قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

هنا غمزت لهديه و اتحركت للباب و هديه فضلت على كرسيها اللى ضهره له لحظات اخدت نفس طويل ف لحظه قصيره و لفّت بهدوء خارجى له و اقتحموا نظره اعنف من الاشتباك اللى جمعهم.
ادم بصّلها للحظات بندم اول مره يشوفها مطفيه و هي قرت ده ف عينيه ف غمضت عيونها برفض انه يشوفها كده.
هنا عدت من جنبه و إبتسمتله بهمس: انت قدها دى عشان تعمل فيها كده؟
ادم ضحك بخوف: لا و ربنا
هديه ضحكت بخوف: دى هتفرمك.

ادم رفع ياقة تيشرته: لاء احنا لنا وضعنا بردوا، حتى شوفى
هديه سامعه همسهم و ملامحها مبتتحركش و هو غمزلها بمرح يلطف البدايه: لسه شارع قلبى فاضى، في انتظارك لو تهلى. لسه روحى برغم بعدك، رافضه مبدأ التخلى
هديه مرمشتش عينيها حتى و هو رفع حاجب و نزّله و رفع التانى: ايه ده وحشه؟ ده انا بحفظها من اول الاسبوع.

هديه هربت بعينيها بعيد و هو مجرد ما عملت ده اتأكد انه لسه له رصيد جواها بتقاوح و بتحاول بتهرب منه.
قرب و غمزلها بمشاكسه: طب اشقطى دى. يا صباح الاناناس ع اللى سايب قلبى محتاس
هديه اخدت نفس عنيف و هنا همستلها بحركة شفايف من غير صوت: عسل عسل
ادم بص لهديه اللى تكشيرتها فكت بغيظ و رفعلها حاجبه و بص لهنا جنبه: وحشه؟
هنا ضحكت و بصتله عليها: تقريبا.

ادم اتحرك قعد على حرف المكتب قصادها: طب خدى الجديده بقا. يا سايب في قلبى مليون اااه أشوفك والع إن شاء الله
هديه كزت على سنانها على هزاره و هو انتبه بمرح عمل نفسه بيصحح: لالاا. مش دى. استنى. اه. مسير القرد اللى فاكرك ملكش عوزه يتشقلب عشان تديله موزه
هديه كزت على سنانها من نفسها بسبب مقاوحتها مع قلبها اللى شافته بيتلاغى بسهوله.
ادم لف بسرعه من حرف المكتب جنبها بمرح و عمل نفسه بيصحح.

شاورلها بخفه و هو بيكتم ضحكته: لالا و ربنا و لا دى. مش عارف مالى انهارده. قلبى مش معايا
هديه خبطت ع المكتب بحده بكفوفها الاتنين و هو كاتم ضحكته بالعافيه على عصبيتها اللى بتلجمها بمجهود كبير.
شاورلها برخامه: قصدى عقلى اللى مش معايا. معلش تقريبا الاسلاك لمّست. منها لله اللى كانت السبب.

هديه نفخت بشؤاسه و اتحركت تمشى هو وقف و اتحرك يمنعها. من غير قصد هو حود للناحيه اللى حودت منها ف خبطوا ف بعض. هديه اتهزت بنفضه مجرد ما اتلامسوا. حاولت تحود الناحيه التانيه ادم من غير ما يحس كان بيلف جنبها ف خبطت فيه.
غمضت عينيها بضيق ع القدر اللى معاندها و هو متابع كل تفصيله ف وشها عن قرب كإنه بيرتوى.

معجبهاش إبتسامته اللى فهمتها انه اتطمن من مشاعرها انها لسه جواها. لفت وشها لورا بعصبيه شدت شنطتها و بتلف وشها كان ف نفس اللحظه اللى هو فهم ضيقها و قرب بجديه يمسك دراعها تلفله ف لبست فيه او وقعت جوه صدره!
ادم ابتسم و قبل ما يهزر عيونه لمعت من قرب وشوشهم: مش بقولك النصيب ده حاجه غريبه اوى. كل ما نبعد بمزاجنا او غصب عنا هو اللى بيجمعنا!

هديه لفت عينيها برفض. بتحارب صوتها يطلع، ليه مش عارفه! طول عمرها صحفيه و شغلتها الرفض!
ادم غمزلها بغزل يشاكسها بمرح: ايوه ايوه. تقريبا هو ده. اللى داق حبنا مسيره يشتقلنا
هديه حاولت تتحرك لبرا بعصبيه و هو زقها للكرسى تحتها برخامه: اقعدى يابت
هديه وقفت بضيق و قبل ما تتحرك كان زقها لتحت اتحدفت ع الكرسى: يا بت بقولك اقعدى.

هديه نفخت بنرفزه و بتسند على الكرسى تقف طرقع صوابعه ف الهوا بمرح يرخم عليها: يابت بقولك اقعدى يابت
هديه استسلمت بقلة حيله. ميلت راسها على إيدها اللى سانداها ع المكتب دارت الضحكه اللى اتمردت منها.
هنا ضحكت و هي خارجه و هو ضحك لمجرد انه نجح ف اول خطوه و هو يخليها تتقبل وجوده.
فضلت لحظات مميله راسها على دراعها و هو فضل لحظات بيتأملها عن قرب يراضى قلبه عن الفتره اللى فاتت.

حاول يهزر ينكشها: لاء احنا بننام بدرى على فكره
هديه حالة الثوره اللى فيها تاعباها اكتر من اللى عمله. مكنتش متوقعه هتضعف من مجرد تلمحه!
ادم استشف ده من ايدها اللى حركتها تحت عينيها ف ميل على راسها بتلقائيه باسها و طوّل اوى كإنه بيتنفس وجودها او بيسحب الوجع منها.
ميل راسه جنب ودنها بهمس يشاكسها: ياللى قادره ع التحدى، فوقى كده عشان تقدرى ع المواجهه.

هديه رفعت وشها برغم كل محاولتها للتظاهر بالقوه الا ان ضعفها غلب و سرّب وجعها لملامحها قسمتها بإحترافيه. مفيش مفر من المواجهه. خافت تلاقى منه تبرير يدفى قلبها و خافت اكتر متلاقيش!
ادم غمض عينيه بحزن و نطق بتلقائيه جات من كسرة ملامحها: انا اسف.

هديه محستش بدموعها اللى بتشارك صوتها الرد: اسف! اسف على ايه بظبط؟ اسف على انك كسرتنى قدام نفسى؟ و على انك وجعتنى عشان نفسك؟ و لا على انك اخدت روحى معاك؟ و لا اسف انك خلتنى افقد ثقتى في نفسى؟ و لا اسف على عياطى حتى و انا نايمه بسببك؟ و لا على كرامتى اللى راحت وانا بتذل و بتهان بسببك؟ اعتذارك ده يتقال لما تكسر اشاره مش على كسرة قلب.

ادم بصدق: انا بعشقك. و اى حاجه اتعملت منى سواء عن قصد او غصب عنى ف كانت برا نطاق بحبك او لاء. انا بحبك
هديه صوتها اتهز بتمرد: انت محترمتنيش. و انا عندى الاحترام فوق كل شئ. فوق الصداقه و فوق القرابه و فوق الحب كمان
ادم ابتسم بضعف لها: الغلطه الوحيده كانت انى مكشفتش كل ورقى قدامك. مش هبررها و مش هستنكر حقك ف الزعل منى. بس ارجوكى سامحينى عليها الاول عشان تعرفى تقبلى منى دفاعى.

هديه اتنفست بألم: و انا مُمكن اسامحك على اى حاجه الا انك تاذينى و انا بتعامل معاك بنيه صافيه
ادم قرب منها برجاء: طب تعالى نخرج ف اى حته
هديه كان جواها حته لسه عايزه تسمعه. عايزه تعرف ع الاقل ليه كذب عليها و حته تانيه رافضه اى مبرر او عذر و الاتنين رافضين منطق الحدوته كلها!
ادم ابتسملها يحاول حيرة مشاعرها: تعالى بس. هجبسلك نفسيتك اللى اتكسرت دى
هديه إدته ضهرها بكبرياء: لاء.

ادم قرب ضم كتفها من ورا حاول يقابلها بيه: عشان نعرف نتكلم. ع الاقل نشم هوا
هديه بصتله بإهانه اكتر من تهكم: هو انت بتشم؟
ادم ابتسملها: انا بحبك
هديه زعقت برفض مش عارفاه له و لا للصدق اللى ف عينيه و لا لقلبها اللى مش عارف يكذب: اللى بيحب مبيكدبش. مبيغشش، مبيخدعش. انت كداب يا ادم. كدبت عليا و عليها و الكداب مبيعرفش يحب يا ادم.

ادم سحب ايدها قعدها على كرسى قدام المكتب و شد الكرسى اللى قدامها قربه منها شويه و قعد بجديه: طب خلينا نقول انى كدبت عليكى انتى بس. هي لاء
هديه وقفت برفض و رفعت بكبرياء راسها رغم هزة صوتها: عشان انا حته من الشرع. عشان هددتها بيا. ف كانت عارفه بوجودى مش.

سكتت اما صوتها اتخنق برفض يكمل و هو وقف قدامها كمل عنها: مش عشان بحُبى ليكى صح؟ لاء كانت عارفه يا هديه. مفيش ست بتحب مبتحسش بلقمه دخلت بطن جوزها و هو برا ف مابالك بواحده دخلت جواه. لكن هي اتجاهلت ده. اهملته. مهتمش تصلح الغلط. تشوف الغلط فين اصلا. مهتمتش تدوّر ع الغلط عند مين. اتجاهلت ده رغم انى قولتهالها صريحة قبل و بعد ما حبيتك. مفيش ست مبتتزلزلش لو لمحت ف عيون جوزها طيف واحده تانيه و رحاب متهزتش حتى. عارفه ليه؟ عشان مش فارق معاها. عشان اللى بينى و بين رحاب مش زى مانتى فاكره او فاهمه.

هديه بصت ف عينيه قوى من غير ما تحس شافتهم صادقين بشكل ازعجها.
بصتله و تهتهت بعصبيه خرجت بقوة دفع بركان غيره فقدت السيطره عليه: و اتجوزتها ليه بقا؟

ادم سكت كتير بملامح تايهه حقيقى: هتصدقينى لو قولتلك معرفش؟ صدقينى لحد دلوقت اما بقعد مع نفسى مبلاقيش سبب واضح افهم منه نفسى اللى اخدت قرار زى قرارها. طريق و لقيت نفسى بمشى فيه. مجرد بعمل المنتظر. باخد خطوه لمجرد انها اللى عليها الدور. عمرى ما كان ليا رغبه ف حاجه لحد يوم ما قابلتك.

هديه اتحركت ادته ضهرها بكبرياء: بس هي الموجوده. و انا مستحيل أتنافس مع أى حد على شخص. بالعكس بفضى له المكان لإنى مؤمنه بمقولة اللى عاوزك مش هيحتار فيك.

ادم اتطمن لمجرد موافقتها للحوار: فرق كبير قوى بين اللى اختار حاجه عشان مفيش قدامه اختيارات غيرها و بين اللى اختار حاجه و تبّت فيها وسط الزحمة! انا مختارتهاش اد ما كان مفيش قدامى غيرها، لكن جيتلك من وسط زحمة طريقى و طريقك و عافرت لحد ما عملت سكه لنا لوحدنا ف وقت انتى كنتى لسه مذبذبه فيه من ناحيتى.

هديه اتنفست بعنف و ادم مد إيده و لفها له و ضم وشها بعشق: مش بالوجود يا هديه. عمرها بتتحسب لا بالزحمه و لا بالعدد و لا بالوقت و لا المكان
هديه بصت ف عينيه و مقدرتش تفهم ليه لمحت طيفها بيضمّه!

ادم غمض عينيه بألم و فتّحهم بهدوء و بصّلها بتعب كترجم على صوته: ما هو كل واحد حواليه بشر كتير. بس الناس بتتصنّف بناءاً على مواقفهم معانا سواء بالدعم أو التخلّى. في البحر كل السمك جواه و كله بيعرف يعوم بس على الميزان كل نوع و له سعره
هديه سكتت برفض و هو حاول يمسك إيدها: انا كان ممكن اقولك الشرع مدينى اربعه.

هديه شدت إيدها منه بشراسه: كنت عارفه انك جرئ و قولت لنفسى يمكن ده اللى خلاك تخاطر و تعمل معايا حركه زى دى. لكن اللى اشهدلك انى مقدرتش اعرفها انك بجح.

ادم اتخطى كلامها و بصّلها بصدق: بس لما جيت افكر فيها مقدرتش. مقدرتش لا افكر فيها و لا اعملها عشان اقدر انطقها و احطهالك مبررك. انتى اكبر من انى اخونك و لو حتى بإسم الشرع و انا اصغر من انى استقوى و ادوس على قلبى و ابقى ف حضن غيرك حتى لو لوقت
هديه بصت ف عينيه بصوت مهزوز زى قلبها اللى صحيح مجروح و رافض اهانة السؤال بس محتاج يسمع الاجابه: يعنى ايه؟ هتسيبها عشانى؟

ادم شاورلها بصدق: عشان نهاية الشئ افضل بكثير من استمراره بشكل باهت. عشان انكان لازم اعرف إزاى افرّق بين شخص بيحبنى و شخص بيحب اللى بياخده منى. عشان كان لازم افهم ان الحب مفهوش محاولات، مبيعرفش اللون الرمادى، يا اه يا لاء، مفهوش يمكن مع الوقت يجى. عشان كان لازم اخد بالى بدرى اوى ان البعد مش هيضر اد المعافره الغلط
هديه دارت عيونها بالتهكم: عشان كده زعلت منها اما رفعت المسدس عليك!

ادم هيتكلم هي سبقته بشراسه و هي بتشاور ف وشه بغيره عصبيه بتخرج بعد جهد من السيطره: اوعى تكذب. انا شوفت الصدمه ف عينيك وقتها.

ادم ابتسم لشراستها اللى بتضم قلبه: بس مش عتاب. عارفه ليه؟ عشان تفرق. مثلا. مثلا انا لو عديت على البواب و انا داخل و راضيته و مجرد ما عديت عليه ادانى قلم على قفايا هتصدم و لا هزعل؟ هتصدم صح؟ يمكن دى ازمة علاقاتى بناس كتير منهم رحاب. حتى انتى اما اتصدمت انك مشيتى و مبصتيش وراكى ليا. مفكرتيش تسمعينى الاول. بس انتى كانت صدمه تفوق صدمتى ف رحاب
هديه بصتله بذهول: انا؟ انا اللى صدمتك؟

ادم هز راسه بتأكيد: مشكلتى انى اما بتعامل مع الناس بستني منهم يتصرفوا زى ما انا كنت هتصرف لو انا في نفس موقفهم. بتوقع منهم يقدروا ب نفس القدر. و حتى لو مش هيبادلونى نفس المشاعر على الاقل يقدروها. يمكن اكون غلط بس ده انا. بس انتى و هي ف لحظه واحده خلتونى اتأكدت ان محدش يقدر يختار يخلى اللى قدامه يحبه ازاى او يحبه اصلا و لا لأ. هي معرفتش اخليها تحبنى بس حته جوايا عذراها لإنى محبتهاش انا كمان. و انتى معرفتش اخليكى تحبينى بالشكل اللى حبيتك بيه انى مستعد ارمى كل حاجه ورا ضهرى عشان ابقى معاكى، لكن انتى عشقتك و يمكن ده اللى محطلكيش عذر يمنع صدمتى.

هديه زعقت لمجرد انها مش قادره ترفض استنكاره لحبها. عاجزه عن انها تصرح بالحب ده: انت راجل متجوز. فاهم؟ متجوز! و عندك عيال! عارف يعنى ايه! يعنى كنت بتكلمنى و انت ف حضنها! بتفكر فيها و انت معايا!
ادم غمض عينيه بحزن على هزة إيدها اللى بتشاور بيها اللى مشاركه هزة جسمها: متحطهاش قدام عقلك كده
هديه صرخت بصوت مهزوز: امال احطها ازاى!

ادم حاول يمسك إيدها يقعدها بعد ما وقفت تانى: الحياة مش دايماًً منطقيه. متحسبيش كل حاجه بدماغك
هديه غمضت عينيها بألم: ياريتها كان لها حسبه تانيه
ادم لف وشها له و بص ف عينيها بصدق: احسبيها بقلبك. مش دايما حسابات العقل هي الصح و لا دايما القلب ملعون ف التفكير
هديه هربت بعينيها بعيد و هو ابتسملها شويه: طب عايز اسألك سؤال حطيه جنب اللى حصل قدام عقلك. لو كنت قولتلك انى متجوز ايه اللى كان هيتغير؟

هديه اخدت نفس تتكلم بإندفاع ادم سبقها و شاور ف وشها: مع العلم انى مكنش ينفع اقولك ده من البدايه للظروف اللى انا و انتى اتحطينا فيها. الظروف اللى مكنش ينفع تعرفى فيها اى تفصيله عنى. انتى حتى معرفتيش انى ظابط وقتها. بس بعد كده. بعد كل ده و بعد ما كان ينفع انى اقولك انى متجوز كنتى هتعملى ايه؟ هترتاحى! هتبقى مبسوطه! ايه اللى كان هيحصل او هيتغير؟

هديه بصتله قوى ف لحظات توهان كإنها بتلف ف دايره متوهاها و كل ما تلف تظهر قدامها مية ذكرى و ذكرى لهم سوا. افتكرت اد ايه حبته. لا هي حبته من اول لحظه. حبت الواد الجدع اللى كان عنده استعداد يخاطر بحياته عشان بنت ميعرفهاش و مكنش عنده استعداد يسيب بنت ف محنه لوحدها. حبت الراجل اللى قعد مع بنت اسابيع كتيره لوحدهم تحت سقف واحد و هو شايفها مخاطره و مجنونه و رغم ده ملمحتش ف عينيه لحظة تفكير واحده للغدر. حبت ذكائه و شخصيته و سيطرته على كل اللى حواليه حتى لو ف الغلط او ف اللى كانت شايفاه غلط. حبت هزاره و خفة روحه و دمه. حبت كل كلمه طلعت منه بشكل مخليها حافظه حتى ملامحه اللى نطق بيها كل كلمه مش الكلام بس. حافظه كل مكان جمعهم سوا. كل موقف و كل ذكرى. افتكرت كام مره راحت القهوه و الشقه و الخرابه و هي متأكده انها مش هتلاقيه هناك بس راحت لمجرد تحس بوجوده. تشوف مكان لهم فيه روح ترد فيها الروح اللى اتسحبت منها بغيابه!

ادم كان فاهم هي بتفكر ف ايه. كان عارف ان اما جه الوقت المناسب يقولها حقيقته مكنش ينفع. كان هيحطها ف معضله صعبه قدام عقلها هتتعبها و توجعها. هتتمزّع بين شدة قلبها لها يحايلها تفضل و شدة عقلها لها يخليها تمشى. هو عاش نفس احساسها ف اخد نصيبه و نصيبها من الوجع له.

مسك إيدها بترجى: انا عارف انى خاطرت. بس خاطرت عشانك. عشان لو كنت قولتلك كنت هدخّلك حرب انتى ف غنى عنها و هتتعبى و هتعب ف اختارت اتعب لوحدى. زى ما بيقولوا كده خاطرت من البدايه رغم انى شوفت الثقب ف سفينك عشان تستاهلى تعبى عشانك. عشان بحبك و عارف انك بتحبينى زى ما حبيتك حتى لو مقولتيش. كل كلمه، كل نفس، كل ضحكه، كل ذكرى و كل موقف جمعنا قال كده.

هديه بصتله بوجع: ماما مره قالتلى جمله مقدرتش استوعبها الا دلوقت. قالتلى مفيش اسوء من انك تشك ف مصداقية كل الذكريات اللى عشتها بسبب النهايه اللى جات و كسرت كل حاجه
ادم اتخطى كلامها عن امها اللى وجعه: النهايه دى احنا اللى بنحطها. احنا اللى بنختارها و انا يوم ماهختار نهايه هختارك نهايه لعمرى.

هديه بصتله بتهكم و اخدت شنطتها بعصبيه تتحرك لبرا ادم مسك إيدها بترجى: صدقينى انا و رحاب انتى كنتى اخر مشاكلنا، عمرنا ما كنا متفقين عشان نختلف عليكى
هديه بصتله بوجع: كفايه ان في حاجه اسمها انت و هى، انت و هي و عيالكم! لكن انا و انت؟ خلصت الحكايه من قبل ما تبتدى!

ادم ابتسم لغيرتها المتملكه من حركة كلامها: على فكره بمناسبة عيالى انا معنديش غير بنوته واحده. و اه عندها اربع سنين و شويه، و امها اللى وقفت و عايرتك دى و حاسبت عليها و على حقها هي متعرفش عنها حاجه اصلا. هي عايشه مع امى انا. هي رفضتها من حياتها لمجرد انها من ذوى الاحتياجات الخاصه و احتياجاتها دى مش ف حساباتها. تقريبا زيى عندها. لكن انا يمكن ليا لازمه لكن البنت لاء. دى سابتها و امى مع ابويا ف المستشفى يوم بليله لوحدها ف الشقه و الليل ليّل و بقت ضلمه و هما فاكرينها نسيتها من كتر ما رمت مسئوليتها. لكن هي كانت نسيت اصلا انها خلفت!

هديه بصتله قوى للحظات ف نفس اللحظه اللى هو هيميل على إيدها اللى مسكها يبوسها لمح الخاتم بتاعه لسه ف إيدها ف ابتسم بعشق ان لسه السكه منوره.
هديه منتبهتش لنظرته للخاتم او هو محبش يخليها تشوفه عشان متعاندش.

هديه اتهزت بصراع جواها، حته جواها غيرانه من مجرد سيرة انه له بنت من واحده غيرها، و حته تانيه مبسوطه انها كانت فاهمه الجزئيه دى بالذات غلط، بنته عندها اربع سنين، يعنى مخلفش و هو معاها و دى كانت جزء من وجع روحها!

بصتله بشكل تايه: انت ليه سميتها هديه! ليه على اسمى زى ما مراتك قالت و ليه كنت بتحلم بيا! مع اننا متقابلين من شهور مش سنين!

ادم سكت بإبتسامه تديها اجابه صامته. مش عارف عشان معندهوش استعداد يدخل معاها ف معركه تانيه و هو مخلصش لسه من معركته الاولى و ده يخليه يخسرها ف حربه دى. و لا عشان يسيب جواها حته له حتى لو فضول و ده يسيب بابه موارب عندها! بس هو بعد وجعها ده يستحيل هيوجعها تانى! يستحيل يقولها! اى حاجه هتوجعها تانى هيشيل نصيبها فيها من الوجع!

حقيقى معرفش غير انه رفع إيدها باسها بعشق: انا بعشقك. ف يوم ابويا قالى انك مشكلتك اللى مخلياك دايما مش مبسوط انك دايما مستنى بس مستنى ايه انت نفسك مش عارف. و انا اما حبيتك عرفت انى كنت مستنيكى. عرفت اما لقيتنى حبيتك الحب اللى اقنعنى ان اللى فات كان لازم يفوت عشان انتى تجى.

هديه سحبت إيدها منه بهدوء ميتناسبش مع رفضها: حتى لو مش هعرف أعيش من غيرك مش هقبل وجودك في حياتى تانى لمجرد انك كداب. مش هعرف اثق فيك تانى. قولتلك قبل كده الخيانه نزوه لكن الكدب طبع
ادم مسك إيدها و هي بتتحرك للباب: حطى قدام اى حاجه بتفكرى او هتفكرى فيها انى بحبك و اى حاجه سواء جات او هتيجى ف مجابهاش غير حبك.

هديه لفّت وشها له قبل ما تخرج و رفعت راسها بكبرياء: حبك ليا مش انجاز و لا حاجة تستحق انى اشيلهالك جميل يعنى. لانى فعلا اتحب. و ده مش غرور بس انا عارفة قيمة نفسى كويس زى ما انت كنت عارف قيمتك كويس و انت بتقربلى و ده اللى خلاك خبيت نفسك عنى عشان عارف ردى وقتها كان هيبقى ايه.

ادم بلع اهانتها بوجع عليها اكتر ماهو منها و هي اخدت نَفس طويل و هي بترفع راسها لفوق بشكل مشافهوش كبرياء اد ما شاف دموعها اللى بتسرّع انفاسها تداريها.

هديه حطت إيدها على الباب قبل ما تخطيه و بصتله: عارفه قلبى كويس، عارفة لما بحب بعمل ايه عشان الناس اللى بحبهم. عارفه انى بعمل اللى عليا و زياده ف انى اخلى اللى بحبهم مبسوطين و مش شايلين الهم لحاجه. عارفه انى مش متطلبة و لا زنانة و لا خنقه. بعرف امتى اسكت و امتى اتكلم. بعرف اترجم حبى لتصرفات و افعال مش مجرد كلام و بس. بعرف اكون حنينه و احتوى الشخص اللى بحبه و اقبله و استوعبه بكل حالاته. واديله مساحته الشخصيه ف انه يتنفس. يعنى يوم ما كنت هتصارحنى الحب اللى جاى تتكلم عنه دلوقت ده لو كان فعلا موجود كان هيخلينى اتقبّلك ف كل حالاتك اللى مكنش من ضمنها كذاب.

ادم قرب بلهفه منها يمسك إيدها و نطق بندم: بس انا
هديه سحبت إيدها منه بعزة نفس: عشان كده قولتلك انى انا عارفه انى فعلا اتحب و استاهل اتحب زى مانا عايزه و بالطريقة اللى ترضينى و تفرحنى. استاهل اتشال عالراس و جوه العين كمان. استاهل الناس اما تشوفنى تشاور عليا و تقول هي غاليه اوى للدرجادى عشان يتعمل عشانها كل ده! ميتقالش عنى رخيصه!

ادم افتكر كلمة رحاب لها و ملامحه اتشنجت بعصبيه: دى هي اللى تستاهل تكون
هديه قاطعته برفض: انا اللى استاهل اللى يحطنى ع الراس مش على لسان كل حد شويه! استاهل حد يديني كل المشاعر و الحب و الاهتمام اللى هيلاقيه منى. استاهل حد يكون شبهي وشبه قلبى. و لا انا و لا قلبى عمرنا كنا كذابين.

كإن الادوار بينهم اتبدلت. ادم بصّلها بضعف موجوع و هي رفعت عينيها بقوه و اخدت نَفس براحه كإنها رمت التقل اللى كان كاتم على قلبها! سابته و مشيت لحد ما اختفت من قدامه من غير ما تحاول تبص لحظه واحده وراها!
ادم اتحرك وراها يوصّلها و مع رفضها اتحرك بالعربيه وراها لحد ما وصلت البيت و رجع على شغله.

انس بص للمحقق و مد ايده اخد منه الورق بحذر.
بص فيه بصدمه و مجرد ما رفع عينيه من عليه اتقابل مع علا ف نظره عنيفه.
بص للمحقق اللى قطع نظراتهم بكلامه: الكشف الجنائى حقيقى نجدك يا استاذه علا
علا بصتله بدموع نزلت و ضمت نفسها بإيديها.
المحقق: كده الكشف اكد كلامك ف التحقيق. انه دفاع عن النفس. كون ان في محاولة اعتداء و اثر ضرب حتى لو مش خطر ده شئ اد ما اذاكى بس نجدك بشكل قانونى.

انس بصلها بنظرات تعنيف و بص للمحقق: كده ايه اللى المفروض يحصل؟
المحقق بص للورق و بصّله: بما ان مفيش الطرف التانى عشان نستكمل التحقيق و ناخد اقواله ف هنحولها للجنائيات و من هناك هتتحوّل للمحكمه و نستدعى استاذه هديه للشهاده. و ادعى ان القاضى يبص بعين الرحمه لحالتها
انس وقف اول ما شاف العسكرى بياخد الامر يتحرك بيها و خرج بسرعه وراها.

وقف بشكل عنيف و شدها بغضب و قبل ما يتكلم بصلها بحذر اما شافها بتضم نفسها بدراعاتها و جسمها بيرتجف بشكل قوى لاحظه من دراعها اللى ماسكُه.
انس بص لدراعها و بصلها بحذر: انتى مش بتمثلى، صح؟
علا غمضت عيونها بحزن و هو بصلها بشك فيها اكتر ماهو ف كلامها.
اخد نَفس و بصلها شويه بمراقبه: عموما كويس. المفروض انك هتخرجى منها خلاص بعد اللى حصل. اللى حصل ساعدك و لولا كده كان زمانك بتتمرجحى على حبل المشنقه.

علا دمعت بصمت و هو بصلها بترقب: اكيد مبسوطه انك فلتتى منها. ايه يعنى حادثه، اهى نجدتك!
علا دموعها نزلت و هو بصّلها قوى و فقد سيطرته على عصبيته قدام حزنها اللى اكد انها اتأذت بشكل يوحى ان الحادثه عندها ابشع من القضيه.
انس شدد على مسكته لدراعها و زعق: انطقى. الحيوان ده قربلك؟
علا اترعشت برجفه و هو بصلها قوى بصدمه.
هزها بعنف مع عنف كلامه: شايفه عملتى ف نفسك ايه! فرحانه اوى بالشغل اللى عملتيه؟

علا عيطت: انا مكنش قصدى. انا. انا متعوده بتحرك ف شغلى بالشكل ده. بس المرادى
انس قاطعها بعصبيه غير مبرره: المرادى ايه؟ كنتى مستنيه المرادى؟ المره اللى هتلبسى فيها عشان تفوقى!
علا: و الله انا ما عملت حاجه. انا نزلت
انس زعق: نزلتى تقلدى واحده دماغها انيل منك! بس مفكرتيش ان ظروفك غير ظروفها! ان هي في حد ف ضهرها!

علا: انا معملتش حاجه. ملحقتش. انا بس يدوب دخلت الجيم و حاولت اعمل زى الشباب اللى هناك و انى يعنى منهم عشان احتك بيهم. حسيت انى احبطت اما معرفتش. خرجت و الراجل ده خرج ورايا و بعدها حاول يزنق عليا ف الحوار. اما حاولت افلت هو حس انى ضعيفه و هيقدر عليا. محستش بنفسى غير و انا بضربه.

انس بصلها اوى برفض و هي هزت راسها بدموع: و الله هو اللى حاول. حاول يقرب. حتى هدومى كانت لسه عليا. بس هو معملش حاجه اكتر من. هو بس
عيطت و انس شدها بعنف قبض على دراعها: انتى غبيه! مش قادره تفرقى للدرجادى بين الشجاعه و الغباوه!
علا: انا مش اول مره اتناول موضوع اعلامى بشكل عملى. انا و لا غيرى ف المجال ده متعودين ننزل الشارع و.

انس زعق: طب هي ادم كان معاها خطوه بخطوه و لولا وجوده كان زمانها لبست زيك! لكن انتى معاكى مين!
علا بصتله بنظرة خوف بتصفى شويه بشويه مع نظرته لحد ما ساب دراعها.
انس رفع وشه لفوق و اخد نَفس عنيف و خرّجه مره واحده و حرّك إيده على وشه بعصبيه و هو بيلف حوالين نفسه بضيق.
بيلف وشه لها شاف واحده مقربه منها و بتضمها اوى و تعيط.
علا: ادعيلى يا ماما و النبى ادعيلى انا مكنش قصدى اقتله. هو. هو.

امها عيطت: بدعيلك. بس انتى اجمدى كده و ان شاء الله هتطلعى منها. هما هيعملوا ايه دلوقت؟
علا: بعتونى للنيابه عشان اتحوّل للمحاكمه من هناك
امها عيطت و ضمتها: انتى. انتى مش قولتى ان الظابط ده هيقف جنبك؟ الظابط اللى. اللى وقف جنبك ف التحقيق ده. مش قولتى شكله ابن حلال و هيساعدك!
علا بصتلها بحزن: ما خلاص. خلاص بقا
امها بصتلها بخوف: يعنى ايه؟ هيسيبك؟ انتى قولتى شكله كويس.

علا رفعت وشها و اتقابلت مع انس ف نظره طويله شبه كل اللى حصلها ف غرابته.
انس ابتسم غصب عنه و اتكلها على عينه و هي بشكل باهت ابتسمت بعفويه.

رحاب رايحه جايه بعصبيه و بتخبط قبضة إيدها ف كفها. بتغيب و تبص للبلكونه و ترجع بخنقه.
امها متابعاها بنفاذ صبر لحد ما حدفت اللى ف ايدها و قامت قربت منها.
قبل ما تنطق رحاب شاورتلها: الله يخليكى مش عايزه اسمع تقطيم. انتى اللى خايبه و انتى اللى زفت و انتى اللى مش عارف ايه! انا فيا اللى مكفينى.

امها شدتها قعدتها: هو انك خايبه ف انتى خايبه صحيح. بقا يابت مش عارفه تتدلعى عليه! تجرجريه! بقا حتة الزرقا دى انصح منك! مخلياه مش على بعضه من ساعة ما عملت فيها ملويه! ده ملففاه حوالين نفسه زى النحله! ده معتش بيدخل البيت الا عشان يغير هدومه و ينزل!
رحاب نفخت بعنف و امها شاورتلها بسخريه: طب و الله انا شاكه انه اتجوزها و.

رحاب وقفت بعصبيه: كفايه بقا. قولتلك مش عايزه اسمع تقطيم. حرام عليكى انا فيا اللى مكفينى
امها قعدتها بتراجع: يا بت انا خايفه عليكى. ماهو لو فضلتى رايحه جايه تهرى و تنكتى كده مش هينوبك منه حاجه غير هتنامى و تصحى تلاقى نفسك خلصتى من كتر الاكل ف نفسك
رحاب وقفت بعصبيه: يوووه
امها وقفت قدامها: طب اسمعى. هقولك تعملى ايه. انتى تروحى ل.

رحاب قاطعتها بخنقه: حتى دى مش عايزه اسمعها. كفايه بقا. كفايه نصايح. نصايحك ودتنى ف داهيه و انا زى الهابله ماشيه وراكى. حذرنى كتير و انا اللى مسمعتلهوش.

سابتها و سابت الشقه و خرجت. طلعت مخنوقه مش عارفه تروح فين. نزلت ع السلم بخنقه و للحظه وقفت و بصت فوق. بصت على شقتها و ابتسمت بزعل و طلعت بسرعه!

انس دخل على ادم مكتبه و وقف بغيظ.
ادم رفع حاجبه: خبط ع الباب يا زفت
انس حط إيده ف جنبه: لا اقولك نكته اسهل. بيقولك مره واحد عنده شغل بس ماعندوش دم
ادم ضحك غصب عنه: دماغى مش فيا دلوقت
منير دخل و زق رجله و عدى قعد جنبهم: امال مع مين يا ابن الصياد؟
ادم اتنهد بإرهاق و ابتسم غصب عنه اما افتكر الكلمه بمشهدها.
منير غمزله: يابنى ما قولتلك الراجل المصرى لا بيتجوز اللى بيحبها و لا بيحب اللى بيتجوزها.

ادم ضحك ضحكه صغيره: تقريبا انا اللى حياتى مخرومه كل ما حد يدخلها من حيث لا ادرى يخرج من حيث لا احتسب
منير رفع حاجبه: خلاص يبقى إسمع لعقلك القلب معروف اصلا أنه وسخ
ادم بخمول: لا انا امنت انى انا تخصص علاقات لا راضيه تنتهى و لا راضيه تستمر
منير رفع حاجبه: امال عايز ايه؟
ادم: أنا عايز أرجع امتحن بالورقه و القلم و استلم النتيجه ام خمسه جنيه دى من البواب بدل ما بمتحن بخازوق و اخد النتيجه ع قفايا.

انس ضحك غصب عنه مع منير و ادم ضحكلهم بصمت: و الله ‏أنا فاضلى ضغطه نفسيه كمان و هبدأ أحدف الناس بالطوب
منير: لا طوب ايه اصبر بس. ده لسه. قال على رأى المثل لو حاسس انك منطفى و بطاريتك فضيت اتقل لسه في حد هيجى يعضعضك
انس رفعله حاجبه: ده مثل؟
منير ضم عينيه بمرح: مش عارف
انس بصّله شويه: انت اول مره تبقى بالضعف ده. من امتى و انت بتضعف قدام واحده! انت بتحبها اوى كده بجد؟

ادم اخد نَفس طويل و ابتسم من صورتها اللى اترسمت بتلقائيه قدامه: تقدر تقول كده زى ما قولتلها. احببتها حتى اقنعتنى ان ما مر من العمر كان انتظارا لها
انس بصّله بيأس: متأكد انها هتبقى قرار صح؟
ادم بصّله و انس كمل بتوضيح: مش قصدى انها هتبقى زى رحاب. قصدى انك فاهم انك بقرارك ده بتدخل حرب تانيه. حرب من نوع اخر. مع حمزه باشا!

ادم سكت كتير لإنه معترف بينه و بين نفسه بنقطه زى دى لكن هو عنده طاقه جواه بتاعتها هي و بس ممكن يعمل بيها اى حاجه.
اخد نَفس طويل: اجرب حتى لو هندم أحسن ما اندم إنى مجربتش
انس: اتأكد الاول يا ادم انك بتاخد القرار الصح قبل ما تتخزوق تانى، انت مش حِمل خازوق جديد
ادم ضحك بيأس: انا معنديش حاجه اسمها اختيار قرار الصح. أنا بختار القرار اللى يعجبنى و أخليه انا صح بقا على مزاجى.

منير ضحك بخفه: عشان ماشى ورا قلبك و انا قولتلك ده قذر. يابنى خدها نصيحه من العبد لله، لو عقلك غلب قلبك اعرف انها هتعدى معاك مستوره، و لو العكس حصل فأهلا بالخوازيق
انس اتكلم بجديه: ادم. انا فاهم ممكن يكون جواك ايه من وقت الحادثه. لاء من قبلها. انت بتعشق هديه. اما رحاب ف كنت يدوب متقبل وجودها ف حياتك لمجرد ان حياتك فارغه او ان كده كده هتتجوز و هي المتاح قدامك.

ادم: عايز تقول ايه؟ انى مراية حبى لهديه مخليانى مش شايف حاجه من رحاب! و الله ياريت
انس: مش يمكن رحاب اتصرفت كده اما رجب طلب منها كده لمجرد انها مقدمهاش حل تانى.

ادم اتعدل برفض و اتعصب: اولا رجب مطلبش منها كده. رجب رمى عرضه قدام الاتنين و هي اللى اختارت. ثانيا هي اما قررت تعمل كده مكنتش تعرف حاجه من اللى بينى و بين هديه غير اللى هي كانت عارفاه اصلا و شايفاه و بتتعامل معاه على انه نزوه ف مكنتش بتنتقم لاء. و لا حتى انا شوفت غضب ف عينيها يبرر ده. دى مفكرتش يا انس لا فيا و لا ف حاجه غير نفسها. مفكرتش حتى ف بنتها اللى من غيرى هتتيتم ف ظروفها دى.

انس بصّله بحيره: مكنش قدامها حل تانى مش اقصد انها حل معاكوا انت و هديه و انها تنتقم. اقصد حل تانى من نفسها. يعنى هي مثلا مش زى هديه. مش ف عقلها و خبرتها و تجاربها و احتكاكها. عارفه نفسها يعنى مش هتعرف تتعامل مع الموقف!
ادم رد برفض: انت مقتنع باللى بتقوله يا انس؟
انس: يا ادم في ام بتموّت عيالها عشان عارفه انهم هيموتوا كده كده من الجوع.

ادم بتهكم: و في ام بردوا بتنام جنب قبر ابنها لمجرد انها مش عارفه تعيش من غيره
انس اتنهد بإستسلام و منير اتدخل بجديه: و في ام بردوا بتموّت عيالها عشان عشيقها
انس بصّله بغيظ: اخرس انت
ادم: لا هو صح. و ده اللى شوفته ف عيون رحاب. الانانيه!
انس: بس بردوا لو كانت تعرف اى تصرف تانى كانت هتتصرف اكيد. هي مش زى هديه ف مينفعش تحاول تشوفها فيها.

ادم: هديه شبهى. نفس الطاقه نفس الحماس. نفس الاصرار و القوه و الاراده. عندها يقين بنفسها و شغلها. عندها مبدأ دايما جواها بيقولها انها تستحق الاحسن ف عشان كده مبتستسلمش قدام اى حد بسهوله مع اننا مش عِشره
انس ابتسم بيأس: بس تربيه واحده. تربية حمزه باشا بقا!

ادم ابتسم غصب عنه و انس قرب شويه منه: يا ادم انا قصدى ان رحاب انت سابقها بكتير بعقلك و خبرتك و احتكاكك بالعالم برا. غير مثلا هديه اللى لو كانت مكان رحاب و ف يوم قولتلها مشغول عشان طالع مهمه ممكن ترتبهالك و تخططهالك لا و تطلعها معاك!

ادم سكت كتير و افتكر نقطة البدايه بينه و بين رحاب اللى مش عارف يفهم نفسه ابتداها ازاى! ليه مفكرش! ليه معملش حساب كل ده! هو غلطان زيها! لا هو اكتر عشان هو اللى اختار و هو اللى ابتدى!
انس: ممكن تكون ف البدايه حبيت رحاب فعلا بس الحياه شرسه و معاركها مخيفه و غالبا مشكلتك معاها انك اختارت واحده راميه حملها عليك مش مشاركاك.

ادم بص لأنس و اتعدل: يمكن يكون كلامك فيه شئ من الحقيقه، لكن ده مجرد جزء من حاجات كتير. كتير اوى. رحاب اختارت نفسها حتى لو مكنتش هتعرف تتصرف ف الموقف. ماهى كانت تضمن منين انه هيسيبها تخرج اصلا! لكن هي من غير تفكير اختارت نفسها و دى مشكلتى مع رحاب. انا دايما اخر اهتمامتها.

انس بصّله و ادم حكاله كتير عن تفاصيلهم لمجرد انه عايز يفضفض. يسمع من حد برا الحكايه. حكاله كتير حتى عن موقفها من ابوه و هو ف المستشفى و رفضها تقف جنبه. عن تخليها عن بنتها خاصة ان انس ميعرفش عنه تفصيله زى دى!
انس اتصدم: هو انت بتتكلم بجد؟ يعنى هي رفضت تبيعلك الدهب اللى راحت باعته لامها؟ و انت عادى كده و نزلت معاها كمان؟
ادم هز راسه بتأكيد و انس بصّله بذهول: و بنتكوا؟ يعنى ايه مش معاكم؟ ليه؟

ادم: عشان مش عارفه تتعامل معاها؟
انس استغرب: يعنى ايه مش عارفه تتعامل معاها؟
ادم هز راسه بتعب و انس بذهول: و مراتك بعد كل ده مبتحاولش تصلح؟

حمزه خبط و دخل رغم انه مسمعش رد.
هديه غمضت عيونها و حمزه ابتسم بحزن: هديتى
هديه دموعها زادت بدل ما تداريها و حمزه سكت بحزن اما فهم انه اختار الدخله الغلط.
حمزه: حبييتى. اللى انتى فيه ده مش هينفع. انا مش بقلل من جرحك. انا عارف ان اللى انتى فيه ده صعب و صعب اوى كمان. بس انا قولتلك من الاول سيبى باب قلبك موارب مهما حبيتى عشان يوم ما تتعبى تعرفى تتنفسى.

هديه دموعها زادت بصمت: قهرنى اوى يا بابا. اوى. ادم طلع كذاب. حذرته و عمل اكتر حاجه حذرته منها
حنين دخلت و قعدت جنبهم بقلق: كدب عليكى ف ايه؟
هديه بصتلها بتوتر و دموعها زادت ف ميلت راسها بين ايديها.
حنين رفعت وشها بلهجه قويه: كدب ف ايه؟
هديه اتكلمت بصوت مبحوح كإنها بتطلع محتوى جرح جواها مش كلام: طلع متجوز
حنين اتنفضت برفض و اتقابلت بعينيها مع حمزه اللى غمض عينيه.
حنين وقفت بجمود بدون تفكير: يبقى تسيبيه.

هديه رفعت وشها بملامح تايهه كإنها الكلام ده بعيد عن اللى جواها او صادم لها، برغم موقفها!
حنين بصتلها برفض: انتى عايزه تتجوزى واحد متجوز! ده لو اعتبرنا انه مكنش بيتسلى؟ هي دى قيمتك؟ هو ده مقامك اللى كنتى بتتكلمى عنهم! لاء و كذاب كمان و يا عالم كدب ف ايه تانى؟
هديه صرخت بوجع: انا مقولتش انى عايزه. مقولتش. مش عايزه. انا بس مش عايزه ازعل. عايزه اعرف انا بعيط ليه دلوقت؟

حمزه لمس اوى وجعها يمكن لإنه شاف فيها جزء من حنين معاه او يمكن شايف نفسه ف ادم حاليا و ده اللى مخليه حته جواه بتشده وراه يتحامى فيه.
حنين قعدت جنبها بحزن لعياطها: متخليش إحتياجك لوجود شخص يجبرك تستحملى أذاه. ده اذاكى ف اغلى حاجه ممكن تملكها الواحده من شريك حياتها. الثقه. هتثقى فيه تانى ازاى! هتصدقيه ازاى بعد كده! هتتعبى و هو هيتعب و العلاقه هتهد فيكم اكتر ما تبنى!

حمزه شاورلهم: طب خلينا نتفق ف الاول ان مفيش بنى ادم مبيكدبش. برا الانبيا و الرسل كله بيكدب
حنين بصتله بحده و هديه بصتله بضعف و هو شاور للإتنين بتفهّم: ممكن نتفهّم شويه. انا قولت ده اللى بيحصل مش ده الصح اللى هنركنه على جنب شويه لحد ما نفهم
هديه بصتله بنجده: يعنى ايه؟
حمزه حاول يبسطهالها ف جابهالها من جهه تانيه: يعنى انتى مسألتيش و هو مجاوبش. ف اسمه خبّى مش كذب.

هديه وقفت بحزن: انا اللى كنت فاكره ان علاقتى بيه فوق مستوى السؤال و الاجابه
حمزه مسك إيدها بإيد قعدها: طب مفكرتيش ليه ف سبب انه سكت عن حاجه زى دى مقالكيش؟ لو كان بيلعب كان عرّفك اما شاف حبه ف عينيكى. كان استغل ضعفك و هو عارف انك مش هتعرفى تستغنى عنه و اعتقد انك حتى لو مقولتلهوش عن حقيقة مشاعرك فهو مش غبى انه يفهمها. ده ان مكنش فهمه لها هو اللى شجّعه يقرب
هديه بصتله بتوهان: يعنى ايه؟

حمزه طبطب على إيدها: يعنى ورا كل سكوت الف حكايه نفسها تتحكى و مش لاقيه بدايه. و ان ف يوم لقيت البدايه تخاف تحكيها لتوصّلك للنهايه او لباب مقفول. انتى مسمعتيش الحكايه دى
هديه افتكرت ادم اما رفضت تسمع تفاصيل علاقته مع رحاب.
افتكرت اما قالها انه خاف من رد فعلها اما يقولها قبل ما يقفل حكايته مع رحاب: قصدك انه هو كمان حبنى و كان خايف يقولى لا اسيبه! بردوا كدب. كفايه بس انى كنت جزء من حياته مش كلها.

حمزه: بس قلبه كله معاكى. مش هيرمى كل ده ورا ضهره و حياته باللى فيها و يجيلك و يبقى محبكيش!
هديه صوتها اتهز: كفايه انه حب قبلى.

حمزه ابتسم اما حس غيرتها و ده معناه انها موجوعه مش كارهه: بس انتى اللى بجد. الحب اللى بجد مش الحب الأول يا حبيبتى. الحب اللى بجد هو الحب الأخير. حب الشخص اللى قدر يلملم جروحك و يرجعلك ثقتك بنفسك. الشخص اللى كان العوض للتانى بعد الوجع و الخيبه و فقدان الأمل. الشخص اللى شال معاه همومه و حاول يصلح اللى اتكسر جواه. الشخص اللى حبه و هو مستهلك و مستنزف و انتى عملتى ده مع ادم. حبتيه ف وقت و ظروف كان ف صوره اوحش بكتير من حقيقته. و اما عرفتى حقيقته وقفتى جنبه ف ظروف ابوه و سندتيه. ورتيه حاجات يمكن يكون مفتقدها و يمكن يكون بيدور عليها و يمكن هو اصلا حبك قبل ما يشوفها.

هديه عيطت بإستسلام: أنا مكنتش عاوزه منه حاجه غير انه يفضل جنبي. كنت بطمن بوجوده ف حياتى. ليه كسرنى قدام نفسى بالشكل ده؟ أنا من حقي أفهم ده كله حصل ليه؟ ليه حطنى ف وجع بالشكل ده؟ انا كان اهون عليا يخونى معاها و لا انه يخونها هي بيا! يحطنى قدام مراته و اصحابه اللى اكيد عارفين و الناس البنت اللى ماشيه مع راجل متجوز. مين فيهم صدق او هيصدق انى مكنتش اعرف! مين فيهم هيفهم التوهه اللى انا فيها دلوقت و هيشوفنى لو راضيت قلبى و فضلت معاه انى محترمه؟

حمزه عينيه دمعت على صرخة وجعها قبل صوتها و هي بصتله: قولى يا بابا يحطنى قدام عقلى ف دوامه زى دى ليه؟ يخلى عقلى يجرح فيا زيه ليه؟ يفضل عقلى طول الوقت يقولى هو معقول كان بيضحك عليكى؟ طب معقول كنتى عايشه كل ده في وهم؟
حنين دموعها نزلت و قوتها اللى كانت بتتكلم بيها من شويه اتبخرت اما شافت فيها ضعفها.

حنين بصتلها و هي وقفت قدامها بوجع: ده انا كنت بحس نفسى معاه تافهه و طفله رغم انى جد طول الوقت ف شغلى و دراستى و مع اى حد. طب هو مكنش عارف من الأول انى هعرف! مقدّرش ليه وجعى اما اعرف! انا محستش لحظة انه بيضحك عليا!

حمزه وقف و هي لفت وشها له: ده انا اوقات كتير كنت بحس معاه انى بنته مش بس حبيبته. انى كل حاجه ف حياته. قولى ازاى كنت بحس معاه كده و انا جزء من حياته مش كلها! قولى وصّلى الاحساس ده ازاى! قولى لما هو مش كداب حسسنى بالاحساس ده ازاى!
حمزه مسك إيديها: يبقى لازم تهدى. طالما بتحبيه يبقى لازم تهدى
هديه سابته و اتحركت بعيد كإنها بتهرب: مبحبهوش. مبحبهوش. انا بكرهه
صوتها استخبى وسط دموعها اللى غلبته بوجع.

حمزه بصلها بحزن: لا بتحبيه. لو كرهتيه مش هتتوجعى. الوجع المميت اللى انتى فيه ده ميجيش غير من قلب حب بجد با هديه. انتى عارفه انى اول مره اشوف دموعك من يوم ما اخوكى غاب!
هديه عيطت: انا مبقتش عارفه حبيته و لا لاء. و بحبه دلوقت و لا بكرهه.

حمزه: عشان داس على كرامة الست اللى جواكى لغبطك و خلى موازينك اختلت. عشان كده بقولك متاخديش اى قرار دلوقت. خدى وقتك مع جرحك و اتعاملى معاه. لكن القرار سيبيه لبعدين. سيبيه لما تبقى اهدى. عشان لما تهدى متحسيش انك اتسرعتى
هديه قعدت بتعب و بصتله بلغبطه: بابا. هو انت عمرك كذبت على ماما؟
حمزه كان قاصد يهرب من عيون حنين اللى بتلقائيه مشافش غيرهم ف اللحظه دى و اتقابلوا ف نظره سريعه كل واحد فيهم هرب منها!

هديه بصت لنظراتهم بإنتظار و هو حاول يبتسم و يهزر: ايه انتى هتقلبى الترابيزه عليا و لا ايه؟ لا على فكره مش كلنا مصطفى ابو حجر
هديه مبتسمتش و لا تقبّلت تغيير الحوار: بابا ارجوك
حمزه ابتسم بتوتر: مانا قولتلك ان الانبيا بس و الرسل اللى مبيكدبوش
هديه صوتها اتهز كإنها بتستنجد بكلامه: يعنى ايه؟
حمزه ابتسم: يعنى اى اتنين لازم بينهم من كل حاجه مشكله. بس بتعدى مع اللى عايز يعدى و بتقف مع اللى رافض يكمل.

هديه بصتله برفض و حمزه قعد جنبها و بصّلها شويه بمغزى: هديه هسألك على حاجه. لو ادم كان قالك انه متجوز اما عرفتى انه ظابط. يعنى عرّفك بقية حقيقته اما عرفتى كنتى هتعملى ايه؟
هديه بصتله قوى و مش عارفه ليه سمعت سؤاله بصوت ادم كإنه بيكرره عليها بعد ما سألهولها و هو معاها.

حمزه بسهوله قدر يفهم ان ادم كمان سألها و فهم بردوا ان ادم فاهمها و فكر زيه و انه كان صح اما قالها انه ورا سكوته حاجه لازم تسمعها و هي انه حبها بجد و خوفه اللى سكّته.

هديه صوتها اتهز و وقفت بتوهه تتكلم كإنها بتهزى: مكنتش هحس انى اتضحك عليا يا ادم. انك استغلتنى. انك شوفت حبى ليك اللى حسيته قبل ما اقولهولك على انه ضعف و استغليت ضعفى ده. كنت هتوجع اه و اوى كمان. هحتار اه و يمكن ابعد و يمكن لاء. لكن مكنتش هخاف استسلم لحبك و احس انى مجبره مش عاشقه. مكنتش هحس انى ظلمت حد. قهرت واحده تانيه و عملت اللى مقبلش عمرى يتعمل فيا. خربت بيت عشان ابنى بيت ليا.

حمزه فهم انها بترد على ادم الاجابه اللى مقدرتش تصرّح بيها قدامه.
هديه بصت لحمزه بعد ما مسحت دموعها كإنها هي اللى كانت مورياها ادم قدامها: ذنبها ايه مراته اننا حبينا بعض! مش يمكن بتحاول تصلّح بس انا اللى بينهم!

رحاب طلعت شقتها و دخلت. اول مره تدخلها بلهفه يمكن من بعد يوم فرحهم!
بصت لملامح الشقه المتبهدله بزعل. اتحركت ف الشقه و كل حاجه تقابلها تلمسها بمشاعر غريبه كإنها بتحس بقيمتها! ده لسه بيتها و ادم لسه مطلقهاش لكن ليه حاسه انها فقدت الحاجه اللى بتحس بقيمتها دلوقت!
بصت حواليها للحاجات المرميه اللى كسرتها اخر مره اتقابلوا هنا!
غصب عنها ابتسمت و عيونها دمعت!
قربت تدخل اوضتها بس عدت على اوضة ادم.

وقفت لحظات و دخلتها لاول مره بمشاعر غريبه.
كإنها بتشوف كل حاجه فيها لاول مره فعلا!
حرّكت إيدها على تسريحته و برفانه و حاجته. ميلت على سريره و قعدت و حطت وشها عليه لحد ما قامت بخنقه! افتكرت اخر مره اتقابلت معاه ع السرير ده و رفضها. بس قبل ما تتعصب افتكرت كام مره رفضته من غير ما تحس انها بتستنفذ رصيدها!

فتحت البلكونه تتنفس بس مش عارفه. افتكرت كل مره كان بيهرب من خناقه او حوار بينهم و يفتح البلكونه! اد كده كان مخنوق!
لفت تدخل الاوضه عينيها اترفعت لفوق و شافت بلكونتها. ابتسمت غصب عنها ابتسامه باهته. افتكرت يوم ما نط من ع البلكونه يصالحها!
دخلت بخنقه اكبر و قعدت على حرف السرير.
بصت لدولابه قدامها و قامت فتحته. بتقلب ف هدومه بإبتسامه.
لمحت كيس صغير بصتله بفضول. مدت ايدها فتحته و شافت فيه كاميرا.

بصتلها قوى و قبل ما ترجعها اخدتها بفضول و قعدت ع السرير. حاولت معاها لحد ما فتحتها!
فيديو ورا فيديو ورا فيديوهات كتير لأدم مع هديه! صور كتير! و هما بلبس غريب ف منطقه عشوائيه! و هما بلبس حلو ف مستشفى! و هما ف مكان غريب فيه بخور و نار! فتحت الفيديوهات واحد ورا واحد و عينيها بتتخنق بقهر!
وقفت عند فيديو لادم مع هديه بشكل غريب. لابس جلابيه و مغطى وشه! اخدت لحظات لحد ما اتعرفت على شكله و شكلها!

وقفت بصدمه و الكاميرا ف ايدها بتتفرج ع الفيديو و كلامهم و هزارهم و ضحكهم لحد ما وقفت عند لحظه مجنونه اثارت جنونها! ادم بيبوسها! بيضمها! برغم بُعد المشهد شافت بريق عينيه! شافت حتى قلبه اللى نوّر! إتهيألها انها سامعه حتى دقات قلبه! ادم بيخونها! كان بيخونها حتى قبل اى حاجه تعملها!

بصت بعيد لنفسها قصادها ف المرايه و كزت على سنانها بغل: ماشى يا ست هديه. لو انتى صحفيه و بتذيعى الاخبار ف و حياة امى لا اخليكى حديث الاخبار. قابلى بقا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة