قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي عشر

قاعد على الكنبة المريحه في الصالون. وهو بينفخ دخان الشيشه الاخضر باستمتاع. وعينه شارده في الفراغ. لدرجة انه احياناً يبتسم مع الافكار اللى دايره في عقله. وجبيصى قاعد عالارض مربع رجليه بينظرله باستغراب وهو مركز معاه. تمتم مع نفسه بصوت واطى: - ربنا يشفي.
- بتجول ايه يازفت؟ سامعك انا!
قالها معتصم لجبيصى وهو بيلتفت له على غفلة. اتخض التانى فاتبرجل في الرد: - يعنى هاجول ايه بس بابيه؟ هاشتمك يعنى!

نظرله بتوعد وهو ماسك ايد الشيشة
- بطل كهنك دا ياجبيصى انا سمعت زين. بس حظك ان ماليش نفس اتخانج معاك. عشان انا مبسوط جوى ولسه لما يتم المراد هانبسط اكتر!
جبيصى بفضول
- اللى هو ايه بجى؟
نفخ سحابه كبيره من الدخان ناحية جبيصى وبعدها رد
- مش هاجولك ياجبيصى. عشان عارفك هاتروح تقول لمرتك.
وضع ايده على صدره
- انا يابيه؟
- امال امى! جوم ياللا غيرلى الحجرين دول. جووم
قام من مكانه يبرطم مع نفسه.

- ياخبر انهارده بفلوس بكره يبجى ببلاش. ومسيرى برضو هاعرف وبرضك هاجول لمرتى.
- مساء الخير ياحماتى. مساء الخير ياام العيال.
قالها سامح زوج نجلاء. وهو بيتقدم بخطواته لداخل بهو المنزل الكبير بابتسامه عريضه. ايد شايله شنطة هدوم صغيره والتانيه على كتفه بنته اللى ضماه بايديها الاتنين وهي داخله معاه بفرح
ردت صباح بدهشه: - حمد لله عالسلامه ياولدى. البلد نورت
رد عليها بصوت عالى
- دا نورك ياحماتى.

اما نجلاء فردت مرتابه وعينيها على شنطة الملابس.
- حمد لله على سلامتك. انت كويس؟
ضحك بصوت عالى وهو بيرمى شنطة الهدوم و بيقعد على اقرب كنبة منه هو و نورا اللى شابطه في حضنه: - عشان يعنى جايب شوية هدوم معايا!
ردت هى
- اصل احنا معادنا بكره عشان نركب مواصله ونرجع اسكندرية. انت بقى جايب الشنطه دى ليه؟
جاوبها ضاحكاً: - ما انا قررت انكم تقعدوا كام يوم كمان. وانا هاقعد معاكم. اصل البلد وحشتنى اوى.

فتحت نجلاء بقها بدهشه غريبه ونظرت لوالدتها اللى ماكنتش تفرق عنها. فتابع هو بضحك
- مستغربين صح؟ عندكوا حق برضوا. بس ربنا بيهدى ياجدعان.
ردت نورا اللى كانت قاعده في حضنه بفرحة
- انا فرحانة قوى يابابا اننا هانقعد كام يوم تانى هنا في البلد دا انا حبيتها قوى.
شدد هو باحضانها
- وانا كمان فرحان اكتر منك عشان حبيتيها دى بلد امك وابوكى يعنى بلدك يابت.

ازدات دهشة نجلاء اكتر لدرجة انها شكت ليكون حصل لعقله حاجه او ان اللى قاعد قصادها دا مش جوزها اساساً.
وفى الوحده الصحيه. بعد ما كشفت الدكتوره على نسمه ولحقت بشطاره توقف النزيف. اصرت انها تفضل شوية تحت الملاحظة قبل ما تأذنلها بالخروج.

طبعاً والدتها فضلت جمبها ملازمها في الغرفه الصغيره وجلس ياسين بره الغرفه يستناهة مع نسمه على مقاعد الانتظار. اما وائل اللى فضل معاهم اليوم كله من غير كلل ولا ملل فخرج لدقايق عشان يجيب غدا وعصير.
اتفاجأ ياسين بيه وهو داخل الوحده ومحمل الحاجات دى كلها وعلى وشه ابتسامة عريضه: - مساء الخير يا جماعة. انا جايب لقمه على ماقوسم
. اتفضل ياجدى. اتفضلي يا أنسة.
هبت من مكانها منبوطه: - لا شكراً. انا شبعانه!

قام هو كمان فجأه لدرجة انه كان هايدوس على رجل ياسين اللى كان هايشتمه قدامها بس مسك لسانه على اَخر لحظه: - ازاى بقى؟ دى الدنيا ليلت. انتى كمان مكسوفه من حاجه زى دى. دا اكل؟
البنت احرجت جدا وهي بتكلمه
- حضرتك مش هاجدر اكول خالص انا!
رد عليها ياسين اللى بيحاول يمسك اعصابه عن وائل
- يابتى كلى وماتتكسفيش. يعنى هاتفضلى بالجوع!

نظرة البنت برجاء لياسين وهي بتهز دماغها بتوتر وخجل شديد: - لا ياعم ياسين مقدرش. مجدرش لا
نظرلها وائل بابتسامه واسعة لخجلها الشديد. وهو بيحلف جواه انها لازم تبقى من نصيبه.
خرجت رضوانه على ياسين اللى بيلحف على هدير بالاكل وهي رافضه: - سيبها ياابو سالم احنا كده كده ماشين.
هب من مكانه واقف يكلمها بلهفه: - اتطمنتى عالبنت!

ابتسامة رضا ظهرت على وشها: - الحمد لله الدكتوره طمنتنا عالعيل وعليها. يعنى نجدر نمشى دلوك.
- طب الحمد لله. ربنا ما يجيب حاجه عفشه تانى
ياللا بجى سندوها كويس انتى وهدير. عبال ما وائل يحضر العربيه.
نظرتله رضوانه بامتنان: - وقفنا حالكم وعطلناكم عن مشواركم. والله ماعرفه اشكركم ازاى؟
وقبل مايرد ياسين رد وائل
- ازاى بس ياحاجه كلامك ده؟ مايصحش تشكرينا على واجب عملناه معاكم مش انتو قريبنا برضوا؟!

ابتساموا التلاته حتى هدير اللى كانت بتحاول تداريها فرد ياسين بتأكيد.
- واكتر من جرايب كمان ياولدى!
خلصت محاضراتها ووصلت عالمستشفى بناءً على تعليماته. لما قالها تستناه في المكتب. على مايخلص هو مرور على بعض الحالات الطارئة. وياخدها معاه بعد كده في سكته.

كانت بتسلى نفسها بالفون واما سمعت بعض الاصوات اللى بتنادي باسمه. قامت من مكانها عالصوت تشوفه. وقفت على باب المكتب تنتظره وهو بيتمشى في طرقة المستشفى بخطواته رزينه وطلته المهيبه ولا كلامه المحسوب وهو بيرد على كل سؤال يتسأله من الدكاتره الصغيرين او الممرضين او اهالى المرضى اللى كان بيرد عليهم بكل زوق واحترام وافتكرت كلام صاحبتها عن تقله وشخصيته المبهره. حمدت ربنا ان رزقها بزوج زيه في كل الصفات الجميله دى بس لو يبطل تحكماته ويخف الغيره شويه وبدون ما تدرى خرج تفكيرها بصوت واضح.

- يبجى فله!
- انتى بتكلمي نفسك؟
التفتت بخضه تنظر لصاحبة الصوت اللى كلمتها. لقيتها الطويله ام شعر طويل بحاجبها الرفيع ومكياجها التقيل وابتسامه سمجه على وشها وهي بتنظر لها باستخفاف. سألتها نهال: - انتى بتكلمينى؟!
ابتسامتها السمجة زادت اكتر: - امال بكلم مين يعنى؟ وانتى مافيش حد وراكى ولا قدامك ولا حواليكى. بس ولا يهمك عادى يعنى بتحصل كتير هههه.

ضحكتها بصوت عالى وهي ماشيه تضرب الارض بكعبها العالى. غاظت نهال اوى وزودت اكتر لما شافتها وقفت عنده تسأله وتتكلم معاه وهي بترمى نظرات لنهال بطرف عينها ودى حطت ايديها على وسطها في انتظاره. وبعد لحظات وصل عندها بابتسامة جميلة: - مساء الفل.
قالها وهو بيزوق الباب بايد والايد التانيه على كتفها وهو داخل بيها
- كانت بتجولك ايه الزفته دى؟ وهي شغاله تضحك معاك
سألها مندهش: - زفته مين؟

جاوبت وهي بتدب الارض برجلها: - الست مها. يعنى مين هايكون زفته غيرها؟
ابتسم بتسلية وهوبيقعد على كرسى المكتب لما شاف منظرها ووشها الاحمر من كتر الغيظ.
- جصدك الدكتوره مها؟
- دكتور ولا هبابه. ماتجولى كانت بتجولك ايه؟
ضحك بصوت مجلجل يسألها: - وايه تانى كمان؟
تنحت له مستغربه: - تانى! اللى هو ايه يعنى؟
قام من كرسيه يرد عليها: - اصلك جولتى عليها زفته وهبابة فانا كنت عايز اسمع تكملة الشتايم منك.

قال الاخيرة بصوت واطى واجش بعد ماوصل عندها وبقى واقف قصادها بالظبط وعينه في عينها.
فتحت بقها بدهشه: - هو انت مبسوط انى بشتمها.
- مبسوط انك بتغيري.
قالها بابتسامه بعرض وشه. شهقت هي بصوت عالى: - انااا. اغير من دي.
- ومالك بتجوليها بجرف كده؟ مالها يعنى وحشه؟
برقت عيونها بغضب: - اوعى يكون حنتلها يا مدحت احسن والنعمه انااا.

مسك ايديها يوقفها ويقاطعها: - احسن ايه يامجنونة انتى؟ هو انا شايف حد غيرك. داهيه لتكوني مش حاسه ولا فاهمه؟!
قالها بمداعبه وهو ماسك ايديها. فضحكت هي بصوت عالى. فشد على ايديها اكتر وهو بيمسك ضحكته
- وطى صوتك هاتفضحينا. دى المستشفى مش البيت.
اتكلمت وهي بتحاول تسيطر على ضحكتها: - طب اعملك ما انت اللى بتضحكنى؟

قاعد على مقدمة العربيه وهو بيغلى من الغيظ. كان بيطلع في السجاير وينفخ فيها بشراهة. رغم انه مش مدخن من الاساس. لكن اهى حاجه يطلع فيها غيظه. من ساعة ما نهال بلغته في الفون برفضها ليه وهو لا على حامى ولا على بارد. اتحرك من مكانه وراح يوقف على سور الكورنيش ينظر لمية النيل وهو بيتنفس بعصبية. بقى رائف اللى طول عمره بيصاحب بنات ويمشي معاهم ويعيش حياته في المدينه بعيد عن حياة القرية وعاداتها وتقاليدها. دا حتى فكرة الجواز كان مستبعدها. لكنه لما شافها معرفش يمنع تفكيره فيها ولأنه عرف بنات كتير شافها هي وحدها تنفع زوجة ليه. لكن ان ترفضه كده بمنتهى السهوله. دا اللى ماكنش يتخيله نهائى.

- ماشى يا نوها انا ان ماكنت اخليكى توافقي بجوازك منى ما بجاش انا!
قالها بصوت واضح لنفسه وهو بيرمى السيجاره على بغيظ وبعدها مشى يرجع تانى.

رجعت نيره من السوق مع والدتها. بعد يوم طويل وهما بيلفوا عالمحلات وينقوا افضل الهدوم البيتى والخروج واللى تصلح للنوم في جهازها. ورغم تعبها وهي داخله غرفتها بتجر رجلها جر لكن فرحتها بالجديد جعلتها تقوم وتفرز فيهم من تانى. كانت بتمسك في البيجامات والقمصان وتقيس فيهم على جسمها قدام المرايه وتشوف جمالهم عليها وهي الفرحة مش سايعاها. رن فونها برقمه فمسكت الفون ترد عليه وهي على وضعها قدام المراية.

- الو. ايوه ياحربى.
رد عليها من مكانه بخشونه
- برن عليكى من الصبح. مابترديش ليه؟
ردت بعفويه
- مكانتش سامعه والله. التليفون كان في الشنطه وانا كنت في السوق مع امى وتوى على طول واصله ودخلت اؤضتى.
- كنتى بتعملى ايه في السوق؟
- كنت بشتري هدوم لجهازى ياحربى.
قالتها ببرائه فرد عليها هو بخبث
- هدوم ايه اللى اشترتيها بالظبط يانيره
كملت ببلاهه
- اشتريت عبايات بيتى وخروج واستقبال وكام طجم خروج برضك وو...
كمل بتحفز.

- ايوه بجى وايه تانى؟ كملى.
فاقت لنفسها تسأله بريبه
- اكمل ايه تانى ما انا جولتلك.
عينه لمعت بشيطنه وهو بيرد عليها ويسأل
- انتى بتعملى ايه دلوك يانيره؟
رمت القميص من طول دراعها واكنه شايفها فردت بتوتر
- انت مالك باللى بعمله ياحربى؟
ضحك وهو حاسس انه كشفها فكمل
- انتى بتجيسى في الهدوم يا نيره؟..
شهقت بصوت مكتوم وبحركه مفاجئه
- ابويا بينده عليا ياحربى. بعدين هاكلمك.

قالتها بسرعه وقفلت الفون في وشه تنهى تحقيقه واسئلته. وبعدها حطت ايدها على قلبها اللى كان بيضرب بسرعه فظيعه تكلم نفسها
- يامري دا اكنه كان شايفنى. يخرب مطنك ياحربى. وانا اللى كنت فاكراك غلبان.
اما حربى فكان بيضحك مع نفسه بتسليه بعد ما اتأكد من ظنه.
- الاقولى هي مين رضوانه دى.

دا كان سؤال وائل لياسين اللى كان قاعد جمبه من قدام في العربيه. بعد ما وصلوا نسمه لبيت جوزها ومعاها والدتها وهدير اخت جوزها، بس ياسين مرضتش عليه ونظر له بصمت. فغير وائل السؤال
- طب هما فعلا قريبنا بجد؟ ومن انه ناحيه بالظبط؟
المره دى رد عليه بسؤال
- جولى ياض. انت عجبتك هدير اخت عبد الرحيم؟
ابتسم بسعاده وهو بينظر لجده
- هو انا ماقولتلكش؟
- تجولى ايه؟

- مش البنت اللى انا بدور عليها طلعت هي نفسها اخت عبد الرحيم قريبكم!
ضحك ياسين بفرحه ودهشه: - بجى مطلع عنينا ومخلينا ندورلك في البلد كلها وتطلع في الاَخر اخت عبد الرحيم ولدنا. اما صحيح دنيا صغيره ياولاد.
رد على جده بسعاده
- الحمد لله ياجدى انا كنت يأست ان الاقيها والله بس أخيراً ادينى لقيتها.

طبطب على كتفه بخفه: - الحمد لله ياولدى انها طلعت بت اصول. دا اخوها زينة الرجال يعنى اروح اطلبها منه بجلب مليان. ماهو كمان البت مش حلاوه وبس! ودا نسب مع اهلها 0
وائل بلهفه: - طب بسرعه والنبي ياجدى. وياريت لو يبقى بكره.
ياسين برزانه: - ياواض اصبر. مش لما نعرف الاول مخطوبه ولا لاه
- انا شفت ايدها مافيهاش دبله.
قالها وائل بسرعه فنظرله ياسين بمكر: - وكمان بصيت على يدها يابارد؟

اتنحنح بحرج يقول: - الله ياجدى مش كنت عايز اعرفها مخطوبه ولا لأ.
رد عليه ياسين
- مش شرط ياولدى. ممكن يكون حد جريبها متكلم عليها كلام وماوصلش للدبل.
ساب الطريق يبص لجده بقلق: - انت هاتقلقنى ليه بس ياجدى. والنبى انا ماصدقت
خبطه على كتفه يشاور بايده ويقولوا بجديه
- طب راعى للطريق جدامك وان شاء الله خير.
التفتت وائل للطريق وهو بيدعي: - يارب ياجدى يارب؟
بعد ما وصلوا ودخلوا البيت لقوا نجلاء بتجرى عليهم
بلهفه.

- حمد لله عالسلامه. انتوا اتأخرتوا كده ليه قلقتونى عليكم. وانتوا كنتوا فين اساساً.
ياسين
- حيلك حيلك براحه يابتى. احنا هانجاوب على ايه ولا ايه؟
- ما انا كنت قلقانه عليكم اوى.
وصل وائل عندها يبوسها في خدها
- سلامتك ياست الكل من القلق.
ضيقت عنيها تبصله بريبه
- مالك ياواض؟ رايق النهارده كده ليه؟
وائل وهو بيبوسها في خدها التانى.
-حبيبتى انتى ياغاليه.
- ياض ابعد شويه عن امك ياض.

قالها سامح بصوت عالى وهو واقف عالسلم فاجئ ياسين ووائل اللى اللتفت على الصوت مخضوض
- بابا...
قالها وجرى على والده ياخده بالحضن.
ياسين بدهشه
- هو انتى امتى جوزك وصل يابت
التفتت نجلاء ترد على ياسين بابتسامه غريبه
- جوزى وصل الصبح ياجدى وناوى يقعد كام يوم في البلد معانا لا وكمان بيقول ان دى بلده وبلد ولاده ياجدى تصدقها دى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة