قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع عشر

فى البيت الكبير خرجت نجلاء من حمامها لقت جوزها نايم عالسرير وجزمته مرميه عالارض بعشوائيه. كل فرده في حته. نزلت عالارض تشيلهم وهي قرفانه: - ايه دا يا سامح؟ الجزمة مالها مبهدله كده وكلها تراب؟ هو انت كنت بتحفر؟!
قام بجزعه عن السرير مفزوع: - مين دا اللى يحفر؟ ومين جاب سيرة الحفر؟
- حيلك حيلك. براحه شويه. ليه الاسئله دى اساساً؟ انا بس مستغربه من شكل الجزمه المتبهدل!

رجع تانى ينام بتعب. فقدمت هي عليه تكلمه مخضوضه بعد ماشافت هدومه: - يانهار اسود دا حتى هدومك كمان مبهدله كلها وبهدلت السرير هو انت كنت فين بالظبط؟
قام المره دى عن السرير بجسمه كله يقول بزعيق: - جرى ايه يانجلاء؟ خايفه اوى عالسرير. غيرى الفرشه ياختى. دا انتى صعبه اوى. حضريلى غيار عبال ما اخرج من الحمام. جتك الهم.
نظرت نجلاء لضهره وهو داخل الحمام مستغربة ومش لاقيه اجابة لاسئلتها.
- يعنى مارديتش عليا؟!

نزل بدماغه عالارض يستغفر ربنا وهي واقفه متحفزه لرده فكررت بسؤال تانى: - جرا ايه ياعاصم؟ انت ساكت ليه؟
رفع راسه ينظرلها بحده ولكنه بيحاول يمسك اعصابه ويرد بزوق: - هو زين وحلو كمان.
شهقت بفرحة ولكنه خضها لما كمل: - بس ياريت تخلى بالك من كلامك تانى مره وبلاش حكاية عشان خاطرك دى.

ضحكتها راحت منها فردت تقول: - هو انت زعلت ياعاصم. بصراحه انا اللى في قلبى على لسانى. واللى بحس بيه بقوله على طول من غير حسابات.
- لا لازم تراعى الحسابات. انا راجل متجوز، ومش متجوزها واحده وخلاص. لا انا متجوز حب عمرى فاهمه.

قال كلامه وهو بيشد على كل حرف خارج منه. عشان يفوقها وهي وشها جاب مية لون وهي حاسه برجفه انتابتها من كلامه وهو اخد باله كويس لكنه مرضاش يتراجع ولا يلين معاها وفجأه نهض عن كرسيه يقول: - على العموم انا متشكر ياستى على زوجك. عن اذنك بجى اطلع اشوف امى.
قام بسرعه واتخطاها عشان يطلع السلم لكنها وقفته فجأه وهي بتقول
- بس على فكره بقى مش لازم يكون حب اللى انت حاسه معاها. اكيد اعجاب ومع الوقت هتاخد بالك.

اللتف لها مضيق عنيه بريبه؟
- تجصدى ايه؟
- يعنى مثلاً فرق التعليم. اللى انا عرفته انك حاصل على ليسانس حقوق يعنى تعليم عالى وبدور زى ما سمعت دبلوم زراعه! يمكن انت فرحان دلوقتى بيها وبجمالها المبهر لكن كل دا مع الوقت هايروح.
شاور بايده يوقفها باشارة تحذير: - لو سمحتى. اولا انتى ملكيش دعوه باللى بينى وبين مراتى.

ثانيا وهو الاهم. حتى لو ده حصل برضوا مش هافرط فيها ولا هاتجوز عليها ولا حتى هاجرحها بكلمة سمعاني.
- حتى لو صابك الملل وشعرت بالتعاسه معاها؟
نظرته ازدادت حده وهو بيحاول مايخرجش عن شعوره معاها. في الاخر رد عليها بهدوء
- انا اعرف حاجه واحده هي ان اللى يحب مايكرهش ولو جاء اليوم اللى حسيت فيه بتعاسه معاها. فانا برضو راضى. عن اذنك بجى اطلع اسلم على امى عشان اللحج اتغدا مع مرتى.

- استنى عندك انا اللى ماشية ومش هاستنى تانى كمان.
قالتها نورا بعصبيه لكن الرد جاه من الخلف
- استنى يابتى ليه ماشيه؟
نظرت بحده ناحيته قبل ما ترد عليها: - معلش بقى يامرات خالى تتعوض مرة تانية!
قربت منها سميحه بعد مانزلت السلم تمسكها من ايدها وتحلف عليها
- والنبى ان ماكنتى تتغدى معانا لا...
قاطعته نورا قبل ماتكمل: - والنبى ماتحلفى انا اساسا مقدرش اتأخر على بابا وهو في البيت دلوقتى.

- طب خلاص ماتروحيش لوحدك. روح معاها ياعاصم وصلها.
قاطعتها هي بعصبيه: - لا انا اعرف السكه كويس اوى ياخالتى. مش محتاجه اتعبك يا استاذ. عاصم. عن اذنكوا بقى
قالتها وخرجت على طول قدام نظرات سميحه اللى اندهشت من جمود ابنها فزغدته بأيدها: - خبر ايه ياعاصم؟ سايب البنيه تطلع جدامك. مش تحلف توصلها.
رد على والدته بلامبالاه.
- هي مش عرفت السكه وجات لوحدها. يبحى تعرف ترجع لوحدها.
فتحت سميحه بقها باندهاش.

- واه ياعاصم!
دخل معتصم بيته وهو تعبان. رمى نفسه على اقرب كنبة ومد رجله يأن بوجع. رفع عينه لجبيصى اللى واقف قصاده ساكت مابينطقش: - مالك واجف كده ومتنح ليه؟
هرش في رقبته بحركه معروفه عنه لما يبقى عايز يفهم. ابتسم معتصم بسخريه يقول: - هاتموت وتسأل. عارفك انا وحافظك!

وكأنها جاتلوا عالطبطاب فسأل على طول: - ايوه بجى انا هاموت واعرف. هو في مجبره صح ولا لاه؟ ولو في تبعتله ليه عشان ياجى من الإسكندرية ويشاركك فيها؟ ماكنت اشتريت البيت وبعد كده حفرت. زى البيه العمده ماكان بيعمل!
المره دى ضحك بصوت عالى يقول: - والله وكبرت ياجبيصى وعرفت تفكر كمان!

مال بدماغه يرد بعتب: - الله يسامحك يابيه عشان دايماً مفكرنى غبى. بس انا طول عمرى مع العمده وعارف زين كيف بيتصرف في الحاجات دى.
وقف ضحك يرد عليه: - طب يا زكى انا عارف بعمل ايه زين ومش محتاج نصيحتك. روح بجى جول للمره اللى جوا دى تحضرلى الوكل على ما اروح اتسبح واغير خلجاتى وبلاش تتدخل تانى في اللى ملكش فيه.
نظر له بغيظ قبل مايمشى وينفذ اللى اتقاله. فقام معتصم من الكنبه وهو بيردد مع نفسه.

- جال ابوك كان بيعمل ويسوى. هو انا ابويا كان بيتحرك خطوه من غير شورة امى!
- فرق التعليم. اللى انا عرفته انك حاصل على ليسانس حقوق يعنى تعليم عالى وبدور زى ما سمعت دبلوم زراعه! يمكن انت فرحان دلوقتى بيها وبجمالها المبهر لكن كل دا مع الوقت هايروح.

كلامها كله كان بيتعاد في دماغه وهو بيفكر. هل من الممكن ان يكون دا حقيقي. و حبه ل بدور يبقى انبهار بجمالها ومع الوقت يروح ويجي بداله الملل. يعنى معقول الحب دا كله يكون اعجاب وبس.
- عاصم. ياعاصم.
خرج من سرحانه على صوت بدور وهي بتناديه. فاللتفت لها يرد
- ايوه يابدور عايزه ايه؟
حطت ايدها على وسطها وهي واقفه بغضب متصنع
- بجالى ساعه وانا مرجباك وانت باصص على الحيطه سرحان. بتفكر في مين ياعاصم؟

ابتسم لها بمكر: - تفتكرى في مين؟
وشها قلب وقربت عليه تقعد جمبه وتسأله بجديه: - اوعى تكون بتفكر في حد غيرى ياعاصم. ياما والنعمة اكون شاربه من دمك.
ابتسامته زادت اكتر وهو شايف وشها قلب وعنيها برقت بتهديد. فكررت سؤالها تانى وهي بتنظر له بشراسه وماسكه ياقة الجلبيه: - جول ياعاصم متعصبينيش. اعترف دلوك بتفكر في مين غيرى
ضحك بصوت عالى يرد عليها
- براحه يابوى انا مش كدك.!

وبداخل غرفتها وهي قاعده على سريرها وماسكه فونها وبتنظر لصورته اللى اخدتها له من غير مايدرى. بعد مانزلت من الدور التانى وشافته بياكل في طبق الرز اللى عملتوا هي حجه عشان تشوفه. دموعها نزلت من غير ماتدري. بعد ما افتكرت كلامه القاسى لها. من غير مراعاه لشعورها ولا تقدير. مسحت بايدها على خدها تنشف دموعها وتقول بصوت واضح لنفسها: - ماشى ياعاصم. انا هاعرفك انا مين؟!

وفى المدينه وتحديدا في سكن الطالبات. نوها كانت منهمكه في القرايه والمذاكرة. رن فونها برقم غريب. بعد ما مسكتوا اتأكدت انها متعرفوش مرضيتش ترد. وسابتوا يرن مع نفسه. اتكرر تانى الاتصال وهي فضلت على موقفها ومع التكرار للمره التالته قفلت الفون نهائى. عشان تركز في مذاكرتها من غير ازعاج.
وفى الناحيه التانية صاحب الاتصال كان بيدب في الارض بغيظ.

- اعمل ايه معاكى ياشيخه انتى ايه مابتحسيش. ابعتلك طلب صداقه باسم مختلف متجبليش. اتصل بيكى ماتروديش. ايه جطر؟!
قالها رائف بصريخ مع نفسه وهو بيرمى الفون على فرشته. بعد ما غُلب معاها.
فرك بايديه يسأل نفسه
- طب اعمل ايه ياربى عشان اقنعها توافق عليا. عمل ايه وهي جفل!
- بس انا بحبها ومش عارف ليه؟! دا باين ربنا بيخلص منى كل اللى عملته في حياتى.

وفى اليوم التالى. في البيت الكبير كان جالس ياسين على سفرة الفطار ومعاه الجميع فرفع عينه لصباح وبنتها يخاطبهم: - انا كلمت عبد الرحيم وجولتلوا ان الجماعه عايزين يعملوا زيارة.
وائل بفرحه ولهفة: - والنبى جدى وبالسرعه دى ينصر دينك ياشيخ.
ضحك ياسين يقول: - الله يخرب مطنك ياشيخ. ياض انا جصدتى على زيارة عاديه امك هي وستك يعملوا زيارة للبنيه العيانه. لسه بدرى ياض على اللى في بالك.
- بدرى فين بس ياجدى؟

قالها وائل باحباط فردت عليه صباح
- ياواض اتجل شوية. انا هاروح انا وامك النهارده نشوفها وبعد كده ربنا يجدم اللى فيه الخير؟
سأل سامح وهو مستغرب
- هو في ايه بالظبط؟
جاوبت نورا بغيظ: - اصل ابنك عايز يتجوز هنا من البلد ولقى ست الحسن اللى بيحلم بيها.
فتح بقه يرد باستنكار: - نعم! وانا اخر من يعلم بقى. بيتصرفى من ورايا ياست نجلاء؟

ردت عليه نجلاء بسرعه: - من وراك ايه بس ياسامح؟ هو احنا لسه عملنا حاجه. دا احنا رايحين نشوف واحده عيانه!
وشه قلب يرد عليها بتهكم
- انت ياست انتى بتستعبطى ولا عايزه تستغفلينى عيانه مين انتوا مش بتقولوا عروسه؟
ترك ياسين الى في ايده يرد عليه بغضب.
- خلى بالك من كلامك ياسامح وراعى وجودى.
رد عليه بخزى واضح
- انا مقولتش حاجه. انا بس عايز افهم.
اتدخلت صباح تهدى شويه
- انا هافهمك ياولدى وهاجولك على الموضوع كله.

- ابوها فكهانى واخوها فكهانى. دا ايه النسب اللى يشرف ده؟!
دا كان رد سامح بعد ما سمع الحكاية كلها من صباح واللى اتخضت من اسلوبه زيهم كلهم فقالت: - واه وماله الفكهانى ياولدى. ناقص ولا جليل؟
سابها واتوجه بنظره لوائل اللى اللى اتصدم من رد فعل والده: - بقى يا حيلتها سايب بنات اسكندريه وجايلى هنا الصعيد عشان تخطبلى من البلد الفقريه دى؟
خرج عن صمته يرد بقوه
- ومالها البلد وبنات البلد ايه اللى يعيبهوم؟

صرخ بصوته عليه
- انت هاتبجحلى ياض!
دب ياسين عصايته عالارض بعصبيه: - خبر ايه ياسامح؟ انت مالك جايم تجول ياشر اشطر
حط ايده على صدره يقول
- انا برضوا ياعم ياسين؟ هو انا مش من حقى اختار لابنى البنت اللى ها يتجوزها؟
المره دى ردت نجلاء
- واحنا غلطنا في ايه بس؟ ما احنا بنقولك اهو وبناخد رايك!
- بتاخدى رأيى! دا انتوا كان ناقص تجوزوه من غير ما اعرف!
- لا اله الا الله.

قالها ياسين وهو بيحاول يتمالك اعصابه. وبعدها كمل: - اديك عرفت ياسيدي؟ عايز ايه ياسامح من الاَخر كده؟
وزع نظراته على الجميع قبل ما يجاوب ويقول
- من الاَخر كده الواض ده لو عايز يتجوز من البلد هنا. ينقى واحده عليها القيمه وتبقى بنت ناس وعزوه.
هز براسه وائل يستوعب: - بنت ناس ازاى يعنى؟
رد عليه بصوت عالى
- يعنى ناس يملكوا اراضى او تكون عيلتها غنيه ومعروفه. مش نسيب اسكندريه وتيجى هنا نناسب فكهانى.

رد فعله عمل صدمه لجمتهم كلهم وهما بينظروله مستغربين لغته الغريبه. ضيق ياسين عنيه يسأله بريبه
- ولما انت كاره البلد جوى كده ياولدى. ايه اللى مخليك جاعد المرة دى ومماشيتش ليه زى كل مرة؟
نفخ صدره وهو بيعدل في ياقة قميصه يقول: - ما انا كنت هاقولكم النهارده عالموضوع المهم اللى قاعد عشانه هنا في البلد!
نجلاء بتعب: - موضوع ايه المهم ياسامح؟
ابتسم بسماجه وعينه عالجميع: - هههه جواز برضوا!

خرجت نهال مستعجله من شقتها وهي بتقفل فيها باستعجال عشان تحصل مدحت اللى نزل قبلها يسخن العربيه على مل تخلص هي لبس ولكنها اتأخرت. قفلت الباب كويس واللتفتت تمشى. لكنها اتفاجأت بطفل جميل كان واقف جمبها وبينظرلها ببرائه.
وطت تبقى في مستواه تسأله: - انت مين ياقمر؟
رد بلدغه محببه: - انا اسمى يأفت منصوى (رأفت منصور)
ضحكت بمرح: -هههه بتقول مين؟
نفخ بضيق
- بقولك يأفت انتى سمعك تقيي.

- لاااه دا انت تجنن وانا هاموت لو ماخدتش منك بوسه
قالتها نهال بضحك وهي بتشيله وتبوسه في خدوده وتداعبه.
- انت هنا يارأفت وانا بدور عليك. خضتنى يااخى.
رفعت نهال عينها لاقت قدامها راجل مهيب بطوله وطلته الانيقه فسالته
- انت تعرفه؟
رد الراجل بتعب
- عز المعرفه دا ابنى ودا ميعاد الحضانه عشان يحصل الباص. ياللا بينا رأفت وانت ياهانم الف شكر ليكى.

شيبط الولد في نهال: - انا مش رايح الحضانه النهارده انا هاقعد مع طنت الحلوه.
ضحكت نهال من غير ماتدري لفتت نظر الواقف قصادها فرد على ابنه
- عيب يارأفت تعالى نمشى وسيب طنت الحلوه تحصل كليتها.
- هو في ايه؟
اللتفت نهال على مصدر الصوت وهي عارفه صاحبه. فلقت مدحت اللى زهق من تأخيرها وطلع بنفسه يشوفها فاتفاجأ بالجملة الاخيره اللى قالها ابو الولد وهو بيبصلها وعينه بطق شرار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة