قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وخمسون

حينما تقارع خصمًا
يجب عليك التركيز على ثلاثة أشياء
دراسته جيدًا
معرفة مراكز ضعفه
ألأ تأخذك الرأفة به أبدًا
كونه أقرب من روحها هى، يعلمها كالخطوط المتعرجة المحفورة فى كفه..
ولكونها سمحت له القيادة المرة السابقة
ظن أن القيادات التالية يستطيع أخذها منها دون أدنى سابق إنذار.
إن كانت تعلمت شيئا عن نضال
فهو قاسي لحد عدم الرحمة حتى، لأقربائه
مجنون لدرجة تدفعك أنت لزيارة سريعة لمشفى الأمراض العقلية..

أنانى لدرجة كونه يمتلك مقاليد روحك بين راحة يديه، يتلاعب بك كدمية أثارت حواسه لمدة أيام
ثم ببساطة، يلقيها خارج مدار حياته حينما يصيبه الملل.
لكنها لم تنتظر المدة ليكف عن الحاجة إليها، ويزهدها، بل بغبائها تعمدت فى كل مرة تعدى وكسر الخطوط الحمراء التى رسمها لها
فرح لا تعملى، فقررت العمل فى أكثر وظيفة يمقتها رجل شرقى ذو دماء حارة
فرح اخضعي، فرفضت الخضوع
فرح استسلمى، أبيت أن استسلم.

وما النتيجة التي حصلت عليها؟!
حرة لكن ما زالت مقرونة به، مقيدة به بطريقة خفية، وهذا الأمر يثير جانب داخلها
يظنها تتظاهر أو حتى تدفعه بوسائل أنثوية رخيصة لأستقطاب اهتمامه وهو آخر من قد تكترث إليه!
ربما يومًا ما سيعلم وسيستسلم من عدم جدوى محاولاته!
الجو اشتعل كما لو أن ماس كهربائى انفجر فى المكان، تركت ثلاثتهم على وتر مشدود، عينا نضال الثاقبتين لم ترحم فرح حتى من النفس الذي يخرج من صدرها.

ابيضت سلميات يديه كابحا التهور المعروف به، لو ما زالت زوجته
يقسم كان سيقتلها بيديه العاريتين
فأكثر ما يمقته هو استفزاز نوازع غيرته والتملك لمن يخصه، لكن صوت ضعيف يخبره
لم تعد ملكك
لقد غدت حرة بفضلك، أصبحت غزالة برية بعيون الريم تدفع لكل عين تنهش لحمها كما يفعل هو
لكن نظراته هو، اللعنة مختلفة عنهم.

هو سبق له الأقتراب، ونهل من قرب نعيم تلك المرأة التى كانت زوجته، ومجرد رجل آخر يفكر بها، ويشتهيها ولو بمقدار ضئيل من تفكيره وجموح عقله، يكاد يفقد طور عقله
تلك المرأة لا تعلم مطلقًا مقدار الوحوش الهاجعة بداخله، منتظرة فقط رهن اشارته للخروج والفتك بجميع من خصها بنظرة قبل لمسة يد وجموح فكر.

نظر ناجى بعينين ثاقبتين مدروستين إلى انفعال الجسد لدى كلاهما، الأولى تعمدت اللامبالاة وإن كان حسها الأنثوى يشعر بالخطر من نظرات شخص عليها، والأخر لم يترك انشًا من وجهها او جسدها لم يخضعه تحت مراقبة عميقة ليخرج من حالة الصمت قائلاً
-وانا كنت لسه بقول الباشا هيشرف امتى.

لو كان يرغب ناجى أن يجذب ذيل الأسد من مخدعه ما فعل ما فعله، اقترب نضال كحائط سد منيع يمنع ذلك الحقير التنعم حتى برائحة عطرها الأنثوى ليبتسم بخطر وداخله يتوعد لتلك الوقحة التي تعطرت وتزينت من أجله، فما كان له أصبح متاح لغيره ويقسم أنه لن يدع هذا الأمر يمر مر الكرام حتى وإن لم يعد يملك السلطة العليا سابقًا! فهى ما زالت امرأته.

جزء منها يحمل وشمه تلك الحمقاء، وليس مجرد ورق يستطيع أن يصبح حائل بينهما إن أرادها بين أحضانه مجددًا
غمغم بنبرة ساخرة تموج بالغضب المستتر
-وادينى شرفت يا خويا، خييير
انفرجت فرح شفتيها وهى تحاول الابتعاد بمقعدها عن عطره رائحته الثقيل
تكاد تتقيئ متذكرة ان ذلك العطر هو نفسه حينما فرض جسده عليها
حينما استطاع أن يأخذ جسدها دون رغبة منها
يوم اغتصابها على يد ذلك الحقير.

اصابها الاعياء مجرد تذكر توسلاتها له بتركها
توسلاتها له بالرأفة والرحمة
ولكن كيف تأخذه شفقة تجاهها؟! تمتمت من بين انفاسها
- وجودك ملهوش لازمة يا نضال
تلك المرة أدار وجهه لتتخشب تجاه النظرة القاتلة فى عينيه
نظرة تتوعدها كما اليوم الآخر، نظرة استطاعت أن تجردها من جميع ما آمنت به
نظرة علمت أن أكثر من جرحها عمقًا، ليس والديها، بل هو.

تمتم من بين أنفاسه وعينيه محدقة تجاه الاشمئزاز البادى على قسمات وجهها، والشحوب الذي بدأ يزحفها لينظر نحو عينيها قائلا
- ازاى بس وجودى ملهوش لازمة، عقبال عندك قررت اتجوز ولازم انا كمان اختار عريس طليقتي
نظرته الأخيرة كانت كطلقة نارية انطلقت من زناد عينيه حتى وصلت إلى هدف مقلتيها.

انفجار سودوى تشعب فى حدقتيها والذكرى التى تجاهلاها عادت ترسم بصورة بطيئة فى ذهنيهما، إلا أنها أول من قطعت ذلك التواصل مباشرة لتحط بعينيها تجاه عيني ناجى الفضوليين قائلة بصوت فاتر، خالى من أى مشاعر
- نضال، كفاية لحد كدا، وجودك غير مرغوب فيه
ارتفع حاجب نضال لينظر بعينيه نحو كليهما، بينها وبين ذلك الذى لا يستطيع أن يحدد فصيلته
فهو ليس بجسد رجولى يستطيع أن يثق به، ولا بجسد أنثى، غمغم بقرف.

- انتى بتختارى المخنث ده عن وجودى انا
اصطبغ وجنتى فرح خجلاً من اللفظ الذى خرج من شفتي الأحمق، جاعلاً الآخر يستقيم من مجلسه قائلا بغضب هادر
- مخن...! ايه؟!
وضع نضال يديه فى جيب بنطاله ولم تفته تلك الخجولة من لسانه البذيء، لو تدرى تلك فقط ما يدور فى عقله تجاهها لفرت هاربة منه!
غمغم ببرود وهو ينظر نحو غضب الآخر بعدم اكتراث
- زى ما سمعت، ولو مسمعتش كويس نضف ودانك.

هجم ناجى على نضال وهم بإلقاء لكمة تسدد فك ذلك المتحذلق، المفتخر برجولته كما لو لم يوجد رجل آخر على هذا الكوكب سواه!
انتفضت فرح مستقيمة من مجلسها بعدما جذبت أقطاب العديد من الرواد قائلة بحدة
- انا مش هستنى دقيقة معاكم
صاح نضال بلهجة آمرة تجاهها
-اقعدى
تصلب جسدها حينما استدارت بجسدها للرحيل، الحقير، القذر من يظن نفسه كى يعطى السلطة على جسدها؟
ادارت رأسها لترى عينيه تعانق عينيها قائلاً بصوت جدىّ.

- فرح اقعدى، اللى هيمشى من المكان ده، اللى بيصطاد فى المية العكرة مش انتى
كاد أن يخرج من فمها صرخة حانقة لكنها كتمتها سريعًا تجاه طفولية الرجل امامها والآخر الذي يستجيب إلى فخه لتغمغم باشمئزاز
- انتو بجد، اطفال مفيش وصف غير ده يليق بيكم
ليست دمية هى كى يتقاتلون من أجلها
وقطعًا لا يوجد جزء خبيث من أنوثتها سعيد بإقتطاب رجلين لها.
ليست صبية مراهقة كى تقع داخل مثلث حب واثنان يتناطحان كى يكسبن حبها!

بل هى أبعد عن كل هذا
ترغب فقط بابتعادهم عن حياتها كليًا.
لكن تلك الأمنية، ستظل أمنية فى خلدها.
ما إن غادرت فرح عن مرمى بصرهما، حتى عدل نضال من ثيابه مغادرًا هو الآخر
لكن ليس قبل أن يندفع نحو تلك الوقحة، وتهذيبها وتأديبها حتى وإن عنى هذا صفع مؤخرتها كى تعود لصوابها
شرارة اندلعت فى مجرى عروقه تجاه أفكاره المنحلة الأخيرة التي سقطت عليها، كم يشتهي معاقبة تلك الوقحة الآن!

إلا أن مجرى أفكاره انقطع ما أن توقف ناجي امامه، قاطعًا الطريق للحاق بها قائلاً بنبرة متهكمة
- عايز منها ايه، مش سبتها خلاص خليها تعيش حالها
عينا نضال حدقت فى ذلك الرجل من خصلات شعره، حتى اصابع قدميه ليهز رأسه بخيبة أمل قائلا بسخرية
- وانت بقى اللى هتعرف تشبع رغباتها
يعلم كيف تصبح كلماته كنصل سكين حاد يطعن بخسة فى جوارح الشخص
اقترب من ناجى وربت على كتفه قائلا بصوت هامس فى أذنه بسخرية.

- اسمع يا نوجا، فرح بعد ما عرفت معنى وجود راجل فى حياتها، مش هتاخد واحد اسمه ناجى فى الاخر، اسم آخره كله مياصة
لمعت عينا الآخر وفهم الى ماذا يريد رميه هذا الآخر
كونه فى مكان عام، ووجه مشهور، يندفع لاستفزاز شخص حقير، دنيء السمعة مثله، ليس جيدًا لعمله، تبارى معه بالألفاظ التى يجيدها الآخر
- ميغركش اسمى، تحب تختبر الموضوع ده أحسن؟ عليها أعتقد عشان تفهم مش كل الرجالة زى ما شايف بؤ بس.

انقبضت ملامح نضال و اندلعت نيران الغيرة تتلألأ فى ذهب عينيه اللتين انصهرتا ليقبض بتلابيب قميص ناجى هادرًا بصوت خافت
- شكلك وحشك ضربي مش كدا
انفلتت ضحكة من ناجى ساخرة وربت على صدر نضال، الذى انتفض سريعًا من لمسة شخص مخنت! كما قال وسارع بفك يديه نحو قميصه مستمعًا نحو الآخر الذى يغمغم بمكر
- المس شعرة منى وصدقنى مش هتعجبك ردة فعلى
صفق نضال بإعجاب تجاه جرأة الرجل التى ازدادت عن آخر مرة قابله بها؟!

ترى أى مشروب جرأة تجرعه قبل أن يقف أمامه، غمغم باعجاب
- ايه يا ولا بقيت جامد كدا ازاى؟!
يعلم نضال بارع جدًا فى التلاعب بالعقل والالفاظ
حتى أنه يستطيع أن يذهب بك لهدف بعيد عن الذى تسعى اليه، غمغم ببساطة وابتسامة ساخرة تزين شفتيه
- فرح مش هترجعلك يا نضال، انت عارف كدا كويس، شغل انك تلف حواليا وتبقى فى كل حتة تروحها مش هيخليها ترجعلك، حاول تقنع نفسك بالكلام ده دلوقتى.

اختفت معالم التسلية الساخرة التى تلوح فى وجهه، اقترب منه قائلا بتهكم
- عارف انا بعمل ايه كويس، الدور والباقى على حرباية زيك بيدخل ما بين اتنين
هم ناجى بالرد إلا أن نضال صدح بصوت أجش قوى يشوبه التهديد.

- اسمع يا شاطر، كون انى مقربتش منك ولا أذيتك فى شغلك مش معناه انى مش قادر افعصك كحشرة قذرة، ادرس ابعاد موضوعك واعرف الست دى خط احمر ليك ولغيرك، واللى يقرب منها قسما بعزة جلالة الله لا انت ولا غيرك هيشوف يوم عدل
كز ناجى على نواجذه ومحاولات للفتك بذلك المتحذلق جعلته يشعر أنه على وشك ضربه، اللعنة لو ظن هذا الأحمق نال منه.
حاول الحفاظ على أن يبقى يديه بجواره ليسمع صوت الأخر يصدح بنبرة مهددة.

- اكيد مش عايز تخسر فلوس مديرك، وتشحت على الجوامع، ادرس جوانب اللى انت داخل عليه
ضاقت عينا الآخر ونظر اليه قائلا بصوت متهكم
- بتهددنى يا نضال
هز نضال رأسه قائلا بابتسامة شرسة
- مالك بتقول اسمى حاف كدا ليه، لأمثالك اسمى نضال بيه الغانم، ومش بهدد لأ، أنا بقول بس تبعات قرارك
القى نضال ما فى جعبته تجاه الرجل، متمنيًا أن الأحمق الآخر ألا يتجاهل ما قاله.

إلا إذا أراد حفر قبره بيده! استمع الى صوت الآخر صائحًا بتهكم
- مش هترجعلك يا نضال
ابتسم نضال بتهكم مغمغمًا بين نفسه غير عابئًا بالاهتمام بذلك الحقير
- لا خلى موضوع ترجعلى أو لأ، بينى وبينها
هدفه الآن نحو فرح لإعادة تقويم تلك المتمردة.

غرقت فرح بين ذراعى غالية التى تسب وتلقى الشتائم على الرجال تارة وعلى طليقها وخاصتها تارة آخرى..
لطالما لم تعلم ما سبب تآلفها مع غالية سوى حينما علمت قصتها وما أدى إلى الانفصال الكارثى كخاصتها، لكنها لا تستطيع التخلص منه نهائيا خاصة أنه جذبها لحبائلته المتينة بربطها بطفلين منه
أما هى لا تملك شئ يستطيع أن يستميل عقلها به
بل هى حرة تمامًا، ومع هذا يطبق على انفاسها كحجر ثقيل وضع على صدرها!

رفعت فرح رأسها ونظرت الى عيني غالية مغمغمة بيأس
-غالية أعمل ايه بجد، انا تعبت حقيقى
زمت غالية شفتيها لفترة قبل أن تمسك يديها تضعها على الأخرى قائلة بصراحة
- فرح، سؤال صريح وعايزة جواب حقيقى
اومأت فرح رأسها عدة مرات، متلهفة لسؤال الآخرى التي لم تدخر وقتًا متسائلة بصراحة تامة
- انتى فعلا مضايقة لما بيحاول يقرب منك من جديد، فعلا مش بتبقى طايقاه ولا فيه جزء من جواكى فرحان انه بيطلب ودك من جديد.

اغمضت فرح جفنيها لكن كلما اغمضتهما تتذكر تلك الحادثة المفجعة، لتنظر اليها بعنين غائرتين من الدمع هامسة بتحشرج
- وقت ما اتطلقت منه، صدقينى كنت طايرة من الفرحة، عارفة يعنى ايه طايرة من الفرح، اليوم اللى هتخلص منه ومن كل حاجة منه، بس يوم طلاقى كسرنى، عارفة يعنى ايه كسر فرحتى، غصب عنى مبقدرش أفكر في أي حاجة غير انه...
قاطعتها غالية وهى تربت على كتفيها مغمغمة بتألم لحال صديقتها وما يفعله هذا الأحمق بها!

- اهدى، مش مستاهلة العياط على واحد زيه
عضت فرح على باطن خدها مفكرة فى حل للتخلص منه، غمغمت بأسى
- ايه الحل، اعمل ايه بجد
ابتسمت غالية بمشاكسة قائلة
- تحبى اتجوزه وتخلصى منه
ألقت فرح نظرة خاصة نحوها، لتهمس ببغض نحو الرجال امثال طليقها وذلك الرجل الكريهة الذي تبغضه الآن رغم حينما رأته اول مرة لم تصدق ان وجه كهذا يخفى وجه حقير وخبيث مخادع
- ده على اساس ابو عيالك هيسيبك، الحال من بعضه يا غالية.

زمت غالية شفتيها مفكرة لعدة لحظات، كون فرح تحدثها الآن عن طريقة للتخلص من طليقها المترصد لها أصبح الأمر على عاتقها للتخلص منه، غمغمت بتفكير
- طب ما تشوفى حد كبير ليه من العيلة تعرفى تكلميه ويبعده عنك
هزت فرح رأسها بيأس، التفكير فى حل لتوقف ذلك الأحمق عن السعى خلفها أصبح بلا جدوى
لا شئ حرفيًا يستطيع ردع نضال مما يبتغيه
كل ما يبتغيه هو اعادتها الى قفصه مرة أخرى، وإن عادت يعني موتها
حرفيا موتها.

تمتمت فرح ببؤس وقد شعرت بمدى فشلها حتى بعد التخلص من ورقة صك عبوديتها له، إلا أنه ما زال يملك حبائل لعبته، لقد أدركت هذا جيدًا الآن
- غالية انتى بتكدبى على نفسك ليه، نضال كبير نفسه وافعاله وتصرفاته، مفيش حد يقدر يجبره على حاجة هو مش عايزها
وضعت غالية يدها على ذراع فرح الشاردة، لتسألها غالية مرة آخرى
- انتى فعلا مش عايزاه، يعنى مفيش حاجة من جواكى بتحن ليه.

وبدلا من اعطائها الاجابة التى سئمت من ترديدها للجميع، همست بنبرة ذات مغزى
- بلاش انا، خلينا فيكى انتى، هل فى يوم هتقدرى تسامحى ابو العيال ولما يطلب الود هيرجعلك
انقلب وجه غالية للبغض لتسمعها تخرج عدة سبات وقحة من شفتيها، قبل ان تهمس بحقد كريه
- ابو العيال، القذر ده فاكر انه مالكنى خصوصا انى جايبة منه عيال، بس بعده مفيش حاجة هتقدر تنقص مقدار كرهى ليه ولو لجزء بسيط.

عضت فرح باطن خدها، رغم أن غالية لم تحكى السبب الحقيقي لخلف هذا الكره العظيم إلا أنها تستشعر شئ أحمق كبير كسرها، كما فعل الآخر بها تمتمت بيأس
- الموضوع صعب يتحكى، مش كدا
دمعة خائنة غادرت مقلة غالية قبل أن تزيحها بإصرار هامسة
- للأسف
ران الصمت بين المرأتين لفترة، قبل أن يقاطعهم صوت نضال الساخر
- لو حد قالى ان طليقتي وزوجة المستقبل فى القعدة دى مع بعض مكنتش هصدق.

اقترب نضال ببساطة وهو ينظر نحو محيط المكتبة بشئ من الريبة وبعض الضيق، حانت عينيه نحو نظرة العداء الواضحة من غالية
حتى غالية أطلقت مخالبها تجاهه تحمى قطته الشرسة التي تتظاهر بالضعف مطالبة الآمان لمن أقرب منها، هسهست غالية بحدة
- بلاش سخافة.

سحب كرسي خشبي عتيق أصدر أزيزا مزعجًا ليرفع حاجبه وهو يرى نظرة غالية العدائية وهى تأمره بعدم الازعاج بالصوت، جلس على المقعد متأففا من الجودة السيئة لنوع الخشب، بل لحال المكتبة الأشبه بمكب قمامة ورق بأكملها، تمتم بتسلية نحو غالية
- بقولك ايه ما نتجوز ونضرب عصفورين بحجر واحد
حط عيناه تجاه فرح المتبلدة المشاعر، التى لم ترتجف او حتى ترمش لحديثه، سألها بنبرة وقحة
- انتى ايه رأيك يا فرح.

استقامت من مجلسها قائلة بصوت فاتر
- اعمل اللى تعمله
غابت بين مكب الكتب او نفايات الورق التى تعبر بالوصف الصحيح عن حالة المكتبة، ليصيح من خلفها
- تقلانة انك تردى عليا ليه يا قطة
لم يتوقع منها ردًا لذا عاد ببصره على تلك النارية الأخرى
ابتسم بجاذبية لم تتأثر بها مطلقًا ليراها تخبط على الطاولة بعنف مستقيمة من مجلسها هادرة بعنف
- انت ما صدقت ولا ايه، لعبتك السخيفة وقفها يا نضال.

ابتسم نضال بمشاكسة ليتمطى بجذعه العضلى واضعا كلتا كفيه خلف رأسه قائلاً بتسلية
- ايه طليقك مش عاجبه صح، تعرفى وقت ما جيه وقالى غالية خط احمر، قررت انى ببساطة اعدى الخط الأحمر ده وأهو نشوف ابن الحسب والنسب هيعمل ايه لما يلاقى راجل صاحب سمعة مشرفة بيقرب من أم عياله وعايزها ليه
رأى بؤبؤي عينيها اتسعتا لمجرى تفكير ذلك الرجل، المنحل! تورد وجنتيها غضبًا مغمغمة بقرف
- أنت وهو زى بعض.

هز رأسه رافضًا أى مطلق رجل يوضع مقارنة به قائلاً بنبرة ماكرة
- لا لا حرام، مفيش منى اتنين وانتى عارفة كده، انا سمعت انه اتقدم لواحدة الكلام ده صح
رغم ان جسدها ببراعة يخفى أى استجابة لحديثه، إلا أن عينيها ضرب حديثه في مقتل، تلك الاهتزازة التي كانت لثانيتن فقط قبل أن يعود لجمودهما كان أكثر من كافى بالنسبة له، اتسعت ابتسامته الخبيثة قائلا بمكر
- يبقى الاشاعات حقيقية.

مررت غالية اناملها على وجهها، محاولة سحب أكبر قدر من الهواء قبل أن يستنفذه هذا الأحمق المعتد بنفسه، لتهمس بيأس
- طول ما انت كده عمرها ما هترجعلك
ضيق عيناه قائلاً بنبرة جافة
- فرح، ما انا عارف
نظرت غالية نحوه بحيرة تلك المرة، تحاول عبثًا الولوج داخله ومعرفة العلّة فى عقله، لكنها مهما بحثت لن تجد الإجابة التي ستسكين ضميرها كما تحتاج الأخرى
هكذا النساء
يبحثن
يرغبن
يردن.

أما الرجال فليذهبن للجحيم فلطالما رغباتهن مجابة، لا حاجة لهم بمعرفة ما يدور بخلد الرجل، ولن يحاولن المعرفة
ولا تنخدع بالمرأة التى تحاول عبثًا معرفة ما يدور بعقل الرجل
فكلما فكرت المرأة بعقلها، جهلت كيف يفكر بنو الجنس الآخر.
المعادلة سهلة للغاية، يغلقن عقولهن الانثوية ويفكرن كرجل، لربما ينجحن!
انتبه على صوت غالية التى سألته بهمس مستنكر
- طب بتعمل كدا ليه.

رفع عينيه الذهبيتين، توهجهما كان مخيف في نفس غالية، ليغمغم بنبرة حادة
- بثبت ملكيتي عليها، انا وشمت فرح بصك ملكيتي ليها وهى عمرها ما هتكون لغيرى
انغلقت تعابير غالية تمامًا تحت وطء كلماته التى سمعتها قبلاً، نظرت اليه اسفة لتسمعه يغمغم بمشاكسة وقد تألقت عيناه بنظرة عابثة
- ايه! الكلام مش عاجبك، ليكون طليقك عامل زيي؟! بس متقلقيش هعرف اشيل وشمه منك واحط بتاعى ببساطة.

هزت رأسها يائسة تجاهه، بل اتجاه كل رجل يستطيع أن يجبر امرأة أن تكون تحت أسره، غمغمت بجفاء
- انا ماشية
تشبعت عيناه بالقسوة وهو يراها تستدير بجسدها ليغمغم بحدة
- والنبى قولى لأبوهم الفاضل يربى عياله، هاا دى بنتى بقت تعرف العيال بتيجى ازاى من ابنك المحترم.

تخشب جسد غالية من وقع صدمة ما سمعته، استدارت بجسدها تحدق نحو عينيه محاولة معرفة إذا ما قاله ذلك المجنون صحيح أم خاطئ، هى تعلم جيدًا كيف تربى ابنائها، لكن والدهم، ذلك الحقير من المؤكد عبث بعقول صغيريها، انطلقت بخطوات كالسيف خارج المكتبة لتلمع عينا نضال بالمكر
فالقطة وقعت في المصيدة، ولا يوجد سواهما!

تحرك بخفة فهد متربص لسقوط فريسته التي يطوق لاسقاطها فى جحره، عيناه جالت نحو المكان المعبق برائحة الكتب أو الأتربة! أيهما أقرب فمكب النفايات الورقية هذا بحاجة إلى اعادة تجديد لا يصح لبشرى أن يمكث في هذه الخردة لدقيقتين.
أبصر جسدها الأهيف ليعض على طرف شفته السفلى بإشتهاء رجل
رجل حُرم من امرأة كانت يومًا حلاله
عينيه تفقدتا الاكتناز المثير أسفل خصرها ليغمض جفنيه بحدة محاولاً عبثًا تهدئة الشياطين فى عقله.

يستطيع الذهاب الآن وإرغامها على العودة إليه
يستطيع أن يضع نطفة فى رحمها المشتاقة لجنين من صلبه
لكن جزء صغير يتطلب منه التريث
القطة الشرسة لن تستجيب لمحاولاته العنيفة للعودة
بل ستتمرد، وما أحب تمردها نحوه!
شعر بجسدها يتوقف عن العمل ليراها تستدير بجسدها تقع بعيناها الريم نحو نظرته الذئبية
شعر بذبذبات جسدها المضطربة، وان كانت عيناها تحدق بجمود نحوه
لكن جسدها
يستجيب له، ما زال خاضعًا لإرادته.

شبه ابتسامة لاحت على شفتيه وهو يقترب منها مزيل أى عائق بينهما وإن كان مجرد هواء يفصل بين تلاحم جسدين، غمغمت فرح بهمس بائس
- لحد امتى الحال ده
جذب جسدها تحت قبضته، محكمًا وثاق خصرها بين يديه الفولاذتين، يحاول افاقة تلك المغيبة، الحمقاء، إن كان يرغب بإيذائها سيفعله دون أن يرمش له جفن
تمتم بصوت جاف مقتربًا من اذنها، ينهال بقسوة من عطرها حد الانتشاء
- لحد لما اموت او انتى تموتى أيهما أقرب.

شعرت فرح أنها محاصرة بين المطرقة والسندان، حتمًا آخر ما تتمناه ذلك القرب المثير للغثيان
رائحة عطره تسحبها لدوامة لا تستطيع الخروج منها، بالكاد كانت تقف بقدمين ثابتتين تهمس له بحدة
- نضال متخلنيش اتجنن واعملها غصب عنك
شهقة مؤلمة خرجت من حلقها حينما شعرت بانامل يديه تنهش فى لحم جسدها، دفع وارتطام عنيف لجسدها للحائط واقترابه منها لحد الخطر وعينيه المحدقة بها بإشتهاء جعلها توقن.

لا فائدة ترجى من الهروب منه، انفجر فى وجهها هادرًا بغيرة لم يخفيها
- يبقى كتبتى موته، وصدقيني مش بهزر
انفرجت شفتاها محاولة التحدث، إلا أن تلك الاصابع الغليظة، تبًا له سيسبب ذلك الأحمق كدمات فى جسدها ستظل لعدة أيام تعاني منها!
تدفقت الدموع داخل مآقيها ومساحة صغير شغل جسدهما يلعب فى مؤخرة عقلها
أنينها وصوت توسلاتها
أنفاسه الغليظة وعنفه الجسدي عليها
كلما زاد توسلاتها، زاد عنفه نحوها.

وكأنه يحفر اسمه على جلدها بأشد الطرق تعذيبًا
ارتخت جفونها بضياع تام، وعقلها اللاوعى يستحضر المشهد بأشد الطرق قساوة
خرج صوتها ضعيف نسبيًا عن القوة المتظاهرة بها
- انت عارف كل لما بتبقى قدامى بفتكر ايه، بفتكر يوم المحكمة وقت ما قلت ما قولتلى هلعنك كل يوم، ليه عملت كده فيا
تصلب جسد نضال وهو يشعر بحدوث خطأ ما
جسد فرح استرخى بين قبضته باستسلام عجزي بطريقة طرق بها قلبه بذعر.

جذب جسدها بعنف لتستقبل صدره الا انها لم ترمش بعيناها، لم تجفل
حتى جفونها مغلقة
شعر بمعدل ارتفاع نبضات قلبه حتى كاد يسمعها بأذنيه ليجذبها من خصلات شعرها بقوة حتى أحس باسترداد وعيها، ضم ساقيها حول خصره مستندًا بيده الاخرى خلف ظهرها ليرى استعادة تلك العينين للوعى مرة آخرى
ابتسم باطمئنان وهو يرى اتساع عيناها جحوظًا لوضعها الغير برئ بالمرة مع طليقها.

حركت جسدها بعنف من قبضة جسده لتتأوه بعنف لجذب خصلات شعره بقوة
آنت بألم ضعيف ليغمغم بحدة
- كنت عايزك تبقى حامل عشان ارجعك ليا
فغرت فرح شفتيها الا انها تأوهت بألم حينما دفع جسدها مرة آخرى لحائط صلب ويده وضعت على موضع رحمها
يمسده برقة بل ترى بعينيها أنه يتخيله يحمل طفله
تمتمت بعنف وهى تلكز صدره محاولة استرداد ساقيها، بل وكافة جسدها بعيدًا عن حصاره، أو أى تقارب جسدى بينهما
- تقوم تغتصبنى فى حمام المحكمة.

زم نضال شفتيه بقسوة وتلك الحمقاء ما زالت تشعر أن الأمر مجرد اغتصاب
لما لا تسميه إعلان ملكية
استحواذ
جذب خصلات شعرها تلك المرة معاقبًا اياها المرة الأولى لقصه
الثانية لطلاقة للرائح والغادي يتغزل به
والثالثة له
دفن وجهه تجاه موضع نبضات قلبها الصاخبة، ليبتسم باطمئنان
قطته تشعر بقرب صاحبها اذًا!
غمغم بخشونة محدقًا نحو قماش فستانها الناعم بغضب، قصة الفستان وخامته لا تخفى ابدًا منحنيات جسدها المهلكة.

- مكنش اغتصاب انتى كمان، كنت عايز احس بيكى، كنت عارف انه هيبقى اخر اتصال جسدي ما بينا فمقدرتش، لو كنت عارف اوصلك كنت هعمله فى سريرك بس انتى اضطرتنى
طبع قبلة نحو خفقات قلبها لتلجمها الصدمة لذلك المجنون، ثم مرر اصابعه نحو خصلات شعرها بهدوء ليسمعها تهمس بضعف
- لو شمس جالها واحد زيك، هتعمل فيه ايه
رفع عيناه نحو عيناها المغرروقيتن بالدموع ليزيل أول دمعة آيلة للسقوط قائلاً بجفاء
- مش هيطلعله نهار.

تساقطت الدموع لا اراديًا ازالها هو برقة ليسمعها تأن بألم هامسة
- وعشان أنا مقطوعة من شجرة، ومليش سند اترمى عليه تعمل فيا كدا
احتضن وجهها بين راحتى كفيه وذلك الضعف منه
بطريقة ما تضعفه
يحتاجها شرسة، باردة، جافئة معه ليستطيع التعامل معها
لكن تلك المستسلمة لانتهاكات يده بلا حول ولا قوة، تبكى امام منتهك تعلم أنه لا فرار من المحتوم جعله يشعر بغصة مؤلمة فى حلقه
غمغم بالقرب من اذنها قائلاً بحدة.

- دموعك دى متنزليهاش، اللى حصل حصل وانتهى، وصدقينى لو رجع بيا الزمن كنت هعمله ومش ندمان ابدًا بس الحاجة الوحيدة انك مجبتليش ابن من بطنك
عادت عيناه نحو بطنها المسطحة بندم حقيقى، تلك المرأة يعلم أنها تشتاق لأطفال من رحمها، اطفال يستطيعون نطق ماما لأذنيها، فقط لو تستسلم له! يقسم انه سيلبي كافة متطلباتها الأمومية
فقط تستجيب له.

ارحم ساقيها المكبلتان حول خصره، عدل من وضع جسدها لتقف امامه بساقين رخوتين، لكن يده وضعت تلك المرة نحو موضع رحمها ليتمتم بخشونة
- فرح انتى متأكدة انى مش هسمحلك تقربى من غيرى، فلو عايزة طفل، هتاخديه منى انا وبس
فغرت فرح شفتيها وهمت بازاحة يده تلك المرة لكنه عاجلها قائلاً بجمود
- انا ملاحظ نظراتك لعيال غالية، ولأى طفل بيعدى من قدامك، وعارف انك محتاجة لطفل خاص بيكى انتى، متخسريش فرصتك قبل ما رحمك يجف.

طبع قبلة أخيرة على وجنتها ثم استدار مغادرًا وجملته الأخيرة الماكرة تردد صداها فى عقلها
- ولو عايزة دستة أطفال انا جاهز
اغمضت فرح جفنيها بيأس لتغطى كلا كفيها محاولة كبح دموعها وإطلاق صرخة مستجدية
الحقير
الحقير
يريدها لتحمل طفل منه
ذلك الفاسق، شعرت بالاشمئزاز من جسدها واثار انتهاكات جسده
آثار خطاياها
انزلق جسدها على الأرض بدموع قهر، لتشعر بيدين حانيتين وصوت غالية تغمغم بذعر
- قالك ايه الحيوان ده.

رفعت فرح عيناها بعذاب وشحوب طعن غالية التى اتسعت عيناها بإدراك
ذلك الحقير استطاع أن يلهيها بغضبها تجاه والد اطفالها حتى يتسنى له الفرصة الخلوة معها، لم تحتاج فرح لمعرفة ما يرغبه الرجل إذا سارعت بدفن وجهها فى جسد غالية التى استقبلت جسدها بحمية وخوف لتهمس بقرف
- القذر
علمت فرح ان وثيقة زواجها التى زيلتها بالدماء
لا بد أن تفسخ بالدماء!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة