قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثامن عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثامن عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثامن عشر

انت عايز تمد ايدك على اختك ياوائل؟
قالها سامح بصوت عالى وهو بيقرب منهم وشياطينه بتترقص قدامه. نورا ارتدت للخلف تتحامى في والدها و وائل وقف متخفز يرد على والده: - انت مشوفتش حاجه يا والدى. وبنتك قلة ادبها!
سامح باسلوب تهكمى: - قلت ادبها! قلت ادبها في ايه بقى ياعنيا عشان أربيها انا بنفسى؟

ياسين وهو بيحاول يتمالك اعصابه: - مالهوش لزوم الكلام والحديت ياسامح. دى امور عادية بتعدى ياما بين الأخوات وبعضيهم.
- عادية دا ايه ياعم ياسين؟ دا عايز يضربها وانا لسه عايش وعلى وش الدنيا.
قالها سامح باسلوبه المستفز فردت عليه نورا وهي بتتحامى فيه عشان تغيظ عاصم اللى واقف ساكت ومش ناطق بحرف وبالمرة وائل اخوها كمان.
- عايز يضربنى ياوالدى عشان عايزنى ارفض معتصم وانا بقولوا عايزه افكر.

صدرت منه ضحكه مستفزه قبل مايرد باستفزاز اكتر: - والله وبقيت راجل ياسى وائل وعايز تمشى كلامك على كلام ابوك
وائل وهو بيحاول يسترضيه: - ياوالدى اسمعنى...
قاطعه سامح يقول بحده: - سمعك القل وتعب السر يافاشل يابن امك. دلوقتي بقيت راجل وعايز تمشى كلمتك عليا وعلى اختك دا انت من شهرين بس كنت بتمد ايدك وتاخذ مصروفك منى قبل ماتتوظف ويبقالك سعر.

التهزيق جعل وائل واقف مصدوم وهو مش عارف يرد على والده بايه خصوصاً في وجود ياسين اللى كان بيغلى من جواه ونفسه يأدب سامح. وعاصم اللى مقدرش يمسك نفسه فخرج عن شعوره: - خبرا ياعم انت؟ هو كان عمل ايه عشان التهزيق دا كله. طب على فكره بجى هو عنده حج انه يتجوز البنت اللى رايدها ويمنع جوازة اخته من واحد زى معتصم!
- هاها!
خرجت منه بسخريه وصوت عالى وهو بينظر لعاصم بتحفز قبل ما يتابع.

- وايه كمان ياسى عاصم سمعنى واشجينى ولا اقولك تعالى ربى عيالى بدالى احسن.
ياسين بخشونه: - ما تفوضها يا سامح انت عايز تعملها عاركه وخلاص
سامح وهو بيميل بدماغه لياسين باستنكار: - ايوه امال ايه؟ ماهو عشان ابن ابنك تطلعه هو اللى المؤدب وانا الراجل الكبير عايز تركبني الغلط والعيبه.
عاصم ماتحملش على جده فاتقدم عليه وهو بيزعق: - عليا النعمه لولا انك راجل كبير لكنت انا علمتك الصح من الغلط.

ياسين بصوت عالى و هو بيضرب العصايه على الارض بعصبية: - فوضها ياعاصم واعملى اعتبار. ولا اجولك روح احسن ياولدى وتبقى تيجى مرة تانيه بعدين.
- عندك حج ياجدى انا ماشى. عشان اجصر الشر وماتهورش على حد.
قالها معتصم وهو بياخد فونه ومفاتيحه وبيتحرك بخطوته السريعه فنده عليه سامح يوقفه: - طب انا بقى هابلغ معتصم بموافقة بنتى عليه. اما اشوف بقى هالاقى مين يمنعنى هنا؟

ياسين نظرله بصدمه ومعاه وائل كمان و عاصم اللتفت ينظرله وعنيه بتطلع شرار وهو بيمسك نفسه عن الرد عليه. باللى يستاهلوا قبل مايمشى. نورا بقى الدنيا لفت بيها وحست ان اللعب هايقلب بجد بعد ماسمعت اللى والدها قالوا وهي بتنظر لأثر عاصم وهو ماشى قدامها ووالدها اللى التصيميم كان ظاهر اوى في نظرة عنيه!
فونها للمرة الثانية يرن برقمه وهي ماترضاش ترد عليه.

. نفخت بضيق وهي ماسكه الفون في ايدها ونفسها ترد عليه وتهزقه. بس دى هاتعملها ازاى دى بتتسكف حتى ماتكلمه يبقى ازاى هتقدر تهزقه. اتنفست بعمق اول اما الرنة خلصت عشان تلتفت تانى لمزاكرتها. ولكنه عاود الاتصال تانى.
- اوووف. طب والنعمة لاديك على دماغك ياسى رائف بس كده.
قالتها بصوت واضح لنفسها قبل ما تفتح الاتصال وترد عليه بعصبية
- الوو. مين معايا؟
قالتها بخشونه جعلته يضحك فرد عليها وهو بيحاول يمسك ضحكته.

- مساء الخير ياأنسه نوها ايه اخبارك؟
بصت للفون باندهاش بعد ما سمعت بحة صوته المصطنعة: - استاذ رائف اظن انه مايصحش ترن على تليفونى...
- رائف! الله. اول مرة اعرف ان اسمى حلو كده.
قالها وهو بيقاطعها. جعلها تفتح بقها مذهولة من جراته بعد ما وقف الكلام على لسانها. فتابع بابتسامة وتسليه
- سكتى ليه؟ ماتردى ياانسه نوها؟

الغيظ ملى قلبها منه وهي مش لاقيه حل ولا عارفه توقفه. فضغطت على انهاء المكالمة بعزم ما فيها.
هو في مكانه كمل ضحك مع نفسه وهي مازلت على حالتها فقررت تمسك الفون وتتصل بيها وتطلع فيها غلبها.

نهال كانت في سابع نومه لما رن فونها كذا مرة ففاقت من نومتها غصب. فتحت عينها على سقف الغرفة لقيته الوان مبهجه عكس غرفتها. نزلت بعنيها عالحيطة لقيتها كلها رسوم كارتونية. وهي بتسوعب ايه اللى نايمها في غرفة الاطفال وجدت نفسها نايمه على سرير صغير وجمبها رأفت بن جارهم الصغير. ذهنها بقى يعيد اللى حصل بعد مااكلت رأفت ولعبت معاه جابته هنا عالسرير عشان تنيمه فنامت معاه.

- يانهار اسود دا نسيت مدحت خالص قالتها وهي بتحاول تقوم بجزعها ولكن مع استمرار. زن الفون مسكته ترد بضيقه: - الوو. عايزه ايه يا نوها؟
ردت بشرارها ونارها: - أخيراً رديتي ياست يا نهال وانا بجالى ساعه برن عليكى.
نفخت بزهق: - كنت نايمه يابنتى. ايه اللى حصل لدا كله؟

نوها بعصبية: - ابن عمك يا نهال مش مبطل غلاسته. مره يبعتلى ورد في الرسايل ومرة يتصل بيا ويكلمني. انتى السبب يانهال علشان انتى اللى اديتلوا رقمى؟
اتنهدت بسأم وهي بتحاول تمسك اعصابها في الرد عليها
- نوها انتى مش شايفه ان الوجت متاخر عالصوت العالى كده في الليل. الصباح رباح يا نوها وبكره في الكلية هزجينى براحتك!
- استنى يا نهال...
- تصبحي على خير يا نوها.

قاطعتها وقفلت السكه وبعدها قامت من مكانها وخرجت من الغرفة: فتحت باب غرفة نومها واتقدمت بداخلها بخطوات محسوبه عشان ماتصحيهوش. نزلت بركبتها على الارض بخفه تتأمله وهو نايم وتنفسه مظبوط وهيئته كالملاك في هدوءه. هي عارفة انه اكيد نام وهو زعلان منها بس كانت هاتعمل ايه بقى؟ هي اتعاملت مع الولد واخدها الوقت ونامت! ودى كل الحكاية. باست على خده بخفه. فبالرغم من عصبيته وتحكماته الا ان دا منقصش حبه في قلبها بل بالعكس دا بيزيد وان كان هو بيحبها وبيظهر حبه دا في تصرفاته. فهى كمان بتعشقه ودا اللى بيخليها تغفرله وتسامحه رغم غيرته اللى بتوصل لجنان احياناً وتحكماته اللى بتخنقها في معظم الاحيان.

رجع عاصم لبيته وهو شايل الهم فوق راسه مش عارف ان كان اللى عمله صح ولا غلط؟ بس هو اتصرف باندفاع وكان عايز يتأكد من صحة كلامها.
- اديك اتأكدت وزيدت الطين بله! كان مالك انت من الاول بالكلام دا كله بس؟
قالها لنفسه بلوم وعتاب بعدها نفخ بقوة وهو بيفرك بكفوفه على وشه. فسمعها بتسأله بقلق: - مالك يا عاصم فى حاجه حصلت؟

رفع راسه ينظرله. فاتسمر مكانه من هيئتها اللى تخطف الانفاس. وهي فارده شعرها اللى غيرت لونه وواضعه مكياج مناسب للون عنيها ولابسه روب خفيف بيظهر اكتر ما بيخفى. كررت سؤالها تانى مع عدم رده.
- انا بسألك يا عاصم في حاجه حصلت وضايجتك؟

قرب منها بخطوات بطيئه وهو بيتأملها وقصادها بالظبط وقف ينظرلها لها وهي مستنيه رده اللى خرج في الاخر يقول بهيام: - مالى ايه يا بدور؟ هو انتى اللى يشوفك يفتكر هم ولا حزن ولا حتى يفتكر اسمه ولا اهله.!
ابتسمت بزهو ترد بحماس: - عجبتك يعنى؟ طيب ايه رايك في لون شعرى الجديد؟ انا خليت البت زهره جيرانا في بيت ابويا تصبغهولى. اصلها شغاله في كوافير كبير في البندر...

قاطعها وهو بيحاوط وشها بكفوفه يقول: - ياحبيبتى انتى مش محتاجه تغيرى شعرك ولا حتى تحطى مكياج. انتى بدر البدور يعنى احلى من احلى واحده شافتها عنيا في الدنيا دى كلها.
ابتسمت بسعاده تقول: - والنبى صح يا عاصم انت عمرك ماشوفت واحده احلى منى؟
باس على جبهتها بحنيه يقول بصدق وصوت اجش: - عمرى. انتى نعمة ربنا عليا ورزقى الحلو في الدنيا.

ابتسامتها زادت اكتر وهو من غير مايشعر لقى نفسه بيحضنها بقوه ويشيلها من على الارض شيل. واحساس بالراحه بيغمره في قربها. وهي سعادة ماليه قلبها مع شعور عظيم بالأمان.
فى اليوم التالى.

وعند مدحت بالتحديد اللى كان بيفطر وهو مكشر وعينه مرقباها وهي بتأكل الولد وتهتم بيه. ولكنها كمان كانت بترمى نظرات وابتسامات لناحيته باسلوب غير مباشر وهو دايماً بيرد بجفا. ودا لانه لايمكن هاينسى عملتها ليلة امبارح لما سابتوا لوحده وراحت نامت مع الولد في الغرفة المخصصة لاطفال المستقبل منها. معقول دا يحصل ويبقى عنده اسرته الكامله واطفال يشبهوا والدتهم في ضحكها وشقاوتها معقول؟
- مبسوط ياحبيبى.

فاق من حلمه الجميل على سؤالها للولد اللى قالته يجى ستين مرة من امبارح والولد يرد عليها نفس الرد المستفز والمكرر. : - اوى اوى ياطنت نهال. انا بحبك اوى
تمتم مع نفسه من الغيظ: - استغفر الله العظيم يارب من كل ذنبٍ عظيم.
ضحكت مع نفسها بصوت واطى وبعدها سالته بجديه مزيفة: - متعرفش ايه اخبار والدته يا مدحت؟

نظرلها بغيظ وهو ساكت شويه قبل ما يجاوبها: - والد الباشا رن عليا امبارح وانا في عز نومتى وبلغنى ان الست وضعت بنت وحالتها هي والبنت كويسه
نهال بفرحه: ماما جابتلك اخت يا رأفت هاتسميها ايه ياحبيبي.؟
رأفت بضحكه كمان: انا هاقول لبابا يسميها نهال.
ساعتها مقدرش يتحمل وخبط بايده على طرابيزة السفره وهو قايم بعصبيه.

فى اليوم التالى صحيت نورا من نومها اللى خطفته بالعافيه على ادان الفجر بعد سهر وتفكير كان هايجننها وهي مش عارفة تتصرف ازاى مع والدها اللى اصر امبارح انه هايبلغ معتصم بموافقته امام رفض جدها ووالدتها واخوها وائل وستها صباح وهي مش عايزه معتصم دا ولا بطيقه. لكن شعور النشوى والسعاده اللى حاستها لما شافت رد فعل عاصم وعصبيته في رفض معتصم والخناق مع والدها بشجاعه. جعلتها محتاره لا هي عايزه توافق ولاهى قادرة ترفض ونفسها الوضع يستمر كده للمده اللى تخلى عاصم يحس بالغيرة ومشاعره تتحرك نحوها.

- ااااه. امتى بقى تحس بيا يااخى. يالهوى على جمالك وانت بتتخانق وتتعصب امبارح. ااه
قالتها وهي بتضرب بأيدها الاتنين عالمخده اللى نايمه عليها وبعدها قامت بجذعها وهي بتكلم نفسها: - طب انا اعمل ايه دلوقتى؟
قعدت شويه تفرك في شعرها وهي بتفكر وبعدها حسمت امرها تقوم من نومتها الاول وتترك التفكير شوية.
خرجت من غرفتها لقت اخوها مع والدتها وستها صباح قاعدين بيشربوا الشاى بعد ما فطروا: - صباح الخير.

قالتهالهم. وهما التلاته مافيش حد فيهم رد عليها ولا اكنهم سامعينها. كررت تانى بصوت اعلى.
- صباح الخير ياجماعه. هو انتو مسمعتوش ولا ايه؟
برضو مافيش رد غير ان وائل استأذن من والدته وسته وقام عدى جمبها وهو خارج ولا اكنه شايفها. حاولت تكلمه لكنه مدهاش فرصة. فقعدت عند والدتها وستها تسألهم: - هو في ايه؟ هو انتو مالكم محدش فيكم معبرنى؟

ستها صباح زغرتلها بعيونها ووالدتها هي اللى ردت: - انتى بتستهبلى يابت انتى ولا عامله نفسك مش عارفة؟
رجعت لضهر الكرسى بتخاذل ترد على والدتها: - مش عارفة ايه بس ياجماعه انا مش فاهمة حاجه؟
صباح بعصبية: - انتى يابت اسمعى اما اجولك. انا جنى وزويلى اللى يلف ويدور في الحديت معايا. وانتى على صغر سنك ده وبتلفى وتدورى. امال لما تكبري شوية هاتعملى ايه ها جوليلى؟

- في ايه ياستى بس؟ حتى انتى كمان مش طايقانى. ولا يكونش قاصدك عالخناقه بتاعة امبارح. انا والله ما كنت اقصد اللى حصل؟
وضعت صباح كفها على خدها ترد بسخرية: - لا ياعينى احنا مانقصدش اللى حصل امبارح. احنا نجصد اللى حصل النهارده!
هزت رأسها باستفهام تسألهم: - هو ايه اللى حصل النهارده؟

والدتها بصوت عالى: اللى حصل ان والدك زعق لاخوكى وقالوا اياك الاقيك تدخل في موضوع نورا مدام هي موافقة بالعريس يبقى انت تخرص وماسمعش لك صوت.
نورا بصدمه: - انا موافقة على معتصم! انا قولت لسه بفكر! يعنى لسه ماديتش رأى؟
- بس ابوكى أدى الرأى ياروح امك ووافج على معتصم!
- وافق على مين؟

قالتها نورا بتوهان وهي بترد على كلام ستها فكملت والدتها بتأكيد: - ايوه يا نورا والدك اتصل على معتصم ورد بالموافقه في التليفون قدامنا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة