قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والعشرون

احساسك بضياع فرصتك في القرب من حبيبك بيخليك تفكر في اى وسيلة دفاع عن حقك. حتى لو وصلت لافعال جريئة او مجنونة.
دا اللى كان بيعملوا وائل وهو ماسك الفون بتاع ياسين وبيطلب رقم عبد الرحيم رغم اعتراض ياسين على سوء التوقيت. لكنه رضخ في النهاية تحت ضغطه والحاحه.
- الو، ايوه ياعم ياسين، الووو.

استغفر ياسين بصوت واطى والفون على ودانه وهو مش عارف يقول ايه للراجل. ودا بيشجعه بنظراته ويحمسه. في النهايه رد بقلة حيله وصوت متردد: - الوو. ايوه ياعبد الرحيم ياولدى.
رد عليه باندهاش: - خبر ايه ياعم ياسين؟ دا انا جولت انك سبت التلفون من يدك وسبتنى.
بلع ريقه بتوتر: - لا ياولدى، بس اناااا.
اتردد في جملته لكن مع نظرات الرجاء من وائل كمل: - كنت عايزك ضروري دلوك ياعبد الرحيم.

وصله الصوت بقلق: - خير ياعم ياسين عايزنى في ايه؟
- خير ياولدى ان شاء الله، انت فاضى تاجينى دلوك؟
لمعت عيون وائل بحماس انطفى تانى لما سمع رده: - انت تؤمر ياعم، بس أجلها شوية عالليل عشان عندى ضيوف مهمين. انت مش غريب وهاجولك ان اختى هدير متجدملها عريس.
ياسين وهو بينظر ل وائل اللى وشه اللى بهت لونه واتغيرت ملامحه.
- طب بجولك ايه ياعبد الرحيم، ممكن ياولدى تجوم من جمبهم عشان اكلمك براحتى.
- حاضر ياعم ياسين.

قالها عبد الرحيم بقلق وبعدها بشوية كمل: - ادينى طلعت خالص من عنديهم ياعم ياسين. خير في حاجه؟
لهفة وقلق وائل جعلت ياسين يتكلم بجرأه: - في الاول كده انت رديت عالعريس ولا لسه؟
رد عليه باندهاش: - لا لسه دى اوى زيارة ليهم هو وابوه. واحنا هانرد بعد البت ما تشوفه وتجول رأيها.

- زين جوى. عايزك تاخد جعدتك معاهم بصلاة النبى من غير ماتديهم موافقه ولا راي. و بعد ما تخلص معاهم تجينى على طول عشان انا كمان معايا عريس
عبد الرحيم بدهشة: .
عريس ودلوك ياعم ياسين؟
ياسين باصرار: - ايوه دلوك عشان انت مش غريب وانا بعتبرك زى عيالى واكتر ياولدى وليا حج فيك.
اتجوزنى يا عاصم.

قالتها بمنتهى السهولة وكأن في ود ما بينهم او هما على علاقة قوية من زمان. وهي اللى كانت الفرحة مش سايعاها لدرجة انها عدت في الشارع مخصوص وهي بتدعى ربنا انها تقدر تشوفوا. دى طارت من الفرحة لما لقت حركة الرجالة خفيفة قدام الوكالة. امرت نيرة تروح لبيتهم عشان تدخل هي وحدها ل عاصم وتقولوا على الخبر السعيد بلهفة وسعادة كان نفسها تشوفها على وشه. بس اللى ماكنش يخطر على بالها انها تلاقى نورا وهي بتكلمه في امر يخصها والظاهر كده من طريقة كلامها بالجرأه دى معاه، يخصه هو كمان!

دموعها كانت مغرقة وشها وهي حاسة برعشة في جسمها وارتجاف في كامل أطرافها، بتحاول توزن نفسها عشان ما توقعش قدامهم وهي مستنده على طرف طرابيزه خشب. رفعت رأسها لفوق وهي شايفاه بيتقدم نحوها بعيون يكسوها الحزن والالم بعد ما اتفاجئ بحضورها و نورا وقفت كلامها وبلمت بوش مخطوف.
مسح بكف ايده على شعره بعد ماوصل عندها ووقف قصادها وهو بيبلع ريقه بتوتر: - انتِ فاهمة غلط يا بدور و...
- انت اتخانجت عشانها؟

قالتها هي بمقاطعة اربكته اكتر، صمت شوية وهو بيتنهد بصوت مسموع. فتابعت هي بصدمة: - ساكت ليه يا عاصم؟ يعنى هي كلامها صح؟
رد بعصبية وصوت عالى: - للمرة الثانية بجولك انتى فاهمة غلط.
- فاهمة غلط!
قالتها بتعجب ودموعها نازله بغزارة قبل ما تتابع: - جاعدة معاك في الوكالة لوحديكم. اللى انا مراتك نفسها مدخلتهاش من ساعة اتجوزنك وبتجولك اتجوزنى. وفي الاَخر انا اللى فاهمة غلط.

اتدخلت نورا في الحديث: - هو عنده حق وانتى فعلاً فاهمة غلط يا بدور اناااا...
بدور بمقاطعة وصوت عالى: - انتى ايه ياشيخه؟! حطيتى عينك عليه من اول اما شوفتيه والظاهر كده انك وصلتى لهدفك.
عاصم بصوت عالى
- وطى صوتك يا بدور. افهمى الاول من غير فضايح.
بسبابتها شاورت على نفسها وبصوت مهزوز مع دموعها اللى بتنزل بغزارة.

- انا اللى بعمل فضايح يا عاصم؟ اناااا. ماشى ياواض عمى انا طالعة وسيبهالكم خالص عشان معملش فضايح.
قالتها وخرجت على طول وحتى لما سمعته بينادي عليها بصوت متألم مردتش وكملت في طريقها.
اتنهد هو بصوت عالى بعد خروجها وعينه بتنظر في الأرض بغموض.
نورا بصوت خارج بصعوبة: - انا اسفه ياعاصم ماكنتش اقصد...
- امشى...

قالها بمقاطعة وشده خلتها تبلم فرفع عينه اليها بحده وهو بيشاور بايديه: - انا مش بجولك امشى، اطلعى على طول. وماشوفش وشك تانى هنا. غورى ياللا وخلصينى.
نظرت عيونه كانت مرعبة على ملامح وشه اللى اتحولت بشكل مخيف. جعلها تخرج من الوكالة بخطوات مسرعة تكاد تكون جرى.
واه واه. ايه الحلاوه دى ياحربى؟

قالتها راضيه بابتسامة مالية وشها وهي ماسكة الكتالوج وبتقلب في صفحاته تتفرج على انواع غرف النوم واشكالهم الجديدة والحديثة.
رد عليها بسعاده وعيونه على نيره: - اهم حاجة بس العروسة تنجى اللى هي عايزاه.
راضية وهي بتنظر ل نيرة اللى بتبتسم بسعاده: - والعروسة شاورت عاللى عاجبها ولا لسه؟
ردت عليها نيرة بخجل: - انا مافهمش جوى في الانواع الكتيرة دى. انا اخترت بس اللون و حربى يكمل بجى ويشوف المناسب.

- حربى هو اللى يكمل!
قالتها راضية بسخرية وعيونها على حربى اللى بينظر ل نيرة بزهو بعد كلامها وهي بتبادلوا بابتسامة وخجل.
وجهت راضية كلامها ل حربى بصوت عالى: - هي امك شافت الصور دى كمان ولا جالت رأيها في اؤضة النوم.
اتنفض من صوتها العالى فرد عليها بجدية: - لا يامرة عمى، انا امى ماتفهمش في الحاجات دى. هي ليها اؤضة حلوة وخلاص. على فكرة هي جاية دلوك تحكى معاكى على موضوع الفرح.

راضية بابتسامة واسعه: - تاجى بالسلامة ياحبيبى ويتم فرحتكم على خير. ويهدى سركم ويرزقكم بالذرية الصالحة زى بدور وعاصم.
حربى بنظرة وتنهيده ل نيره المكسوفة: - يارب يامرة عمى. دى احلى دعوه دى.
- حجة ياولدى دا انا فرحت جوى بالخبر ده. اشحال نعمات دى تلاجيها طايرة من الفرحة دلوك.
بداخل غرفتها القديمة ببيت والدها وعلى فرشتها كانت منهارة من العياط على فرحتها اللى انقطعت. وصدمتها في عاصم حبيب عمرها.

- افتحى يا بدور. ودخلينى يابتى.
دى كانت نعمات والدتها اللى اتفاجأت بدخولها عليهم بتماسك مزيف ومن غير أى كلام دخلت غرفتها وانهارت في البكى بصوت عالى من غير ماتقولهم السبب وتريحهم.
كررت تانى وهي بتخبط على الباب بصوت عالى: - يابتى افتحى. انا مش حمل عمايلك دى.
صرخت عليها من الداخل: - سيبنى في حالى ياما حنٌ عليكى.

بعدها سمعت صوت والدها وهو بيتكلم بعصبية وشدة: - بت يا بدور. جوليلى عمل ايه معاكى عاصم عشان اتصرف معاه.
رفعت وشها وهي متفاجئة من النبرة المشتدة لوالدها وهي مش عارفة ترد بأيه. سمعته تانى وهو بيخبط الحيطة بقبضته: - ردى يابت وجوليلى. انا واض اخوى مش هايبجالى اغلى من بنتى.
مسحت دمعتها وهي بتحاول تتماسك في الرد معاه: - مافيش حاجه يابوى. انا زعلانة كده لوحدى.
- كده لوحدك!

قالها بسخرية وتعجب وتابع بعدها: - ماشى يا بدور حتى لو خبيتي برضك هاعرف وهابيجالى صرفة.
دخلت نهلة الصغيرة تنده بصوت عالى: -عاصم جه يابوى عاصم جه.
سمعتها من الداخل فتأكدت من المعلومة لما سمعت والدها بيتكلم بخشونة غير معتادة: - عملت ايه في بتى ياعاصم؟
وصلها رده المندهش: - الكلام دا بتجولهولى انا ياعمى. انا برضك هأذى بدور. انت تعرف عنى انا كده؟

زعق راجح بصوت اعلى: - امال بتى مالها يعنى؟ مجطعة نفسها من البكا كده من غير سبب؟!
مااتحملتش ساعتها وفتحت الباب توجه الكلام لوالدها ووالدتها: - دى حاجه بينى وبين جوزى يابوى. وانا هاسويها معاه. ادخل ياعاصم؟
علي الرغم من زعله لما شافها بالحالة المزرية دى. وشها احمر بشكل غير طبيعي وعيونها منتفخة بقوة. لكنه انبسط بداخله لما شاف حكمتها في موقف صعب زى ده.

دخل وراها غرفتها بعد ماوالدها ووالدتها انسحبوا وسابوهم.
اتنهد بصوت عالى قبل مايقول بعتب: - كده برضوا يا بت عمى تسيبى بيتك.
التفتت تنظرله بحده وقالت: - ليه؟ كنت فاكرنى هاستنى لما تتجوزها وتدخلها عليا؟
رد عليها بصدمة: - انا برضوا يا بدور هاعمل كده؟ ومعاكى انتى بالذات! انت ليه مش راضية تصدقى انك فاهمة غلط. سيبنى اشرحلك القصة كلها عشان تفهمي.

مسكت دمعتها بالعافيه وهي بتقوله بصوت مخنوق: - سيبنى انت يا عاصم دلوك. عشان انا مش جادرة اسمع اى كلام. وجسمى كله تاعبني. واللى جبرني عشان افتحلك الباب بس زعل ابويا وعشان الموضوع مايكبرش.
غمض عينه بتعب وهو بيتنهد بعمق: - حاضر يا بدور انا هسيبك ترتاحى النهارده بس اعملى حسابك من بكرة لازم هاتيجى على بيتك ودا مش امر كد ما هو رجاء.

صباح كانت واقفة على باب المندرة وهي بتراقب القعدة اللى جمعت ياسين مع عبد الرحيم و وائل. نجلاء بنتها شدتها من ايدها بخفة وبعدت بيها شوية وبصوت واطى كالهمس: - انتى بتعملى ايه ياماما؟ مش خايفة احسن الضيف ياخد باله!
صباح بصوت واطى زيها: - يابنتى ماهو انا هاموت واعرف. ايه اللى جايب عبد الرحيم دلوك بالذات؟
كملت نجلاء بنفس الهمس: - وفيها ايه ياماما؟ مش جدى بيعزوا ويعتبروا زى ولاده.

شاورت صباح بسبابتها قدام بنتها بحركة نفى: - لاااا اجطع دراعى ان ماكان الزيارة دى ليها سبب. انا جلبى محدثنى ان في حاجة؟ وابجى جولى امى جالت.
هزت نجلاء راسها تراضيها فتابعت صباح بسؤال: - الا جوليلى صح. هي بتك نورا جاعدة فين مش شايفاها يعنى؟
كتفت نجلاء ايديها وهي بترد بحزن: - قافلة على نفسها الاؤضة من ساعة مارجعت من بره. والله ما انا عارفة البت دى مالها؟!

صباح بعد ما افتكرت: - طب نبجى نفكر فيها بعدين. خلينا اروح اشوف بيقولوا ايه في المندرة دلوك.
قالتها وهي بتتسحب وترجع لمكانها تانى على باب المندرة قدام بنتها الى بتنظر لها بتعجب ومرح.
وبداخل المندرة
عبد الرحيم وهو بينظر ل وائل بدهشة.
- انت يا وائل؟
وائل بحماس: - ايوه انا اللى متقدم وطالب القرب. ويشرفني جداً لو توافق.

كمل ياسين على كلامه: - على فكرة يا عبدالرحيم. انا لو مش متأكد من اخلاج وائل وتربيته. والله لو كان عمل ايه ماكنت هاتصدرله.
شاور عبد الرحيم بكفه: - استنى بس ياعم ياسين. وائل زينة الشباب ومش محتاج وصاية. بس دلوك انت بتكلمنى بعد ما واض عمها طلبها. الامر صعب يابوى.
ياسين باصرار: - مدام مارديتش عليهم يبجى مش عليك حرج. واحنا ياولدى شارين البت وشارين نسبك وانت زينة الرجال ويشرفنا نسبك.

مسح بكف بطرف صوابعه على دقنه وهو بيفكر شوية بصمت قدام نظرات الترقب من ياسين و وائل في الاَخر قال: - والله انا كمان يشرفني نسبكم. بس اسكندرية بعيدة جوى ياعم ياسين.
رد عليه وائل بلهفة: - من الناحية دى ما تشيلش هم انا كل كام شهر هنزل بيها واخليها تزوركم.
ياسين كمان: - اهو جالك اها يعنى ملكش حجة. ياللا بجى ريحنا بكلمة.

سكت سوية وهو شايف نظرات اللهفة في عيونهم وبعدها قال: - عالعموم انا ماليش رأى. انا هاجول للبنت وهي تختار مابينكم. انا كده يبجى عدانى العيب عاد
ياسين بنظرة تفهم لوائل: - طبعاً ياولدى عداك العيب. وكل حاجة بعد كده تبجى نصيب.

رجع عاصم على بيته وهموم الدنيا فوق راسه. رمى المفاتيح من ايده على الطرابيزه الصغيرة ونزل بتقله عالكنبة المريحة. ماكنش متخيل ان الامور تتطور بالصورة دى. هو مالوش ذنب في اللى حصل او يمكن يكون ليه ذنب عشان سمع لها. كان لازم يقفل الباب في وشها من الاول حتى لو بقلة زوق عالاقل كان اتجنب الصدع الكبير في علاقته مع حب عمره. بدور اللى فضل طول عمره يحارب عشان يوصلها. ولما وصلها دلوقتى معقول تضيع منه معقول؟

فاق من شروده على صوت الفون وهو بيرن عليه برقم حربى نفخ بقوة وهو مش عايز يرد عليه ولا نفسه حتى يكلم اى مخلوق على وجه الارض. لكن مع استمرار زن الفون. فتح عليه يرد من غير نفس: - الوو، عايز ايه يا حربى؟
وصله الصوت المرح يقول: - الووو ياابو الغايب. انت فينك ياراجل محدش شايفك؟
- ابو الغايب!
قالها بتعجب من الاسم وبعدها كمل: - انت مالك يا حربى؟ مهيس على اخر العشية ولا ايه؟

ضحك حربى بصوت مجلجل: - ياراجل بجولك يا ابو الغايب تجولى مهيس. طب عقبالى يارب. ان شالله حتى يجولولى يا ابوسحلية.
نهض من مكانه مخضوض بعد وصله المعنى فنطق بصعوبة يسألوا: - انت عرفت منين يا حربى؟

رد عليه بضحكة: - كيف عرفت منين ياعم عاصم؟ مش نيرة خطيبتى اللى هاتبجى الجماعة مستقبلاً. كانت معاها في الوحدة لما كشفت والدكتورة بشرت بدور دى ما سبتهاش غير لما حرمكم المصون مشيتها عند الوكالة عشان تبشرك بنفسها ومايكونش معاكم عزول. ايوه ياعم الله يسهله.

مقدرش يكمل المكالمة وقفل السكة وهو حاسس بسكينة حادة غرزت في قلبه بعد ماسمع من حربى اللى زود حزنه لأضعاف. يعنى هي كانت جاية الوكالة مخصوص تفرحوا وهو بغبائه ساب الفرصة لغيرها عشان تجرحها وتقطع فرحتها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة