قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع عشر

راجع من شغله مرهق وتعبان. بعد ماقام بعمليه صعبه ودقيقه استمرت لساعات. كان بيجر في رجله جر. لكنه اتسمر لما شافها واقفه قصاده على باب غرفة النوم. لابسة بيجامه برمودا عند الركبه عليها رسوم كارتون وبربع كم. فارده شعرها وراسمه وشها بمكياج خفيف لكنه ابرز ملامحها الجميلة بسخاء وهي مبتسمه بدلع: - حمد لله عالسلامه.

نظرلها من فوق لتحت بريبه من غير مايرد. فزودت هي الدلع في كلامها وحركة جسمها: - ايه ياعم؟! بجولك حمد لله عالسلامه. مابترودش ليه؟
رمى شنطته وهو بيقرب منها رافع حاجبه. فوقف قصادها وعينه في عينها يسألها بشك: - هو في ايه؟ مش بعاده يعنى؟!
مطت شفايفها بزعل مصنع
- الحج عليا يعنى. حبيت اعمل زى بجية الستات المتجوزه. والبس وادلع لجوزى.
قربها منه يرد عليها بتمثيل
- يااااشيخه، معلش مكنتش واخد بالى!

زغدته بقبضتها على كتفه وهي بتضحك: - ياسلام!، بجى دا كله ومكنتش واخد بالك؟
وقف ينظرلها بتركيز وهو بيقول: - اااه انتى جصدك على شوية المكياج الخفيفه دى. ولا شعرك اللى فردتيه. امممم كويس كويس.
اتنصبت بعصبيه ونسيت الدلع: - جصدك ايه يامدحت؟ هو انا معجبتكش؟
رد عليها بصدق: - ومين جال كده؟ ياحبيبتى انتى بتعجبينى في جميع الاوجات وكل الحالات. بس انا بوضح بس وجهة نظرى.

حطت ايديها الاتنين على وسطها تساله بتحفز: - وايه هي بجى وجهة نظرك يادكتور مدحت؟
نظر لها بتقيم كويس قبل مايقول بضحكه: - وهي اللى بتززوج لجوزها برضو بتلبس بيجامه.
نزلت بعينها تنظر للى لابساه وهي فتحه بقها: - ومالها البيجامة يعنى؟ ماهى زى العسل اهى!

وضع ايديه الاتنين في جيوبه يرد عليها: - والله انتى حبيتى تقلدى الستات المتجوزه وعشان تجلدى صح. يبحى تلبسي حاجه من اليتامى المعلجين في ضرفة الدولاب دول. وهما بجى ايه؟ اشى احمر على اصفر على اشكال تفتح النفس كده.
شهقت مندهشه: - انت جصدك ااا...
هز بدماغه يأكد: - ايوووه. هما دول. ما انا كمان راجل ونفسى اشوف مراتى في حاجه منهم. وانتى جبلتى التحدى يبجى نفذى بجى.

برقت بعنيها مذهوله فداعبها بجرأه: - انا رايح اخد شاور. ياللا بجى ورينى حلاوتك.
رددت مع نفسها باندهاش: - تحدى!، وانا جبلته كمان طب امتى؟
وفى البيت الكبير. رجعت صباح من مشوارها والضحكة ماليه وشها: - يازين ما اختار ولدك يانجلاء. البت زى الجمر
قالتها صباح وهي بتقعد على اقرب كنبه في صالة البيت الكبير، قعدت بنتها على الكرسى اللى قبالها تقول هي كمان: - عندك حق ياماما. فعلا البنت جميلة وبريئه جداً.

كملت صباح وهي بتعبر بأيديها: - ايوه امال ايه ياحبيبتى، دى تربية اخوها عبد الرحيم اللى رباها هي واخواتها البنات بعد موت ابوهم. جوز اتنين ودلوك مافضلش غيرها.
نجلاء وهي بتمط شفايفها: - ياماما انا مش محتاجه تعرفينى عالبنت اكتر من كده. انا كفايه عليا ان ابنى اختارها. دى لوحدها عندى بالدنيا. المشكله بس في سامح دا اللى مش موافق بيها.

رجعت صباح بظهرها في قعدتها ترد بسخريه: - اصله كان وارث الأراضي وعزبة الفواكه عشان يجلع على بنات الناس. خبر ايه؟ هو نسى نفسه ولا نسى اصله.
- يووووه ياماما يعنى انتى معرفاش عقدته من ساعة ماعمه اكل حقه في ارض ابوه.
قالتها نجلاء بعتب فردت عليها صباح: - عارفه يابتى بس ربنا مابيسيبش حد. دا نص ارض عمه بلعها النيل عشان ظلم. واهو مات وراح بذنبه.

اتنهدت نجلاء بأسى: - ياللا بقى ربنا يهديه. هي البت نورا راحت فين صحيح مش شايفاها.
صباح وهي بتدور بعنيها عليها يمين وشمال ندهت بصوت عالى: - بت يا نورا انتى يابت جاعده فين؟
- انا هنا ياتيته في اؤضة السفره وخايفه ما اخرج لجدى يضربنى.
نجلاء انصدمت من جملتها وصباح قامت تفتح لها مندهشه: - جدك مين يابت اللى يضربك؟ هو من امتى جدك مد يده على حد؟

مسكت مقبض الباب وفتحت لها. فطلت دى برأسها تتكلم بخوف: - هو لسه قاعد ولا مشى.
نجلاء وهي بتكتف ايديها الاتنين بعدم تصديق: .
- انتى هاتعمليهم علينا بجد ولا ايه يانورا؟ تفتكرى هانصدقك يعنى؟
خرجت بخطوات خفيفه ترد على والدتها: - والله ياماما زى مابقولك كده. جدى مسك عليا العصايه وقالى هاكسرك بيها عشان موضوع معتصم ابن العمده.

صباح وهي بتزغدها في دراعها قبل ماترجع لمكانها تانى: - والله عنده حج. اياكش كان كسرك صح. دا انا نفسى كنت ناسيه عملتك السوده.
- عملت ايه ياجدعان هو انا لسه وافقت. دا انا بس بقول هافكر.
قالتها بصوت عالى فردت عليها والدتها بغضب: - وهي دى فيها تفكير يابت انتى. دا يترفض على طول عشان ماتديش فرصه لوالدك يتمسك بيه؟
هرشت بطرف صوابعها على شعرها وهي بتراجع نفسها وتفكر: - اممم طب هو فين دلوقتى عشان اروح اصالحوا؟

صباح بتكشير: - استنى لما يخلص جاعدته بره في الجنينه مع عاصم.
عيونها وسعت بحماس
- لهو عاصم قاعد هنا بره بجد؟!
خرج من حمامه وهو بينشف شعره بالفوطه لاقاها واقفه وهي لابسه روب تقيل وطويل. فرمى الفوطه وهو بيسالها مندهش: - ايه ياعسل؟! هو انتى بردتى عشان تلبسي الروب الشتوى!
ضحكت بصوت عالى: - اصل جربت البس واحد من اللى في الدولاب. لقيته قصير خالص جولت استر نفسى.

- اها، يعنى لبستى منهم. طب ماتخلينى اشوف واحكم ان قصير ولا كبير. لايج ولا مش لايج.
قالها بشقاوه بعد ماقرب منها وهي ماسكه في الروب متبته وبتتضحك بصوتها عالى: - يانهال بطلى لعب عيال.
- هههههه لا انا كده كويسه هههههه.
رن جرس البيت فجأه مع خبط على الباب بسرعه.
قطعت ضحكتها مخضوضه: - ياساتر يارب. ايه الخبط الغريب ده؟
نظر لها بغيظ: - انا رايح اشوف مين. وانتى خليكى بروبك الشتوى دا وادفى كويس.

خرجت ضحكتها تانى رغم خوفها من الخبط الغريب على بابها.
بعدها بدقائق لبست حجاب عالروب وخرجت لقت مدحت واقف كالتمثال وماسك في ايده رأفت ابن جارهم الصغير وهو بينظرله ببرائه. ووالده ظاهر من بعيد وهو بيسند واحده حامل ونازل بيها على السلالام. ندهت عليه تسأله: - هو في ايه يامدحت؟
اللتفت لها مدحت بوش جامد والطفل الصغير فلت ايده وجرى عليها يحضنها.
- طنت نهال الحلوه.

واكنه كان في غيبوبه وفاق لما لقى الولد بيحضن في نهال اللى شالته هي كمان بحنيه.
- طنت مين زفت انت؟ وانتى كمان ماتلمى نفسك واعمليلى حساب.
- ايه يامدحت مالك متعصب ليه؟ هو ايه اللى حاصل اساساً؟
ضرب بايده على ضهر كفه يرد عليها بضيق.
- الاستاذ منصور والد المحروس اللى شابط فيكى راح المستشفى بمراته اللى عندها الم ولاده وسابلى الباشا اخلى بالى منه. 0.

كتمت ضحكتها بصعوبه عشان ماتغظهوش اكتر. لكنها اتفاجأت بالولد الى وجه كلامه لها بسعاده: - انا سعيد اوى ياطنت نهال. عشان هبات عندك وها نلعب انا وانتى مع بعض.
رد عليه مدحت بعصبيه: - مانتبناك كمان بالمره.
حذرته نهال بعنيها عشان الولد مايزعلش فتابع هو بغضب.
- انا داخل انام وسيبهالكم خالص. انتى والباشا وروبك الشتوى.
الولد وهو بينظر لضهره بعد ما دخل الاؤضه وقفل الباب بعصبية: - هو انكل زعلان؟!

باسته في خده تقول بحنيه: - لا ياحبيبي هو بس تعبان شوية. ايه رأيك انت احضر عشا وناكل سوا؟
الولد بحماس: - طبعا موافق. مدام هناكل ونلعب مع بعض.
- اممم حلوه جوى.
قالها حربى باستمتاع وهو بياكل في قطعة البسبوسه.
نيره وهي مركزه مع رد فعله بسعاده: - والنبى صح عجبتك ياحربى.
التفت لها يوجه كلامه بمغزى: - جوى، هي واللى عملاها!
نزلت عيونها في الارض وهي مبتسمه بكسوف.
- شالله تعيش يارب.

ردد وراها بسخريه: - شالله تعيش! ايه يانيره معرفاش تردى بكلمه حلوه غيرها.
- زغدته بخفه وهي بتدارى كسوفها: - واه ياحربى. ياعنى هاجول ايه بس؟ المهم انها عجبتك وخلاص.
بابتسامة جميلة رد عليها: - اى حاجه منك تعجبني يانيره. كفايه انك عملتيها بنفس حلوه عشان خاطرى.

ابتسامتها زادت اكتر تقول: - بصراحه انا من ساعة مادوجت الرز بلبن اللى عملته البت نورا وانا بجيت على اعصابي نفسى اتعلم صنع الحلويات كلها وحمد لله مرات عمى نعمات شاطره وبتعلمنى بالراحه مش زى امى.
- شاطره يا نيره وجدعه كمان. بس انا مش عايزك تقلدى نورا في كل حاجه. حكم البت دى انا مابستريحلهاش خالص.

قالها حربى وهو بيشدد على كلامه. جعل نيره ترد عليه مندهشه: - ليه ياعنى؟ عشان لبسها ولا عشان جرئتها في الهزار مع شباب العيلة هي بس ابوها مجلعها زيادة عن اللزوم.
- مش عارف يا نيره بس حاسسها بت طايشه كده. عكس اخوها وائل عاجل وراسى.

قاعد على كنبته بنصف قاعده ونصف نومه وهو بيدخن في الشيشه وعينه في الفراغ شارد وسرحان. وجبيصى قاعد في الارض ومركز معاه. مصمص بشفايفه فخرجت بصوت عالى من غير مايدرى. فوقت معتصم من شروده: - بتمصمص ليه يازفت الطين؟ فيا حاجه غلط وانا مش واخد بالى؟
هز بدماغه ينفى: - معاش ولا كان يابيه اللى يعيب عليك ولا يجيب فيك حاجه غلط. بس!
اتعدل في قعدته يسأل: - بس ايه؟ كمل يااخر همى.

بلع ريقه قبل مايجاوبه بخوف: - اصلك ياعنى كل يوم في حال. مرة بتضحك لوحدك ومع نفسك زى المجنون ومرة تانيه زى دلوك جاعد مع برضو مع نفسك وشايل طاجن ستك.
رد عليه معتصم وهو بيتنك في كلامه
- لا وانت واض فهيم جوى ياواد. مركز معايا وبتحلل تصرفاتى.
مال بدماغه: - الله يسامحك يابيه انا بس بجولك على اللى شايفه. ودى مش محتاجه فكاكه.
- ماشى ياخويا نورت المحكمه.

قالها وهو بيرجع تانى لوضعه الاولاني. وبعدها كمل بصوت عالى: - وعلى العموم ان كنت مضايج النهارده. فجريب جوى هاتضحك بحسى العالى العالى جوى.
نورا كانت واقفه مداريه خلف حيطه قريبه بتتصنت على قعدة جدها في الجنينه وتشوف رد فعل عاصم واللى كان بيهز بدماغه يستوعب الى سمعه من جده وهو عاقد حواجبه وحاسس بفوران في دمه بعد ما اتأكد من صدق كلامها.
- انت بتجول ايه ياجدى؟! انا مش مصدج ودانى.

ياسين بحزن وهم: - والله زى ما بجولك كده ياولدى. مش عارف ابن الفرطوس ده عتر على عمك سامح فين عشان يبلفه بالشكل. معلش ياوائل ياولدى سامحنى.
وائل بأسف: - لا ولا يهمك ياجدى. بصراحه انا نفسى مستغرب موقف والدى.
خبط عاصم على طرف كنبه بغضب وهو بيوجه كلامه لوائل: - بس ابوك مالوش حج يا وائل. معتصم مش عريس عفش واحنا مش راضين بيه وخلاص. لا دا عدونا كلنا هو وابوه وامه.
ياسين وهو بيحاول يهديه.

- براحه ياولدى على اعصابك مش كده.
نفخ بضيق وبعدها استغفر ربه ولكنه اتفاجأ من سؤال وائل: - لكن انت عرفت ازاى يا عاصم؟
نظر لوائل مصدوم وهو مش عارف يرد بأيه عالسؤال الغير متوقع. لعن غباءه لما فكر يسأل جده عن صحة كلامها ونسى سؤال عرفت ازاى؟!
وهى في مكانها قلبها وقف خافت ليقولهم بسهوله كده انها جاتله المكتب مخصوص عشان تبلغه ساعتها بقى هايبقى ايه موقفها قدامهم؟

اتنحنح شويه عاصم وهو بيحاول يهدى ارتباكه وبعدها جاوب عليهم يقول: - جابلتها صدفه في الشارع فجالتلى عالموضوع
اخدت نفسها لما شافت رد فعلهم لما صدقوه على طول بس رفعت راسها تانى بتركيز لما سمعته بيسأل وائل: - طب وبعدين يا وائل هو انت ممكن صح ابوك يعملها؟!
وائل بيأس: - بصراحه يا عاصم انا لما اعترضت كان رده ان مافيش حد ليه رأى في الموضوع ده غير صاحبة الشأن وهو عشان والدها.

عاصم بسخريه: - والبرنسيسه كان ردها ايه بجى؟
ساعتها ماقدرتش تستنى فاتقدمت عليهم بخطوتها تقول: - انا لسه ما قررتش يااستاذ عاصم؟
ياسين قام متعصب يلوح لها بعصايته: - انتى لسه يابت انتى معجلتيش من جنانك ده؟
ارتدت للخلف تتفادى عصاية جدها قدام نظرة الغضب من عاصم اللى كان بيحاول يسيطر على اعصابه بصعوبة. فردت هي ببرود: - الله ياجدى هو انا قولت حاجه غلط؟!

ساعتها وائل نهض عن مكانه متعصب: - جرا ايه يانورا؟ هو احنا نقول طور تقولى أحلبوه؟ ماتبطلى استفزاز بقى!
قال الاخيره بعصبيه فردت هي بصوت عالى: - وانا استفزيتك في ايه بقى يااستاذ وائل؟ واحده متقدملها عريس وبتقول افكر فيها ايه دى بقى؟ ولا انت محروق عشان بابا مرضيش بأخت الفكهانى.
- انتى قليلة ادب.

قالها وائل وهو بيتقدم عليها وعايز يضربها ولكن عاصم وقفه قبل ما يوصلها وفي نفس اللحظه فوجئ لما سمع صوت والده وهو بيصرخ عليه: - انت عايز تمد ايدك على اختك ياوائل؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة