قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل التاسع والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل التاسع والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل التاسع والعشرون

حركت دماغها بعدم تركيز وهي بتكدب ودانها بحجة الاصوات العاليه للدجيي والسماعات العالية: - انت بتقول ايه؟ كرر كلامك تانى بصوت اعلى.
قرب بدماغه منها يقولها في ودانها: - عايز اقولك انى روحت مع جدى النهاردة عند عبد الرحيم وطلبنا ايد هدير رسمى وهو وافق ومعترضش.
رفع راسه يقابل عنيها لقاها بتشد على ايده بلهفة: - انت بتتكلم جد يا وائل والنبى؟ اوعى تكون بتهزر ياولا.

هز بدماغه ينفى مع ضحكة جميلة طالعة من القلب: - والله مابهزر انا فعلاً طلبتها والخطوبة رسمى يوم الجمعة ان شاء الله.
بفرحة ام مشتاقة لفرح ابنها ضمته بقوة تاخده في حضنها.
- الف مبروك ياحبيب قلبى. وأخيراً هاتتجوز اللى بتحبها بعد تعب ولف ودوران في البحث عليها.
رد عليها وهو متبت في حضنها: - عندك حق ياامى والله. دا انا كنت خايف قوى لتروح منى بعد التعب دا كله.

صباح بزغدة خفيفة بايدها على دراع بنتها: - ماخلاص يابت انتى ماصدقتى. سيبى الواض شوية
الناس بتبص عليكم.
نجلاء بعد مابعدت شوية عن ابنها: - خليهم يبصوا براحتهم. واحدة حاضنة ابنها حد ليه عندى حاجة؟ بس تعالى هنا استنى. انت هاتعمل الخطوبة من غير ماتقول لابوك؟

وجهت سؤالها الاَخير ل وائل اللى اتنهد بتعب: - والله ماانا عارف ياامى هاعمل ايه معاه؟ بس انا ححاول تانى معاه ولو مرضيش. يبقى خلاص بقى مايلومنيش عشان انا عملت اللى عليا.
عيونها كانت بتتنقل مابين والدتها وابنها بقلق: - طب لو ماوافقش. هاعمل ايه انا بقى لو مرديش انى احضر معاك؟ هاتعمل الخطوبة من غيرى انا كمان يا وائل؟
ربتت صباح بايدها على دراع بنتها بحنية: - خليكى في فرحة بنتك دلوك. وبكره يحلها الحلال.

اللتفتت نجلاء ناحية بنتها وهي بتمتم في سرها: - فرحة بنتى! اللى كل يوم بموال وانا نفسى معدتش فاهماها.
كانت بتتكلم بشرود ولكن وائل فوقها بصوته: - ايه ياست الكل؟ هاتفضلى واقفه كده سرحانة كتير. احنا عايزين نطلع للعروسة نسلم عليها مش جاية معانا ولا ايه؟

وفى الكوشه عند العرسان نورا كانت قاعدة وفارده ضهرها بتفاخر. بعد ما نقت اغلى شبكة من اساور دهب وعقد يغطى صدرها دا غير الدبلة ومحبسها ومعاه جوز خواتم زيادة. والفستان من افخم اتيليه ومكياجها وشعرها في اشهر بيوتى سنتر. وكأنها بتعوض نفسها بالفلوس والدهب الكتير. انتفضت فجأة لما حست بلمسة ايده على دراعها.
- في ايه ياجدع انت الله؟ دى المرة الرابعة تعملها واحذرك!

قالتها بصوت واضح وهي بتنفض ايدها. قرب هو بوشه منها يكلمها بنظرات جريئة وصوت محذر: - وطى صوتك الناس هتاخد بالها. انا كنت عملت ايه ياعنى لعصبيتك دى كلها؟
نظرتله بغيظ وهي بتدوس على اسنانها: - بلاش استعباط معايا. مش عشان قاعدة بنص كم ودراعى باين يبقى هاسمحلك كل شوية تتحرش بيا.

ضحك بسماجة قدامها يستفزها اكتر: - اتحرش بيكى ايه يامجنونة؟! دا انا خطيبك دلوك وجريت قوى هابجى جوزك. ماهو انا بصراحة بعد ماشوفت الحلاوة دى كلها مش هاجدر اصبر كتير.

قال الاَخيرة باسلوب وقح ونظراته بتنزل على اللى مكشوف من فستانها. جعلها تقشعر من جواها لكن صوت شقيقها اللى وصلها وهو بيكلم ستها خلاها تقوم منبوطة من مكانها وكأنه جالها نجدة. انتظرت لما وصل عندها واترمت في حضنه: - وائل حبيبي، انتى وحشتنى قوى ياقلبى.
وائل اللى خرجها من حضنه بالعافيه بابتسامة كبيرة: - لدرجادى كنت واحشك اوى ياعروسة؟ على العموم انتى كمان كنتى واحشانى. الف مبروك ياأحلى: نورا.

قال الاَخيرة وهو بيبوس على رأسها بحنان اخوى وبعدها اللتفت ل معتصم يمد كفه ويصافحه على مضض: - الف مبروك يااااستاذ معتصم.
شده من ايده ياخده في حضنه بالقوة بترحيب مزيف: - الله يبارك فيك ياابونسب ياغالى. ايه ياراجل انت محدش شايفك ليه من الصبح؟ دا حتى يبجى فرح اختك مش واحدة غريبة يعنى.
خرج من حضنه يرد عليه بتوتر: - معلش بقى اشغال هي اللى بتلهى الواحد. عن اذنك.

قالها وابتعد عنه ينتظر جدته صباح اللى كانت بتحضن نورا تبارك لها. وبتقليد متوارث خرجت من بوكها خاتم دهب هدية وضعته في صابعها واتصورت معاها. اضطرت صباح تمد كفها ل معتصم تباركله وتتصور معاه وهي قلبها بيتقطع بداخلها
- نعم ياحبيبى كرر كلامك تانى عشان افهم
خرجت من مدحت وهو بيمد بدماغه يسمع كويس وهو قاعد قبال اخوه بتحفز.

رد عليه رائف ببرود: - اممم يعنى انت عايزنى اجول واعيد في كلامى. ماشى ياعم اجولك تانى. ياسيدى انا عايزك تجف معايا وانا بكلم ابوك. عشان تقنعه نروح بكره نخطب نوها من ابوها الحاج سعيد بعد انا ما كلمته وخدت منه ميعاد.
سند بكف ايده على خده يساله بسخرية: - وعلى كده انت ياحبيبى خدت منه الميعاد على الساعة كام بجى؟

رد بعفوية وهو بيمط بشفايفه: - هو انا ماخدتش على بكرة بالظبط. انا كنت كلمت الراجل لما شفته في المحافظة وخدت رأيه. والراجل صراحة رحب. فاتفجت انا معاه ان اول اجازة هانزل فيها من الدراسة عالبلد. هاخد ابويا واخويا الدكتور وتبجى رسمى.
شاور بسبابته وهو بيحاول يسيطر على اعصابه: - يعنى انت قررت من نفسك وخطبت البنت من ابوها ودلوك بتقولنا عشان بس نروح معاك.

رد بسهولة: - طبعاً ياعم. امال يعنى عايزنى مانفذش وعدى مع الراجل؟ هي دى برضوا الاصول!
بنبرة استهزاء: - لا ميصحش وانت سيد من يفهم في الاصول يا رائف باشا!
اتدخلت نهال اللى كانت بتسمع لحديث رائف من اول القعده بعدم تصديق: - يعنى انت لما بعت الرسالة ل نوها عن خطوبتك ليها من ابوها كان جد مش هزار؟

رد عليها بثقة وحزم: - وهي الحاجات دى فيها هزار يابنتى؟ دا الراجل كان هايطير من الفرحة ومكانش مصدق ان بطلب بنته. على فكرة يا نهال نبهى على صاحبتك تتعدل في الرد عليا وبلاش منه الوش الخشب ده.
ردت عليه وهي بتضحك بذهول: - يابنى انت مجنون؟! عايزها تتعدل معاك في الرد ازاى وهي جالتلك من الاول انها هاتكمل تعليمها ومش عايزه حاجة تشغلها عنه.

مدحت وهو بيهز براسه يستوعب: - يعنى انت كلمت ابوها رغم رفض البنت وكمان من غير ما تشورنا؟!
اتعصب اخيرا في رده: - ماهى اللى غبية مش فاهمة. انا جولتلها هاخليكى تكملى تعليمك بس في بيتى زى اخويا الدكتور وصاحبتك نهال. بس هي مش مصدقة وعايشة دور الطالبة النجيبة وكأنها هاتطلع الدكتور مجدى يعقوب.
- امشى جوم وغور من وشى يا رائف؟
قالها بثبات انفعالي على وشك الانفجار.

رائف بنبرة اتهام ودراما: - انت بتمشينى يا مدحت من اؤضتك؟ وانا عشمت فيك انك هاتجف جمبى وتساندنى!
صرخ عليه بصوت عالى جعله ينهض مفزوع من مكانه: - امشى يا رائف واطلع حالاً. بدل ما افش غليلى فيك دلوك وانا على اَخرى اساساً وماهصدق. اطلع بره ياض.
فى الصرخة الاَخيرة كان وصل عند الباب. مسك في المقبض وهو بيتوعد: - ماشى يا مدحت خليك كديها. عشان انت كده بتتخلى عنى في أشد وقت محتاجك فيه.

وقبل مايتهور ويقوم عليه حس رائف فخرج بسرعة خوفاً منه. نهال انفجرت في نوبة ضحك هستيري من شكله و مدحت اللى كان متجهم وشه بقى يتفرد بالبطئ وفي النهاية ضحك معاها.
لكن نهال اتكلمت أخيراً: - شكله بيحبها بجد والله. بس نوها هاتعلمه الادب دى صحبتى وانا عارفاها.
رد عليها بابتسامة وغمزة: - خليه يوقع في شر اعماله. انا كنت حاسس من الأول ان نهايته هاتيجى على ايد واحده من اللى كان بيمشى معاهم. بس ربنا لطف!

اتسحب بهدوء وهو بيمشى بخطواته بداخل الغرفة اللى اتحرم من دخولها ليلتين عشان مايقربش منها ولا يعرف يصالحها. طلع عالسرير بهدوء وهو بيرفع الغطا ويدخل جمبها. كانت نايمة بسكينه وشعرها مغطى وشها. بطرف صوابعه قعد يزيح خصلات شعرها الغزيرة وهي حاجبة وشها عن رؤيته. من غير مايحس رفع خصلة منهم بخفة يشم في ريحتها باستمتاع. فكرته بلحظات وأوقات جميلة مابينهم. الايام اللى فاتت جعلته يفهم ويحس كويس ان حبها في قلبه مكانش انبهار وأعجاب زى ماقالتله نورا. لا دا حب في القلب معشش وساكن من عند ربنا اللى بيألف القلوب من غير حسابات ولا شكليات.

اتنهد بصوت واضح وهو بيردد مع نفسه: - بحبك يا بدور.
الظاهر ان الصوت كان عالى لدرجة انه جعلها تصحى وتفتح عنيها. قامت منبوطة اول اما وقعت عيونها عليه وهو قاعد جمبها وشه قريب اوى منها.
- انت ايه اللى جابك هنا يا عاصم؟
قالتها وهي بتحاول تنهض بجزعها. سندها هو بأيد والتانية ظبط بيها مخدة تسند ضهرها وهو بيرد عليها: - حاسبى براحة طيب عشان ماتتعبيش.

عيونها الملونة برقت بحده: - رد عليا الاول وبلاش كلامك المزوق ده.
ابتسم بتسلية وهو بيقرب بجزعه منها: - ايه يا بدور؟ هو النوم الكتير خلاكى تنسى ان دى اؤضتى ولا دى فرشتى؟ ولا نسيتى كمان انك مراتى!
زاحته بايدها تبعده مسافة شوية عنها: - لا منسيتش. لكن انت اللى نسيت انى حامل وتعبانه وجعدتك هنا ملهاش لازمة. عشان امى هاتبيت النهارده جمبى بدل نهال اللى راحت لجوزها الدكتور مدحت.

قرب منها تانى يلاعبها: - بس امك مشت من ساعة. وبينها كمان مش راجعة تانى.
ردت بانفعال: - لو مجاتش امى يبجى هاتبعت نهلة يعنى برضك مش هايسبونى.
فتح بقه باندهاش: - هي حصلت ل نهلة كمان العيلة الصغيرة اللى مخلصتش ابتدائى. تراعيكى وتاخد مكانى جمبك عالسرير. طب ما اراعيكى انا وتكسبى فيا ثواب.
زاحت عيونها عنه وهي بترد بتصميم: - متشكرين لخدماتك ياسيدى. اختى حتى لو كانت صغيرة برضك هاتراعينى احسن منك.

اتكلم بتمثيل: - للأسف يا بدور انت مضطرة تتحمليني. عشان لا امك ولا نهلة ولاحتى نهال الخبيثة حد فيهم هايجرب من الأوضة دى تانى.
اللتفتت تنظر له بتسأؤل فالتقط هو نظرة عيونها يرد بفرح: - عشان انا صالحت عمى وحبيت على راسه كمان. وخدت منه وعد ان امى او امك لو حد فيهم جه يساعدك قبل المغرب هايمشوا. يعنى الوقت اللى فاضل كله هاتبجى تحت رعايتى انا وبس.

داست على سنانها وهي قافلة بقها تفكر في كلامه كويس. وهو بيتابع بابتسامة انتصار.
- شوفتى بجى يا بدر البدور. انتى ملكيش غير حبيبك اللى فاضلك وبس. وحتى لو حصل مابينا اخطاء برضوا اخرنا لبعض.
- عايزة لبن!
- نعم!
خرجت منه ببلاهة رداً على جملتها المبهمة. ردت هي بمكر: - انت مش جولت انك هاتراعينى وتاخد بالك منى. وانا دلوك طلبت معايا اشرب كوباية لبن سخن كبيرة ادفى بيها معدتى!

داس على شفته بسنانه ينظر لها كويس بتفكير قبل مايقوم من جمبها على مضض تنفيذا برغبتها
- ماشى يا بدور اسخنلك لبن. ولو عايزة اى حاجة مش هاجولك لا برضوا.
بمجرد ما عطاها ضهره. ابتسامتها بقت ماليه وشها من منظره.
فى اليوم التالى.
خرج ياسين من غرفته بعد ما صلى الضحى. لقى بنته صباح قاعد وحاطة ايدها على خدها. سرحانة وشاردة لدرجة انها ماخدتش بالها من والدها.
- صباح الخير ياصباح.

انتبهت على صوته فردت عليه بصوت واطى: - اهلاً بابوى صباح الخير.
خبط بعصايته قبل ما يقعد جمبها وكانه بيفوقها: - ايه امال صوتك مغير ليه؟ دا غير انك سرحانة وفي دنيا غير الدنيا.
تنهيدة كبيرة خرجت منها قبل ماترد عليه: - يعنى هاجول ايه بس يابوى؟ كل شئ نصيب واللى مقدره ربنا هايكون.
قرب منها بدماغه وهو مضيق عنيه: - قصدك ايه بكلامك اللى مش مفهوم ده؟ هو انتى امبارح مافرحتيش بشبكة نورا؟

مصمصت ببقها وهي بتعوض طرف شفتها: - افرح كيف بس يابوى؟ دا ربنا العالم انى ماغمضليش جفن من امبارح وانا مخى بيودى ويجيب!
ياسين باستفسار: - ايه اللى قالقك بالظبط يابتى جولى؟

لوحت بكفوفها في الهوا قبل ماترد بقلق: - خايفة جوى يابوى عالبت. انا عارفة انها طايشة وفرحانة بالدهب الكتير والغالى اللى شبكها بيهم معتصم. بس دا مش سهل يابوى وبذرة شر زى ما بتجول انت. دا غير خواته البنته اللى عاملين زى العقارب. دا انا حظى امبارح وجعنى على طربيزة جمبهم. الكلام اللى سمعته منهم على البت ودهبها والفلوس الى صرفها عليها. كله حقد وغل. انا عارفة ايه اللى كان وجعها الوجعه المطينة دى بس ياربى؟

ياسين وهو بينظر لها بتأثر: - انتى جولتيها جبلى. النصيب يابتى هو اللى جابها من اسكندرية عشان تتخطب ل معتصم هنا اللى احنا نطيق العما ولا نطيجه. المهم دلوك خلينا في وائل دا النهاردة هاياخد عروسته وينجى الدبل. وبكره ان شاء الله هاتبجى ليلته احلى ليلة. ايه انتى مش فرحانه له؟
ابتسمت برزانة: - كيف بس يابوى؟ دا انا الفرحة مش سايعانى ان ربنا جبر بخاطره واض بتى الغالى
ياسين وهو بيدور بعيونه في البيت.

- الا هو فين دلوك؟ انا مش شايفه يعنى؟
ابتسامتها زادت اكتر: - راج يلف على خواتى وعيالهم يدعيهم عالخطوبة حكم دا حالف ليخليها ليلة ماتتنسيش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة