قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس والعشرون

وضع زياد سيرين الفاقدة للوعي على السرير الضيق ليتأمل شحوب وجهها بألم. وضع يده في شعره وكأنه سيقتلعه لشتم بصوت مسموع اللعنة عدنان لما لم تتصل بي. لقد كنت كالمجنون ابحث عنها. اكان علي الاتصال حتى تخبرني انها بالمستشفى. ماذا لو لم اتصل اكنت ستخبرني على الأقل سأل بادانة.

تنهد عدنان بقوة محاولا التنفيس عن غضبه. رؤيته لشقيقه في تلك الحالة مزرية يجعله يرغب فعلا في كره سيرين على كل ما فعلته بعائلته. لكن منظرها الشاحب والمتألم منعه فهو طبيب على كل حال.
اخيرا اقترب من شقيقه محاولا تقييم الضرر البالغ الذي اصاب وجهه ليدفعه الاخير عنه بعنف.
تبا لك عدنان. تبا لك.

في تلك اللحظة فتح الباب بقوة واندفع نادر الى الداخل ليشتم زياد بلفظ بديء متجها نحو غريمه قبل ان يوقفه تهديد شقيقه البارد. خطوة اخرى وسأتصل بالامن لالقائكما خارجا.
عصر نادر فكه بعصبية يده على شكل قبضة قوية في تهديد صريح لزياد. قبل ان يرفع رأسه لينظر نحو عدنان الذي كان يرمقه بنظرات قاتلة. اخيرا تنفس نادر بقوة محركا رأسه محاولا التحلي بالصبر الذي لم يكن يوما من صفاته.

ماذا عنه لما هو هنا ما الذي يربطه بها ليتواجد في هذه الغرفة. انا اكون زوجها وانت طبيبها وهو من يكون نطق الكلمات وكأنه يبصقها.
انا اكون الرجل الذي تحبه الرجل الذي ستتزوجه بعد ان تتخلص من لعنتك الى الابد قال زياد بتحفز.
قبل ان يقترب منه نادر بسرعة ليمسكه من ياقة قميصه يعتصر عنقه بقوة.
حين يتجمد الجحيم ايها الوغد فقط حين يتجمد الجحيم سيرين ستصبح زوجتك.

توقفا صرخ عدنان بقوة قبل ان يقترب منهما ليفك اشتباكهما نظراته الساخطة موجهة لشقيقه وكأنه يرفض الاستفزاز الذي كان يمارسه.

اخيرا ابتعد نادر نافضا ياقة زياد باشمئزاز ليقترب من حيث كانت سيرين مستلقية يدها على بطنها وكأنها تحمي الحياة التي قد فقدتها بالفعل. احساس بالمرض اجتاحه لأول مرة. منذ ان حملها فاقدة للوعي من مكتبه لم يفكر ولو للحظة في مشاعره. الان يشعر بالخسارة لقد فقد الطفل الذي تمنى رؤيته لشهور. ذلك الطفل الذي حارب لكي يولد. فهو كان نقطة الوصل الوحيدة بينه وبين سيرين طفلهما كان القطعة القادرة على راب الصدع على ايجاد حل لعلاقتهما المتدهورة والان هذا الجزء من كيانه هذا الطفل الذي حملته سيرين للشهور وانتظره بفروغ صبر قد رحل الى الأبد.

ودون مقدمات نزلت الدموع حارة من عينيه. للمرة الثانية في حياته كان يبكي وهي كانت السبب.

كان عدنان يتأمل انهيار نادر بعينين باردتين لا ينكر انه لا يشعر بأي تعاطف معه فهو السبب وراء كل ما تعانيه عائلته. هو كان وراء الأزمة الصحية التي اوشكت ان تقتل والده. ازمتهم المالية كان هو سببها وضياع مستقبل شقيقه كان المسؤول الاول عنه. لكن رغم ذلك وهو ينظر الى انهياره التام لم يستطع الا ان يشعر بما يمر به. فهو كان زوجا و ابا في النهاية. احساس الفقدان هو شيء ساحق. مدمر. لذا في لفتة لم يستطع حتى هو فهمها تحرك وسط ذهول زياد.

ليجلس الى جانبه ويضع يده على كتفه بمواساة.
رفع نادر رأسه لينظر الى ملامح عدنان الجامدة. لم يكن هنالك اية مشاعر على وجهه لكن الكلمات التي نطقها بعد ذلك كانت بعيدة جدا عن عدم الشعور بشيء.
اتذكر حين فقدت زوجتي قال عدنان بمرارة بينما ارتسم اغرب تعبير على وجه زياد. فهو يعرف جيدا كم هذه الذكرى مؤلمة لعدنان حتى انه لا يتحدث عنها على الاطلاق. ابتلع زياد ريقه مستمرا في النظر الى شقيقه دون تصديق.

ملامح عدنان اصبحت قاتمة عيناه كانتا تتأججان بألم حقيقي وكانه يتجرع ذكرى وفاة زوجته مجددا. حسنا لقد كان حادثا مؤلما جدا. لسخرية القدر لم اصب بخدش واحد لكنها توفيت في الحال. كان علي اخدها الى اقرب مستشفى وللأسف المستشفى القريب من الحادث كان مستوصفا صغيرا لا يتوفر على وحدة عناية طبية ولا حتى على طبيب متخصص. ابتلع ريقه بقوة وكأن الذكرى تحرق قلبه. ، لقد قمت بتوليدها بنفسي. واخرجت طفلا حيا من جسد زوجتي الميتة.

يكفي قال زياد وهو يشعر بمذا الالم الذي كان يعتصر قلب شقيقه وهو يخبر نادر.
ظل نادر واجما وجهه متصلب وكأنه فقد القدرة على النطق. الشعور الذي كان يخبره عنه لا يضاهي أي شعور اختبره من قبل. اخيرا تنفس عدنان بقوة مزيحا يده عن كتف نادر ليقول بهدوء. لذلك انا افهم ما تمر به الان واتمنى ان يختفي المك قريبا.
لهذا نظر الى زياد بقسوة قبل ان يقول: اريدك ان تغادر على الفور.

ماذا توسعت عينا زياد وهو ينظر الى ملامح شقيقه بجدية. لا اصدق هل تقصد ذلك فعلا. تريدني ان اغادر واتركها معه.
اريدك ان تغادر هذه الغرفة وتتركه مع زوجته وابنه.
حاول زياد الاعتراض عيناه شاخصتان على اخيه بصدمه لكنه اوقفه
كلمة اخرى زياد وسأتصل بامن المستشفى ليلقوا بك خارجا. لذا غادر بهدوء وحبا بالسماء اذهب وعالج وجهك حالتك مزرية.

في منزل نادر: لم تفقد منار وعيها كما كان يتوقع. لكن لدقائق طويلة ظلت ملامحها ساكنة وكأنها فقدت القدرة على التواصل مع محيطها الخارجي. دعا معاذ من كل قلبه ان لا تعود الى وضعية التخشب التي عانا ليخرجها منها لسنوات. لكن لم تكن وضعية التخشب ما حصل مع منار كانت تشعر بالذهول وكأن عقلها يعيد تركيب القطع في احجية ناقصة. هم امين بالاقتراب منها محاولا معرفة مذا نجاح طريقته معها لدهشته القوية حين رفعت عينيها لتنظر اليه بنظرات حاقدة نظرات اصابته بالذهول. كانت تنظر اليه بادنة وبغض شديدين اخيرا تكلمت لتشل الصدمة كليهما.

كنت انت السبب منذ البداية. كتابك اللعين كان السبب في ما حدث لعادل.
ابتلع امين ريقه بعصبية بينما ظل معاذ ينظر اليهما بذهول. الكتاب هل كانت تعرف هي الاخرى بوجود الكتاب منذ البداية.
اقترب معاذ محاولا شرح موقفه لكنها ابتعدت عنه نظراتها العدائية مسلطة نحوه لتصرخ اخيرا بقوة:.

اللعنة عليك امين كنت تعرف انه كتاب خطير للغاية ومع ذلك فضلت بيعه لاكثر الاوغاد جنونا. لما بحق الجحيم لما فعلت هذا. بسبب ذلك الكتاب سيطر صديقك على حياتي لسنوات. بسبب ذلك الكتاب اللعين انا قتلت الوغد الوحيد القادر على مساعدتي والان هو سيعود. لقد مات الوغد الوحيد القادر على مواجهته. وشحب وجه منار للغاية امسكت برأسها وكأن ذعر الكلمات التي نطقت بها اصابتها بغثيان مفاجئ.

اقترب معاذ منها محاولا امساكها قبل ان تسقط كان وجهها مصفرا عيناها زائغتان ملامحها امتلأت برعب خالص.
بينما ظل معاذ ينظر اليها وجهه مليء بالذنب لا يجد مبررا لما فعله ولا القدرة على شرح السبب الذي جعله يبيع الكتاب لعادل في المقام الأول.
النقود. الان تبدو تلك النقود اللعينة بدون قيمة وهو ينظر الى ما سببه الكتاب لحياة اقرب الاشخاص اليه.

كانت منار تحبس انفاسها مجيلة بصرها بين معاذ الذي بدا قلقه عليها واضحا وعينا امين المليئتين بالذنب. اخيرا تنفست بعمق محاولة الحفاظ على تركيزها لتسأل معاذ الذي الجمت الصدمة لسانه.
هل مات عادل فعلا. غير معقول لقد حصن نفسه جيدا لم يستطع يوما النيل منه قالت وكأنها تحدث نفسها.
حرك معاذ رأسه باستغراب لا يفهم عن أي شيء تتحدث. اخيرا تمكن من الكلام ليقول بشك:.

منار لقد أصبت بأزمة نفسية شديدة بعد موت عادل المأسواي. كنت مظطربة للغاية. لم يستطيعوا ايذاعك السجن على تلك الجريمة البشعة لأن التقرير أتى لصالحك. لم تكوني في كامل قواك العقلية حين ارتكبت الجريمة.
انا لم ارتكب أي جريمة قالت بهدوء ارعبه. كانت تنظر امامها بشرود. اخيرا ابتعدت عنه لتجلس. عيناها مركزتان على الفراغ وكأن الذكريات تعود لتغزو عقلها بسرعة شديدة.

منذ 8 سنوات: مع مرور الشهور بدأت منار تعتاد على وجود كل تلك الغرابة في حياتها. بدأت تعي تماما ان اخبارها لسيرين بما يجري قد يجلعها تعترف فعليا بأنها تفقد عقلها. لذلك منذ تلك الليلة قررت تجاهل ما يحصل معها والعيش بطبيعية. كانت ترى الأبواب تغلق وتفتح دون ان تعيرها اهتماما تستيقظ لتجد الاثاث مبعثرا وكأن زوبعة مرت بالغرفة وكأن الكيان الذي يشاطرها غرفتها غاضب للغاية. لكنها لم تهتم ايضا كانت تعيد ترتيب الأثاث المبعثر بهدوء. تفتح المياه لتجدها حارة ثم في نفس اللحظة تتحول الى صقيع بارد. وكل ما كانت تقوم به هو اغلاق المياه ومغادرة الحمام الى أن تقرر الروح الغاضبة السماح لها باستعمال الحمام مجددا كانت تخبر نفسها انها قادرة على العيش مع شبح غاضب ظل طريقه للعالم الأخر فبقي محتجزا بين عالمين. وان كل تلك التصرفات الغريبة المفزعة ليست سوى طريقته للتنفيس عن غضبه. ومع الوقت بدأت تتفهم ذلك حتى انها كانت تتعاطف معه في بعض الاحيان.

اخيرا قررت البحث عن طريقة للتواصل مع تلك الروح التي تسكن غرفتها. وكانت هذه بداية فتحها لباب من ابواب الجحيم لم يغلق بعدها ابدا.
وضع معاذ يده برفق على كتف منار التي كانت ساهمة لدرجة شعوره بالخوف الشديد من ان تنتكس حالتها خصوصا وأن تقبلها لموت عادل بهذه البساطة كان غريبا. بعيدا تماما عن تصرفها اخر مرة في المستشفى حيث انها انهارت تماما لسماع الخبر.

حاول ان يتكلم. لكنها سبقته لتقول بهدوء مريب وهي تنظر الى امين بنظرات حانقة:
اتعلم كنت اظن انه شبح غاضب وابتسمت بمرارة. حين سكنت اول مرة في ذلك المنزل حصلت معي اشياء أغرب من الخيال. لكنني قررت تجاهلها حتى لا تظنوا اني مجنونة. أخفيت الأمرعن الجميع وتعايشت معه لمدة طويلة وكانت الأمور بدأت تهدا من تلقاء نفسها. ارتعشت وكأن الذكرى ترعبها.

كنت قد قررت التواصل مع الشبح لاعرف سبب اختياره لمنزلي. بحثت على الانترنت محاولة ايجاد طريقة ووجدت انه يمكنني التواصل مع الاشباح عن طريق لوح الويجا.
توسعت عينا امين برعب بينما ظل معاذ صامتا يستمع اليها بتركيز.
اشتريت واحدا من على موقع انترنت معروف ببيع تلك الأشياء واستغليت عدم وجود سيرين في نهاية الأسبوع لأقوم بالتواصل مع شبحي.

لكن قالت وارتعشت شفتاها برعب ما حضر تلك الليلة لم يكن شبحا. شيء مظلم للغاية كلمني. اخبرني بأشياء جعلت النوم يهرب من عيني ومنذ تلك الليلة لم يعد يحتاج الى لوح للتحدث إلى. كان يهمس لي بأشياء مرعبة مخيفة بمشاعر مظلمة يشعر بها نحوي. كنت احاول عدم الانصات. عدم الاستماع لما يقوله. لكن عبثا كان بداخل عقلي يزرع كل كلمة يريدها. يعيدها مرار وتكرارا. الى ان اصاب بالجنون.

لم يفدني تكسير اللوح ولا محاولة مغادرة الشقة. لقد كان ملازما لي كظلي. حتى حين عدت الى منزلي لم يتركني لم يعد وجوده مقتصرا على المكان لقد اصبح لصيقا بي كجلد ثان.
ارتعشت بقوة ضامة نفسها وكأنها تنشد الأمان.

اتذكر تلك الليلة حين شعرت بوجوده في الغرفة. غرفتي كانت مكتضة بهم مع اني لم ارى احدا. فجأة شعرت بجسدي يرفع في الهواء كنت احاول الصراخ دون جدوى حبالي الصوتية توقفت عن العمل. اخيرا شعرت وكأنني في عالم اخر الظلام كان يحيطني من كل جانب. حين توضحت الرؤيا كنت واقفة تحيط بي العديد من النساء المتوشحات بالسواد. وجوههن كانت شاحبة وعيونهن تنظر نحوي بغضب وكأنهن غير راضيات علي. خلعن ثيابي وسط صراخي المتواصل وألبسنني ثياب غريبة قبل ان اقتاد الى ساحة كبيرة وسط غابة.

الكل كان يرقص بطريقة لم ارى مثلها من قبل وكأنهم وسط طقس وثني. متحلقين حول نار عظيمة تتأجج ليصل لهيبها عنان السماء.

كانت ليلة مظلمة فلم ارى قمرا ولا نجوم فقط السنة اللهب تتأجج. اخيرا اقترب مني. ملامحه كانت بشرية بشكل كبير كان يبدوا اقل اخافة منهم. ركعوا امامه وكأنه قائدهم او سيدهم اقترب مني حاولت الهروب لكن ايادي كثيرة امتدت نحوي لتوقفني بينما ظل يبتسم بتلك الابتسامة التي اقشعر لها جلدي. اقترب رجل عجوز وسحب يدي بقوة ليضع فيها مزيجا لزجا ثم وضع يده علي راحة يدي ليضغطها بقوة قبل ان يمزق جزءا من ثوبي الغريب ليوثق به يدينا معا وبدأ يتكلم بلغة غريبة لم افهمها.

كنت اسمع اصوات الصراخ وكأنهم يهللون او يباركون لقائدهم لكن اللغة كانت غريبة لم افهمها. حاولت ابعاد يده عن يدي دون جدوى ظل يبتسم بسعادة وهو ينظر إلى وكأنه يعرفني وكأنه سعيد بهذا اللقاء.

اخيرا سحبوا ثورا اسود كلون الليل. سحبوه الى الساحة وسط خواره المرعب. اخيرا ترك ذلك الغريب يدي مقتربا من الثورالذي ما ان نظر اليه حتى توقف عن الخوار وكأنه هو الاخر كان خائفا. امتدت يده لتمسك قرني الثور حدق اليه لبرهة ليسحبه دون جهد ليطير رأس الثور في الفضاء وتسقط على الأرض وسط الدماء الكثيرة التي بدأت تتناثر في كل مكان. اقترب مني مجددا بينما انقض العديد منهم على الثور الميت يمزقون اشلائه. كانت يداه مغطاة بالدماء. خوفي كان شديدا لدرجة منعتني من التحرك. قدماي شلتا من الرعب الذي كنت شاهدة عليه. قرب يده من وجهي ليضع الدماء عليه. وسط صراخي المتواصل كنت اصرخ واصرخ بشدة. اخيرا شعرت بأني اسقط.

فتحت عيني وكنت في غرفتي وقد سقطت بالفعل من السرير. حمدت الله انه مجرد كابوس كان كابوسا لعينا.
صمتت للحظة وكأن رعب تلك الذكريات يمنعها من المواصلة.
يد معاذ حطت على يدها بحنان وكأنه يمنحها القوة للمواصلة بينما ظل امين ينظر اليها بوجوم.

لكن اسوء كوابيسي تحققت حين نظرت الى يدي اليسرى لاجدها مخضبة بالحناء. يا الهي وضعت يدها على فمها محاولة البقاء هادئة. بينما انسابت الدموع من عينيها بغزارة. لم افهم وقتها ما الذي تعنيه الحناء على يدي وكيف وصلت الى هناك. لكن لم احتج الكثير من الوقت لأفهم.

كنت قد نسيت الحلم تماما وقررت القيام بما اصبحت بارعة فيه للغاية التجاهل. لم يستغرق تجاهلي لحقيقة ما حصل كثيرا. في مرة كنت اقلب في برامج على التلفاز لأجد موضوعا غريبا عن الحناء وامتلاك الجن. وتلك كانت اول مرة اتعرف على هذا العالم واختفت الصورة الوردية التي رسمتها لوجود شبح ظريف عالق بين الحياة والموت لأرتطم بواقع مرير عن وجود عالم مواز مليء بالشر اسمه عالم الجن الذي لم اصدق وجوده يوما.

وكأن تلك الحقيقة جعلت كل مخاوفي تصعد الى السطح ومع بداية تصديقي لذلك العالم بدات الأحداث المرعبة تعود الى حياتي من جديد لكن هذه المرة بوضوح اكبر فهو اصبح واثقا انني اعلم هويته الحقيقية وهذا جعله يتمادا معي كثيرا.

الهمس لم يعد يتوقف ابدا. كنت اراه في منامي. يخبرني انني زوجته ملكه وان علي اطاعته. كنت ارفض واصرخ لانهض واجد اثر يديه علي. كانت الاثار الزرقاء تغزو بشرتي. طبعت اثار اصابعه مرات عديدة على معصمي كان يعذب احلامي ولم اكن اعرف كيف اتخلص من هذا الجحيم الى ان اتى عادل يوما لزيارتنا.
قبل 8 سنوات: فتحت منار الباب لتفاجئ بوجود شخص غريب يقف ويرمقها بنظرات اخافتها.

هل سيرين هنا سأل عادل مستمرا في التحديق الى وجه منار الشاحب قبل ان يكمل. اعتذر على فظاظتي انا عادل بن جلون ابن عم سرين. لا اظن اننا التقينا من قبل.
ظلت منار تنظر اليه بعينين زائغتين كان رجلا وسيما للغاية. في بدلته الأرماني التي لابد وانها حيكت خصيصا من اجله. عيناه كانتا تشعان بغرور شديد. انفه الاستقراطي وابتسامته الساخرة التي لم تفارق فمه كانت تخبران كم هذا الرجل متكبر ومغرور.

وقف ينظر اليها بتمعن وكأنه يعرفها جيدا. مما جعلها تشعر بحيرة وهي تبتعد لا اراديا لتفسح له المجال للدخول.
اسفة للغاية قالت منار وهي تحرك جسدها لتسمح له كي يعبر نحو الصالة.
ابتسم عادل بهدوء مستمرا في تأملها. كانت عيناه بلونهما الرمادي تشعان ببريق غريب. نظراته كانت خطرة ومظلمة وكأنه وحش ينتظر الفرصة للانقضاض على فريسته.

ابتعدت عنه متحججة بالذهاب لاخبار سيرين. لكن ما ان تحركت حتى جاءها صوته البارد ليجمد الدم في عروقها.
اعلم جيدا ما يحصل معك منار. ذلك الكائن لن يهدأ له بال حتى يسحبك الى عالمه.
ارتعشت كل خلية في جسد منار وهي تستمع لكلمات عادل التي خرجت من فمه بهدوء وكأنه يتكلم عن الطقس.
التفتت اليه عيناها مفتوحتان بصدمة بينما نظر اليها بنفس النظرة الهادئة ليقول:
استطيع المساعدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة