قصص و روايات - روايات عالمية :

ملخص رواية حرب العوالم

ملخص حرب العوالم هربرت جورج ويلز

ملخص حرب العوالم رواية نُشرت عام 1898 للكاتب هربرت جورج ويلز، وتُروى على لسان راوٍ مجهولِ الاسم يحكي عن مغامراته في لندن إبَّان غزو المريخيين لكوكب الأرض. وهي من أُولى روايات الخيال العلمي التي تحكي تفصيلًا عن النزاع بين الجنس البشري وأحد الأجناس التي تحيا في الفضاء الخارجي.

تتألف الرواية من جزأين: «قدوم المريخيين»، و«الأرض في قبضة المريخيين»، حيث يخوض الراوي — وهو كاتب متخصص في الكتابات الفلسفية — تجربة مريرة أثناء محاولة العودة إلى زوجته في الوقت الذي يشاهد فيه المريخيين وهم يُلحقون الدمار بلندن ويُبيدون كل من يعترض طريقهم.

 

حرب العوالم هي رواية خيال علمي ظهرت للمرة الأولى بشكل مسلسل في عام 1897، ونشرت بشكل متزامن في مجلة بيرسون في المملكة المتحدة ومجلة كوزموبوليتان في الولايات المتحدة. وقد نشرت أول مرة في شكل كتاب من قبل وليام هاينمان في لندن في عام 1898. تعتمد الرواية على سرد الرجل الأول للبطل (لم يذكر اسمه) والذي يعيش في ساري وكذلك شقيقه الأصغر في لندن، ويروون قصة تعرض الأرض للغزو من قبل المريخ. كتبت الرواية بين عامي 1895 و 1897، وهي إحدى أقدم القصص التي تفصل الصراع بين البشر والأعراق خارج الأرض. ونالت الكثير من التعليقات قلما حدث مع أعمال الخيال العلمي الأخرى.

تم ربط القصة بأدب الغزو في ذاك الوقت. وفسرت بأشكال مختلفة بانها تتكلم عن نظرية النشوء والارتقاء والإمبريالية البريطانية والخرافات الفيكتورية والمخاوف والتحاملات. تم تصنيفها في زمن نشرها على أنها رومانسية علمية، مثل روايته السابقة آلة الزمن. حققت الرواية شعبية كبيرة، حيث نفذت من الطبع، واقتبست في عدة أفلام ومسرحيات إذاعية وألبومات ومختلف القصص المصورة والمسلسلات التلفزيونية، كما أصدرت تتمات وقصص موازية من بعض المؤلفين. حتى أنها أثرت على عمل العلماء، ولا سيما روبرت جوددارد.

 

من هو هربرت جورج ويلز؟

هربرت جورج ويلز أديب ومُفكر إنجليزي يُعَد الأبَ الروحي لأدب الخيال العلمي. كان ويلز غزيرَ الإنتاج في العديد من صنوف الأدب، ومن بينها الرواية، والقصة القصيرة، والأعمال التاريخية، والسياسية، والاجتماعية؛ لكن ذاع صِيتُه ولا نزال نتذكره حتى اليوم من خلال روايات الخيال العلمي التي كتبها، وأهمُّها «آلة الزمن». نشر ويلز أُولى رواياته المُسماة ﺑ «آلة الزمن» عام 1895، وقد أحدثت ضجةً كبرى وقتها في الأوساط الثقافية، كما لاقت نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا، ثم تتابعت أعماله فقدَّم بعد ذلك «جزيرة الدكتور مورو» و«حرب العوالم» وغيرها، التي حملتْ بعضًا من فلسفته وأفكاره، وأظهرتْ توقُّعاته لعالم المستقبل. رُشح ويلز لنَيل جائزة نوبل في الأدب أربع مرات. مع قيام الحرب العالمية الثانية أصبحت وجهة نظر ويلز تجاه مستقبل البشرية أكثر تشاؤمًا. تُوفِّي ويلز عام 1946 عن عمرٍ يُناهز السادسة والسبعين، بعد أن خلد اسمه في الأدب العالمي بوصفه أحد رُوَّاده.

كتب ويلز رواية حرب العوالم عام 1898 كرد فعل على أحداث تاريخية متتالية. وكان أهمها توحيد وبروز ألمانيا كقوة أوروبية ذات نفوذ واسع، مما أدى إلى ظهور روايات كثيرة توقعت اندلاع حرب عالمية في أوروبا. أما الحدث الأهم الذي دعا ويلز إلى كتابة هذه الرواية فهو تأكيد العلماء عام 1894 أن كوكب المريخ قريب جدا من كوكب الأرض, الأمر الذي أثار موجة من الدراسات والأبحاث كان آخرها عندما أعلن الفلكي الإيطالي جيوفاني شياباريلي أنه وجد قنوات على سطح المريخ مما يشير إلى احتمال وجود حياة على الكوكب.

ويقول النقاد إن جزءا من شهرة ويلز يعود إلى قدرته على التنبؤ بما آل إليه عصرنا الحالي من حروب ودمار وأسلحة، فهو أول من جسد في أعماله الأدبية حروب الدبابات والمدرعات والبشر الآليين وأسلحة ضوئية شبيهة بأسلحة الليزر الحالية والقنابل النووية. وبالرغم من أن ويلز اشتهر بأنه مصلح اجتماعي ومنسوب إلى فكرة اليوتوبيا التي تنادي بإصلاحات سياسية واجتماعية مثالية يتعذر تطبيقها على أرض الواقع، فإن رواياته العلمية عكست أفكاره التشاؤمية بشأن مستقبل البشرية.

ويعد الروائي البريطاني إتش جي ويلز رائد رواية الخيال العلمي، فهو لم يقم بدخول عالم الخيال العلمي عبثا إذ إن راتبه الضئيل كأستاذ للعلوم لم يكف لسد حاجاته, وظلت الأزمات المالية تلازمه عدة سنوات. وتضاعفت الأزمات بسبب اعتلال صحته وزواجه مرتين, لكنه وجد الدافع لأن يكتب روايته الأولى في الخيال العلمي "آلة الزمن" (Time Machine) التي حصلت على شهرة واسعة وطبعات متعددة درت عليه بعض المال.

فوجد ويلز في آلة الزمن حافزا لأن يتم مشروعه الفكري الخاص في كتابة الرواية فكتب "في بلاد العميان" (In the Country of the Blind) التي جعل مكانها في جبال غمبروزو شمال مدينة كيوتو حيث افترض وجود جماعة في الجبال يعيشون حياتهم الطبيعية الخالية من المتاعب بعيداً عن العالم ويتصرفون مع بعضهم بروح الحب والعمل وكلهم عميان. ولكنهم يملكون تلك البصيرة العظيمة التي عوضوا فيها ذلك النقص الذي لا يحسون به حتى دخل أرضهم أحد الرحالة البريطانيين الشباب فكانت بداية لحياة جديدة بالنسبة له ولهم.

هذه الرواية وغيرها نقلت ويلز من مجرد مدرس علوم عادي إلى روائي متميز حظي بالشهرة والمال حتى وفاته عام 1946 وفتح المجال واسعا لإنتاج كتاب آخرين في هذا الحقل الروائي الشيق إلى يومنا هذا.

أجزاء الرواية