قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل العاشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل العاشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل العاشر

فى البيت الكبير. بعد ما صلى ياسين صلاة الضحى وخرج من غرفته لقى وائل قاعد عالكنبه وعينه في الفراغ وشكله كان باين اوى انه سارح. قرب منه ياسين يقعد جمبه ويتكلم معاه: - سرحان في ايه؟
انتفض وائل منبوط من كلمة ياسين ولمسة كفه على ضهره: - جدى! انت هنا من امتى؟
ابتسم ياسين بمرح و هو بينظرله: - اللى واخد عجلك يتهنى بُه.
ابتسم وائل بسخريه: - وايه الفايده بقى؟ لما تاخد عقلى وانا مش عارف الاقيها.

اتأثر ياسين بلهجة وائل الحزينه: - طب ماتستعجلش في الرجعة لبلدكم واجعد استنى كام يوم تانى.
مط وائل شفايفه بملل: - يعنى اخسر شغلى ياجدى كمان! دى كأنها فص ملح وداب. انا حاولت مع نهال و بدور و نيره وبرضو ملاقيتهاش. يالا بقى كل حاجه نصيب.
- ان شاء الله يكون ليك فيها نصيب. البت دى علجتك من نظره واحده. تستاهل جايزه دى.
بس جوم معايا دلوك.
قالها وهو بينهض وبيشده من ايده
وائل وهو مستغرب.

- هانروح فين ياجدى بس دلوقتى؟
ياسين وهو بيمشى بيه ويشده من ايده
- شوف ياسيدى انا عندى جماعه صحابى بره البلد وعايز اسلم عليه. هاخدك توصلنى ليهم وبالمره تغير جو وتشوف البلاد جبل ماتمشى بكره. ماهو ياولدى في الحركة بركة
وفى الدور التانى. نجلاء كانت بتجهز في شنط الهدوم ووالدتها قاعده عالسرير بحزن و نورا واضعة ايدها على خدها بضيق وهي شايفه مناظرهم ومستغربه: - ايه ياجماعة؟ هو انتو في عزا؟!

خبطت صباح بكفها على ضهر كفها التانى باستياء: - صعبان عليا يابتى فراجك عنى انتى وعيالك. دا انا ماصدجت فرحت بيكم الايام اللى فاتت. ارجع تانى لفراجكم وبعدُكم عنى بالسنين: سابت نجلاء العباية اللى في ايدها وقعدت جمبهم بتعب.

- يعنى هو بخاطرى ياما. انا ان كان عليا مش عايزه اسيبك نهائى. بس اعمل ايه بقى؟ احنا حياتنا كلها هناك. دا غير سامح اللى ربنا هداه اخيرا وسابنا قاعدين المده دى كلها. مش عايزينه يقلب تانى احنا ماصدقنا. عشان يرضى يخلينا نرجع تانى
- كدابه ياتيته بابا مش هايخلينا ننزل تانى انا عرفاه. دا بيكره البلد زى عنيه.
قالتها نورا بصوت عالى اثارت غيظ والدتها اللى جزت على اسنانها وهي بتنظر لها.

- اقعدى انتى ساكته. انا ماسكه نفسى عنك بالعافيه. لايميها بقى واتكنى.
صوتها عِلى اكتر
- هو انتى كل اللى عليكى اسكتى اسكتى. ماليش راى انا يعنى!
- شوفى البت وعمايلها ياما. عاجبك اسلوبها ده؟
قالتها نجلاء وهي بتشاور بصابعها على نورا. اللى دبت في الارض برجلها.
صباح بشده
- ماتعليش حسك على امك يا نورا عيب عليكى يابتى. يعنى هي بايدها ايه بس!
- يووه انتو ماحدش فيكوا فاهمنى خالص. انا قايمه وسايبهالكم.

قالتها وهي ماشيه ودول نظرلوها باستغراب وبعدين سالت صباح
- انتوا ماشين امتى بالظبط بكره؟
نجلاء بحزن وهي بتقوم من جمب والدتها وترجع تانى للى بتعمله.
- يعنى عالصبح كده يا امى. ربنا يعدلها ويستر طريقنا.
اتنهدت صباح بألم: - يارب يابتى يارب.

خرجت نورا للجنينة وقعدت على كنبة ياسين المعروفه. اتنهدت بصوت عالى وهي بتوضع كفها على خدها وعينها شارده في الفراغ: - ياما نفسى اشوفك قبل ما اسافر. اسبوع هايعدى دلوقتى من ساعة ما شوفتك اخر مره. ساعة الخناقه. وبعدها ما شوفتكش تانى. لما باسأل عنك في الوكاله. بيقولوا مش موجود. وحتى لما روحت بيت خالى سالم على امل انك تيجى هناك واشوفك برضو ماجيتش. بس لو ماكنتش مراتك بتكشر في وشى والنعمة كنت روحتلك شقتك وماهمنيش لكن اعمل ايه بقى.

دا ايه التعب اللى انا عايشه فيه دا بس ياربى اوووف.
بدور كانت واقفه قدام المرايه وبتلف بجزعها يمين و شمال بتفحص لنفسها وهي لابسه بيجامتها البرمودا. خرج عاصم من الحمام نظر لها باستغراب: - بتعملى ايه يامجنونه؟ هاتتخايلى!
ابتسمت وعينها لسه بتفحص جسمها: - بشوف نفسى تخنت ولا لاه.
رد عليها وهو بيلبس جلابيته: - لا انتى لسه ماعرفتيش. تخنتى طبعاً.

نظرة بشراسه لانعكاسه في المرايه: - بطل تجول عليا تخينه يا عاصم احسنلك اها. انا بجالى ساعه ببص في المرايه ومش شايفه نفسى تخنت.
وصل عندها يكلمها عن قرب: - والنبى صح مش شايفه نفسك تخنتى. صادجه في كلامك عنى!
ضربته بقبضة ايدها على دراعه: - ايوه صح. واياك اسمعك تانى بتجول تخينه فاهم
ضحك بعلو صوته وهو بيمسك ايدها: - طب خلاص ما تزعليش مش تخينه. اتبسطى كده ياستى!
فلتت ايدها تتكلم بزهو
- ايوه اتبسطت.

اللتفت بعدها للمرايه تانى وهو وقف وراها يسرح شعره. فرجعت تسأله بقلق
- هو انا لو تخنت اكتر من كده ياعاصم. هاتضايج ولا تعايرنى.
رمى المشط على التسريحه ينظر في عنيها بجديه: - اعايرك! ليه يا بدور شايفنى راجل تافه ولا هفج عشان اعاير مراتى على حاجه زى دى. مايعملش كده غير الناجص او اللى كاره مرته. وانا لا دى ولا دى. فاهمانى.
- فاهمه يا احلى راجل في الدنيا.
قالتها وهي بترجع للمرايه تانى بابتسامه وارتياح.

وضع هو ايديه الاتنين على اكتافها يطمنها اكتر بابتسامته الجميله: - اتخنى ياستى زى ما انتى عايزه. اصلاً انا واجع فيكى وبحبك. سوا كُنتى رفيعه ولا تخينه. يا بدر البدور انتى.
وضعت ايديها الاتنين على ايديه اللى على اكتفاها بفرحه اكتر.
- يخليكى ليا يارب.
- وانتى كمان يانور عينى.
قالها وهو بيبوسها في خدها وبعدها اتحرك عشان يمشى. فندهت هي عليه بقلق.
- انتى رايح فين يا عاصم؟
نزل بدماغه ينظر لها بابتسامه ماكره.

- يعنى هاكون رايح فين يعنى؟ اروح الوكاله مثلاً وانا مراتى محرجه عليا اعتبها السبوع دا نهائى! طبعاً لا. انا راجل ماجدرش اكسر كلمة مرتى.
ضحكت بصوت عالى تسأله بمرح: - طب لابس كده و رايح فين؟
اتنهد بتمثيل يجاوب عليها
- رايح اعدى عالتجار واشوف حساباتى معاهم. عندك اعتراض يامدام؟
ضحكت بصوت عالى اكتر
- لا ماعنديش. خلاص انا سمحتلك. روح يا عاصم شوف التجار؟
غمز لها بعينه وهو خارج: - سلام بجى.

ردت هي السلام بعد ما خرج بارتياح وفرح
وبداخل العربيه وائل كان بيسوق بملل. وياسين بيوصفله السكه: - وبعدين ياجدى. انا بقالى ساعه وماشى بالعربيه في الشوارع دى. امتى بقى اتلم عالطريق بدل الحجاره والتراب اللى هايبوظوا العربيه دول
ياسين بحماس
- خلاص يا وائل هما شارعين ونحصل الطريج السريع.
ضرب وائل على عجلة القياده بيأس
- لسه في شوارع تانى ياجدى؟

- ياولدى طول بالك شويه. خلاص هان، استنى كده. جدم شويه بعربيتك عند المرة اللى ماشيه بسرعه جدامك دى. دى كانها رضوانه
قالها ياسين بقلق لما لمحها بتمشى بخطوات سريعه كالجرى.
ردد وائل الاسم باستغراب وهو بيقرب بعربيته منها
شاور لها ياسين من شباك العربيه عشان توقف
وهى اخدت بالها ووقفت على مضض.
نزل من عربيته يسألها بقلق: - خير يابوى. مالك بتجرى كده ليه؟ في حاجه؟
اخدت نفسها الاول وبعدها جاوبت بصوت يقلق.

- نسمه بتى وجعت من عالسلم و تعبانه جوى. وعايزه اللحج الوحده الصحيه. عشان اشوفلها اى حد يشوفها.
- وجوزها عبد الرحيم راح فين؟
جوزها بره البلد. وانا خايفه اكلمه واجلجه دلوك وهو مسافر! عن اذنك بجى اللحج الوحده.
- لا تروحى ولا تاجى. انا جاى معاكى دلوك وهاخدها بالعربيه. يالا بسرعه انتى اركبى معانا عشان تروحى معاها.
- بس يابوى...
- اخلصى ياللا خلينا نطمن عالبت.

قالها بصرامه وهو بيقاطعها وهي ماقدرتش تعارض وركبت معاهم عشان توصلهم البيت عند بنتها. وائل كان بيسوق بغضب مكتوم من المشاوير اللى اتورط فيها دى فجأه.

وقفت العربيه قصاد بيت عبد الرحيم جوز بنتها وهي نزلت بسرعه تجيب نسمه. ماقدرش يستنى ياسين في العربيه ونزل منها يخبط بعصايته على الارض بقلق وخوف على البنت. وائل كمان ماقدرش يتحمل وخرج من العربيه يشم هوا ويشرب سيجاره يطلع فيها غلُه. شويه كده وخرجت البنت و امها بتساندها هي واخت عبد الرحيم
- الف سلامه عليكى يابتى. خير ان شاء الله خير.

قالها ياسين وهو بيتقدم منهم ويسند البنت. انتبه وائل على صوت ياسين فالتفت بدماغه. برق بعينه وهو مش مصدق اللى شايفه. اخيراً لاقاها وهي بتسند البنت التعبانه وباينها قريبتها. وقف متسمر وكأن الكون صفصف عليهم. عينه عليها بتركيز وهي بتسند قريبتها ومش دريانه. فاق على صوت ياسين وهو بيزعق فيه: - افتح باب العربية ياوائل. واجف متنح كده ليه؟
- هااا، حاضر ياجدى. اتفضلوا ياجماعة اتفضلوا.

قالها وهو بيفتح لهم باب العربيه. دخلت رضوانه وبنتها التعبانه. فالتفت هو للبنت يسألها: - انتى هاتركبى معاها يا انسه؟
رفعت عينها هي ليه عشان ترد. لكنها اتبرجلت لما شافته عن قرب وافتكرته. خصوصاً لما شافت ابتسامته ليها.
- لا انتى خليكى يا هدير يابتى.
سمعتها من رضوانه فزاحت عينها عنه ترد عليها
- خلاص روحوا انتوا وانا جايه وراكم.
اتكلم هو بسرعه
- ليه بس ياانسه هدير ماتركبى معانا. دى العربيه واسعه وتشيل.

ردد ياسين الاسم مستغرب والبنت ردت بخجل
- مالوش لزووم. اناممكن اروح مشوار الوحده مشى!
وائل بلهفه
- تمشى عالارض والعربية موجوده. لا طبعاً مايصحش.
اتدخل ياسين بزهق
- حن عليكى يابتى اطلعى. خلينا نلحج البت التعبانه ماتتكسفيش منينا.
دخلت البنت مع رضوانه وبنتها في الخلف وركب ياسين قدام مع وائل اللى الفرحه ماكنتش سايعاه.
-ها يابنتى. رأيك ايه تعبتينى؟
قالتها نهال بزهق من صحبتها اللى ماريحتهاش بجواب على سؤالها.

نوها بتردد
- مش عارفه يا نهال. ارد واجولك ايه؟
نهال بانفعال
- تجولى موافجه ولا لأ.
سكتت شويه وعنيها رايحه جايه
- يا نهال انا خايفه ليكون لعب عيال. وانا مش عايزه حاجه تشغلنى عن مذاكراتى.
- لعب عيال!، ليه بتجولى كده؟
- عشان رائف لسه ما اتخرجش. دا غير انه خفيف كده مش زى الدكتور مدحت شخصيه كده وتجيل...
قاطعتها نهال بعصبيه
- خلى بالك يادكتوره انتى بتتكلمى عن جوزى.
ضحكت نوها بمرح.

- انتى بتغيرى يابطه؟ اول مره تحصل دى!
ردت بعصبيه
- ايوه بغير ياختى وما غيرش ليه ان شاء الله؟
- حجك ياعم. ان ماكنش الدكتور مدحت مراته تغير عليه امال...
خبطت نهال بعصبيه عالطرابيزه
- لمى نفسك يا نوها ماتخلنيش اتعصب عليكى.
انفجرت نوها في نوبة ضحك بعد ماخرجت نهال عن شعورها. والتانيه كانت بتنظر لها بغيظ. وبعدها بفتره
- هاتفضلى كده تضحكى اليوم كله. ماتخلصى يابت جاوبينى على سؤالى.
وقفت نوها الضحك وبعدها جاوبت.

- لا يا نهال.
باصت لها بخيبة امل
- متاكده!
- متاكده!
وفى البيت الكبير. كانت نجلاء قاطعة الصاله رايحه جايه وهي بتفرك بايدها بقلق: صباح اللى كانت قاعده هي ونورا بيتفرجوا عالتليفزيون: - يابتى اجعدى. ملهوش لازمه الجلج بتاعك ده!
وقفت نجلاء ترد
- ازاى ياماما بس. دول طلعوا من الصبح ولسه مارجعوش. انا خايفه يكون حصلت حاجه.
صباح بسرعه في الرد
- الشر بره وبعيد. ليه يابتى الفال الزفت ده بس؟

ردت نورا كمان بزهق وهي ماسكه الريموت وبتغير في القنوات.
- هما عيال صغيرين. دا جدى مخه يوزن بلد وابنك يعنى محسوب راجل.
مسكت نجلاء المخده الخفيفه الموجوده عالكنبه ورميتها عليها بغيظ.
- راجل غصب عنك يازفتة انتى.
- اه. شايفه ياستى اهى دايماً كده مش طايقانى.
قالتها نورا بعد ما اتحاشت المخده.
صباح بقلة حيلة
- معلش يابتى. بس انتى كمان لسانك متبرى منك!
- انا.
نجلاء بانفعال.

- ايوه انتى. وقومى يالا شوفى مين عالباب وبيضرب الجرس.
- كمان اقوم.
- ايوه اخلصى ياللا
قامت نورا من مكانها وهي بتخبط الارض برجلها عشان تفتح الباب. اللى بمجرد ما فتحته صرخت بصوت عالى
- بابا حبيبى. وحشتنى!
صباح و نجلاء رددوا بصوت واحد مستغربين
- بابا! ودا ايه اللى جابه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة