قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل التاسع والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل التاسع والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل التاسع والعشرون

وقعت كلماته عليها كالصاعقة وهي تضع يدها على فمها بصدمة وإنهيار، كيف لها أن تنسي، فهي كانت كالغريق الذي يتعلق بقشة واحدة!
سقطت ارضا وهي تبكي وتصرخ بإنهيار...
جاء الطبيب الذي نقل لأخيها الدماء وهو يحاول تهدأتها: أهدي أهدي خلاص الحمدلله اخوكي كويس واتنقله الدم..
صرخت قائلة بإنهيار: عنده الأيدز!
نظر على للطبيب الذي كان يبتسم بهدوء تام وينظر للمصحف بيد على!
فكيف له أن يكون بهذا البرود والهدوء!

هتف الطبيب بابتسامة وهو يوجه حديثه ل على ولقي: ممكن تتفضلوا معايا على المكتب؟!
نظر له بشك ومن ثم نظر ل لقي وهو يمد يده لها ليجعلها تنهض، أمسكت بيده ونهضت وذهبوا معه وسط نظراته الغامضة!

أنت سليم وماعندكش حاجة!
هتف بها الطبيب بابتسامة هادئة ليهتف على بعدم فهم: سليم! سليم أزاي يا دكتور انا من فترة عملت تحليل وعرفت أني مريض بالأيدز ثم اكمل بتركيز وتمعن: وأنت بنفسك اللي قولت إني مريض!
ازدادت ابتسامة الطبيب وهو يقول: ده اكتر وقت أنا فخور فيه بنفسي!

نظر له على بعدم فهم ليكمل الطبيب قائلا بجدية: أحنا ربنا بيبعتنا كلنا لبعض عشان ناخد بأيد بعض، عشان ننصح بعض، عشان نقوي بعض، عشان نعلم بعض،
لما جتلي أنت واخوك عشان تحلل وكان تحليل عشان تعرفوا عندك إيدز ولا لا، النتيجة أنك سليييم تماما!
فتح مقلتيه بصدمة، كيف لهذا أن يحدث!

اكمل الطبيب قائلا بجدية: قولتلكم ساعتها أنك مريض بالإيدز عشان تتعظ، عشان ترجع لربك، عشان تفهم أنك مهما كنت صغير ممكن ف أي وقت تموت، والنتيجة اهيه انك ماسك المصحف، كلك اتحسنت، انا كنت متابع حالة اخوك من بعيد لبعيد وكنت بشوفك وأنت بتصلي وبتقرأ قرآن وشكلك وطريقتك كلك اتغيرت، حتى أخوك ماكانش يعرف وكان ده درس ليه برضو، عشان يتابعك ومايسيبكش تعمل اللي عايزه، في حاجات ماينفعش التهاون فيها، بس فعلا اتغيرت صفاتك وكل حاجة فيك، عشان كده انا اتأكدت أن قراري كان صح مية في المية، واقدر اقولك أنك صحتك زي الفل ومش مريض ولا حاجة!

كان يستمع لحديثة وهو ينظر له بعدم تصديق وكأنه مغيب امسك بالمصحف وظل يقبله ودموعه تهبط على وجنته بغزارة وكل ما يكرره هو: الحمدلله، ألف حمد وشكر ليك يارب..
كان الطبيب يبتسم بفخر أنه غير من وضعه وصفاته فهو يشعر أن هذا أكبر إنجاز حققه بحياته..

كانت الأخري تنظر له بفرحة ودموعها تنهمر على وجنتها، هو من دق له قلبها، لكنه كان مجرد يسلي وقته، ااه كم تشعر أن قلبها ينذف كلما تذكرت حديثه لها أنها مجرد شمطاء، أنه لا يستطيع ان يتخذها كزوجة، تخشي أن يعود لعادته ويبتعد عن ربه!
مسح عباراته وتقدم من الطبيب وهو ينظر له قائلا بإمتنان: انا مش عارف اشكرك أزاي يا دكتور أنت صلحت فيا كل حاجة كانت غلط واتعلمت أني عمري ما ارجع للي كنت بعمله..

نهض الطبيب من مقعده واحتضنه قائلا بابتسامة فخورة: شكر مين بس ده أنت إبني ده انا عندي قدك..
ابتسم على بود قائلا: أكيد يبقي شرف ليا..

كان ينظر لهما وهم يخرجان من مكتب الطبيب بعدم فهم ليجدها تهتف قائلة بجمود: بسيطة عايز تعرف في ايه، على سليم ومش مريض!
نظر لها بصدمة قائلا: يعني أنتي كنتي عارفة ده كمان!
ضحكت بخفة قائلة بحذر وهي تتراجع للوراء عندما وجدته يقترب منها: بص هدي اعصابك بس وهفهمك كل حاجة ف الوقت المناسب!

ضغط بأسنانه على شفاه السفلية بغضب جامح لعذاب صديقه طوال الفترة السابقة قائلا بغضب: كل مابحاول أصلح بيني وبينك بتبهدلي الدنيا، ماشي يا روح هستني بس ساعتها هعرف كل حاجة ومفيش حاجة مش هعرفها!
اومات له بهدوء قائلة بضحك: حاضر حاضر..
التفت ليجد على امامه قائلا بفرح: انا سليم يا داغر سليم ومش مريض!
احتضنه داغر بقوة قائلا بفرحة حقيقية: شوفت ربنا، ربنا مايهونش عليه يشوف عبده زعلان...

هتف بفرحة: أكتر حاجة مستني أشوفها رد فعل سيف..
ابتسم داغر قائلا بجدية: أكيد هتبقا اكتر حاجة تفرحه!

اتجه إليها قائلا بحرج: لقي انا عارف إني غلطت في حقك كتيييير وكتييير اووي يوم ما وهمتك إني بحبك وكل اللي كنت بعمله وبرضو يوم ما غلطت فيكي وقولتلك يعني أنك شمال وماقبلش أنك تكوني مراتي بس دلوقتي انا بقولك أنك اكتر واحدة محترمة شوفتها في حياتي كلها اكتر واحدة هبقي متأكد أنها هتحافظ على شرفي، ثم اكمل بابتسامة: انا بحبك والله العظيم بحبك!

واول ما أخوكي يخف هاجي واتقدملك ومش اول ما يخف ده اول ما يفوق!
كانت تنظر له والدموع تلمع بعيناها بفرحة وخجل، حتى ام تستطيع الرد عليه غير انها هتفت قائلة بتوتر: اااا، هروح أشوف أحمد...
ورحلت بعيدا عنه!
أبتسم لخجلها بحب ومن ثم توجه نحو غرفة أخيه..

وصل إلي المشفي وسأل عن غرفة سيف حاي وصل إليهم ليجد داغر يجلس وهو يضع رأسه بين كفيه بهدوء امام غرفة سيف...
وضع يده على كتفه بهدوء فرفع داغر رأسه لينهض وهو يحتضنه قائلا بابتسامة: وعدتك ان حق مراتك وابنك يرجعوا ووفيت بوعدي...
ابتسم فهد قائلا: ربنا يخليك ليا أنت وسيف، انا معنديش أخوات لكن أنتو أخواتي يا داغر...
ابتعد عنه قائلا بابتسامة: سيف إن شاء الله هيفوق بكرة..

نظر له بفرحة عارمة قائلا: الحمدلله يارب الحمدلله...

باليوم التالي..
كان جميعهم يلتفون حوله بالغرفة حينما اخبرهم الطبيب أنه بدأ يستفيق!
وهي تجلس إلي جانبه وهي تمسك يده بلهفة عاشقة..
حتى بدأ يفتح عيناه تدريجيا ببطأ شديد، نظروا له بلهفة عارمة حتى نظر هو لهم وملامحه لا يظهر عليها اي شئ لتهتف اراميس بقلق قائلة بدموع: سيف!
نظر لها بهدوء محاولا تهدأتها وجعلها تطمأن ومن ثم ضغط على يدها الممسكة بيده قائلا ببطأ وألم: ا، نا، كك، وي، س..

سقطت دموعها قائلة بأسي: انا آسفة انا السبب انا آسفة!
حرك رأسه نافيا حديثها وهو يقول بخفوت: ده قدر ربنا!
نظر ناحية أخيه قائلا بابتسامة بسيطة: وحشتني..
ابتسم على قائلا بهدوء مرح: قوم بالسلامة وانا هقرفك!
ضحك بخفة ومن ثم وجه نظره لداغر قائلا بتوعد: اصبر بس لما اقوم هنفخك!
ضحك داغر بقوة قائلا: يخربيتك أنت ف ايه ولا ايه!
هتف سيف بتوعد: اصبر على رزقك، بتستغفلني يا داغر!

ضحك مرة أخري قائلا: والله كلنا اتغفلنا يا سيف مش لوحدك!
ومن ثم نظر ل روح نظرة ذات مغزي فهمت هي معناها لتضحك بخفوت..
هتف سيف بصوق مبحوح قائلا بريبة: ااه انا عارف الدخلة دي كويس!
نظر له الحميع بعدم فهم ونظروا إلي ما ينظر فوجدوا والدة داغر!
أكمل سيف قائلا بصوت مبحوح: ايه ده!، أمك جت تسلم عليا وتاخدني معاها ولا ايه!

في هذه الليحظة انخرط الجميع بالضحك من قلوبهم، ها هي البداية، جمعتهم جميعا وصار كل شئ على ما يرام!
كان كل ما حدث ما هو إلا قدر!
فقط قدر!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة