قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وثلاثة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وثلاثة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وثلاثة وخمسون

الحياة مغامرة
تستطيع أن تكون صاحب بصمة
أو ببساطة أن تكون جانب مهمش منها
وهى اختارت أن تصنع بصمتها الخاصة
لكن الآن كرهت أن تلهث خلف الشهرة والأضواء
حياة العمل الرتيبة نوعًا ما أفضل بكثير من كونها مسلطة تحت الأضواء، استعدادت لزفافها من واحد من أفضل ما جلبت اذاعة الراديو، حتى إنها تتوقع أن مسيرته الفنية وركض الفتيات خلفه لن تنتهى حتى بزواجه.

لكنها لا تغار من مجرد نساء تسعين خلفه، لأنه ببساطة اختارها هى!
لمعت عينا جيهان بابتسامة واسعة وهى لا تصدق صديقتها فوزية، معذرة فوفا جلبت لها تذكرة لأهم نجم تمتد شهرته لكافة ربوع الأرض
تمايلت مع الاغانى وداخلها تعلم ان علم وسيم بهذا الأمر فهذا يعنى موتها، لكن الأمر يستحق المخاطرة.

انتبهت على ذراع فوفا وهى تجذبها للخروج من بين الحشد، انفجرت جيجي تضحك بهستريا مفاجئة وهى لا تصدق انها خلال عدة أشهر ستصبح امرأة متزوجة!
امرأة متزوجة تعنى المزيد من الأعمال ستقع على عاتقها فى العمل
ستصبح مسؤولة عن بيت خاص، وتكوين عائلة، ستنسى صخب الشباب ولكنها لا تظن أنها تستطيع تلك العادة سريعًا.

انتبهت على جذب فوفا لها لتقع عيناها على تلك السمراء بجسدها الضئيل وطولها الفارع، الفتاة تستطيع أن تعمل فى أى مجال للموضة بجسدها هذا! لكنها تفضل العمل فقط لبيع تذاكر حفلات!
أخرجت مفتاح سيارتها من حقيبتها وسلمته لفوزية التي سارعت بفك إغلاق الأمان فاتحة الباب لتتولى مقعد القيادة..

تنفست فوزية الصعداء وهى لا تصدق جنون ما تفعله لتلك الفتاة، الفتاة تودع عزوبيتها بقيام أشياء مجنونة ومن ظهر خطيبها، وهى كالحمقاء لا يكفى ما بها من مصائب لتوافق على تلك المصيبة!
شغلت محرك السيارة وانطلقت عازمة على الذهاب تجاه منزلها، ضغطت جيجى على زر الاذاعة لتستمع الى صوت حبيبها وهى معلقة فوق السحاب.

نادرًا ما تنجذب إلى أصوات الرجال، وليس الجميع من يمتلك تلك الموهبة، تستطيع ان تعد على يديها من يستطيع أن يجلب رجفة لجسدها، تمتمت بصوت مشاكس
-مش بزمتك مش كده أحسن، تبقى سنجل بلا وجع جواز بلا هم
هزت فوزية رأسها بعدم اكتراث، فهى لم تمر بفترة ارتباط، او حتى خطبة كى تعلم مسألة كون امرأة مرتبطة برجل..
لمعت عينا جيهان بإدراك قائلة بتساؤل فضولى
- انا بس عايزة افهم انتى ازاى بتوصلى للتذاكر دى.

هزت فوزية رأسها بعدم اكتراث مغمغمة
- عندى معارف كتير، وعارفة استغل الناس كويس
رفعت جيهان حاجبها بشقاوة لتقترب منها قائلة بمشاكسة
- مش خايفة فى يوم لتتقفشى
لم يبدو على فوزية أى أثار خوف او قلق، تابعت ببرود قائلة
- مش فارقة كدا كدا، معظم اللى بيعمل كده بيبقوا مدير اعمال الفنانين، يعنى كله فى الأمان.

همت بإلقاء المزيد من الاسئلة الا ان اذنيها ارهفت السمع لصوت رجولى، ليس صوت حبيبها بل صوت آخر، أطلقت صيحة مستنكرة وهى تقول
- ايه ايه ده، انتى عارفة ده صوت مين
خيمهم الصمت لفترة لترهف فوزية السمع، تخشبت لثانية واحدة اثر سماعها لصوت الرجولي العميق وكأنه يناجى اسم حبيبته وليس متحدثًا للإذاعة بأكملها ولعديد من الفتيات، تمتمت بوجه متجهم
- مين يعنى.

الا ان جيهان كانت ترغى وتزبد، تقسم ان وسيم فعل هذا الأمر نكاية بها، غمغمت بصيحة مستنكرة تجاه صوت صديقتها اللامبالي
- نوح التونى، انتى ازاى متعرفيهوش، ده انتى لسه بايعة تذاكر حفلته امبارح
ركزت فوزية عيناها نحو الطريق قائلة بصوت ساخر
- مبركزش من كتر اساميهم، بعدين حيلك حيلك، ده لو كان تامر حسنى كنت عرفته.

فغرت جيهان شفتيها بصدمة، لم تنسى ان هناك نبرة عدائية فى صوتها، لتزم شفتيها محاولة أرجاء هذا الأمر في حديث آثر كى تستطيع استدراج تلك الفتاة ومعرفة ما تخفيه خلف هذا الوجه البرئ، لمعت عيناها بمكر وهي تتمتم بهيام كحال اى مراهقة وقعت فى شباك رجل وسيم
- انتى مجنونة، مفيش بنت عربية متعرفش نوح التونى، ياخرابى انتى مشوفتيش عيونه ولا جسمه الرياضى يخرابى ولا حتى صوته.

تجهم وجه فوزية وهى تلقى نظرة مستنكرة تجاه صديقتها لتهمس بتهكم
- وياترى خطيبك اللى فى مقام جوزك يعرف ان عينيكي الحلوة على الضيف بتاعه فى الحلقة
تلك المرة أطلقت سبة وقحة تجاه زوجها، قبل أن تتمتم بحدة متوعدة لذلك الرجل
- الحيوان عارف كويس اووى انى بحب اغانيه، مقاليش ليه انه هيستضيفه في الإذاعة.

آثرت فوزية الصمت، وهذا الصمت منها لم يعجب جيهان مطلقًا، فلم تكن من هذا النوع الصامت، بل كانت كوجه ثانى لها في جموحها وجرأتها، امسكتها من ذراعها قائلة بمكر
- ما تيجى نطب عليهم
اشاحت فوزية عيناها عن الطريق لبرهة ناظرة نحو المكر والخبث المتلألأ فى حدقتى جيهان، لتزم شفتيها بحنق قائلة
- لا اعفيني، انا ورايا شغل بليل وعيال بنت عمى مجننينى النهاردة ومش مخلينى عارفه اركز فى الشغل
ترجتها جيهان بعبث طفولي محبب.

- بليز يا فوفا، ألحق اخد توقيع منه، ده هيسافر دبى بكرا
كانت تلك الفرصة ذهبية لها لرؤيته عن قرب، التفتت فوزية نحوها لتقول بتطلب
- بس هتعزمينى على العشا
صفقت جيهان يديها بجزل قائلة
- وحياتك احلى شاورما و احنا رايحين الأذاعة.

فى محطة الإذاعة،
عالم آخر يستطيع أن يحلق به بحرية
الشغف الوحيد الدائم فى حياته بجانب شغفه بفأرته الصغيرة الملونة، بقدر شغفه بالعمل امام الاذاعة، وتلقيه عروض تلفاز مغرية، إلا أنه يعلم فى قرارة نفسه، لن يكون على كافة راحته كما الآن
ابتسم ببشاشة والسماعات الموضوعة في أذنه تنبه أنه على وشك العودة لجماهيره، القى ابتسامة خاصة تجاه الضيف أمامه ليباشر بسؤاله مباغته.

-تقدر تفهمنى عرفت تخطف مش قلوب الستات المصريات لا قلوب الستات الوطن العربى فى مدة قصيرة ازاى
انفجر الآخر ضاحكًا أثر طريقة وسيم المسرحية، ليتمتم بأريحية قلما يجدها هو إمام المحاورين والصحفيين
- متبالغش يا وسيم، صدقني حتى لو عايز تعرف هقولك معرفش حقيقى، انا نزلت اغنية ونمت صحيت لقيت الأغنية على كل platforms وبقت تريند، والفضل ده يرجع لربنا ثم ال team اللى معايا.

وقفت كلتا من جيجي وفوزية امام النافذة الزجاجية، تنظر فوزية تجاه عينا جيجى الفاضحتين عشقًا تجاه رجلها الذى ما أن أبصرها حتى لمعت عيناه
اتسعت بؤبؤ عينا فوزية بدهشة، اذا الرجال يستطيعون أن يمنحوا الحب!

شعرت بالغبطة تجاه كلا الزوجين، لكن ما إن أبصرت عيناها تجاه الرجل الأخر، رجل كان كما تفوهت جيجي آله الإغواء فى نظرها بعينيه التي تحتار معرفة لونهما وشعره الأسود، عادت عيناها سريعا تجاه جيجى لتهمس بسخرية ما ان سمعت رده
- قال team قال جتك خيبة
ابتسمت جيجى بحالمية مغمغمة والقلوب تكاد تقفز من عينيها
- شايفة قمر ازاى، ياخرابى ياخرابى، احلى من الحقيقة.

ألقت فوزية نظرة سريعة عليه، جلسته مريحة بعكس اللقاءات الأخرى
مسترخي بأريحية على المقعد، مرتشفا كوب من القهوة لتغمغم بسخط
- انا بجد مش عارفة انتى شايفة فيه ايه، عشان تعجبي بيه
نظرة جيجى كانت ثاقبة، فحينما عيناها سقطت على المدعو بنوح لاحظت بالنيران المتصاعدة فى عينى رجلها
ألقت جيهان ابتسامة عابثة و قبلة فى الهواء تجاهه، لكن هذا لم يتأثر بوجهه السودادى لتواجه فوفا قائلة.

- دى العضلات بتاعت دراعته هتقطع القميص انتى بتقولى ايه
هزت فوزية رأسها بيأس لتمرر يدها بعجز على خصلات شعرها الفوضوية قائلة بتهكم
- كله نفخ ده يا جيجى
عينا جيجى عادت تتفحص الرجل، عضلات ذراعين الرجل حقيقتين كرجلها، تكاد تقسم بهذا، لقد كانت تسخر من عضلات رجلها حتى اثبت لها بالفعل أنهما حقيقتان، تمتمت بصدمة
- نفخ ايه! انتى بتهرجى دى عضلات حقيقية، زى بتاعت وي وي صدقينى انا من نظرة بعرف حقيقى ولا نفخ.

ألقت قبلة عابثة لوسيم الذى رفع حاجبه بشك، لينتبه امام محاوره قائلا بصوته العميق يشوبه بعض التسلية
- جاهز لأسئلة المعجبات، خلى بالك فيه منها شخصى، متتخيليش كمية الاسئلة اللى على صفحة البرنامج
ابتسم نوح وعينيه مسلطتين على الرجل وإن كان يتوقع امام تباينات ردات فعله أن هناك أنثى تهمه تقبع خلف النافذة، عيناه سقطت فورًا تجاه خاتمه الفضى ليبتسم بغموض وهو يجيبه قائلا بود
- ربنا يستر، قلقتنى.

اخذت فوزية قضمة كبيرة من شطيرة الشاورما التى جلبتها جيجى قبل صعودهم إلى المحطة الإذاعية، تمتمت بسخرية
- سمج اووى
اقتربت منها جيهان هى الاخرى وفى يدها شطيرتها الخاصة، بعد أن رشت مهندس الصوت شطائر الشاورما هو الآخر ليسمح لهن بالجلوس هنا
- خلى بالك يا قطة، ما بين الكره والحب شعرة واحدة
رفعت فوزية حاجبها بسخرية ناظرة بغضب تجاه الذى يوليها ظهره لتلتف تجاه جيهان قائلة.

- انتى مجنونة أحب ده على ايه، دى كل الستات مرمية عليه وهو عامل نفسه شهريار زمانه، لأ شهريار ايه، ده فاكر نفسه كريس إيفانز
لمعت عينا جيهان بمكر متألق وهى تعلم وراء تلك العداوة اللامبرر لها، الصغيرة تخفى اعجابا له
الرجل عرفته قبلا اله اغواء رغم سخرية الأخرى، تمتمت بتسلية
- طب مش شبهه بس على نسخة معربة شوية
نفخت فوزية وجنتيها بضيق وهى تشعر ان فى كل تعليق محاصرة بين المطرقة والسندان أمام جيهان.

- صدقينى هقول لقرة عينك
لكزتها جيهان قائلة بعبث
- يا بت بهزر معاكى اومال، متبقيش خنيقة كدا
لم تمنع فوزية سوى الابتسام والاستماع الى سؤال وسيم الذى غمغم بمكر
- مين هى حب حياتك الأول
لمعت عينا نوح بتسلية ليجيبه بنبرة رخيمة
- أمي أكيد، أكيد بدون نقاش
رفع وسيم حاجبه بتسلية لإجابته المتقنة، بارع في إيجاد ردود الأسئلة الشخصية، وحتما تلك الاجابة لن تعجب معجباته، ليسأله بخصوصية أكثر
- طب وحب حياتك دلوقتى.

مرر نوح أنامله في خصلات شعره كابحًا ابتسامة عابثة ليغمغم بنبرة غامضة
- حقيقى لسه مفيش اللى جت وتخطف القلب، اول ما تيجى انت والمتابعين أول من يعرفوا
اتسعت ابتسامة وسيم امام إجابة الرجل
الرجل ما زال واضعًا نفسه داخل شرنقته، رافضًا من أحد الولوج تحت مكنوناته، وهذا بمفرده استفز به جانبه الصفحى ليتمتم له بنبرة ذات مغزى
- شكلك مخبيها، بس مش عايز تعترف.

عينا جيهان مسلطة على التى تستمع الى حديث الرجلين بفضول وانتباه شديدين، لتميل نحوها متسائلة بصوت خفيض
- تفتكرى عنده بنت مرتبط بيها
قلبت فوزية عينيها بملل حقيقى لتغمغم بعدم اكتراث
- مش مهتمة ولا عايزة أعرف
انتبها على صوت وسيم الذي أمر بوقت مستقطع
- فاصل سريع وهنرجعلكم تانى
انتفض وسيم من مجلسه خارجا من غرفة الاستوديو ليقترب نحو الفتاتين، وخاصة تلك التى تبتسم بمكر ليمسك مرفقها قائلاً بصوت حذر.

- جيجي بتعملى ايه هنا
اشاحت جيهان ذراعها بعيدة عنه أمام عينا فوزية المتسعتان بفضول، لترمق تجاه المخرج الذي لم يعبأ بالنظر نحوهما، وكأن ذلك العرض تكرر أمامه مائة مرة!
صاحت جيهان بسخرية امامه قائلة بنبرة متهمة
- يا سلام يا خويا، مقولتش نوح جاى ليه عندك
اسودت مقلتي عينيه دكنة وهو يميل نحوها مهسهسا بغضب
- ومن امتى بقولك مين بيجى ضيوف البرنامج
نفضت جيهان يده التى امتدت لامساك مرفقها صائحة فى وجهه.

- هتهزر يا عنيا، ما انت عارف ومصدعاك بيه ليل نهار
نفخ وجهه بضيق، المرأة لا ترحم شياطين غيرته، بل تزيد الحالة سوءً ليمسك مرفقيها بقبضة من حديد وهو يهسهس بحدة
- ما عشان حبيبة قلبى مراتى اللى هخزق عنيها قريب عمالة تشكر فى راجل غريب وشغالة تحب فيه وفي أغانيه، طبيعى مش هقولك.

تأففت جيهان بضيق مصطنع، وداخلها يوجد صخب ك مفرقعات العيد، دائما ما تحب رؤية الغضب وفقدان حلمه من حولها، تكاد تشعر به انسان اقرب من كائن بارد لا تستطيع التعامل معه، هسهست بغضب مصطنع
- طب اوعى كدا خليني اخد توقيع وصورة
أعادها مرة اخرى الى قبضته حينما حاولت الفكاك من حصاره هادرًا فى وجهها بغضب
- قسما بالله ما متصورة معاه.

ارتفع حاجبا فوزية وهى ترى امام غضب الوحش المتمثل امامها استكانة جسد جيهان أمامه قائلة بحدة
- انت بتحلف عليا يا وسيم! ده احنا لسه متجوزناش، اومال لما يتقفل علينا باب هتعمل ايه هتحبسنى فى الاوضة
لمعت عينا وسيم بعاطفة تعلمها جيهان، ارتعد جسدها حينما مال بشفتيه هامسًا فى أذنها بوقاحة جلبت الدماء لوجهها
- لما يتقفل باب هبقى افكر نجيب عيال يا روح وسيم.

تعثر لسانها للحظة أمام ابتسامته العابثة لتلكزه من خاصرته مغمغمة بحدة واحتقن وجنتيها من الخجل
- يا قليل الأدب، ميصحش الكلام ده هنا
ربت على وجهها كطفلة صغيرة بجديلتين مشيرًا تجاه الأريكة قائلاً بنبرة محذرة
- زى الشاطرة كده تقعدى هناك على الكنبة لحد لما اخلص
اسودت معالم وجهها قتامة لتخرج صيحة غاضبة من شفتيها أمامه قائلة
- متخليش جنانى تقوم عليا ونلغى الفرح.

همت فوزية بالتدخل إلا أن مهندس الصوت اشار لها بيده بعدم التدخل، شعرت بالحرج امام الزوجين خاصة نقاش كهذا المحتدم بينهما لا يصح أن يكون بين مرآى العامة! هكذا تعلمت من والدها!
هدر وسيم من بين أنفاسه ووجه تضرج بالحمرة من الغضب الذى تدفعه تلك الفأرة الصغيرة العابثة
- ابقى اعمليها يا جيجى، وقسما عظما لاخدك من اوضتك بهدوم اللى عليكى وبلاها فرح ولا فستان.

تلك المرة اندفعت فوزية تتدخل بينهما قائلة بصوت متوتر أثر كلمات الآخر عديمة التهذيب أمام مسمع ومرأى عينيها
- ايه يا جماعة صلو على النبى، مفيش داعى للخناقة دى
غمغمت من بين انفاسها بحنق
- ويقولوا الست مش بتحب الرجالة ليه، قطع سيرتهم
تنحنح مهندس الصوت الذي ظنته أخرس لثوانى ليقول بصوت فاتر
- وسيم، المفروض تبقى على الهوا.

نظر وسيم بحدة تجاه مهندس الصوت قبل أن يهز برأسه مغادرًا من الغرفة عائدا نحو الاستوديو الخاص لتقترب فوزية قائلة بضجر
- بتنرفزى الراجل ليه مش مستاهلة كل الخناقة دى
غمزت لها جيهان بمكر قبل ان تقول بجدية تجاه مهندس الصوت
- دخلنى مكالمة تلفون
نظر مهندس الصوت نحوها بضجر قائلاً بيأس
- جيجى.

اكتفت بابتسامة عريضة ثم التقطت هاتفها تضغط ارقام البرنامج لتمده تجاه فوزية التى اتسعت عيناها بجحوظ، هزت رأسها نافية تجاه ما ترغبه تلك المخبولة لتهمس جيجى باصرار
- لو اتكلمت صوتى هيتعرف، انتى اللى هتكلميه
عيناها حدقت نحو النافذة ثم إليها لتغمغم برفض
- انتى مجنونة لأ طبعا
رفع مهندس الصوت عينيه بملل عنهما قبل أن تغمغم جيجى بصلابة
- انتى بس تكلميه قوليله ان خطيبك بيغير منه.

فغرت فوزية شفتيها لبرهة قبل ان تنظر بعينين حانقتين نحو الكائن العضلى الذى لم يدير رأسه ولو لثانية تجاههما لتصيح بزمجرة حانقة
- ده شبه البرص الجعان
تلك المرة أطلقت جيهان ضحكة عالية أثارت حفيظة وسيم الذى رفع حاجبه ونظرة عينيه لم تبشر بالخير مطلقًا لتغمغم جيهان بعبث
- طب وربي حاسة فيه اعجاب بس مستخبى
اخذت الهاتف منها بضجر صائحة بحدة
- ده بتاع بنات ونسوان، مش من نوع
غمغم مهندس الصوت ببرود
- جاهزة.

هزت جيهان رأسها قائلة بايماءة موافقة
- جاهزة
انتبه وسيم الى دخول مكالمة هاتفية ليرفع بصره ليجد الفأرة تنظر نحوه ببراءة، لم يتفق مع المخرج بوجود مكالمات هاتفية فى ذلك الوقت من برنامجه، لكن مع اصرار مهندس الصوت استجاب للمكالمة قائلا بصوت عذب
- ومعانا مكالمة تليفونية، من اول معجبة، نتعرف بيكى.

جاءه صوت أنثوى ليس بصوت فأرته، لكن، حانت عيناه مرة آخرى باحثًا عن صديقتها التى اختفت عن الأنظار، لتضيق عيناه وهو يسمع صوت الآخرى تهمس بصوت فاتر
- مش شرط اسمى، اعتقد صوتى بقى معروف ليه
حدق وسيم بنظرة متسلية الى تجهم معالم وجه الآخرى، وتقطيبة عميقة فى جبينه محاولا تذكر صوتها ليهمس وسيم بابتسامة ماكرة
- صدقينى الغموض لوحده كفيل اللى مش عارف عنده فضول يعرف.

ران الصمت فى الطرف الآخر سوى من صوت أنفاسها عبر الأثير، لتهمس بصوت ناعم جعل نوح ترتفع حاجبيه باهتمام كلىّ قلما يوجهه لأى شخص عابر
- نوح، يارب تكون فاكر صوتى بعد السنين دى كلها
اتسعت ابتسامة وسيم وهو يهز رأسه بيأس، إلا أن ابتسامة نوح كانت يعلم انه واقع فى مصيدة نسائية، غمغم بصوت لعوب
- فكرينى بيكى اكتر
تبارت انفاسها عبر الأثير وأذنيه مرهفتين السمع لأقل همس ونفس يصدر منها، أتاه صوتها الحانق.

- اكيد بتهزر، ازاى مش فاكر حبيبتك وحب عمرك وفى يوم كانت مراتك
رفع وسيم حاجبه بتسلية وعينيه رمقت جيهان التى رفعت كلتا يديها مستسلمة أنها لا دخل لها بالأمر، ليعيد أنظاره تجاه نوح الذى اكفهرت معالم وجهه ليقول
- مراته!
عض نوح على باطن خده قبل أن يهمس بصوت خشن به الكثير من المكر
- لو عندك الجرأة اطلعيلي في الحقيقة، كون انك بتتهمينى اني جوزك فأعتقد لازم مصالحة كبيرة اعتذر بيها قدام الناس وفى حقك.

لم يأتيه صوت الأخرى سوى من صوت تنفسها الذي اضطرب ليغمغم ببرود
- وطبعا ورق جوازنا
اندفعت فوزية تهمس باستنكار
- عايز ورقتين العرفى اللى ضربناهم يبقوا قدام الناس، مش خايف على سمعتك
أرخى نوح جسده على المقعد و أجابها بابتسامة مشاكسة كما لو أنها تراه
- صدقينى الاتهام ده لوحده كفيل انه يضرك انتى قبل ما يضرني
جاءته غمغمتها الحانقة
- حقير
لمعت عينا نوح بتسلية ليأتيه صوت وسيم قائلا
- واضح ان الخط انقطع.

لوى شفتيه ساخرًا ليغمغم بهدوء
- للأسف
عينا وسيم تلتقطان أقل ردة فعله منه، لكن الذي أمامه كحجر ناطق دون أن يبدي ردة فعل بشرية
سأله بفضول
- الكلام ده حقيقى ولا جذب انتباه
هز رأسه دافنا انامله فى خصلات شعره قائلا بهدوء
- اعتقد هى اللى تقول إذا حقيقى تثبته
انفجرت جيهان ضاحكة وهى تغمز لمهندس الصوت الذى اشاح بعينيه بملل حقيقي لتهمس بتسلية
- يابن اللعيبة، عرف يلعبها صح.

تقدمت منها فوزية وآمارات الغضب مرتسم على وجهها الأنثوى، لتلقى الهاتف فى يديها قائلة ببغض
- حيوان
لم تكن تتوقع جيهان ولو لعام قادم أن تقدم فوزية على فعل متهور كهذا، حتمًا لم تتوقع هذا الشئ يصدر منها، لكن من يعلم ربما تلك هى شرارة الحب الأولى!
شاكستها بخبث قائلة
- والله عجبنى، نوح التونى واضح مش سهل ابدًا
امتعضت ملامح فوزية مغمغمة بسخط.

- بالله فى حد يسمى التونى، ايه من قلة التونة فى البلد، اسم كدا لوحده مليان زفارة
لكن الرد الذى جاءها لم يصدر من شفتى جيجى بل صدر صوت أجش عميق يغمغم بتسلية
- مكنتش اعرف انى اسمى بيقرفك للدرجة دى
تخشب جسد فوزية وشعورها بطاقة وجوده بالقرب منها جعل الدماء تضخ بقوة فى سائر عروقها، تصلبت شعيرات جسدها وهى تستدير واضعة ملامح الوجوم فى وجهها قائلة
- ولما عرفت هيفيدك بأيه.

رمشت أهدابها عدة مرات نتيجة عينيه المتفحصة لجسدها، أخذ جميع وقته يدرس كافة تفاصيل جسدها الأنثوى الرقيق داخل ثيابها الواسعة لتقع عيناه على البئر السحيق فى عينيها قائلاً
- ولا حاجة
زمت فوزية شفتيها بحدة وهى تلتقط متعلقاتها وقد استكفت من وجودها الأحمق هنا لتصيح بغضب
- انا كمان عبرت عن رأيى، همشى يا جيجي ورايا شغل.

خرجت فوزية كبركان ثائر من الغرفة، لتقع عينا نوح على جيهان التي ابتسمت بترحيب دون أن تصدر تعليق واحد من شفتيها، ليقترب من مهندس الصوت قائلا بجدية
- محتاج اعرف مين صاحبة المكالمة دى
هز مهندس الصوت رأسه بأسف قائلاً
- للأسف صعب نوصلها، واضح انها عاملة احتياطاتها قبل ما تتصل
تقدم وسيم من الغرفة ملقيًا أسفه تجاه ضيفه
- انا اسف يا نوح، صدقنى مكنتش اعرف حاجة زى دى هتحصل
هز نوح رأسه قائلا بتفهم.

- عارف، اعداء النجاح كتير، اتشرفت بمعرفتك، بس اعرف انى هعرف اوصلها
عيناه حطت نحو جيهان فى نظرة لم تفسرها الأخرى، ليستدير راحلاً وما إن أغلق الباب حتى جذبها وسيم من ذراعها متوجها بها نحو غرفته، سألها بحدة
- ايه قصدك باللعبة دى
رفرفت جيهان أهدابها ببراءة قائلة
- يوه مش انا
ضيق وسيم عينيه قائلا بنفاذ صبر
- جيهان
زمت جيهان شفتيها بعبوس وهى تتقدم منه طابعة قبلة على وجنته قائلة ببساطة
- هى مش انا.

عادت تطبع قبلة أخرى لوجنته الأخرى، مما سبب من تقليل سخطه تجاهها، صاح بحدة
- انتى بتضرى بسمعتي انا
زفرت جيهان بتفهم وهى تحيط عنقه بذراعيها قائلة بصوت عملى
- مش بضرك بالعكس، هو لوحده هياخد تريند لشهر، يعنى انتو الاتنين كسبانين.

لم يرفض مبادرتها للقرب، ليحكم وثاق ذراعيه حول خصرها دافعًا جسدها بالقرب منه، دفن وجهه فى عنقها يطبع عدة قبلات متفرقة، تصبره على ميعاد زفافهما، فمن كثرة التأجيل دون سبب والأعمال التى لا تنتهى يشعر انه سيتزوج بعد عشرون عامًا، شعر برجفة جسدها من أثر قبلاته، ليغمغم في اذنها بخشونة قارصًا خصرها
- انا مش مذيع وضيع زى اللى فى التلفزيونات.

آنت جيهان بألم، لتدفع صدره بعنف عنها الا ان محاولاتها تم ضحدها من قبله، ليطبع قبلة على أرنبة أنفها مما سبب من تقليل سخطها قائلة
- اول واخرة مرة يا حبيبى
قلب وسيم عيناه بملل حقيقى قائلاً لتلك الأسطوانة التى يسمعها أكثر من خمسة عشر عامًا دون تغير
- اتمنى
انفجرت جيهان ضاحكة وهى تمسك وجنتيه قائلة بإقرار
-مش اخر مرة اووى، ممكن كل كام سنة مرة.

صفع يدها التى تجذب وجنتيه، لتتأوه بألم حقيقى، الرجل لا يقبل أبدًا المداعبات منها، نظرت اليه بحدة ليسألها ببرود
-ممكن تفهمينى استفدتي ايه باللى حصل
هزت جيهان كتفيها بلا مبالاة قائلة
- إن هو يلاقي حب حياته بس على طريقتى
ارتفع حاجبا وسيم حتى كادت أن تصل الى منابت شعره، يكاد يقسم ان المرأة التي سيتزوجها مخبولة
أى حب هذا الذى تدفعه لشخص لا تعرف عنه سوى وجهته الفنية؟!

منذ متى ستعمل وسيطة علاقات؟! أليس من الأفضل أن تهتم بزواجهما بدلا من اهتمامها بالأخريين! غمغم بيأس
-مجنونة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة