قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن

بعد مرور عام
مر عام على ابطالنا بكل ما فيه من جيد وسئ، اثناء هذا العام قامت سيدرا بالاتفاق مع صاحب اكبر شركه للاستيراد والتصدير بلندن على ان تعمل معه بعد انتهاء عقدها مع شركات العامرى خلال عام وبالطبع وافق لانه يعلم مدى ذكائها واخلاصها بالعمل.

تجنبت سيدرا جلال نهائيا ولم تكن تتعامل معه سوى امام والديه فقط، اما جلال فقد اهتم بعمله جيدا حتى انه استلم اداره الشركات خلال سته اشهر فقط، واصبح معروف وسط رجال الاعمال الجيدين بعملهم.

قبل انتهاء اتفاقهم بشهرين توفى معتز مما حطم نفسيه سيدرا وجعلها مصممه على الرحيل حتى تبتعد عن كل الذكريات السيئه المحيطه بها، فعلى الرغم من انها قالت انك كرهت جلال لكن عقلها الباطن يذكرها دائما بمدى حبها له، مهما فعل فقلبها الخائن لم يكرهه لكنها ستكون ملعونه اذا سمحت له بأن يضعفها فكبريائها فوق كل شئ
نزلت سيدرا على السلالم وجدت حميده تبكى بحضن محمد اقتربت منهم وقبلت يد حميده وقالت بحزن.

- مهما حدث سوف تظلى أمى التي ساعدت بتربيتى وكانت بجانبى عمرى كله، فشل زواجنا انا و جلال لا يعنى اننى سأنفصل عنكم فأنتم أهلى مهما كان، لكنى بحاجه ان أرحل لكى ألملم شتات نفسى
لن استطيع السفر وانتى غاضبه على او حزينه منى لذلك اتوسل اليك ان تسامحينى وتسمحى لى بالرحيل ماما
ضمت حميده سيدرا لها بقوه وقالت.

- انتى ابنتى الغاليه وطلاقك انتى وجلال لن يغير اى شئ، انا لست غاضبه منك يا ابنتى ولكنى فقط سوف أشتاق لكى كثيرا
- سوف احدثك دائما واطمئنك على ماما، طالما دعواتك معى لن يحدث لى شئ
ابتعدت عن حميده واقتربت من محمد ومسحت دمعه نزلت منه رغم محاولاته لمنعها وضمته لها وقالت
- لم يعد لى ظهر في الدنيا غيرك بابا، لا تتخلى عنى او تغضب على.

- الاب لا يتخلى عن ابناءه ابدا سيدرا، اذهبى يا بنتى وعيشى حياتك وكونى سعيده، وانا سأظل سندك وظهرك العمر كله
قبل محمد رأسها وقبلت هي يده واخذت شنطتها ووضعها السائق بالسياره وتوجه للمطار، بعد ان قامت بكل الاجراءات تم النداء على طائراتها وصعدت سيدرا وجلست على كرسيها ونظرت من النافذه وقالت بحزن
- وداعا.

اما جلال فكان يجلس بمزرعه الخيول بالشرفه وهو سارح لبعيد، يتذكر كل ما حدث خلال الشهور الماضيه، يتذكر عندما سمع مكالمه سيدرا مع اخته
فهو عندما وجدها تصعد للاعلى للرد على التليفون شك ان تكون تحدث احد الرجال، وعندما صعد خلفها سمع كل حديثها مع رحمه
لقد احس بالصدمه لانها كانت تحبه منذ الطفوله، احس بتأنيب ضمير بسبب معاملته السيئه لها لكنه لم يكن مستعد ان يعطى قلبه وحياته لامرإه.

تذكر جلال حبيبته ايام الجامعه مى والتي اكتشف قبل ان يخطبها بأسبوع انها عاهره، كان يجلس بشقه احد أصدقاءه والذي اخبره انه سيحضر بعض العاهرات للسهره وصدم صدمه عمره عندما وجد حبيبته احداهم
اجبرها ان تقضى الليله معه ثم رمى لها الاموال بوجهها واخبرها ان رأئها مره اخرى سينشر الفيديو الذي صوره لليلتهم معا لجميع الطلاب، ومن بعدها اصبح زير نساء يرى انهم مجرد عاهرات.

لكن سيدرا مختلفه هو يعلم ذلك لكن عِناده لم يسمح له برؤيه ذلك، عندما اخبرها انها طالق امام المأذون شعر انه فقد جزء كبير منه، شعر انه يريد ان يتراجع عن ذلك لكنه طرد الفكره من عقله بسرعه البرق
اخذ يتسأل ماذا ستفعل الان بعد وفاه ابيها، هل ستظل تعمل بالشركه ام ستتركها وتعمل بمكان اخر، هو لا يعترض ان تستمر بعملها بشركته فهى تعمل بكد واخلاص ولا ينكر انها السبب بفوز الشركه للعديد من الصفقات.

قرر جلال العوده للقصر فهو منذ الطلاق من اسبوع لم يذهب للقصر ولم يرى احد واخذ يتسأل هل ستكون سيدرا هناك ام انها رحلت وذهبت لبيت والدها
وصل جلال للقصر وكانت الساعه الثامنه مساءا دخل لغرفه الجلوس وجد والديه معا
- مساء الخير
- مساء الخير
- اين كنت جلال؟
- كنت بمزرعه الخيول بابا، كنت اريد قضاء بعض الوقت بمفردى
- من الغد ابحث عن مديره لمكتبك جديده
- لماذا؟ انا لم اطلب من سيدرا الرحيل.

- سيدرا رحلت اليوم جلال وقد قدمت استقالتها وانا قبلتها
- مااااااذا؟ كيف ومتى ولماذا
- لما انت غاضب هكذا، هل كنت تعتقد انها ستظل تعمل معك بعد الطلاق، لقد تركت الشركه و البلد كلها لترتاح
- ماذا؟ تركت البلد
- نعم لقد سافرت اليوم وتركت البلد والان سأصعد لغرفتى لانام
نظر جلال بصدمه لامه التي كانت تنظر له بعتاب ووقفت وقالت له.

- لقد تخليت عن جوهره لن تجد بحياتك كلها مثلها، وسيأتى اليوم الذي ستندم على تخليك عنها
ثم تركته ورحلت وهو يشعر بالغضب ان الجميع يلومه على طلاقه لها، واخذ يتسأل اين ذهبت وماذا ستفعل ولكنه لم يسمح لنفسه ان يفكر بها فهو قد استرد حريته والان يستطيع ان يفعل ما يريد
بعد مرور عامين
كانت تجلس بمكتبها عندما دق الباب ودخلت السكرتيره الخاصه بها دخلت عليها ومعها بوكيه من الورود رائع المنظر.

نظرت للسكرتيره وقالت بضحك
- مثل كل يوم، هو لا ينسى ابدا
ضحكت المساعده سالى وقالت
- انه يحبك بجنون، كل يوم يرسل بوكيه ورد لك، غير الرسائل والحلوى المفضله، اتمنى ان اجد من يحبنى هكذا
ابتسمت سيدرا و سالى تضع الورود مكانها المعتاد، تذكرت سيدرا ما مر عليها خلال العامين الماضيين.

بعد ان وصلت للندن اشترت بالاموال التي كانت بحسابها بيت صغير قريب من مكان عملها، وقضت سته اشهر تعمل ليل ونهار حتى اثبتت نفسها بالمكان وكسبت ثقه واحترام الجميع
بعد مرور سته اشهر على وجودها بلندن تعرفت على يوسف العقاد رجل اعمال معروف بأوروبا وصديق شخصى لجون صاحب الشركه التي تعمل بها.

منذ ان رأها وهو مهتم بها، فعل المستحيل حتى توافق ان تخرج معه لتناول العشاء ولكنها كانت دائما ترفض، كان يرسل كل يوم لها بوكيه من الورود المختلفه
جاءته الفرصه عندما اشتركت سيدرا بمزاد خيرى لمرضى السرطان وكانت هي جائزه المزاد من يدفع أعلى سعر ستتناول معه العشاء ولصدمتها دفع يوسف مليون جنيه استرلينى ليفوز بالمزاد.

اثناء تناولهم العشاء تعرفت عليه سيدرا اكثر و ارتاحت له وحكت له كل ما حدث لها بحياتها وعن جلال واصبحوا اصدقاء
تعددت اللقاءات بينهم واكتشفت سيدرا ان يوسف لديه ورم بالدماغ غير قابل الاستئصال لانه بمكان حساس وطلب منها ان لا تتعامل معه بشفقه او حزن فهو قد تقبل نصيبه.

لم تتوقف عادته لارسال الورد لها حتى الان، هزت سيدرا راسها لتخرج من الذكريات ثم دخلت للحمام المتصل بمكتبها لتتأكد من منظرها قبل الذهاب للاجتماع.

لقد تغيرت كثيرا خلال العامين الماضين فقد اصبحت اكثر اهتمام بنفسها بنفس اهتمامها بعملها، اصبحت اكثر ثقه بنفسها ولا تقبل اى هراء من اى أحد، جلال كان نقطه ضعفها الوحيده وهي لن تسمح لنفسها ابدا ان تضعف
دخلت سيدرا لغرفه الاجتماعات لتجذب انتباه الجميع بجمالها وراسها المرفوع بكبرياء دائما، قامت بتحيه الجميع وبدءت بالعمل وبالطبع كسبت احترام الجميع بأفكارها الرائعه وثقتها العاليه وحصلت على الصفقه.

بعد ان دخلت مكتبها رن تليفونها فردت بسعاده
- كيف علمت ان الاجتماع انتهى
- العصفوره اخبرتنى
- وماذا اخبرتك العصفوره ايضا
- اخبرتنى انك حصلتى على الصفقه كالعاده، واننى يجب ان اعزمك على العشاء اليوم احتفالا بانتصارك وانها ستحزن كثيرا اذا رفضتى طلبى
ضحكت سيدرا بشده وقالت
- وانا لست قاسيه القلب لاجعل العصفوره تحزن، موافقه على العشاء سأنتظرك الساعه السادسه
- ارتدى احلى فستان لديك فهناك مفأجاه من اجلك.

- حسنا سيد يوسف سوف افعل ما قولته لكن ان لم تعجبنى المفاجأة فعقابا لك ستأخذنى لمكانى المفضل لتناول الايس كريم
- امرك مولاتى، الاميره تطلب والعبد ينفذ
- يوسف
- حسنا حسنا لا اريد ان أرى وجهك الغاضب اليوم، السادسه بالدقيقه سأكون امام بيتك أميرتى سلام
- سلام.

قفلت سيدرا الخط وابتسامه على وجهها فيوسف الوحيد الذي استطاع ان يكسر الحائط المحيط بها لعفويته وصدقه، قامت بمراجعه بعض الاوراق بسرعه حتى تذهب للمنزل مبكرا استعداد للقاءه مع يوسف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة