قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الخامس عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الخامس عشر

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الخامس عشر

جواز! جواز مين؟
دا السؤال اللى خرج من نجلاء رداً على جوزها، ضحك سامح ضحكه مجلجله وعينه على نورا: - ههه دى جوازه لقطه. مش اى حاجه والسلام.
الجملة استفزت وائل جداً فسأل بضيق: - ولمين بقى الجوازه اللقطه دى ان شاء الله؟
ضحك اكتر بشكل مستفز وهو بيرد على ابنه: - لا ياحبيبي مش ليك؟ انت لسه دورك مجاش،!
- دورى!

خرجت من وائل بدهشه غريبة على اسلوب والده وكان هايرد عليه ويفكره بموضوع نسمه لكنه اتفاجأ ب ياسين اللى شارو بايده يوقفه واتولى هو مهمة السؤال: - بجولك ايه يا سامح ياولدى ماتجيب من الاَخر وتجولنا انت تجصد مين بكلامك ده؟
وزع نظراته عليهم تانى يسأل
- عايزن تعرفوا على مين الكلام؟
نفخت صباح بضيق: - ماتجول ياولدى وخلصنا تجصد مين بكلامك؟
ضحكت نورا باستخفاف: - ايه ياوالدى؟ يكونش انا المقصوده!

زعقت نجلاء في بنتها: - بس يابنت ماتخديهاش حجه. دا اكيد يقصد حد من العيله!
نظر لمراته مكشر
- لا بقى مافيش حد من العيله وانا اقصدها هي ياست نجلاء.
نجلاء الكلام وقف على لسانها من الصدمه ونورا نظرت لوالدها بذهول: - انت بتتكلم جد ياولدى؟
- طبعا امال ايه ياروح والدك. دا انت باضتلك في القفص يابت. العريس صغير اوى ومقاربلك في السن والفلوس اللى عنده تغطى عين الشمس وو.

- حيلك حيلك. مش تجولنا واد مين الاول؟ خلينى اعرفه مدام من بلدنا.
قالها ياسين بمقاطعه وعصبيه، وقدام نظرات الدهشة والغضب من الجميع. رجع بظهره للكنبه وايده مسنوده على طرفها فرد عليهم بمنتهى السهوله: - اسمه معتصم! معتصم ابن العمده هاشم!
طنت الحلوه!

الكلمة كانت بترن في ودانه بشكل مستفز وهو بيتقدم بخطواته ناحيتهم وسعير من الغضب بيغلى جوا قلبه وظاهر في عيونه وهو شايفها شايله الولد بوش مخطوف بعد ما سمع ضحكتها معاهم من ثوانى قليله. والراجل الغريب واقف قبالها بمسافة قريبة اوى وابنه اللى عامل فيها طفل صغير ماسك فيها بأيديه الاتنين وحضنها. وصل عندهم بشراره وناره وقبل ماينطق بكلمة بدأت هي بلهفة واضحه ولجلجه في صوتها مصاحبة توترها: - اااتعالى يامدحت دا دول جيرانا هنا وو...

- عارف!
قالها بمقاطعه وحده في الاسلوب. فرد والد الولد بضحكه ودوده
- انتى بتعارفي مين يادكتورة؟ احنا جيران من زمان مع الدكتور مدحت. وساكنين في الشقه اللى فوق انا ومراتى المحاميه مرفت عبد المقصود وانا ابقى
منصور ابراهيم محاسب في بنك كبير هنا.
هزت بدماغها بتفهم ترحب بيه وهو وجه كلامه لمدحت
- اخبارك ايه يادكتور؟ بقالك فتره ماحدش بيشوفك يعنى؟ هو اللى يتجوز برضوا يختفي وماحدش يشوفه!

كان بيصك على اسنانها وهو بيحاول يمسك اعصابه بصعوبة في الرد باللى يستاهلوا: - معلش الدنيا مشاغل وانت اكيد عارف حياة الدكاترة ازاى؟ يعنى مثلا انا دلوقتى متأخر على شغلى والمدام كمان متأخره على كليتها.
وجه الاخيره لنهال بنظرة تحذيريه خلتها تفوق لنفسها وتنزل الولد عالارض بسرعه وتوتر: - ما انا كنت نازلة حالاً اهو والله.
مسكها الولد من رجلها بأصرار: - خلاص خُدينى معاكى نلعب مع بعض وماتسبنيش!

- لا انت هاتحصل الباص عشان ميعاد الحضانه ياللا بقى. عن اذنكم ياجماعه اتشرفت اوى بيكم
- قالها منصور وهو بيرفع الولد عن الارض والولد بيرفس برجله وهو رافض.
عينها فضلت متابعه الولد ووالده شايله ونازل بيه لحد اما اختفى عن نظرها خالص وبعدها رجعت الناحيه اللى قبالها. فاتفاجأت بنظراته الحاده وكأنها بتطلق شرار عليها. بلعت ريقها تبرر: - انا والله لاجيته جدامى وزى ما شوفت هو اللي شيبط فيا.

ارتفعت زاوية بقه بابتسامة ساخره.
- ايوه صح ما انا خدت بالى ياطنت ياحلوه. انزلى حالاً خلينى اوصلك واشوف شغلى بدال ما اصور جتيل حالاً ياللا.
قال الاخيره بشخطه وهو بيجز على اسنانه قبل ما ينزل السلم بسرعه وما يخنقهاش بأيده.
وهى اخدت نفس طويل تهدى بيه نفسها قبل ماتنزل هي كمان بسرعه تحصله وتتلقى جزاءها منه.
- انت بتجول ايه؟ معتصم ابن العمده هاشم!

قالها ياسين وهو بينهض عن كرسيه بصدمه ظهرت كمان على البقية ودا كرر تانى: - ايوه معتصم بن العمده هاشم!
وائل بدهشه غريبة
- يعنى انت مجمعنا عشان معتصم خريج السجون هو ووالده ووالدته وبتقول جوازه لقطه!
زعق في ابنه: - ومالوا ياض معتصم كان تاجر مخدرات لا سمح الله؟ دا دخل السجن عشان خناقه ووالدته كلها شهر ولا اقل وتخرج وان كان على والده فاحنا ملناش دعوه بيه مدام الواض كويس!
صباح بعدم استيعاب.

- واض مين اللى كويس؟ معتصم! شوفتوا فين؟ وعرفته ازاى اساساً؟
سامح بصوت جهورى: - هو اكل وبحلقه! انا عارف الواض وخلاص! انتو مالكم انتو؟
ياسين اللى كان لسه على وضعه وهو واقف وعصايته الكبيره في ايده: - كيف احنا مالنا؟! دا كان خاطب بتنا وفركشنا احنا الخطوبة من عمايله الشينة؟ دا احنا بينا وبينه مصانع الحداد. هو وابوه وامه.
سامح وهو بيعوج رقبته: - يعنى رضيتوا بيه الأول. ولما حصلت مابينكم المشاكل بقى كخه.

ياسين وشه احمر من شدة الغضب وعروقه بقت نافره بوضوح. قدام نظرات بنته ونجلاء وولادها اللى كانوا خايفين عليه. فقامت صباح تشدوا من ايده
- هدى نفسك شوية يابوى لاتجرالك حاجه! ماتجولى حاجه لجوزك يانجلاء.
وقبل ماتتكلم سبق هو في الرد.
- وهاتقول ايه ان شاء الله. واحد وعايز يستر بنته. امها تعارض ليه بقى؟
نجلاء بضيق: ماخلاص بقى كفايه ياسامح. وسيبك من الموضوع ده.

هب واقف بعصبيه: - اسيبنى دا ايه؟ الموضوع دا مايخصش حد غير انا وبنتى بس مش حد تانى.
- اديك قولتها بنفسك. هاترضى يانورا تتجوزي البنى آدم ده بعد اللى شوفتيه بعينك واتحكالك من جدك.
قالها وائل وهو بيوجه كلامه لاخته اللى كانت ساكته من اول الموضوع ما اتفتح.
فضلت على سكوتها وهي بتوزع نظراتها عليهم بغموض فكرر وائل السؤال تانى.
- ماتردى يابنتى على سؤالى. هو انتى موافقة عالزفت ده؟!

الكل بقى مركز معاها عشان يسمعوا ردها اللى خرج في الاَخر بمنتهى البرود.
- مش عارفه!
كان بيتمشى في محيط الجامعه وهو عارف وجهته كويس. لانه عارف الاماكن اللى بتقعد فيها هي وصاحبتها. وفعلاً صدق ظنه لما شافها مع بثينه على طرابيزه لوحدهم. بثينه بتتكلم في الفون وهي منكفية على كتابها بتراجع فيه، قرب منهم وهو بيرسم التقل لكن من جوا قلبه بيدق بلهفه غريبه هو نفسه مستغربها.
- مساء الخير.

قالها بجديه ورزانة. هي رفعت عيونها تنظر له بدهشه. وبثينه اللتفتت له ترد بابتسامه وترحيب.
- اهلاً. مساء النور يابشمهندس رائف
قامت تسلم عليه بأيد والفون في ايدها التانيه على ودانها.
- اخبارك ايه؟ واخبار البلد؟
رد عليها بابتسامه جميله وهي بينظر ل نوها بطرف عينه
- احنا تمام ياستى والبلد تمام كمان.
- ان شاء الله اجيها قريب مع نهال. ثوانى بس هاكمل المكالمه وراجعه على طول.

قالت الاخيره ومشيت بعد ما اذن لها بايده وبعدها عينه جات على اللى قاعده بتركيز وهو واقف وحاطط ايده في جيبه.
- ازيك يادكتورة نوها.
- هااا، الحمد لله.
قالتها بلجلجه وهي بتلم في ادواتها وكتبها عشان تقوم لكنه فجأها وقعد عالكرسى اللى قبالها وبصوت واطى وتحزيرى: - اجعدى يانوها انا مش هاكلك.

عينها برقت بدهشة من جرأته فكمل وهو بيجز على اسنانه: - سيبى اللى في يدك اخلصى بدل ما أعلى صوتى واللم عليكى الناس. انا مجنون واعملها.
برقت اكتر مخضوضه ولقت نفسها بتسيب اللى في ايدها لا ارادى ورجلها بتتقل عن القومه. فسألته بخوف: - هو انت عايز ايه بالظبط؟
نظر في عينها كويس وبعدها جاوب بقوه: - عايز اتجوزك وعايزك تقوليلى رأيك وانتى عينك في عينى.

شهقت بخضه وخجل شديد ترد عليه: - بس انا جولت لنهال على رأيى فى...
- انا المرة دى عايز اعرف رأيك من غير وسيط.
قالها بخشونه وهو بيقاطعها جعلتها ترفع عيونها لعيونه فشافت فيهم تصميم رهيب. فوراً نزلتها للأرض تانى من خجلها: - يااستاذ رائف عيب عليك الكلام.
رد هو بجرأته المعهود: - بس انا بحبك وعايز اعرف انتى ليه رفضتينى.

عينها وسعت على اخرها بعد ما سمعت اعترافه وكالعاده هربت من عنيه تانى لكنها ماقدرتش تنطق ولا تعارض. تابع هو: - انا جولتلك على اللى حاسس بيه وانتى ردى عليا بجى.
حست وكأن لسانها اتلجم عن الرد وهو عينه عليها بجرأه. مستنى رأيها ومستمتع بحالتها.
- الكلية نورت يابشمهندس.
قالتها بثينه بعد ماخلصت مكالمتها ورجعت عندهم.
قام من مكانه وهو بيرد: - الكلية منورة بيكم يادكاتره. امشى انا بجى.
بثينه باندهاش.

- تمشى فين؟ انت مش هاتستنى عشان تسلم على نهال ولا انت جاى في ايه بالظبط؟
نظر بطرف عينه ل نوها يرد على بثينه.
- اسألى صاحبتك خليها تجولك. انا اساساً راجع تانى عشان اعرف اجابة السؤال ماشى يانوها. سلام بجى يا أنسه بثينه.
قالها ومشى قدام نظرات بثينه المستغربه واللى سألت نوها فوراً
- موضوع ايه اللى بينك ومابيننه وسؤال ايه اللى يقصده؟

سندت مرفقها على الطرابيزه اللى قدامها وحطت ايدها على خدها تنفخ بضيق وقلة حيله وهي مش عارفه ترد على صاحبتها تقول ايه؟!

بيسوق وهو صامت وعينه عالطريق لكنه مايعديش دقيقتين وتلاقيه نظرلها فجأه بحده واللتفت تانى للطريق مع صوت تنفسه المسموع بقوة من فرط انفعاله وهي ياتروح بعينها عالطريق او تمسك الفون وتقلب فيه من غير صوت وهي شاعره بنظراته اللى بتخترقها في انتظار انفجاره. حمدت ربنا اول اما لمحت سور الجامعة عشان تنزل بقى وتهرب من مواجهته. وبمجرد ما العربيه وقفت لمت شنطتها وادوتها بسرعه: - ياللا مع السلام يامدحت.

- استنى عندك.
ايدها وقفت على مقبض الباب وهي بتبلع ريقها. وبعدها التفتت تنظر له ببرائه.
- نعم ياحبيبى. انت ناسى حاجه؟!
مسكها فجأه من ايدها وهو بيجز على اسنانه: - يعنى عامله نفسك مش واخده بالك.
- سيب يدى يامدحت. كده الطلاب هايخدوا بالهم.
قالتها وهو بتشاور بدماغها عشان ينتبه وهو دا اللى حصل. ساب ايدها مضطر وهي مسكتها تدلك فيها تقول: - ياساتر يارب. ايدك ناشفه جوى.

نظر لها بحده وبعدين سألها: - انا سمعت ضحكتك وانا طالع السلم. انتى ضحكتى مع الراجل ده؟
هزت بدماغه تنفى
- لا طبعاً. ازاى دا يحصل؟
- امال انا بيتهيألي يعنى؟
ردت ببرائه
- معرفش!
خبط على عجلة القياده بعصبيه: - انا مش عايز اتعصب عليكى يانهال. ارجوك راعى شعورى وبلاش تختلطى بحد غريب.
- طب وانا عملت ايه طيب؟ دا طفل برئ لقيته بيكلمنى وبيتعلج بيا. انت هاتغير من طفل يامدحت؟!
- اه. هاغير.

قالها بمنتهى السهوله وهي ردت عليه بذهول؟
- دا بجد مش هزار.
كرر بتصميم: - ايوه بجد وانزلى بسرعه على كليتك عشان ما اتعصبش عليكى اكتر. وكلامى يتسمع مفهوم.
ابتسمت هي تراضيه: - مفهوم.
وفى البيت الكبير الدنيا كانت والعه بعد ما سامح ما رمى الخبر القنبله واستفزهم بكلامه وخرج.

ياسين كان بيخبط بعصايته عالارض بعصبية. وهو بيفكر في الكارثه اللى عايز يعملها سامح بجواز بنته من معتصم دون مراعاة العواقب. على الرغم من انه عرف الحكاية كلها ومع ذلك مصمم.
صباح بخوف على والدها: - ماتعملش في نفسك كده يابوى. صحتك.
نظر لها بغضب وهو ساكت فكملت نجلاء.
- ماما عندها حق ياجدى. انت كده ممكن تاذى نفسك فعلاً.
وائل بعصبية: - وهو اللى قالوا بابا دا قليل دا كارثه بكل المقاييس.

نجلاء بنظرة تحذيريه: - خلاص ياوائل. احنا عايزن نهدى.
زعق ياسين فيها بعصبيه: - تهدى ايه يانجلاء وهي خربانة لوحدها. هو جوزك دا ايه؟ خلاص الفلوس عمت عينه؟
والله ما انا عارفة ياجدى هو ايه اللى صابه؟
وائل بعصبيه: - يعنى هايكون ايه اللى صابه. دا عايز يحرمنى من البنت اللى اتمانتها من قلبى ويجوز نورا لواحد تاريخه زى الزفت عشان فلوسه.
رفع ياسين راسه بحركه مفاجئه.

- ايوه صح فكرتونى ببت ال، اللى نجولها جولى رأيك تجول معرفش. هي البت دى اتجننت ولا ايه؟ اشحال ان مكانت شافته بعنيها يوم ما اتخانج مع عاصم راحت فين البت دى.
قال الاخيره بزعيق. فردت عليه نجلاء: - والله ما انا عارفه ياجدى. اهى اختفت من وسطينا فجأه كده. ومعرفتش راحت فين!

رجع تانى وكالته بعد ما كان واخد قرار انه مايرجعش غير بعد ماتسافر نجلاء وولادها لما حس ان بنتها متهوره وممكن تجيبلوا مشاكل. لكنه رجع يمارس شغله المتعطل لما لقى المده هاتطول. كان جالس على مكتبه وبيراجع في الحسابات لما سمع فجأه صوتها
- مساء الخير.
رفع نظره ليها بسأم فلاقاها داخله عليه وعلى وشها ابتسامه كبيره.
- اخبارك ايه ياعاصم؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة