قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثامن والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثامن والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثامن والعشرون

فتح عيناه تدريجيا وهو ينظر حوله ويحاول استكشاف هذا المكان الغريب!
حتى وقعت عيناه عليها وهي تنظر له والأبتسامة تزين وجهها بطريقة رائعة هاتفة بهدوء: دي مش النهاية دي البداية يا داغر!

فتح عيناه فجأة بصدمة وهو يرفع رأسه وينظر حوله ببطأ ف استشف أنه بنفس المكان الطي جائه عندما علم أنه ولي العهد، نظر حوله بضياع شديد فماذا حدث، لا يتذكر أي شئ!
ظهرت امامه قائلة وهي تتقدم نحوه: حمدلله على سلامتك!
نظر إليها ونظراته مليئة بالتساؤلات فماذا حدث!

تنهدت هي قائلة بجدية وهي تكتف يديها أمام صدرها: كل حاجة إنتهت خلاص يا داغر، اللي حصل إن لما شعاع النور ضرب جامد حصل صراع ف الأرض، اقوي صراع حصل على مر التاريخ، أنت الوحيد اللي اتصبت بسبب أنك كنت هتبقي مع شمهروس لما عرفت الحقيقة كلها يا داغر، بس كان فيك جزء رافض أنك تبقي معاه، ساعتها انا كان لازم اقري الصفحة اللي ف الكتاب، الصفحة اللي هتكمل النهاية، الورق اللي طار ده كان كل حاجة حصلت، الورقة اللي قريتها هي ورقة النهاية، إلي جانب أنها بتضعف قوي شمهروس أكتر واكتر، انت أتأذيت لأنك كنت هتحرف كل اللي مكتوب ف الورقة، أنا قدرت استخدم قوايا إني اعكس وجهتك بس ساعتها حصل تضارب قوي عشان كده أنت اتأذيت، شعاع النور ضرب ف قلبك جامد عشان كده كنت هتموت بس لحقتك!

كان ينظر لها بصدمة ومن ثم اغمض عينيه وهو يحاول إسترجاع ما حدث...
كان جميعهم ينظرون بتمهل للقمر، حتى ضرب نور قوووي من القمر ب داغر وخصيصا بقلبه، أغمض عيناه بألم جلي ومن ثم سقط ارضا!
واختفي شمهروس وجنوده، ركضت نحوه بسرعة ووضعت يدها على قلبه وهي تبكي وتحاول علاجه حتى سطع نور من قلبه وهو ما يدل على شفائه، احتضنته بقوة وهي تبكي خوفا عليه!
فهو حبيبها ومعشوقها الوحيد!

فتح عينيه بألم لتكمل روح بجدية: شمهروس وكل اللي معاه اتحبسوا ف سجن مايخرجوش منه غير يوم القيامة وبإذن من ربنا وعمرهم ما هيرجعوا تاني!
هتف بجدية قائلا: هما فين
كانت تعرف عن من يتحدث لكنها ارادت أن تلاعبه: هما مين؟!
هتف بجمود: اراميس وم...
لكنه اقتطع جملته عندما تذكر فعلتها..

تنهدت روح قائلة وبدأت عيناها تدمع: فاكر لما لقتني ببكي، وكنت خايفة، ساعتها ماكنتش خايفة من النهاية قد ما كنت خايفة من رد فعلك يا داغر، أنا غلطت وعارفة إني غلطت لما خبيت عليك، لكن حط نفسك مكاني، أي حاجة من اللي حصلت واللي كنت متعرفهاش انا ماكانش ينفع اقولك عليها ساعتها أنت هتضر، أنت ماتعرفش ايه اللي كان هيحصل، اي حاجة مرتبطة بالموضوع هتضرك، انا كنت خايفة عليك، انا عمري ماخوفت على حد ولا على نفسي حتى، تخيل أنا من أول ما اتولدت كنت مجبرة إني احافظ على الخاتم ده، إني ابقا دايما جد، إني ابقا عارفة إني هواجه واحارب، إني ماعشتش طفولة زي البنات، إني ماكنتش زي أي بنت نفسها تلاقي حد تحبه، إني ابقا فرحانة، إني ابقا زي البشر، إني اعمل اي حاجة، أنا عمري ما فرحت يا داغر!

ومن ثم انهمرت دموعها التي جاهدت في كبتها لكنها لم تفلح...
بالفعل ظلمت كثيرا بحياتها، وقد زاد هو عليها!
هي أنثي، تحتاج للأحتواء، لا يمكنها إتخاذ القوة ك قناع دائم، هي فقط تحتاج للأحتواء وقت ضعفها، فقط الأحتواء!
وبأقل من الثانية كان يتجه نحوها وهي تنظر له بضعف ودموعها تنهمر، وما استطاعت أن تلجأ إليه هو أن ترتمي بأحضانه!
فهو ملجأها ومخبئها الآمن، ليس لها ملجأ غيره!

شد من احتضانها وهو يقبل رأسها محاولا تخفيف اوجاعها...
كان صوت شهقاتها العالية يملأ المكان، وكأنها تفرغ ما بادخلها من شحنة بالبكاء المرير!
بعد قليل، بدأت تهدأ تدريجيا فأخرجها هو من احضانه ليحتضن وجهها بيديه قائلا بحنان: مش أنتي قولتي أن دي البداية، دي هتبقي بدايتي انا وأنتي!
أنهي جملته وهو يقبل مقدمة رأسها فتشبثت هي به وكأنها تخشي الابتعاد عنه!

كانت تنظر أمامها بحزن، تشتاق لأحتضانه، حرمت منه منذ سنين وهي تشعر أن قلبها ينزف دما كلما تراه وهو يتعذب وسط هذا الغموض اللعين!
ظهرا الأثنان امامها والابتسامة تعلوا وجوههم لتضحك هي عليهم قائلة بدموعة فرحة: كانت روح بقيتوا أنتو الأتنين...

تقدم نحوها وقام بإحتضانها بشدة، فبرغم كل شئ حدث يشتاق لإحتضانها، يتذكر حينما كان صغير ويركض لحضنها الذي يشعر بداخله بالأمان، ومهما كبر ف هو سيظل كالطفل الذي يلجأ لحضن امه..
أبتعد عن إحتضانها وهو يقبل يدها لتهتف هي بحنان ويدها تعبث بخصلات شعره الناعمة قائلة: سامحني يا داغر انا كنت بعمل كده عشانك..

نظر لها قائلا بحنان: انا عرفت كل حاجة ومقدر وكل اللي يهمني ان أنتي واراميس وروح وسيف ويوسف وعلى معايا وكلنا مع بعض، اللي يهمني أن خلاص كل حاجة إنتهت، خلاص دي البداية!
احتضنها مرة اخري وهي تقبله بحنان أشتاق إليه..
ظهرت هي الأخري قائلة بضحك: بقينا متساويين يا داغر أنت وروح محدش أحسن من حد..
نظر لها ليجدها تركض كالأطفال وتستقر بأحضانه قائلة بإشتياق: وحشتني يا عم..

اخرجها من احضانه قائلا بضحك: بت أنتي موتي تاني يلا مش عايزك..
ضحكت بقوة قائلة بدلال: وأهون عليك برضو
دفعها بقوة بعيدا عنه قائلا بضحك: اه تهوني، وغوري بقا كده وأنتي طااالق!
كانت تنظر له بغيظ وهي جالسة على الأرض أثر دفعه لها بقوة قائلة بغيظ: يلا يا عم ده أنت راجل مفتري أنا مش هتنيل أتجوز بسببك...
كانت تنظر لهم بشرود ف الآن أنتهي كل شئ وعاد كل شئ للطبيعي، بالفعل هي البداية!

نظر لروح بتمعن وكأنه تذكر شئ لتوه هاتفا بأنتباه: سيف!
قفزت اراميس قائلة بأنتباه هي الأخري: أحنا لازم نروحله
كانت تنظر له بتركيز قائلة بسرعة: يلا مفيش وقت!
ثم اختفوا جميعهم!

ظهروا جميعهم بالغرفة فأتجهت اراميس بسرعة نحوه وهي تمسك بيده وتنظر له بدموع...
كان على المتواجد إلي جانب أخيه ينظر لهم جميعهم بصدمة..
اتجهت روح نحوه بسرعة ووضعت يدها على قلبه واراميس تمسك بيده وتنظر له بقلق...

كانت روح تنظر له بقلق شديد لتهتف بسرعة: اراميس ركزي معايا كويس، لازم تركزي دماغك أنك تدخلي جوا دماغ سيف زي ما كنتي بتعملي معاه وتديله إشارة أنك أنتي اللي معاه، مش هيفوق غير لما يتأكد أنك أنتي!

يعطيها ظهره وهو ينظر حوله بشرود فوضعت يدها على كتفه وتلمسته برقة، التفت لها بسرعة وكأنه كان ينتظرها ويتلهف شوقا لرؤيتها...
هتفت هي بابتسامة رائعة: مش يلا بقا!
نظر لها بعدم فهم قائلا: يلا ايه!
امسكت يده وهي تضغط عليها قائلة بابتسامة: أنا رجعت، هتسبني لوحدي ولا ايه!
نظر لها بشك قائلا: لو كنتي بتضحكي عليا عمري ما هسامحك..
ضغطت على يده قائلة بهدوء: جرب مش هتخسر حاجة!

نطق كلمته بصعوبة بالغة قائلا: ا، ر، ا، م، ي، س..
نظرت له بلهفة وأمل وهي تضغط على يده قائلة بلهفة: ايوا ايوا انا اهو
وجدت يده تضغط على يدها، فتح عيناه بصعوبة بالغة حتى وقع نظره عليها هتف بصعوبة: وح، شت، ين، ي وحشتيني
بدأت دموعها تتساقط بفرحة ولهفة ومن ثم أغمض عيناه بتعب، بنفس الوقت دلف الطبيب ليعرف ما هي حالة المريض!

هتف الطبيب بتعجب: سبحان الله انا كنت يائس جدا من حالته أنه يفوق واللي حصل النهاردة ده خلاص هو كده فاق، على بكرة الصبح هيفوق ويتكلم، لكن انا فعلا مستغرب من حالته، بس الحمدلله أنه قام بالسلامة..
كانت الفرحة تعلوا وجوههم جميعا وهم يتنهدون براحة شديدة...

نظر الجميع تجاه هذه الفتاة التي تجلس على الأرض وتبكي بإنهيار ولا يظهر من وجهها شئ حيث أنها تأخذ وضع القرفصاء، اتجه على نحوها وهو يحاول الاستفسار منها عن سبب بكائها قائلا بحذر: يا آنسة!
رفعت رأسها ببطئ لتعلو الدهشة وجه الأثنين ليهتف الأثنين معا: على، لقي!
هتف على بدهشة: ايه اللي جابك هنا؟!

هتفت هي من بين بكائها: اخويا اتضرب بالنار بسبب ظابط حيوان كان عايز يخوفه وطلعت رصاصة بالغلط من المسدس ومحتاج نقل دم وفصيلته نادرة جدا ف العالم وانا مش عارفة اعمل ايه انا ماليش حد غيره!
هتف محاولا تهدأتها: طب اهدي اهدي ربنا هيسترها إن شاء الله، هو فصيلة دمه ايه
نظرت له بحزن قائلة: AB
هتف بحزن مدفون: ده نفس فصيلة دمي!

نظرت له بأمل قائلة برجاء: طب ومستني ايه! ارجوك يا على ده أكتر وقت محتاجاك فيه عشان خاطري ساعدني واتبرعله..
وكاد أن يتحدث فوجدها تصيح دون وعي: يا دكتور لقيت نفس فصيلة دم أحمد..
جاء الطبيب قائلا بسرعة: طب يلا مفيش وقت!
وسحبه من يده وكل هذا وسط نظراته المصدومة!
بعد قليل
تم سحب الدم ونقله ل شقيقها فجائت هي له بسرعة قائلة بامتنان: ربنا يخليك ليا يا على أنت ماتعرفش أنت انقذتني أزاي!

صرخ بها بغضب: بتشكريني على ايه انتي عملتي كل ده بسرعة وأنتي ناسية إني مريض إيدز!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة