قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بين الحب والانتقام للكاتبة إيمان شاهين الفصل الرابع

رواية بين الحب والانتقام للكاتبة إيمان شاهين الفصل الرابع

رواية بين الحب والانتقام للكاتبة إيمان شاهين الفصل الرابع

أغمضت ليليان عينها وهي تدعى الله ان تكون على خطأ وانها لم تسمع صوته الذي تكره، استدارت لتجده يقف بغرور وينظر لها بتحدى فقالت وهي تضغط على اسنانها من الغضب
- قول تانى كده اللى انت لسه قايله
اقترب مهاب منها وقال
- قولت انا اللى دفعت تكاليف العمليه ليليان الدالى في الاول والاخير ده حمايا ولازم اقف جنبه واساعده في الظروف ديه
لم تتحمل ليليان غروره وسماجته اكثر من ذلك فصرخت به.

- انت ايه يا اخى شيطان، ماعندكش قلب، تقتل القتيل وتمشى في جنازته، انت السبب اصلا في حاله بابا ودلوقتى جاى تدفع فلوس العمليه انت عايز ايه بالظبط
- وطى صوتك احسنلك يا ليلو مش مهاب الدالى اللى هيسمح لمراته تعلى صوتها عليه، انا ساكت بس علشان الظروف اللى انتى فيها بس انا هتجوزك يعنى هتجوزك يا ليليان فيتوافقى بالذوق يا هتوافقى بالعافيه.

- انت عايز تتجوزنى ليه من قله البنات في البلد بقولك بكرهك ومش طايقه ابص في وشك عايز تتجوز واحده بتحتقرك و بتكرهك ليه
- عايز اتجوزك ليه هتعرفيها بعد الجواز مش دلوقتى، انا دلوقتى عايز اسمع ردك واعرفك انى مش هسكت لحد ما تتجوزينى
فكرت ليليان ماذا تفعل، وجدت ان انسب حل ان تماطله حتى يسترد والدها صحته وتجد حل للمشكله
- سيبنى افكر وارد عليك الظروف دلوقتى ماتسمحش بالكلام ده.

- انا اصلا اخدت الرد ليلو لان انا مش هقبل لا كأجابه
وسابها و مشى ووقفت ليليان تائهه لا تعرف ماذا تفعل، ولم تجد غير ان تتصل بسامح وتطلب منه المجئ للمستشفى، ثم ذهبت للاطمئنان على والدها، كانت امها ومريم يقفون وراء الزجاج ينظرون له ودموعهم منهمره
- ماما لو سمحت خدى مريم وروحوا الوقوف هنا مش هيحل حاجه ارتاحوا انتم ولو فيه جديد انا هبلغكم
- عرفتى مين اللى دفع تكاليف العمليه.

- لسه يا ماما اول لما اعرف هبلغكم، سامح جاى دلوقتى يطمن على بابا وبعدها هيوصلنى للبيت يلا يا ماما، وانتى يا مريم خدى بالك من نفسك وتروحى تذاكرى الامتحانات على الابواب، عايزين نفرح بابا بمجموع عالى
- حاضر يا لى لى
رحلت الام وابنتها وبقت ليليان تنظر لوالدها ونزلت دموعها، هي تكره ان تظهر ضعيفه امام عائلتها حتى تعطيهم القوه ولكنها و هي بمفردها تخرج كل ضعفها.

وجدت يد توضع على كتفها نظرت فوجدت سامح فقالت له بحزن
- شوفت اللى بيحصلى يا سامح
- فيه ايه يا لى لى بابا ماله وانتى مالك تعالى نقعد في الجنينه بره وتحكيلى كل اللى حصل
نظرت لوالدها نظره اخيره وخرجت مع سامح وجلست معه وحكت كل ما حدث مع مهاب منذ ان رأته اول مره حتى اليوم فقال سامح بغضب
- الواطى الحقير هو فاكر نفسه ايه فاكر انك لوحدك مش وراكى رجاله وله ايه
- اهدى يا سامح وخلينا نفكر بعقل.

- يا ليليان ديه مفيهاش عقل اللى زى مهاب ده اتعود من صغره يأخد كل اللى هو عايزه، و بالنسبه ليه انتى الحاجه الجديده اللى هو عايزه ومش هيسكت لحد ما يخدها، لازم يقف عند حده
- يا سامح ده واحد بيتحكم في نصف اقتصاد البلد تفتكر انى ممكن اقدر اقف اقدامه لحد امتى، انا اينعم بقف في وشه وبتحداه بس من جوايا بكون خايفه، مش خايفه على نفسى لا خايفه على عائلتى ليأذيهم
- اوعى يا ليليان تكونى بتفكرى انك توافقى.

- انا فعلا وافقت يا سامح وهابلغه بكده بكره، انا مش هستنى لحد ما يأذى عائلتى بس والله لوريه النجوم في عز الظهر على اللى عمله وهربيه من اول و جديد
- انا خايف عليكى يا لى لى علشان خاطرى خدى بالك من نفسك مهاب ده مش سهل والغرور والتكبر اللى جواه صعب يروح بسرعه
- ماتخفش هو حمايته ثروته ونفوذه لكن انا حمايتى ربنا وانا اقوى منه، يلا تعالا وصلنى البيت مش عايزه ماما تكون لوحدها
- يالا يا لى لى.

اخذ سامح ليليان بسيارته لمنزلها وصعد معها اطمئن على والدتها التي عوضته عن حنان الام بحنيتها ثم ذهب لمنزله، وبنفس الوقت كان مهاب بمكتبه فأستلم رساله وفتحها كانت من الحارس الذي عينه لمراقبه ليليان فهو هكذا علم بمرض والدها
تحولت معالمه للغضب عندما رأى صورها مع شخص اخر وعلم ان هذا سامح حبيبها كما يعتقد، قام بالقاء محتويات المكتب كلها على الارض من غضبه فدخل على عليه وهو هكذا.

- مهاب فيه ايه اللى حصل يخليك تعمل كده؟
اغلق على باب المكتب وامسك يده وجعله يجلس وقال بجديه
- ايه الموضوع يا مهاب انت بقالك كام يوم تصرفاتك غريبه وانا مش هسيبك الا لما تحكيلى كل حاجه
حكى مهاب لعلى ما حدث مع ليليان حتى هذه اللحظه وارسال الحارس الصور له وقف على وقال بغضب.

- انت اتجننت يا مهاب عايز تدمر حياتها علشان رفضت تخضع لمهاب الدالى العظيم، حرام عليك يا اخى انت ايه، ليه تفرقها عن الانسان اللى بتحبه لمجرد انك تلعب وتتسلى شويه
- علشان هي هتكون ملكى انا وبس ملك مهاب الدالى وانا مش بشارك حد في الحاجات اللى ملكى
قال على بغضب
- مشاعر البشر مش حاجات يا مهاب وانت اكثر واحد عارف كده وانا مش هسمحلك تدمرها وهقف في وشك
- وانت مالك يا على بتدافع عنها كده ليه هو انت تعرفها.

نزلت دمعه من على مسحها بسرعه فقال مهاب بخوف على صديقه
- على انت بتعيط، على مالك فيك ايه قولى الموضوع مش موضوع ليليان بس، قولى فيه ايه
قال على بغضب ممزوج بحزن و أسى
- الموضوع موضع مريام يا مهاب فاكرها، مريام حبيبتى اللى بعدت عنى علشان تحمينى من الحقير صفوان واتجوزته لما هددها بيا من غير ما تقولى وانتحرت يوم الفرح لانها ماقدرتش تخليه يلمسها.

الموضوع انى لحد دلوقتى حاسس بالذنب لان صفوان عمل كده لمجرد تحدى ليا لانى اخدت منه صفقه، وانت دلوقتى هتعمل زى ما هو عمل هتجبرها تبعد عن الانسان اللى بتحبه لمجرد انها وقفت أدامك لا يا مهاب والف لأ مش هسمح بكده انا ماقدرتش احمى مريام لكن هأحمى ليليان.

تركه على وخرج بغضب ومهاب يفكر بكلامه، هل من الممكن ان تفكر ليليان بالانتحار لتهرب من ان تكون زوجته، طرد الفكره بسرعه من عقله فهو لن يسمح ابدا بأن يحدث لها شئ
اقنع نفسه انه يفعل ذلك للانتقام لكن هل يستطيع ان يقنع قلبه بذلك، مر باقى اليوم وكل شخص من ابطالنا بعالمه الخاص وفي اليوم الجديد ذهب مهاب لشركته و المفأجاه انه وجد ليليان تنتظره امام الشركه.

ليليان لم تستطع النوم وهي تسمع بكاء امها على زوجها، هي ليست ضعيفه لكنها لن تتحمل ان يحدث شئ لعائلتها وهي كانت تستطيع منعها لذلك اخذت قرارها وبمجرد ان طلعت الشمس خرجت بسرعه وجاءت للشركه قبل ان تفقد شجاعتها
لم يسمح لها الامن بالمرور لعدم وجود ميعاد، فأنتظرت امام الشركه حتى رأته ينزل من سيارته وينظر لها بأستغراب اقتربت منه وقالت بشجاعه.

- انا موافقه على الجواز بس المقابل ان تبعد نهائيا عن عائلتى لانى اقسملك يا مهاب لو لمست شعره منهم موتك هيكون على ايدى
نظر لها بذهول فهى على الرغم من انها في موضع ضعيف لكنها تقف امامه وتتحداه ولم تضعف، وعلى الرغم من كل شئ اعجب بشجاعتها لكنه لم يزيل قناع البرود عنه وقال بهدوء
- لما باباكى يخرج من المستشفى و يكون كويس هنيجى البيت نتقدم والجواز هيكون بسرعه، اصلا هتعيشى في قصر العائله.

نظرت له ليليان بحقد واستدارت لترحل فأمسك يدها وقال بغرور
- مش مرات مهاب الدالى اللى تمشى لوحدها السواق هيوصلك ومن هنا ورايح يكون في خدمتك واوعى تفكرى تختبرى صبرى وتنزلى من غيره
ازاحت ليليان يدها بقوه وقالت
- طول ما انا في بيت ابويا مالكش حكم عليا، انا معايا عربيتى ومش محتاجه منك حاجه ولسه مافيش بينا صفه شرعيه علشان اركب مع السواق بتاعك سلام.

وتركته يغلى من الغضب وركبت سيارتها ورحلت وعلى وجهها ابتسامه و بداخلها تحدى ان تعيد تربيته من اول و جديد
اما مهاب فعلى الرغم من غضبه الشديد من تحديها المستمر له الا ان هناك اعجاب ايضا بانها اول امرأه لا تطمع به وبأمواله، اول أمراه يتعامل معها ولا ترمى بنفسها عليه طمعا بقربه الذي سيجلب لها الكثير.

لكن هذا لن يمنع انه سوف يجعلها تندم لأنها وقفت امامه، فغروره يمنعه ان يتراجع، وتكبره يمنعه ان يعترف انه من أخطا وان تراجعه امامها سيجعلها تنتصر عليه وهو لم يتعود الخساره ابدا، لذلك يجب ان يربح بأى ثمن وبأى طريقه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة