قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل التاسع

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل التاسع

رواية أنت عذابي للكاتبة إيمان شاهين الفصل التاسع

نظرت سيدرا لنفسها بالمرآه لترى انها اصبحت مستعده لمقابله يوسف، ظهرت ابتسامه خبيثه عندما نظرت على فستانها التي ترتديه والذي يظهر مدى روعتها
سمعت جرس الباب فأخذت حقيبتها ونزلت للاسفل وفتحت الباب لتجده امامها بأناقته المعتاده وبيده بوكيه من الورود.

نظر يوسف لها لثوانى وقال بعد ان اخذ نفس طويل واخرجه
- انتى سوف تكونى سبب وفاتى يوما ما، كيف سأخرج معك وانتى بهذا الجمال
ابتسمت سيدرا وقالت بخجل
- ستجد حل والان اعطنى أزهارى حتى اضعها بالداخل لنذهب للعشاء ام انك تريد ان تجوعنى
ضحك يوسف ودخل وضع الازهار على المنضده ثم امسك يدها وقبلها بحنيه وقال
- هيا اميرتى.

طوال الطريق كان يوسف يحكى لها بعض المواقف المضحكه التي حدثت معه اثناء سفره حول العالم، كانت سيدرا تضحك بشده وتقول
- لا اصدق ما تقول، انت تكذب صحيح
- لا والله، دخلت الجناح الخاص بى بالفندق لاجد امرأه عاريه تماما تجلس على سريرى، وبالطبع بعد ان صرخت وشتمت اتضح انها كانت تعد مفاجأه لزوجها ودخلت الجناح الخطأ واخذت بالاعتذار وارتدت ملابسها ورحلت.

- الحمد لله ان زوجها لم يراك بالغرفه والا اعتقد بوجود علاقه بينكم
قالتها سيدرا وهي لا تستطيع ان توقف ضحكتها عندما تتخيل المنظر، وصلوا بعدها للمطعم ووجدت سيدرا المكان رائع وبسيط.

لكن بعد ان دخلوا اخذها يوسف لمكان خاص داخل المطعم من ناحيه الشرفه ومعد بطريقه رومانسيه وله خصوصيه.

- اردت ان نكون بمفردنا حتى لا يزعجنا احد
ابتسمت سيدرا له وجلست معه وطلبوا عشائهم، مر الوقت بينهم رائع بالنسبه لها فهى مع يوسف تشعر بالحياه فهو يستطيع اضحاكها حتى تبكى من كثره الضحك وبنفس الوقت هادئ وعاقل تستطيع ان تتناقش معه بأى شئ
بعد العشاء قال يوسف بهدوء
- هل تؤمنى بالحظ سيدرا؟
- انا اؤمن بالقدر وبأن كل شئ يحدث لسبب
- دعينا نطلب بسكوت الحظ لنرى ما هو حظنا اليوم.

طلب يوسف من النادل طبق من بسكوت الحظ وعندما احضره قال
- افتحى انتى اول واحده سيدرا هذه
فتحت سيدرا البسكوت لتشهق بصدمه، فبداخلها كان يوجد خاتم ومعه عباره ( هل تتزوجينى ).

نظرت سيدرا ليوسف الذي قال بهدوء
- انا اعلم انكى لا تحبينى ولكن ترتاحى بوجودى، واعلم انكى تعرضتى لتجربه قاسيه في الماضى، لكنى ايضا اعلم اننى احبك بل اعشق التراب تحت قدميك، واذا وافقتى سأجعلك أسعد انسانه على وجه الارض.

انا لن اطالب بحبك سيدرا حتى تعطينى انتى اياه، ولكنى اعلم انكى ستكونى مخلصه لى وهذا ما يهمنى، انا لم يبقى بعمرى اكثر من عامين واعلم اننى اظلمك معى هكذا لكنى اريد ان تكونى زوجتى وان اقضى ما تبقى...
قطعت سيدرا حديثه بأن أرتمت بحضنه وهي تبكى وتقول.

- لا تكمل ارجوك لا تكمل، اوافق يوسف، انا اوافق، انت الشخص الوحيد الذي استطعت ان تذيب الجليد الذي احطت قلبى به، انت الوحيد الذي جعلتنى اضحك من قلبى، انت الوحيد الذي تجعل سيدرا الحقيقيه تظهر امامه، الوحيد الذي اشعر معه بالأمان
لكن ارجوك لا تتخلى عنى، انا لا احبك مثل حبك لى لكن انت غالى عندى فقط اعطنى بعض الوقت وحبك سيجعلنى اعشقك كما تعشقنى
ضمها له بقوه وهو يهمس لنفسه
- الحمد لله.

سمعته سيدرا ولم تعلق ابتعد عنها وامسك الخاتم ووضعه بأصبعها وقال
- هذا خانم والدتى وكانت تتمنى ان اعطيه لمن ملكت قلبى، ولكنى اوعدك يوم الزواج سوف احضر لكى اخر
- هذا الخاتم جميل يوسف لا احتاج لاخر شكرا لك
- انا اريد ان يتم الزواج بسرعه سيدرا، لا اريد ان اقضى يوم واحد وانتى بعيده عنى
- كما تريد، انا لا اريد عرس كبير يوسف يكفى عرس صغير يضم فقط من يهمنا امرهم
- كما تريدى اميرتى، هل سوف تخبرين العامرى؟

- بالطبع سأخبر بابا لن افعل شئ بدون معرفته
لاحظت نظره بعيونه ألمتها نظره خوف ممزوج بعدم يقين، امسكت يده وقالت
- لا تخف ابدا يوسف لن يأخذنى احد منك لأن لا احد يستحق وجوده بجانبى مثلك
ابتسم بحب لها واقترب منها ببطء ونزل قليلا ليكون وجهه مواجه لوجهها ثم وضع شفتيه على شفتيها بهدوء.

بدءت القبله هادئه ناعمه ثم تحولت بالتدريج لقبله مليئه بالشغف والحب، قام بأدخال لسانه بفمها ليتذوق حلاوتها، ابتعد يوسف عنها بصعوبه ليعطيها ويعطى نفسه الفرصه للتنفس
- منذ رأيتك اول مره وانا احلم باللحظه التي سأتذوق بها شفتيك
اختبأت سيدرا بصدره من الخجل وضحك عليها وضمها له بقوه وهو لا يصدق ان حلمه سيتحقق.

منذ اول مره رائها بها وهو وقع بحبها، لم يصدق احد من اصدقاءه عندما اخبرهم انه وقع بالحب فلا احد يقع بحب انسان من اول نظره، لكن هذه الجنيه التي بحضنه فعلت به ذلك.

لقد رأى الضعف والانكسار خلف قناع القسوه والبرود لذلك اقسم ان يفعل المستحيل حتى يفوز بقلبها، يعلم انها انانيه منه ان يجعلها تقع بحبه ليتركها ويموت بعدها، لكنه يؤمن بأن تحبه وتحزن على موته ثم تكمل حياتها خير من ان تعيش بمفردها منعزله عن العالم
ابتعد عنها بصعوبه وهمس لها
- هيا حتى أرجعك المنزل ومن الغد سأبدء اجراءات الزواج، هل تريدى بعد الزواج ان تكملى العمل مع جون ام تريدى ان تعملى معى انا.

- معك انت؟ ماذا سأعمل؟
- ستكونى شريكتى بالطبع
نظرت له بصدمه
- شريكتك؟
- بالطبع فانتى ستكونى شريكتى بحياتى وبعملى ايضا وسوف أعلمك كل ما ينقصك واعلم انكى ستتعلمين سريعا
ابتسمت له سيدرا بسعاده فكلامه يدل على مدى حبه لها وثقته بها وقالت بحب
- غدا سأخبر جون ان يحضر مديره اخرى لمكتبه و سوف نرى بخصوص العمل معك بعد شهر العسل ام انك تريدى خداعى وحرامنى من شهر عسلى.

ضحك يوسف بشده ووضع يده على خصرها وهمس بجانب أذنيها
- لا تخافى اميرتى فسوف اجعل ايامك كلها عسل وهذا وعدى لك
خجلت سيدرا من كلامه ولم تنظر له وقالت بتوتر
- هيا اذا لتوصلنى لمنزلى
وتركته واسرعت للامام وضحكاته تملئ المكان وهو خلفها، ساعدها لركوب السياره ثم ركب هو وتوجهوا لمنزلها، بعد ان وصلوا امام المنزل نزل اولا وفتح لها الباب وأوصلها حتى باب منزلها ثم قبل جبينها وقال بحب.

- شكرا لجعلى أسعد رجل على وجه الارض اميرتى، شكرا لقبولك لى ولحبى
- بل شكرا لك لحبك لى وصبرك على، شكرا على ادخال السعاده لحياتى مره اخرى
قبلت سيدرا خده بخجل ودخلت لمنزلها واقفل هو الباب حتى يطمئن عليها، بعد رحيله صعدت سيدرا لغرفتها وقامت بتبديل ملابسها وارتداء ملابس النوم التي اذا رأها احد بها لن يصدق ان هذه من تلقب بأمراه الجليد.

قبل ان تجلس سيدرا على السرير سمعت جرس الباب فأستغربت ان يأتى احد لها بهذا الوقت نزلت للاسفل وفتحت الباب بدون ان تنظر وكانت هذه اكبر غلطه قد تقوم بها
نظرت امامها بصدمه وعدم تصديق، وكانها اصيبت بالشلل لم تستطيع ان تتحرك وهي تنظر للشخص الذي دمر حياتها
- مرحبا سيدرا.

لم يستطيع عقلها ان يستوعب ان جلال يقف امامها الان، ماذا يفعل هنا؟ وماذا يريد منها؟ ولماذا ظهر الان بعد ان اصبحت سعيده مره اخرى؟ هل عاد ليدمر سعادتها من جديد؟
- ألن تسمحى لى بالدخول سيدرا؟
فاقت سيدرا من صدمتها وقالت بحده
- بالطبع لا سيد جلال فانا اسكن بمفردى ولن اسمح لرجل غريب ان يدخل بيتى وبهذا الوقت، ماذا تريدى ولما انت هنا؟

- غريب سيدرا هل اصبحت غريب الان، ولا تسمحى لى بالدخول ولكن تسمحى لرجل اخر ان يقبلك
نظرت له بذهول وقالت
- هل تتجسس على؟
- كنت انتظرك بسيارتى عندما وصلتى معه ورأيت كل ما حدث
قالها بغضب فردت سيدرا بهدوء وابتسامه على وجهها
- من حقه ان يقبلنى فهو خطيبى وسيكون زوجى قريبا
صعق جلال من الخبر ثم تحولت صدمته لغضب فأمسك يدها بقوه وادخلها للبيت واغلق الباب وهو يقول بحده.

- لن يحدث سيدرا، لن تكونى زوجه لغيرى ابدا، انت ملكى سيدرا ملكى انا فقط
قامت سيدرا بصفعه بقوه وقالت بصراخ
- انت ماذا تريد منى؟ لماذا عدت لحياتى بعد ان اصبحت سعيده لتدمرها مره اخرى، اخرج من حياتى جلال والا اقسم سأجعلك تندم
- لما لا تفهمين انا احبك
قالها جلال بصراخ فضحكت سيدرا بقوه وقالت
- تحبنى؟ وهل تتوقع منى ان اصدق ذلك
فجأه تحول غضب جلال لحزن وقال.

- اعلم انه من الصعب ان تصديق ذلك، وخصوصا بعد الطريقه الرهيبه التي عاملتك بها لكن ارجوك سيدرا صدقى انى احبك
انا بعد ان اكتشفت ان الفتاه التي احببتها واردت الزواج منها عاهره خسرت ثقتى في جنس حواء جميعا ماعدا امى واختى، اصبحت المراه بالنسبه مجرد اداه للتسليه.

اعلم انها حقاره منى لكن هذا كان تفكيرى حتى دخلتى انتى حياتى، اعتقدت بالبداية انكى مثل باقى النساء تريدين الاستيلاء على كل شئ، ثم اجبرتك على الزواج حتى انتقم منك وايضا لاحصل على الشركه
بعد مرور الوقت بدءت أرى كم انتى مختلفه لكن خوفى من ان انجرح مره اخرى منعنى من ان استسلم لمشاعرى، ثم حاولت اجبارك على معاشرتى وانجاب طفل لى دون ان اعرف سبب ذلك.

لكن بعد رحيلك اكتشفت اننى كنت اريد الطفل حتى يجعلك تبقى بجانبى فانا اعلم انكى لن تتخلى عن طفلك ابدا، ولكن كرهك للمستى لم استطيع ان افعلها واقنعت نفسى ان بعدك عنى افضل شئ
بعد طلاقنا قضيت سته اشهر اقنع نفسى اننى افضل، كنت اذهب للبار كل يوم لكنى لم استطيع ان المس امراه اخرى لانى أتخيلك بكل مكان، حتى يوم كنت بحاله من السكر لم اعرف ماذا افعل وعاشرت امراه وانا اتصورها انت.

بعد ان استيقظت بالصباح وتذكرت ما فعلت كرهت نفسى اكثر وعلمت وقتها اننى احبك وبشده واننى سأفعل اى شئ لتسامحينى وتعودى لى
لقد بحثت عنك كثيرا، ووالدى لم يخبرونى اين انتى، انا لم اعرف مكانك الا من يومين عندما سمعت رحمه بالصدفه تخبر أمى انها تريد القدوم للندن لرؤيتك اخذت اول طائره لهنا بعد ان جعلت احد اصدقائى هنا يبحث لى عن عنوانك
نظر لها قليلا ليرى اى رد فعل على وجهها ثم اكمل.

- اعطينى فرصه اخرى حتى اثبت لك اننى احبك سيدرا وانكى ستكونى سعيده معى وسوف اقضى كل يوم من عمرى لاحصل على مسامحتك
مسحت سيدرا دموعها وقالت
- للاسف جلال لا استطيع ان اعطيك ما لا املك، ما فعلته انت بى كسرنى لابعد حد ويوسف هو من أعادنى لنفسى القديمه وانا لن اتخلى عنه ابدا، ارجوك اتركنى اكون سعيده لمره واحده ولا تحطم سعادتى
نظر لها جلال بأنكسار وحزن وقال
- كيف اتركك لرجل اخر سيدرا، انتى تقتلينى هكذا.

- كما قتلتنى انت في كل مره كنت ارى صورك مع العاهرات جلال، انا ارجوك ان تكمل حياتك وتنسانى
اقترب جلال منها وقبل راسها وهمس
- هذا عقاب الله لى على كل ما فعلت من سيئات بحياتى، الان يجب ان اعيش بنار انكى بين احضان رجل اخر، ربما في يوم ما تسامحينى سيدرا وانا سأعيش على أمل هذا اليوم وسأكون دائما بجانبك كصديق حتى
ابتعد جلال وخرج واقفل الباب خلفه ونزلت دموعه وقال بكسره.

- اعلم ان ذنوبى كثيرا لكن هذا العقاب لن استطبع ان اتحمله، الهمنى الصبر يا رب
ثم ركب سيارته ورحل بقلب مكسور وهو الان يعلم كيف شعرت سيدرا بعد ان كسر قلبها وثقتها ودمر حياتها وقتل حبها له.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة