قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل السابع

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل السابع

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل السابع

صعدت سيدرا معه لغرفته فتح الباب لها وسمح لها بالدخول وبعد ان دخلت اغلق الباب عليهم قالت سيدرا ببرود وهي تحاول ان تدارى ضعفها وخوفها
- اريد استخدام الحمام
شاور لها جلال على الباب وبمجرد ان دخلت واغلقت الباب خلفها ضرب بيده الحائط، لا يعلم لماذا يشعر بألم بصدره من نظره الانكسار بعيونها، لا يجب ان يشعر بأى تأنيب ضمير صحيح؟ فالنساء كلهم واحد عاهرات يبيعون انفسهم من اجل مصالحهم.

لكن معنى كلامك ان أمك وأختك ايضا كذلك
سمع صوت عقله يقول، وبما انه متأكد من نقاء أمه واخته اذا هناك مثلهم كثيرين صحيح
اخرج الافكار من عقله حتى لا يجن ثم قام بتغير ملابسه من البدله لبنطلون وتيشيرت
اما سيدرا فأغلقت على نفسها باب الحمام ومسحت دموعها المنهمره وقالت لنفسها.

- لن تضعفى ابدا، لن تجعليه يشعر بلذه الانتصار، انت معكى دليل برائتك من الصور ليله واحده وستتخلصى منه للابد، سوف تحيطى قلبك باب من فولاذ وسوف تدمرى مفتاحه حتى لا يقترب منك احد مره اخرى
خرجت من الغرفه وقامت بخلع الجاكيت وجلست على السرير، دخل جلال من البلاكون وجدها تجلس على السرير، اقترب منها وجلس بجانبها على السرير ورفع شعرها من على وجهها ووضعه خلف اذنيها.

اعادها للوراء حتى نامت على السرير واصبح هو فوقها قبل جبهتها وخدها وعيونها ابتعد قليلا ليراها تغلق عينها بقوه ويدها تمسك ملايه السرير بقوه ودموعها تنزل من بين عيونها المغلقه
لم يستطيع ان يفعلها، هي تكره لمسته وتبغضها، لم يستطيع ان يجبرها فهذا سيكون اغتصاب وهو ليس حقير لهذه الدرجه، هو حقير ولكن ليس لهذه الدرجه.

ابتعد عنها بسرعه وخرج خارج الغرفه واغلق الباب خلفه بقوه، فتحت سيدرا عيونها وعندما وجدت انها بمفردها سمحت لشهقاتها ان تملء المكان
اما هو فنزل للاسفل و يغلى من الغضب، غضب من نفسه لانه كاد ان يجبرها على معاشرته، وغضب منها لانها تجعله يضعف امامها، وغضب ممن كانت السبب بان ينظر للنساء على انهم عاهرات
نزل للاسطبل واخذ حصانه المفضل رعد واخذ يجرى به بمدار الخيل حتى غربت الشمس.

نزل جلال من على حصانه ووضعه بمكانه ووضع له الماء والطعام ومرر يده عليه
- انت الوحيد الذي يتحملنى رعد، ماذا افعل الان قل لى؟ هل اطلقها واتركها ترحل، او يبقى الوضع كما هو عليه
امضى جلال بعد الوقت مع حصانه ثم صعد للاعلى ودخل للغرفه وجد سيدرا تضم نفسها كالجنين ونائمه وعيونها منتفخه من البكاء، لم يدرى بنفسه سوى وهو يضع عليها الغطاء وياخذ ملابسه ويتركها ويذهب لغرفه اخرى.

اخذ حمام طويل ثم ارتدى بنطلونه ونام على السرير وهو يفكر ماذا يفعل، خرج من افكاره على صوت تليفونه وكان المتصل محمد
- افندم بابا
- جلال اين انتم يا بنى؟
- سنقضى اليوم بمزرعه الخيول بابا غدا الجمعه ولا يوجد شركه لذلك فضلت قضاء بعض الوقت مع سيدرا
- خير ما فعلت يا بنى فهى تعبت الفتره الماضيه بالعمل وبحاجه للراحه، استمتعوا بوقتكم
- شكرا بابا، سنعود غدا بأذن الله
اغلق محمد الخط فقالت حميده بقلق.

- اين هم؟ هل هما بخير؟
- بخير اطمئنى، بمزرعه الخيول الخاصه بجلال لتغير جو
- هل تعتقد ان جلال سيغير معاملته لها ويعرف اى جوهره تكون سيدرا
- اتمنى ذلك، فجلال لن يجد من هي مثل سيدرا ابدا
- ربنا يصلح لهم الاحوال
- أمين
فى صباح اليوم التالى استيقظت سيدرا وهي تشعر بصداع شديد، فتحت عينها لتجد انها نائمه مكانها منذ البارحه، قامت من مكانها ودخلت للحمام ونظرت لوجهها وعيونها المنتفخه من البكاء.

غسلت وجهها بماء بارد حتى تزيل الارهاق من وجهها، ثم خرجت وكانت ستنزل للاسفل لكنها وجدت جلال نائم بالغرفه المجاوره لها والباب مفتوح، دخلت له لتجعله يستيقظ فوجدته فتح عينه مره واحده.

- ماذا تريدى؟
قالها جلال ببرود، ارتبكت سيدرا وقالت بتوتر
- اريد الرجوع للقصر ربما يقلقون علينا لأننا قضينا الليل هنا
- لقد اخبرت ابى اننا بمزرعه الخيول، ولن نرحل الان اريد التحدث معك ولكن بعد الافطار
- سوف انزل واحضر الافطار اذا
خرجت سيدرا مسرعه واغلق جلال عيونه بتعب فهو لم ينام الا ساعات قليله من كثره التفكير، ثم قام من مكانه لياخذ حمام لعله يفوق قليلا.

دخلت سيدرا للمطبخ ووجدت الثلاجه مليئه بجميع انواع الطعام فقامت بتحضير الافطار لهم وبعقلها العديد من الافكار السيئه
هل سيحاول ان يأخذ حقه بالقوه؟ هل سيتركها ويطلقها، هل سيحاول تهديدها مره اخرى؟
بعد ان انتهت من تحضير الافطار سمعت خطوات خلفها فجلست على الكرسى دون ان تنظر له، جلس جلال وتناول الاثنين افطارهم بهدوء دون اى حديث.

بعد ان قامت سيدرا بتنظيف الاطباق بعد الافطار ذهبت لجلال بغرفه الجلوس وجلست منتظره ان يتحدث
- انا لا أريد ان أكمل الزواج سيدرا وبنفس الوقت لن استطيع ان ننفصل الان لأن هذا سيحزن الجميع، لذلك سننتظر حتى يمر عام على زواجنا ثم سنفتعل العديد من المشاكل بيننا لنبرر الانفصال
- موافقه، لكن امام الجميع سنتعامل كأى زوجين باحترام وتفاهم، لن تتدخل بحياتى ولن اتدخل بحياتك
- اتفقنا والان هيا لنعود للقصر.

كانت رحله العوده هادئه نسبيا، وعندما وصلوا للقصر ودخلوا وضع جلال يده على كتفها، فنظرت له بتسأول فهمس لها
- يجب ان يقتنع الجميع اننا تجاوزنا خلافاتنا
بلعت سيدرا ريقها بتوتر من قربه منها ورسمت بسمه على وجهها ودخلت لغرفه الجلوس قالت هي وجلال
- مرحبا بابا / ماما
- مرحبا احبابى، كيف كانت المزرعه؟
- كانت رائعه بابا لقد احببتها
- هي مكان جلال المفضل ولا يسمح لاحد بالذهاب اليه، اتمنى ان تكونوا متفاهمين دائما.

- لا يوجد علاقه تخلوا من المشاكل بابا لكننا سنحل كل مشاكلنا انا وسيدرا بأذن الله
- سأدعوا الله ان يصلح بالكم دائما، اذهبوا لغرفتكم حتى ترتاحوا ونتقابل على العشاء، فمعتز سيأتى اليوم لتناول العشاء معنا
- لقد اشتقت لابى كثيرا
- هيا سيدرا لنصعد لأعلى
صعد الاثنين لغرفتهم واخذت سيدرا ملابسها ودخلت للحمام، اخذت حمام طويل وارتدت ملابس نظيفه وخرجت لم تجد جلال فنامت على السرير من الارهاق.

قبل ان تذهب في النوم سمعت صوت الباب يفتح لكنها لم تفتح عينها وتظاهرت بالنوم، احست بالسرير يهبط من الجهه الاخرى وجلال ينام عليه لكنها لم تستطيع ان تقاوم النوم اكثر من ذلك فنامت بهدوء
استيقظت سيدرا لتجد نفسها بحضن جلال ورأسها على صدره ويده تحيط خصرها، تلون وجهها بجميع درجات اللون الاحمر من الخجل وابتعدت عنه بصعوبه وقامت بتفير ملابسها والنزول للاسفل.

استيقظ جلال بعدها ولم يجد سيدرا فعلم انها بالاسفل فقام بتغير ملابسه هو ايضا ونزل لتناول العشاء معهم
دخل غرفه الجلوس ليجد معتز يجلس وسيدرا بحضنه كطفله صغيره تختبأ بحضن والدها
- السلام عليكم عمى كيف حالك؟
- وعليكم السلام بنى، انا بخير طالما انتم بخير، كيف حالك انت وحال العمل
- كله بخير الحمد لله.

جلس الجميع يتناولون العشاء وسط ضحكات سيدرا على ما يحكيه والدها من مصائبها وهي طفله، حتى جلال كان يبتسم على ذلك، بعد العشاء كان الجميع يتناول الشاى عندما رن تليفون سيدرا وصعدت لغرفتها لتتحدث
- مرحبا رحمه، اشتقت لك كثيرا
- اذا كنتى اشتقتى لى لماذا لم تحدثينى منذ مده.

اخذت سيدرا نفس طويل وحكت لرحمه كل ما حدث بينها وبين جلال، فعلى الرغم من ان سيدرا اكبر من رحمه بخمس سنوات لكنهم اصدقاء منذ الطفوله ولا يخفون اى شئ عن بعض
- يا الله، لم اتصور ابدا ان يصل اخى لهذه الدرجه من الحقاره، وانتى التي تحبينه منذ الطفوله
نزلت دمعه من عيون سيدرا وهي تقول.

- منذ كنت طفله صغيره وانا وقعت بحب جلال وكنت اتمنى ان يكون زوجى، عندما كبرت ورأيت حالته الشرب والنساء حاولت ان اخرجه من قلبى لكنى فشلت
كان قلبى يتألم بشده كل مره أرى صوره مع العاهرات، عملت ليل ونهار حتى انسى حبى له، وعندما اجبرنى ان اتزوجه كنت ادعوا الله ان يحبنى ويتغير من اجلى.

لكن ما فعله امس قتل ما تبقى من حبى له، لقد انتهى حبى فجلال البرئ الذي احببته مات ولن يعود للحياه، سوف انتظر مرور العام وبعد الطلاق سوف اسافر للندن سوف اترك له البلد كلها فقلبى لن يتحمل أى الم مره اخرى، قلبى يألمنى بشده رحمه انا لم اكن اريد سوى حبه فلماذا لم يحبنى؟ ماذا ينقصنى حتى لا يشعر ناحيتى بأى شئ غير الاحتقار.

لم تسطيع ان تكتم شهقه مليئه بالالم خرجت منها ودموعها تبلل خدودها، حتى رحمه كانت تبكى على صديقتها ولا تعرف كيف تساعدها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة