قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السادس والعشرون

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السادس والعشرون

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السادس والعشرون

~ دوقت معايا عيشي وملحي. عشت معايا هنايا وفرحي إزاي بعد ده كل بتغدر وتكون انت عذابي وجرحي. ~
والليل باكمله ظل مستيقظ لم يغفو لحظه واحده قام بايقاظ عمرو وتجهيزه للمدرسه رحل الصغير وظل رشاد بمفرده في الشقه هو وملك
وفي العاشره صباحآ
وعقله يفكر بلا توقف انتبه إلى الباب قام بفتحه ليجد لبني امامه نظر اليه من قدميها إلى راسها ثم ترك الباب مفتوحآ وجلس علي الاريكه بهدوء.

دلفت هي إلى الشقه بتوتر واغلقت الباب خلفها ثم وقفت امامه هاتفه بتلعثم
ممكن تسمعني انا اترددت كتير اجيلك ولا لا بس في الاخر لقيت نفسي بلبس هدومي وجايه ليك
ورشاد ملامحها جامده ويتفحصها بعينيه بصمت ولا ينطق بشئ وعندما وجدت صمته هذا قالت.

الي حصل كان غصب عني هو عرف يلعب عليا صح جاب ليا كل حاجه كنت محرومه منها معاك الكلمه الحلوه والمعامله وكل حاجه دايما بتقلل مني وتطلعني غبيه قعدت عشر سنين بتعلم من علي يوتيوب الاكل وكل مره بقدملك فيها الطبخه وانا علي اعصابي وبدعي انها تعجبك في الاخر تقولي كلام زي السم وان الاكل طعمه وحش واني فاشله واهو عند ماما في خلال تلات شهور اتعلمت كل حاجه ممكن تتخيلها
وهو صامت وصمته ذلك لم يعجبها مطلقآ.

بلاش تحملني الذنب لوحدي انت السبب في كل إلى حصل ده احنا الاتنين غلطانين يا رشاد وخيانتي ليك كانت بالكلام مفيش حاجه اكتر من كده وعلاقتي بيه اصلا كانت شهرين او اقل
ولا اجابه صرخت هي به
رد عليا يا رشاد متفضلش ساكت كده كلمني ورد عليا
عايزه ايه؟ الرغي بتاعك ده ملهوش لازمه بنسبالي ياريت تاخدي بعضك وتمشي لاني ماسك نفسي عليكي بالعافيه امشي يا لبني
يعني ايه ملهوش لازمه
تابعت وهي تقترب منه قائله بحسره.

انا عرفت غلطتي وندمت عليها وعرفت قيمتك وشوفت قد ايه كنت غبيه لما ضيعتك من ايدي سامحني يا رشاد وخلينا ننسي إلى فات ونبدا حياتنا من جديد كل حاجه اتصلحت خلاص انا بقيت اعرف اطبخ حلو وهتهتم بيك وبالولاد
خرجت منه ضحكه كبيره لمده عدده ثواني ظل يضحك ولم يتوقف الا عندما قالت هي
انا مقولتش نكته تضحكك اوي كده.

كلامك كله نكت مين إلى يبدا من جديد؟ انتي متخيله اني ممكن اعيش معاكي مره تانيه لا يا ماما انسي انا وانتي مستحيل يجمعنا مكان واحد، وحقي هعرف اخده كويس منك ومن الكلب التاني
دق قلبها بقوه وهي تستمع إلى كلماته تلك وقالت
بلاش تضيع نفسك وتعمل حاجه في حسن فكر في الولاد
يا حنينه معقوله خايفه عليا كده
قالها بسخريه اما هي ضيقت بين حاجبيها عندما شعرت بالالم في راسها ضغطت علي جبينها وهي تقول بصوت ضعيف.

انا غلطت يا رشاد وكلنا بنغلط احنا مش ملايكه
نهض من مكانه وزعق بها
اي غلط الا الخيانه الست إلى تخون جوزها تستاهل الموت بس انا مش هعمل كده واموتك مره واحده لا هموتك اكتر من مره والايام بينا يا لبني انتي طول عمرك شايفه رشاد الاهبل إلى بيضحك عليه بكلمتين انا بقي هوريكي واحد تاني لانج مفيش في قلبه غير القهره والوجع
قالت لبني بضعف وتعب.

لو العكس وانت إلى خنتني كنت هعذرك واقول ان غصب عنه معذور مسمعش كلمه حلوه قبل كده واسامحك بس هي دايما الست حقها ضايع لو جوزها شافها مع واحد علي سرير وطلقها تعتبر دفاع عن الشرف وباخد كام شهر ولا سنتين والحكم بيتخفف من عليه لكن لو الست شافت جوزها مع واحد علي السرير وقتلته تترمي في السجن عمرها كله
مع ان نفس الخيانه شافت جوزها في حضن واحده غيرها.

بس انا مخنتكيش كان قدامي اكتر من فرصه اخونك ومعملتش كده لاني بحبك ومش هقدر ابقي مع واحده غيرك لكن انتي مبتحبنيش مشاعرك ليا انتهت زي ما قولتي لصحبتك علشان كده قدرتي تكوني مع حسن
نطق كلماته تلك بحزن والم بداخله
كنت فاكره اني بطلت احبك بس طلعت غلطانه
ابتسم رغمآ عنه قائلا
لا فوقي كده انا مش عبيط زي زمان تضحكي عليا بكلمتين واصدقك
والرؤيه مشوشه امامها تري رشاد بصعوبه اغمضت عينيها وفتحتها مره اخري.

يا اخي افهم انت السبب في خيانتي ليك كل حاجه عرفتها لحسن وسبته يلعب عليا والمفاتيح كلها في ايده
ده علي اساس انك مكنتيش بتحكي لسلمي مراته مشاكلنا سوا؟
صمتت هي ولم تنطق بشئ ليقول هو
يعني إلى مكنش حسن هيعرفه مني كان هيعرفه من سلمي يبقي كده انا السبب بردو متدوريش لنفسك علي مبرر لانك مش هتلاقي
والالم يزيد اكثر واكثر وهي لم تعدد تتحمل هتفت بتعب
طب بلاش تاذي حسن وتضيع نفسك انت عندك ولاد محتاجين لوجودك.

خايفه علي مين فينا يا لبني انا ولا حسن
ورشاد لا يفهم ولا يستوعب شئ تنهدت بتعب وهي تقول
اولعوا كلكم انا عايزه ولادي
ولاد مين انتي ميته بنسبالهم يا روحي وانسيهم لانك مش هتشوفيهم تاني
مش من حقك هرفع عليك قضيه والموضوع هيكبر اكتر واكتر بلاش توصلها لكده واديني ولادي
ابقي شوفيهم في المحكمه بعد ما ترفعي القضيه ويلا كده اطلعي براه لانك بصراحه خدتي وقت معايا اكتر من وقتك.

تحركت بقدميها ناحيه غرفه نوم الاطفال قائله
هاخد ولادي غصب عنك
منعها هو ثم جذبها من يديها بعصبيه
مش هتشوفيهم تاني كان مفروض قبل ما تجري ورا حسن تفكري فيهم
اخرجها من الشقه رغم محاولاتها وتوسلها له ولكن لا فائده القاها بالخارج ثم اغلق الباب خلفها
بكت وهي تضرب الباب بكفه يديها بضعف
حرام عليك يا رشاد.

ظل تتطرق الباب ولكنه لم يقوم بالفتح لها ولا فائده من ذلك هبطت الدرج بتعب وفي لحظه وجدت نفسها تسقط علي الدرج صرخت وهي تحاول انقاذ نفسها ولكنها لم تستطيع حيث ظلت تدور علي الدرج.

انتبه رشاد إلى صوت صرخاتها قام بفتح الباب ثم نظر من اعلي ليجد لبني ساقطه اسفل الدرج فاقده الوعي وراسها يوجد به جروح ركض هو سريعآ لها ثم اقترب منها وحاول افاقتها ولكنه لم تستجيب له حملها بين يديه ثم صعد بها إلى اعلي وضعها علي الاريكه وقام برش عليها قطرات الماء ولا فائده من ذلك ايضآ
تناول المفاتيح سيارته ثم حملها بين يديه متجهآ بها ناحيه المشفي.

وعندما استقل السياره وبدا في اداره المحرك تذكر امر الصغيره التي بمفردها بالاعلي ضرب علي جبينه برفق ثم صعد وجلبها هي الاخري ووضعها بالخلف وبدا يقود سيارته ومن حين إلى اخر ينظر إلى لبني التي لا تشعر بشئ حولها.

وصل بها إلى المشفي ثم قام الطبيب بفصحها وتطهير الجرح الذي في جبينها ورشاد بالخارج يقف ويحمل الصغيره
نظر اليها من بعد وهي علي الفراش وبداخله يلعن نفسه بسبب قلقه عليها
ابعد عينيه عنها ثم اخرج هاتفه وقام بالاتصال بوالدتها واخبرها بوجود ابنتها بالمشفي ثم رحل.

لم يستطيع حسن الانتظار حتى انتهاء عمله وعاد علي الفور يجب ان يتاكد ان كان علم رشاد بشئ ام لا
وصل إلى القاهره ثم اتجه إلى شقه رشاد لم يذهب إلى بيته ما يهمه الان هو رشاد فقط
وعندما انتبه رشاد إلى الباب نهض وقام بفتحه ليجد حسن امامه
هما الاسبوعين خلصوا بسرعه كده
قالها بسخريه كبيره ليقول حسن وهو يدلف إلى الشقه
كلامك امبارح قلقني عليك سيبت الشغل وجيتلك
ونبره السخريه التي في رشاد لم تطمن حسن اطلاقآ.

فيك الخير يا صاحبي
وكلمه صاحبي تلك ينطقها كثيرآ وهذا يقلق حسن اكثر واكثر
احكيلي في ايه مالك؟
ونظرات رشاد له غريبه لم يراها من قبل منه ولا يوجد تفسير سؤي انه علم
حصل جديد في موضوع لبني؟
طلعت خاينه يا حسن
قالها رشاد باسف ليقول هو
اتاكد منين ما يمكن مظلومه الرسايل إلى كانت بتيجي باينه اوي ان حد بيحاول يوقع بينكم.

يا راجل انت بردو مصدق كلامك ده والحوار يا صاحبي طلع اكبر من رسايل دي لبني من فتره ملك كسرت شاشه الموبيل بتاعها المهم من يومين خدته صلحته علشان التابلت بتاع عمرو بيعلق كتير صلحت بقي الشاشه وكده واتصلت بعمرو اشوفه عارف الباسورد ولا اعمله سوفت بالمره طلع عارفو لانه كان بيلعب عليه دايما جربت الباسورد وقلبت في الموبيل امسح البرامج والصور إلى ملهاش لازمه علشان يبقي عليه لعب وكده تخيل شوفت ايه عليه.

شوفت ايه؟
قالها بتوتر واضح علي ملامحه ليقول هو
لقيت في الصور اسكرينات ماسنجر بينها وبين واحد اسمه الفارس اسود اكتر من شات مابينهم وكلام حب وغرام حاولت اجيب الرسايل دي من الماسنجر علشان اقدر اعرف ده مين بس لاسف الهانم حذفت الرسايل كلها وبحثت عن الصفحه علي فيس معرفتش اوصله
اكيد يعني اسمه مكتوب في الاسكرين يعني وسط كلامهم لازم هتقول اسمه
راقب رشاد توتر حسن الواضح ثم قال وهو يحرك راسه بالنفي.

مش مكتوب مفيش ما بينهم غير كلام حب وغرام
طب الرسايل دي موجوده هات اشوفها يمكن اقدر اوصل لحاجه
مسحتهم يا حسن عمرو كبير وبيعرف يقرا مكنش ينفع اديله موبيل ويشوف رسايل زي كده ولا ايه
فعلا معاك حق
الا صحيح يا حسن تفتكر ايه إلى يخلي واحد يبعتلي رسايل يشككني في مراتي يجي في وقت ويبعتلي يقولي مراتك مظلومه حاجه غريبه بجد
مش عارف اكيد في حاجه في النص ناقصه احنا مش فاهمينها
اه اكيد بس هفهمها قريب يا صاحب عمري.

وكلمات رشاد تلك تؤكد اكثر واكثر شكوك حسن انه علم كل شئ
نهض رشاد وهو يقول
معلش الكلام خدني ونسيت اجبلك حاجه تشربها
ملهوش لازمه انا همشي اصلا
ابتسم رشاد وهو يقول بجديه
نورت
نهض حسن ورحل علي الفور وقلبه بنبض بقوه كل شئ انكشف! كلمات رشاد تلك تدل انه يعلم لهجته غريبه وباارده.

بكت لبني وهي في احضان والدتها قائله
هيحرمني من ولادي العمر كله
رتبت عليها وهي تقول
اهدي وهنوصل لحل رشاد دلوقتي مجروح ومش عارف هو بيعمل ايه
لا عارف يا ماما ده ناوي ياخد حقه مني ومن حسن انتي مشوفتيش شكله النهارده وهو بيتكلم معايا
اعذريه يا لبني واصبري معني انه جابك المستشفي وخاف عليكي يبقي لسه ببحبك
بكت اكثر لتقول والدتها.

ميقدرش يحرمك من ولادك في حاجه اسمها قانون الدنيا مش سايبه اصبري ولو صمم علي موقفه انا هتصرف الدكتور قال انك بقيتي كويسه دلوقتي يلا نخرج ونعدي بالمره علي المركز نجيب نتيجه الفحص بتاعك وناخدها للدكتور علشان نعرف ايه سبب الصداع والاغماء ده.

منذ خرج من عند رشاد وهو يدور بسيارته ويفكر اذا كان علم بالحقيقه لما هادي وبارد هكذا بالفعل يخطط لشئ مسح علي وجهه بقوه ليته لم ينصت إلى الحقد الذي بداخله ناحيه رشاد الامر تعقد كثيرآ ولكن كيف كان يتجاهل الحقد الذي بداخله ناحيته وهو دوما يقوم باخد كل شئ ومميز عنه، دومآ رشاد المميز عنه حتى الفتاه التي وقع حسن في حبها اثناء فتره دراستهم كانت هي تحب رشاد برغم انه لم يكن يشعر بها من الاساس ولم يتحدث معها مطلقآ.

حسن احنا صحاب ومش هينفع نكون اكتر من كده
تنهد وهو يجيبها
انا فاهم يا رشا خوفك مني وانك شايفاني بتسلي بيكي زي البنات إلى اعرفها بس صدقيني مشاعري ناحيتك كلها حقيقه ولو عايزه اخطبك النهارده بليل هكون انا وبابا بنطلب ايدك قولتي ايه؟
ضغطت هي علي يديها وقالت
بس انا مشاعري ناحيتك كلها صداقه، وقلبي مش فاضي متعلق بواحد تاني ومش شايف غيره
مين؟ حد معانا في الجامعه
اومات راسها بالايجاب وهي تقول
ايوه رشاد صاحبك.

فاق من شروده علي تلك الذكري ثم قال بعصبيه
طول عمرك بتاخد كل حاجه حتى الوحيده إلى انا حبيتها بجد وكنت عايزها في الحلال حبيتك انت.

قام بتحضير الطعام إلى عمرو وعندما انتهي اعطي له الصغيره وطلب منه ان يهتم بها في غرفته نفذ عمرو ما طلبه اما هو يجلس علي الاريكه وفي يديه يتمسك بخاتم زواجه من لبني لم يقوم بخلعها عندما وجدها في الشقه مع شخص اخر ولكن اليوم قام بخلعها ثم ويدور بها باصابعيه بتفكير انتبه إلى الباب نهض من مكانه وهو يقول
مش هنخلص النهارده
قام بفتح الباب ليجد رحمه امامه زفر بقوه ماذا تريد الان
عايزه ايه.

افضل مع الولاد مش هينفع بعد ما اتعلق بيهم يروحوا مني كده
قالتها برجاء كان يبدو علي ملامحها الحزن والبكاء عينيها متورمه
عمرو مش طايقك يعني وجودك ملهوش لازمه
بس ملك عايزاني علشان خاطري يا رشاد بلاش تحرمني منهم اعتبرني بيبي سيتر ليهم
بشرط تحكيلي كل كلمه لبني قالتهالك بخصوص علافتها مع حسن ومن غير كدب ولو عرفت انك كدابه في حرف هتندمي.

تناولت نتيجه الفحص ثم اتجهت إلى الطبيب المعالج ظل ينظر إلى النتيجه اكثر من مره وعلي ملامحه الحزن والاسف شعرت لبني بالقلق وقالت
هو في حاجه خطر عندي؟ حتى في المركز هناك مرديش يقولي النتيجه فيها ايه
لاسف يا مادام لبني حضرتك عندك ورم في الدماغ والحاله متاخره وده سبب الاغماء المستمر الورم موجود بقاله فتره كبيره وانتشر وهنحتاج تدخل الكيماوي علشان نقدر نسيطر عليه.

حركت راسها بتساؤل والدموع تلمع في عينيها
هي الاشاعه دي بتاعتي اتاكد من الاسم يمكن حصل لخبطه من المركز ولا حاجه
ثم تابعت باكيه وهي تنظر إلى والدتها
سامعه يا ماما بيقول ايه
يا مادام الحاله النفسيه مهمه جدا لحالتك متقلقيش بجلسات الكيماوي هتبقي كويسه وتخفي ان شالله
انا هموت يا ماما
قالتها وهي تنظر إلى والدتها التي تبكي بصمت علي حال ابنتها.

اخبرته رحمه بكل شئ قالته لها لبني لم تترك شئ ورشاد يستمع اليها بصمت وبعد ان انتهت هتف هو بملامح بارده وخاليه من الحياه
تتجوزيني يا رحمه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة