قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل العاشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل العاشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل العاشر

ب مطبخ قصر الاميرة، كانت تقف نشوان تصنع قالب الكيك. رائحته الذكية كانت تتسلل إليهم داخل غرفه كل واحدة منهم.
تراقبها داخل الموقد، واضعه طفلتها ماريا اعلى المنضدة ف ولجت اليهم أميرة
الله الله يا شيف نشوان، ايه الروايح الل تفتح النفس دى
ابتسمت نشوان والتفتت إليها مردفه
انا قررت الليلة اعمل كيكة بيتى واعمل شاى، واعزمكم عليه ونقعد فالجنينة. ايه رأيك!

اتسعت حدقه اميرة اندهاشا وحملت ماريا وهمت بالرحيل من المطبخ قائله
فكرة عظيمه جدا خصوصاً ان قفلت الرواية الل بقراها حاليا وكنت عاوزة اجدد مود، انا هاخد ماريا ومستنياكِ بسرعه
انصرفت اميرة، كان قالب الكيك على وشك النضوج. جلست نشوان امامه
رائحته ذكرتها بشئ ما، شئ بعيد من الماضى
عودة الى الماضى
بتعملى كيكه؟
نظرت نشوان خلفها تجده مجدى زوجها يربت على ظهرها بحنو ف اردفت إليه.

انهاردة عيد ميلادك يا مجدى، صحيح محناش بتوع اعياد ميلاد ولا ادها بس حبيت افرحك. جبت التزويق بتاعها وهعملها زى النت
جلس مجدى على المقعد برفق يظهر على وجهه التعب واردف
وانا هاكل ازاى ومعدتى؟
شعرت نشوان بالحزن لاجله وربتت على يده وقالت وهي جالسه تحت قدميه.

كُل على ادك وهتاخد الدوا، نفسي ناخد دقيقتين حلوين سوا زى الناس. نفسي اكون انا وانت وماريا سوا ومقفول علينا باب بعيش زى اى ست وجوزها وبنتها، معلش حلم بسيط واستحملنى فيه
حاول مجدى الابتسام واردف إليها
م انتِ عارفه يا نشوان، كان نفسي اخدلك بيت لوحدك انتِ وبنتنا، نعيش زى كل الناس
بس اديكِ شايفه، انا عيان ومريض وربنا كتب عليا كدا، وعايشين من معاش ابويا الل يدوب مكفينا انا وانتِ والبت وامى واخويا اكل وشرب.

طب انزل اشتغل يامجدى، عالاقل اعرف اجيبلك الدوا اما يخلص!
عبس وجه مجدى واردف بضيق
شغل لاء يا نشوان، مش هسيبك تتلطشى وسط الل يسوى وميسواش عشانى. برة الناس غابة ومايصدقوا يلاقوا واحدة بيبقوا عاوزين ينهشوا لحمها وكل واحد عاوز يخطف الل يقدر يخطفه
انا ست بعرف ربنا يا مجدى وهحافظ على نفسى، يامجدى انا بتقطع وانت تعبان طول الليل والدوا خلصان ومش لاقيين نجيبه!

شغل لاء يا نشوان، لمّا اموت ابقى اعملي الل عاوزاه. ساعتها هيبقى حِملى انزاح من عليكِ وهتبقى انتِ وبنتك حُرين!
عادت من ذكرياتها بعدما مسحت دمعه منسابه على وجنتها وهي تردد بخفوت
الف رحمه ونور عليك يامجدى
رن هاتفها ل ترى اسم مهدى، تمتمت بالاستغفار وهمت بالاجابة على الاتصال
السلام عليكم ايوا يامهدى نعم
اخرج مهدى السيجارة المشتعله من فمه ونفث دخانها بالهواء واردف.

مالك يامرات اخويا مش طايقه نفسك ليه وانتِ بتردى
اخلص يامهدى عاوز ايه؟
مرتاحه عندك بعد ماعملتى الل كيفك عاوزه يابنت خالى؟
التوت شفتى نشوان وزفرت صبراً منه واردفت
بقولك ايه هتستفزنى هقفل ف وشك ولو كترت هعمل رقمك حظر قولت ايه بقا
ضحك مهدى ب سخرية واردف اليها
تعمليها يا نشوان، ولا اقولك يا نوشا زى م كنت بقولك واحنا صغيرين، فاكرة!

فاكرة اما كنت اسرق الحلويات والشيبسي من دكان عم صابر عشان اجبهملك؟ كان يعرف ويمسكنى يدينى علقه فالشارع قدامك وقدام كل الناس. بس بالنسبة لى كان كل دا مش مهم. المهم انى افرحك، طب فاكره اما كنتِ شاطره فالمدرسة وعملوا حفلة عشان الاوائل ومكانش عندك فستان تلبسيه وعيطتِ وامى وابويا مكانش معاهم فلوس يشترولك ومجدى اخويا قالك روحى بمريلة المدرسة عادى، بس انا محبتش اشوفك بتعيطِ يانشوان، سرقتلك فستان من المشغل ولبستيه وفرحتِ كان اول مرة تحضنينى فيها وتبوسينى فخدى، يومها كنا اطفال، بس انا قلبي رقص لما عملتِ كدا.

يومين واتعرف انى سرقته وابويا حرقنى فجسمى بالنار وانتِ وقفتِ بعيط برضو تشوفينى وانا بتحرق بالنار عشانك كنتِ بتعيط وبس وبتقولى لابويا حرام ياعمى كفاية، عارفه دموعك كانت بتطفى وجعى ومكنتش حاسس المهم انى فرحتك وموقفتش مكانى مبعملش حاجه! المهم عندى هي نوشا
تنهدت نشوان ومسحت على وجهها بصبر واردفت
ايه لزمه تفكرنى ب كل دا دلوقت؟ انا مرات اخوك يا مهدى وهفضل مراته وهيفضل قلبي مقفول عليه وله.

هز مهدى رأسه بسخرية قائلا
مطلبتش منك حاجه يامرات اخويا، انا بس عاوزك تفتكرى انى مش شيطان ولا اتولدت ابليس وانتو ملايكه
كل الل كنت عاوزه منك رضا وبس، وحتى دى استكترتيها عليا
مهدى انا هقفل المكالمة السخيفه دى، سلملى على عمتى وطمنها عليا، سلام
اغلقت نشوان المهاتفه، هي بالفعل تذكرت ماقاله، تذكرت! لا والله محفور بداخلها اكثر مما ذكر حتى!

ولكن هو مخلوق ليكون قطبها العكسى، لا يتجاذبان ابدا ابدا ولا يجمعهما طريق واحد.
رن هاتفها وكانت هذه المرة اميرة تتعجلها، فحملت الكيك وقطعته في اطباق وصنية الشاى والاكواب وخرجت اليهم.
بعدما وضعتهم على المنضدة بالحديقة، دلفت ثانية تدعو الفتيات للانضمام إليهم طرقت باب غرفه نورهان ف خرجت إليها
ايوة يا نشوان
انا عاملة كيك مربي وشاى، وكنت عاوزاكم نقعد كلنا فالجنينة مع اميرة نتكلم اكتر سوا.

ابتسمت نورهان ب رقة واردفت
طيب هقفل اللاب عشان كنت بشتغل وجايه
انصرفت نشوان وطرقت الباب ل روان، عدة مرات ولم تجيب ف كانت نورهان خلفها واردفت وهي تترجل الى الخارج
ممكن تكون خرجت
اومأت نشوان ب رأسها وذهبت ناحية غرفه هدير وطرقت ففتحت هدير مرتدية ملابس تناسب سهره وتضع مساحيق التجميل على وجهها ومصففه شعرها علامه على استعدادها للخروج ف اخبرتها نشوان بما اخبرت به نورهان من قبل ف قالت هدير.

كيكه وشاى ايه، انا خارجه هو احنا هنعملها قاعدة بقا واصحاب وبتاع
تعجبت نشوان ف اردفت إليها
ياستى دى دعوة عادية مش عاوزة تيجى براحتك
بصّى اميرة هبلة ولا الباقيين دول على نياتهم مش مشكلتى، انا بس مبحبش حبتين الصعبنيات ونتصاحب والجو بتاعك من ساعة م جيتى والعياط والشحتفه، جو تمثيل اوفر بصراحه
شعرت نشوان بالضيق من حديث هدير ف اردفت اليها بقوتها المعتادة.

جو تمثيل وشحتفه! ليه يعنى دورت على اوضه اوضه منكم قولتلكم تبرعوا لاجلى ولاجل بنتى، اسمعى انا هنا ساكنه زيي زيك وبدفع نفس الل بتدفعيه. فمش حضرتك احسن منى عشان تعملى نفسك بتفهمى
انتِ مبتفهميش للاسف وكمان خدى عليهم انك بمى ادمه وقحه وانك مش صريحه لاء انتِ شخص فظ.

وانا فعلا غلطانه انى خبطت عليكِ وكنت عاوزة اتعرف، بكره وبعده حضرتك هتتمنى تصبحى عليا وانا ارد بس ومش هرد عارفه ليه؟ مش عشان هبقا مليونيرة بكرة الضهر لا عشان شايفه نفسى اكبر واحسن بفضل الله لان ربنا خلقنى كدا وعززنى، ف متشوفيش نفسك ي سكر اكتر من كدا لاتقعى على جدور رقبتك!
تركتها نشوان بعدما القت في وجهها هذه الكلمات، بينما كانت هدير فاغره بفاهها ومن ثم نفضت رأسها وتمتمت الى نفسها.

انا رايح لصالوحتى مين دى عشان تعطر مزاجى، بتاعت الشوال
انضمت نشوان الى نورهان واميرة وطفلتها ماريا عابسة بوجهها ف اردفت اميرة إليها
مالك؟
البنى ادمه الل اسمها هدير دى بجد بنى ادمه قليلة الادب
اهتمت نورهان واردفت
ليه بس فيه ايه
مفيش قولتلها زى م قولتلك ردت ب رد قليل الادب حسستنى انى بخبط عاوزة منها حسنه
رفعت نورهان حاجيبها، ف اردفت اميرة بهدوئها المعهود وهي تداعب الصغيرة في احضانها.

معلش هدير دبش ف كلامها بس متقصدش، يمكن انتِ بس حساسه شوية
اثناء حديثهم خرجت هدير من دون ان تلقى السلام إليهم وفتحت البوابة الحديدية وانصرفت بعدما ركبت سيارة أجرة استدعتها تليفونيا، ف اردفت نورهان
اهي ياستى معبرتش حد مننا، سيبك خليكِ فنفسك وفالكيكه الرهيبة الل انتِ عاملاها دى ريحتها روعه.

فرحت نشوان بجبر خاطرها عن طريق نورهان، ف همت بوضع قطعه كيك الى نورهان واميرة وتحضير كوبان من الشاى ووضعته امامهما، تناولاها وقد بدا على وجههما الرضا بالطعم الذكى والرائحه التي تسللت الى القلب اولا. اردفت نورهان
تسلم ايدك، انتِ شيف محترفه بقا هخليكِ تعلمينى قبل م اتجوز لاحسن انا مبعرفش اسلق بيض حتى
قالتها وهي تضحك ف اردفت أميرة إليهم.

على فكره ولا انا، ولوحدى قررت اتعلم مرضتش اجيب خدامه ولا اكل كل يوم دليفرى
بجيب وصفات من النت ومرة تبوظ ومرة تتحرق، دلوقت الله عليا بعمل بيض تركى بالجبنة الموتزريلا رهيييب
ضحكا الاثنين على ماقالت اميرة، نظرت نورهان الى ماريا واردفت إلى نشوان وهي تداعب ماريا وتلامس خصلات شعرها الصغيرة
بنوتك مش شبههك خالص يا نشوان؟
ابتسمت نشوان وقالت وهي تتنهد بحنين
شبه باباها الله يرحمه
رددا الاثنين معا
الله يرحمه.

هاللللووووز جااايز، ايه تا ايه تا ايه تا، قاعدة وكيك وشاى اووووه يالوووز وليلة حمادة زوحليقة!
نظرت ثلاثتهم الى الشقية روان، بعدما القت كلماتها على مسامعهم وانضمت الى جلستهم اللطيفه في الهواء الطلق، وضعت قطعه كيك ب فمها واردفت
انتو جبتوا اوردر الكيك دا منين، دا محل جامد حمادة
ضحكت نشوان واميرة ف اردفت نورهان إليها تطرقها في رأسها
نشوان الل عاملاها يا مُتخلفه.

وااااو يا انوش جامدة حمادة، ازاى تكونى بتعملى كيك حلو كدا وجوزك يموت كان لازم يبقا قاعد يتمتع بالجمال دا
نظر كلا من اميرة ونورهان إليها بضيق ففهمت انها قامت بخلط الامور ببعضها بطريقه وقحه ف اعتذرت عما بدا منها
سورى يا انوش، بقولكم ايه هدخل اغير وجايالكم، هى هدير فين منضمتش للجمع السعيد ليه؟
هدير خرجت من شوية.

الدوووجه اكيد الرندفو بتاع المُز بتاعها، طب بقولكم ايه انا هدخل وراجعه لكم ولا واحدة تسيب مكانها هنقعد نحكى بقا عالمززز والرانفوهات والجواز والخطوبات، عاوزين نبظ ذكريات كدا نبظظ زى لما بندوس على كيكه انوش بتبظظ مربي
تشاو مؤقت
تركتهم فضحكن ثلاثتهم على عفوية روان الجميلة، لديها من الكلمات ما يداعب القلب وينسيه همه
ولديها من الروح ما يجعل للمكان سحر طفولى لا يوجد به شائبه.

بالفعل بدلت ثيابها واحضرت اكياس الشيبس وزجاجات المياة الغازية وبدأت السهرة، وجود الأرواح الطيبةفي محطات حياتك رزق من الله، لولاه مَ مال إليك قلب ولا أحسن لك عابرٌ أو قريب.
تطلبِ ايه؟ بصى هطلبلك زيي
رفعت هدير شفتها العلوية واردفت
ومطلبش انا ليه مشلولة
تعجب صالح من طريقتها امام النادل ف اردف
انا عارف هنا بيعملوا اصناف حلوة، انتِ اكيد اول مرة تدخلى هنا. انا هطلبلك
نظرت اليه هدير بزمجرة واردفت الى النادل.

انا عاوزة شوربة سى فود وعصير بورتئان
ابتسمت في وجه صالح ب سخافه، فبادلها صالح نفس الابتسامه السخيفه واردف الى النادل
اوك زى م الانسة طلبت، وانا عاوز ستيك مشوى وطبق محشى مشكل صغير وعصير ليمون
انصرف النادل بعدما دون طلباتهم، ف اردف صالح الى هدير
بس ايه الشياكه والحلاوة دى، لاء بصراحه كلفتِ روحك لكن الصرف باين حقيقي يعنى
رفعت هدير احدى حاجبيها واردفت
الصرف باين! ليه قبل كدا كنت بلبس خيش؟ ماتحترم نفسك.

اتلمى عشان مفتحش دماغك بطبق الباتون ساليه الل قصادى دا، وطى صوتك
متهددنيش ياض انا محدش بيوقف قصادى
تأفف صالح وطرق كفاً ب كف واردف بعدما زفر في وجهها ممتعضاً
انا مش عارف اتخبطت فنفوخى ليه وعزمتك عالعشا والخروج
امالت هدير بجذعها على المنضدة امام وجهه واردفت ب ثقه
عشان عاجباك وجدا كمان
عاجبانى اه لكن مش جدا، متبقيش اوفر دا انتِ هدير حلبسه حتى
هدير حَلبسه! يعنى ايه.

رجع صالح بظهره على المقعد، واردف وعلى وجهه الضحكه الساخرة مرتسمه
ناس شافوكِ ف وقت فات تروحى تشترى كوبايتين حمص شام وتخلى الراجل يعبيهم ف كيس وتروحى تتعشى بيهم، اما عرفت متت من الضحك يااااه
نظرت له هدير تكز على اسنانها ف اكمل صالح
انا اعرف ناس معفنه كتير، بس جلدة بالشكل دا لاء بصراحه اول مرة اقابل
وعليكِ رسم، انتو متعرفوش انا ساكنه فين، انا باكل فين.

بلبس منين. وانتِ كنتِ ساكنه ف لوكاندة مشروع تربية دواجن وكنتِ بتنامى مع الفراخ
القى كلماته في وجهها وضحك كثيرا بصوت عالى، لاول مرة تشعر هدير بالضيق من شخص ما يسخر منها
ربما لان هذا الشخص قريب من قلبها كثيرا ف جُرحه منه اعمق، هبت هدير واقفه من مكانها واردفت اليه بمنتهى الجدية.

مش هسألك عرفت منين لانى دا اسلوب رخيص ان فيه حد يتلصص على حياة بالشكل دا، انا بس هقولك مش رجولة ابدا النمرة الل انت عملتها دى عشان تثبت انك كسرت مناخيرى
انا محدش يكسرنى، ولو مثلا عشان قلبي وياك فملعون ابو قلبى اطلعه وادهسه بالجزمه ولا ان واحد زيك مستهتر فاكر انه عنتر زمانه، رمى ابنه ومراته وداير على حل شعره يفتكر انه كسب بونط بقا وعلّم عليا.

انا بقا هعرفك ف الل جاى زى م كنت بشوفك هوا معدى جمبي رغم ان قلبي ميال لك للاسف، هشوفك بعد كدا تراب وقلبي مش معاك!
تناولت حقيبتها وهمت بالانصراف ومن ثم تراجعت ف اردفت
واه بخيله ومعفنه وبحسبها بالورقه والقلم ودا شرف ليا انى معملتش حاجه غلط ولا مستهترة بحافظ على كل قرش عشان متعرضش تانى للخذلان وللمهانه من ناس واطية زيك تتحكم فيا!

كتصبب النيران كانت كلماتها في وجهه، اعتقد صالح انه سيحصل على نقطه لصالحه في كسر غرورها ونتف ريشها المنفوش ولكن الحقيقة انها كشفت حقيقته الرخيصة امام نفسه وهو من خسر لست هى!
لم يكن ألكلام فقط الذي يتعرض لسوء الفهم، ف احيانا الصمت أيضا يُفهم خطأ!
بعد السهرة الطويلة التي مضاها زين وعيسي معاً، سرد قصص بالماضى او سرد الماضى كُله.

ماضى متعلق ب ذهن زين مترسخ بعقله، يرافقه طيلة الوقت حتى وان تغلب على تذكره، حينما سمع عيسي منه كل ما قصّه عليه زين، عَلم لماذا هو هكذا الآن!
كان يعتقد ان من هم بالطبقات العُليا لايحمل احداً منهم عبئ او هم يوماً، لم يكن المال سبباً للسعادة
هناك معانى كثيرة نفقدها حتى وان كان بحوزتنا مال الدنيا ومايعادله!

صوت فتح باب المنزل وولوج زين، وضع المفتاح بمكانه المخصص ف خرج عيسي خارج المطبخ متهللة اساريره مرحبا ب زين
ابو الزنازين، زوووز قلبي، حمدلله عالسلامه حبيب ماما
تعجب زين من طريقه عيسي الحديثه هذه، استطرد عيسي قائلا
ثوانى واحلى غدا يتحضر، انا عاملك حته مفاجأة!
فيه ايه ياعيسي مالك!

مالى ايه بس، انا قررت اكون مصدر البهجه فحياتك من هنا ورايح حتى لو طولت اجيب لبس البلياتشو والميكياج بتاعه واعملهولك هنا فقلب الشقة
ابتسم زين واقترب نحو عيسي
عيسوى، مش عشان الل حكيتهولك تعمل فيها ماما الحنينة وتدلع فيا، طريقه صايصه ومايصه ومبحبهاش
حكيت وخلاص وانسي مش هنقعد بقا نصلح ف اخطاء الماضى وتدلعنى وتهشتكنى
قذف عيسي بالملعقه الخشبيه التي كان ممسك بها، واردف بطريقه مضحكه.

تصدق ياض انا غلطان، يلا غير واخلص عاملك بطه محشيه ومحشى بتنجان انهاردة. يالا عشان تطفح
مرضى كدا يابا!
غمز زين باصبعه في جانب جذع عيسى برقه وضحك وهو يردف
يوغتى عامله محشى وبطه يابطه! ياناس ست بيت ممتازة ياناس
ضحك عيسي بشدة وهو يتحرك من امام زين يحاول ان يفلت منه وهو يقول
بس يا زين بغير يا اخى
بتركب الهوا، طب تعالا بقا.

اخذ زين يغمز عيسي فجنبات جسده يميناً ويساراً وضحكات عيسي عالية ويحاول الهرب من أمامه، وبعد وقت احضرا سويا الطعام وتناولاه، كان يُشهد الى عيسي في تحضيره وكأنه سيدة منزل بالفعل
حملا الاطباق سويا، قام زين بغسل الاطباق وتحضير كوبان من الشاى
وجلسا ب الشرفه كعادتهما يتحدثا.
واد ياعيسي ملكش فشغل المكاتب وكدا صح
لا بيقفلنى الجو دا، والبس بدلة وكرافته وادخل اقول صباح الخير يا نينه.

ضحك زين بشدة واردف اليه بعدما ارتشف من كوب الشاى المظبوط رشفه
يا نينة ايه احنا هنعين عماد حمدى، عاوزين حد ضمن فريق تسويق الكتروني للشركه والموظف دا مرة واحدة قدم استقالته لاسباب خاصه ومش عارفين نحل المشكلة وبسرعه
مممم لا معاك ربنا، اعملوا اعلان كذا حد ييجى فمينيت
يابنى محتاجين ضرورى اليومين دول، مفيش وقت. م تفكر يا عيسوى حتى نبقا سوا.

لا فكك منى، انا بحب اكون طاير كدا وجو الاغانى والكاميرا تنادينى بيلبق لى، لكن المكاتب دا بيوجعلى الطحال
صمتا برهه وتذكر عيسي شيئاً فقال
زين فيه شروط للشوغلانه دى؟
شوغلانه! ع حسب انا الل هوافق عليه.
اشطا جدا، بص بقا انا عندى حد بس بنت ينفع؟
ينفع
ملتزمه وكدا مش بتاعت هئ مئ
ضيق زين عيناه واردف
مين دى يا عيسى؟
تلعثم عيسي واردف محاولا الثبات
بنت كانت بتشتغل فمكان كنت عملتله اعلان، ومشيت عشان لبسها ملتزم ومحجبه.

تقريبا البنات لازم تقلع عشان تنفع!
تعجب زين ف اكمل عيسي بتلقائية كى لايشعر شئ من حديثه
صعب عليا حالها، واضح انها جد وبتشتغل ب امانه وظروفها الصعبه ف قولت يمكن تنفع عندك
ارتشف زين آخر ماتبقى من كوب الشاى واردف وهو يبتلع وتتحرك تفاحه ادم برقبته
ماشى كلمها تيجى بكرة تعمل انترفيو
التوت شفتى عيسي وتمتم بضيق
هو انا عارفلها حاجه ولا تليفون ولا عنوان
بتقول حاجه ياعيسى؟!
مفيش يا زوز، محطتش عالشاى سودانى ليه؟

تعجب زين منه واردف بطريقه مضحكه
افتكرت وانت قربت تقرقش الكوبايه بسنانك اصلا اختراعك العجيب دا
لا والله دا حاجه عظمه انت بس الل مش عارف قيمته
ومش عاوز اعرف ياعيسوى، انا هقوم انام
وانا نازل، هتوحشنى يابو الزنازين
امشى ياض
قهقه عيسي على ردود زين عليه التي اصبحت مشابهه لطريقته هو وبدء ينسى عيسي زين القديم الصامت الساكن العابس، اما عن مايجول فباله الآن، كيف السبيل الى نشوان؟ ومَن يدله؟!

على فكرة انتِ ندلة جدآ
انتبهت روان على انبثاق رسالة قادمه إليها على الماسنجر من فارس خطيب توأمتها
ف ردت عليه على الفور
انا! ليه يا انشتا
على الناحية الأخرى ابتسم فارس على عفويتها هذه وبدء ان يكتب ثم ضغط الارسال
عشان مبتسأليش. وكنتِ بتردى الاول على كل معجبينك دلوقت ايه الل على على بقا
ضحكت روان بشدة وكتبت
لا والله يا انشتا، انا برد على كل الناس.

يبقى مش بتشوفى الكومنتس بتوعى، خصوصا على صورك الحلوة الل عالانستا
اووووه هولى شييت، سووورى انا لازم اخد بالى من كومنتاتك يا انشتا دا انت الحب كله
عقد فارس حاجبيه وكتب لها
الحب كله ازاى؟
يعنى انت الحب كله بتاع نورى، وطالما حب نورى ونورى دى توأمتى يبقى الحب كله بتاع العيلة كلها
حب جامد جاحد آخر حماده زوحليقه
تعرفى يا روان انى بحب خفة دمك اوى؟!

بيجاااااد! اووووه ماااى جااااد انشتااااا، دى حاجه فرحتنى موت انت بتقول عليا دمى خفيف
انتِ كلك عسل أصلا، انا معرفش ليه نورهان مطلعتش شبهك مع انكم توأم
فرق جينات سيدى الرئيس
ظلا على محادثتهم سويا هكذا، بينما كانت نورهان تجلس في محل باب الورد مع اميرة وتتحدث معها بشئ ما
معرفش، حسيت انى عاوزة آجى اشوف الورد وريحته، اجدد طاقه
اشوفك واحكِ معاكِ!
ابتسمت اميرة وقامت ب اهدائها زهرة التوليب الرقيقه واردفت.

الورد للورد، دى منى ليكِ
ميرسي يا اميرة، انتِ رقيقه اوى بجد بنت ناس
انتِ الل قمر يانور، احكيلى بقا، شكل عندك كلام كتييير عاوزة تقوليه
نظرت نورهان بتمعن الى أعين اميرة العميقه واردفت
انتِ ازاى جميلة اوى كدا؟!
نوور، يالا اقعدى واحكيلى وبلاش كلام مزوق عاوزين ندخل فالمفيد، مالك؟!
تنهدت نورهان وشمت عبير الزهرة التي اهدتها لها اميرة ورفعت وجهها اليها واردفت
هو مش انا كنت هموت وفارس يحس حتى ب اعجابي له؟

اها، والحمدلله اتخطبتوا وبتجهزوا لعشكم الصغير
رفرفت نورهان ب اهدابها ونظرت نحو اميرة وقالت ب ثقه
انا مش عاوزة اكمل!
هو انتو لسه طالبين حد بيعرف طباعه وورد واكسيل؟!
نظر صاحب المكتب لها واردف
احنا لحد امبارح كُنا محتاجين، بس الوظيفه جاتلها بنت الصبح والله يابنتى
عضت نشوان على شفتها السفلى بحسرة واردفت
مفيش مشكلة، انا بس شوفت الاعلان ف جيت اسأل
محدش شاله الاعلان لسه.

مزق الرجل الورقة المطلوب بها فتاة للعمل واردف الى نشوان
حصل خير يابنتى
تركته نشوان وظلت تنظر هنا وهناك، تتابع الاماكن المطلوب فيها اشخاص للعمل ب وظائف خاليه ع حسب م اخبرتها نورهان وروان حينما وقعت عينيهما على هذه الاعلانات اثناء سيرهم كل يوم.
اما عن عيسي فقد لمحها، هى! هي رفيقه احلامه الليلية حتى يغط في سبات عميق.
نشوان! فتمتم محدثاً نفسه.

هى، اه والله هي نشوان، عندك حق يا واد يا زين ادعى ربنا فصلاة المغرب بالذات تلاقها مجابه
دا انت شيخ يخرب عقلك هبقا اعملك مقام
اقترب منها قليلا وتحدث الى نفسه ثانية
بتدورى على شغل! يارب والله م شوفت بنات كدا دى تقعد فالجنه فوق الل يقعدها فالارض معانا
انا هناديها واقولها ع شغل زين مفيش فرصة احسن من كدا
واذ بها صوت يقطع سيرها بمفردها تفكر كالعادة
لو سمحتِ
توقفت نشوان ف كررعيسى عليها مناداته.

استاذة نشوان ممكن لحظة
التفتت نشوان اليه وهي تعدل من هيئه الوشاح على رأسها وتِدخله بجانب وجنتيها وتعدل من اول جبهتها، حركاتها المتلعثمة، اراد عيسي ان تتوقف عن توترها هذا ف تحدث
إيه. إيه فيه إيه ل دا كُله
اردفت عيسي بعبوس وجهها
عاوز ايه حضرتك
اناعيسي العشماوى انتِ مش فاكرانى؟
لاحظ بداية توترها ف تابع حديثه.

انا والله ماعاوز حاجه، هو بس انا سمعت انك بتسألِ عن شُغل وعرفت انك سيبتى الشغل فالشركه، وانا اعرف مكان عاوز حد للشُغل فقولت افيدك. مِش اكتر ولا أقل
هدأت نشوان من روعها قليلاً
هو ممكن ترفعِ نظرك ناحيتى، اصل انا حاسس انك مش شيفانى أساساً
ممكن حضرتك تقول عالمفيد طبيعة الشغل وعنوانه وخلاص من غير م اشوفك ولا تشوفنى
طب ومتعصبه ليه
لا إله إلا الله
ياستى مالك بس.

يا استاذ مش ملاحظ اننا فالشارع وحضرتك واقف وبتقرب وكدا ميصحش
رجع عيسي عدة خطوات للخلف، واردف وهو يتفحص خجلها الجميل
ياستى انا مُستعد ارجع شارع ب حاله، او اتكلم معاكِ من بلد وانتِ فبلد تانية بس تسمعينِ
او حتى متسمعنيش بس نبص فوق لنفس السما وكأننا قصاد بعض حتى لو بينا 100كيلو
اردفت نشوان بنفاذ صبر
عن اذن حضرتك ممكن
اقترب عيسي خطوة وراجع نفسه ف رجع ثانية واردف لها.

والله ما قصدى اى شئ وحش، انتِ بس الل مستعجلة
انا شايفه ان حضرتك موقفنى عالفاضى فالشارع ومقولتش لحد دلوقت شئ مفيد
ابتسم عيسي وصمت وهو يراها تتحدث أمامه ويراقب تعبيراتها وانفعلاتها، انزعجت نشوان من صمته
واضح فعلاً ان حضرتك مش قصدك شئ وحش، عن لذنك
تركته نشوان منزعجه وانصرفت، ف الحق بها ووقف امامها قائلا
خلاص متأسف، الشركه ياستى اسمها (، ) في شارع(. ) واتفضلى رقم التليفون دا.

امسكت نشوان هاتفها تدون عليه ومن ثم قال عيسي
دا رقم واحد اسمه زين خليل دا صاحبي هاروحى الشركه الصبح وتكلميه وهو هيعمل اللازم وربنا يوفقك
متشكرة لحضرتك، بعد اذنك.

هرولت بعيداً كأنها تهم باللحاق بشئ ما، اما عن عيسي فكان ينظر نحوها مبتسماً وبداخله يتحدث انه لم يكن ينوي يوماً بالوقوع فِ حُبها، إنما كان شغفاً ف إكتشافها ولكنه كُلما اكتشف شيئاً زاد حُبه وتعلقه بِها، يسحره صوتها ُ. خجلها، حُبها لتلك الالون القاتمه ف ملابسها وكأن جميعها حقاً تَليق بها!، بساطه روحها، طريقه تحدثها، ذاك الكيان الذي تبنيه لِ نفسها عازلاً عن العالم. آليس ذالك كافياً لوقوع العالم ف عينه وتبقى هى! .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة