قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثاني والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثاني والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثاني والعشرون

اصعب احساس بيجيلك وقت اما تحب تصلح غلط او تعوض عن تقصير وتحس بضياع الفرصة.
قربت سميحه من باب الغرفة عشان تخبط عالباب وتصحيه ولكنها غيرت رأيها. ورجعت عند جوزها تانى وهو بيفطر.
سالم وهو مستغرب: - رجعتى تانى ليه من غير ماتصحيه؟
ردت باَسى: - ما انا افتكرت ساعة ماجانا جريب الفجر. تلاجيه ملحجش ينام يانور عينى.
ضيق عنيه بريبة: - لكن انتى برضو ماعرفتيش سبب الزعلة بينه وبت عمه.

هزت برأسها تنفى: - ابداً ياابو بلال. هو مرديش يتكلم ولا حتى يريح جلبى باى كلمة.
مال برقبته ؤنظرلها بتشكك: - يامرة بلاش كدب. طب انتى ماعرفتيش من نعمات حتى؟
ردت بصدق: - والنبى ابداً ياابو بلال. ماهى كمان بت اخوك مارضتش تجول لامها على أى حاجه.
هز براسه مبسوط: - بت ابوها صح. المرة اللى ماتطلعش اسرار بيتها هي وجوزها يبجى تتشال عالعين والراس.

ابتسمت سميحه بتوتر تقول: - عندك حج. بس في حاجة ياابو سالم محيرانى. اصل سمعت انها طلعت حامل!
السعاده بانت على وشه: - واه. طب مش تجوليلى كده من الاول يامرة يافجريه انتى وتبشرينى. صح استنى هي امتى طلعت حامل وامتى طلعت زعلانة مع عاصم؟
قال الاخيرة بحيرة وسميحه مطت شفايفها ولوحت بكفها: - والله ماانا عارفة ياابو بلال. حاجة تحير صح!

وفى داخل غرفته مكانش نايم كظن والدته. لكنه كان قاعد على فرشته بحزن عاصر قلبه من ليلة امبارح. من ساعة ما عرف من حربى بخبر حملها. خرج على طول من شقته وراحلها عند بيت عمه. فضل مدة طويلة يتصل بيها وهو باصص على شباك اؤضتها عشان ترد عليه وتخرج له ويقدر يشوفها لكنها مردتش نهائى. فضل يلف حوالين نفسه زى المجنون في الشارع وهو حاسس بالعجز. نفسه يدخل لها ويشوفها بس اللى مانعه تأخر الوقت وخجله من عمه راجح. ولما طالت المده روح على بيت والده ودا لأنه حلف على نفسه انه مش داخل الشقة دى تانى الا وبدور ايدها في ايده ورجله على رجلها.

بتجولى حامل ياامى؟
قالتها نهال بلهفة وفرحة لوالدتها اللى ردت عليا بحزن: - ايوه يابنتى زى ما بجولك كده. بس اختك مشندلانى من امبارح ومش راضية تحط لجمه في معدتها. دا امبارح ابوكى جبرها غصب عالوكل بعد ماعرفنا الخبر من راضية بالصدفة.
استغربت اوى نهال: - كلامك غريب ياما. طيب ماعرفتيش ايه سبب الزعلة الكبيرة دى بينها وبين عاصم. دا بيعشجها عشج ياما ايه اللى حصل بس؟

ردت نعمات بقلة حيلة: - يابتى والله ما نعرف دول كأنهم متفقين مع بعض. لا هي راضية تجول ولا هو ناطق بحرف. دا ابوكى زن عليها امبارح عشان يعرف اللى حصل وياخدلها حجها وهي ابداً. دماغها انشف من الحجر.
اتنهدت نهال بأسى قبل تقول: - طب اديهانى ياما خلينى اكلمها وانا ححاول معاها.
- حاضر يابتى.
قالتها نعمات وهي بتتحرك ناحية غرقة بدور وقصاد الباب وقفت تنده عليها وهي بتخبط عليه.

- يا بدور ردى عليا. انتى جافلة عليكى الباب ليه بس؟
وصلها الصوت بضعف: - عايزه ايه ياما؟ انا تعبانه سيبنى ارتاح وانام.
نعمات بشده: - افتحى يا بدور عشان تكلمى اختك. دى رنت عليكى كذا مرة وانتى مش معبراها وهي عايزه تطمن عليكى.

مدت ايديها للكمود الى جمبها. تمسك الفون اللى كانت عاملاه صامت وتشوف الرنات. اتأكدت من صدق كلامها بالإضافة للعدد الكبير من رنات عاصم واللى كانت عاملة الفون صامت مخصوص عشانه. سمعت والدتها وهي بتنده تانى بصوت تعبان بزهق.
- يابتى افتحى انا تعبت من كتر الوجفة. أتحاملت على نفسها تقوم من فرشتها وهي حاسة بتقلصات وتعب جديد عليها.

نعمات وهي متفاجئه من شكلها الشاحب والبهتان: - ليه يابت وشك كده اصفر والدم هربان منه؟
- هاتى ياامى والنبى خلينى اكلم نهال.
قالتها بسأم وهي بتاخد الفون وترجع بيه لفرشتها من تانى. مصمصت والدتها بشفايفها قبل ماتسيبها وتمشى.
بدور وهي بتحاول التماسك رغم تعبها: - الووو، ازيك يانهال؟

نهال بصوت منفعل بعصبية: - الووو ايه وزفت ايه؟ بجى حابسة نفسك من امبارح ومجطعة نفسك من البكا وانتى حامل! انتى مش عارفة ان الزعل عفش على الحوامل ياست بدور ياللى مااديتناش فرصة نفرح بيكى حتى. هو ايه اللى حصل يعنى لدا كله؟
شهقت بقوة وهي بتعيط من جديد ومش قادرة تتكلم
فردت عليها نهال بحنان: - طب اهدى كده اهدى وخدى نفس الاول وانا معاكى ومش هسيبك.

خرج من غرفته وهو بينده بصوت عالى والضحكة مالية وشه: - جبيصى انت ياواض. ياجبيصى.
دخل المذكور على الصوت: - ايوه يا معتصم بيه انا جيت اها.
وبصوت مرح: - ازيك يا جبيصى وحشتنى ياراجل. من الصبح مش شايفك؟
عقد جبيصى حواجبه بدهشة: - واه. دا انت الغزالة كانها رايجه معاك يابيه!
بابتسامة ماليه وشه اتقدم بخطواته يقعد على كرسى الصالون قبل مايرد: - وما تروجش ليه ياواض؟ مش عريس!

الدهشة زادت اكتر عند جبيصى: - عريس! ودا من امتى يابيه؟
وضع رجل على التانية وهو بيتكلم بزهو: - بصراحة ياعم جبيصى هو من كام يوم بس انا كنت مدارى عشان الموضوع يتم. لكن مدام دخلنا في الجد يبحى مالوش لزوم ان ادارى.
رد عليه بسلامة نية: - عندك حج يا معتصم بيه. المواضيع اللى زى دى لازم الناس تاخد في حرصها. والمثل بيجولك دارى على شمعتك تجيد. والعروسة تبجى بت مين في البلد؟

بابتسامة عريضة جاوب: - تبجى نورا بت نجلاء اللى جدها ياسين وابوها يبجى سامح شريكى ما انت عارفه!
جبيصى فضل شوية كده متنح ببلاهة وهو فاتح بقه وبعدها قال: - طب و ياسين راضى بالجوازة دى؟
ضحك بصوت مجلجل قبل مايقول: - وانا مالى ياعم الحج. ان كان راضى ولا مش راضى. انا المهم عندى البت وابوها وخطوبتنا اللى هاعملها كمان يومين.
- كمان يومين!

قالها جبيصى واندهاشه زاد اضعاف. فكمل معتصم بتأكيد: - ايوه بعد يومين وياللا بجى جر عجلك وروح للمرة اللى جوا دى خليها تعملى احلى فطار. انا عريس وعايز اتغدى من دلوك. ياللا ياجبيصى ياللا.
اتحرك جبيصى ينفذ الامر وهو على نفس وضعه مندهش بذهول من قدرة معتصم اللى عرف يلف الراجل ويقنعه لكن السؤال اللى كان هايطير برج من عقله: - ازاى ياسين يوافق؟
خبر ايه يابت مالك؟

قالتها صباح ل نورا اللى قاعده عالكنبه قصادها ومنزوية على نفسها. ردت عليها بارتباك: - في ايه ياستى؟ انتى تانى مرة تسأليني السؤال ده؟
صباح وهي مضيقه عنيها
- عشان شكلك مش مظبوط من امبارح ومش مريحنى!
نزلت بنظرها على اللى لبساه: - ماله شكلى هو انا فيا حاجه غلط؟
- لا يااختى انا مجصدتش لبسك ولا وشك. انا قصدى انتى نفسك. كامشة على نفسك كده زى مايكون عاملة عملة.

بكف ايدها شاورت على نفسها بخضة: - انا عاملة عملة؟ ليه يعنى هاكون سرقت مثلاً ولا عملت مصيبة!
صباح وهي بتدقق في وشها المخطوف وطريقة كلامها اللى شككتها اكتر: - الله اعلم!
كانت بتبلع في ريقها وهي بتحاول تبعد بعنيها عن مرمى نظرات ستها المتفحصه لها بشكل غريب. لكنها خرجت من شرودها على صوت والدها اللى كان بيصبح عليهم بصوت مرح: - صباح الخير ياحماتى. صباح الخير ياأحلى نورا.

قامت من مكانها بلهفة متصنعه وهي بتصبح على ابوها بحماس عشان تتهرب من ستها.
- صباح الخير ياحبيب قلبى. انت اتأخرت النهاردة في النوم ودى مش عوايدك يعنى؟
ضمها سامح وباسها على خدها وراسها يقول: - ياحبيبة ابوكى انتى ياوش السعد. بتسألى وواخده بالك احسن من ناس بتنام معايا بنفس الاؤضة وما بتسألش.

قالها باشارة على نجلاء الى كانت خارجة من غرفتها وراه. القت عليهم نظرة حانقة وهى بتمط شفايفها قبل ما تروح تقعد عند جمب والدتها. وبعدها ردت من غير نفس: - وانا هاسألك ليه وانتى راجع وش الفجر. يعنى شئ طبيعى انك تتأخر في النوم مش محتاجه نباهه.
هز راسه بتوعد وهو بيقول: - ماشى يا ست نجلاء نورت المحكمة. على العموم مش وقتك دلوقت. هو عم ياسين فين يا حماتى.

صباح اللى بتحاول تمسك اعصابها في الرد: - عمك ياسين في الجنينة تحت مع اخويا سالم و راجح.
بلعت نورا ريقها الناشف بعد ما سمعت الاسمين وهي خايفة لتكون بدور اتكلمت عنها قدامهم وقالت انها السبب في اللى حصل ما بينها وبين و عاصم ساعتها هايبقى شكلها وحش اوى قصادهم.
- انا رايحلهم.
قالها وهو بيفلت نورا من حضنه وبعدها نزل للدور الاول عشان يشوف ياسين.

بعد ما خلصت المحاضرة. نوها و بثينه كانوا بيتكلموا ويتناقشوا ونهال كانت قاعدة وسطهم لكنها في دنيا تانيه. بتلعب بقلمها عالمدرج بسرحان. فاقت منه بنغزه على درعها من واحده منهم. صرخت مخضوضة فيها.
- اه. ايه يا بثينه؟ خضتينى.
ضحكت بمرح ترد عليها.
- جامدة صح؟ انا اسفة. بس بصراحه حبيت افوقك من سرحانك.
نزلت بعنيها تانى على المدرج من غير اى استجابة لضحكة صحبتها ولا اعتذارها.

فعقدت بثينه حواجبها: - الله. هو انتى زعلانة من حد فينا ولا ايه؟
اتدخلت نوها كمان في الحديث: - اوعى تكونى زعلانة منى يا نهال عشان جومت فيكى على موضوع رائف بس بصراحة هو اللى مزودها و.
نهال بمقاطعة وهي بتلوح بأيدها: - مش منك والنبى ياشيخه. انا زعلانة من حاجة تانى تخصنى.
الاتنين في بوق واحد: - حاجة ايه؟ هو انتى اتخانجتى مع الدكتور مدحت.

رفعت عيونها ليهم بتحذير وهي بتخبط بكفها على المدرج بقوة: - وحياة ابوكم بلاش تكرروها تانى عشان مايحصلش بجد. انا اساساً مصدومة لوحدى.
سبقت نوها بالسؤال قبل بثينه: - مصدومة في ايه؟ ومين بالظبط؟
رفعت راسها بيأس منهم: - يعنى انتوا هاتموتوا لو ماعرفتوش. طب موتوا عشان مش جايلة بس.
ضغطوا الاتنين على شفايفهم بغيظ منها.

رن فون نوها بصوت اشعار رسالة فتحتها نوها وبعدها شهقت بصوت عالى: - شايفة المجنون ابن عمك يا نهال. بيقولى انا خلاص كلمت ابوكى وقريب هايبقى رسمى!
سامح وهو بيقرب على ياسين وولاده
- صباح الخير عليكم.
ردوا عليه التلاتة وهو قرب يقعد عندهم
- عاملين ايه يارجالة؟
جاوبه راجح ببشاشه: - احنا زين يا سامح. وانت بجى اخبارك ايه.
لوح بكفه في الهوا
- انا عال العال وتمام التمام كمان ياراجح.

سالم ياندهاش: - مش بعاده يعنى يا سامح ضحكتك دى. دا انت اليوم اللى كنت تجعدوا هنا في البلد مكنتش بتطيج حد فينا يكلمك حتى.
سامح بسرعة في الرد: - دا كان زمان ياعم الحج. اما انا دلوقتى بحب البلد وهاجوز عيالى كمان في البلد
ياسين وشه اتخطف وهو شايف ده بيتكلم بأريحية ومش عامل حساب للأسئلة اللى جاية واللى ابتدت بسؤال راجح: - هاتجوز مين في عيالك هنا؟ انت خطبت ل وائل انا سمعت انه بيدور على عروسة.

سامح باسوبه: - لا ياباشا وائل دا لسة لما الاقيله البت اللى تستاهله وتليق بيه انا قصدى على نورا.
اتحمحم ياسين بصوت عالى وهو بيخبط بعاصيته عالارض: - خلاص يا سامح مش وجته دلوك. خليها وجت تاتى.
سامح باصرار: - واخليها وقت تانى ليه بس ياعم ياسين دا انا جاى مخصوص اقولكم عشان اعمل خطوبتها هنا في البيت الكبير عشان تعرف انى بعزكم وبعتبركم عيتلى.

غمض ياسين عنيه وهو مستنى الكارثة تزمناً مع سؤال سالم: - ويبجى واض مين دا في البلد اللى عايز يتجوزها؟
سامح بقلب مليان: - معتصم ابن العمده هاشم انت اكيد تعرفه.
راجح برق بعينه و سالم نهض من مكانه يسأله بغضب
- بتجول مين؟
اتفاجأت نعمات بشكله الغريب عليها لما فتحت الباب: - عاصم. اهلا ياولدى اتفضل.

قالتها وهي مندهشة من شكله اللى كان موضح اوى انه مانمش نهائى، اتقدم بخطواته لداخل البيت يقول: - عاملة ايه يامرة عمى؟ ووبدور ازيها دلوك؟
نعمات وهي بتخبط كف بكف: - اجولك ايه بس ياولدى؟ بدور حالتها حالة الندامة من امبارح. ماهو انت كمان زيها. انا عارفة ايه اللى صابكم انتو الاتنين.
اتحمحم بتوتر وهو بيقعد على اقرب كنبة لاقاها قدامه: - معلش يامرة عمى. المتجوزين ياما بيحصل مابينهم!

قعد ت قصاده تسأله: - طب ماتجولى انت ايه اللى حصل بدال هي مش راضية تجول؟
هرب بعنيه عن عنيها: - معلش يامرة عمى. خلينا على راحتنا واحنا هانعرف ان شاء الله نحل مشاكلنا ونعديها.
قامت من مكانها ترد بقلة حيلة: - كده! طب عن اذنك بجى اروح اندها تاجى تشوفك.
هز بدماغه وهو لسة بيتهرب بعيونه عنها. غابت شوية وبعدها سمعها بتصرخ بصوت عالى: - تعالى اللحجنى يا عاصم وشوف بدور!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة