قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل السادس

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل السادس

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل السادس

نزل الجميع على صوت محمد واقترب منه جلال وقال
- بابا ماذا حدث هل انت بخير؟
رمى محمد الجريده بغضب عليه وقال
- كيف اكون بخير وابنى تنشر صوره وهو سكران وبين العاهرات ولم يمر شهر على جوازه، ستظل حقير طوال عمرك وانا الذي تصورت انك اصبحت رجل وستتحمل المسئوليه.

رفع جلال الجريده ورأى صوره له من أمس وهو يشرب مع اصدقائه وحولهم الفتيات، احس بألم بصدره لانه رأى دموع وخيبه الامل بعيون ابيه مع الغضب، أراد ان يتحدث لكنه لم يجد ما يقوله
- هذه الجريده خاطئه بابا
قالت سيدرا لتصدم جلال قبل ان تصدم الباقى فاكملت بهدوء.

- هذه الصور قديمه لان جلال كان نائم بجانبى طوال الليل ولم يذهب لمكان، ارجوك اهدء حتى لا يرتفع عليك الضغط وصدقنى انها صور قديمه وجلال لن يفعل اى شئ ليخسر ثقتك
لم يصدق جلال انها دافعت عنه وكذبت حتى لا يسقط من نظر والده، فهذه كانت فرصتها لتكون هي موضع الثقه بدلا منه لكنها لم تفعل، نظر محمد لجلال بأمل فقال جلال بهدوء.

- انا لن أنكر ماضى بابا فأنت تعرفه، لكنى لن اخسر ثقتك وسوف احمل المسئوليه عنك ولن ترى منى ما يحزنك ابدا
ضم محمد جلال وقال بحنيه
- انا اريد ان أراك افضل منى بنى، اريد ان اراك سند واترك لك كل شئ لارتاح قليلا، فلا تكسر ثقتى بك ابدا
- لن يحدث بابا
- بابا يجب ان نذهب للشركه الان لنجهز كل شئ قبل الاجتماع
- حسنا يا بنتى انا سأذهب مع السائق وانتى ستأتى مع زوجك
- حسنا بابا.

خرج الجميع وركبت سيدرا بجانب جلال وبمجرد ان تحركت السياره قال جلال
- لماذا؟
- لماذا ماذا؟
- لماذا كذبتى من اجلى ودافعتى عنى امام الجميع
- من اجل بابا محمد فهو بمثابه الاب الثانى لى ولم استطيع ان أرى الدموع بعيونه، ومن اجل أمى حميده الام الوحيده التي اعرفها والتي ربتنى كأبنتها واعطتنى حب وحنان عوضنى عن فقدان أمى والتي كانت سعيده انك ستتحمل المسئوليه ولم استطيع ان ارى خيبه الامل بعيونها.

لم يعرف جلال ماذا يقول، فهذه التي لا تحمل دماء العامرى لم تحملت كل شئ فعله بها وكذبت من اجل ان لا ترى الخزن بعيون والديه، وهو الذي نال الحب والحنان من والديه لم يراعى حزنهم ولا مره، اوقف جلال السياره على جانب الطريق وقال
- اريد ان اعرض عليكى عرض سيدرا
- عرض ماذا؟

- انا اعلم انكى تكرهين حياتك معى وتريدى الانفصال، وانا سوف احقق لكى كل ما تريدين، وسوف اعطيكى صورك والميكروفيلم حتى تتاكدى من انها تلفت لكن في المقابل انا اريد طفل، اريد ان أدخل السعاده على والدى بأن أحضر لهم الحفيد الذي يتمنوه
نظرت سيدرا بذهول لجلال وقالت
- هل جننت، طفل ماذا؟ انا لا اوافق
امسك جلال ذقنها بقوه ألمتها وقال بحده.

- ستوافقى سيدرا، بالذوق او بالغصب سوف توافقى، اذا كنتى تريدى الخلاص من الحياه معى فلن تعترضى
- لن افعل، لن اجعلك تلمسنى ولن احضر طفل لهذا العالم حتى يتعذب بان يكون له أب مثلك، انت لا تصلح لان تكون أب
صفع جلال سيدرا وقال بصراخ
- الواضح اننى يجب ان استخدم معكى اسلوب اخر فانتم النساء لا يعجبكم غير الشده.

ثم اكمل طريقه للشركه وهو يتنفس بغضب، اما سيدرا فأدارت وجهها ناحيه النافذه حتى لا يرى دموعها المنهمره على خدها من حزنها على حالها
اخرجت منديل ومسحت دموعها عندما أقتربوا من الشركه وبمجرد وصولهم نزلت بسرعه وذهبت لمكتبها دون ان تنظر خلفها، دخلت مكتبها واغلقت الباب وتوجهت للحمام المتصل بالمكتب.

نظرت للمرآه ووجدت علامه على خدها من صفعته فأخرجت علبه المكياج الخاصه بها وقامت بوضع مكياج خفيف لاخفاء اثار الصفعه والبكاء ثم خرجت واخذت كل الاوراق المهمه وذهب لغرفه الاجتماعات
بعد مرور ساعه دخل محمد وجلال لغرفه الاجتماعات ووجدوا سيدرا قامت بتحضير كل شئ، ابتسم محمد وقال بحنيه
- كالعاده تقومى بتحضير كل شئ بنفسك.

- انت تعلم بابا اننى لا أحب ان اجعل أحد يعمل بدلا منى، لقد قمت بتجهيز كل الاوراق كما قمت بوضع المجسم للمصنع بالركن هنا حتى يكون امامهم
- مجسم ماذا بابا؟
- ألم تراجع الاوراق التي تركتها لك على مكتبك؟
- اسف بابا لم افعل لاننى انشغلت بالتحضير لمجموعه الشتاء بشركه تصميم الازياء.

- هذه ليست صفقه منتجات بل هي صفقه لبناء مصنع سيكون من اكبر مصانع الحديد والصلب بالشرق الاوسط، واذا حصلنا على العقد ستكون رفعه للشركه
- ولكن بابا منذ متى نحن نعمل بالمقاولات
- منذ ثلاث سنوات جلال، لو كنت تتابع معى العمل لكنت علمت اننى فتحت شركه للمقاولات بجانب شركتى الاستيراد والتصدير و تصميم الازياء.

قبل ان يرد جلال كان هناك دق على الباب وفتح ودخلت السكرتيره لتعلن وصول مجموعه الجارحى، بعد دخولهم والسلام والتعريف جلس الجميع يستمع لشرح سيدرا لفكرتها عن المصنع مع عرض فيديو ثلاثى الابعاد لتصورها للمصنع
لم يستطيع جلال ان ينكر انه أعجب بذكائها وافكارها الرائعه، هو لم يتوقع ان تكون تعمل بجد واجتهاد هكذا، وبعد ان انتهت سيدرا قال ممدوح الجارحى.

- انت لديك هنا جوهره سيد محمد، لقد استمعت للعديد من العروض ومعظمهم كان يخبرنى ماذا سيوفر لى، اما هي فقد قالت مبلغ اعلى بكثير من السابقين لكنها بنفس الوقت شرحت ماذا سوف اوفر على المدى البعيد، العقد لكم
- شكرا لك سيد ممدوح وبأذن الله سوف نكون عند حسن ظنكم دائما.

- يكفى امانتكم سيد محمد، فزماننا هذا اصبح قليلا ان تجد من يعمل بضمير واجتهاد والان لنمضى العقد وسوف احول مبلغ لحسابكم حتى تبدؤا العمل حتى اعود من السفر
بعد امضاء العقود ورحيل الجميع قبل محمد رأس سيدرا وقال بحنيه
- انتى سبب هذا النجاح سيدرا، ثلاثه اشهر وانتى تعملين بجد حتى تخرجى بأفضل الافكار وبسببك فوزنا بالعقد
- هذا بفضل تعليمك بابا، انا استئذن سأذهب للشركه الهندسيه للبدء بالتخطيط للمرحله القادمه.

- لا يا ابنتى انتى سترتاحى اليوم وسوف اجعل كبير المهندسين يقوم هو بكل شئ وبدون اعتراض
- بابا اذا ممكن انا سوف اخذ شيدرا معى لمشوار مهم
- بالطبع بنى انا سأتولى كل شئ هنا اذهبوا انتم
خرج جلال وسيدرا وبعد ان ركبت معه السياره
- الى اين سنذهب؟
- سوف تعلمى بعد ان نصل
كانت سيدرا تشعر بالتوتر والقلق مما يحدث، فجلال يرفض ان يخبرها الى اين يذهبون، وهي اصبحت تخاف منه منذ ان هددها ان يتم الزواج لتنجب له طفل.

بعد مرور حوالى الساعه والنصف وقفت السياره امام عزبه جميله، نزل جلال ونزلت سيدرا معه تتأمل روعه المكان فاللون الاخضر منتشر على مرمى البصر ومنظر الخيول رائع.

لا تنكر ان المكان رائع ومريح للاعصاب، وقف جلال امام المنزل وقام برن الجرس ففتحت خادمه الباب
- اهلا وسهلا جلال باشا حمد الله على السلامه
- هل تم اعداد كل شئ
- نعم كل شئ كما طلبت وسأرحل الان وسأتى عندما تطلبنى
- حسنا
رحلت الخادمه وقامت بقفل الباب خلفها وقالت سيدرا بتوتر
- جلال نحن ماذا نفعل هنا؟
- هذا المكان ملك لى أتى كل فتره، ونحن هنا حتى نكون بمفردنا
- بمفردنا لماذا.

قالتها سيدرا بتوتر وخوف وهي ترجع للخلف وجلال يتقدم ناحيتها حتى اصبح ظهرها للحائط، وضع جلال يده على الحائط بجانبها الاثنين وقال بخبث
- حتى نتم زواجنا طبعا
نظرت له سيدرا برعب وقالت
- لن نفعل جلال ارجوك اريد العوده للقصر
حاولت ان تخرج من بين يده لكنه وضع احدى يده على خصرها بقوه والاخرى امسكت يدها الاثنين خلف ظهرها وقال بحده.

- انتى زوجتى سيدرا وهذا حقى الشرعى والان سأقولها لكى مره واحد اما ان تفعلى ما اقوله لك وسوف ننفصل بهدوء بعد ان تنجبى لى طفل او تجدى الصور منشوره بكل مكان وطبعا هذا بعد ان اخذ حقى الشرعى منك اولا
نظرت له سيدرا بعدم تصديق وقالت بذهول ودموعها تنهمر على خدها
- انا زوجتك، كيف ستنشر الصور؟ كيف؟ كيف ستفعل بى هذا؟

- زوجه خائنه واذا طلقتك بعدها لن يلومنى احد وانتى الوحيده التي ستتحملين النتائج والان ماذا سيكون قرارك
ترك جلال يدها وابتعد عنها فسقطت على الارض على ركبتيها ووضعت وجهها بين يدها وهي تبكى بقهر على حالها، رفعت عينها المليئه بالدموع وقالت بصعوبه
- موافقه على شرط ان تكتب تعهد قبل ان تلمسنى انك انت من بهذه الصور وانك انت من اخذتها بدون علمى فانا لن أثق بك ابدا.

ذهب جلال للمكتب واحضر ورقه بيضاء وكتب امامها التعهد وقام بأمضاءه وختم ايضا بأصبعه واعطاها الورقه، نظرت سيدرا لها وبكت بشده ثم وضعتها بحقيبتها ونظرت له بعيون خاليه من الحياه وقالت
- جسدى امامك أفعل ما تريد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة