قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي عشر

كان العالم كثيراً، وكُنت أنا وحدي!
باصابعها كانت تضغط هدير زر تشغيل الاغنية بانو بانو للراحلة سعاد حسني، بدأت الاغنية في التشغيل ف امسكت هدير وشاح ربطته على جذعها ووقفت اعلى فراشها ترقص وقسمات وجهها تنطق حزناً.
بانو بانو بانو. على اصلكو بانو، والساهى يبطل سهيانه
ولا غنا ولا صيت. دولا جنس غويط، وكتابنا يبان من عنوانه.

كانت تتراقص هدير والدموع على وجهها وتتساقط إثر اهتزازها على الأغنية، ف على الصوت المسموع دلفت روان إليها ل ترى بحالها هكذا.
لاول مرة تشعر روان بالشفقه نحوها، اطفأت جهاز تشغيل الموسيقى وامسكت هدير رغماً عنها لتلقيها في احضانها دون ان يتفوه احد منهن بكلمه.
بكت هدير بشدة في احضان روان، تركتها روان تفرغ كل مابداخلها من احساس حزين وطاقه سلبيه إلا أن هدأت وتوقفت ومسحت دمعاتها بالمناديل من على وجهها.

ايه يا ديدى، فيه ايه لكل دا
كفكفت هدير دمعاتهغ وتوقفت عن البكاء واردفت إليها
جرحنى وهزقنى وشتمنى ياروان، انا مش زعلانه انه عمل كدا. انا عرفت اخد حقى منه وبهدلته ومسحت بيه الارض
طيب خلاص يا ديدى فستين داهية، متزعليش نفسك يروح كلب ييجو 4
انا بحبه ياروان، الل واجعنى انها جت من الل بحبه، اول مرة احب واتعلق بحد فحياتى
انا مش زيك يروح كلب ييجو عشرة. مبعرفش اكون كدا
امتعض وجه روان واردفت.

ياساتر يارب عالدبش، طيب يا ديدى بتحبيه وطلع واطى جدا خلاص وات ايفر يلا باى باى مش هتوقف الدنيا
نظرت هدير نحو روان وتنهدت
ماهو المصيبة ان هعرف ابينله انه فردة شوز ولاتسوى، لكن بينى وبين نفسي بتقطع
انا حبيته بجد
امالت على صدر روان كأنها تحتاج الى الاحتواء والدعم في هذه اللحظة، رغم انها تزعم انها في غنى عن كل الناس، الا انها روح وحيدة تماماً تخشى مايخشاه الناس. ويصيبها الوجع مراراً كلما تعرضت للخذلان!

هو انا واطى؟!
قالها صالح اثناء جلسته مع زين وعيسى وبعض من اصدقاءه بالمقهى، ضحك عيسي واردف ساخراً
اه انت معفن مش واطى بس
ياعيسي بتكلم جد، انا واطى
رفع عيسي حاجبيه واردف متعجباً
ليه بتسألنا يعنى يا فارس بنى خيبان؟
اصل انا اول مرة احاول اضايق حد فيروح يدهملى عدل ف وشى، من يومها وانا مبنامش!
نظر زين ناحيته وتحدث بجدية
طالما ضايقت غيرك لازم يكون فيه رد فعل، احنا بشر مش الالات!
ضايقت مين يا شارلوكهولمز؟!

قالها عيسي كى يلطف حدة الاجواء المحيطة، اجابه صالح وهو شارد
ضايقت بنت، كنت حاسس انها معجبة بيا، او تقدروا تقولوا انى شبه متأكد انها فعلا معجبة بيا
المهم هي كانت بنت شايفه نفسها جدا، ف عملت عليها لعبة ان الاول اكسر مناخيرها وكدا عشان تبطل عنطزة
وبدل م اكسرها، كسرتنى!
عقد زين ذراعيه امام صدره واردف
قالتلك ايه
واجهتنى انى انانى ووحش وغلطان فحقها وحق طليقتى وابنى، انى شايف نفسي وانى ماليش قيمه.

بدل م كنت هقضى الليلة عادى زى م بقضيها متخيلتش انها هتعدى كدا أبدا
لوح عيسي للنادل وهو يردف
هات لنا حاجه تانية نشربها ف الليلة الطين دى
نظر نحو صالح واردف ساخراً
وانت لسه عارف من البنت دى انك واطى ب شنبك بتاع امناء شرطه العجوزة؟! اه انت واطى ياصالح
كنت متجوز وكنت تيجى تشقط بنات من المعهد دا غير بتوع الجامعه عندك، وسايب مراتك وابنك يعوعو زى الكلاب.

انا فاكر مكالمه ليها كنت قاعد معانا وسمعتها بتقولك الولد تعبان ومنيمهاش من امبارح ترد انت وانا اعملك ايه سايبلك فلوس واتصرفى!
انت عيل ندل وحقير ياض، خد فوق الل مزتك قالتهملك وزى م بتلعب بقلوب البنات هما برضو بيلعبوا عليك
متصدقش انك احمد مظهر يعنى ففيلم رد قلبي! لاء ياحبيبي انت بتتسلى وهما بيتسلوا
انت بقا دلوقت عملت ايه.

ضيعت من ايدك واحدة بتحبك بجد، وقابلاك بعيوبك وخوازيقك وايامك السودا، روحت انت بقا عملت نفسك الواد الخبرة وقولت اكسرها واذلها عشان تموت فهوايا اكمنك حسين فهمى وانت محصلتش الخليل كوميدى. راحت هي مشلوحاك، نستفيد من دا كله ايه؟!
ان سيادتك زمان ضيعت مراتك وابنك، وحاليا ضيعت قلب كان ممكن يكون بيحبك بجد وقابلك بعيوبك
التفت صالح الى عيسي عابس بوجهه واردف بعدما لكمه في ذراعه.

ايه ماسورة التهزيق الل فتحتها عليّا دى يابوحمه الله يخربيتك
بدا على وجه عيسي الضيق واردف
اسمع ياض ياصالح، بلاش ابوحمه وابو نسمه دى عشان مطبقش وشك ف ايدى، بطل تشوف الناس من فوق وحياة ابوك واتعامل عادى
ضحك صالح وقال بسخرية
مش انت كنت بتهزأنى ياعم ومتكلمتش، زعلان ليه بقا
انا مهزأتكش، انا بفوقك. لكن انت بتتنمر عليّا ياسخيف، وع فكرة ماشى انا ابووحمه لكن عمرى م ضحكت ع بنت ولا لعبت بمشاعر بنت.

بذمتك انت عرفت بنات؟!
اقسم بالله كنت مرتبط ببنت ولا سارة سلامه، كان اسمها امنية وهي امنية حياتى
والله والله دوبنا فبعض لما لحسنا الاسفلت بس الظروف..
ابتسم صالح وزين على حديث عيسي فتابع عيسي
اهو ابو وحمه، عنده قلب واحتواء وحنيه مش عندك يا عظيم افندى، اظبط كدا واتظبط
ضحك صالح ف أردف زين
ولما انت بتاع بنات وصحوبية والحو دا ياصالح، اتجوزت ليه بدرى اصلا؟
زفر صالح بضيق واشعل سيجارة ووضعها في فمه واردف.

حوار قديم اوى كدا، مراتى بنت خالى واتيتمت وهي صغيرة واخواتها كتير وحوارات كدا
فانا عملت نفسي الشجاع وروحت طلبتها من امها واتجوزنا وانا فالكلية. بس!
مممم عشان كدا كنت بتخونها، مكنتش مقتنع بيها؟
بص يا زين، الجوازات الل مبتجيش لمّا يدق القلب وتحس انك ملهوف تبقا مع الشخص دا. اعرف والله انك هتخون سواء راجل ولا ست
احس زين بالاختناق ب سعل قليلاً وارتشف رشفه ماء صغيرة ونهض من مكانه قائلا
هتمشى شوية وراجع.

ترجل زين للخارج تداعب خيالاته الذكرى الغير ممحيه
عودة الى الماضى
انا تعبان، ومش مبسوط ولا انتِ حتى مبسوطه
اقتربت ناحيةزين تحملق بمقلتيه ناظره له والدموع على وشك ان تسقط لكن كبريائها يرفض ذلك
فقالت
انت تعبان! تعبان ف ايه؟ بتشتغل كويس. بتنام كويس. احسن واشطر واصغر حد يدير ويبقا مسؤل عن كيان بحاله! انت سابق كل شباب جيلك والل ادك.

انت تعبان ف ايه واتحققلك كل حاجه من لاشيء! ومعاك ست حلوة، ست بتحبك وتحت امرك ف اى وقت
ست راضيه بالفتافيت ومبتنطقش، ست شيفاك كل الدنيا والل فيها والل عليها، ست هي وما ملكت بين ايديك وملكك وعمرها م اشتكت
وبعد كل دا انت تعبان. اومال انا. انا اكون ايه
التفت زين ناحيتها ببطء تتحرك تفاحة ادم برقبته إثر ابتلاع ريقه، واردف لها بنبرة هادئه.

وعشان كُل الل حكتيه دا انا مش مبسوط، وعلاقتنا بقت مريضة، محكوم علينا نفضل سوا عشان لازم، طب لازم عشان ايه مش عارف. ومش عارف لحد امتى ومش عايز اكمل
وضعت كف يدها على صدرها تحاول تهدئه صوت دقات قلبها المرتفعه وكأنه يصيح وقالت.

ازاى يا زين مش عارف عشان ايه تستمر علاقتنا؟ عشان العربيات والفلوس والمكانه والدنيا والسلطان والجاه الل حضرتك متنعم فيه، وبعد كل دا انت معملتش اي حاجة تخليني احاول عشانك، ومع ذلك كنت بحاول؛ بس الغريب ان انت اللي مشيت، مش انا، وانت دلوقت الل بتطلب نتفارق وانا موافقه. ,.

انتبه زين من شروده حينما رن هاتفه ب اسم عيسي، ف ولج إلى الداخل ثانية محاول تناسى الماضى ونفض غبار الذكريات والتركيز فيما هو حاضر الآن فقط.
لا تكن مهتماً كثيراً، فبعض القلوب لا تشعر!
دونتها نورهان ب دفترها الخاص، ف دلف إلى القاعه الطلاب كى تبدأ ب اعطاءهم الدرس.

لم يكن لدي نورهان الطاقه الكافيه لشرح درس، ف اكتفت ب أعطاءهم الدرجات لاعمال السنه مقدماً بناء على تقديمهم لفحص نصف العام التمهيدى لهذه المادة، واثناء تحدثها ب مكبر الصوت لاحظت تهامس اثنين من طالباتها وصوت ضحكاتهن خفيه فقامت ب استدعائهما في مكبر الصوت
ممكن اعرف الضحك ليه؟
نظرت الطالبة للاخرى واردفت بشئ من الميوعه والدلال وسط زملائها
عادى يا دكتورة، هي افتكرت حاجه وقالتهالى وضحكنا سوا.

كانت تردف الطالبة وهي تنظر إلى الورقه التي امامها ف لاحظت نورهان
من فضلك هاتى الكشكول الل قصادك وتعالى
انا
اه ياريت
هبطت الطالبة وييدها الدفتر، فتحته نورهان وبحثت بين طياته لتجد صفحه منهم مكتوب بها
بين قوسين( مقرطسها وبيكلم اختها فارس دا نمرة)
اشتعلت النيران بصدر نورهان ف حاولت التماسك واردفت
طيب اتفضلى لمكانك
بعد وقت مر من زمن المحاضرة، اخبرت نورهان الطلاب الدرجات بمكبر الصوت.

واخذت في اعتبارها تلك الفتاتان فقامت ب اعطائهما درجات منخفضه س تؤدى الى رسوبهما حتماً، انزعج الاثنين وانتهى وقت المحاضرة، ف اقتربت الطالبتين من منصه جلوس نورهان واردفت واحدة منهم
انا عاوزة اعرف ليه حضرتك عملتِ كدا؟!
رفعت نورهان نظرها اليهما وقالت ب تشفى وصرامه
عشان انا شايفه انك تستحقى كدا، انتِ وزميلتك
ضغطت الفتاة على شفتها السفلى غيظاً واردفت
صحيح، كُل ذى عاهه جبار!

قالتها وانصرفت، وتركت نورهان تشعر ب حرقه القلب بمفردها!
على رسائل الواتساب كانت روان تتحدث إلى فارس بعدما اعتادا الاثنين الحديث مدة طويلة على الرسائل لمدة ايام ف أصبح عادة مألوفة لديهما يومياً
انا مش بعاكس
يا انشتا بتعاكس وكدا موووش ينفع
لاء فعلا مش بعاكس، انتِ قمر جدا ولما بشوفك بحس ان عاوز افضل باصصلك كدا ومعملش حاجه
ارسلت ملصق خجل من حديثه ف تابع هو
بتتكسفى يارونى؟

ع فكرة انا ونورى نفس الشبه، هي بس بتقعد تقولى انتِ عاملة فروحك خوزعبلات وبتاع
يعنى اكيد انت بتسرح ف وش نور زيى كدا
لم يتم ارسال رسالة من فارس ردا عليها، انتظرته قليلا ثم اتت منه هذه
نور انا مش عارف مالها، كتير بلاقيها ساكته وحزينه، مش فرحانه اننا قربنا واتخطبنا
معلش يا انشتا، نورى كدا من يوم الحادثة اتحملها شوية عشان خاطرى.

انا عارف ان اكيد الحادثة مأثرة فيها لان والدكم توفى فيها، طب ماهو كمان والدك وانتِ فرفوشة وقمراية اهو
نورهان كانت معاه يا دكتور، وكمان الل حصلها بسبب الحادثة اثر عليها جدا خصوصا لما سابها خطيبها الل كان قبلك ف كله جه مع بعض بقت عاملة كدا
قوليلى يا روان، هما سابوا بعض ليه
ليه، هي مش قالتلك؟
قالت كلام عابر، مفهمتش منه حاجه، انا اسمع ان كان بينهم قصة حب يعنى متنتهيش بسهولة كدا.

لاء طبعا سهولة ايه هو جرحها وبهدلها ومصدقهاش ووقتها هي كانت منهارة من موت بابا، الله يسامحه من وقتها وهو طافيها كدا
جرحها؟! هو حصل ايه يا روان
بص هقولك، بس لما اوعى تبين لنور انك عرفت الا لما هي تقولك اشطا
ثوانى هكلمك فون، وهبقى كلى معاكِ
بس كان تعامله ذوق وقالى هتبقى تحت الاختبار 15يوم تدريب وبعدها اتعين
كاانت تضع اميرة لمسات بسيطه امام المرآة من مساحيق التجميل واردفت وهي مبتسمه ابتسامتها الهادئة.

طيب كويس يا نشوان، ربنا يسدد خطاكِ بقا هناك ويجعله وش الخير عليكِ
تعجبت نشوان من اميرة ترتدى ملابسها وتهم بالرحيل ف سألتها
انتِ خارجه؟
اه
هترجعى بدرى
ابتسمت اميرة واردفت
ليه بتسألى؟
بصراحه بقيت احب استناكِ نقعد ونحكى ونتكلم واحكيلك كأنك مامتى الصغننه
عاوزة لسه هحكيلك حجات حصلت فالشغل، اه والمخرج دا الل ودانى الشغل
انا خدت رقمه من الHr وكلمته شكرته
اه، الل كنتِ بتكلميه بحدة دا من شوية، ع كدا كنتِ بتشكريه!

ضحكت بخفه اميرة ف ابتسمت نشوان واردفت
ماهو انا بصراحه مبحبش تعامل الرجالة وبحب..
نظرت اميرة الى ساعه اليد خاصتها فبادرت نشوان القول
شكلى اخرتك، طب روحى ومستنياكِ اما ترجعى
هو انا راسحه لبابي واحتمال ابات، بكره بقا يومنا طويل وهنحكى فيه كل الحكايات اوك
ابتسمت نشوان بعدما هزت رأسها لها بالايجاب، رحلت اميرة بعدما استقلت سيارتها وفي اتجاة منزل والدها.

وصلت ودلفت الى هناك، سلمت بحميميه على الخدم كلا منهم ب اسمه وشخصه
هبط اليها والدها عانقته بشدة وغمرته احتضان عميق، اشتمت رائحته التي اشتاقت لها كثيراً
قبلها هو في رأسها واردف
وحشتينى يا اميرة بابي، اميرة السلطان
انت اكتر يابابي، عامل ايه من غيرى بقا اعترف!
تسللت الى انفها رائحته المميزة الخاصه، هو!
هل هو هنا
طرق صوت حذاءه أرضا خطوة خلف الاخرى ف اردف والدها ينظر ناحية خطوات القادم.

انتو لو متفقين مش هتيجوا سوا كدا؟!
اتسعت حدقه عين اميرة وامسكت القلادة تهتف في خفوت
زين!
ابتسم زين ونظر لها اشتياقا
ازيك يا اميرة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة