قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثالث عشر والأخير

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثالث عشر والأخير

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثالث عشر والأخير

بعد مرور خمس سنوات
كانت سيدرا تقف بالمطبخ تقوم بمساعده الخادمات بتجهيز كل ما يلزم لحفل عيد ميلاد ابنها كيان الرابع، بعد ان اطمئنت ان كل شئ مظبوط سمعت صوت بكاء خلفها
نظرت للخادمه وهي تحمل كادى التي تبكى اخذتها من الخادمه وقالت
- لماذا تبكى كادى هيلين؟
- هي تريد السيد جلال وهو مشغول بتجهيز العاب الاطفال بالحديقه وخائف ان يحدث لها شئ لذلك طلب منى اخذها للداخل.

- لا تبكى حبى بابا سيأتى حالا من اجلك، خذيها هيلين وضعيها بغرفه الالعاب الخاصه بكيان ودعى مارى معها
- حسنا سيدتى
- اين كيان هيلين؟
- كيان بالحديقه مع المربيه يراقب تجهيزات حفلته
- حسنا شكرا لك
خرجت سيدرا للحديقه وراقبت جلال وهو يرشد العمال لتجهيز الحديقه، وجدت يد تحاوط خصرها وقبله على خدها
- اميرتى ماذا تفعل هنا؟
استدارت سيدرا وضمته لصدرها بقوه وهمست
- اشتقت لك
- انا لم اغيب سوى ساعتين حبى.

- حتى لو دقيقه اشتاق لك بقوه
ضمها يوسف بقوه ولم يتكلم فهو يعلم متى تأثرها عندما يبتعد ولو قليلا، عادت ذكريات سيدرا ليوم العمليه عندما اعتقدت انها فقدته
بعد ان فاقت من اغماءها كادت ان تصاب بانهيار عصبى لولا جلال الذي اسرع لها
- اهدئى سيدرا ارجوك يوسف لم يمت، نعم قلبه توقف لكنهم استطاعوا اعادته للحياه مره اخرى، ما تفعلينه الان سيؤذى طفلكم وستحزنى يوسف هكذا
- انت لا تكذب على جلال؟ انت لا تخدعنى صحيح؟

- لا سيدرا اقسم لك ان يوسف حى لكنه لم يتعدى مرحله الخطر حتى الان، هو بغيبوبه حتى يستعيد جسده صحته مره اخرى والان اهدئى وارتاحى حتى لا يحدث شئ لك او للجنين
مرت الايام صعبه علي الجميع، كانت تراقبه من خلف الزجاج ولم يكن مسموح لها ان تدخل لعنده و جلال لم يتركها ابدا خلال هذه الفتره، وقد جاء الجميع للإطمئنان على يوسف.

بعد مرور اسبوع سمح لها الطبيب ان تدخل له ولكن لمده خمس دقائق فقط، كانت سيدرا تستغل هذه الدقائق بأن تخبره الى اى مدى تحبه وانها وطفله بحاجه له
مر شهر كامل عليهم قبل ان يفيق يوسف من غيبوبته، كانت سيدرا بقمه سعادتها ولم تتركه للحظه واحده.

كانت هي التي تتولى رعايته رغم اعتراضه خوفا عليها ولكنها لم تستمع لاحد، كانت هي من تتولى اطعامه واعطائه الادويه ومساعدته على الاستحمام كما كانت تبقى معه اثناء العلاج الطبيعى فبسبب دقه العمليه ومكانها كان يحرك يده ورجله بصعوبه ولكن مع العلاج الطبيعى عاد لطبيعته.

لم تنسى سيدرا جميل جلال الذي لم يتركهم ابدا وكان معهم خطوه بخطوه، كانت تجلس بالكافتيريا مع جلال لتناول الطعام اثناء وجود يوسف بغرفه الاشعه للاطمئنان على نجاح العمليه ونظرا لانها حامل فهى ممنوع ان تذهب معه
- انا لا اعلم كيف اشكرك جلال، وجودك بجانبنا كل هذه الفتره لن انساه لك ابدا
- لا تقولى هذا سيدرا، انا اعلم انى فشلت معكى كزوج لكنى اتمنى ان انجح كصديق.

- انت شخص يتشرف اى احد ان يدعوه صديقه جلال، بالطبع ستنجح
- هل سامحتنى سيدرا على ما فعلته معك
- منذ زمن وانا سامحتك جلال، ما حدث بالماضى من الافضل ان يبقى هناك، واتمنى من الله ان تجد من تسعدك وتدخل الفرحه لحياتك
- شكرا سيدرا
عاد جلال لمصر بعد اصرار من سيدرا و يوسف لانه اهمل بعمله لمده شهرين ليبقى معهم وبدءت علاقه جديده بينه وبين يوسف، علاقه صداقه واخوه.

انجبت سيدرا ولد واسمته كيان وقد كان سبب سعاده الجميع، وقد جاءت عائله العامرى كلهم لرؤيه اول حفيد لها، كما حضر معهم فردين جديدين بالعائله
فرحمه تزوجت من رجل اعمال معروف احبها عندما رائها بعرس جلال وسيدرا وظل خلفها حتى وقعت بحبه ووافقت على الزواج منه.

كما ان جلال قابل فتاه رقيقه وجميله اسمها سيرين، كانت تعمل لديه سكرتيره وقد لاحظ جلال طيبه قلبها ونقاءها ومع مرور الايام وقع بحبها وعندما علم ان عمها يريد ان يجبرها على ان تتزوج شخص اكبر منها بخمس وعشرون عاما غضب بشده واعترف لها بحبه وطلبها للزواج
وبالفعل تزوجها جلال وكانوا بشهر العسل عندما علموا بميلاد كيان لذلك حضروا للندن لرؤيته
عادت سيدرا من ذكريات الماضى على صوت يوسف.

- انا اتحدث معك وانتى بعالم اخر، بماذا تفكر اميرتى الحلوه؟
ابتسمت سيدرا له وقبلت خده وقالت
- افكر بكيف انى سعيده الحظ لانك بحياتى حبيبى
- بل انا سعيد الحظ لانك بحياتى اميرتى
جاءهم صوت جلال من الخلف يقول بغيظ
- انت سعيد وهي سعيده وانا سئ الحظ لانى وقعت بيد اثنين مثلكم، يكفى حبا ببعض امام الجميع وهيا ساعدنى يوسف بالتجهيز لحفل عيد ميلاد ابنك والا اقسم سأرحل.

- اذا فكرت بالرحيل جلال سأتصل بسيرين واخبرها انك نسيت ان تحضر هديه كيان وانك ارسلت السائق لاحضارها
قالتها سيدرا بخبث فنظر لها جلال بصدمه وقال
- ان سيئه وشريره سيدرا وانا لن اتحدث معك مره اخرى، انت كيف تتحملها هكذا
- عمرى انا تفعل ما تريد
قالها يوسف بحب ليصرخ جلال بنفاذ صبر ويتركهم ويرحل، ضحك الاثنين عليه وذهبوا لمساعدته في تحضير الحفل.

كان الاطفال بغايه السعاده من برنامج الحفل الرائع، اما الكبار فكانوا سعيدين باجتماعهم، نظرت سيدرا لجلال بخبث ثم قالت لسيرين وهي تتظاهر بالحزن
- هل يرضيك سيرين ان جلال يذلنى لانه ساعدنى بالتجهيز لحفل كيان ويوسف كان باجتماع مهم وانتى كنتى مع ماما حميده بالسوق لاحضار التورته
نظرت سيرين لجلال بغضب فانسحب اللون من وجهه.

- اقسم قلبى لم يحدث، هي كانت تقف هي ويوسف باحضان بعض وانا فقط قولت لهم ان يساعدونى، لا تصدقى هذه الشريره
ضحك الجميع عليه، من يراه الان وهو يفعل المستحيل لسعادة زوجته وابنته لا يصدق انه هو نفس الشخص المستهتر القاسى لكن صدق من قال الحب يصنع المعجزات.

بعد ان مر اليوم بسعاده على الجميع وذهب كل واحد لغرفته ليرتاحوا، دخل يوسف لغرفه نومه بعد ان قرء لكيان قصه قبل النوم كالعاده بينهم، وجد سيدرا تجلس على السرير وتبتسم له
قام بأزاله ملابسه ولم يبقى الا بملابسه الداخليه ثم نام على السرير وضمها لصدره وهمس وهو يستنشق عبيرها
- اشتقت لك حبى
- حقا يوسف، حتى بعد مرور ست سنوات على زواجنا لم تمل منى حتى الان.

- وهل يستطيع الانسان ان يمل من نفسه ديدا، انا اشتاق لكى كل يوم، وحبى لك يزداد مع الايام فأنتى زوجتى وصديقتى وحبيبتى وكل شئ لى بالدنيا، انتم الاثنين دنيتى كلها
اقتربت سيدرا من اذنه وهمست
- تقصد انتم الثلاثه
- لا حبى حازم شئ اخر، انا احبه فهو اخى الصغير وابنى لكن انتى وكيان شئ اخر
- انا لم اقصد حازم
- من تقصدى اذا حبى
- اوقات يوسف دماغك هذه تقف عن العمل.

قالتها سيدرا بنفاذ صبر وهو ينظر لها بعدم فهم، فأخذت يده ووضعتها على بطنها وقالت
- اقصد نحن الثلاثه، انا وكيان وهذا
نظر لها بصدمه ولبطنها ثم ضمها له بقوه
- لقد جعلتنى اسعد انسان بالعالم حبى، الله لا يحرمنى منكم ابدا
- ولا يحرمنا منك حبيبى
قبلها يوسف بشغف وحب ويده تمر على جسدها اثناء ذلك، اصبح فوقها وهو يمرر قبلاته على وجهها ورقبتها حتى وصل لصدرها ونهديها ليسمع تأوهها وتزداد رغبته بها.

وسبح الاثنين بعالم الخاص غير مهتمين باى شئ اخر، عالم ملك لهم فقط ليثبت كل واحد للاخر مدى حبه له
حياتهم لم تكن حزينه ولكنها لم تكن سعيده طوال الوقت، لكن اهم شئ بها انهم بجانب بعضهم يدعمون بعض وهذه هي الحياه وهذا هو الحب الحقيقى بأن تجد من يدعمك بأوقاتك السعيده والحزينه.

ربما القدر اراد لسيدرا ان تتعذب لتجد بعد السعاده، وتكون هي السبب الذي من اجله حارب يوسف مرضه بعد ان كان قد استسلم لمصيره لانه لم يكن بحياته من يدفعه لأن يحارب
خساره جلال لسيدرا كانت السبب لان يفوق من غفلته ويعلم ان استهتاره وكبريائه جعله يخسر الكثير، ولذلك اهتم بعمله وابتعد ان اصدقاء السوء وعندما اصبح انسان جديد وقع بحب سيرين وكان سبب انقاذها من عمها وخططه الخبيثه لها.

كل شئ يحدث لسبب وليس لمجرد اننا لا نعلم هذا السبب الان انه غير موجود فقط يجب ان نصبر على ما يحدث وسيظهر الله لنا ان ما يحدث بحياتنا هو خير لنا اذا صبرنا.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة