قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثاني عشر

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثاني عشر

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثاني عشر

نظر يوسف لها بصدمه، لقد صفعته وقبل ان يتحدث صرخت به سيدرا وهي تبكى بشده
- لماذا تفعل بى هذا؟ لماذا جعلتنى اقع بحبك اذا كنت تنوى ان تتخلى عنى؟ لماذا لا تحارب من اجلى؟ اين الحب الذي تتغنى به دائما اذا كنت ترفض ان تحارب من اجله
علم يوسف ماذا تقصد وانسحب اللون من وجهه وهمس
- كيف؟ كيف علمتى؟
ضحكت سيدرا بقهر وقالت.

- هل هذا ما يهمك؟ كيف اكتشفت كذبك وخداعك؟ لقد اتصل الطبيب بك ليحاول اقناعك ان تتراجع عن رأيك وان تقوم بالعمليه وقد ترك رساله صوتيه على التليفون وقد استمعت لها
- سيدرا انا...
- اخرس، لا اريد ان اسمع صوتك هذا، انا فقد اريد ان اعرف لماذا خدعتنى بأنك تحبنى، لماذا
- لكنى احبك اقسم انى احبك بل أعشقك
- كاذب، اذا كنت تحبنى كنت حاربت من اجلى.

صرخت به سيدرا وهي تضربه بصدره فضمها يوسف لصدره بالقوه رغم محاولتها مقاومته وقال ودموعه تنزل
- لاننى انانى اميرتى، فرصه نجاح العمليه 10?? فقط، اذا قمت بها هناك نسبه 90?? ان أموت بغرفه العمليات وانا اريد ان اقضى اخر لحظه بعمرى معك لذلك رفضت العمليه لانها ستبعدنى عنك
ابتعدت سيدرا عنه وقالت
- وربما تنجح ونقضى عمرنا كله معا، انا أحبك يوسف ولن استطيع العيش بدونك.

اغمض يوسف عينه بألم، اليوم الذي اعترفت له بحبها هو اليوم الذي من الممكن ان يفقدها به
- سيدرا ارجوك افهمينى
- لا افهمنى انت يوسف اذا كنت لا تريد ان تحارب من اجلى فحارب من اجل طفلك
نظر لها يوسف بصدمه وطارت الكلمات من عقله، اخذ ينظر لها ولبطنها لفتره ثم همس
- طفلى!؟

- نعم طفلك، هذه كانت هديتى لك اليوم، ان اخبرك انى حامل وانك ستصبح اب والان القرار لك يوسف اما ان تحارب من اجلنا وأما ان تستسلم ولن أسامحك ابدا يوسف اذا استسلمت
تركته سيدرا وهو يقف بمكانه يستوعب ما قيل وصعدت لغرفتها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح حتى لا يدخل وقامت بتغير ملابسها، نظرت للمرآه ووضعت يدها على بطنها ونزلت دموعها.

كان اليوم من المفترض ان يكون سعيد عليهم لكنه اصبح اتعس يوم بحياتها، لماذا لا يحارب من اجلها، لماذا استسلم للموت هكذا، هل من الممكن ان يكون طفله دافع ان يحارب مرضه
لم تتحمل سيدرا الضغط فسقطت على الارض وظهرها للحائط وهي منهاره من البكاء
سمعت دقات على الباب وصوت يوسف المحمل بالالم والحزن
- سيدرا ارجوكِ افتحى الباب ودعينى ادخل، اتوسل اليك سيدرا لا تبكى من اجلى سأفعل كل ما تريدين فقط افتحى الباب.

قامت سيدرا بصعوبه وفتحت له الباب وبمجرد ان رأى يوسف حالتها ضمها له بشده وهو يقول
- لا تبكى حبى ارجوكِ لا تبكى، سوف اقوم بالعمليه من اجلك ومن اجل طفلنا، لا تغضبى على سيدرا فأنا لن اتحمل ان اكون سبب حزنك
لاحظ يوسف سقوط يدها بجانبها فنظر لها وجدها فاقده للوعى بين يده، حملها بسرعه للسرير واخرج تليفونه وقام بالاتصال بجون وطلب منه ارسال الطبيب الذي يتابع حاله زوجته بسرعه.

كاد قلبه ان يتوقف من خوفه عليها، هو لن يسامح نفسه ابدا اذا حدث لها او لطفلهم اى شئ بسبب غباءه وأنانيته
مر الوقت عليه بطئ وخصوصا انها لم تستيقظ رغم محاولاته، وعندما دخلت الخادمه بالطبيب صرخ عليه
- لماذا تأخرت هكذا امرأتى مريضه فلتساعدها الان
قام الطبيب بالكشف عليها ثم اعطاها حقنه مهدئه وقال بهدوء.

- هي تعرضت لضغط نفسى وعصبى وهي حامل مما سبب لها الاغماء، لقد قمت باعطاءها حقنه لتساعدها ان تنام بهدوء حتى الصباح، لكن يجب ان تبتعد تماما عن اى ضغط لان الصغط بشهور الحمل الاولى من الممكن ان يسبب الاجهاض، ويجب ان تتابع مع طبيب لاخذ الفيتامينات اللازمه للحمل
- شكرا لك دكتور واسف لعصبيتى لكن هذا كان خوفى عليها
- لا يهمك انا اقدر حالتك وخوفك على زوجتك و طفلك.

رحل الطبيب وقام يوسف بتغير ملابسه ونام بجانبها على السرير وهو يدعو الله ان يحفظهم له
بالصباح استيقظت سيدرا وهي تشعر بالتعب والغثيان، قامت بسرعه على الحمام لتتقئ ما ببطنها، وجدت يوسف بجانبها يرفع شعرها من على وجهها ويمرر يده بحنيه على ظهرها
بعد ان انتهت حملها واجلسها على الحوض وقام بغسل وجهها بالماء البارد وساعدها على غسل فمها ثم حملها للسرير، لم تعترض سيدرا على اى شئ فهى مرهقه الان لأبعد الحدود.

بعد ان مر الغثيان الصباحى احضر لها يوسف مشروب دافئ لتشربه، اخذته منه وقالت
- شكرا لك
- العفو حبى فداك روحى
- يوسف
- قلب يوسف
- انا اسفه
- على ماذا اميرتى تتأسف؟
- أسفه لانى لم أخبرك حتى الان انى احبك، واسفه لانى صفعتك، واسفه لانى لم اقدر موقفك، اه واسفه لأنك رأيتنى بهذه الحاله
امسك يوسف وجهها بيده وجعلها تنظر بعينه وهو يتكلم.

- لا تتأسف ابدا حبى، اذا كان هناك من يجب ان يعتذر فهو انا لانى لم اخبرك الحقيقه، ولانى انانى ولم افكر بكيف ستحزنى وتتعذبى برحيلى، اما بخصوص ما حدث الان فأنتى تتعذبى من اجل طفلنا فأقل شئ ان اكون بجانبك واهون عليكِ قليلا من التعب
- انت ماذا تنوى ان تفعل؟
- سوف اتحدث مع الطبيب وسوف اقوم بالعمليه من اجلكم انتم الاثنين.

قالها يوسف وهو يضع يده على بطنها كأنها يستمد منها القوه قالت سيدرا وهي تحاول ان تمنع دموعها
- يوسف ارجوك حارب من اجلنا، انا خسرت كل شئ حلو بحياتى حتى دخلت انت حياتى، كسرت البرود والقسوه التي كنت احاوط نفسى بهم حتى لا انجرح مره اخرى، احببتنى واعطيتنى دافع للحياه دون ان تنتظر مقابل منى سوى وجودى بجانبك، انا حبك يوسف احبك وان استطيع العيش بدونك
ضمها يوسف لصدره وهمس.

- ارجوكى لا تبكى، انا أعشقك اميرتى وسأحارب من أجلكم، لكن يجب ان تحافظى على نفسك وعلى طفلنا من اجلى حبى فأنا لن أسامح نفسى ان حدث شئ لكم
احضر يوسف علبه واعطاها لها وقال بحب
- كل عام وانتى حبيبتى، كل عام وانتى معى وبجانبى
فتحت سيدرا الهديه لتشهق من جمالها فقد كان عقد على هيئه فلامنكو
- لقد جعلتهم يصنعوه من اجلك حبى، لا يوجد مثله بالعالم انتى فقط من سترتديه
ضمته سيدرا لها بقوه وهمست.

- الله لا يحرمنى منك حبيبى، انه رائع
- هديتك لى اروع اميرتى، سأدعو الله ان يمد بعمرى حتى اجعلكم أسعد عائله بالعالم، اللن خذى حمام وسأعد انا ليكى الافطار
- الا تريد ان تاخذ حمام معى، تعرف من اجل توفير المياه
قالتها سيدرا ببراءه مصطنعه ونظر لها يوسف بصدمه لانها لاول مره تتعامل معه بجرءه هكذا ثم تعالت ضحكاته بالغرفه وقال
- بالطبع حبى انتى تعلمى عشقى لتوفير المياه.

والطبع استمر حمامهم المزعوم حوالى الساعتين، وبعدها امر يوسف الخادمه بأحضار الفطار لهم بالغرفه
قضى الاثنين اليوم كله بغرفتهم وكان الطعام يأتى لهم للغرفه، كان يوسف خائف اذا خرجوا من هنا فستضيع سعادتهم امام الواقع وهو الاتصال بالطبيب، لذلك قرر ان لا يقضى على سعادتهم المؤقت حتى غدا ثم يقوم بالاتصال بالطبيب.

مر اسبوع عليهم ببطء شديد، اتصل به يوسف على الطبيب واخبرهم انه سيقوم بالعمليه، طلب الطبيب منه بسرعه الحضور للمستشفى للقيام بالتحاليل والاشعه اللازمه
قام يوسف بعمل كل التحاليل والاشعه وتم تعديد ميعاد العمليه بعد عشر ايام، كانت سيدرا معه طوال الوقت كما حضر حازم أخوه من سويسرا ليكون بجانبهم.

اتصلت سيدرا بحميده واخبرتها بكل ما يحدث لكنها طلبت منها ان لا تخبر محمد لانه مريض هذه الفتره و هي لا تريد ان يزيد تعبه ووعدتها ان تخبرها الاخبار أول بأول
جاء يوم العمليه وكانت سيدرا بقمه توترها، كان يوسف نائم على السرير بالمستشفى وهي تجلس بجانبه، امسك يدها وقبلها
- اهدئ حبى، هذا التوتر ليس جيد من اجلك او من اجل طفلنا لقد وعدتنى سيدرا.

- انا غيرت رأى يوسف، انا لا اريدك ان تقوم بالعمليه، لن اسامح نفسى ابدا اذا حدث لك شئ بسببى
- لا تقولى هذا سيدرا فأعمارنا بيد الله وحده، وحتى اذا حدث لى شئ سئ فطفلنا موجود، جزء منى سيكون معكى دائما وسيدخل السعاده لحياتك، انا فقط اريدك وعدك اذا حدث اى شئ ان تكملى حياتك وتقعى بالحب وتتزوجى مره اخرى
- انت ماذا تقول يوسف هل جننت، لن يحدث لك شئ.

- من اجلى سيدرا اوعدينى، حتى ادخل العمليات وانا مطمئن ان حياتك لن تقف على
- لا استطيع ان اعدك بهذا يوسف، لا استطيع
- من اجل طفلنا اذا، فهو سيكون بحاجه لأب بجانبه ارجوكى ديدا اوعدينى
- اوعدك
همست بها سيدرا بحزن وقهر، وضع يده على خدها وقال
Like a small boat
On the ocean
Sending big waves
Into motion
Like how a single word
Can make a heart open
I might only have one match
But I can make an explosion.

And all those things I didn t say
Wrecking balls inside my brain
I will scream them loud tonight
Can you hear my voice this time
This is my fight song
Take back my life song
Prove I m alright song
My power s turned on
Starting right now I ll be strong
I ll play my fight song
And I don t really care if nobody else believes
Cause I ve still got a lot of fight left in me
Losing friends and I m chasing sleep.

Everybody s worried about me
In too deep
Say I m in too deep (in too deep)
And it s been two years I miss my home
But there s a fire burning in my bones
Still believe
Yeah, I still believe
And all those things I didn t say
Wrecking balls inside my brain
I will scream them loud tonight
Can you hear my voice this time
This is my fight song
Take back my life song
Prove I m alright song
My power s turned on.

Starting right now I ll be strong
I ll play my fight song
And I don t really care if nobody else believes
Cause I ve still got a lot of fight left in me.

- سأحارب من اجلكم حبى، سأقاتل لاعود لكم
دخل الاطباء وتم نقل يوسف لغرفه العمليات وسيدرا وحازم معه حتى دخل لجزء الخاص بالعمليات وانتظروا هم بالخارج، انهارت سيدرا بين يد حازم من البكاء وهي تقول
- انا اريد ان ادخل معه حازم لا اريد ان اتركه بمفرده ارجوك افعل اى شئ واجعلنى ادخل معه
فامسك حازم يدها وجعلها تجلس بالاستراحه وقال.

- حسنا سأتصرف لكن ارجوكى اهدئى قليلا لان هذا سيئًا لكى وللطفل ويوسف سيقتلنى ان حدث لكم شئ
ذهب حازم وسيدرا جالسه بمكانها تدعوا الله ان ينجيه لها، احست بيد توضع على كتفها نظرت لاعلى لتقول بصدمه
- جلال
جلس جلال بجانبها وقال
- كيف حالك سيدرا؟ وكيف حال يوسف الان
لم تخرج سيدرا من ذهولها حتى الان وقالت
- انت ماذا تفعل هنا؟

- لقد علمت بحاله يوسف بالصدفه من امى أمس، كانت تخبر رحمه ولذلك حجزت اول طائره وجئت من اجل ان اكون بجانبك، لا يصح ان تكونى بمفردك بمرقف كهذا وعائلتك موجوده
نظرت له سيدرا بذهول ولم تصدق ان الذي امامها هو جلال نفسه، فهذا يختلف عن جلال الذي تعرفه 180 درجه
- شكرا لك جلال
- لا داعى للشكر سيدرا، الله يرجعه لكم بالسلامه
- يارب
- سيدرا
نظرت سيدرا وجلال لحازم الذي كان ينظر لجلال بشك فقام جلال وسلم عليه.

- جلال العامرى
- حازم العقاد
- جلال يكون ابن بابا محمد حازم
علم حازم ماذا تقصد سيدرا فهو تعرف على محمد اثناء عرسها ويعلم انه بمثابه الاب الثانى لها
- لقد تحدثت مع الإدارة، لن تستطيعى الدخول للعمليات لكن هناك غرفه تطل على غرفه العمليات بزجاج تستطيعى رؤيه كل شئ.

وقفت سيدرا وحازم وجلال بالغرفه يتابعون من خلف الزجاج ما يحدث، كانت سيدرا تتابع جهاز القلب فقط، هي لن تستطيع ان تراقب العمليه نفسها لكنها تراقب دقات قلبه لتعلم انه بخير
مر وقت طويل والعمليه مستمره نظرا لدقتها وخطورتها وبعد ان قاموا بقفل مكان العمليه فجاه توقف القلب واسرع الجميع للعمل وسيدرا مكانها ودموعها تنهمر وهي تراقب الخط المستقيم الموجود بالجهاز.

راقبت محاولات الاطباء انعاشه بدون فائده فالقلب لم يعمل حتى الان، وما ان سمعت صوت احد يقول لقد فقدناه حتى سقطت فاقده للوعى بين يد جلال وحازم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة