قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

رحاب سحبت إيدها بضيق: انت بتساومنى يا ادم؟ دى قصد دى؟
ادم كتم ضيقُه و بصلها قوى بترقب: و لو قولتلك اه بساومك هتعملى ايه!
رحاب بصتله بحيره قطعها موبايل ادم اللى رن و هو بص فيه و كنسل على انس و بص لرحاب بترقب لردها.
دقيقه و موبايله رن بمسدج و ملامحه اتقلبت جد اول ما فتحها.
انس: ادم، الموضوع اتقلب جد فعلا و كلام هديه صح، الحقها قبل ما تتهور
ادم بص للموبايل ف ايده و بيرفع وشه شاف رحاب بتمدله ايدها.

بص لمدة إيدها و بص للموبايل و من غير ما يفكر سابها و اتحرك بالموبايل ف إيده لأوضته و هو بيرن على انس.
ادم فتح البلكونه بربكه: يعنى ايه يا انس؟ دى غبيه على كده بقا.

انس: البنت دخلنا صورتها ع الكمبيوتر تبع السجل و جيبنا بيانتها و من خلال بيانتها قدرنا نوصل لشوية معلومات عنها. البنت خريجة اداب و مقدمه ف كذا قناه لشغل و سايبه سى في بتاعها. اما اتطلعا عليه عرفت انها بلوجر و لها قناه خاصه ع اليوتيوب بتقدم فيها فيديوهات متنوعه اجتماعيه و لها حوارات مع ممثلين ف حفلات راس السنه و عامله حوارات مع ناس ف الشارع عن مشاكل كتير
ادم اخد نفس عنيف بعصبيه.

انس: كلام هديه صح تقريبا
ادم اتوتر بشكل مش مقتنع بإحتماله: او غلط. يعنى تكون عملت ده من دماغها، من ضمن اللى بتعمله ده عشان تثبت نفسها و تشتغل.

انس سكت بتفكير: لا معتقدش. دى ماشيه على خطوات نجاح المهمه بتاع هديه. متنساش ان هديه مش شويه و لا صحفيه صغير. لها اسمها و سمعتها و شغلها معروف. و اتكرمت كذا مره ف كذا مكان و دكتوره ف جامعة كبيره زى جامعتها. ف اما تنجح ف شغل زى ده هيفرقع و يعمل ضجه و يشد النظر و اكيد ده اغراها
ادم حرّك ايده على وشه بعصبيه: بس هديه عندها عقل. خطواتها ثابته و محسوبه بثقه
انس: المهم، هنبلغ؟

ادم اتوتر: سيب حتة البلاغ دى عليا، ظبط بس شويه و نتقابل
انس: تمام
ادم لحقه بسرعه قبل ما يقفل: انس، اوعى حد يجيب سيره للحلوفه التانيه
انس ابتسم و قبل ما يقفل سكت شويه: ادم، حوار هديه ده لازم يتقفل بقا
ادم اتجاهل المعنى الصح من كلامه و ترجمه زى ما حب: هيتقفل ان شاء الله، ادعى يتقفل على خير.

انس فهم انه بيتهرب: الموضوع ف ايدك و انت اللى بإيدك تقفله على خير. انت راجل متجوز يا ادم و عندك بيتك و مراتك و بنتك متهدش كل ده عشان نزوه
ادم ملامحه اتشنجت بعصبيه: هديه مش نزوه. اتكلم عنها بإسلوب محترم يا انس. مش معنى انى سمحت للتعامل بينكم يبقى تتخطى حدود الاحترام
انس هز راسه بيأس: انت عارف انى مقصدش، بس.

ادم قفل الكلام برفض: حاسب على كلامك عنها و معاها يا انس عشان منزعلش من بعض، هديه مش خط احمر، هديه من زمان و انا عاملها خط دم و مبسمحش لحد يقرب منه مش يتخطاه، حتى انا
انس رد بعتاب: و قربت ليه دلوقت يا ادم؟
ادم اخد نفس ببطئ و خرّجه بشكل ابطئ.
انس: انا خايف عليك، معتقدش ان حمزه مش
ادم قفل الحوار: سيبها على الله
رحاب كانت جوه ف اوضتهم لسه بتحاول تقلب ف شنطته و تفتح الورق اللى فيها بفضول.

ادم قفل موبايله و هو داخل فشافها.
هز راسه بيأس و حاول يقلب الموضوع هزار مع انه مش متقبلُه.
ضربها بخفه على راسها من وراها: مش هتبطلى عادتك الذباله دى؟
رحاب اتخضت بغيظ: انت بتضرب متهم عندك؟
ادم رفع حاجبه و بص لشنطته الصغيره قدامها: انتى لو متهمه قدامى بتفتش ورا جوزها هرأف بحالك و الله
رحاب وقفت ناحيته بغيظ: طبعا لازم ترأف، هو انت بتقولى حاجه عنك؟
ادم فتح عينيه اوى ببلاهه: هو انا مبقولكيش؟

رحاب حطت ايديها ف وسطها: لاء
ادم ضم بوقه بإبتسامه صفرا: يبقى مش عايزك تعرفى
رحاب اتنفست بغيظ: ده اللى انت شاطر فيه، انك تتريق، امال كنت بتساومنى ف ايه؟
ادم اتخطاها بسخريه: ياريتك انتى كمان شاطره ف حاجه
رحاب بصتله بتحدى: يعنى انت فعلا بتساومنى يا ادم؟ دى قصد دى؟ طب انا موافقه
ادم بصلها ببرود قبل ما يتحرك لاوضته يغير هدومه: و انا مش عايز.

رحاب راحت وراه بضيق: متتلككش عشان متروحش معايا عيد الميلاد، شكلى هيبقى وحش قدام اخويا و مراته و انا داخله لوحدى
ادم رد بهدوء: حاضر يا ستى. و هنجيب هديه كمان زى ما قولتلك
رحاب رفعت حاجبها: ما كان من الاول، و لا بترتاح اما تستفزنى؟
ادم كتم ضيقُه و حاول يهزر: لا بس كل ما هو متبادل مستمر. يعنى إديني حب أكتر أديك الشوق يا سكر
رحاب: المهم. قبضت المكافأه بجد؟
ادم هز راسه و هي بصتله بفضول: كام؟

ادم بهدوء: ملكيش فيه. المهم اللى انتى عايزاه بتاخديه
رحاب بغيظ: يعنى انت مقولتش لأمك؟
ادم رد بحده: رحاااب
رحاب دوّرت وشها بضيق و هو هز راسه بيأس و هو كمل تغيير هدومه بهدوء.
رحاب استنته بعد ما خلص: طب كويس انك قبضت المكافأه عشان عايزة فلوس
ادم: الألف و نص بتوع الفستان برضو صح؟ قولتلك مفيش فلوس و هتروحي العيد ميلاد بأي فستان من اللى عندك مش فرح هو، صدقينى لولا تكاليف العمليه اخدت كتير مكنتش اتزنقت.

رحاب بضيق: هو انت على طول مفيش؟
ادم: عشان ‏مبعرفش أستخسر فِ نفسى و لا فيكى حاجه طالما معايا فلوس و ده مخلينى مش معايا فلوس
رحاب كشرت و ادم سكت بهدوء و هي بصتله بغيظ لا ينسحب من مرواحه معاها: خلاص صرفت نظر. دى مصاريف حاجات للبيت اللى انت بتشيلها برا المصروف
ادم رفع حاجبه: عايزة كام يعنى؟
رحاب: الف ونص قسط التكييف
ادم طلع الفلوس قدامها و عدّ لها: و الله ما كان له لازمه. ، تكييف ليه ما كفايه برودك.

رحاب بصتله بغيظ و هو اداها الفلوس: اتفضلى عشان معتيش تصدعينى بالتكييف التكييف، اهو بقا عندك تكييف
ف كل حته ف الشقه، لا و اتنين حصان، يعنى عربيه كارو و نجرى بيه ف الشقه
رحاب كعمشتله وشها بإبتسامه صفرا و هو نكز خدها بصوابعه: اضحكى اضحكى، متخافيش وشك مش هيكعمش و الله
رحاب: تلات الاف و نص اللي كنت مستلفاهم من امى تمن الاوردر اللى طلبته و كلمتك ف الشغل
ادم اداها فلوس: لا خديهم كتر خيرها انها ادتك.

رحاب: 500 جنيه تصليح السخان
ادم اداها فلوس: الشتا داخل فعلا اتفضلى
رحاب: 1500 جنيه تمن الهديه اللى قولتلى هاتيها لبنتك العيال بتحس
ادم اداها فلوس بغيظ اما حس انه بيتقرطس: آه طبعا الاحساس نعمه
رحاب مثلت البراءه: مانا كنت طالعه اودهالها انت نكدت عليا. شوف انت السبب ازاى!
ادم كعمش وشه بتريقه: شوف ازاى
رحاب: و ميتين هروح الكوافير انهارده
ادم بصّلها بغيظ و هي بصتله و كشرت.

ادم اداها الفلوس: لا اهم تعدلى خلقتك. بس يا روحى المهم تعدليها انتى بردوا
رحاب: 300 هجيب واحده تعمل الشقه
ادم ادهوملها: لا النضافه حلوه بردوا
رحاب: خومسوميه للهديه بتاع ابن اخويا. مش هكتّر
ادم اداها: كتر خيرك و الله
رحاب: الف جنيه فاتورة الكهربا
ادم بغيظ: الف جنيه كهربا! ما كفايه نورك انتى
رحاب بصتله و هو اداها الفلوس: خدى مش عايزين مشاكل مع السيسى
رحاب: 700 جنيه فاتورة المايه.

ادم اداها فلوس: خدي مش عايزين مشاكل مع إثيوبيا
رحاب: و الف بتاع
ادم قاطعها بغيظ: يا نهار اسوح دي المكافأه طارت زى الحمام اول ما جيتى. عشر الاف ف دقيقتين كده و احنا قاعدين بنتكلم!
رحاب بسخريه: متزعلش يا حبيبي. مراتك ست شاطره بردوا. اتفضل
ادم رفع حاجبه للفلوس اللى بتدهاله: إيه دول؟

رحاب: دول التلات الاف و نص اللي كنت سالفاهم من امى انا اصلا كنت طالبه الاوردر بإسمك و رقم موبايلك و اما مجيتش مرضيوش يسلمهولى. كان ممكن اضحك عليك و اقولك جيب و اخدت
ادم رفع حاجبه: نشكر كرم اخلاقكم
رحاب: بس الفاتوره اما تجى بالاوردر هتتحوّلك
ادم رفع حاجبه: كرم ده طلع واطى
رحاب: و خد يا حبيي ال 500 جنيه بتوع تصليح السخان. هو اشتغل لوحده الحمد لله
ادم: ياما انت كريم يا رب، انتى طااه اه بس راجل اوى.

رحاب ادته: و الالف جنيه بتوع الكهربا اهم. هما 400 جنيه بس
ادم ضحك بغيظ: إلهي يكهرب عدوينك
رحاب: و ادي الالف ونص جنيه بتوع التكييف. قسط التكييف خلص من الشهر اللي فات يا شاطر افندى، بتقولى ان انا مش مركزه ف بيتى، انا قولت بردوا كفايه تركيزك انت.

ادم ضحك ببلاهه اما فهم قصدها من الحوار كله توريله تقصيره هو كمان او انها ممكن تتشطر فعلا: احيييه
رحاب: واتفضل كمان الخومسومية جنيه بتوع الكوافير
ادم: ليه بقى اهم حاجه وشك؟
رحاب: لا مانا روحت و عملت و انت مخدتش بالك. بس انت بتنسى التفاصيل الرفيعة دى انا عارفه الله يكون ف عونك
ادم بهزار: حكم السن بقا
رحاب: و 300 بتوع الشقه. انت مخدتش بالك اصلا ان الشقه اتعملت.

ادم بص حواليه: يمهل و لا يهمل. شوفى انا منى لله
رحاب: و دول 700 بتوع المايه هما 200 بس
ادم برّق: يا بنت الحراميه
رحاب: نعمم؟
ادم ضحك بخفه: امك قنبله ذريه
رحاب: و دول الالفين جنيه بتوع هدية بنتك و هدية معاذ. ابقى هاتلوهم انت
ادم بهزار: طب ما تخليهم عشان العيال
رحاب كعمشت وشها بإستفزاز: ما انا هخليهم فعلا
ادم رفع حاجبه: هتخليهم إيه انا بهزر
رحاب كعمشتله وشها بإنتصار: هاخدهم انا بقى
ادم: نداله؟

رحاب بإبتسامة انتصار صفرا: لأ، 10 مكافئة أمانه
ادم رفع حاجبه: 10 من العشر الاف يبقوا الفين يا ساقطه؟
رحاب ببرود: لاء. مانا حطيت 10 زيهم سوء سير و سلوك عشان لا تقولى خليكى شاطره و لا تقاوح معايا
ادم برّق: يا بنت النصابه
رحاب بإستفزاز: ايه رآيك بقا يا حبيبى؟ شاطره زى ما قولتلى خليكى و لا لاء؟ اعتقد مفيش اسرع من كده! مش تقولى الراوتر بيستنوا عليه يومين عقبال ما الخدمه تشتغل! شوفت الشطاره؟

ادم اتغاظ بهزار: مش دى. مش الشطاره دى. مش دى يا بنت الصرمه
رحاب وقفت خرّجت كيس و طلعت منه علبه كبيره و فتحتها و طلعت منه الفستان.
فردته على جسمها بتجربه و هي بتتحرك قدام المرايه: ها بقى ياشاطر. اجيب ع الفستان جزمه بكعب أشيك و لا بورلينا؟
ادم بص للفستان و قبل ما عينيه ترفع لوشها شافه بملامح واحده تانيه. مش عارف عشان معدش بيشوف غيرها و لا عشان حلوه بيفتكرها مع كل حاجه حلوه.

رحاب رفعت حاجبها على لمعة عيونه اللى غالبا اول مره تشوفها: ماتقول خساره بقا؟
ادم تمتم بعفويه: هي فعلا خساره. خساره اوى
رحاب اتعدلتله و حطت إيدها ف وسطها بغيظ: انا خساره ف
ادم قرب بتجاهل لكلامها مد إيده لف جسمها تانى بوشها للمرايه.
هى فردت الفستان على جسمها اكتر و هو بص لصورتها ف المرايه و ابتسم للصوره اللى شايفها ف المرايه قصاده و ملهاش علاقه بيها: عارفه انه بالحجاب هيبقى احلى اكتر.

رحاب بصتله ف المرايه قوى: حجاب!
ادم ابتسامته اتغيرت ملامحها مجرد ما سمع صوتها اللى بخّر الصوره اللى قدامها.
حاول معاها محاوله عارفها بائسه، عشان عارف مشكلته عمرها ما كنت ف المظهر. بالعكس. رحاب مظهرها احلى بكتير!
بصلها بهدوء: اه حجاب. مش المفروض تغطى شعرك يا رحاب
رحاب اتريقت: ع اساس انك بتغير بقا و كده.

ادم: دى ملهاش علاقه بالغيره. الدين حاجه و المشاعر حاجه تانيه. المشاعر احساس يا يتحس يا لاء لكن الجين فرض مفهوش لاء
رحاب اتريقت: الدين، مممم، امال لو متدين او منتظم ف الصلاه!
ادم بصلها كتير و فجأه رن جواه كلام هديه: يعنى انتى واخده بالك انى مبصليش كويس! امال ليه عمرك ما كلمتينى ف حاجه زى دى
رحاب لقت وشها للمرايه ببرود: انت حر، و بعدين مش انا اللى هحاسبك و مش
ادم قاطعها: و مش بتصلى انتى كمان. طب ليه!

رحاب: انت مالك غريب كده ليه انهارده، مره حجاب و مره صلاه، ده شويه و هتقولى يلا نعمل عمره
ادم بصلها كتير: و مخوفتيش منى؟ اللى مبيحافظش على علاقته بربنا ملهوش امان بعلاقته بأى حد
رحاب بصتله بربكه تخرج من الحوار اللى خنقها: انا شوفتك مريح دماغك ف سيبتك براحتك.

ادم بصلها بعتاب: اللى بيحب حد بيحب يشوفه احسن الناس و بيغرق بين راحته و تكبير دماغه. بتحبينى يعنى تتأكدى انى مرتاح فعلا. و انا مش مرتاح يا رحاب. انا عمرى ما كنت كده مهمل ف علاقتى بربنا و محتاج حد يورهالى
رحاب اتجاهلت حواره و بصتله: و مين بقا اللى ورهالك؟
ادم هز راسه بيأس و خرج من الحوار: قولتلك اللى بيحب بقا
رحاب شقلبت بوقها و رجعت بصت لنفسها ف المرايه و لفت بالفستان.

رحاب بصتله من المرايه و ادم حاول يقفل الحوار ف رفع حاجبه: على فكره الفستان كان بالف و نص
رحاب لفّت وشها له ببراءه مصطنعه تستفزه: ما قولنا في سوء سير و سلوك
ادم رفع صوباع من كل ايد لفوق: منك لله
رحاب كعمشت وشها بإبتسامه: اه و على فكره انا لسه مخدتش هدية الصلح
ادم رفع حاجبه: دهب تانى؟ و الله اندهلك احدب يعضك
رحاب: لا انا مش عايزه دهب انا اقتنعت بكلامك البساطه حلو مش لازم ابقى زى الحنطور اشخلل. فاكر؟

ادم ضحك ببلاهه: عاقله يا طااه
رحاب ضمت بوقها بإستفزاز: انا عايزه خاتم الماظ شبه بتاع مرات اخويا اللى جابهولها من يومين هدية عيد ميلاد ابنهم
ادم: انا اللى منى لله
رحاب ضحكت اوى و هو ضحك معاها: اقولك نكته. واحد سكران قاعد يقسم مرتبه على المصاريف وقال 100 جنيه للإيجار، و100 جنيه مصروف البيت، و200 حشيش. لقى الباب بيخبط. قال مين؟ قاله بوليس. راح مقطع فلوس الحشيش.

رحاب كعمشت وشها و هو ضربها بخفه على قورتها و هو خارج: الضحك لسه معلهوش ضرايب، الحقى اضحكى.

انس حط الملف قدام ادم بقلق.
ادم مسكه و منير بصّلهم بتفكير: ادم تقريبا هديه كلامها هيطلع مظبوط فعلا
ادم بصّله بجديه غريبه على علاقتهم: مسمهاش هديه. مش صحاب على قهوة شارعكوا هنا
منير كتم ابتسامته: خلاص انسه هد
ادم بحده: انت فاكر نفسك طارق لطفى؟ ما تظبط ادائك يا منير لا رد فعلى يظبطك
منير رفعله حاجبه و ادم حاول يهدى انفعاله: لعلمك مش جايه
منير رفع حاجبه: لاء جايه.

ادم حط القلم و بصّله قوى: و مين اللى قالك بقا؟ انت كلمتها يا زفت و
منير قاطعه: بس بس. انا لا كلمتها و لا محتاج حد يقولى. هو بس اصرارها و نشاطها اللى قالوا كده. شخصيتها قالت كده
ادم نظرات عينيه اتعصبت: و شخصيتها قالتلك ايه بقا ان شاء الله؟
منير هيتكلم ادم سبقه: انت اصلا عرفت شخصيتها منين عشان تقولك؟

منير ابتسمله يستفزه و كتم ضحكته: شخصيتها مش تابعه و مش مسالمه و لا نفسها قصير ف طبيعى شخصيه زى دى اما تحط رجلها على اول سكه هتكملها مهما كانت.

ادم بصّله متضايق و منير كمل: و لعلمك العمليه اللى طلعناها سوا هي اللى عرفتنى شخصيتها. كان ممكن تسيبك بالليل و تهرب و انت متصاب و كان ممكن تهرب قبلها. بس مستسلمتش من اول وقعه اللى هي كانت كبيره و ممكن تروح فيها بلاش لو الراجل مات. و لا مشيت يوم ما طردتها انت. انا قولتلك ساعتها انها حتى بعد ما طردتها فضلت متابعاك و متابعه المكان و الغريبه انها زى ما يكون كانت عارفه انك هتجيبها.

ادم ابتسم بعفويه ع الذكرى و محتواها و منير غمزله: واضح ان مش انا لوحدى اللى بفهم ف الشخصيه. هي كمان واضح انها فاهماك كويس
ادم عيونه لمعت و منير غمزله: صحيح انت عرفت ازاى وقتها انها اتاخدت ع القسم؟ انا نفسى اتفاجئت اما خبطت فيا؟
ادم مرضيش يقوله انه هو كمان كان متابعها.
كعمش وشه بإصفرار: اما تكبر هبقى اقولك.

منير: بس بردوا هتيجى. دى ممشيتش اما سمعت زفت بيتأمر عليك و عايز يلوى دراعك بيها و لا مشيت بعد ما مشكلتها اتحلت و لا اما حست انك شمال و ممكن تورطها رغم انها مكنتش تعرف حقيقتك و كنت بالنسبالها حاجه مبهمه
ادم ابتسامته وسعت جدا لحد ما انتبه لمنير اللى رفعله حاجبه و بصّله بطرف عينه.
ادم بجديه: ماشى يا ابو شخصيه. بس بردوا مش هتيجى
منير بصّله بنص عين: هتيجى
ادم هيتكلم منير سبقه بإستفزاز: هتيجى.

منير كتم ضحكته على ضيق ادم و بمجرد ما الباب خبط و هديه فتحت و دخلت ضحكته طلعت عاليه غصب عنه.
ادم بصّله بعصبيه و منير حط إيده على بوقه.
هديه ابتسمت برقه: صبّح صبّح يا ريس
ادم وقف بغيظ مسك إيدها و اتحرك بيها لجوه: في بنوته رقيقه تقول صبّح ياريس؟
هديه ابتسمت ببلاهه: ماشى يا بيج
ادم حط إيده على وشه كتم غيظه.
منير وقف و اتحرك ناحيتهم و ابتسم: صباح الخير يا استاذه هديه.

هديه رفعت حاجبها و هو بص لأدم و همس جنب ودنه: مش قولتلك الصاحب ملهوش عند صاحبه غير تلات حاجات. ادينى افتكرت التانيه. بيستره
ادم همس بغيظ: يستر مين يا ابن الكلب شايفنى قاعدلك باللباس؟
منير ضحكته طلعت عاليه اوى و ادم زقه بغيظ لورا.
هديه حاولت تصتنت لهمسهم و ادم رفعلها حاجبه و هي وراه: متحاوليش
هديه قعدت ببلاهه: ماشى يا ابو لبا
ادم حط إيده على بوقها بسرعه متغاظ: بسسس يخربييت شيطانك.

هديه ضحكت جامد و ادم رجّع إيده على بوقها و كز على سنانه: و دينى لو سمعت ضحكة سنيه شخلع دى لا اخليكى.

هديه: هاا
ادم عض بوقه بغيظ: بت
هديه: بص هو لو وجودي مزعلك فَ ربنا ياخدك علشان ترتاح
انس راح جنبهم بهدوء و بص لأدم بزعل و ادم اتجاهل ده.
منير جاب قهوه و قعد و بعد ما شرب منها بوق بص لهديه بإحراج: تاخدى قهوه؟
ادم بصّله فجأه و منير شرق: اكيد مش بتاعى
ادم كز على سنانه و منير صحح بضحكه بيكتمها: مش بتاعتى
ادم بص لهديه: تشربي إيه؟
هديه ابتسمت بمرح تشاكسه: دابل كراميل مكياتو إكسترا شوجار.

ادم ضربها بخفه على قفاها قصد يخبط راسها ع الترابيزه قدامها: يابت انتى مش هتتلمى بقا؟
انس ضحك غصب عنه رغم رفضه للموقف و منير ضحك معاه.
ادم ضرب الجرس و بص للساعى: هاتلها شاى و هاتلى زيها ميكس
هديه بصت للساعى: بالقرنفل
ادم ضربها تانى على قفاها بخفه: لمى نفسك بقا
انس اتكلم بجديه يقفل حوارهم: ادم. الموضوع فعلا شكله قلب جد
هديه انتبهت: وصلتوا لإيه عن البنت؟

ادم اتكلم بجديه: ف البدايه لازم تعرفى ان وجودك هنا بس للمتابعه عشان اصرارك على ده. لكن ملكيش اى دور و الا.

هديه: و الا ايه؟ انت هتهددنى و لا ايه يا ادم؟
ادم بتحذير: مش محتاج اعمل ده. انا لو عايز ابعدك ها
هديه بجديه: هتعمل ايه؟
ادم اخد نفس و كتمه بغيظ: هديه الموضوع مش زى ما انتى متخيله. اه تحليلك طلع فيه شئ من الصح خاصة ان البنت طلعت بلوجر و لها قناه ع اليتيوب و برامج من شغلها و ويب سايت عليه الاف الفيديوهات. ف يمكن تب.

هديه كملت: لا مش يمكن. ده اكيد. البنت طالما طلعت اعلاميه يبقى شغلها ده اللى حرّكها و اكيد
انس كمل: متابعاكى. و اكيد متابعاكى. ماهو مش كل دى صدف
ادم سكت بتفكير: و الاهم في بضاعه اختفت. دى النقطه الاساس
انس: اللى فات خلاص و البنت اتورطت لانها جريمة القتل لابساها. لكن الجاى ياترى هيروح لفين!
هديه ضحكت ببلاهه: ورا مصنع الكراسى.

ادم عض بوقه بغيظ و هو بيبصلها و هي اتعدلت بهزار: كلنا. كلنا كده شكلنا هنروح ورا مصنع الكراسى
ادم كوّر إيده و هي سكتت بجديه كتمت ضحكتها.
ادم: و دى اللى لازم لها طريقه و بسرعه عشان نوصلها. البضاعه!
انس: هنراقب الناس اللى اتحقق معاهم. هما خرجوا بس عشان مش متلبسين لكن مش عشان براءه
ادم بحيره: و احتمال من الاتنين. يا قالبين الدنيا ع البنت و شاكين ان البضاعه معاها زي ما احنا شاكين كمان. يا البنت فعلا معاهم.

منير: و هنعرف ازاى؟ نحطهم تحت المراقبه و
ادم بجديه: مبدئيا كده محدش برا الترابيزه دى يعرف حاجه من اللى بنقولها
هديه استغربت: ليه بقا؟
انس تقريبا فهمه ف رد عليها هو: عشان حضرتك كمان هتتعرضى للمسائله القانونيه.

هديه بصت لادم اللى بصّله برفض مش مقتنع بيه: ملهاش علاقه. هي مجرد كاتبه هابله بتنشر رواياتها اللى لا اول روايه تكتب روايه و لا اول موضوع تنشره. مش هتمشى بقا ورا كل واحد تفتش ف دماغه هيفكر فيها ازاى و يعمل ايه
هديه بهدوء: اه بس في حاجه اسمها المساهمه الجنائيه
انس ايّد كلامها: خاصة ان لو انتى كنتى قابلتى حد مسئول و قولتى كلامك ده بشكل رسمى.

ادم برفض: بردوا الموضوع معاها مش هيتخطى الكلام. مجرد تحقيق و سهل يتنفى صلتها
هديه بقلق: بس
ادم زعق: و اما انتى عارفه ان في حاجه اسمها المساهمه الزفت بتورطى نفسك ليه؟
هديه وقفت برفض لإسلوبه: انا بنشر موضوع دفعت فيه من مجهودى و شغلى و طاقتى و كنت هموت بسببه. مكنتش هوقف كل ده عشان واحده غبيه عايزه تمشى على خطواتى و تطلع على كتفى عشان توصل للى وصلتله و تشتغل.

ادم وقف بعصبيه كتمها: يا تترزعى و تحطى لسانك ف بوقك خالص يا و الله ما هتقعدى و لا هتحضرى تانى لو وقفتى على قفاكى
هديه بصت عليهم و بصتله بزعل و قبل ما تتحرك مسك إيدها و حاول يتكلم بهدوء: طب اقعدى
هديه هتتكلم ادم رفع إيدها اللى مسكها منه و باسها برقه: حقك عليا طيب
هديه ابتسمت غصب عنها و قعدت ببراءه: مين قالك انى كنت همشى؟ انا كنت هروح اقعد على مكتبك و الله عشان موقعش حلفانك.

ادم قبل ما يتكلم سمعهم ضحكاتهم ف وقف بالكلام غصب عنه اما ضحكته طلعت معاهم.
انس: ادم بيتكلم صح. الموضوع مش لازم يطلع برا عننا. ع الاقل لحد ما نفهم الليله راحت لفين، بعدها نرسمه بشكل صح قدام القاتون
هديه: و عشان البلوه دى نشوف هتخرج من العك اللى حطت نفسها فيه ازاى
منير: انتوا بتفكروا مين يعرف و مين لاء و ناسيين اهم حاجه. اننا مش سهل نوصل للبت دى سواء معاهم او لاء.

انس بتفكير: هو لو اتحطوا تحت مراقبه مشدده لازم حد هيغلط الغلطه اللى عايزينها
ادم سكت بحيره: معتقدش بالسذاجه دى. انا بفكر ف حاجه غير. احط كاميرا خاصه بينا ف المكان و حواليه.

هديه: و انا بفكر ف حاجه تالته
ادم كتم نفسه و هو بيعض على شفايفه.
هديه اتجاهلت رد فعله و اتكلمت بإهتمام: بنت الجزمه معنى انها اخدت الفكره منى يبقى متابعانى. يعنى مستنيه هكتب ايه و انزّل ايه و هتتحرك
ادم بصّلها بترقب: و بعدين؟
هديه اتكلمت بجديه: يبقى من هنا نقدر نرتب خطوتها زى ما يناسبنا احنا
انس شاورلها بحماس: يسلم مخك و الله.

ادم بصّله بحده و قبل ما ينطق هي كملت بحماس: انا قولت ان بعد ما اخدت البضاعه خبيتها و ولعت ف المكان ف لو غيرت الحوار اللى حصل و قولت هربت سلمتها للشرطه يبقى.

ادم كمل برفض: يبقى هي هتسلمها مش كده؟
هديه: و هتحس انها عملت سبق محدش عمله خاصة لو ف الروايه اقنعتها انها هتخرج منها و تبقى شاهد ملك
ادم زعق: و مفكرتيش ف العصابه اللى وقعت معاهم؟ اما تسلم البضاعه هيعملوا ايه؟ هيوصلولها صح؟ و اما يدوروا وراها و يعرفوا ان سيادتك جزء من الحكايه فكرتى هتجى رجلك ازاى معاهم و هيعملوا ايه؟
هديه: انا مفكرتش غير ف الصح
ادم شاورلها بغضب: ده من وجهة نظرك انتى.

هديه: اقتنعت و لا لاء؟
ادم كلمها بحده: خرّجى نفسك من الحكايه دى لا تزعلى منى بجد
هديه عادت كلامها بإصرار: اقتنعت و لا لاء؟
ادم شد إيدها و هيتحرك: اطلعى برا. برا المكتب كمان مش القضيه بس و انا
هديه شدت إيدها من إيده بغضب: مزاجك المتقلب ده تتقلب بيه على سريرك مش عليا. عشان انا خلقى اضيق من خرم ودنى و الله.

ادم كتم غضبه و هو بيكتم إيدها معاه بإيده: متفكريش تعلى صوتك و إنتى بتكلمينى و ده لمصلحتك علشان أنا بتحوّل في ثانيه و الله بشكل يفاجئك
انس وقف: ايه يا جماعه اهدوا شويه. احنا جايين نحل مش نتخانق. يا نتكلم بالعقل يا هتتجننوا نمشى و بلاها احسن
ادم كتم غيظه و بصّلها: اترزعى
هديه بصتله بغضب: اعتذر الاول
ادم رفع حاجبه و مقدرش يمنع نفسه يبتسم: نعمم؟

هديه بصتله بجديه و هو فهم انها مش ضعيفه ابدا قدام نفسها عشان تضعف قدام حد.
ابتسم بهدوء عكس العاصفه اللى كانت بينهم من شويه: حقك عليا
هديه قعدت بهدوء: اسمها انا اسف. حقك عليا دى تتقال لأمك
ادم رفع حاجبه و بصّلهم بغيظ: اضحكوا. اضحكوا اضحكوا مانا اللى جيبته لنفسى. شبشب حمام بقا عشان عايز اسقف على وشى.

هديه خبطت كف على كف بذهول: انت بتتعصب بسرعه و بتهدى بسرعه و بتفرح بسرعه و مزاجك بيتغير بسرعه. انت يا بنى في حد حد بيجري وراك ف دماغك؟
ادم سند كوعه ع الترابيزه بغلب: مانا اللى جيبته لنفسى
هديه ضمت بوقها: يبقى جيب على ادك بقا بعد كده
ادم ضحك ببلاهه: لاء اجيب ايه. انتى تقدرى تقولى كده العبد لله شاف المصيبه قالها بسبس قالتله البس.

هديه ببراءه: و الله يابنى على خلقك الضيق ده كل مشاكلك هتتحل لو رميت نفسك من الشباك
ادم عض بوقه بغيظ و انس ضحك بخفه: طب نتكلم بجد بقا
ادم بجديه: مش هيحصل كده
هديه: مش هيحصل الا كده
ادم صوته على: انا صبرى نفد
هديه ببراءه: يا ماشاء الله عقبال ما انفد انا كمان.

ادم: يا بنتى انتى بتعاندى و خلاص؟ انتى فاكراها فسحه؟ فاكراها زى موضوع العشوائيات؟ طب هناك كنت انا معاكى طول الوقت. كنتى تحت عينى و حاميكى. لكن دلوقت ايه؟
هديه ردت بعفويه: دلوقت بردوا حامينى و معايا
ادم ابتسم بتلقائيه و اما ابتسامته وسعت حط إيده على وشه بغيظ: يا بنتى افهمى. الناس دى مبتهزرش. لو جات رجلك او بس تبانى ف الصوره مجرد ما يلمحوكى هيمرجحوكى.

هديه: و انا مش هيبقى ف ايدى حاجه اعملها و اقف اتفرج. انا مش نازله شغلى عشان كده. انا اما قررت مستخباش ورا قلمى و اكتب و خلاص و قررت انزل ارض الواقع و احتك بمشاكل بكتب عنها كنت عارفه ان ده هيحصل و هيحصل اكتر من كده و هشوف كتير
ادم بغيظ: انتى ناسيه غلطاتك؟ ده الناس كلها عندها فصوص مخ حتى لو مش شغاله و انتى عندك فصوص برتقان.

هديه بصتله بغيظ: انكر بقا ان فص البرتقان اللى ف دماغى فكر صح
ادم ضربها بخفه على قفاها: ده انتى الفص المسئول عن التفكير ف مخك ده فص ملح و داب، واثقه ف نفسك كده ازاى؟
هديه رفعت حاجبها بمرح: هو انا مقولتلكش؟
ادم عمل ريأكشن وشها: لاء
هديه ضمت بوقها بإستفزاز: عندى ثقه ف نفسى لدرجة انها تهز ثقتك ف نفسك، و معجبه بنفسى زياده عن اللزوم، يعنى لو تقعد تنتقدنى من هنا لبكره إنت و الحيطه واحد.

‏ادم: انتى الواحد اما بيشوفك بيحتار يطول باله و لا لسانه و لا إيده، انتى مش عايزه ثقه بنفسك لاء، انتى عايزه ماسك لتفتيح مخك.

هديه كعمشت وشها بإبتسامه صفرا: شوف برغم كل اللى بتقوله ده نجحت بردوا. احتكيت بيك و انا مش عارفه حقيقتك و قعدت معاك اسابيع بحالها تحت سقف واحد، شوفت منى اى تجاوز او سيبتك تتجاوز؟ احتكيت بعصام و ورد و سيف و غيرهم و دخلوا عليا كنت لوحدى ف المخزن، حصل ايه؟ سمعت كلامهم كله، بردوا حصل ايه؟ انا بعرف احافظ على نفسى يا ادم و ده اول درس اتعلمته قبل المشى!

ادم ابتسم بشكل معرفش يداريه على ثقتها ف نفسها فعلا و طموحها.
هديه رفعت حاجبها بمرح: اييه نسيت كل ده؟ يا سيادة الرائد هل هزمك الخوف ام اخافتك الهزائم؟
ادم كعمش وشه بإستفزاز: لاء انا بهدلتني البهائم
هديه برّقت: انت ايه؟
ادم ضربها بغيظ على دماغها من ورا: انا منى لله
هديه مسكت إيده بغيظ من على دماغها و ضغطت عليها: ايدك دى لو طولت هتبقى تانى حاجه اقطعهالك
ادم برّق قدامه و رجع بصّلها و برّق: و ايه اول حاجه؟

هديه كعمشت وشها بإستفزاز: لسانك
ادم حط إيده على وشه بغلب و انس ضحك غصب عنه رغم رفضه لطريقة حوارهم.
هديه رفعت ياقتها: يابنى انا عندى طموح
ادم بغيظ: طموح و تيجى بالسلامه
هديه ضحكت غصب عنها و انس بصّلهم: يبقى نرتب اللى هيتعمل بقا
ادم اخد نفس بتوتر و كتمه: نتفق الاول
هديه: هاا
ادم بجديه: مش هتكتبى حرف الا اما اشوفه الاول و عايزه اقرا الزفته الروايه الاول.

هديه رفعت راسها بغرور مصطنع: طب ما تقول انك من معجبينى. انت من الفانز بتوعى؟
ادم عض بوقه: اى حاجه هتحصل هتكلمينى. اى حاجه ايا كانت تافهه
هديه: اللى اعرفه انك حريقه. لكن امتى قلبت مطافى معرفهاش دى
ادم ضغط على إيدها بغيظ: و بطلى تنطيط شويه انتى مش شغاله ف مهرجانات فيجو الدخلاوى
هديه رفعت حاجبها: ده من ضمن الاتفاق؟
ادم اخد نفس بعنف: لاء عشان انا الراجل و تفكيرى غيرك و اقدر اخد بالى.

هديه رفعت حاجبها: لو فاكر ان الرجوله بيه ف انا مستعده اخليهولك
ادم برّق: ايه ده؟
هديه ضحكت ببلاهه: الشنب
ادم عض بوقه و هو مكوّر إيده و هي قامت بسرعه كاتمه ضحكتها: طب سلام بقا يا جماعه. نتقابل ورا مصطنع الكراسى
منير ضحك اوى و هي بعد ما مشيت لحد الباب رجعت تانى.
وقفت جنب الكرسى بتاعه و ميلت سندت كوعها ع الترابيزه و همست جنب ودنه: اسفه علي اللي هقوله بس نسيت اقولهولك المره اللى فاتت
ادم رفع حاجبه: ايه ده؟

هديه كتمت ضحكتها: مره ظابط فتح محل حلويات سماه التورته ف خدمة الشعب هاهاها
ادم حط إيده على وشه بغيظ و هي اتعدلت بسرعه و لفّت تتحرك رجعت بوشها لها و مدت إيدها قدامه اخدت فنجان القهوه شربت منه: قمة التبذير لما تجيب قهوة ب 20 جنيه لمخ ميسواش أكتر من اتنين جنيه و الله
حطت الفنجان و خرجت بسرعه و ادم بصّلهم بغيظ: يارب اختيار واحد صح في حياتي اتفشخر بيه يارب، يارب ده انا غلبان
‏.

فاطيمه قاعده بقلق قدام جوزها و بتغيب و تحط إيدها على وشه بخوف.
عابد ابتسم بتعب: انا مش بسنن و الله عشان تشوفينى سخن
فاطيمه بخوف: بس وشك اصفر و مخطوف
عابد حاول يهزر يطمنها: ايه ده هموت و لا ايه؟
فاطيمه صوتها اترعش بعياط: لا لا بعد الشر. بعد الشر عليك انا مقدرش استغنى عنك. انا و ادم ملناش غيرك.

عابد ضم ملامحه بألم بيكتمه: ادم. انا عمرى ما قلقت الا على ادم. رغم ان انتى ست و هو راجل و انتى وحدانيه زيه لكن انتى عارف انه مش هيسيبك و هيبقى جنبك. لكن هو ملهوش حد و لا حد جنبه
فاطيمه عيطت: انت جنبنا احنا الاتنين. متتكلمش لحد ما الدكتور يجى
عابد: المفروض اوصيه عليكى بس انا عارف انه هيعمل ده من غير ما اوصيه لكن انتى خدى بالك منه. ادم غلبان
فاطيمه عيطت: اسكت بقا. متتكلمش عشان متتع.

قطعت كلامها مع جرس الباب و الدكتور اللى وصل.
كشف عليه و بصّلها: لازم يتنقل مستشفى ضرورى، بسرعه
فاطيمه بتكلمه و هي ماسكه التليفون بترن: طيب طيب. انا بكلم ابنى و
ردت ع الموبايل: ادم. انت فين؟
ادم ابتسم: ايه يا حبيبتى هي رحاب عدتك و لا ايه؟ انتى
فاطيمه صوتها مهزوز: ابوك بس
ادم وقف بفزع: ابويا! ماله؟
فاطيمه عيطت غصب عنها و سكتت و ادم مستناش يسمع الباقى و اتحرك بسرعه و هو بيفهم كلامها بالعافيه.

كلم الاسعاف و اول ما رجع البيت اتقابلوا على الباب.
ادم اتحرك بلغبطه من سرعته لحد فوق و اول ما وصل لشقة ابوه شاف الباب مفتوح وقف برعب.
عينيه اتعلقت ع الباب كإنه خايف يخطيه يشوف حاجه وحشه!
شاف رحاب و أمها و ابوها و الكل واقف بصمت.
أمه شافته و اتحركت عليه و حاولت تمسح وشها: حبيبى هو كويس الدكتور بس قال
ادم اخد نفس طويل لمجرد اتطمن بوجوده و دخل قبل ما تكمل كلامها.

ميل قدام ابوه اللى اتعدل من رقدته ع الكنبه بالعافيه اول ما دخل.
عابد بتعب: انا كويس
ادم عيط بضعف: انت لازم تبقى كويس. مينفعش تبقى غير كده
عابد حط إيده على راسه يتكلم بس سكت بتعب و إيده رخت بإستسلام.
ادم رفع وشه برفض و اتعدل بسرعه.
بص وراه للدكتور اللى طلع مع الاسعاف و هو قرب منهم: طب ممكن
ادم زقه برفض: ابعد. هو كويس هتعمل ايه؟
الدكتور بتفهّم: هتطمن عليه و
ادم زعق بضعف: بقولك كويس.

امه قربت منه و حاولت تضمه و الدكتور قرب من عابد و كشف كشف سريع و بصّلهم: لازم يتنقل للمستشفى فعلا. احنا هنتحرك بيه حالا و انتوا
ادم اتعدل بسرعه و قرب مع المساعدين عدلوه و نزلوا بيه بسرعه لتحت.
الكل نزل وراهم و ادم ركب معاه.
الدكتور حاول يخرّجه: مينفعش الزحمه دى حواليه. والدك مريض قلب و محتاج اكسجين و الزحمه دى ممكن.

ادم تبت برفض على إيد ابوه من غير ما ينطق. مسكُه مسكة عيل صغير ف سكه مش بتاعته خايف يتوه!
فاطيمه اتدخلت تحايله بضعف على حالته: ادم حبيبى تعالى معايا انت. ع الاقل عشان تاخدنى بعربيتك. انت هتسيبنى؟
ادم بصّلها بضعف و بص وراه على رحاب و امها و ابوها و الكل اللى اتلم حواليهم: رحاب هتجيبك ورانا. خدوا تاكسى و تعالوا
امه عيطت: ربنا يراضيك و يبرد قلبك يابنى
ادم دموعه نزلت لعياطها و هزلها راسه بضعف: يارب. يارب.

رحاب قربت بتوتر و هي بتفرك إيديها: ادم انا. بص روحوا انتوا و انا هبقى اكلمك اتطمن و اما تخلصوا بس و تشوفوا هتعملوا ايه هبقى
ادم بصّلها قوى و من غير تفكير قفل باب عربية الاسعاف اللى بينهم.
العربيه اتحركت و مصطفى قرب منهم بإحراج و بص لرحاب برفض: اتحركى يلا غيرى هدومك عشان نلحقهم.

رحاب بصت لآمها اللى اتدخلت: واحد و تعبان هتروح هي تعمل ايه؟ بعدين مش لسه في اجراءات مستشفى و دكاتره داخله و دكاتره خارجه و اشعه و تحاليل و بتاع لحد ما يشوفوا في ايه؟ اما يبقى يخلصوا هتروحله، هي هتطير؟

فاطيمه بصتلهم بتوهان و اتحركت.
مصطفى لحقها بسرعه: ست ام ادم. يا ام ادم. يلا انا رايح وراهم هخدك ف سكتى
فاطيمه بصتله و هو اتحرك بمفاتيحه بسرعه: يلا مفيش وقت
فاطيمه بصت وراها لرحاب بلهفه و هي بتركب بإستعجال: هديه، خدى بالك من البت و ابقى اقفلى البيت
راحوا ع المستشفى كان ادم وصل بأبوه.

هديه بصت لأبوها اللى بيسمعها بإهتمام بعد ما حكتله كل حاجه.
حمزه سكت بفكير و هي بصتله: انت هتعمل زى ادم و لا ايه؟ هتمنعونى؟
حمزه: احنا لو هنعمل حاجه زى بعض ف هنخاف عليكى
هديه: طب هو لسه مش عارفنى. لكن انت ايه يا ابو هديه؟ مش عارف بنتك؟
حمزه ابتسم بقلق: لا عارفك. عارف انك طموحه زياده عن اللازم و بتحبى شغلك لكن عارف بردوا انك متسرعه و متهوره شويه.

هديه ابتسمت بمرح: متقلقش معايا ادم. و لا انت قلقان اصلا منه هو؟
حمزه بصّلها بحيره: شكله فعلا زيك
هديه ببلاهه: متسرع و متهور؟ عندك حق و الله
حمزه ضربها بخفه على خدها: لاء مرتاحلك
هديه عينيها لمعت بإحراج: طب ايه؟
حمزه بتحذير: نتفق
هديه بغيظ: هو تقريبا زيك انت مش زيى. هو بيخاف زيك و دلوقت انت بتتفق زيه
حمزه بجديه: هسيبلك حراسه. انتى كنتى رافضاها الاول و انا كنت سايبك براحتك.

هديه رفعت حاجبها: قول و الله انك كنت سايبنى براحتى؟ يا راجل ده انا لبستهم خمسين مره تهمة معاكسة انثى ف الطريق العام عشان تسكت مسكتش
حمزه ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه: و مع ذلك مكنتش واقف ف سكتك، بس وراكى خطوه بخطوه و هما وراكى عشان يتصرفوا و انا بعيد لو حصل حاجه، انتى فاكرانى موافق بشغلك و سايبك تلوّشى و بلوّش زيك؟
هديه ابتسمت: حبيبى يا حمبوذو، ده انت الحته الكبيره من ثقتى بنفسى.

حمزه: بردوا هسيبلك حراسه و مش متخفيه. لاء معاكى و وراكى خطوه بخطوه
هديه هزت راسها: و التانى؟
حمزه اتكلم بتلقائيه: تسمعى كلام ادم. تقوليله على التفاصيل و متكتبيش حاجه من غير ما يشوفها
هديه بغيظ: مش بقولك
حمزه: بطبيعة شغله هيتدخل ف الوقت المناسب و واحد بشخصيته مش هيتخلى عنك، و بعلاقتكم كصحاب هيفديكى لو حصل اى حاجه
هديه ابتسمت و عجبتها الجمله كلها على بعضها.

حمزه: و التالت بقا تروحى تجيبى الاشعه بتاعة حنين من المستشفى عشان هخدها معانا و احنا مسافرين
هديه رفعت حاجبها: ده من ضمن الاتفاق؟
حمزه ضربها بهزار على راسها و هما بيقفوا و حنين دخلت عليهم: بردوا مش هنروح احنا؟ طب ليه خليها تروح لشغلها و ننزل احنا
حمزه مسك إيدها: لاء احنا ورانا مشوار انهارده هنروحه لحد ما هي تخلص و بعدين لازم ناخد الحاجه انهارده عشان طيارتنا بكره بدرى مش هنلحق.

هديه هزت راسها و سابتهم و نزلت.
حنين بصتله: مشوار ايه؟
حمزه ابتسم: هخدك و نروح عنوان اختك اللى اخدناه من جيرانكم
حنين: هي جات؟

ادم مع موظفين الريسيبشن بيقلب ف جيوبه بعصبيه.
الموظف: يافندم صدقنى لازم مبلغ تحت الحساب مع استمارة الدخول
ادم بصله بغضب: طب دخّله لحد ما اتصرف
الموظف: بس
ادم زعق: ماهو مش معقول هيفضل مركون تعبان كده لحد ما ارجع اجيب فلوس و اجى! انا نازل فجأه و نسيت حاجتى من اللغبطه. بقولك دخّله ابويا هيموت لو استنى دقيقه واحده.

هديه بتبص ف شنطتها و هي داخله و فجأه انتبهت ع الصوت.
وقفت و بتتلفت حواليها لحد ما لمحت ادم.
ابتسمت بتلقائيه و هي بتقرب منه بس ابتسامتها اختفت بسرعه اول ما شافت وشه و عينيه الحمرا.
هديه قربت بسرعه بقلق: ادم في ايه؟
ادم مخدش باله منها و زقها و هو بيتحرك ناحية الموظف بعصبيه: بقولك اخلص هيموت
هديه قربت حاولت تمسكه تلفه ناحيتها: في ايه يا ادم؟ مين ده اللى هيموت؟

ادم انتبه لصوتها كإنه انتشله من اللى هو فيه. بص ف وشها كإنها دعوة امه اللى استجابت.
هديه حسته تايه ف شددت مسكتها لدراعاته و هزته: ادم. انت كويس فووق. حصل ايه؟
ادم صوته اتهز بضعف: ابويا
الموظف قرب بحذر: طب املالى الاستماره لحد ما
هديه شبه فهمت ف بصت للموظف: عايز كام اخلص؟
الموظف: اى مبلغ ضمان الدخول و يبقى تحت الحساب مؤقتا
هديه فتحت شنطتها بس ملقتش غير مبلغ قليل و الكريديت.

شاورتله بيها ف هز راسه بأسف: انا قولتله ان انهارده السبت و البنوك قافله ده غير المكنه هنا متوق
هديه قاطعته و هي بتقلع الخاتم من إيدها بسرعه و ادتهوله: حط ده معاك ف الامانات لحد ما نتصرف. اخلص
الموظف هز راسه بسرعه و اداها الاستماره. من غير ما تبص لأدم اخدتها و حاولت تملى البيانات ببياناتها هي و ادتهاله اخدها و مشى و ادم دخل معاهم بأبوه.

فاطيمه قعدت جنب ادم بحنيه و ملّست على شعره براسه اللى مميلها بين إيديه: حبيبى. ربنا مش هيسيبك
ادم رفع راسه بضعف: و انا عايز ابويا ميسيبنيش. عايزُه هو كمان ميسيبنيش
فاطيمه كتمت دموعها: ربنا متخلاش عنك قبل كده و مش هيتخلى عنك دلوقت
ادم عيط بدموع عيل صغير: و هو كمان متخلاش عنى. متخلاش عنى يا امى. ليه هيتخلى عنى دلوقت؟ انا محتاجله
فاطيمه عيطت لضعفه: هو عملك راجل
ادم: بس محتاجله.

هديه بصت لضعفه و حست انها بتلمس جزء خفى من شخصيته مش عارفاه جزء متنكر و لا هي اللى بعيد لسه مقربتش. حست انها لو قربت اكتر هتشوف اكتر. مينفعش تفضل مكانها و كل حاجه تجى منه قدامها او من الصدفه.
فاطيمه بصت لآدم: ادعيله.

ادم عيط: انا فارقت مره و متوجعتش. كإنى كنت محوّش الوجع لدلوقت. فارقت بمزاجى انما دلوقت هموت لو فارقت. ده. ده ابويا. سندى و ضهرى. عمودى الفقرى اللى شادد حيلى و صالبنى. ببعد و انا متطمن على حسه، و برجع و انا ملهوف عشانه
هديه انتبهت لفزع للدكتور اللى خارج و شكله ميطمنش.
فاطيمه ضمت إيد ادم و طبطبت عليها بحنيه: قول يارب.

الدكتور خرجلهم و ادم وقف بترقب و بتلقائيه مسك إيد هديه اللى استغرب انه لسه ماسكها لدلوقت.
الدكتور: لازم يدخل العمليات حالا. قلبه مش متحمل و مش هيتقبل علاج اكتر من كده و لا علاج مسعف دلوقت. الشئ الوحيد اللى ممكن يسعفه العمليه و اى محاولة تآخير مش ف صالحه
ادم رد بآمل: خلاص دخّله.

الدكتور: انا قولت ابلغك. انا هنزل ارتب مع المستشفى و اشوف اللازم من علاج و دكتور التخدير و محتاج مين ف العمليات عقبال ما انت تخلص الاجراءات
ادم هز راسه بسرعه و اتحرك ينزل و هديه مشيت معاه.
فاطيمه مسكته بتوتر: ادم. انت. انت معاك فلوس؟
ادم هز راسه و هو بيتحرك بسرعه: متتنقليش من هنا بس لحد ما اخلص و خلى تليفونك ف ايدك
ادم نزل خلص اجراءات المستشفى و وقف بحزن.

المساعد: صدقنى الاستثناء الوحيد اللى اقدر اعملهولك هو انك بدل ما تدفع فلوس العمليه كلها دلوقت هتدفع النص لحد ما تدبر امورك و معاك وقت من دلوقت لحد ما يقوم بالسلامه و يجى يخرج
هديه اتدخلت: ادم انا
ادم: انا معايا بس هو تعب فجأه و.

المساعد هز راسه بعمليه: فاهم و العمليه جات فجأه مش مجرد تعب و حساب مستشفى. و كمان مبلغ زى 300 الف مش صغير بردوا. المهم هتدفع 200 تحت الحساب نص حساب العمليه و جزء من حساب المستشفى لحد ما تتصرف و نشوف احنا كمان باقى حسابه
ادم هز راسه بتعب و خرج من المستشفى. وقف ع الباب بخنقه.
هديه وقفت جنبه: ادم. انا هتصرف بعدين نتحاسب
ادم هيتكلم موبايلها رن.

هديه و هي بتكنسل مهتمتش تبص ف الموبايل حتى اد ما هو بص فيه و بصّلها برفض اتحول لحده غريبه: لاء
هديه استغربت ملامحه اللى اتشنجت: ادم. اصبر انا
ادم سابها و اتحرك لعربيته دخل و قفل.
قبل ما تفتح الباب اللى جنبه ضغط لوك و هي بصتله بذهول من ورا القزاز: ادم
ادم و هو بيهز راسه برفض دموعه اتحركت مع راسه نزلت.

اتحرك بعربيته و هي قبل ما تجرى على عربيتها موبايلها رن تانى و تالت و اللحظه اللى بصت فيه كانت كفايه ان ادم يختفى من قدامها.
بصت حواليها بلهفه متضايقه و حاولت تتحرك بعشوائيه تبص لبعيد بس مفيش.
ادم وصل البيت طلع شقته. ملقاش رحاب ف راحلها عند امها.
رحاب وقفت بضيق: يعنى ايه يا ادم؟ انت جايبلى الدهب عشان تاخده؟
ادم قعد بتعب: انا مزنوق يا رحاب
رحاب: ماهو مش بعد شغلك ده كله و مركزك يبقى معاكش 300 الف!

ادم: لاء معايا بس انتى عارفه ان فلوسى مجمدها ف كذا حتة ارض و اللى سايبهم فلوس مش هيكفوا
رحاب: خلاص بيعهم
ادم: مانا هعمل ده بس فين على ما الاقى حد يشترى ارض و يكتب عقود و اخد فلوس. ادينى دهبك افك زنقتى بيه لحد ما
رحاب: قصدك زنقة ابوك
ادم بذهول: ماهى زنقتى بردوا يا رحاب. هو ابويا ده مسئول من مين؟
رحاب سكتت بضيق: اكيد مش منى.

ادم اتصدم: رحاب انا بقولك هرجعهولك تانى. اقسم بالله و حباة بنتى هرجعهولك بس لما ابيع الارض
رحاب حاولت تلاقى حل: خلاص استنى بالعمليه لحد ما تبيع
ادم بحزن: مينفعش
رحاب بضيق: و انا كمان مينفعش
ادم وقف بصدمه: يعنى ايه؟
رحاب وقفت بضيق معاه: يعنى ده دهبى يا ادم و انا مش هفرط فيه عشان حد
ادم وقف بذهول: عشان حد؟ ده انا اللى جايبُه.

رحاب: ده حقى. مكتوبلى ف القايمه و الباقى انت جيبتهولى هديه مخدتوش غصب عنك و لا سرقتك و اعتقد محدش بياخد هديه جابها
ادم بذهول: و لا عشانى؟
رحاب دوّرت وشها بعيد و عينيها جات ف عين امها اللى واقفه بعيد متابعه كلامهم.
ادم بصّلها قوى بصدمه و سابها و خرج من غير كلمه زياده.
رجع المستشفى و اول ما وصل ركن عربيته و قعد بتعب ع الارض قدام الباب.
هديه خرجت بسرعه راحت عليه اما شافته رجع.

قعدت جنبه و قدام عينيه اللى زاغت بتوهان مقدرتش تنطق.
هديه حاولت تبتسم: ادم. انا دفعت فلوس العمليه
ادم صوته اترعش على كلامه اللى مش عارف يقصد بيه مين بالظبط: تفتكرى في امل؟
هديه ابتسامتها كانت هاديه جدا: لازم دايما يكون في امل. اذا فقدنا الامل ف البشر يظل الامل ف الله. انه لا ييآس من روح الله الا القوم الكافرين
ادم إبتسملها بالعافيه و هي طبطبت على إيده: يلا ندخل.

ادم بصّلها بضعف و هي بتتحرك و إيده لسه ف إيدها لحد ما دخلوا.
مصطفى ابو رحاب اول ما شاف ادم جاى وقف بس لمح هديه جنبه. بصّلهم قوى و هز راسه بأسف و خرج.
عدى عليهم و ادم مبصش حتى او اخد باله. قضوا اليوم كله سوا لحد ما ابوه دخل العمليات.

مصطفى رجع البيت و هو مش عارف يقول ايه لبنته.
دخل بإرهاق و قعد و محاسن خرجتله: ايه اللى حصل؟ مات؟
مصطفى بضيق: يا شيخه فال الله و لا فالك
رحاب قاعده ببرود و هو بصلها: انتى مش جنب جوزك ليه؟
رحاب ببرود: جنبه فين هو في ايه و لا ايه؟
مصطفى افتكر شكله مع هديه و بصلها بأسف: يابنتى جوزك محتاجلك دلوقت
محاسن: ايوه بقى. قول ان البيه بعتك. بعد ما جه و مشى قفاه يقمر عيش بعتك تتمحلسله.

مصطفى استغرب: جه فين؟ هو ادم جه هنا؟
محاسن قعدت: و قال ايه جاى عايز دهبها. ده اخرة الشغل و الغيبه و التنطيط؟ قال على رأى المثل الناس تغيب غيبتها و ترجع بهيبتها و ده يغيب غيبته و يرجع بخيبته
مصطفى وقف بصدمه: و عملتوا ايه؟
محاسن: هنعمل ايه يا راجل انت؟
مصطفى بص لرحاب بصدمه: اديتى لجوزك دهبك؟ مش هقولك و لا لاء. دى مفهاش لاء
رحاب: ماهو اصل
مصطفى زعق: ادتيله دهبك و لا لاء؟

رحاب بصت لامها و رجعت بصت لأبوها بضيق: هو هيتصرف. لعملية ابوه هيعرف يتصرف و يجيب فلوس من تحت الارض لكن دهبى هيستنى بقا اما يجيله فلوس تانى
ابوها بصّلها بصدمه: انتى عارفه انتى بتقولى ايه؟ انتى سامعه نفسك اصلا؟
رحاب نفخت بضيق: هتضمنه يعنى انه هيرجعهولى؟
ابوها زعق: اضمن ايه؟ اضمنه ف حاجه بتاعته؟ هو كان خد منك ضمان و هو بيجيبهولك؟
محاسن: ده مهرها يا حبيبى و شبكتها.

رحاب بتردد: خلاص يكتبلى ورقه بيه زى ما الناس بتعمل و مش هبيعه كله
ابوها بصّلها شويه و اتكلم بتحذير: جوزك هيضيع منك و بكره هفكرك. حماكى داخل العمليات كمان شويه و يا تلبسى و تنزلى معايا دلوقت تبقى جنب جوزك يا عمرك ما هتبقى جنبه بعد كده لو اتشقلبتى على راسك
رحاب بلعت ريقها بقلق و بصت لأمها و بصت لأبوها و سكتت.
ادم ايده اللى ف إيد هديه اترعشت و هي شددت ضمتها: متخافش. مش هسيبك.

ادم بصّلها بعيون الدموع غطتها و غيّمت على صورتها قدامه و رسمت صوره تانيه قديمه من سنين كتير اوى ورا.
بيهز راسه بعنف كإنه بيفوّق نفسه او مش عارف يفرّق بين الصوره اللى برا قدامه و الصوره اللى جوه دماغه!
ضغط على ايدها بعنف و شدها لحضنه ضمها بنفس العنف. رجع بذاكرته لورا اوى و كل ما يفتكر يشدد على ضمته لها بعنف. كإنه بيقطع فوق العشرين سنه من المسافه اللى بينهم و بيبخر الفراق فيهم!

همسلها بعشق: سيبتى ايدى ليه؟ وحشتينى
هديه رفعت وشها له و اتعلقت عيونها بيه.
ادم عينيه المتعلقه بيها غيمت و الماضى غطى على صورتها قدامه و رجع ليوم الحادثه و بيتمتم بصوت خافت مع ذكرياته.
هديه وقفت اتنفضت و، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة