قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثلاثون

زغاريط كانت مسمعة في السوق كله. جعلت الناس كلها عينها تروح على محل الدهب اللى خارج منه الصوت. وبداخل المحل كان واقف بسعادة بيلبسها الدبلة في ايدها اللى بتترعش من لمسته عشان يشوف مقاسها.
بابتسامة ولا أجمل وعينه ملاحقة كسوفها: - عجبتك الدبلة ولا نشوف حاجة أحلى؟
هزت برأسها تجاوب بارتباك وعيونها في الأرض.
- كويسة وزينة...

صباح وهي قاعد على مقعد طويل ضمها هي واخت العروسة ونعمات: - جولى ياحبيبتى على اللى نفسك فيه ماتتكسفيش. الخير كتير والحمد لله.
ابتسمت لها بخفة ترد بصوت واطى: - عجبانى والله وكويسة. دى حتى لايقة على يدى.
اخت العروسة منى بصوت فرحان: - ماخلاص ياجماعة مدام عجبتها يبقى ننجى احنا الباقى بجى.

اتدخل تاجر الدهب معاهم في الكلام: - زوقك يجنن ياعروسة. الدبلة شكلها رقيق وشيك اوى. وانا بقى هناقيلك بقية الشبكة على زوقى وان شاء الله تعجبك.
صباح اللتفتت ل نعمات بخبث وصوت واطى: - ياللا جومى يا نعمات عشان انتى بتفهمى في الدهب زين. نجى الحاجة اللى تكون تجيلة وتشرف.
- ماشى حاضر انا جايمة اها.
قالتها نعمات وهي بتقوم من جمبهم تشاور للتاجر على بعض القطع المعرضة.

منى اخت العروسة ل صباح: - شكلها بتفهم زين في الدهب عشان كده جبتيها معانا.
صباح بودودة وصوت كالهمس: - اصلها جوزت كذا بت جبل كده من بنتتها فشافت الى عالموضة واللى ينفع يعيش. دا غير ان هي اساساً فالحة وواعية.
وفى الناحية التانية استغل الفرصة عشان يكلمها ويسألها: - تحبى نريح في كافيه ولا مطعم قريب؟

عينها اترفعت لعيونه باندهاش ومقدرتش ترد. فابتسم لها بمرح: - ماتخافيش مش هانبقى لوحدنا والله. هما هيكونوا معانا برضوا. بس على طرابيزه تانية مع نفسهم. لأحسن عبد الرحيم يوقف الجوزاة وانا مصدقت.
غطت بكفها على بقها عشان تدارى ضحكتها. اللى جننته اكتر لانه اول مرة يشوفها فجعلته يتنح لها بهيام ولكنه اتنفض على صوت نعمات: - تعالى ياعريس انت والعروسة عشان تشوفوا الى يعجبكم من زوقى.

وقبل ما يتحركوا رقعت منى زغروطة بصوت جهورى قلبت المحل والسوق من تانى.
وفى مكان مختلف. وبالتحديد بداخل سجن المحافظة. الخاص بالرجال.
كان بينظر لابنه بغموض وهو ساكت ومش ناطق بحرف لدرجة حيرت معتصم: - خبر ايه يابوى؟ بجولك خطبت وهاتجوز جريب. ايه مش فرحانلى.

عوج شفته على زاوية واحدة قبل مايرد بعدم رضا: - وافرح كيف وانت رايح تناسب الناس اللى سجنوا ابوك وامك وانت جبلينا. خلاص ضيجت عليك في البلد كلها ملجتش واحدة تعجبك.
ضحك بسخرية وحقد: - شوفت يابوى في البلد بنتة كتيرة تعجبني. بس ياترى بجى انا لو اتجدمت لواحدة فيهم تكون بنت ناس. هاترضى هي ولا ناسها بواحد زيي؟ اكيد انت عارف الاجابة.

نفخ بضيقه وهو بيشيح بنظره قبل يرجع تانى ويرد على ابنه: - مش لازم من بلدنا يا معتصم. كنت هتلاجى في البلاد اللى حوالينا. اللى ترضى بيك طالما هاتغرى ناسها بالفلوس. بس انا متأكد ان دى فكرة امك. كلامى صح ولا كدب؟!

هز بدماغه يوافق والده: - صح يابوى فكرة امى. هي اللى خلتنى اجيب سامح على ملا وشه لما اغريته بالدهب والمقبرة اللى فيها الكنز عشان كانت فاهماه كويس. فكرة امى اللى خلت فرحتى امبارح اضعاف وانا شايف القهرة في عيون صباح وهي مغصوبة تسلم عليا وتباركلى غصب عنها. فكرة امى خلتنى افرح وانا عارف ان ياسين وعياله اتكادوا زين جوى لما خطبت واحدة من بناتهم غصب عن عنيهم.

تنهيدة خرجت من هاشم بصوت عالى قبل مايرد على ابنه بقلة حيلة: - طب وبعدين يا معتصم؟ انا ياوالدى اللى مصبرنى على الجعدة هنا. هو انك حر برة السجن و بتتمتع بالفلوس اللى جمعتهالك طول السنين اللي فاتت. انا مش عايزك تتأذى يا معتصم
ابتسم لوالده بثقة: - ماتخافش عليا يابوى. انا ألايام اللى جعدتها هنا في السجن علمتنى كتير جوى وكبرتنى بزيادة سنين كتيرة عن سنى.

هاشم وهو بيهز في دماغه: - ما انا واخد بالى ياولدى وشايف زين جوى معتصم الجديد. مش الجلعان بتاع زمان.

اتقدم بخطواته داخل بيت والده القديم اتفاجأ بكمية التراب الرهيبة اللى بقت تلال كبيرة وبوظت شكل البيت وجعلته خرابة. كان بيشب بعيونه داخل البيت يمين وشمال يدور على اى حد في الجماعة الى بيحفروا او الشيخ مدبولى او حتى جبيصى، لكن مكانش في حس ولا أثر لأى بنى أدم فيهم. وصل عند الحفرة الكبيرة نزل عالأرض وقعد على قرافيصه يبص كويس في العمق. ويشوف اَخر الحفرة وان كان يلاقي حاجة تبشره، لكن للأسف عيونه مجابتش غير التراب وعمق كبير مش جايب اَخره. شتم في سره قبل مايخرج لسانه اللى جواه.

- ياولاد ال، خليتوا البيت خرابه ودلوقتى كلكم اختفيتوا ومالكمش اثر، ودينى لاكون مسود عيشتكم.
نهال وهي فاردة جسمها على السرير. ايد ماسكة الفون على ودانها و التانية بتلعب في خصلة من شعرها. ومدحت جمبها على الناحية التانية من السرير، قاعد بجزعه وحاطط اللاب على رجله شغال فيه وهو بيفور من الغيظ من حركاتها ودلعها جمبه.
- يابنتى بجولك امك راحت تنجى الشبكة معاهم. ماانتى عارفة عمتك صباح بتعز امك كيف.
-...

- والنبى انتى عجلك صغير. هي لحجت تسيبك ولا تتخلى عنك يامجنونة. اكيد لما ترجع هاتجيلك على طول وتشوف طلباتك. ربنا يجويها يارب.
-...
- يابنتى ماهى مقدرتش تجيلك امبارح عشان المحروس جوزك صالح ابوكى ورضاه. فابوكى منعها من الروحة وجالها تجيلك بالنهار وتعملك اللى انتى عايزاه وبعد كده تسيبك.
-...
- طب وانتى عملتى ايه معاه لما جالك كده؟
-...

- عملتى ايه؟ ههههههههه يابت اللذين كيف دخلتيه المطبخ وهو خايب أساساً و مايعرفش يسلق بيضة حتى هههههههه.
مقدرش يتحمل ضحكتها بالصوت العالى فزغدها بأيده على دراعها بغيظ عشان توقف ضحك فما كان منها الا ان ضحكتها زادت اكتر لكن بشكل مكتوم عشان تغيظه زيادة.
- ههههه طيب لو انتى محتاجة امك ضرورى جوى. ممكن اجيلك أنا يا بدور وو...

ماقدرتش تكمل لما لقت كفه نزلت على رقبتها بنظره حاده بتهدد بخنقها لو كملت. فاضطرت تنهى المكالمة بخوف من هيئته اللى على وشك الانفجار: - طب اسيبك انا دلوك يا بدور. وبعدين نكمل. سلام.
بمجرد ما نهت المكالمة. شهقت بخضة لما لقته بسرعة البرق زاح اللاب ودنى بدماغه عليها بتحفز: - عايزه تروحي فين. احنا هانعيده من تانى.

نفت برأسها وهي بتهزها بخوف منه: - انا بتجمل معاها يا مدحت عشان بس ماتزعلش. لكن انا ماقدرش على زعلك ياحبيبى.
رفع راسه عنها وهو بينفخ بضيق: - مش كغاية عليا وجف الحال. والاجازة اللى خلتينى امدها تانى مخصوص. عشان تحضرى فرح وائل ياباردة ياللى ماعندكيش ادنى احساس بالمسؤلية.
قامت تتعدل بجزعها جمبه ترد عليه بدلع: - واه يا مدحت يعنى هي الدنيا خربت لما انت خدتلك اجازة يومين. هو من مش حجك يعنى تريح نفسك شوية.

نظرلها بطرف عينه وهو بيحاول يعدى كلامها من غير ما يتأثر زى كل مرة.
- وهي جاعدتنا في اؤضة في بيت ابويا تتسمى اجازة.
ابتسمت وعيونها بتنطق شقاوة: - وانا بجى هاعملك ايه؟ وانت حاطط اللاب على رجلك وبتابع الابحاث الجديدة في الطب والعلاج. حبكت يعنى!

وفى استجابة سريعة منه اتعدل بجزعه قبالها يسألها بخبث وهو بيقرب منها: - امال انتى عايزانى اعمل ايه عشان نخليها اجازة بجد؟ ولا اجولك ما نعيده شهر عسل من تانى احسن.
ضحكت بصوتها العالى ضحكتها المعروفة، بحلق لها بنظرة محذرة مع ابتسامة مدارية: - وطى صوتك هاتفضحينا.

جرس البيت كان بيضرب بشكل مزعج وصوت الخبط على الباب كان بشكل غبى. جعل جبيصى ينزل من السطح على السلالم جرى عشان يفتح وهو بيشتم ويلعن: - بتضرب كده عالباب هي الدنيا خربت. صحيح ناس معندهاش دم.
فتح الباب فاتفاجأ بالضيف. بلع الشتيمة اللى كانت على لسانه وهو مصدوم.
- ساعة عشان تفتح يا جبيصى الزفت. كنت نايم على ودانك ياخويا؟

رد جبيصى على سامح هو بيحاول يمسك نفسه: - معلش يابيه ان كنت اتأخرت عليك. بس بجى على مانزلت من سطح الدور التانى. اتفضل حضرتك البيت بيتك.
اتقدم بخطواته لداخل البيت وهو بيزغر ل جبيصى وهو بيسأله بتهكم: - وكنت بتعمل ايه ياخويا ان شاء الله عالسطح؟ بتتشمس ولا بتشم هوا؟

جبيصى وهو بيصبر في نفسه: - الله يسامحك يابيه. انا لاكنت بشم هوا ولا بتشمس. انا كنت بقلب في محصول البلح اللى منشور في الشمس وافرز منه البلحة العفشة واطلعها عشان ماتبوظش الباقى.
سامح بتركيز: - هو محصول البلح عندكم عالسطح بس ولا في حتت تانية ناشرين فيها؟ ولا هو اساساً معتصم دا عنده كام نخلة بيطرحوا في السنة؟

ارتفع حاجبة باندهاشة سريعة من الراجل العجيب ده قبل ما يجاوب بتذمر: - معتصم بيه عنده فوج الخمسين نخلة والبلح اللى عالسطح ده مايجيش طرح نخلتين على بعض. عشان احنا اساسا بنبيع البلح وهو طازة.
- انتوا!
قالها سامح وهو رافع طرف شفته بتعجب قبل مايزعق على جبيصى بقنعرة: - طب روح ياخويا بسرعة اعملى فنجان قهوة ولا اقولك حضرتك فطار فلاحى. خلينى اسند قلبى ما اروح. ياللا.

اتحرك جبيصى لداخل وهو بيشتمه في سره لكنه وقف فجأه يلتفت ل سامح لما نده عليه: - خود هنا ياض صحيح، هو انتوا وقفتوا الحفر في بيتى ابويا ليه ان شاء الله؟
ضرب كفه عالتانية بصبر نافذ: - وبتسألني انا ليه بجى وانا عبد المأمور؟ ماتسأل معتصم بيه وهو صاحب الشور والقول.
ضغط على شفته بغيظ قبل ما يرد عليه بصوت عالى: - طب غور من وشى حضر اللى قولتلك عليه؟

ماصدق جبيصى يمشى عشان يستريح منه. أما سامح فمسك الفون وهو بيتمتم بصوت متغاظ: - ماشى يا جبيصى الزفت. اما اشوف الزفت التانى كمان دا هايرد ولا لأ؟
- معتصم!
قالتها نجلاء بدهشة لما لاقته فجأه قدامها من غير ميعاد. بعد فتحت الباب، ابتسم لها بعرض وشه: - ايه ياحماتى هو انتى هتسبينى واجف عالباب كده؟
وسعت عن الباب بحرج: - اتفضل يابنى اتفضل. دا بيتك اساساً.

اتقدم معها وهو منزل عينه في الارض بتصنع: - لا العفو ياحماتى ماتجوليش كده لاحسن ازعل. ياساتر.
قال الاَخيرة بحركة استعراضية وصوت واضح. خض نورا اللى كانت خارجة من المطبخ وفي ايدها مج النسكافيه بتاعها.
- بس الله الرحمن الرحيم. هما بيطلعوا امتى دول.

رفع عينه ينظرلها بتقيم وهي لابسة بيجامة برمودا عند الركبة بنص كم ومحددة جسمها كويس قوى. بلع ريقه وهو بيخاطبها بصوت متمهل وعينه بتفحصها بدقة: - اسم عليكى وعلى حواليكى. ايه ياعروسة هو انتى اتخضيتى؟!
رفعت كتفها ترد باستعلاء: - اصلك ماقولتش ياعنى انك هاتيجى النهاردة على طول!
بشبه ابتسامة: - طب سلمى الاول وبعدين اسألى على كيفك؟

نجلاء وهي مرتبكة من لبس بنتها: - سلمى على خطيبك الأول يا نورا وبعدين روحى غيرى هدومك.
اتقدمت تسلم وترد بتحدى: - واغير هدومى ليه بقى؟ كان هو غريب ولا ضيف مثلاً. ازيك يا معتصم.
قالت الاَخيرة وهي بتصافحه بكفها الى قرص عليها بوقاحة: - اهلاً ياعروسة وحشتينى جوى من ليلة واحدة خطوبة. ماقدرتش استنى في بيتى من غير ما اجى واشوفك بعينى.

فلتت ايدها من ايده بصعوبة لدرجة استفزتها: - ماشى ياسيدى متشكرين. بس انا بابا مش موجود عشان يستقبلك.
نقل عينه ل نجلاء يخاطبها بزوق: - بس في حماتى ودى بألف راجل ولا انتى ايه رأيك ياحماتى؟
نجلاء اللى متوتره من الوضع كله معاها: - تشكر يابنى على زوقك. بس انا هاتصل بجوزى يحضر حالاً عشان الاصول برضوا
وقبل ماتتحرك خطوة واحدة وقفها معتصم يكلمها: - استنى ياحماتى عمى سامح معايا عالتلفون.

- الوو، ازيك ياراجل انت جاعد فين؟
-...
هرش بأبهامه وهو بيستمع قبل مايرد عليه بصوت واطى: - خلى الكلام دا بعدين لما اشوفك. الكلام دا ماينفعش في التلفون.
-...
- انا جاعد دلوك في بيتك عشان اقابل عروستى وحماتى مكسوفة ماتقعدنى وانت مش موجود.
-...
- طب خد كلمها انت بنفسك بجى عشان هي تطمن.

مسكت نجلاء الفون ترد على جوزها بعد ما عطاهولها معتصم. عيونها برقت بصدمة لما سمعته بيوافق على قعاده بسهولة وهو مش موجود. ماتحملتش تكمل معاه فعطت الفون ل معتصم وهى بتشاور بايدها عشان يقعد في الصالون.
- اتفضل يابنى اتفضل. ابوها مرحب وبيقول انه واثق فيك وفي اخلاقك.
شدت على الاَخيرة رغم انها جملة من دماغها وجوزها ماقلهاش اساساً! فتابعت بشده اكبر لبنتها: - وانتى غورى غيرى هدومك.

عوجت شفتها على ناحية واحدة بنظرة مزدرية ل معتصم: - قولتلك مش هاغير. هو انا رايحة مشوار ولا هقابل الرئيس مثلاً.
اتمخترت بخطواتها تقعد قبال معتصم بتكبر وهو عينه متابعاها لحد اما قعدت. وبابتسامة ماكره.
- خليها براحتها ياحماتى ما انا مش غريب برضوا زى ماهى قالت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة