قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع عشر

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع عشر

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل التاسع عشر

داخل مدينة الإسكندرية
و بعد إسبوع كان قد قضاه عز بغرفة ياسين متجنب تلك المتعجرفة كي يهذب روحها و يؤدبها مثلما أمر الشرع، كادت تجن من تجاهله المتعمد حتى أمام أهل المنزل بالأسفل مما جعلها تشعر بالإهانة و الذل و الإنكسار.

شعرت منال بحجم خطأها الكبير التي إقترفته بحق زوجها الراقي و الذي لم يسئ إليها مطلقا منذ أن تزوجته، بل على العكس دائما ما يلبي لها جميع متطلباتها من ملبس و مجوهرات و مأكل و حتى الخروجات و لكن بحدود و في أماكن ترقي إلى مستوي عز و منصبة الرفيع ك عقيد في جهاز المخابرات المصرية و ما له من مكانه خاصة بداخل الجهاز
ليلا داخل غرفة ياسين و طارق.

كان يتمدد فوق تخت صغيرة طارق الغافي بجانبه بسلام، ناظرا في سقف الحجرة بشرود وتفكر، أما ياسين فكان يجلس فوق مكتبه يتابع دروسه بإهتمام كعادته
إستمع إلى طرقات خفيفه فوق الباب و دلفت بعدها منال دون إنتظار الرد، نظرت خجلا إلى عز و تحدثت بنيرة هادئة من فضلك يا عز، أنا عاوزة أتكلم معاك
لم يعر لحديثها أية إهتمام بل ضل على وضعه و لم يتحرك له ساكن، فتحدثت هي من جديد بصوت راجي أرجوك يا عز!

أجابها بصوت رخيم بارد دون عناء النظر إلى وجهها إتفضلي روحي على أوضتك، أنا مش عاوز أتكلم مع حد!
تحركت إليه و أقتربت من تمدد جسده و تحدثت بعيون راجية و صوت يملؤه الندم أرجوك يا عز، أنا محتاجة أتكلم معاك ضروري
كان الفتي يستمع لهما مسلط بصرة على الكتيب الذي بيده كي لا يزيدها على والدته أكثر و يشعرها بالحرج من وضعها.

شعر عز بندمها الظاهر من خلال نبرة صوتها، حول بصرة و نظر إليها وجد داخل مقلتيها الفيروزية لمعات لدمعات تريد من كبريائها الطاغي عليها أن يفسح لها المجال حتى تنساب بسلاسة و تنطلق هاربة للخارج و لكنه الكبرياء لعنة الله عليه
تنهد بإستسلام و نظر إلى صغيره المنكب على أوراقة و شعر بحزنه العميق الذي يحاول تخبأته تحت تلك النظرات الجامدة.

وافقها الرأي كي لا يزيدها على صغيرة أكثر، إعتدل بجلسته ثم وقف و أشار لها بالتحرك أمامة، خرجت هي و تحرك هو متجه إلى جلوس صغيرة، نجل قلبه و صديقه، رجله الصغير مثلما دائما يلقبه
وقف الصغير إحتراما و تقديرا إلى والده، أما عز فوضع كف يده العريضة فوق شعر ياسين الأسود يتلمسه بحنان و أردف قائلا بنبرة حنون ياسين، أنا مش عاوزك تشغل بالك بموضوعي أنا و ماما، اللي حصل بينا ده عادي جدا و بيحصل بين أي زوجين،.

و أكمل مفسرا الوضع كي يرفع الحزن عن كاهل صغيره لازم تعرف إن الحياه مش كلها راحة و سعادة يا أبني، فيه أوقات صعبه بتيجي علينا بنخرج فيها عن شعورنا غصب عننا من كتر الكبت اللي بنوصل له من ضغط الحياة و البشر علينا و على نفسيتنا
تحدث الفتي ببراعة و تفهم أنا مش عاوز حضرتك تقلق و تشيل همي يا بابا، أنا فاهم كل الكلام ده و واثق من قدرة حضرتك في توصيلنا إحنا و ماما لبر الأمان، أنا عارف إن ماما صعبة في طباعها.

و اكمل بعيون راجية بس أنا بطلب منك تتحملها علشان خاطري أنا و شيرين و طارق، أرجوك تعمل كده علشان خاطرنا كلنا يا بابا
كانت تلك هي رسالة الفتي الذكي إلى أبيه، فعلم عز مغزاها و أومأ له برأسه و أبتسم بخفة كي يبث بداخل روحه الطمأنينة، ثم خرج متجها إلى غرفة نومه المشتركة مع زوجتة و أغلق بابها خلفة.

وجدها جالسة فوق الفراش ترتدي لباس مثيرة للغاية، واضعة على وجهها بعض مساحيق التجميل الرقيقة مما جعل من ملامحها الجميلة بالأساس صارخة الجمال، في خطة مدروسة منها بإغرائة كي يخر راكع تحت قدميها و بدلا من ان تعتذر هي منه، يبادر هو بالإعتذار منها متأثرا بسحرها، هكذا صور لها غبائها هذا السيناريو متغافلا عن ذاك القوي الشخصية شامخ الكرامة المسمي بزوجها.

رمقها بنظرات ساخرة و ضل واقف مبتعدا واضع يداه داخل جيبي بنطال منامته و تحدث لها بتململ و عدم صبر إتفضلي إتكلمي يا هانم، أنا سامعك!
شعرت بالدماء تهرب من وجهها من شدة خجلها و غصة مريرة وقفت بحلقها من ذلك المتجاهل ل جمالها و أنوثتها الطاغية التي تجعل من الجماد ينطق، لكنها غفلت عن شئ غاية الأهمية، ألا و هو أنها متزوجة من عز المغربي سليل أل المغربي المعروف عن رجالهم بالكبرياء و الرجولة و الشموخ.

إستمدت القوة و الإصرار من داخلها و صممت على إسترجاعة إليها من جديد حتى و لو تنازلت عن بعض كبريائها و شموخها الملازمان لها كظلها
بادرت بالحركة إليه و أقتربت منه كثيرا، ثم وضعت يدها على صدره تتحسسه بحنان و دلال إمرأة ثم تحدثت بنبرة انثوية مهلكة لأي رجل بالكون إلا من ذاك الغاضب متيم حبيبتة المفروض أنا اللي أزعل منك على فكرة، و المفروض كمان إنت اللي تيجي و تصالحني مش العكس يا عز.

و أكملت و هي تلصق جسدها بجسده بإغراء له بس أنا علشان بحبك و مش قادرة على بعادك أكتر من كده ما أتحملتش و إتنازلت عن كبريائي و كرامتي و جيت لك رغم قسوتك عليا و إهانتك ليا قدام إبني.

ضيق بين حاجبية مستغرب حالتها و تقربها بهذا الشكل الغريب، بمنتهي البرود أمسك يدها و أنزلها عن صدرة بهدوء، و ذهب إلى الفراش و جلب لها مأزرها من فوقة و وضعه على كتفيها و تحدث بنبرة جادة ألبسي الروب علشان محتاجين نتكلم شوية و نحط النقط على الحروف علشان نرتب لحياتنا اللي جاية.

و أكمل مهددا إياها كي يرهبها و يجعلها تتخلي عن أفكارها الهدامة تلك علشان نشوف هل هنقدر نتفق و نكمل اللي باقي من حياتنا مع بعض، و لا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج
لم يكمل جملتة لوضعها أناملها على فمة سريع منعا لإكمالة جملتة و أردفت قائلة بنبرة حزينة ما تقولهاش أرجوك يا عز، هو إنت فاكر إني ممكن أكمل حياتي من غيرك؟

نظر لها مستغرب حديثها فأكملت تبرر له بنبرة متألمة صادقة أنا يمكن أكون ما بقدرش أعبر لك عن حبي ليك و أهمية وجودك في حياتي، بس ده ما ينفيش إني فعلا بحبك و إن حياتي من غيرك شبة مستحيلة،.

و أكملت بإعتراف بنبرة صادقة حزينة و ده للأسف يرجع لطريقة ماما في تربيتي، كانت دايما تقولي ما تظهريش حبك و مشاعرك لجوزك علشان ميعتبرهاش نقطة ضعف ليكي و يستعملها سلاح ضدك، و لازم شخصيتك تبقا قوية قدامة علشان يعمل لك ألف حساب في حياته و يبقا لك مكانة عالية في وسط عيلتة
أجابها لائما و فين عقلك يا خريجة المدارس الراقية، إزاي يا منال رضيتي على نفسك تبقي مجرد مسخ تابع لاراء و تجارب الاخرين؟

نظرت له بخجل و أكمل هو من أول ما أتجوزنا و أنا أخدت عهد على نفسي إني أتقي الله فيكي، و عمري ما زعلتك و لا كسرت بخاطرك رغم أخطاءك، كنتي كل ما تغلطي أقول لنفسي معلش يا عز، دي ست و ضعيفة ما تستقواش عليها علشان ربنا ما يبعتلكش اللي أقوي منك و يتجبر عليك، و تكرري غلطك تاني و أصبر نفسي تاني و أقول معلش، اتحملها علشان خاطر ولادك يا عز، ولادك يستاهلوا و البصة في عيونهم تساوي الدنيا بحالها.

و أكمل بنبرة صوت يائسة بس للأسف يا منال، فهمتي صبري عليكي و قوة تحملي على إنه ضعف مني و بدأتي تزيدي في عندك و غرورك و كبريائك، و اللي خلي صبري عليكي نفذ و كبر الفجوة بينا أكتر هو كبريائك و إستعلائك على أهلي، اللي هما أهل ولادك و سندهم و اللي المفروض تبقي مفتخرة بيهم و تكبريهم في نظر أولادك علشان يطلعوا ماسكين في عيلتهم،.

و اكمل بإتهام غرورك نساكي إن الواحد مهما بلغت ثروتة و منصبه من غير أهله بيبقا أضعف إنسان على وجة الارض،
أهلك لتهلك يا هانم.

هنا لم تستطع التحمل و بكت بإنهيار و تحدثت بأسف أنا أسفة يا عز، أرجوك حاول تفهمني، أنا ظروف تربيتي كانت غير تربيتكم هنا، طول عمري و أنا ماما هي قدوتي، كانت دايما تقول لنا إن القرايب عقارب، و إن عمر الأخ ما هيحب الخير لاخوة زي ما هيحبه لإبنة، دايما كانت بتبعدنا عن أعمامنا و قرايبنا لحد ما كرهناهم و بقينا نشوفهم فعلا أعداء لبابا و لينا.

جففت دموعها وأخذت نفس عميق ثم زفرته، و تحدثت بإستفهام و هي تمسك كف يدة و تتلمسها بحنان قول لي أية اللي يرضيك يا عز و أنا أعملهولك بس بلاش الهجر ده
تنفس عاليا ثم زفر بهدوء و تحدث بشموخ رجل أمرا أنا مش طالب منك غير إنك تتقي الله فيا و في اولادك و تحترمي الصغير قبل الكبير من أهلي و ما تدخليش في اللي ما يخصكيش علشان متسمعيش و متشوفيش مني اللي يهين كرامتك.

إبتلعت غصة مريرة من شدة حديثة و فظاظته ثم أردفت قائله بطاعة حاضر يا عز، عاوز حاجة تانية؟
نظر لها وجد نظرت إنكسار بعيناها لم يرها من قبل فتنهد بحزن و جذبها بهدوء إلى أحضانة و حاوطها بساعدية مما أسعدها بشدة و باتت تشدد هي الأخري من إحتضانة و تتحسس ظهره بحنان حتى ذاب معا و غاصا داخل عالمهما الخاص بهما.

و بعد مدة من الوقت كانت تستكين داخل أحضانه فوق تختهما المشترك و تحدث هو و هو يتلمس وجنتها بحنان أرجوك يا منال توعديني إنك هتساعديني علشان نقدر نعدي بحياتنا و أولادنا لبر الأمان
أجابته و هي تدفن حالها أكثر بين أحضانه الدافئة التي إشتاقتها حد الجنون حاضر يا عز، حاضر.

بعد مرور خمسة أشهر مرت على الجميع ببطئ شديد و ألم مميت للبعض، مازال صلاح مصرا على موقفه بكبرياء و عناد رغم إشتياقه بجنون إلى رؤية صغيرة الذي لم يأتي إلى المنزل و لو لمرة واحده منذ خروجه منه شبه مطرودا، و برغم توسل ثريا إلى حسن و مطالبتها له بإستمرار بالعودة إلى المنزل إلا أنه مازال ثابت على موقفه.

و برغم أيضا محاولات عز و أحمد المستميتة مع صلاح كي يتراجع عن عناده و موقفه الصارم و يوافق على إختيار حسن إلا أنه أصر أكثر و أكثر معاندا الجميع إلى أبعد حد.

ساءت حالة أحمد الصحية حتى أنه بدأ بحجب ألامه عن أعين ثريا كي تتوقف عن إصرارها الدائم بحثة بضرورة ذهابه إلى الطبيب و أيضا ضرورة إخبار العائلة بتعبه، و بدأ بزيادة جرعة المسكن ل يكظم ألامة و يخفيها عنها قدر الإمكان، و للأسف بدأ الجسم بأخذ مناعه من المسكن فاضطر إلى تغيير نوعه بأخر أشد قوة حتى يأتي بمفعول يهدأ من تسكين ألامه التي أصبحت مؤخرا فوق الإحتمال.

كان متمددا بجوارها يغط في ثبات عميق و بدون مقدمات هاجمته نوبة الألم فانتفض من ثباته نظر لتلك المجاورة له بنومها و كظم أنينه و صرخاته كي لا تشعر هي به، تحرك بهدوء من جانبها و تناول من حقيبته الخاصة بعمله تلك المسكنات التي خبأها بعيدا عن مرمي عيناها،.

إبتلع جرعتان من الأقراص حيث لم تعد تأثر به جرعة واحدة، ثم جاورها مرة أخري كي يخلد لنومه و لكن، من أين يأتي النوم و هذا الألم المميت مازال ينهش بجانبه الأيمن و يشتد علية أكثر
شعرت به متيمة عيناه، افتحت عيناها ببطئ شديد ثم نظرت إليه بنعاس و تساءلت صاحي لية يا حبيبي؟

ضغط على حاله لأبعد مدي و أجابها بهدوء و هو يربت على كتفها بحنان ما فيش يا حبيبتي، قلقان شوية، نامي يا ماما إنت تعبانه من الحمل و محتاجه راحة
نظرت إليه و شعرت بذعر عندما رأت الألم الساكن بعيناه، فحتي لو خبأ ما بداخلة عن العالم أجمع فلن يستطع حجبه عن قلب تلك العاشقة، إنتفضت من نومتها عندما شعرت به يكز على فكيه و تساءلت بهلع الألم رجع لك تاني صح؟

نظر إليها بضعف و انكسار و بلحظة تأوة ممسكا بيدة مكان ألمه المعتاد فلم يعد يستطيع تحمل الألم أكثر، صرخت هي منتفضه واقفه و تحدثت حرام عليك يا أحمد، حرام عليك، إنت بتعمل فينا كدة ليه؟
إتجهت إلى خزانتها و أنتقت ثوب يستر جسدها و أرتدته تحت إستغرابه و تساءلة المتعجب إنت بتلبسي و رايحه على فين يا ثريا في الوقت المتأخر ده؟

أجابته و هي تلتقط حجابها ترتديه و تهرول إلى الخارج مسرعه تتخبط بمشيتها من شدة رعبها و هلعها رايحة أشوف حل للي إنت فيه ده يا أحمد
صاح مناديا عليها ليمنعها فلم تستجب لمناداته و انطلقت إلى الخارج ك الريح
و تحركت خارج و بدأت بالطرق على باب عبدالرحمن المقابل لبابها و لكنه لم يستجب.

فتحركت سريع إلى باب عز تطرقه هو الاخر، في ذلك التوقيت خرج عبدالرحمن مسرع على خبطاتها، فعادت إليه مرة أخري سريع و هي تتحدث بدموعها التي بدأت بالإنسياب إلحقني يا عبدالرحمن، أحمد تعبان أوي و محتاج لدكتور يشوفه ضروري.

في ذلك التوقيت خرج عز متلهف ينظر يمينا و يسارا بتخبط و ذلك لإستكشاف هوية الطارق، جن جنونه عندما لمحها تقف مع عبدالرحمن و دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة، جري عليها بلهفه و تساءل و هو ينظر إلى بطنها المنتفخ جراء حملها بالشهر السابع مالك يا ثريا، إنت تعبانه؟
حاسة بإية إتكلمي
تحدثت من بين دموعها مما أشعل روحه أحمد تعبان أوي يا عز
تحدث عبدالرحمن على عجل إلى عز إتصل بأي دكتور بسرعه يا عز!

أسرع إثنتيهما بصحبتها للداخل، جري عبدالرحمن و جاور جلوس ذاك المتلوي من شدة الألم و تساءل بلهفة مالك يا أحمد، أيه اللي بيوجعك يا حبيبي؟
جنبي يا عبدالرحمن، ولعه قايدة في جنبي اليمين، كانت تلك الكلمات كفيلة بإهتزاز داخل عز و عبدالرحمن و إرعابهما على غاليهم.

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها التي خرجت عنوة عنها، في حين نظر لها أحمد و تحدث من بين ألامه و أنينه ليطمئنها متعيطيش يا حبيبتي، أنا هبقا كويس إن شاء الله
إقترب منه عز و تساءل متلهف فين مكان الألم بالظبط يا أحمد؟
أمسك جانبه الأيمن و أعتصرة بشدة و أردف قائلا بأنين هنا يا عز، هنا
تحرك عز إلى عليقة الثياب و أنتشل من عليها مأزر أخيه و أتجه إليه و تحدث أمرا قوم معايا يا أحمد علشان نروح المستشفي حالا.

هز رأسه نافيا بشدة و تحدث متذمرا كالأطفال مش هروح مستشفيات يا عز، إنت عارف إني بتخنق من جو المستشفيات و مبطقش حتى ريحتها
تحدث عبدالرحمن بنبرة مرتعبة و هو يحث أخاه على التحرك قوم يا أحمد إلبس الروب و بطل عند خلينا نتحرك بسرعة
أجابهم بإصرار معترض بشدة مش هتحرك من هنا، ريحوا نفسكم و سيبوني في حالي بقا.

رمقه عز بنظرة غاضبة و أردف قائلا بنبرة حاده من شدة رعبه على شقيقة مش وقت دماغك الناشفه دي يا أحمد، الألم ده ممكن يكون إلتهاب في الزايدة و تحتاج ل عمليه فورا، و لو لا قدر الله إتأخرنا إنت عارف كويس أوي العواقب ممكن توصلنا لإية!
أجابته ثريا بنبرة مرتبكة و هي تجفف دموعها بكفها الرقيق لا مش زايدة يا عز، أحمد بقاله أكتر من عشر شهور بيشتكي بجنبه اليمين و بياخد له حبوب مسكنة للألم.

جحظت عيناه و نظر إليها بعيون غاضبه و أردف ناهرا إياها غير مبالي بحالتها و إرهاقها الظاهران للأعمي عشر شهور و إنت قاعدة بتتفرجي عليه و هو بيتقطع قدامك يا ثريا؟
يا قلبك يا بنت عمي!
بكت هي متأثره جراء إتهام عز لها و تحدث أحمد مدافع عن متيمته رغم ألمه المتزايد ثريا ملهاش ذنب يا عز علشان تلومها و تظلمها، أنا اللي ضغطت عليها و طلبت منها ما تقولش لحد علشان ماتضغطوش عليا و تودوني لدكتور.

تحدث عز و هو يتحرك سريع إلى الخارج بوجه مبهم غاضب من تصرفات و حديث كلاهما المستفز بالنسبة له أنا رايح ألبس بسرعه و هستناكم تحت عند العربيه، ربع ساعة بالكتير و تبقوا قدامي إنت و أخوك يا عبدالرحمن
ساعد عبدالرحمن شقيقه في إرتداء مأزرة و ذهب هو الاخر إلى مسكنه إرتدي ثيابه سريع و تحركوا بإتجاه الدرج تحت دموع ثريا الغزيرة،.

وجدوا الجميع قد إستيقظوا قلقين من حالة الهرج و المرج التي حدثت و الكل ينظر إلى أحمد و ألامة بهلع و رعب دب بأوصالهم
بعد مدة من الوقت قضاها أحمد داخل غرفة الكشف، تركه الطبيب مع عبدالرحمن داخل الغرفة حيث كان يعلق له إحدي المحاليل المغذية الموضوع بها إبر مسكنه شديدة المفعول كي يسيطر بها على الألم المبرح.

تحدث الطبيب إلى الحاج محمد الذي أصر على الحضور مع غاليه إحنا هناخد منه عينة بول و عينة دم و هنفحصهم، و لو لا قدر الله ظني طلع في محله وقتها لازم نعمل أشعة بالصبغه على الكلي علشان نتأكد أكتر
نظر محمد إلى الطبيب و الرعب بات يدب بأوصاله و تساءل بنبرة مهتزة مرتبكة إبني عنده أيه بالظبط يا دكتور؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة