قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر

ادم ايده اللى ف إيد هديه اترعشت و هي شددت ضمتها: متخافش. مش هسيبك
ادم بصّلها بعيون الدموع غطتها و غيّمت على صورتها قدامه و رسمت صوره تانيه قديمه من سنين كتير اوى ورا.
بيهز راسه بعنف كإنه بيفوّق نفسه او مش عارف يفرّق بين الصوره اللى برا قدامه و الصوره اللى جوه دماغه!
همسلها بعشق: سيبتى ايدى ليه؟ وحشتينى
هديه رفعت وشها له و اتعلقت عيونها بيه.

ادم عينيه المتعلقه بيها غيمت و الماضى غطى على صورتها قدامه و رجع ليوم الحادثه و بيتمتم بصوت خافت مع ذكرياته.
هديه وقفت اتنفضت مع جسمه اللى ابتدى يتشنج بحركات عنيفه شويه شويه بتزيد و تخرج عن سيطرته.
بصت حواليها بخوف و حاولت تشاور لأى حد لحد ما لمحت ممرضه.
فاطيمه كانت سيباهم براحتهم لوحدهم او حست ان ادم محتاج مسكن حاليا لكل الوجع اللى هو فيه و هديه هتقدر تبقى كده او هي كده من غير ما تعمل حاجه!

مجرد ما لمحت الوضع ابتدى يتبدل قدامها وقفت بقلق تتابعهم بلهفة عينيها لحد ما شافت هديه بتقف تستنجد بحد ف جريت عليهم.
هديه رجعت نزلت جنبه ع الارض و ميلت عليه. مدت إيدها اللى بتترعش بخوف عليه و ملّست على وشه تمسح عرقه.
جسمه متلج و بيعرق بغذاره عرق ساقع و هي ضمت وشه برعب: ادم، ادم فوق انت كويس
فاطيمه قربت منهم و ميلت جنبهم بدموع: ادم
هديه بصت لنظراتها و ضعفها قدامه و استنتجت انها امه.

حاولت تقف بيه معرفتش ف رجعت ورا ضهره و سند بركبتها ع الارض و حاوطت ضهره بدراعاتها و حاولت تقف.
كانت جواها قوه غريبه انها تسنده. انه يقوم. حست انه مش وقع غصب عنه. حالته بتقول انه هو اللى يدوب سمح لنفسه بس دلوقت تنهار. كإنه كان مانعها من كتير و بيتماسك و بين إيديها اداها الاذن تقع. كإنه واثق انها هتقومه و لازم تبقى اد الثقه دى!

ادم مكنش مغمى عليه، كان ف حاله اشبه بالهزيان! تايه ف دوامه كإنه بتشنجات جسمه بيعافر يطلع منها!
عينيه الزايغه بتوهه حواليه فتحت بالعافيه و برغم انها كانت وراه الا انها كانت اول حاجه تحتويها نظراته بلهفه كإنه بيتطمن انها ممشيتش!
مش عارف غمض عينيه و شافها و لا شاف الماضى على صورتها بكل تفاصيله!
Flash baak.

امينه قابضه على ادم و بتتحرك بيه لقدام بضهرها بحذر، بمجرد ما بعدت عنهم شويه و دخلت وسط الشجر فالمزرعه عدلت نفسها لقدام و ابتدت تجرى و هي بتغيب و تبص وراها و بتتخفى بين الشجر. كل ما تحس ان الرجل وراها بتقرب منها من صوت الرصاص اللى بيقرب ترفع مسدسها تضرب على اى حد و ترجع تجرى.
هديه اتشنكلت ع الارض وقعت و هما جريوا.
نطقت بضعف: ادم
ادم بص وراه بخوف و شاورلها: اجررى. اجرى يا هديه. اجرى.

هديه عيطت: مش قادره. مش عارفه يا ادم تعالى خدنى
ادم بص لأمينه اللى ملاحظه انه بيبص وراه و سمعته. بصت لقت هديه واقعه ع الارض بعيد و بتبصلهم بضعف.
ادم بصلها بضعف: دى اختى. مش هسيبها. اختى هاتيها و انا مش هسيبك
امينه بصتله بترقب: هي دى بت حمزه؟
ادم هز راسه اه و هي بصت على هديه بتركيز: شكلها صغيره. دى قدك؟ اصغر منك يا ادم صح؟

ادم هينطق و هي بصالها بحيره مش عارفه تحسم تفكيرها اللى اتحسم لوحده اول ما لمحت إيد اتمدت رفعت هديه بخوف و سندتها تقف و اخدها.
baaak
ادم جوه عقله مجرد ما وصل عند النقطه دى ضغط على ايد هديه بعنف و شدها لحضنه ضمها بنفس العنف.
رجع بذاكرته لورا اوى و كل ما يفتكر يشدد على ضمته لها بعنف. كإنه بيقطع فوق العشرين سنه من المسافه اللى بينهم و بيبخر الفراق فيهم!

غمض عينيه و عقله بيكتفه و يرجعه للماضى رغم تشنجاته الرافضه الماضى بذكرياته!
Flash
ادم بص لامينه: انتى تعرفى بابا؟
امينه بغلّ: اه
ادم بصلها بحيره و هما بيجروا: كنتى بتشتغلى عنده يعنى؟ قصدى عندنا؟ عند ماما و ستى ف البيت؟
امينه بصتلها برفض و ردت بعصبيه: انا كنت مَرته زيى زيها. كنت مرته و انا ست الدوار دى و اولى بيها منها
ادم وقف بذهول: مراته؟ انتى؟ انتى مرات بابا؟

امينه سمعت صوت الحراسه بيقرب حواليهم شدته و جريت: اه
ادم حاول يقف بيها: فهمينى مراته ازاى. متجوزك على ماما؟ انتى؟ متجوزك انتى عليها؟ بابا ميعملش كده
امينه زعقت و هي بتجرى بعنف بيه: بقولك انا اللى مرته. انا ست الدوار. اتجوزها هي عليها. انا ست الدوار اللى رماها عشان عشق السنيوره بنت بحرى عليها و ريّل اول ماشافها و رمى مرته و ضناه قبل اولد حتى.

ادم بصلها بذهول و رفض و هي شدته و كملت جرى: صدقنى يا ولدى ابوك مش زى مافاكر. ابوك مش بس اكده. ابوك اوسخ من اكده
ادم: ستى قالت انك خاينه. انتى خونتيه؟
امينه ردت بعد ما ترجمت الكلام على خيانتها لحمزه ببلاغها عنه: اه
ادم اتنفض و هي كملت بغل: و مهندمش، و لو يرجع بيا الزمن هعملها تانى
ادم افتكر كلام سته عنه انه وِلد الخاينه ف بصلها بغصه ف قلبه و صوت مرعوش: و ماما؟ حنين خانته هي كمان؟

امينه ردت بتهكم رغم انها مش فاهمه ترجمة كلام حماتها على حنين: مش قولتلك العيب ف ابوك. وسخ و يستاهل الخيانه
ادم بصلها بدموع لمعت ف عينيه بتوهه كإنها بتخرج من جواه مش من عينيه و الكلام تاه ف دوامة الم جواه.

امينه بصتله و هي بتجرى و رجعت بصت قدامها: دى واحده لامها من الشارع، لا اصل و لا فصل و لا نعرفلها اهل و ناس و عزوه، انت عارف انها من وقت ما جات الدوار لا حد عبرها و لا حد سأل فيها. دى لو لها اهل هيرموها اكده؟ دى جايه من الشارع
ادم بصلها برفض رغم سؤاله دايما عن ان ليه حنين ملهاش حد: يمكن ميتين.

امينه ردت بسخريه: و خانته ليه بنت الميتين؟ دى حتى جات ع الدوار وش شوم و ندامه. و كام شهر و ولدت. كإنها كانت شايلاه ف كومها اياك
ادم افتكر كلام سته مع حنين دايما و كلامها عنها. كرهها لها. رفضها لها. طلبها من حمزه كذا مره يطلقها. تهديد حمزه نفسه يسيب البيت عشانها! كل ده ايه و ليه!
بصلها و اتكلم بدموع هزه صوته: انتى معاكى عيال؟ ليه بابا كان بيقولك عيالنا؟

امينه اتوترت و اتلاهت او هي اللى لاهت نفسها ف الجرى و ادم صرخ فيها و هو بيهزها: لكى عيال؟
امينه: اه
ادم بصلها بذهول: فين؟ و ليه مش معاكى؟
امينه زعقت: اسأل حمزه، اللى هتدافع عنيه
baaaak.

ادم تشنجات جسمه اللى بتزيد بعنف بتحاول تخرّجه من الماضى. تفوّقه. من يومها خيوط الحدوته متكعبله قدام عقل طفل عمره سنين بسيطه. حنين خاينه و امينه خاينه. الخيانه ف مفهومه بس ست مع راجل ف سرير حرام. يعنى حمزه مش ابوه! ايا كان خانته مع مين بس خانته و جه هو من صلب راجل تانى!
مترجمش الحدوته غير ان امينه خانته اما اتجوز عليها و خلفت منه عيل منهم هو و هديه، و حنين كمان طلعت خانته و خلفت حرام.

غمض عينيه و استسلم لعقله اللى مكتفُه و بيفرد الماضى قدامه غصب عنه. سمع صوت امينه اللى منسهوش اتردد ف عقله من تانى كإنها حواليه!

امينه شدت ادم و جريت بفزع: اجرى يا ادم
ادم اتكلم بضعف و هما بيجروا: انتى عملتلهم ايه؟ و ليه ببجروا وراكى و ليه كانوا حابسينك و ليه عايزين يموّتوكى؟
امينه بصتله بغلّ اترسم على ملامحها و لغبط كل حركتها.
ادم: و ليه بتهربى منهم دلوقت؟ اقفى و انا هخلى بابا ميعملكيش حاجه اوعدك
امينه بغل: ابوك ده اوسخ واحد جه على وش الارض. اوعى توعد بيه.

ادم بخوف بيبص وراه و يبصلها: طب سيبينى انا اشغل بابا و اجرى و انا هخليه يمشى
امينه بصت لحمزه اللى خطواته بتقرب منهم و امه وراه و وراهم حراسه و بصت لادم و دموعها و اتهزت من طيبته اللى شقلبت تفكيرها ف اتراجعت بضعف: لو سيبتك انت اللى هتتآذى. هتموت
ادم بصّلها بذهول و للحظه جمد مكانه: ابويا يموتنى؟
امينه بصت وراها لمحتهم بينهم خطوات بس و الموقف اتحسم.

بصت لادم بطيبه: اجرى يا ولدى. دول ناس مهترحمش. مهتفكرش. مهيرحموش حد. بعد اللى ستك قالته حتى لو عرفوا الحقيقه مش هيرحموك. ستك قالتها الخيانه تمنها دم و انت مليكش ذنب ف اللى بينا كفايه طيبة قلبك اللى ملهاش دعوه بأصلك. اجرى و متعاودش
هما بيقربوا و هي شدت ادم زقته لبعيد و صرخت: اجرى يا ادم. اجرى.

ادم من مكانه اللى بقا بعيد بعد ما زقته بص عليهم و هما بيقربوا منها و هي بصت بعيد و هي بتجرى اتجاه عكس ما زقته و هي بتصرخ كإنها بتشتتهم: اجرى يا ادم. اجرى.

حمزه اتشتت اما لمح الموقف بيبهت قدامه. ادم اختفى قدامه. ملهوش اثر. بص حواليه بهلع و وقف.
بيلف حوالين نفسه بفزع: ادددم. يا ادددم
ادم اتنفض بجسمه من صوت ابوه و تفكير العيل الصغير اللى جواه اتشتت. كلام سته. كلام امينه. موقف ابوه و سكوته. دايره دخلها و عمال يلف و يلف جواها بعقله مش لاقيلها فتحه يخرج منها!

اتقدم بجسم بيترعش خطوات مبعتره لحد ما اتجمد على كلام ابوه و سته و المشهد اللى الدم فيه غطى ع الكلام قدامه!

ام حمزه كانت قدمت عنه ناحية امينه ف بصت عليه بعد صراخه. فهمت اما رجعت بصت لأمينه لمحتها بتجرى لوحدها.
شاورت للحراسه على امينه و هما حاوطوها من كل اتجاه حتى لو لسه بعيد عنها و ابتدوا يقربوا منها.
حمزه بيلف بفزع: ادددم
امه قربت منه بقلق: في ايه يا ولدى؟ فين ادم؟
حمزه برعب: مخابرش. مخابرش اختفى فين. كإنه فص ملح و داب.

الحراسه بتتحرك حواليه و حمزه شاورلهم بحده: اقلبوا المكان. المنطقه. ارجعوا ع البيت شوفوه. انفضوا البلد كلها و طلعوه. ابنى لازم يرجع. لو مرجعش هقتلكوا. اخلصوا مترجعوش الا بيه
الحراسه انتشرت ف المكان و امه بصت حواليها بقلق بس مطولتش و سحبت إيده و اتحركت اما لمحت الحراسه وقعوا امينه وسطهم و حاوطوها و مستنيينهم.
حمزه شد إيده منها بغضب و هو بيلف: يا ادددم.

امه حاولت تشده تانى و قدام اصراره شاورت للحراسه يقربوا بأمينه: تعالى اخلص من الداهيه دى الاول. بعدها نفكر ف اى حاجه تانى.

ادم كان متابعهم من بعيد و بمجرد ما امينه وقعت بلع ريقه بتلقائيه و جسمه اترعش.
حمزه زعق: ده مش حاجه ده ولدى
لف وشه على صوت امينه اللى نطقت بغموض او هو اللى شافه غموض على حسب الحكايه ف دماغه: مش ولدك.

ادم اتنفض بخضه و الحدوته كلها بقت قدام عقله علامة استفهام مش المشهد بس!
حمزه لف وشه لامينه بسرعه و اتخض ع الكلمه. هو بس اللى عارف ان عيل حنين اللى مش بتاعه. محدش غيره يعرف. يبقى مثلا ادم ابن حنين!

امينه مكنتش تعرف تفكيره و لا حدوتته لكن ردت بناءا على حدوتتها مع ام حمزه اللى شاكه فيها ان عيلها مش من صلب حمزه ده غير كلمتها اللى مفهمتهاش ان حنين كمان خاينه! و فوقهم انها لحد دلوقت متعرفش حتى مين ف العيال بتاعها و مين لحنين و هي لعبت ع الشك ده تشتته!
حمزه قرب منها بخطوات بطيئه: عرفتى ازاى ان ادم مش ولدى؟
ادم بعيد بتلقائيه قرب منهم يسمعهم رغم بُعده و رغم ان الكل كان مشغول محدش شافه!

امينه بصتله قوى بلغبطه و حمزه صرخ بعنف: انطققى. انتى عارفه حاجه؟
امه قربت جنبه و اتكلمت بشده: او بتخونك مثلا!
حمزه بص جنبه لأمه بحيره و بص لآمينه و مترجمش الكلمه غير على بلاغها عنه.
امينه بصت لأمه اللى بصتلها بعيون حاده و هي فهمت انها بتعيد بعينيها سؤاله عن نسب ادم و هديه!

امينه بصت بعيد اوى لمحت ادم بيرتجف ورا شجره و دموعه بتجرى ورا بعض. بتلف وشها تبص لحمزه شافت هديه بتعيط ورا و بتتحرك جنبه مسكت رجله برعب. سكتت و قفلت عيونها بألم لأم حمزه كإنها بتقفلهم ع الحقيقه و لو هتموت يبقى تموت الحقيقه معاها.
ام حمزه فهمت انها طالما وصلت لقدام الموت و منطقتش يبقى مش هتنطق ابدا. حمزه متابع عيونهم و نظراتهم و فهم الحقيقه من برا. فهم منها بس انها ف ايد امينه!

بصلها بضعف و هي بصت بعيد بإصرار. لو قالتله هتموت و لو مقالتش هتموت. بس اللى هيفرق معاهم الولاد اللى تاهت ف شكلهن و شكل جسمهم لغبطها! فرق الجسم بينهم ميقولش انهم تؤم يوم ولاده واحده نفس العمر! يبقى في غيرهم!
ام حمزه خافت من نظرات الضعف اللى ف عيونهم. مدت إيدها لواحد من الحراسه اداها سلاحه و هي شاورت لحمزه بالمسدس: اقتلها
حمزه بصّلها بتوهان و نطق من غير ما يحس: و ضنايا!

امه بحذر بصتله بتفحص: مش التنيين ولادك؟ تفرق ايه الوعاء هي و لا التانيه!
حمزه بصّلها بتوهان و حس انه قدام دم و بعد كلمته و سؤالها اى كلمه تانيه منه الدم ده هيزفر ضناه.
زق إيدها بحزن و اداهم ضهره بيتنفس بالعافيه.
ادم بعيد رجع خطوات ورا خطوات لورا و جسمه بيترعش و هو ضامُه بإيده. و خطواته بقت اشبه بالجرى بهيستريا و ضهره لهم مش شايفهم لحد ما وقف بعيد على صوت عنيف هز جسمه كله!

امينه قدام حمزه كانت ف لحظه طلعت سلاحها من صدرها رفعته ف وش حمزه: لاه يا باشا. الدم طايلك و انا كيف ما قررت احرق قلبك قررت احرقك كلك
حمزه اتخض على كلمتها و اتقدم منها فجأه حاول يقيد حركتها بدراعاته.

امينه بتزقه بجنون و هو بيحاول يحتوى عنف حركتها بالمسدس اللى بيزوغ منها مره على هديه و مره عليه و مره ف جهه بعيده خالص مش بايناله. حمزه بيحاول يتنى كف إيدها بالمسدس لتحت بحيث بعد كده يضغط هو يفضى الرصاص ف الارض بس مجرد ما تنى إيدها ضغطت جامد بغلّ و فجأه طلعت رصاصه ف بطنها!
امينه جسمها كله اتنفض ع الرصاصه بس لسه متبته ع المسدس!

حمزه للحظه وقف بعقله و حركته كإنه اتشل و بصّلها بأسف و زعق: ليه كده؟ شوفتى وصلتينا لفين؟

ادم بعيد اتنفض على صوت الطلقه و غمض عينيه بعنف و قبل ما يفتحهم سمع زعيق ابوه ف نزلت دموعه من عينيه قبل ما يفتحوا!

لف وشه ببطئ و شاف المنظر اللى عمره ما نسيه. حمزه بيحاول يكتف امينه و حركتها و المسدس بين قبضات إيديهم الاتنين بتحاول تشده هي منه. شافها غرقانه ف دمها و بتعافر تشد المسدس منه يبقى هو ضربها! حاول يقتلها! يبقى امينه كان عندها حق ف كلامها عن ابوه! لاء يبقى سته اللى كان عندها حق ف كلامها عنها و اكيد خاينه طالما قتلوها! اه اكيد خانت ابوه! لا ابوه اللى عنده حق طالما طلعت خاينه! لا يبقى مش ابوه طالما عنده حق و خاينه و قتلها!

ادم لف وشه بفزع لقدام و سابهم وراه و مشى!
حمزه للحظه بص لامينه بعطف و حاول يقرب منها بحزن يرفعها.
بصتله بكُره واضح و مجرد ما ساب إيدها بالمسدس بتلقائيه و ميل لف دراعه ورا ضهرها و بيتنى نفسه بدراعه التانى تحت رجليها يرفعها ضغطت ع المسدس بغلّ طلعت طلقه ف حركته و تنيته تحت جات ف دراعه!
اتحدفت منه ف الارض و بسرعه ميل عليها يخطف المسدس و هي بتضرب ف شدته للمسدس ابمسدس اتحرك ناحيتها طلعت الرصاصه ف صدرها!

حمزه وقع عن حركته بيأس و ف لحظه ايدها لوحدها رخت بالمسدس اتحدف ببطئ بدراعها ع الارض و غرقت ف دمها!

ادم اتجمد من تانى مكانه بعنف و ضهره لهم رغم إنه بعيد. لف وشه تانى الغرقان دموع ببطئ و اتسمر عالمنظر اللى رغم بُعده شافه بتفاصيله و اتحفر جواه و عمره ما اتمحى!
بيتحرك بفزع خبط بضهره ف شجره وره نزل بجسمه ضم جزعها كإنه بيتحامى!
حمزه حط إيده على وشه بإستسلام و بص لأمه اللى قريت منه و اتحركت بيه وسط صمته المريب: ده اللى كان لازم يحصل من الاول. من اول يوم بعد ما ولدت! لاه من يوم ما بلغت عنيك!

حمزه وقف فجأه و بصّلها قوى: انتى ليه سيبتيها كل ده؟
امه اخدت كذا نفس ترتب كلامها و ترتب خطوط الحكايه اتكعبلت.
حمزه كان فهم ان الحقيقه ف ايد امينه بس و امه كانت بتراوغه لمجرد انها مش عارفه او مستنيه تعرف! ف فهم انها كانت سيباها تعرف منها مين ف العيال بتاعها و مين بتاع حنين! بس اللى معرفهوش ليه كانت عايزه تعرف و الحكايه قدامها ان الاتنين عياله و هي متعرفش اصل عيل حنين!

بصلها و زعق بعنف: انطقى عملتى ده كله ليه؟ كنتى عايزه تعرفى واد حنين من واد امينه ليه؟
امه ردت بغضب: كيف ما انت كنت عايز.

حمزه زعق لمجرد تخيل انها اكيد كانت عايزه تعرف عيل امينه تأذيها فيه عشان بلاغها عنه و ده ضناه الوحيد: كنتى عايزه تأذى واد مين فيهم عشان تنتقمى منيها؟ واد حنين اللى قعدتها اهنه مش على هواكى و هتقولى عنيها خاينه ف تغوّريها بعيلها؟ و لا واد امينه اللى هتنتقمى منيها فيه و اكيد كنتى عايزه تأذيه!
امه بصتله قوى: التنيين مش على هواى. لا هما و لا زرعتهم. واحده خاينه بشرفها و التانيه.

حمزه زعق: و التانيه ايه؟ التانيه ايه! اه خاينه. مهقولكيش لاه. بس مهسيبهاش حتى لو خاينه
امه زعقت: كل ده عشان عشقتها يا واد الصعيد؟ البلد الشرف و الدم الحامى؟
حمزه بصلها بأسف: انا كنت سايبكم انتى و امينه منكوا لحالكوا عشان عارف دى حوارات حريم مهشغلش راسى بيها و عارف بردوا انها بتخلص ف وقتها بيناتكم و من زمن. لكن متخيلتش ف يوم تخلص بالدم
امه: اكده او اكده كانت حكايه و لازم تخلص.

حمزه بصّلها بصدمه: عرفتى ليه انا واقف مع حنين! ليه حاططها ورا ضهرى و متصدرلك! ليه مهسمحش تقربيلها! عشان متبقاش ف يوم اكده!
شاور ف اخر جملته على امينه الغرقانه ف دمها جنبهم.
امه دوّرت وشها بعيد و هو قرب منها خطوه و زعق: عملتى كل ده كيف؟ انا لا سألت عن دفن و لا ورق عشان سايب ف البيت رجالة الحراسه هتخلصلك اى حاجه من دى و انا غايب و انتى قولتيلى خلصولك كل ده. خلصولك ايه و هي ممامتش! و ضحكوا عليا كيف!

امه ردت بتهكم: هو انت عاودت من المستشفى مع الخاينه التانيه الا بعد اسابيع بعد ما جيبتها يوم تشوف العيال و مشييتوا! هتعرف كل ده كيف و هي سالباك! عرفت ليه مهحبهاش!

حمزه بصلها قوى بذهول و مش قادر يصدق ان دى امه او ان كل ده حصل من ورا ضهره: عملتى كل ده كيف!
امه شاورت ببرود: الفلوس هتشترى كل حاجه. حتى اهلها. ده انا عملت حسابى اشتريهم هما كمان بس توا ما قولتلهم حريمنا ما هتتكشفش على حد و لا تندفن ف تُرب حد سدوا احنكتهم
حمزه بصّلها قوى و هز راسه بصدمه.
امه زعقت: و انت حامق حالك عليها ليه اكده؟ دى كانت هتموتك انت و ولدك!

حمزه للحظه انتبه و زعق: ولدى! هو فين ولدى!
امه شردت شويه و كل اللى فكرت فيه ياترى امينه بَعدت ادم عنهم تحرق قلبهم عليه و هو بكده ابن حنين و لا بَعدته عنهم تحميه منهم و هو بكده ابنها هى!
حمزه بيتحرك بخطوات عشوائيه ف اتجاهات مبعتره و بيجرى يمين و شمال بلهفه: ادددم. يا اددم!

ادم مكانه حط إيده على وشه بصرخات مكتومه كإنها بترتد جواه تحرقه من جوه.
حمزه بص لأمه اللى اتحركت بيه: ده اللى كان لازم يحصل من الاول. من اول يوم بعد ما ولدت!
حمزه وقف فجأه و بصّلها قوى: انتى ليه سيبتيها كل ده؟
امه اخدت كذا نفس ترتب كلامها و ترتب خطوط الحكايه اتكعبلت.

اتحركت بيه و هي بتتكلم و مخدوش بالهم انهم عدوا على ادم مميل ورا جزع شجره: سيبتها لفتره. لو اتذاع ف البلد انها ماتت بعد اللى حصل اكده و الكل عارف انك اتخانت هيقولوا انها هي اللى خانتك. هيقولوا وِلد الجيار اتخان من مَره. هتمشى توطى راسك وسط الخلق و انا ولدى مهيوطيش راسه ابدا
حمزه بصّلها وراه بصدمه: يعنى مش عشان كانت حامل ف عيل منى!
امه بصتله بتهتهه: مش لما يبقى.

قطع كلامهم واحد من الحراسه بتاعته وصل بلغه انهم ملقوش ادم ف البيت.
حمزه بص لامه بصتله بتهديد غامض: بكفياك خاينه واحده. و لا بقيت عاشق للخيانه ماهو انت عمرك ما كنت عاشق للحريم كيف ما وعيتلك. واحده خانت شرفك و التانيه خانت شرفها!
حمزه سكت بإستسلام لكلامها مش وقت مناقشه. ده وقت ابنه اختقى و لازم يلاقيه. ادم شاف سكوته تأكيد!

ادم حط إيده على ودنه كتمهم و هو بيهز راسه بهيستريا و جرى. جرى بخطوات تايهه و مبعتره لحد ما طلع ع الطريق برا. لحسن حظه او سوءه ان الحراسه كانت انشغلت ترجع البيت تشوفه هناك و لا لاء. و عقبال ما رجعت كان هو خرج نهائى!
ادم وقف ع الطريق بضياع. احساس صعب جواه بيحرقه. صوره مش عارفه تغيب عن عينيه مغطيه على عقله مخلياه مبيفكرش ف خطواته. مغطيه على كل حاجه حواليه.

محسش امتى شاور للعربيه اللى ركبها غير و هي بتفضى حمولتها و الكل بينزل.
ادم نزل و بص للسواق بتوهان: احنا فين؟
السواق: احنا عند محطة القطر يا بنى. انت مش عارف رايح فين؟
ادم مسح عينيه اللى مدمعتش و حط إيده ف جيبه طلع فلوس افتكرها بصعوبه ان ابوه ادهاله اول ما رجع بعد ما طلعها!
السواق استغرب: الاجره اتدفعتلك يابنى من الناس ف العربيه اما نقص اجرة نفر. هو كنت انت؟

ادم رجّع الفلوس ف جيبه و مشى. مشى ف سكه مجهوله مش معروف ملامحها موازى خط السكه الحديد.
دخل القطر اول ما ركن و قعد و انكمش على نفسه ف ركن لوحده.
عابد دخل براسه من باب القطر بص يمين و شمال و حط شيلة هدوم و حاجات و رجع. غاب دقايق و رجع ساند واحده لحد ما قعدها و عدلها و وقف قدامها.
عابد إبتسم و هو مميل عليها: انتى كويسه كده؟
فاطيمه عيطت من عينيها اللى شكلها معيطه و هزت راسها لاء.

عابد قعد جنبها بحب و قربها شويه منه: لاء كويسه ما انتى زى الفل اهو يا فطوم. هتنكرى فضل ربنا قولى الحمد لله
فاطيمه بحزن: إبنى
عابد اتنهد: بردوا قولى الحمد لله
فاطيمه بذهول: اقول الحمد لله عشان خسرت ابنى؟
عابد: انتى مخسرتهوش. انتى استودعتيه عند اللى خلقه. اللى احن منى و منك هو احن عليه مننا
فاطيمه بصتله برفض: لو احن عليه مننا مكنش خده بالطريقه دى. مكنش موّته بالشكل البشع ده. ابنى.

عابد قاطعها بسرعه: استغفر الله. وحدى الله متكفريش بيه. و اه قولى الحمد لله على كده و ع الاسوء من كده. بعدين ياستى يابختك
فاطيمه بصتله بصدمه: يابختى!
عابد ابتسم برضا: بيقولوا اللى بيتبتر حته من جسمه بتسبقه للجنه و تحجزله مكان. فمابالك اما تبقى الحته دى ضنا؟
فاطيمه: انا بجى كل سنه المولد و انا عندى امل الاقيه. سنتين و مش قادره اصدق ان بعد ايام الف عليه القيه جثه!

عابد: بردوا قولى الحمد لله. ان صبرتوا نولتوا و امر الله نفذ. و ان ما صبرتوا كفرتوا و بردوا امر الله نفذ
فاطيمه سندت راسها على كتفه و هو طبطب عليها: الله جاب. الله خد. الله عليه العوض
فاطيمه عيطت: متقولش عوض. متقولش انت عارف انى مش هخلف تانى. انت عارف
عابد بثقه ف الله: لا هيعوضنا. مش لازم خلفه. اللى عند ربنا كتير. قل خزائن الله لا تعد و لا تحصى.

ادم كان متابع الموقف من جنب بفضول و مسح عينيه بتلقائيه.
حد عدّى بشاى ف القطر و مايه و عصاير و عابد بصلها: اجيبلك ايه؟
فاطيمه بحزن: لاء. احنا شويه و هنروح
عابد طلع محفظته و بص للراجل و هي حطت إيدها عليها رجعتها بإيده ف حجره: اصبر بس يمكن يحصل حاجه ف السكه و نعوز الفلوس
ادم اتحرك ناحيتهم و قابل الراجل اخد منه مايه و عصير و قرب منهم و قعد قدامهم.

شاور لفاطيمه بالعصير و المايه و هي رفعت وشها و ابتسمت بتلقائيه على ملامح ادم و ابتسامته المريحه.
عابد ابتسم: اسمك ايه يا حبيبى؟
ادم رد بصوت مبحوح: ادم حم
بتر كلمته بألم و عابد بصّله شويه بفضول انتظر رده: ادم ايه؟
ادم رغم طفولته اللى متخطتش الست سبع سنين ملامحه احتدت و ضلمت برفض: ادم. ادم بس
فاطيمه كانت ملامحها اتقبضت بألم و عيطت اوى اول ما نطق اسمه. عابد ضمها اوى اول ما لمحها.

ادم استغرب و قرب قدامهم: انتى كويسه؟
عابد ابتسمله: اه كويسه هي بس تعبانه شويه من المولد
ادم كان سمع حوارهم ف عينيه دمعت: ربنا يصبرك
فاطيمه رفعت وشها له و ادم شاور بإحراج على مكان ما كان قاعد: انا. انا بس سمعتكوا و انا ف مكانى و الله. مقصدتش انا اسف
فاطيمه ابتسمت من بين دموعها على هدوئه و طبطبت على ضهره.
ادم هيتحرك يقعد قدامهم مسكته بسرعه: خليك هنا
عابد اتدخل: فاطيمه اكيد اهله هيقلقوا عليه.

ادم ملامحه بهتت و هي بصتله: انت جاى لوحدك؟
عابد: لوحده ازاى بس؟
ادم بحزن: اه. لوحدى
عابد استغرب: ازاى لوحدك؟ انت على كده مش مسافر مصر!
ادم: هو القطر ده رايح مصر؟
عابد بص لفاطيمه و استغربوا.
ادم اتهرّب و شاور لفاطيمه بالعصير قبل ما يسيبهم: اتفضلى دول و هتبقى كويسه
مشى و سابهم و عابد بصّلها بحزن: اب مين ده اللى يسيب إبنه ف سن زى ده يسافر لوحده!

طول الطريق و عينيه متعلقه بيهم و هما بيغيبوا و يبصوله و كل ما تتقابل عيونهم يبتسموا لبعض.
الكمسرى عدى و ادم اتخض اما سأله عن التذكره.
عابد انتبه لهم و قرب بص لأدم: انت مش معاك تذكره يا ادم؟
ادم ميل راسه بحزن: انا، انا بس
عابد بص للكمسرى و دفعله حقها و دفعله غرامه و مشى.
عابد بص لأدم اللى طلعله فلوس و ابتسم و هو بيرجع إيده: خليهم معاك يمكن تحتاجهم السكه طويله
ادم اتكسف و هو سحبه من إيده جنبهم.

فاطيمه ابتسمتله بحزن: انت جاى لقرايب لك هنا؟
ادم هز راسه لاء و فاطيمه اتعدلت بفضول: طب امك و ابوك هتلاقيهم مستنينك ع المحطه؟
ادم هز راسه لاء و عابد قلق: انت منين يا ادم؟
ادم: الصعيد
عابد: و ايه اللى جابك مصر يا ابنى؟ لك حد؟ ابوك هنا و لا امك؟ حد من قرايبك؟
ادم رد من غير ما يفكر: ماتوا. ابويا و امى ماتوا. ماتوا انهارده
فاطيمه شهقت بحزن: يا حبيبى يا ابنى.

ادم دموعه لمعت ف عينيه و عابد استغرب: و انت جيت على هنا؟ طب ملكش حد من قرايبك هناك يابنى؟
ادم هز راسه لاء و فاطيمه بصتله بحزن: ماتوا مع بعض؟ ماتوا ازاى؟
ادم بص بعيد بدموع مكتومه: حادثه!
فاطيمه بتلقائيه ضمته بسرعه و بصت لعابد بحزن و هو هز راسه برضا: سبحان موزع الابتلاءات و الارزاق
فاطيمه رفعت وش ادم: انت كنت معاهم يعنى؟
ادم هز راسه اه و هي دمعت بحزن: ملكش اخوات؟

ادم مردش و عابد بصّله بتدقيق: بس انت شكلك كبير يا ادم. يعنى تعرف ترجع. انت عندك كام سنه؟
ادم: سته و شويه
فاطيمه غمضت عيونها اوى بسرعه و عابد انتبهلها ف طبطب على كتفها.
ادم: ارجع لمين مليش حد!
فاطيمه بصتله بحب و وسعت جنبها قعدته: انت عارف ان انا كمان مليش حد؟
ادم بصّلها بزعل على كلامهم اللى سمعه.
فاطيمه بحزن: كان عندى ولد زيك كده. بس هو لو عاش كان زمانه سبع سنين و شويه مش سته زيك. هو زيك بس ف اسمك.

ادم ابتسم بعفويه: اسمه ادم؟
فاطيمه دمعت و رفعت وشها لفوق: كان. كان اسمه ادم زيك
ادم مد إيده بعفويه مسح وشها بعينيها و هي ضمته و طبطبت على ضهره: بس الصراحه مش زيك ف الشكل كمان. هو كان ابيضانى اوى مش قمحاوى زيك و عينيه السمرا مش زى عينيك بنيه
ادم ابتسم و طبطب على إيدها.
طول الطريق بيتكلموا و هي بتغيب و تضمه لحد ما وصلوا و خرجوا ع الشارع.
عابد بصّلها و بص لأدم بحيره: هتروح فين يا ابنى؟

ادم دمّع و بص بعيد و شرد فنقطه مجهوله قدامه: انا مليش حد
عابد شاورله حواليه بقلق: بس هنا مش زى الصعيد يا ابنى. مصر كبيره و محدش فيها يعرف حد. لكن الصعيد هناك مقفوله على ناسها شويه ف الناس تعرف بعضها، ع الاقل جيرانك، اهل امك من بعيد او عيلة ابوك حتى لو مش شُققا
ادم غمض عينيه اوى برفض: مليش حد. معرفش حد فيهم. كنت هبقى لوحدى بردوا
عابد: ما انت هنا بردوا هتبقى لوحدك.

ادم هز راسه بحزن و سابهم و اتحرك لوحده ف ملكوت تايه!
فاطيمه بصتله بلهفه و بصت لعابد بقلق: هاتوه
عابد: اجيبه؟
فاطيمه هزت راسها بدموع: متسيبهوش لوحده، الله اعلم هيقع ف ايد مين!
عابد هز راسه بحيره: انتى عارفه اللى زى ده هنا بياخدوهم الملاجئ او دور الايتام و
فاطيمه قاطعته برجاء: ده لو رحموه
عابد رفع وشه بحيره: على رأيك، ده حتى الاحداث يمكن تبقاله رحمه شويه عن ما يقع ف ايد حد يستغله و يشغّله او.

فاطيمه قاطعته: و ده يرضى مين؟ يرضى ربنا نسيب عيل زى ده معروف اصله ابن حلال و ابن ناس بس ماتوا و نروح نجيب عيل من ملجئ مش معروف اصله!
عابد بصّلها شويه بتردد و هي بصتله بضعف: انت قولتلى هنتبنى عيل. انت وعدتنى. انت قولتلى مش هسيبك. قولتلى هبقى جنبك
عابد اتردد بقلق: يعنى هيجى معانا؟
فاطيمه هزت راسها بسرعه بلهفه و عينيها اتعلقت بعيد بأدم اللى بيختفى قدامهم!
عابد سكت بقلق: يجى معانا؟

فاطيمه اتكلمت برجاء و هي بتشاورله بلهفه بعيد عليه: لحد بس ما يعرف هو رايح فين و لا نعرف منه حاجه
عابد سكت بقلق و هي مسكت إيده برجاء: ع الاقل يرتاح شويه. الولد مش عارف حتى هيروح فين و شكله معيط. ايوه و امه ماتوا قدام عينيه، مش شايف شكله!
عابد رفع وشه وسط تفكيره و بص لأدم بعيد اللى مش مركز حتى ف خطواته و سكت.
عابد: انا قلقان. دى مسئوليه.

فاطيمه بتكلمه و ادم وسط تفكيره بيتحرك بعشوائيه و فجأه صوت زمر عربيات و الكل بيقف و الناس بتتلم.
فاطيمه سابته و جريت و عابد وراها دخلوا وسط الناس شافوا ادم واقع ممدد ع الارض و وشه عليه دم براسه.
فاطيمه ميلت رفعت راسه على صدرها و بصت لجوزها بعتاب اللى ميل بسرعه رفعه معاها و اتحركوا بيه.
ودوه مستشفى حكومى اتخيط جرحه و اخد علاج.
الدكتور: ده ابنكم؟
عابد بص بتوتر لفاطيمه اللى ردت بتلقائيه: اه.

الدكتور: تمام عشان الاجراءات بس. المستشفى محتاجه اثبات او اى اوراق لحد ما تخرجوا.
عابد اتوتر: احنا خلاص خارجين. مش خلّص؟
الدكتور: اه بس هيفضل معانا كذا ساعه نراقب حالته هيسخن او هيرجّع لإن الخبطه كانت ف راسه
فاطيمه فتحت البوك بتاعها بلهفه و طلعتله شهادة ميلاد: دى شهادة ميلاده
عابد استغرب و الدكتور بص فيها و شاورلهم بيها و نزل.
عابد بصلها بذهول: ايه دى؟

فاطيمه: انا خوفت يأذوا الولد او ياخدوه يودوه كده و لا كده اما يعرفوا انه مش معانا
عابد اتوتر: بس
فاطيمه: لو مودهوش الاحداث هيودوه ملجئ! و فتره و احنا هنروح ناخد واحد من هناك! ربنا جابهولنا لحد عندنا ليه لاء بس؟
عابد سكت و هي بصتله تطمنه: متقلقش. شهادة الميلاد بتاع ابننا اسمه بردوا ادم، يعنى حتى لو قولنا اسمه قدامهم محدش هيشك
عابد هز راسه برضا و قعدوا جنب ادم اللى ابتدى يفوق. او كان شبه فايق.

اتطمنوا عليه و الدكتور رجعله اتطمن.
الدكتور بصّله و هو بيكشف عليه: اسمك ادم يا بطل؟
ادم هز راسه بعفويه و عابد بص لفاطيمه بقلق.
الدكتور بص لأدم جنبه عليهم: اسمك ادم عابد حجازى، صح؟
عابد اتدخل بسرعه و بص لأدم اللى هز راسه بإيجابيه من قبل ما عابد يبصله.
ادم رد بخفوت: اه
الدكتور ابتسملهم و طمنهم عليه و سابهم. قعدوا لحد اخر اليوم و خرجوا.

فاطيمه اخدته ع البيت و دخلته اوضة ابنها. يوم ورا يوم و الصمت بينهم غريب. او من ادم تحديدا.
عابد قعد معاه بهدوء: ادم انت مش هتتكلم؟
ادم بصّله و سكت و فاطيمه اتدخلت بضيق: هو قالك كل حاجه، عايز منه ايه تانى؟
عابد سكت شويه بحيره: هو قال فعلا بس مش كل حاجه
فاطيمه: ادم مش هيكد
عابد قاطعها: انا عايز اسمع منه هو. احكيلى يا ادم.

ادم عيونه دمعت و عابد مد إيده طبطب على رجله: صدقنى مش هأذيك و لا هعمل حاجه تضرك. انا بس عايز اسمعك. ع الاقل عشان افهم
فاطيمه بضيق: تفهم ايه كفايه عليه بقا
عابد ابتسمله: اهو يا سيدى. ده كفايه ان الغاليه بتحاميلك
فاطيمه عيطتله برجاء: لو انا غاليه بصحيح سيبه براحته. عشان خاطرى.

عابد اتنهد و هي قربت منه برجاء و صوتها اتهز بدموع: حرام عليك. طب اقولك. سيبه و انا اسيبك تتجوز و تخلف حتة عيل من صلبك. انت عارف انى معتش ينفع اخلف. ف روح انت و
عابد قاطعها بعتاب: كده؟ بقا انا بقوله الغاليه و انتى تقولى الكلام ده؟
فاطيمه دموعها نزلت و هي متبته ف ايد ادم.

ادم دمع على عياطها و بص لعابد. اتنفس بالعافيه قبل ما يتكلم. حكاله كل حاجه. كل الحوار من اول ما نزل البدروم شاف امينه لحد ما اتقتلت. حكاله كل الكلام اللى اتقال اللى فهمه و اللى لاء! حكاله كل تفسيراته للموقف و تخميناته! حكاله كره سته لحنين اللى مكنش مفهوم بالنسباله. حكاله محاولاتها مع ابنها يطلقها. حكاله الكلام الغامض اللى كان بين سطور احداثهم عن انها حرام و جات دارهم بالشوم و الخراب عشان جايه حرام زى ما سمع من سته كذا مره. حكاله حالة حنين الغريبه و ان محدش بيسأل فيها و لا يزورها و عمره ما شاف لها اهل و كلام سته لحمزه ان حتى اهلها رموها انت باقى عليها ليه، خدت غرضك و خلاص!

فاطيمه بصت لعابد بذهول: ايه الجحود ده؟ اب و ام ايه دول؟ ده الحيوانات بتحس
عابد بحيره: معنى كده يا بنى انك معتش عارف مين فيهم امك. حنين اللى كنت فاكرها امك و لا امينه اللى ظهرت فجأه دى!
ادم مسح دموعه اللى حكت الحوار مع كلامه: الاتنين طلعوا خاينين. ستى قالت كده و امينه اكدت كده، حتى، حتى حنين اهلها تقريبا كلام ستى صح و رموها عشان كده
عابد: بس يمكن.

ادم زعق: امال محدش فيهم بيسأل فيها ليه! محدش بيزورها ليه؟ حتى لو عيانه!
فاطيمه: و ابوك! فين من ده كله؟
ادم: منطقش. اصلا شكله كان متفاجئ بأمينه. او لاء متفاجئش ده بيكلمها و هو عارفها
عابد: لا حول و لا قوة الا بالله.

ادم: مبقتش عارف هو كان متجوزها و خلفنا منها و خانته ف رماها. و لا هو اللى خانها و اتجوز و هي اللى رمتنا. و لا خلفنا من ماما حنين و هي كمان خانته. و لا كل واحد فينا من حد. و لا كل حد فيهم جابنا من برا. مش عارف. مش عارف
ادم عيط بضعف عيل صغير عاجز عن انه يستوعب كل ده و فاطيمه ضمته بحزن.
عابد سكت بحيره: و ستك قالت الاتنين خاينين. معنى كده ان
ادم كمل: ايا كانت مين فيهم ام مين فهى كده!

عابد: بس لو كان متجوز امينه دى و خلفكوا منها و خانته ليه ستك سابتها! و ليه سابتكم اصلا و هي طالما متأكده كده انها خاينه تبقوا مش عياله! و لو حنين و انتوا عيالها فخانته ازاى و ليه كان معاها لحد يوم الحادثه زى ماقولت؟

ادم حط إيديه ضم دماغه قوى بألم و فاطيمه قربت ضمته عليها.
عابذ قرب منه بحب: طب قوم اتوضى و صلى. كل حاجه و لها حل
ادم: انا مش عايز حل. مش عايزهم و مش عايز حل
عابد بصله بحذر: انت بجد مش عايز ترجع يا ادم؟
ادم رد بسرعه: لاء
عابد وقف: طب يلا تعالى معايا الجامع نتوضى و نصلى
ادم وقف معاه و فاطيمه وقفت بفزع: عابد
عابد ابتسم بهدوء: متقلقيش هنرجع بسرعه.

اخده و نزل الجامع اتوضوا و صلوا و عابد قعد مع امام الجامع. حكاله كل حاجه سمعها من ادم.
الامام: يعنى انت عايز تتبناه؟
عابد بحيره: خايف
الامام: معاك بنات؟
عابد: و لا صبيان. ربنا استرد امانته و ما ارادش يبقالنا ذريه
الامام: هتتجوز ف يوم من الايام؟ اقصد ممكن تخلف و يبقالك ذريه و بنات؟
عابد: لاء انا رضيت بنصيبى من ربنا و قولت يمكن ده نصيبى اللى ربنا قسمهولى بس جابهولى عن طريق مراتى و اكيد هيعوضنى.

الامام هز راسه بإبتسامه: خزائن الله لا تعد و لا تحصى
عابد رجع بأدم و يوم بعد يوم بيقربوا من بعض. عابد كان عنده ورشة نجاره و ادم بقى يوميا ينزل معاه و يرجع معاه. حياة التلاته اتبدلت. فاطيمه لاول مره ترضى بقضاء ربنا و جوزها حس بالسند رغم سن ادم الصغير و ادم شويه بشويه انسحب من حياته القديمه اللى قفلها و اندمج معاهم و اللى حصله ساعده يتخطى كل حاجه.

عابد كان ف الورشه خلص طلبية كانت كراسى خشب و ترابيزات لقهوه و راح يسلمها لصاحبها.
الراجل فحصها و بيفرز الترابيزات و يعدلهم فوق بعض واحده وقعت و جرت الكل وراها.
الراجل بيرفعهم شاف كذا واحده اتكسروا.
بص لعابد و زعق: انت جايبلى خرده؟
عابد: انت اللى وقعتهم. حد يحط كل ده و خشب بالتقل ده فوق بعضه؟
الراجل: عشان روبابيكيا. لو حاجه متينه كان اتحمل
عابد: الحاجه اتسلمتلك و.

الراجل بغضب: انا لسه مستلمتش حاجه. و عايز فلوسى مش هستلم الطلابيه دى
عابد رد بقلة حيله: خلاص هعملك غيرها و
الراجل: عشان تاخدهم الورشه تلصمهم و ترجع تضحك عليا بيهم. مش عايزهم و لا عايز منك. انا عايز فلوسى
عابد اتحرك بإحراج: طب يومين ادبرلك فلوسك و
الراجل مسكه من هدومه بعنف: يومين ايه انت فاكرنى بتاع روبابيكيا بجد؟ هات الفلوس لا اخليك تحصل خشبك.

ادم كان مع العربيه اللى نزلت الحاجه بينزل بقية الحاجه و اما شاف الوضع نزل جرى.
قرب منهم مسك الراجل بغضب و زقه: لو ايدك اتمدت على ابويا انا اللى هخليها تحصل الخشب
الراجل اتذهل من عنف ادم و رجع بهجوم عليه يشده: يلا يا ابن الكلب مين ده اللى تخليه يحصل الخشب؟

القهوه اتلمت عليهم و الكل اتدخل و ادم بص للراجل بعنف غريب على سنه: طب و دينى ما حد هياخدهم غيرك و لو راجل هوّب ناحية الورشه و انا هدقك بمسمارين و اعلقك على بابها
شد عابد اللى واقف بذهول و مشى. عابد اما رجع البيت اخر اليوم حكى لفاطيمه اللى حصل.
فاطيمه ابتسمت بفخر كإنها امه بجد: ابنى. تربيتى
عابد بصّلها شويه بتردد: انتى لسه بتعتبريه ابنك؟

فاطيمه لاول مره تبتسم من غير حزن: اه ابنى. انت اللى قولتلى ربنا بيعوض و انت اللى قولتلى اللى عند ربنا كتير واهو ربنا بعتلى من اللى عنده. تقدر تقولى ليه يحصله كل ده ف الوقت ده بالذات؟ و ليه ابنى يموت ف الوقت ده بالذات؟ و ليه هو يعرف الحقيقه و ليه نقابله ف صدفة سفر انت مكنتش راضى بيه عشان بتبهدل اما بجى المولد و افتكر ابنى! و ليه عربيه تخبطه و نضطر نقول ابننا عشان المستشفى! و ليه يجى معانا؟

عابد: ربنا اللى عنده اجابات كل ده. لا هو عارف و لا احنا عارفين
فاطيمه: بس انا عارفه
عابد: عارفه ايه؟
فاطيمه ابتسمت: عارفه اللى قولتهولى. ان خزائن الله لا تعد و لا تحصى و اهو بعتلنا العوض منها
عابد بصّلها شويه بحيره: عارفه ان الامام قالى نفس الكلام؟
فاطيمه ردت بأمل: شوفت؟ انت اللى كنت دايما تقولى ربنا مبياخدش حلو و بيدى وحش، كل حاجه منه فيها حكمه!

عابد سكت شويه بتفكير: طب هنسيبه كده؟
فاطيمه: كده ازاى؟
عابد: من غير تعليم. من غير ما يروح مدارس و لا يتعلم. حرام. ده امانه و مادام رضينا نشيلها يبقى نصونها لاجل يوم الحساب ما نتسأل عنها نعرف نقول يارب ما قصرناش. ده النبى قال كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته
فاطيمه صوتها اتهز بضعف: لاء انا ابنى مش هيبعد عنى. مش هوديه كده و لا كده. يروح مدارس و حاجه تحصله و ميرجعلش؟ ابقى خسرت اتنين؟

عابد برفض: احنا قولنا ايه؟ ده قضاء الله. و لو قعد جنبك و ربنا لا قدر الله كاتبله
فاطيمه قاطعته بسرعه: بعد الشر
عابد: ياستى مقولناش حاجه. مليون بعد الشر. بس مش هنضيعه عشان خايفين عليه. ادم الاول ما كان رايح مولد مش مدرسه و بيلعب مع صحابه و ربنا كتبله الموت و حصل. يعنى مش المدرسه اللى هتجيب قضاء ربنا و لا البيت اللى هيحوشه
فاطيمه سكتت بتردد: هوديه انا بنفسى و اجيبه
عابد ابتسم: لاء
فاطيمه: انا مش.

عابد اتنهد بحب: و انا روحت فين؟ انتى فاكره انى هسيبه لوحده؟ هغلط تانى؟
فاطيمه ابتسمت و هو ضمها.
بصتله بقلق: طب مش هيسألوك عن ورق له؟
عابد: ما انتى حلتيها يا ام الغالى
فاطيمه: ام ادم
عابد ابتسم: و بردوا التانى غالى
عابد قعد مع ادم و حكاله كلامهم و ناويين على ايه.
ادم بيسمعه بهدوء و عابد بصّله بترقب: ادم انت محتاج وقت تفكر؟
ادم بذهول: افكر ف ايه؟ ف انك تساعدنى و لا لاء؟

عابد: اه بس من انهارده هتبقى ادم عابد حجازى بجد مش حد تانى
ادم ابتسم و تمتم: ادم عابد حجازى
عابد ضمه عليه برضا اتقسم ع الاتنين. اخده و راح المدرسه قدمله فيها بأوراق إبنه و شهادة ميلاد ابنه و اتقبل و من يومها بقا ادم تانى!
baaak.

ادم فاق من شريط ذكرياته على ضهره المركون لورا ع الحيطه و عينيه المفتحه للسقف كإنه مركز مع عرض قدامه. بمجرد ما حرّك عينيه عن السقف شاف هديه قدامه و فاطيمه بيهزوا فيه اوى و بيرشوا مايه على وشه.
ادم بصّلهم بتفحّص كإنه كان ف رحله طويله عبر الزمن و لسه راجع.
هديه مسكت وشه بخوف: ادم. انت عامل ايه؟

ادم بتلقائيه شد إيدها الممدوده له و هو قاعد ع الكرسى و ضمها اوى. ضمها ف حضن غريب اوى او هو اللى استخبى ف حضنها.

رحاب وصلت مع أبوها و امها المستشفى و طلع بيهم.
وصلوا و مجرد ما دخلوا الطرقه شافوا المشهد من بعيد.
رحاب اتجمدت مكانها على حضن ادم لهديه.
بصت ف عيون ادم اللى متعلقه بعينيها قبل ما تقفل و بصت للرعب اللى ف عينيها. شافت كلام رغم صمت الموقف!

هديه رفعت وشها بالعافيه و نزلت بركبتها ع الارض و ضمت وشه بين إيديها: كل حاجه هتبقى كويسه. انا جنبك
ادم همس و عينيه بتغمض و هو رجليه بتنزل بيه بضعف لتحت و همس ف حضنها بضعف: بحبك
هديه قلبها اتهز بشكل هز جسمها كله اللى ضامُه. غمضت عيونها بإبتسامه غريبه ملهاش علاقه لا بحالتهم و لا بالموقف. كإنها بتخبى الكلمه جواها و تقفل عليها!
ادم همسلها بخفوت حزين: هديه انا، انا كنت عايز اقولك ان انا.

هديه رفعت وشها بالعافيه من حضنه و بصتله بعيون نطقت الكلمه نيابة عن شفايفها اللى اتحركت بس مع صوت قلبها.

ادم ابتسم بدمعه نزلت: عارف انك هتسيبينى زيهم، هتتخلى عنى زى الكل
هديه بنفى هزت راسها بسرعه من غير ما تفكر.
ادم حاول يمد إيده اللى بتترعش مسك وشها اضطرها تنزل ايديها من ضمة وشه تسنده بيها.
ابتسملها بحزن: و انا مش هسمحلك تعملى كده. انتى نصيبى من الدنيا. حقى اللى اعتبرته حقى منهم. هدية ربنا اللى كنت طول الوقت مستنيها منه.

هديه مع عينيه اللى غمضت ف اخر كلامه نزلت بيه ع الارض و هي ضاماه و مجرد ما نزلوا ع الارض ضمت وشه بين إيديها بدموع موجوعه: ارجوك اسكت، ارجوك، مهما حصل، انا جنبك
ادم عينيه اللى بتزوغ حواليه بتعب وقعت على رحاب بعيد، بعيد اوى و اتقابلوا ف نظره غريبه.
بص لهديه بتعب و هو رجليه بتنزل بيه بضعف لتحت: مهما حصل؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة