قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة وخمسون

قال حكيم ذات مرة،
المرأة تحب اللين حينما تعاملها
تحب أن تطرب أذنيها بأعذب الالحان
أن تظهر دائما رغبتك بوجودها، ومدى كونها ذا تأثير إيجابي في حياتك
لكنه لم يخبرني اذا خسرتها
ماذا أفعل لأستعيد ثقتها
فالمرأة التي تعود بعد جرح كبير، ليس تلك المرأة ابدًا التي فتحت كلها كامل قلبها سابقًا
بل تكون حذرة
وكأنها تتوقع الخيبة مجددًا
لأن المرأة حينما تعطي فرصة أخيرة للرجل.

بمثابة تذكرة ذهبية النعيم بجنتها، أو الأحتراق بجحيم فراقها.
في قرية الغانم،
في منزل الشامي،
داعب سرمد كلبه سيد الذى ما إن رآه في الصباح حتى هجم عليه بجسده القوي مما اضطر للسقوط على كرسيه، الشوق النابع من عيني سيد أصابة الغصة في حلقه
ظل يربت على ظهره، رغم نظرة العتاب والنباح المزمجر في وجهه غمغم سرمد وهو يلاحظ عينا صديقه علي كرسيه المتحرك وتحركه المفرط للإطمئنان عليه.

وكأنه يخشي عليه من الكرسي إن كان سيزيد من مرضه، ابتسم سرمد بامتنان ولم يكذب ابدًا إن سيد سيظل أوفي صديق بعد غسان، غمغم بهدوء متطلبًا من سيد عدم التحرك
-اهدأ يا صغيري، انا بخير انظر لي
هز سيد ذيله باستمرار نابحًا بقوة، قبل ان يعيد دورته يلف بها حول كرسيه المعدني، تحرك سيد مبتعدًا وكأنه يحثه على جولاتهم السابقة في أرجاء الحديقة الخارجية في القرية، إلا أن سرمد حانت عيناه تجاه كرسيه قائلاً ببؤس.

- سيد انت تعلم انني لن أركض خلفك، صحيح، انظر يا وغد إلى قدمي
زمجر سيد بعصبية ليطلق نباحه القوي مما جعله يعلم انه استفز صديقه، غمغم باعتذار صادق
- حسنا، حسنا اعتذر، يكفي البرتقالية غاضبة مني، أأهون عليك يا صديقي
حدق الكلب في عينيه وإلى الضعف والعجز الذي لم يراهم قبلاً في وجه صديقه القوي، ليعود مقتربًا منه واضعًا رأسه على حجره، مما دفع سرمد للإبتسام مربتًا علي رأسه قائلاً بصوت متعقل.

- طفل مطيع، اريدك ان تكون مهذبا لطيفا مع برتقاليتي وقطتها، يجب ان نقدر مشاعرهما وعواطفها المتقلبة وان تكون رجلا صبورًا حكيمًا لا تندفع بتهور
رغم ان هذا ما يجدر به أن يفعله تجاهها، لكن برتقاليته غاضبة وبشدة منه
واللعنة حينما تغضب امرأته منه
لو كان يستطيع التحرك بحرية كالسابق، لربما ذهب إلى عقر دارها أو غرفة مكتبها ولم يخرج سوى وهو يرى الضحكة تملأ تلك العينين الكهرمانيتين
لكن الآن وبسبب عجزه..!

انتبه علي صوت غسان الصادح من خلفه قائلاً بسخرية
- انظروا من يتحدث عن التعقل، وانت بعيد كل البعد عن تلك الصفة
زم سرمد شفتيه بعبوس، ليعود النظر نحو هاتفه منتظرًا ردًا على رسائله التي تخطت العشرون هذا الصباح، فبعد أن حظرت رقمه من الاتصال، أرسل لها رسالة تهديدية، اللعنة عليه
لقد هددها ان حظرت رقمه من وسائل التواصل سيعاقبها بقسوة لم تراها قبلا منه.

وهي بلعت طعم تهديداته الجوفاء، وتركته يعتذر علي تهديده الأخرق في بعد عدة ساعات ثم ما قاله أمام شقيقتها
لكنها لم ترد
البرتقالية لم ترحمه ابدًا، تاركة شياطينه تعربد في عقله..
نظر بملامح واجمة تجاه غسان قائلاً بحدة
- اصمت يا وغد
عبس غسان وهو يستشعر وجود شئ خاطئ، من المفترض أن الأحمق العودة للمشفى لمتابعه علاجه
لكن يبدو أن قدميه ربضت بجوار امرأته.
غمغم بانزعاج وصرف سيد للذهاب إلى أخيه لتناول طعامه.

- انت مجنون، هيا اخبرني ماذا فعلت تلك المرة بوالدها
لوي سرمد شفتيه وللمرة الألف ينظر إلى جهاز هاتفه، ليجيبه بعبوس
- انت تعلم لم افعل شيئا للرجل، لقد كنت مهذبا لطيفًا معه، لكن برتقاليتي مستاءة مني بعض الشئ
رفع غسان حاجبه منتظرًا بقية سرد اكاذيبه، وما إن وجده اكتفي بسرد سريع سأله بحدة
- وماذا فعلت بحماقتك؟
مرر سرمد يده في خصلات شعره واجابه بنبرة بريئة.

- لم أفعل شيئا سوى انني فقط اعربت عما في جوفي وامنيتي ان تصبح زوجتي
لكن نظرة عدم التصديق جعلت سرمد يزمجر بحدة، وبدأ يكره أن يقرأه أحد ككتاب مفتوح ليغمغم بإنزعاج
- ماذا ألا تصدق؟!
أشاح غسان رأسه قائلا بتهكم
- بالطبع لن اصدق، انت منحرف يا رجل لقد ذعرت المرأة منك ومن الطبيعي أن ترتاب
زم سرمد شفتيه وهو يشعر بقليل من الذنب، إلا أنه ابدًا ليس نادمًا
كل كلمة، وكل تعبير يفصحه تجاهها لم يكن شئ مخجل ابدًا.

لكن بعقل برتقاليته الصغير ربما ستتفهم أن ما يتوقه منها فقط جسدها!
غمغم بقلة حيلة وهو يكاد يلقي عقله في أقرب حائط
- كل مرة احاول ان اكون لبقًا، مهذبًا، ألا تمد اناملي نحوها كونها لم تصبح لى بعد، لكن اللعنة شياطيني تفوز، غسان انا حتى الان لا اصدق انها وافقت على الزواج ووالدها، أشعر أنني في حلم، حلم أخشى أن يتحول لكابوس لذلك اطلب القرب منها، لأشعر بها وأشعر أن ما نتشاركه ليس وهما من خيالي.

ابتسم غسان نحو حالة صديقه البائسة، ليهز رأسه قائلا بصوت هادئ
- لو أخبرتها بكل هذا، متأكد ما كانت لتهرب منك
ابتسم سرمد وهو ينظر إلى شاشة هاتفه، ليزفر بحنق محرم عليه الآن الذهاب الى منزلها بسببها هي
ماذا يفعل الآن؟!
قوالب الحلوى والطعام الذي تحبه ينتهي في جوف شقيقتها التي تبعث له رسائل شكر للطعام
اشاح بافكاره تلك اللحظة عنها والتفت الي صديقه قائلا بمشاكسة
- ماذا فعلت مع المرأة الخاصة بك؟

تجهم وجه غسان واجابه بغلظة
- من؟
ضيق سرمد عيناه وهو يرى أن صديقه يخفي شيئا عنه، ليغمغم بأسلوب مستفز
- ابنة خالتك، الحسناء الشقراء تعلم لا يوجد غيرها من تشغل عقلك
زفر غسان بحرارة، لا يصدق ما قام به نحوها، حتى الآن يشعر أنها حينما تكون في مداره يتحول لشخص آخر يعلمه
غمغم بضيق
- لقد نزعت خاتم خطبتها ولكمت خطيبها حتى ما عاد يستطيع الوقوف
اتسعت عينا سرمد بانبهار والتقدم الذي أحرزه صديقه ليهتف بعدم تصديق
- تمزح.

هز غسان رأسه مؤكدًا، حتى الآن تلك الحسناء ذات العينين الدباحتين تنأي عنه بمعزل، زفر مجيبًا بحنق تجاهه
- لا امزح بالمرة يا وغد، لقد اصبحت مثلك اتصرف بدون وعي، لو علمت عايشة ستقتلني
فغر سرمد شفتيه، اللعنة هل اخفي هذا الوغد كل تلك التفاصيل الهامة عنه، غمغم بخبث
- هل قبلتها؟
واجابة سؤاله وجد وسادة القيت في وجهه وغسان يزمجر بغضب رجل عاشق غيور علي امرأته
- اخرس يا حقير، شئ كهذا لا يخصك أبدا ألا تعلم.

تقبل سرمد الوسادة برحب صدر ووضعها جانبًا ليغمغم بنبرة جادة
- لم تقبلها بعد، حسنًا ليست مشكلة أحرص المرة القادمة أن تستحوذ عليها كليًا واعلمها من هو سيد قلبها وروحها
هز غسان رأسه بيأس ليغمغم بيأس
- الفتاة سليطة اللسان
لمعت عينا سرمد تجاه صديقه، ربما يستطيع أن يعطي بعض نصائحه تجاه صديقه، غمغم بنبرة ذات مغزى
- متأكد انها فى مرحلة تكون عاجزة للرد عليك، وتوافق بعقل مغيب عن جميع أوامرك، صحيح؟

لبرهة تخشب جسد غسان وهو لا يصدق ما يسمعه من صديقه
وكأن صديقه شهد ما حدث مع تلك الفتاة وما فعله لها وطلبه الناري لها بانهاء خطبتها، ثم اذعانها، الفتاة اذعنت ببساطة له
سأله بريبة وتجعد جبينه بعبوس
- اللعنة هل فعلت هذا مع امرأتك؟
ابتسامة عابثة زينت شفتي سرمد ليرد عليه بعبث
- لن أجيبك عن هذا
هز غسان رأسه وهو لا يصدق ان صديقه أفسده حد عدم الإصلاح، هز رأسه غير مصدقًا أنه يتصرف كوغد حقيقي مثله.

رغم ان جزء داخلي مقتنع أن المرأة تستحق ما تناله منه، غمغم بحدة
- وغد
هم سرمد بالرد عليه، إلا أن هاتفه اصدر نغمة خاصة لبرتقاليته، غمغم بتعجل وهو يتحرك بكرسيه المتحرك بعيدًا عن أذنيه
- البرتقالية تهاتفني
أجاب علي اتصالها ما أن رأى غسان يغادر الحديقة تاركًا اياه بمفرده، وما ان سمع صوت انفاسها الثائرة عبر الأثير
حتى هدأت أعصابه المتشنجة
البرتقالية غاضبة منه بشدة
غمغم بنبرة خشنة صادقة
- اشتقت اليك.

جاءه ردها الصامت، إلا أنه يقسم ان دقات قلبها تخفق بجنون كما لو أنها في موسم العيد، استمع الى صوتها الغاضب
- سرمد، مفيش داعي للدخلة دي بجد اللى عملته يومها في بيتي مش هنساه
ابتسم قلبه بدفء
إلا أنه غمغم ببراءة طفل
- وماذا فعلت يا برتقالية؟
جاءه انفاسها الثائرة، وهي تهدر في الهاتف بغضب.

- سرمد انت عارف الكلام اللى قولته قدام اختي ميصحش اطلاقا يتقال قدامها، ولا حتى يتقال قدامي، سرمد انا بحس، بحس انك عايزني بس عشان جسمي
اختفت التسلية من وجهة، ليعبس وجهه متسائلا بصوت حيادي
- وهل هذا ما تعتقدينه بي؟
اللعنة عليه
ستقتله غيداء
لقد وعدها انه سيحاول أن يتصرف بتعقل بجوارها، لقد وعدها بمحاولة
اذا هو ليس آثمًا!
لكن برتقاليته، تبًا لقد أساء الوضع كليًا
سمعها تهمس بضعف.

- سرمد لو فاكر ان تفكيري عنك كدا، صدقني استحالة ما وافقت اتجوزك من تاني
وضع أنامله عند جسر انفه ليلقي سبة وقحة قبل أن يغمغم باعتذار صادق
-انا اسف
الا انها غمغمت بجفاء في وجهه
- الأسف لوحده مش كفاية
سألها بنبرة لطيفة، وهو يداعب على اوتار انوثتها كي تشفع له وتقلل من غضبها تجاهه
- ماذا ترغبين يا برتقالية سرمد؟
شهقة خافتة انفلتت منها، لتزمجر شادية بيأس.

دائمًا ما يحاول ذلك الرجل ان يسحب البساط تحت قدميها بلفظ تدلل او محبب
كيف يخبرها ببساطة انها ملكه، صارت جزء منه ومن اسمه وهي غاضبة منه حد البحار والمحيطات
غمغمت بعبوس متذمر
- سرمد قولتلك بلاش الكلمة دي
انطلقت ضحكة خشنة منه، ارسل ذبذبات قوية لبدنها واوقف الشعيرات الناعمة خلف عنقها، لتسمعه يهمس لها بصوت عميق
- ألا تحبين لفظ التحبب الخاص بك يا شادياااه.

اغمضت شادية جفنيها وهي تلقي بجسدها على الفراش، شادياااه تصبح بلا حول ولا قوة أمام نظرة عينيه
وصوته العميق الذي يداعب كل خلية في عقلها، تستحثها على النوم بتهويدة من صوته
جاءها صوته الحنون به رنة الأعتذار
- ماذا يرضيكى و سأفعله
وتلك المصيبة
انها لا تعلم ما تفعله تجاهه
غمغمت بصراحة وهي متذمرة أنها لا تجد سبب قوي لمعاقبته وتهذيب جماح لسان ذلك السليط
- مش عارفة، حقيقي مش عارفة، بجد مخي مشتت وانا قريبة منك.

جاءها صوته الأجش به رنة انتشاء طاووس مغرور ما إن سمع مدح أنثاه الخفي
- تأثيري قوي عليك؟
زمجرت بعصبية وهي تتقلب على فراشها بيأس لتهمس بتوسل
- سرمد ارجوك
استمعت الى عدة كلمات ايطالية لم تفهمها، لكنها أكيدة انها الفاظ وقحة لا يفضل لها ان تبحث عنها في الوقت الحالي كي لا يزداد سخطها
استمعت الي صوته الدافئ يغمغم لها بدغدغة ناعمة في اذنها.

- لا تتوسلي وعد عليّ سأتوقف ان كان هذا يجرحك، لكنى متأكد ان صفاتي السيئة هى ما جذبتك نحوي
توردت وجنتيها حالما تذكرت افعال ذلك المجنون في بداية رؤيتها له، بل وإصراره علي الخضوع له
تقبل غزوه ببساطة، كأنثى رفعت راياتها البيضاء أمام رجلها
استمعت الي صوته الأجش الذي أثخن من العاطفة.

- اقرى يا برتقالية في بادئ الأمر، احببتي ان اكون صاحب اليد العليا ومالك قلبك المتحجر هذا وكنتي ستذعنين لي، لولا فقط ورقة زواج حائلا بيني وبينك
شهقت بحدة قائلة اسمه بتحذير
- سرمد
لكنه أعند منها
أكثر إلحاحًا وتطلبًا
لدرجة علمت انها لا سبيل له من إصلاحه
- أريد اجابة واحدة وصدقيني لن أفتح فمي بكلمة واحدة عن هذا الأمر سوي بعد الزواج.

لا تعلم أتشكره حقًا لنبل أخلاقه هذا بعد ما ارتكبه، غمغم بنبرة مهيمنة كانت أكثر واقعًا أكثر من سؤالاً
- هل هذا صحيح؟ مشاعرك هذه تستسلم امامي؟
غمغمت اسمه بحذر
- سرمد
لو تعلم ماذا تفعله بهمسها لإسمه وما يسببه من سهاد في الليل، غمغم بحدة
- اجيبي يا برتقالية
غلفهم الصمت، لكن صمت صاخب
هل علمه أحد قبلا؟!
ذلك الصمت المشحون بالمشاعر، دون أن يجرأ اللسان علي التحدث
زفرت شادية بحدة قائلة بيأس
- مش هقدر.

وهذا أكثر ما يرغبه، لا يريد إقرار شئ اكثر من انه يعلم استجابتها له، غمغم بمشاكسة
- علمت اجابتي
حدقت شادية في سقف غرفتها، لتحد بعينيها تجاه أثر الطلقة النارية في الحائط، لن تنسى ابدًا هذا اليوم ما حييت
يعتبر هذا اليوم الذى رأته به وجه ذلك الحقير قبل أن يحدث ما حدث..
تمتمت بإرهاق عاطفي أكثر من كونه جسدي.

- سرمد انا مش بنت بكر زي ما انت متخيل، انا سبق ليا الجواز وإن كان للأسف أجبرت عليه، فاللاسف مفيش حاجة تاني اديهالك
إن كانت ترغب البرتقالية أن تشد ذيل الأسد من وِجاره فهنيئا لها
لقد نجحت فعلاً
انفجر تلك المرة في وجهها صائحًا بغضب لا يبقي شيئا ولا يذر.

- شاديااااه، اللعنة اصمتي لا تثيري غضبي واللعنة على هذا القذر، بالكاد اتنفس انا حينما علمت أن روحه ازهقت، وإن كان هذا الاحمق سبق وأخذ ما ليس له، لكن ما زلتي انثى بكر امام عيناي، انوثتك لم تعلم رجلا سواي ولن تعلم من بعدي، جسدك هذا الذى تخشين انني انظر اليه بطريقة حسية بحتة، حسنا انا انظر اليه باشتهاء رجل نحو أنثاه لن اكذب عليك في هذا.

تلونت وجنتيها أثر حديثه، اضطربت انفاسها وهي تهمس بخجل، تحذره من مغبة ظلامه بسبب انفلات مشاعره
- سرمد
هدأت نبراته، وبقي لها كأثر ناعم تداعب ندباتها هامسًا
- لكن أكثر ما أرغبه هو انتى يا برتقالية، إن كنتى ما زالت متشككة أنني سأمل منكِ من بعد الزواج اخبريني؟ دعيني أريح عقلك هذا واخبره بأى طريقة وأى صورة حتي تتأكدي انني ارغبك انثاى، أنثى سرمد النجم.

شعرت بحرارة رهيبة اكتسحتها كليًا رغم مكيف الهواء، لتسمعه يتابع بهيمنة
- يا صغيرة لا زلت لا تعلمين شيئا عن عائلة النجم، نحن خلقنا لإمرأة واحدة فقط، و نفصح عن رغباتنا لنسائنا بطريقة مباشرة لا حاجة للتستر عنها، ونستحوذ على عواطفهن وحواسهن بكل طريقة ممكنة وما قد يطرأ فى خيالك الجامح حتى تسلمن مقاليدكن لنا
أنهى حديثه بصوت أجش متملك جعلها تفرج شفتيها بصدمة
ان كان هذا ما يسببه لها خلال مكالمة هاتفية.

ماذا سيحدث إذا قابلته؟!
أغمضت جفنيها بإرهاق وشعرت بالهوان يسطير على كامل اطراف جسدها، لتسمع صوته الهادئ
- هل فهمتي يا برتقالية؟
تمتمت بإستسلام انثوي يثير رجولته
- فهمت
داعبت ابتسامة على محياه ليداعبها بمشاكسة
- أتريدين برهانا آخر لتعلمي أني مشاعري لك بنفس كفاءة رغبتي بك بل وتزيد عنها
شهقة خافتة خرجت منها، جعلته ينفجر ضاحكًا بتسلية ليسمع صوتها الحانق
- اعتقد كفاية كدا.

تنهد بعمق وهو لا يصدق أنه حكم على نفسه بالموت حتى يستطيع أن ينعم بقربها
كيف سينتظر حتي يقف علي قدميه وهي قريبة منه هكذا؟!
- جيد يا برتقالية، اتمنى أن يدخل هذا الأمر في عقلك
اغمضت شادية عينيها وتخمة مشاعر اصابتها حتى سحبتها الى غيمة من المشاعر لتسمعه يغمغم اسمها بخشونة
- شاديااااه
تمتمت بصوت ناعم
- نعم
غمغم بصوت دافئ، احكم به وثاق نبضات قلبها
- أنا أحبك يا برتقالية.

فتحت جفنيها واستقامت من مضجعها وهي لا تصدق ما سمعته أذنيها
هل توهمت هذا الأمر؟!
تبًا، تبًا، كيف يخبرها بهذا الأمر دون أي مقدمات
تعالي وجيب نبضاتها حتي كادت تشعر انها ستنفجر في أي لحظة، سمعت صوته الأجش المداعب
- هل توردت وجنتيك؟
ابتسامة عاشقة خرجت من شفتيها وهي حتمًا لا تعلم ماذا ستخبره
انها غارقة بالخجل حتي لسانها ما عاد له القدرة علي التحدث
وكأن الصدمة ألجمته عن التحرك
تابع هو بدون رحمة لقلبها الضعيف.

- لم أخبرها صراحة صحيح؟ اعتذر عن اطالتي لكل تلك المدة، لكن من الواجب أن أخبرك أن سرمد النجم يحب برتقاليته الوحيدة شاديااه النجم
ناجت اسمه برحمة
- سرمد
زمجرة غاضبة خرجت من حلقه اتبعها بصوت حانق
- أريد زفاف عاجل، انا لن استطيع ولن أصبر أكثر من هذا، لقد كنت غبي حينما تفوهت بهذا الهراء، هل سيوافق والدك؟ اللعنة بالطبع سيرفض.

انفجرت ضاحكة حتى كادت الدموع تتدفق من مقلتيها لسماعها لتذمرات اقرب لتذمر طفل صغير، صمت لبرهة يستمع إلى نبرة الضحك في صوتها ليغمغم بعتاب
- تضحكين يا برتقالية؟
تمتمت بأسف رغم ابتسامتها المتسعة
- اسفه
تنهد سرمد بعمق، وهو ليس بحاجة لرؤيتها عالمًا ان وجنتيها مضرجتين بالحمرة أثر حديثه
وعينيها لامعتان بالسعادة
سعادة سيحرص علي ألا تتشكك بها، او خوف يطرق ابوابه لقلبها
هذا وعده الذي سيحافظ عليه بجدية.

برتقاليته تستحق هذا منه
كل دمعة
وكل ألم
سيعوضه بقدر استطاعته إلى بسمة وفرحة، غمغم بنبرة صادقة
- لا أزال الله من قلبك الضحك
همهمة ناعمة كانت إجابتها، ليمر عيناه تجاه المحيط من حوله
ثم تجاه المنزل
متى سيصبح له منزلا خاصًا له ولإمرأته؟!
غمغم بنبرة اثخنت من عاطفته المحترقة.

- حبيبك يموت شوقًا حتى يراكِ عروسًا ترفلين بثوب زفافك أمام عينيه، لكِ وعدى ألا يدخل قلبك الحزن ولا الوجع قط يا شادياااه طالما في صدري نفس يتردد
جاءه همسها الضعيف يتردد عبر الأثير
- شكرًا
تنهد بحرارة ليدفع بكرسيه تجاه المنزل قائلا بصوت مشتاق
-اعتني بنفسك جيدًا، حتي أراك مرة آخري
عبست شادية، لم يذكر لها ميعاد سفره سوي الآن!
همست بحذر
- متي موعد السفر؟
اجابها بتذمر.

- لقد أجلت الكثير من الجلسات، سأحاول تهدئة أمي واخراس ذلك الطبيب حتى أعود إليك
سألها بمشاكسة
- ألن تخبريني أنك ستشتاقين إلي؟
استمع الي نبرتها اللعوب
- أنا غاضبة منك، أنسيت؟!
انفجر تلك المرة ضاحكًا وهو يغمغم بنبرة مشاكسة
- قلبك أسود يا برتقالية، هل أهون عليك؟
جاءه نبرتها الناعمة تهمس عبر الأثير
- نعم، عد للمشفى سرمد أريد رؤيتك معافي تمامًا، وتستطيع السير مرة أخرى على قدميك.

ابتسم بشجن ونظر الي حال قدميه ليبتلع الغصة في حلقه
ربما برتقاليته المرأة الوحيدة بجوار غيداء تعامله كشخص طبيعي دون ان تشعره بعجزه
عيناها حينما تحط علي ساقيه، ليس بداعي الشفقة أو الذنب، بل الأسف وعذر عميق يسكن حدقتيها
رغم أن هذا الأمر يذبحه من الوريد الوريد
غمغم بنبرة مشاغبة
- أيعني هذا أنك متعجلة للزواج أكثر
مني؟
صيحة مستنكرة خرجت من حلقها، جعلته ينفجر يضحك وهو يسمع تذمراتها الساخطة
-وقح، مفيش فايدة فيك.

ثم أنهت المكالمة ببساطة، لم يفكر حتى بإعادة الأتصال لأنه متأكد مائة بالمائة وضعته ضمن اللائحة السوداء لربما مدة ستستمر أكثر من سابقتها.
لكن لا يهم، فكونها معه وستظل مرابطة جواره أهون بكثير من جحيم بعدها، يحتاج فقط أن تصبح زوجته في أقرب فرصة ممكنة، فقد بلغ صبره منتهاه!

حينما يكون الفضاء شاسعًا يرحب بصخب أفكارك كأم حنون تعانق أطفالها
فلا تردد أبدًا بالعطية التي منحت لك
فالعطايا لا تدق على بابك مرتان.
ألقي علبة السجائر بإهمال على باب مكتبه وطفق يحدق بصمت آلي الضباب الذي أخلف من التبغ
ابتسم بانتشاء، والبسمة الموؤدة لم تصل حتى لشفتيه.

العالم تحول لخراب ووقف هو على تلك التلة، كإمبراطور نجح في غزو الأرض العَصية، لم يكترث أبدًا إن أخذها بمواردها أو إستحال تلك الأرض خرابًا
فما رغبه الإمبراطور فقط قطعة الأرض لتضاف إلى قائمة إنجازاته
اغمض جفنيه والنيكوتين يهدأ من مطارق عقله كالوحش المعربد، كارهًا للقيود
طائقًا للخلاص
لكن الوحش إذا خرج من وجاره ربما ستعني نهايته هو شخصيًا
ربما سابقًا لأطلقه وإن عني هذا فقدان حياته، لكن الآن يمتلك شمس.

شمسه، ونور حياته، الوحيدة التي تبقيه آمنًا
الجزء المكمل لروحه المظلمة، ومرشدته لعالمها الوردي الهادئ من أي منغصات وفوضي حياته.
لكن فرح
السبية خاصته التي تحولت إلى فارسة شجاعة كان لها رأي خاص
المرأة التي كذبت في وجهه عن مدى حبها العميق، ولقد أخبرها أن لا جدوى من تلك المشاعر
الحمقاء ظنت أنها تستطيع إصلاح العطب بداخله
ولم تعلم أنه لا سبيل من إصلاحه، فحالته كما يشخصها أي طبيب، حالته ميؤوس منها!

خرج من سحابة غيمته السوداء ضيف غير مرغوب به في الوقت الحالي، فتح جفنيه وذهبية عينيه تنظر بانزعاج نحو كتلة الجليد في عيني وقاص الذي نظر إليه بملامح غير مقروءة قائلا بصوت ساخر
-نيلت ايه
رفع احدي حاجبيًا متعجبًا، متى أصبح أخيه ساخرًا؟، وكلماته تقطرًا تهكمًا وغضب بارد، غضب لا ينافس ابدًا مقدار الجحيم الذي يشعر به، غمغم بترحاب مزيف وإن لم يخفي عدم سرور لدعوته المفاجئة للقدوم إليه دون أدني سابق إنذار.

- وقاص باشا نوريني خير
اقترب وقاص منه واضعًا يديه على طاولة مكتبه، ناظرًا بتحدي إلى عينيه قائلا بصوت أجش
- قولتلك مية مرة ابعد عن فرح، بقت تحت حمايتي
انطلقت سلسال ضحك ساخر وهو ينظر إلى أخيه بعدم تصديق، إذا زيارته بسبب القطة التي احتمت في ظهر أخيه
ماذا تحيك تلك القطة من خلف ظهره؟!
أمعقول مجرد حديث عن أطفال جلب لها الذعر لتستعين مرة آخري بأخيه؟!

ألم تدرس بعد مغبة ما حدث حينما طلبت المساعدة للحصول على بطاقة حريتها منه؟!
يبدو القطة تحتاج إلى درس آخر، درس سيحرص حرفيًا على أن ينبش كل ثانية ودقيقة في روحها وليس فقط في جسدها، حتي تعلم أمر ذلك الأغتصاب الذي أدعته لا يقارن أبدًا مما سيقوم به..
انكمشت ملامح السخرية، ليدس عقب سيجارته في المطفأة ناظرًا إلى شقيقه بملامح قدت من حجر قائلاً
- تحت حمايتك من أنهي جهة بالضبط.

ماجت الأعاصير المنذرة في عين وقاص، الذي أقترب من نضال قائلاً بصوت حاد
- نضال بلاش ملاوعة، انا وعدتها انك مش هتقرب منها تاني وقت ما طلبت الطلاق وطالبت أنى أساعدها
هز نضال رأسه بلا مبالاة، ليمتطي بجسده براحة ناظرًا اليه بعينين شبه متيقظين، مجيبًا اياه بجفاء
- وياريتك ما وافقت
علم وقاص أن ما من طريقة تجدي مع ذلك الجلمود.

أخيه وإن كان في أمس حاجة للعلاج، فلن ينطق بها ويقر أنه بحاجة ماسة لتطيب جروحه اقترب براسه من أخيه مغمغمًا بصوت أجش
- نضال، مفيش راجل يقبل على نفسه يقعد جنب واحدة رفضاه
اجابه نضال بثبات شديد وكأن الجملة لم تمس رجولته المتفاخرة متباهيًا بها أمام الجميع
- إلا أنا
ارتفع حاجب وقاص وهو يغمغم بنبرة ذات مغزى، ماكرة في حد ذاتها
- بتعترف انك مش راجل.

اسودت ملامح نضال قتامة، لينتفض من مقعده صارخًا بتحذير من أخيه من مغبة الأسلاك الشائكة التي يتجاوزها
- وقااااااص
انفرجت شفتي وقاص بإبتسامة عابثة ليقول بجمود
- بلاش يضربك الدم الحامي، شغل اللعب من تحت الترابيزة شايفه، فرح انتكست تاني بعد اللي هببته معاها اخر مرة
عيناه تلك المرة تحمدت في مقلتي شقيقه، أي انتكاسة؟!

فرح ليست بذلك الضعف، لقد أختبر هذا الأمر والتمسه، فرح بعد انفصالها عنه استطاعت أن تبني شخصية مستقلة، قيادية، حالمة غمغم نحو أخيه بتأفف
- انت بتراقني بقي؟
ابتسم وقاص وهو يجيبه بصراحة، وقد بدا أمر انتكاستها لم يعلمه نضال وان تظاهر باللامبالاة
- اكيد براقبك وقولت اللي فات مجرد رد فعل للي حصل، لكن لأ يا نضال، مفيش غيري اللي هيقف قدامك وقت ما يعميك غرورك وكبريائك المجروح على ست هربت بجلدها منك.

ضيق نضال عينيه وكلمات الفارس الهمام الشجاع، لم يكن تأثيرها قوي في عقلهسأله بجمود
- لو فريال عملت اللى عملته فرح هتعمل ايه مكاني
تغضن جبين وقاص تجاه سؤاله المباغت، غمغم بلهجة باردة
- استحالة انا وفريال نوصل للطريق اللى انت وفرح وصلتوله
ويخبره شقيقه أنه ليس مثله؟!
والأحمق غروره الذكوري أكبر من أن تدعه إمرأة تفرط وتمرغ رجولته في الوحل!
غمغم بتسلية
-افترض حصلت مصيبة وطلبت الطلاق.

زفر وقاص وهو يعلم إلى أي طريق يريد أن يوصله نضال بهذا الحديث لم يتردد في إجابته قائلا بصدق
- هعمل كل مجهودي ان اخليها تتنحى عن القرار ده، هستدرجها عاطفيًا مع وعد للتغير وهحل السبب اللى وصلنا للطلاق
هز نضال رأسه وقد بدأ الكلام مقنعًا قليلاً، فهذا طبع وقاص بالنهاية، رجل مسالم، عاشق لدرجة النخاع، ومخلص لإمرأته طالما إمرأته ك حمل وديع بين جنبات صدره!
لكن هو ليس مثله
تمتم ببرود.

- انا بقى بعمل زيك كده بالضبط، بعكس باقي الكلام اللى ملوش لازمة بتاعت افلام المايعة الستات اللى بتحب تسمعها وتقراها
سبه وقاص من بين أنفاسه وهو يرى يديه تعبث بهاتفه، وكأنه يراسل أحدهم؟!
غمغم بجفاء
- الستات بتحب تسمع وتقرا الحاجات المايعة دي عشان ملقوش اللى يقولها يا ابو عقل كبير
عينا نضال لم تبتعد عن شاشة هاتفه، ولم يجد بدًا في مشاجرة الآن عن حديث لا جدوى منه.

فتح باب مكتبة على بغتة، ليرفع عيناه بضيق حالما تقدمت أسرار بابتسامتها العريضة الناعمة علي وجنتيها
أيخبرها الآن أنها كلما ازدادت ابتسامتها اتساعًا، كلما إزداد تمدد انفها عرضًا بشكل بشع؟!
لا يضمن نفسه من ردة فعلها الآن، لتجلس على المقعد المقابل له، مبتسمة إلى كليهما قائلة بهدوء
- على مين الخناقة النهاردة
ابتسم بجمود في وجهها قائلاً بغيظ مكتوم
- روحي شوفي جوزك
لفت خصلة حول أصبعها قائلة بلا مبالاة.

- جوزي مع نور، سيبك منه وقولولي ايه السبب دلوقتي التجمع العائلي الضخم ده
لم ينطق أي أحد منهمًا بكلمة، مما جعلها تضيق عينيها بتوجس ناظرة نحو وقاص الذي غمغم بسخط
- المشكلة ان البيه فاكر انه مستغفلني ومش عارف اللي بيهببه من ورايا
التفتت أسرار بملامح مبهمة، متطلبة تفسير أكثر عن جملته الجافة موجهة حديثها تجاه نضال
- حصل ايه، نضال من فضلك
هز نضال رأسه وعينيه لم تحيدان عن شاشة هاتفه قائلاً ببساطة.

- محصلش حاجة، دردشت انا وفرح شوية
خبط وقاص بعنف على سطح مكتبه الزجاجي هادرًا بغضب
- البت تعبت وراحت المستشفى تقولي دردشت معاها
اتسعت عينا أسرار بجحوظ، وسري القلق في عروقها، عادت بذاكرتها لذلك اليوم
صباح يوم المحكمة..
هي أكيدة شئ حدث، أو حوار وحديث طال بينهما قبل امتثالهما أمام القاضي
شئ جرح فرح بعمق، غمغمت أسرار بقلق افصح عن عينيها التي تآكلهما القلق
- نضال عملت ايه في فرح عشان تبقى بالمنظر ده.

اشاح نضال رأسه بلا مبالاة، رغم انه يعلم انها لا تتحدث عن هذا الأمر، بل شكوكها ما قام به فيما سبق
هو ليس خجلًا أو شاعرًا بالذنب مما قام به
لقد كانت زوجته، لكن يبدو أن النساء تصيبهن الحساسية وتستحضرن دفاعهن وشعاراتهن الأنثوية الرنانة عن مدى توحش الرجال ورغباتهن المقيتة و شهوتهم الحيوانية تجاه النساء، نسائهن بمعنى أقرب!
غمغم بجفاء
- صدقيني مش اكتر من كلام
عبست أسرار وهي تجمع الأحجية معًا
يوم الطلاق.

ثم انهيار نضال حينما دخلت الصغيرة المشفي
ويوم رؤيته لاختبار الحمل، اتسعت عيناها جحوظًا وهي تخشى مما تفكر به
نضال ليس همجيًا لتلك الدرجة؟! صحيح؟!
تبًا، ربما وقت فقدان سيطرته هناك احتمال بهذا الأمر، راقبت جمود وصلابة ملامحه وهو يحدق في عينيها حينما قالت بنبرة متشككة
- بس اكيد عملت حاجة قبلها، وقت المحكمة، مش كدا؟ يوم الطلاق
لو كان الأمر متعلق به خاصة، لأقر ببساطة دون خجل.

لكن الأمر يصيب الأخري بالحساسية والاشمئزاز، اجابها بحدة وعينيه ترسلان رسالة خطرة
تحذرها من التوغل فيما لا يخصها
- محصلش حاجة يا أسرار
هزت أسرار رأسها بلا مبالاة، لتقع عيناها تجاه وقاص متسائلة
- طب فرح عامله ايه دلوقتى، احسن؟
اجابها وقاص بنبرة باردة
- احسن اكيد طول ما هي بعيدة عنه
تلقي نضال رسالة عبر هاتفه، ليفتحه وما قرأه بعينيه جعل الجحيم تتألق في حدقتيه.

هب من مقعده كليث خرج من وجاره لينقض بقوة على وقاص هادرًا بوحشية
- ايه المكتوب ده؟!
لم يجيبه وقاص، بل لم يكلف نفسه العناء للرد عليه، ليجذبه نضال من تلابيب قميصه هادرًا ك ثور رأي رقعته الحمراء
- رد عليااااا وقولي اتبسطت باللي عملته
انتفضت أسرار متدخلة بينهما، محاولة فض الشباك، ودفع بعض التعقل لكليهما
ورغم برودة وقاص و استسلامه المستفز لغضب نضال، الا ان هذا لم يمنع نضال من دفعه بقوة صائحًا بوحشية.

- وانت فاكر كده انك بعدتها عني، تبقي بتحلم انت وهي والقذر اللى حطيته وسطنا
وضع هاتفه في جيب سترته، لينظر عميقًا تجاه أخيه
يبدو انه ظن مكوث صغيرته في منزله، ان له السلطة العليا له له وبحياته
غمغم بنبرة وعيدية وهو يحدق نحو كليهما في نظرة اخيرة قبل أن ينهب الأرض باحثًا عن تلك المريضة كما ادعت ليقتلها!
- حسابك معايا بعدين، بعد ما اشرب من دمه ودمها.

ارتجف جسد أسرار حينما صفع باب الغرفة من خلفه، لتقترب اسرار متسائلة بقلق
- عملت ايه يا وقاص
حدق وقاص مليًا في عيني أسرار المغرورقتين بالدموع، ليزفر بحدة وهو يقول ببساطة
- اتجوزت
فغرت شفتاها و عينيها الجاحظتين تستنكر ما سمعته لتهتف بإستنكار
- فرح اتجوزت!
ومع ايماءة وقاص، لعنت أسرار من بين أنفاسها
تبًا لقد أخرج وقاص الوحش الرابض من عقاله، والضحايا هم، هي، والمسكين الذي تزوجته، ثم نضال!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة