي هيخليني أغير رأيي، يا حسن إنت مش فاهم، أنا بعشق البحر و بعشق النظر ليه، بس في نفس الوقت بترعب من عمقه و وسعه، لما ببص عليه و عيوني مبتجبش أخرة بلاقي جسمي كله بيرتعش، علشان كدة بكتفي بالنظر عليه من على الشط
و أكملت برضا كامل و هي تنظر حولها بإنبهار و بعدين كفاية جدا إنك جنبي و معايا، بحر و شط و شمس و عيونك الحلوة، تفتكر هحتاج إيه أكتر من كده تاني.

إبتسم لها و تحدث بعيون هائمة ربنا يقدرني و أقدر أخليكي دايما مبسوطة يا بسمة
أجابته و هي تشدد من إحتضانها لكف يدة طول ما انت جنبي و معايا أكيد هكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها يا حبيبي
بحبك يا بسمه، جملة قالها حسن بعيون هائمة
ردت علية قائلة بحب و أنا بعشقك يا حسن.

بعد مرور حوالي سنة، داخل مدينة الإسكندرية
كانت تتمدد إبتسام فوق الشزلونج داخل غرفة الكشف الخاصة بأمراض النساء والتوليد وبجانبها ثريا، إنتهت الطبيبة من فحصها وخرجت من وراء ذاك الساتر الذي يفصل الشزلونج عن غرفة المكتب، تحركت إلى مكتبها وجلست امام ذاك الحسن الجالس بالمقعد المقابل للمكتب وخرجت ثريا وإبتسام بعدما هندمت من ثيابها وجلست كلتاهما.

تحدثت الطبيبة بوجه بشوش: - بصي يا مدام، من التحاليل وكشفي عليكي أقدر أأكد لك إنك ما عندكيش أي مشاكل تمنع الحمل عندك، وبناء على التحاليل اللي عملها جوزك هو كمان مفيش عنده أي عائق
سألتها ثريا بهدوء مستفسرة: - طب لما هو مفيش مشكلة يا دكتورة، الحمل ماحصلش ليه لحد الوقت؟
أجابتها الطبيبة بنبرة عملية: - أول حاجة يا مدام الحمل ده رزق من ربنا وكل حاجة عند ربنا بميعاد معلوم.

واسترسلت بطمأنة وهي تتناقل النظر بين حسن وابتسام: - بس أحب اطمنكم إنه ممكن يحصل في أي وقت، وبعدين إنتم مستعجلين ليه، زي ما عرفت منكم إنكم لسه متجوزين من حوالي سنة وكام شهر يعني لسة بدري على القلق اللي إنتم فيه ده.

بسط حسن ذراعه وأمسك كف حبيبته ونظر لها بإبتسامة هادئة وأردف قائلا بطمئنان: - أنا عن نفسي الحمدلله راضي بكل اللي ييجي من عند ربنا، ومش مستعجل خالص وعارف إن كل حاجة هتيجي في ميعادها اللي ربنا كاتبه
ومال لها برأسه وأردف بعيناي عاشقة: - إطمني.

هزت رأسها بهدوء في حين تحدثت الطبيبة إليها بتوصية: - أهم حاجة إنك تشيلي الموضوع خالص من تفكيرك وتحاولي على قد ما تقدري إنك ما تفكريش فيه، لأن الراحة النفسية عليها عامل كبير في حدوث الحمل
خرجوا من المشفي وتوجهت ثريا إلى المنزل لطمأنة العائلة وتحرك العاشقان بإتجاة البحر، أمسكت كف يده وتحدثت بإرتياب: - أنا خايفة يا حسن، خايفة تأخير الحمل يطول واهلك يضغطوا عليك تتجوز عليا علشان تخلف.

قهقه عاليا وتحدث لطمأنتها: - المشكلة إنك معاشراني من أكتر من سنة ولسة ما تعرفنيش كويس، أنا مفيش مخلوق يقدر يجبرني على حاجة أنا مش عاوزها
وأكمل بعيناي عاشقة: - وأنا مش عاوز من الدنيا دي كلها غيرك يا سمرا
والله العظيم إنت عندي كفاية
إبتسمت له واحتضنت كف يده وتحدثت بعيناي شاكرة: - ربنا يخليك ليا يا حسن
اجابها بحب: - ويخليكي ليا يا روح حسن.

أما داخل منزل العائلة، جلست ثريا مع والديها وبدأت تروي لهما ما أخبرتها بهم الطبيبة تحت حزن والديها
أما خارجا بساحة المنزل الواسعة، يجلس أحمد و عز المجاور له و الذي وجة حديثه إلية و هو يسألة عن حالة بحنان صحتك أخبارها أيه الوقت يا أحمد؟
أجابه برضا و يقين الحمد لله يا عز، كل اللي ييجي من ربنا خير.

تحدث إليه عز بلهجة حادة بعض الشئ على فكرة يا أحمد، أنا مش عجباني حالة الإستسلام اللي إنت فيها دي، إصلب طولك و قوي نفسك و قولها إنك أكبر من المرض، صحيح إن الشفا بإيد ربنا سبحانة و تعالي، بس العزيمة و الأمل كمان ليهم دور إيجابي كبير في الشفا
و أكمل بقوة حارب احساس الهزيمة اللي جواك ده و إنت إن شاء الله هتخف و هتبقا كويس.

إبتسم ساخرا و تحدث بنبرة حزينة إنت بتضحك عليا و لا على نفسك يا عز، أنا و إنت عارفين كويس أوي إن المرض ده مهما طالت مدته فأخرته المؤكدة هي الموت
نكس عز رأسه حزن لتيقنه صحة حديث شقيقه، و تألم داخله و صرخ قلبه على أخية و شبابه الذي لم يعش منه إلا القليل
فتحدث أحمد إلية بحديث ذات مغزي أنا عارف و متأكد إن أيامي في الدنيا أصبحت معدودة، و راضي بنصيبي و قدري اللي ربنا كتبه لي، بس ليا عندك طلب واحد يا عز.

نظر إليه عز و تحدث متلهف أؤمرني يا حبيبي
أجابه أحمد بحسرة و ألم ظهر داخل عيناه خلي بالك من ولادي يا عز، ولادي أمانة في رقبتك يا أخويا، أمانه عليك ما تسيب بناتي غير لما توصلهم بإيدك لبر الأمان في بيت إجوازهم، و رائف يا عز، خلي بالك من رائف و أعتبرة واحد من ولادك
و أكمل بترجي إوعدني يا عز.

نظر له عز و تلألئت الدموع داخل عيناه و أجابه بنبرة صلبه صادقة ولادك في رقبتي لأخر نفس فيا يا أحمد، إوعا تقلق عليهم، أعاهدك قدام ربنا إني عمري ما هتخلي عنهم و إني هعاملهم زي ياسين و أخواته و ربي شاهد على كلامي ده.
تنهد أحمد بإرتياح و أكمل بغصة مؤلمة وقفت داخل حلقة حتى انها كادت أن تخنقه و تزهق بروحه و ثريا يا عز، ثريا أمانه في رقبتك، خلي بالك منها.

ثم أنزل بصرة سريع كي لا يري شقيقه مرارة نظراته و يفهم أنه يعلم،
أجابه عز بألم يمزق وجدانه إطمن يا حبيبي، ثريا و ولادك أمانتك ليا اللي هقف قدامك يوم اللقى و أقول لك أنا صنت أمانتك يا أحمد
أخرجهما مما هما علية والدهما الذي أتي و جلس بجانب غاليه و وضع يده على كتفه متساءلا عامل أيه إنهاردة يا أبني
أجاب والده بنبرة متماسكة كي لا يحزنه الحمدلله يا حاج، أنا بخير.

بعد مرور إسبوعان فقط
إشتد التعب على أحمد و أنهار جسدة و لم يعد يتحمل شدة الألم، فنقله عز إلى المشفي رغم إعتراضة
دلفت إليه غرفة الرعاية المشددة الذي احتجز بها ليقضي بها ما تبقي له من أيام تحت الرعاية حتى يخفف عنه الأطباء بشاعة ألم المرض، نظر لداخل عيناها و قد بات المرض ينهش بملامحه و بهت لونه و تحول جلده إلى الأصفر الداكن و تحول بياض عيناه للون الأصفر دلالة تمكن المرض من جسده.

أمسكت يده و قبلتها بحنان، أغرقت دموعها التي هبطت عنوة عنها كف يداه و تحدث و هو مبتسم بوهن و ضعف متعيطيش يا حبيبتي و إسمعيني كويس، أنا اللي فاضل لي مش كتير، علشان كده عاوز أضمن أمانك إنت و ولادي
وضعت يدها تتحسس شفتاه التي أصبحت باللون الازرق الداكن بفضل المرض و تحدثت أرجوك، إوعا تنطقها يا أحمد، إنت هتخف و هتبقا كويس إن شاء الله، خلي عندك أمل و يقين بالله.

أجابها بنبرة رجل يائس بائس يحتضر و يجهز حاله للرحيل الحتمي خلينا واقعيين يا ثريا، ده مش كلامي، ده كلام كل الدكاترة اللي شافوا حالتي و قالوا إني بقضي أخر أيامي، إسمعيني أرجوك و متقاطعنيش و خلينا نتكلم في المهم
ثم نظر بداخل عيناها و بصعوبة بالغة أخرج كلماته بنبرة قاتلة لقلبه العاشق بجنون لإمرأة
حياته أنا عاوزك بعد موتي تتجوزي عز.

جحظت عيناها بذهول و تحدثت بإشمئزاز إنت بتقول أيه يا أحمد، للدرجة دي بايعني و مفرقش معاك
أجابها بثقة. للدرجة دي شاري راحتك يا بنت قلبي
و أكمل بيقين بعد موتي عز هيطلب إيدك للجواز، وافقي يا ثريا، عز الوحيد اللي هقدر أطمن عليكي و إنت معاه، و هو الوحيد اللي هيخاف على ولادي و يربيهم و يحافظ على حقوقهم بما يرضي الله
إبتسمت ساخرة و تحدثت بتهكم و أية بقا اللي مخليك متأكد أوي كده من إن عز هيطلب يتجوزني؟

ثم نظرت إلية بتشكيك وتساءلت بعيون غاضبة متسعة ولا تكونش قولت له هو كمان الكلام الفارغ ده؟
إبتسم ساخرا و أجابها بمرارة لا ما قولتلهوش يا ثريا، بس أنا متأكد من إن عز هيعمل كده
نظرت إليه بإستغراب من ثقته التي يتحدث بها
فأكمل هو ليريحها عز بيحبك يا ثريا، لا، مش بيحبك ده بيعشقك بجنون، و ده شئ أنا متأكد منه
إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بنبرة إستهجان إنت إتجننت يا أحمد، أيه التخاريف اللي بتقولها دي؟

أجابها بمرارة دي مش تخاريف يا ثريا، دي حقيقة أنا متأكد منها، أنا راجل وأقدر أفهم كويس أوي وأفسر نظرة الراجل للست، ونظرة عز ليكي كلها عشق مجنون بيظهر غصب عنه في عيونه و هو بيبص لك
وأكمل مفسرا وعلشان متظلميش عز وتفكري فيه تفكير سئ، عز كان بيحبك قبل ما أبويا يطلبك ليا، وده أنا إتأكدت منه بعد جوازنا بمدة كبيرة.

وتحدث بعيون مستعطفة راجية إتجوزية وعيشي حياتك معاه بس أوعي تنسيني يا ثريا، خليكي فاكرة إن فيه واحد إسمة أحمد المغربي عشقك وعشق روحك وكان بيتمني يكمل عمرة كلة جوة حضنك
وأكمل بنبرة صوت إنهزامية بس الدنيا أستكترت علية فرحتة وسرقت منه حياته وأستعجلت رحيلة
ثم أكمل برجاء وهو ينظر داخل عيناها أرجوكي ريحيني و إوعديني يا ثريا.

جففت دموعها وصلبت وقفتها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بقوة و وعد قاطع أوعدك يا أحمد، أوعدك بإن شعري مش هيتفرد على كتف راجل بعدك، أوعدك إن مفيش راجل هيلمسني ولا هيدخل قلبي غيرك، وإني مش هدخل على ولادك راجل غريب يسكن بيتك
ثم أمسكت يده وبدأت في بكاء مرير يقطع أنياط القلب أوعدك إن يوم ما أجي لك و نتقابل هتلاقيني زي ما سبتني، قلبي وجسمي هشيلهم لك أمانه لحد ما نتقابل يا حب عمري.

وأكملت بقوة وده وعدي ليك و وعد الحرة دين عليها يا ابن عمي
وبمجرد نطقها لتلك الكلمات تنفس وشعر براحة لم يشعر بمثيلها من ذي قبل، فحقا قلبه العاشق المتيم بجنون الحب كان يحتاج لسماع تلك الكلمات لطمئنته قبل الرحيل،.

و للأمانة كان يتحدث إليها صدق، كان يريد لشقيقه السعادة التي حرم منها في إبتعاد ثريا عنه، ويريد الإطمئنان على صغاره، غوالية، وجوهرته الثمينة ثريا عشق الروح وهنا فؤادة، ولكن، تظل النفس البشرية التي تتسم بالأنانية معلقة بحب الذات حتى بأخر أنفاسها.

عاشق هو لحبيبتة حتى النخاع و يذوب غيرة واشتعالا لمجرد فقط تخيلة لمتيمة روحة بدلوفها لداخل أحضان غيرة، مجرد التخيل يشعرة بقهر الرجال الذي لم يشعر به إلا بعد ما أصابه من ضعف جراء إبتلائة بذاك المرض المهلك
نظر لعيناها بفخر وتحدث براحة عمرك مخيبتي أملي فيكي يا بنت أبوكي، طمنتي قلبي يا ثريا، الوقت بس أقدر أمشي وأنا مطمن، وهستناكي تجي لي وإنت وافية بوعدك ليا.

إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون مطمئنة إطمن يا حبيبي، إطمن يا حب عمري، مهما طال بيا العمر ولا قصر، هجي لك بشوق العمر و لهفته لرؤياك البهية
وأمسكت كف يده ورفعتها إلى فهما لتقبلها بعشق ولهفة تحت نظراته العاشقة الراضية المبتسمة.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة