قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون

ادم نظراته كانت برغم كل الضعف اللى فيه كانت حاده. مجرد ما حودت عن هديه احتدت بصلابه! و برغم كده رفض شفقة نظراتهم!

انسحب من بين دراعات حنين و بعد ما اتحرك للباب وقف من غير ما يلف وشه لحمزه و اتكلم و هو بيرمى اخر جمله كإنه بيهرب من مواجهة القلوب قبل العيون: لو انت مبتسيبش حقك ف انا ممكن اموت عشان حقى. و هديه حقى. انا كان عندى استعداد لأى حاجه عشانها. بس عشانها. بس اذا حرمتونى منها او وقفتوا ف سكتى معاها انا عمرى ف حياتى ما هسامحكوا.

حمزه بصّله شويه بحيره. ادم مش ف موقف تهديد! بالعكس، ضعف موقفه يخليه مش بقوة كلامه ده!
ادم بص بحزن ناحية هديه ف حضن حمزه و مش قادر يحدد كلامه لمين فيهم: انا حاولت ابعد مقدرتش. و الله حاولت و معرفتش. من اول يوم و انا اخدت عهد على نفسى ابعد عشان الوجع اللى احنا فيه ده، حتى لو هشرب الوجع لوحدى. و فعلاىعملت ده. بس مقدرتش اكمل. تعبت. و الله تعبت!

حمزه قبل ما ينطق مع انه مش عارف ممكن يترد ف موقف زى ده بإيه قطع حيرته شهقات هديه اللى ضمته اوى بألم.
حمزه بصّ لأدم بصدمه و شدد ضمته لهديه.
ادم وقف قدامه بينهج بعد ما رمى كلامه اللى محاولش يستوعبه حتى!
حمزه بصّله برفض مصدوم: براا. اطلع برا. برا حياتنا خالص. ارجع زى ما كنت. خليك راجل و اد كلمه قولتها و اخدتها على نفسك و عملتها. ابعد
ادم قرب بلهفه على صوت شهقات هديه و مد إيده يسحبها من حضن حمزه: هديه.

هديه تبتت ف حمزه بإنهيار: خليه يمشى. خرّجه برا. خليه يمشى يا بابا. برا. برا حياتى كلها يا بابا. ارجوك خليه يمشى
حمزه بصّله بحزن على رعشتها ف حضنه: اطلع برا بقولك. براااااا
حنين قربت برجفه منهم، بصت لأدم بضعف و عينيها اللى بتلقائيه اتحوّلت لهديه ضعفت اكتر و بصت لحمزه بوجع هزها غصب عنها: حمزه، ارجوك خليه يب.

ادم قاطع حمزه و بصّله اوى بكُره واضح و حاول ينطق صوته اتهز و هو خارج: انا فعلا براا. كان لازم ابقى برا من زمان
حمزه ضم هديه اوى بتلقائيه اللى كلبشت ف حضنه اوى بنفس العفويه اول ما الباب اتقفل بينهم! ادم مشى و الوجع ملك الكل كإنهم كيان واحد و هو حته و اتبترت!

هديه سابتهم و دخلت اوضتها بإنهيار و قبل ما تقفل الباب حمزه دخل وراها.
هديه صوتها اتهز: ارجوك يا بابا سيبنى لوحدى.

حمزه قعد جنبها بهدوء عكس عاصفة الموقف: مينفعش، مينفعش انا اسيبك و هو يسيبك. لا احنا عمرنا سيبناكى و لا انتى ف حاله تسمح بكده. مش هنسيبك غير لما تهدى و ساعتها شوفى اللى عايزاه لإن ساعتها قرارك هيبقى اهدى و اصح، غير كده مش هنسيبك، لا انا و لا اعتقد هو بعد مجيه لكى لحد هنا و وقفته قصادى لمجرد خبيتك ف حضنى منه هيسيبك.

هديه غمضت عيونها بألم و هو حاول يلطف الجو ف اختار الجمله المش مناسبه: ده الاهبل بيهددنى. بيقولى عمرى ماهسامحكوا لو وقفتوا بينى و بينها. ادعى بس هي تسامحك عشان لو ده محصلش هنفخك على دموعها دى اللى اول مره اشوفها و تبقى بسببك
هديه حاولت تتنفس بتعب: انا مبعيطش عليه. انا مش زعلانه عليه انا زعلانه على نفسى.

حمزه قرب جنبها بعد ما كان قصادها على حرف السرير و ضمها باس راسها و ضغط على جرح قلبها من غير ما يقصد: الحمار بيقولى كان عندى استعداد لأى حاجه عشانها. اى حاجه ايه ده انا هنفخك! ده انا كنت ناوى امضيك على قايمه، لكن دلوقت همضيك عقد احتكار، ده انا همضيك على النَفس اللى بتتنفسه، و حياة امه ماهيبقى عقد جواز، ده هيبقى عقد احتكار، اصبرى و شوفى ابوكى هيعملك فيه ايه.

هديه عيطت: سيبونى. سيبونى يا بابا ارجوك
حمزه ضم إيديها اللى بتزقه بإنهيار و ف نفس اللحظه متبته فيه بإستنجاد: قولتلك لا انا و لا هو هنسيبك. اللى بيحب بجد إيده مبتفلتش مهما حصل و هو الراجل الوحيد اللى عينيه صرحت بضعفه قدامك بعدى!
هديه عيطت: امال انا ليه حاسه دلوقت انى لوحدى! انى تايهه و معييش حد! ليه حاسه انى ضايعه لما انت و هو جنبى!

حمزه قرب إيده بحنيه مسح وشها اجبرها تبصله: عشان موجوعه و الموجوع مبيحسش الا بوجعه. لا بيحس بناس و لا حقيقه و لا اعذار مهما كانت صادقه!
هديه وقفت بإنهيار: اعذار! حقيقه! اعذار ايه و الحقيقه انا شوفتها بعينى لحد ما كسرتها! اعذار ايه اللى ممكن تبقى عند واحد غشاش!
حمزه بصّلها برزانه: يبقى اسمعيه
هديه زعقت برفض: مش عايزه
حمزه مسك إيدها قعّدها: لازم تسمعيه.

هديه انهارت بغضب: هيقول ايه اكتر من اللى شوفته يا بابا؟
حمزه بصّلها بإصرار: بردوا اسمعيه
هديه زعقت بإنهيار و صوتها بيترعش: اسمع واحد كذاب؟ غشاش؟ غشنى و خانها
حمزه انتبه لكلمة خانها بس رفض يعلق يوقف عقلها عن فرد الموقف قدامه او تحليله!
هديه انتبهت لإهتمامه و كلامها ف عيطت: كذاب. طلع كذاب
حمزه: مفيش كذاب بيكذب لمجرد انه عايز يكذب. شوفيه كان عايز ايه من ده كله!
هديه زعقت برفض: كان عايزنى.

حمزه رد بعقلانيه: معتقدش. هو عارف انك ذكيه و ف يوم هتكشفى الحقيقه بنفسك و مع ذلك خاطر و كذب يبقى كذبُه كان لسبب ابعد من انه عايزك
هديه بصتله بتوهان و حمزه عارف انه مش وقته يسمع منها تفاصيل. اى محاوله منه يخليها تحكيله دلوقت هتبقى زى البنزين اللى بيحدفه ع النار اللى جواها. الكلام هيثبّت اللى حصل جواها و يترجمه قدام عقلها بالشكل اللى يناسب غضبها.

مسك إيديها بحب: بردوا لازم تسمعيه لانك لو حتى مش عايزه تسمعيه دلوقت قدام شويه هتعوزى
هديه اتهزت بضعف: انا عايزه اعيط. عايزه اكرهه. عايزه امشى
حمزه مد كفوف إيديه ملّس بحب على وشها مسح دموعها: حتى دى كمان مينفعش تعمليها غير لما تسمعيه. عشان لو قررتى تفضلى ميبقاش في حاجه مستخبيه عنك و لو قررتى تبعدى ميبقاش في حاجه ترجّعك.

ادم قعد بقرف و ابوه قعد جنبه و حاول يتكلم.
ادم بضيق: مش حضرتك صممت نجى معاهم المستشفى و ادينى جيت؟ خلاص بقا
ابوه مسك إيده اللى بتشاور بعصبيه و ضمها: انا مصممتش انا قولت الصح. من باب الواجب بس. دى لسه مراتك و امها و ابوها صمموا بعد اللى حصل ياخدوها على مستشفى يطمنوا عليها يبقى الواجب منسيبهومش و نروح
ادم دور وشه بملل.
ابوه: طب فهمنى اللى حصل. من امتى و انت بتخبى عليا حاجه؟

ادم بصّله بضعف و اتكلم من غير ما يحس. خرّج كل اللى جواه مع رحاب من زمان لحد اللحظه اللى رفعت عليه المسدس عشان تختار نفسها. كإنه كان محتاج ده عشان يخرّجها باللى يخصها من جواه.

ابوه كان بيسمعه بصدمه. مكنش متخيل ان ادم شايل كتير اوى كده. خاصة انه قاله على تفاصيل علاقتهم ف السرير و اد ايه رفضها ببرود له بدون زعل حتى. و انه اول مره يسمع عن انه رفضت تقف جنبه و تبيع الدهب الموقف بالتفصيل بإحساس ادم و اخرهم اللى حصل انهارده!

ادم بصّله بوجع: انا حاسس انى تايه. لا عارف اصدق عقلى ان الانسانه اللى حاولت معاها مره و اتنين و عشره و كنت هضحى بسعادتى و حبى عشان مظلمهاش تعمل فيا كده. و لا قادر اصدق قلبى ان الانسانه اللى عشقتها و حبيتها و كنت مستعد اموت عشانها مش بس اخاطر و هضحى ببيتى و كل حاجه عشانها تمشى بسهوله كده من غير تسمعنى. من غير ما تحاول تحطلى عذر
ابوه بصّله بحزن على نهجانه ف الكلام كإنه طاقته لكل حاجه خلصت.

ادم صوته اتهز بعصبيه: وقف بينى و بينى و هي اختارته. اختارته يخرجنى من حياتها من غير ما تسمعنى حتى. من غير ما تفكر! مش قادر اصدق انى ف يوم كنت هقولها عنه كل حاجه! عرفت انى كنت صح اما اختارت اقفل الماضى و اسيبها تكمل حياتها كده! مدتنيش فرصه اديها عذر حتى لو مش هتقبله! مقدرتش اصدق عنيا انى مليش رصيد عندها اوى كده! ده حتى رحاب اللى سنين بديها فرص طلع رصيدى فاضى!

ابوه مسك إيده بهدوء: بص يابنى. بيقولوا حينما تبدأ بتكذيب حواسك فقد بدأت قصة تعبك و انت مش اد التعب ده كله. كل حاجه ف الدنيا متعبه بس اختار الحاجه اللى تستاهل تتعب عشانها
ادم مسح وشه بتعب: اعمل ايه؟

ابوه بصله بهدوء: انت حاليا مصدوم. مصدوم من رد فعل رحاب اللى متوقعتهوش منها. مصدوم من رد فعل هديه اللى مستنتهوش منها. مصدوم ان القدر فاجئك دلوقت بخطوة المواجهه اللى مكنتش عامل حسابها. و وقت الصدمة حاول تسكت شوية و تتماسك و متديش أى قرار. ركز ف كام نقطة الأول. و ياريت متستعجلش حتى لو الموضوع هياخد أسابيع و شهور. ركز ف مين وقف جمبك بجد و مين باعك في لحظة و كأنه و لا يعرفك. ركز ف كل اللى حواليك. ركز ف النتايج. ركز في تقبل الوضع الجديد. ركز في تصليح أخطاء اللى فات. و طبعا مفيش داعي أقولك قرب من ربنا و استغفر لان ده شئ مفروغ منه و من غيره هتقع و هتفشل تاني.

ادم بصّله بإستنجاد و هو ابتسمله بهدوء: الحياة متاهه.

اوقات تحس انك ركبت القطر و نزلت في محطه غلط و تلاقي المحطه الغلط وصّلتك لمكان أحسن من اللي كنت ناوي تنزل فيه. و أوقات توصل للمحطه اللي انت عاوزها و تتفاجئ انك اخدت المشوار عالفاضي و ضاع تعب و مجهود السفر ع الفاضى. عشان كدا بقولك حاول تشوف و انت بعيد هل لو رجعت و حاولت تصلح الماضي هتتقبل نتايج الحاضر؟ هل نفسياً انت مستعد لده؟ راقب التغيرات اللى بتحصل ف كل حاجه من اللى حواليك او جواك في وقت صمتك. صدقنى هتلاقي حاجات ممكن تحسسك ان الصدمة دي بتقرب منك حاجات كانت ضايعه منك و انت مش واخد بالك منها خالص. يابنى احنا أوقات بنقع جوه مصيبه لكن ربنا عاوز ينبهنا لحاجات احنا مش شايفينها ولا واخدين بالنا منها اكتر من انه يوجعنا. بمعنى تانى ابسط خلى أملك في ربنا مهما كان كبير أوي و خلييك على يقين ان ربنا بيختار ليك الخير و الأصلح دايماً وده يخليك بدل ما تزعل وتنقهر تدور على الرسالة اللي ربنا عاوز يوصلهالك و تشتغل عليها. فاهمني؟

ادم باس إيد ابوه اللى ماسكاه و هو ابتسمله بحب: اقف مكانك شويه يا ادم تاخد نَفس. و بعدها بص وراك ف السكتين و السكه اللى تلاقى انك مش عايز ترجع تانى فيها اعرف انك مشيت صح عشان البُعد يا بيعرّف الطرفين قيمة بعض. يا بيعرّف طرف انه مكنش له قيمة عند التانى. و بعدين متقلقش لن يُفرّق الله بين اثنين لهما نفس النيه. ان القلوب على نواياها تلتقى.

ادم هز راسه بهدوء و ابوه باس راسه بحب: صدقنى ‏ربك قادر على تغيير المشهد عشانك. متحسبلهاش. عمرها ما هتمشي بحساباتك. دايما هتمشي بتدابير ربنا. الله قادر بسبب و بدون سبب و ب إستحالة السبب.

رحاب قاعده وسط ابوها و امها بعد ما حكتلهم اللى حصل بالتفصيل.
ابوها بصلها بعتاب: انتى ازاى مبتفكريش! كنت بحسبك مبتلحقيش تفكرى قبل ما تتكلمى طلعتى مبتفكريش اصلا عشان لو بتعرفى تفكرى هتفكرى قبل تتصرفى!
محاسن شاورتله بغيظ: انت هتعيش و تموت و انت بتدافع عنه. يا راجل انت عايزها تفكر ف ايه! ف تموت هي و لا هو؟ هيتعازموا على عزرائيل؟

مصطفى بصلها بيأس و هي بصت لبنتها: انتى مش قولتى ان اللى تموت مقصوفة الرقبه التانيه مكنتش تعرف انه متجوز؟
رحاب هزت راسها و هي شاورتلها و هي بتتكلم: يبقى خلاص. اللى حصل ساعدك. اهو اتكشف قدامها و بقيتى انتى المظلومه اللى جوزها بيتسرمح عليها و فضّتلك مكان.

رحاب بضيق: و قولتلك بردوا انه حاول يصالحها. يرجعها. ده بيقولى الباب يفوت جمل
محاسن: و قولتى مرضيتش. خلاص لاغيه انتى بقا. اقولك خليه يغير عليكى
رحاب اتريقت: ده مبيغيرش الا اما يتزغزغ. ايه ازغزغه؟
امها شاورتلها بنفاذ صبر: يا هابله مفيش راجل مبيغيرش. الراجل الحر بيغير على اى حاجه تخصه انشالله المج اللى بيشرب فيه الشاى بتاعه. جربى انتى بس و هتدعيلى
رحاب بسخريه: اجرب ايه ازغزغه؟

محاسن نفخت بغيظ: طب جربى و هاتى سيرة اى راجل قدامه. ان مكنش يطلع نار من تحت شعر راسه مبقاش انا. بس لاغيه بحد من قراييك عشان ده بغل و مبيفكرش
رحاب شاورت بملل و امها بصتلها: ماهو بصى بقا. لو مش ليكى يبقى مش لغيرك
رحاب: يعنى ايه؟
محاسن وقفت بتفكير: يعنى لو كده كده هتخسرى ف متخليش خسارتك مكسب لحد. مش هما يتهنوا على حسرتك
رحاب وقفت: هتعملى ايه؟

محاسن: يرجعلك الاول. بعدها لو عايزه تسيبيه يبقى انتى اللى تقوليله امك ف العشه و لا طارت
رحاب بتهكم: و هترجعيه ازاى بقا؟ بقولك
محاسن قاطعتها بحماس: هقولك بس نخرج من هنا الاول.

عدى كذا يوم لحد اخر الاسبوع مفيش جديد.
هديه قافله موبايلها و مبتخرجش من البيت نهائى. ادم بيحاول يوصلها بأى طريقه بس كل طريق تسده عليه. حتى البيت راحلها كتير و مخلتش حد يفتحله.
رجع البيت عمل زى ما أبوه نصحه. استنى ع الكل و اخد جنب لوحده. رجع على شقة ابوه و زى ما هديه قافله عليه طريقها هو قافل على رحاب طريقه.

محاسن بصتلها بتأكيد: فهمتى هتعملى ايه؟
رحاب سكتت شويه بتردد و بصتلها بتهكم: انتى متأكده من العبط ده و لا هنتسوّح زى ساعة الشيخ فريد؟
محاسن بصتلها بغيظ: عارفه بوقك اللى بتعوجيه ده لو فتحتيه تانى بحرف هسيبك منك له
رحاب بغيظ: يعنى بمخك كده اعمل الهبل ده ازاى و هو لازق عند امه؟
محاسن كزت على سنانها: انتى كمان مش هتعرفى تاخديه لحد شقتكوا؟ ايه الخيبه دى؟

رحاب بضيق: انا لو مكتفاه ف السرير و ملهوش مزاج مبيرضاش
امها بصتلها بنفاذ صبر و هي وقفت: خلاص همشى وراكى و ربنا يستر
طلعت لأدم على شقة أبوه و امه فتحتلها.
رحاب بإحراج: ادم موجود؟
فاطيمه مبتسمتش: اه اتفضلى
دخلت و ادم جوه نفخ على صوتها اللى سمعه.
فاطيمه دخلتله بضيق و هو بصّلها بملل: ثوانى هطلعلها.

ادم اخد وقت طويل لحد ما قدر يخرجلها. مكنش قاصد تستناه اد ما كان بيحاول ياخد طاقه تخليه يتنفس من الخنقه اللى بيبقى فيها معاها.
رحاب كشرت: طب ما انت فاضى اهو. و انا اللى عماله اعذرك و اقول معلش الغايب حجته معاه
ادم كعمشلها وشه بملل: الغايب مش حجته معاه. الغايب قرف منك و من امثالك.

رحاب قربت بغيظ: انت اللى كنت بتعيب على ان اما بيحصل مشكله بسيب البيت. انت اللى قولتلى متنسيش ان البعيد عن العين بعيد عن القلب
ادم افتكر جملته و اعترف قدام قلبه انه كان غلطان جدا. هو بس قلبه مكنش جرب الحب اصلا!
بصلها بقرف: ف داهيه البعيد عن العين ع البعيد عن القلب. أنا لا ناقصك و لا ناقص قرفك
رحاب قربت و شاورت ف وشه بغيظ: كلامك و لا مش كلامك و لا انت بوق ع الفاضى؟

ادم بصّلها بجفا: اه و انا اللى بردوا اللى قولتلك و حذرتك ان لو طاقتى معاكى خلصت اعرفى ان كلامى هيخلص معاها و اى حاجه هتقوليها خلاص فات وقتها
رحاب قربت حاولت تمسك إيده بدلع: طب ممكن نروح شقتنا؟
ادم شد إيده بحده: لاء
رحاب اتريقت بغيظ: متقلقش مش هسقيك حاجه خضرا. انا عايزه اتزفت اتكلم معاك شويه و اكيد مش هنتكلم هنا و شقتنا مقفوله
ادم سكت بخنقه و هي بصتله: مش بقولك اتغيرت.

ادم: انا متغيرتش. انا بطلت أقدملك فُرص علشان مبتقدرهاش. انا زى مانا بس اخدت قرار مؤخرًا إنّي هوفّر طاقتى. هتجنب أى جدال او نقاش او اى حاجه ما بتجيبش همها. مش هعاتب غير اللى يستحق عِتابى و مقدره و اى حد مش عارف قيمتر هطلعه من حياتي بهدوء. و سبحان الله لقيتك برا حياتى لوحدك بعد قرارى دى قبل حتى ما اخرّجك. ارتاحت اكتر و بقيت مُتصالح جدا مع فِكرة إنّى مش مُجبر أجى على نفسي عشان خاطر حد. فقررت أبعد نفسي عن أى ضغط و اى حاجة هتوجع دماغى هتجاهلها و بردوا يا سبحان الله لقيتك الحاجه الوحيده اللى بعد قرارى ده بتجاهلها لوحدى. بصراحه حاسس إن كفايه عك لحد كدا و لازم أفوق لنفسى و أعيش لراحتى و لراحة الناس اللى بتحبنى و بس.

رحاب اتريقت: الناس اللى بتحبك ممم. و طبعا الناس اللى بتحبك دى اللى عايز تريحها هي الست هديه اللى يا حرام تعبت اما عرفت انك راجل متجوز. كإنك هي اللى خونتها معايا. يا بجاحتكوا
ادم وقف بحده جنب الباب كإنه بيساعد مع كلامه يوصّل رسالته: ده قرارى. و من هنا لحد ما انفذه خليكى ف بيت ابوكى. جنب امك
رحاب بصت بغيظ لوقفته جنب الباب و راحت عليه بهجوم: و القرار المفاجئ ده اخدته عشانها و لا عشان زعلت انى.

ادم قاطعها بجمود: عشان فهمت. انا مشيت علشان فهمت مش علشان زعلت و اللى بيمشى فاهم مبيرجعش
رحاب قربت منه بمحايله: انت لحقت تتغير اوى كده ازاى؟ لاء انت متغيرتش. انت اتبدلت. فين ادم؟
ادم كعمش وشه: راح مشوار يا حبيبتى اقوله حاجه اما يرجع؟
رحاب حاولت تمسك ايده بمحايله: طب ايه؟ نطلع نكمل كلامنا فوق بقا.

ادم اخد نَفس عنيف بخنقه و هي شدته لبرا: انا لسه مراتك لو مش واخد بالك. و زى ما من حقها تسمعك ف من حقى تسمعنى. انا واقفه بجادل ف ايه و داخله مساومه مع مين! انت حقى انا مش هي و لازم نقعد و نتكلم و لا شاطر تجرى ورا اللى مبتعبركش!

ادم بص لأمه اللى بتبصلها بخنقه و انتبه لخروج ابوه من اوضته بإزعاج. بص برفض لزعيقها اللى عارف انه مش بكلمه هيخرسه و حس ان المكان مش مناسب فعلا. شاورلها ع الباب و هي خرجت قدامه نزلوا شقتهم.
ادم دخل و ساب الباب مفتوح و هي بصتله بمكر و حاولت تهزر: ايه؟ خايف تضعف و لا خايف على نفسك معايا؟ مثيره انا هاا
ادم نفخ بعصبيه و هي اتريقت تستفز مشاعره: الله يرحم ايام ما كانوا بيلفوا حوالينا كأنهم بيحجّوا.

ادم بصّلها بقرف: انتى مثيره فعلا بس مثيره للشفقه
رحاب دمعت غصب عنها: انتى بتكرهنى يا ادم؟
ادم اداها ضهره ببرود: أنا أبسط من إنى اكرهك او أكره حد أنا بس اتقفلت منك و دى ابشع بكتير. زى ما بيقولوا كده انتهاء الرغبه اشد من الكره و انا لو جيتيلى راكعه و قلعتى ملط خاضعه تحت رجلى مش هيبقالى رغبه ابصلك حتى.

رحاب زعقت برفض من اهانته لكرامة الست اللى جواها: ده انت كنت مستنيلى غلطه بقا. كنت بتتمنالى اغلط عشان تقولهم بصوا اهى الوحشه اهى اللى متجوزها و انا اللى بخون مراتى ملاك طاهر. عشان تلاقى لنفسك مبرر لخيانتك و نسيت ان اللى بيحب حد بيبلعله الزلط
ادم كعمشلها وشه بملل: انا لا بحبك عشان ابلعلك الزلط و لا فاضى اتمنالك الغلط. انتى نفسك كنتى اكبر غلطه غلطتها
رحاب شاورتله برفض: انا غلطه؟

ادم رد بجفا: انتى مش مجرد غلطه انا غلطتها، انتى وقعة الشاطر اللى بآلف
رحاب وقفت بتنهج من ادم و الحوار اللى مش عارفه تجيب اخرهم: انا بقالى كتير انا اللى بجيلك لحد عندك و لو بتقول بقالى كتير بغلط ف واضح ان دى غلطتى. انا اللى بهتم و انت اللى
ادم: اهتمامك بيا وقت فراغك ده صلى فيه ركعتين هينفعوكى اكتر
رحاب شاورتله بغضب: يعنى ايه؟

ادم رجع جنب الباب و فتحه بشكل يهينها: يعنى زى ما قولتلك أنا واحد مبيعرفش يرجع زى الأول مع حد إتقفل منه بجد
رحاب زعقت بعصبيه: انت بتبيعنى
ادم بصلها يتهكم: انا لا بيعتك و لا اشتريتك. انا تجارة الحيوانات دى مليش فيها اصلا
رحاب اتهزت بعصبيه: هتندم
ادم ضحك بسخريه: أنا ممكن أندم أنى محطتش موبايلى ع الشاحن قبل ما أنام أكتر ما أندم عليكى.

رحاب قربت مسكت تيشرته بعصبيه و زعقت: بص يا ادم. لو فاكر انى هسيبك لها بالسهوله دى تبقى عبيط. و خدها منى كلمه اخيره. انا لو مش هلعب هخرب الملعب. و لو هتخونى مع واحده من الشارع هخونك مع الشارع كله، هتكلم واحده عندى استعداد اقلبلك البيت خدمة عملا.

ادم ضربها بالقلم على وشها بعنف و هي وقفت بتنهج لحظات بعدها شالت طفايه من على ترابيزة الانتريه حدفتها ف لوح قزاز قدامها كسرته.
رحاب شدته بعنف من ياقة هدومه: انا بحبك افهم، غبطت اه بس ده مش معناه انى اتساب، مش انا اصلا اللى اتساب. مش انا. فاهم. انا متسابش عشان واحده زى دى!
ادم زقها بإهانه: انتى مكنش ينفع تبقى موجوده اصلا. انا حقيقى لحد انهارده معرفش و مش قادر اعرف ازاى بقيتى موجوده ف حياتى!

رحاب مسكت موبايله و مفاتيحه و حتى علبة سجايره و الولاعه و حدفتهم قصادها من الشباك. مدت إيدها على ترابيزة السفره وقعت كل اللى عليها ف الارض و قلبتها ع الارض و فضلت تحدف ف الكراسى بعشوائيه ف كل حته. بصت للنيش بلغبطه و بعدت عنه مدت إيديها على المكتبه فضلت تشيل كل الكتب اللى عليها و تحدفها و قلبت ارففها. شالت شاشة التليفزيون حدفتها ع الارض.

ادم بصّلها بتهكم و هز راسه ببرود. رحاب كل حاجه بتقابلها بتكسرها. بصتله لقته بيبصلها ببرود كإنها بتعزف قدامه سيمفونيه بتريّحه!
اتحركت لجوه وقفت ف الطرقه دخلت اوضته فتحت دولابه و طلعت هدومه و اللى بتعرف تقطعه بتقطعه و اللى مبتعرفش بتحدفه ترميه بعيد.
وقفت فضلت تصرخ و تصرخ و تصرخ.
جرس الباب رن و ايد بتخبط عليه زقته اما لقته مفتوح و ادم اتحرك ببرود لبرا.

محاسن زقته و دخلت بغيظ: عملت ايه ف بنتى؟ انت ضربتها تانى؟ و حياة امك لا
وقفت بالكلام اما شافت رحاب قدامها ف اوضته بتصوت و بس.
ادم كان واقف مع ابوها و اخوها اللى دخلوا بس متحركوش لجوه.
محاسن خرجتله: انت عملت فيها ايه انطق؟
ادم ببرود: ابقى اسآليها هي مش بتقولك كل نَفس هنا!
محاسن زعقت: اه تقولى هو انا مش امها و لا ايه! دى جزاتها انها جياك لحد عندك؟

ادم هز ملامحه بتهكم و هي بصت لمصطفى و هي بتشاور على ادم: شوفت اللى بتدافع عنه! اهى جياله لحد عنده اهو و بتقوله شبيك لبيك و جراه جر لحد بيته من حضن امه. لاء و هي اللى بتعرض نفسها عليه. و اخرتها البيه بيتمرد. عشان تعرف بس ان كان عندى حق انشّف ريقه عليها
ادم بصّلها بسخريه اما فهم من كلامها ان رحاب جاياله بمشورتها و تخطيطها!
محاسن: متبصليش كده. ده اللى حصل و لا لاء! هي مجاتلكش و قالتلك.

قطع كلامهم صوت وقعة رحاب ع الارض مغمى عليها.
دخلوا جرى لجوه امها و ابوها و اخوها و ادم وقف جامد لحظات لحد ما سمعهم بيشيلوها ع السرير و ابوها خرج جابلها مايه.

مصطفى بإحراج: انا عارف انى مينفعش اطلب منك حاجه زى دى بعد اللى بنتى عملته و عارف كمان انك اديتها اكتر من فرصه. لكن ممكن تجى معانا لحد ما تفوق و تبقى كويسه بعدها نقعد و نتكلم و شوف هتتفقوا على ايه. ماهو مش معقول هتسيبوا الحكايه بينكم سداح مداح كده! انتوا متقابلتوش ف شارع و لا قعدتوا شويه على رصيف تاخدوا حاجه ساقعه! انتوا متجوزين و بينكم عيله ملهاش ذنب ف حاجه!

ادم محبش يقول حاجه دلوقت و اتحرك معاه بهدوء بس وقف على باب الاوضه.
رحاب بتتكلم بهزيان: مفيش فايده. مفييش. مفيش فايده. سس. سع. سسسع
ادم رفع حاجبه و امها نكزتها ف كتفها و بصتلهم: معلش ده سعد ابن خالها. هههه قرايب بقا و متربين سوا و اكيد عايزه تتكلم معاه، ماهى الست اما تحب تفضفض و متلاقيش حد جنبها بتروح لأى حد
ادم فضل رافع حاجبه و هز راسه بيأس اما اتأكد ان رحاب ماشيه خطوه بخطوه ورا امها.

حاولوا يفوقوها مره و اتنين و امها بصتله بغيظ: انت هتقف صنم كده؟ ما تروح تجيبلها دكتور و لا مستنينا احنا نتصرف و احنا ف بيتك!
ادم مسك موبايله كلم مستشفى الشرطه يبعتوا دكتوره عشان المستشفى معرفه و تبع شغله.
ساعه و الدكتوره جات و الكل خرج بما فيهم ادم اللى كان برا اصلا و هي كشفت عليها و خرجتله.
امها خرجت من الاوضه ورا الدكتوره: طمنينى يا دكتوره بنتى عندها إيه؟
الدكتوره بصت لأدم: مراتك صح؟

ادم هز راسه بتقل كإن حتى الكلمه بقت تقيله عليه.
الدكتوره بهدوء: و الله يا أستاذ ادم مش عارفه اقول لحضرتك إيه؟ إحكيلى الأول إيه اللى حصل
ادم اخد نفس بخنقه: مفيش. احنا كنا قاعدين بنتكلم عادي و بعدين شدينا مع بعض شويه جاتلها النوبه دى و قعدت تكسر في البيت
الدكتوره: تكسر في البيت؟
ادم رد بتهكم: ف الواقع هي كانت بتكسر في حاجتى انا بس. يعني في الأول مسكت موبايلى و رمته من الشباك بمفاتيحى بعلبة سجايرى حتى.

الدكتوره رفعت حاجبها لأمها: وبعدين؟
ادم: وبعدين دخلت سابت اوضتها و دخلت أوضتى و كسرت كل أزايز البيرفيوم بتاعتى. فتحت الدولاب و قطعت كل هدومى
الدكتوره: و بعدين ايه اللي حصل؟
ادم بتهكم: طبعا النيش بتاعها هي اللى جيباه و ده لعنه فرعونيه هتصيب اللى يقرب منه ف هو خارج الليله دى مجتش جنبه. كان في مكتبه صغيره لكتب جنبه بقا و دى بتاعتى جابتها فتافيت
الدكتوره بصت لمحاسن و بصتله: كمل.

ادم اتريق بسخريه يوضح انها حاله مكشوفه مش حاله نفسيه: مسابتش حاجه ف الشقه تخصنى الا و اتحرشت بيها.

الدكتوره: و بعد ما اتحرشت بحاجتك قصدى كسرتها عملت ايه؟
ادم شاور بسخريه على تيشرته اللى مشدود و متبهدل: حاولت تدخل عليا اكيد شكلى واضح
الدكتوره بصت لمحاسن اللى بتبرطم بغيظ و بصت لأدم: واضح يا استاذ ادم كمل
ادم: بس. أغمى عليها بعد كدا. امها قالتلى اكلم حد و بس كلمت حضرتك
الدكتوره: طب مدام رحاب مكنتش بتقول حاجه و هي بتكسر في الشقة؟

ادم رفع حاجبه و ضحك غصب عنه: كانت بتقول مفيش فايده مفيش فايده. و بعدها كانت بتنده على سعد. تقريبا كده كانت شايفه سعد زغلول
الدكتوره: لا هي مش بتشوف. هي بس
ادم رفع حاجبه بإستخفاف: ايه عميت؟
الدكتوره بصت لمحاسن بتردد: لاء دى تقريبا مش سامعه حاجه غير
ادم ضحك بإستعباط: ايه اطرشت؟
الدكتوره شاورتله بغيظ: يا استاذ ادم حاول لو سمحت تسمعنى
ادم مثّل البلاهه: ليه هو انا اللى اطرشيت؟

الدكتوره: يا استاذ ادم مراتك بس اعصابها تعبانه من فتره. واقعه تحت ضغط يعنى
ادم رفع حاجبه بإستظراف: و ايه اللى وقعها تحته؟
الدكتوره بصت لمحاسن اللى شاورتلها عليه: شوفتى؟ اهو طول اليوم لسانه بيتنطط كده! تقوليش عايشه مع اراجوز.

ادم بصّلها و عض بوقه و الدكتوره بصتله بنفاذ صبر: يابنى قصدى مراتك نفسيتها تعبانه و واضح انها اتعرضت لصدمه عصبيه او موقف غريب من قريب زى الخطف كده و ده اثر عليها لدرجة اعصابها منهاره و بايظه و ده مخليها بيحصلها حاجات غريبه لازم تستحملها و تبقى جنبها لحد ما تبقى كويسه بما ان الصدمه بسببك
ادم رفع حاجبه: و هي اللى قالتلك انها اتخطفت بسببى!
الدكتوره بصت لمحاسن بإرتباك: هاا؟

ادم كعمس وشه لمحاسن اللى نكزت الدكتوره اتكلمتله بلغبطه: هي بسب نتيجة الصدمه دى حصلها هزيان و هوسان و
ادم ضحك ببلاهه اما فهم الحوار: و جنان و بتنجان و ايس كريم بالمجان
الدكتوره: نعم؟
ادم: نعم ايه انتى هتصاحبينى؟ اخلصى ام سعد زغلول اللى متلقحه جوه دى مالها؟
الدكتوره بصت لمحاسن بقلق: ايوه هو سعد زغلول السبب
ادم: ايه عاكسها؟
الدكتوره بغيظ: لاء، بس
ادم: اتحرشت بيه؟

الدكتوره بنفاذ صبر: لاء و ارجوك اسمعنى يا استاذ ادم. المدام عندها جنان و بتنجان
ادم ضحك غصب عنه و هي صححت بسرعه بغيظ: قصدى عندها هزيان. شوفت لغبطتنى. عندها هزيان نتيجة صدمه عصبيه. يعنى العقل بيقف لحظات ف نوبه نفسيه و ترجع بعقلها لورا لاى وقت بقا
ادم: ده ايه علاقته بسعد زغلول؟

الدكتوره سكتت و محاسن نكزتها ف اتكلمت: لا ماهو تقدر تقول كده اما بتجيلها النوبه بترجعها بالزمن لورا. اى وقت بقا. من حظك رجعت لورا اوى عشان كده بتقول سعد. اوعى تشك انها على علاقه بحد اسمه سعد، قريبها مثلا او حاجه، لالا خالص
ادم رفع حاجبه بغيظ على محاسن اللى بتشجعها بإيدها تتكلم: اه حد اسمه. لالا. بس قوليلى. ايه هتمشى ف الشقه تقول سعد سعد يحيا سعد؟ احلفى.

الدكتوره شاورتله بغيظ من محاسن اللى مش مدياها فرصه تسكت و بتنكزها تتكلم: اه من كلامها ده عندها متلازمة تاريخ
ادم ضم ملامحه متغاظ بنفاذ صبر: طب و مراتى مالها و مال التاريخ؟ دي حماره. دي متعرفش ثورة 23 يوليو قامت يوم كام
الدكتوره اتكلمت بلغبطه: بص يا أستاذ ادم. انا عايزه افهم حضرتك حاجه. انا مش دكتوره بشريه
ادم رفع حاجبه: أمال دكتوره بيطريه؟ بتاع بهايم يعنى؟

الدكتوره سكتت و محاسن نكزتها ف دراعها اتكلمت بسرعه ورا بعض كإنها بتحدف الكلام و تجرى: لاء انا معالجه روحانيه. مراتك عندها حاله مالهاش علاج في الطب البشرى و لا النفسى. مراتك محتاجه علاج روحانى و انت لازم تبقى جنبها عشان هي تخف بسرعه لإن لو معملتش انت كده هيأثر عليك انت كمان لإنك متأثر بحالتها
ادم ربع إيد و حط التانيه على دقنه بخده: اااه مش تقولى كده. ملبوسه يعنى؟

الدكتوره بصت لمحاسن بتردد و بصتله و رمت الكلام بسرعه: حاجه شبه كده. مدام رحاب بقولك عندها حاجه كده ف الطب عندنا اسمها متلازمة تاريخ
ادم كعمش وشه: ممم ممم يعني هتعملها على نفسها و لا ايه؟
الدكتوره: هحاول ابسطلك الموضوع. ا
ادم كعمش وشه بإستفزاز: مراتى مالها بالتاريخ دى ساقطه ثانويه؟
الدكتوره: تناسخ الأرواح بقا يا أستاذ ادم
ادم: يعني إيه؟

الدكتوره: دي ظاهره روحيه بتحصل لما روح حد تسكن جسم حد تانى. مراتك مسكونه بروح واحده من العصر ده و.

ادم بيحرك إيده على خده لدقنه بعصبيه: ممم
الدكتوره بصت لمحاسن و بصتله بلغبطه: مش بس كدا. و حضرتك كمان مسكون بروح و
ادم عض بوقه للدكتوره: طب و مقالولكيش العمل ايه؟
الدكتوره ببلاهه بصت على محاسن: هما مين دول؟
ادم ضرب كف بغيظ على دقنه: الارواح
الدكتوره رجعت لورا شويه: اه اه. تتنازلها عن كل حقوقك من سكات. عشان ميحصلهاش اى انتكاسه و ترجع تاني للنوبه
ادم بيحرّك إيده على وشه: ممم ممم.

الدكتوره بصت لمحاسن اللى بتشاورلها من جنبه و بصتله بلغبطه: يعنى. يعنى متسيبهاش لوحدها كتير. و لو جيت ف يوم من الشغل لقيتها مش عامله أكل. تطلب دليرى ليكوا انتو الاتنين من سكات
ادم رفعلها وشه ببلاهه: مم ممم و اعملها شاي؟
الدكتوره هتتكلم ادم سبقها و عض بوقه: و إيه تانى؟
الدكتوره: ماتزعقلهاش خاالص و
ادم: ممم ممم و ايه كمان؟
الدكتوره بثت لمحاسن و بصتله: مترفضلهاش اى طلب خالص.

ادم فرد كف إيده على وشه بعصبيه ملغبطه بغيظ: ممم ممم
محاسن زقت الدكتوره اللى متنحه لرد فعله و هي سكتت.
محاسن زقتها تانى لحد ما اتكلمت بسرعه بخوف: و أهم حاجه يا أستاذ ادم الخيانه. حاسب لا
ادم مد إيده للدكتور مسك دراعها بعصبيه و اتعصب: حاسب ايه؟ احاسب ايه ده انا جربت جدول الضرب كله
زق الدكتوره بغيظ و محاسن رفعت إيديها: انا مليش دعوه.

بترجع لورا زقت باب الاوضه بضهرها اتفتح و اتحدفت لجوه على رحاب وراها اللى كانت ورا الباب بتسمعهم.
ادم وقف قدامهم زعق بغيظ: انتوا ايييه؟ يخربيتكوااا. انا ايدى وجعتنى من كتر الضرب. انتوا مبتحرموش؟
بيلف وراه الدكتوره رجعت لورا: انا مليش دعوه و ربنا هما اللى قالولى انك مجنون و هتدخل عليك الهبل ده بس لازم منه عشان بيتكوا ميتخربش.

ادم رفع الكرسى بغيظ يهوش عليها و هي جريت لحد باب الشقه خرجت: مجنون! طب يلا لا ادخل فيكى ابو زعبل.

لف وراه و محاسن لفت بحذر بتحك ف الحيطه و رحاب مكلبشه فيها بتضحك بخوف.
ادم رجع رفع الكرسى عليهم بغيظ و زعق و هما جريوا لبرا: و ربنا لو لمحت العبط ده تانى لا اطلعكوا من هنا ع السرايا.

محاسن: انت عندك سرايا؟
ادم حدف الكرسى لفوق نزل وراهم قدام باب الشقه و هما جريوا بخضه: الصفرااا
القائد 2 بقلم اسماء جمال جمعه
هنا سابت مكتبها و قربت من مكتب هديه اللى معاها ف نفس الغرفه و وقفت قدامها و سندت ع المكتب.
هديه انتبهت من سرحانها و قربت بكرسيها من المكتب و حاولت تتهرب بالشغل.
هنا اتحركت شويه من قدامها: انتى من امتى و انتى بتخبى عليا حاجه؟ ده احنا تؤم مش اخوات.

هديه اتهربت بالشغل: مفيش. مانا قولتلك
هنا بصتلها بعتاب: قولتيلى ايه؟ باباكى عايزك ترجعى الصعيد و تستقرى هناك؟ طب اكدبى كدبه لايقه
هديه بصتلها برفض هتتكلم و هنا سبقتها بهزار: او حتى خليها لايقه و متخليش ابوكى يوصلك كل يوم الشغل
هديه اتحركت بكرسيها بضيق قدام اللاب جنبها و ادتها ضهرها.
هنا لفت قدامها و ابتسمت بحب: مالك يا حبيبتى؟
هديه دارت عيونها بحزن: مفيش.

هنا مدت إيدها مسحت دمعتها اللى شبه ناشفه على خدها و هديه اتفاجئت كإنها تايهه لدرجة الاحساس.
هنا حاولت تهزر تفرفشها: لاء ماهو انا مش جوزك عشان اقولك تلاتاشر مره مالك و تقوليلى مفيش
هديه حاولت تضحك ضحكه صغيره تناسباً مع الكلام و هنا قطعت الضحكه دى من غير ما تقصد: صحيح بت يا هدهوود الواد الحليوه المز بتاع المخدرات ده عامل ايه؟

هديه بصتلها بحده لمجرد جابت سيرته و هنا وقفت بسرعه بمرح: و ربنا ما عارفه اشوفه ظابط. هو حليوه و مز اه بس هو بتاع مخدرات بردوا. انا اشوف بلطجى يعمل نفسه ظابط لكن اول مره اشوف ظابط يكذب و يعمل نفسه
هديه زعقت بعصبيه: متجيبيش سيرته. كذااب. متجيبيش سيرته. متنطقيش اسمه. كذاب. غشاش. متجبليش سيرته
هنا اتفاجئت برد فعلها و انهيارها اللى زى ما يكون كان جواها على الحافه مستنى تكه!

هديه بصتلها بضعف اكبر من انها تقدر تتهرب و هنا ضمتها ف حضنها اما شافتها انفجرت ف نوبة عياط صامت.

ادم كان لسه واصل تحت و طلع على مكتبها بسهوله لمجرد انه دخله قبل كده.
اتجمد مكانه على منظرها قدامه ف حضن هنا بالضعف ده. هديه طول عمرها قويه من اول لحظه شافها و هي جواها طاقه و اصرار و قوه مشددين شخصيتها. اول مره تبقى بالضعف ده و بسببه.
وقف بألم محسش بالدمعه اللى نزلت كإنه محتاج يشاركها اى حاجه حاليا حتى لو الدموع!
هديه كانت ف حضن هنا و ضهرها للباب. هنا لمحته و حاولت تتعدل.

هنا مسكت وشها بحب و مسحت دموعها و همستلها: انتى طول عمرك قويه و انتى بردوا اللى طول عمرك بتقولى العلاقه اللى تضعف متقويش بلاها
هديه رفعت وشها بإستغراب لكلامها بس استغرابها مدامش لحظات. مجرد ما اخدت نفس فهمت من الريحه اللى احتوتها بتملك.
غمضت عيونها بألم و هنا غمزتلها: اجمدى كده ده مفيش كيد ع الارض اقوى من كيد النسا.

هديه سكتت بإستسلام و هنا كتمت ضحكتها بهزار تفرفشها: بس اوعى كيد النسا يقلب نسا و توليد. سمعتنا تبوظ
هديه مبتسمتش حتى و هنا اتعدلت وقفت و همستلها بمرح: مز مز يعنى، لاء و عسل. لو ميلزمكيش سبت و تلات سلفهولى
اتحركت و هديه مسكت إيدها بضعف غريب هنا كمان استغربت ضعفها: هنتكلم اما تخلصوا.

غمزتلها و اتحركت للباب و هديه فضلت على كرسيها اللى ضهره له لحظات اخدت نفس طويل ف لحظه قصيره و لفّت بهدوء خارجى له و اقتحموا بعض ف نظره اعنف من الاشتباك اللى جمعهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة