قصص و روايات - قصص رومانسية :

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس

( الحب الحلال )

نعم انه امامها حبيب عمرها وماضيها الذى لا ينسي انه خالد . لم تظل هكذا كثيرا فقد قاطع شرودها صوت طاهر
طاهر: مني تعالي واقفة عندك ليه تعالي اعرفك على خالد
اسم مني نزل كالصاعقة على اذن خالد كم عشق هذا الاسم وكم عشق صاحبته فهي اقرب مخلوق الى قلبه وهي من ملكت روحه كما قال لها من قبل فرفع خالد رأسه ليري صاحبة هذا الاسم اسم حبيبته فاذا بها حبيبته نفسها ليست تشابه اسماء فحسب.انها هي حبيبته التي عشقها وعشقته التي سرقت قلبه وملكت كيانه انها هي مناه ولكن لا هل هذا مجرد كابوس ام انها حقيقة لكن اصبحت مني احد غيره اصبحت محرمة عليه اصبحت ملكا لرجل اخر هل لهذا الحد كان حبها له هينا عليها لتبيعه لمن يشتريه وتصبح زوجة لغيره تشابكت افكاره ومشاعره لتصل الي عينه فيرجمها بنظرة لا يستطيع هو نفسه ان يفهمها نظرة عتاب ولوم نظرة اشتياق فكم اشتاق اليها وكم ود حين رأها ان يضمها بين جوانحه ويهرب بها بعيدا عن اي شخص نظرة غضب نظرة اتهام لانها سمحت لنفسه ان تصبح ملكا لغيره فهي كانت مناه هو وحده مناه الذى لم يستطع ان ينظر لواحدة غيرها رغم بعدها عنه وانهاها بنظرة انتقام
أما هي فتمنت لو ان هذا كله يكون مجرد حلم او انها قد فقدت السيطرة على سرد ذكرياتها وسستعود سريعا الى الواقع ولكن سرعان انها فعلا فى الواقع وان خالد امامها وانه يعمل مع طاهر زوجها ووالد ابنها .

تبادلا النظرات سويا وكن سرعان ما افاقت مني لتخرج من صدمتها وافكارها حتي لا يلحظها طاهر
مني: اهلا وسهلا يا استاذ...
خالد: خالد اسمي خالد اهلا بيكي يا مدام...مني
كلمات قليلة بينهم ولكنها كسهام نارية تضرب قلوبهما معا
طاهر يضم مني إليه قائلا: دي بقي يا سيدى مدام مني مراتي وحبيبتي .ودا طاهر  يا مني الى كلمتك عنه. ها العشا جاهز ولا هنجوع ضيفنا
مني فى تردد: لا جاهز اتفضلوا

اتجهوا جميعا الى غرفة الطعام بينما كانت مني وخالد يتبادلا النظرات فكم ابدعوا فى الحديث بلغة العيون وكم كان حديث عيونهم ابلغ من حديث شفاهم ولكن هذه المرة حديث العيون لم يكن حب واشتياق بل كان كالسهام النارية وكانت مني تحاول ان تهرب من نظراته خالد لها حتي لا يشعر زوجها او خشية ان تفضح عينها ما يخفيه قلبها طوال تلك السنين الماضية .صمت عم على الجميع كل محبوس فى افكاره وقطع هذا الصمت طاهر
طاهر: تسلم ايدك يا حبيبتي
مني بابتسامة باهتة: شكرا يا طاهر بالهنا والشفا
طاهر: ايه يا عم خالد ساكت يعني ومبتاكلش ايه الاكل معجبكش ولا ايه
خالد: لا ازاى انا باكل اهو الاكل كويس جدا

طاهر: طب كل بقي متتفرجش على الاكل وخد بالك المدام بتاعتي ست بيت ممتازة متلاقيش زيها اتنين يعني لو مكلتش هعتبرك بتشكك فى قدراتها المنزلية
خالد: لا طبعا انا اقدر اشكك فى مدام مني. بس غريبة انا اول مرة اشوف مدام لرجل فى مركز ومكانة حضرتك مهتمة بشغل البيت يعني اعرف ان زوجات الرجال المهمين بيهتموا بحاجات تانية الموضه الجمعيات الخيرية يعني حاجات زى دي
خالد يقول هذا تهكما من مني لانه يعلم جيدا انها لا تهتم بمثل هذه المواضيع
طاهر: عندك حق بس مراتي دايما مختلفة ومش بتهمتم بالمواضيع دي تماما
طاهر ينظر لمني: مني دايما مختلفة
يشعر خالد فى هذه اللحظة بنار الغيرة تأكل قلبه ود لو يخطف مني ويداريها عن كل العيون . يقطع حديثهم وصول ابنهم الذى يجري على ابوه فيحضنه ويقبله ويشعر خالد بانجذاب شديد تجاه الطفل . اما مني ففي عالم اخر تمنت لو لم ينطق طاهر باسم بابنهم حتي لا يعلم خالد انها اسمته على اسمه فتنقلب موازين الامور ولكن حصل ما لم تكن تتمني

خالد ابن طاهر: بابي وحشني كتير انا فرحان اوي انك معانا النهاردة
طاهر: وانت كمان يا حبيبي وحشتني كتير قولي بقي يا بطل عملت ايه النهاردة فى التدريب
خالد: مش كويس يا بابي الكابتن قالي محتاج تدريب كتير عشان ابقي شاطر
طاهر: لا انا عايزك تدرب كويس عشان لما نروح البحر تعوم لوحدك اتفقنا
خالد: اتفقنا يا بابي
طاهر: تعالي بقي يا حبيبي اعرفك على انكل خالد صاحب بابي
وهنا تعالت صوت دقات قلب مني
خالد: ازيك يا حبيبي باين عليك ولد قوي وادام هتبقي قوي صح
خالد: صح يا انكل
خالد: قولي بقي اسمك ايه
خالد: اسمي خالد

وهنا بدت الصدمة على وجه خالد وتحولت نظراته لمني لنظرات دهشة ولين
خالد: هو صحيح يا انكل اسم حضرتك خالد على اسمي
خالد ينظر لمني نظرات متقطعة: اه يا حبيبي انا كمان اسمي خالد يعنى ممكن نبقي صحاب
خالد: موافق  يا انكل
خالد طب كفك بقي يا بطل
وضربا كل منهما كف الاخر
مني فى قلق: رقية خدى خالد يتعشي وينام كفاية عليه سهر كده
خالد بعد انا تمالك اعصابه: انا عرفت سبب معزة حضرتك ليا دلوقتى عشان طلعت على اسم الامور الصغير ربنا يخليهولك تلاقي الاسم غالي على حضرتك اوي
طاهر: هو طبعا فى اسباب كتير لتحمسي ليك مش الاسم بس .بس يمكن يكون الاسم سبب منهم بس علفكرة مش انا الى سميت خالد دا والدته هي الى اصرت على الاسم

وهنا تسارعت دقات قلب خالد حتي احس بان قلبه ود ان يخرج من بين ضلوعه فبرغم البعد حبيبته تتذكره .اما مني فشعرت بدوارنتيجة ما يدور حولها .احس خالد بتعب مني فشعر بالقلق عليها وهم انا يطمئن عليها لولا ان قاطعه طاهر
طاهر:مالك يا حبيبتي تعبانة ولا ايه
مني: اه تقريبا مرهقة من تعب النهاردة بعد اذنكم هدخل ارتاح شوية
خالد في قلق: اتفضلي
ود خالد لو يقول لها لا تذهبي ابقي بجانبي فقد اشتاقت لوجودك بجانبي ورغم غضبي منك الا ان عاطفتي تجاهك اقوي من اي غضب
استمر خالد وطاهر فى حديثهم عن القضايا والانتخابات والسياسة.اما مني فجلست على سريرها تسترجع كلماته وقد غطي صوته على اذنيها فلا تسمع الا صوته حين قال لها:

انا فتحت عنيا على حبك وعمري ما هشوف واحدة غيرك
انا اصلا قلبي مبقاش معايا من زمان وحتي لو بعدتي هيفضل معاكي
تضع مني يدها على اذنيها محاولة الخروج من سجن ذكرياتها معه ولكن بلا فائدة ويستمر صوته فى اذنيها قائلا:
اوعديني تفضلي جنبي ومتسبنيش
مني...بحبك
خلاص يا مني خلص الكلام
وتوقفت فى لحظة حين سمعت اخر جملة "خلص الكلام" استجمعت قولها سريعا  وتذكرت تلك اللحظة التى اغلق فيها الهاتف فى وجهها فهى اللحظة التي ضاع فيها املها وتهدمت احلامها اللحظة التي عرف الوجع فيها مكان قلبها .وهنا لم يكن للضعف مكانا فى قلب مني فهو لا يعني لها شيئا هو مجرد موظف يعمل عند زوجها وقررت ان تتجنب رؤيته والتعامل معه.

مرت الايام ومني تتجنب رؤية خالد او التعامل معه من قريب او من بعيد وكان هذا يريحها بعد الشئ . اما طاهر فكان لا يكف عن الحديث عن تفوق خالد وذكاءه ومهاراته فى ادارة القضايا لمني.
وفي يوم دخلت مني على طاهر مكتبه فى المنزل فوجدته منهمكا فى عكله ويدرس ملف فى يده
مني: طاهر ممكن اتكلم معاك شوية ولا مشغول
طاهو ومازال ناظرا للملف فى يده: لا اتكلمي يا مني سامعك
مني: خالد خد الاجازة وانت كنت وعدتنا اننا هنروح نقضي سوا الاجازة فى شاليه الساحل
طاهر: اه يا مني بس انتي عارفة الانتخابات قربت ومش هقدر اسيب القاهرة فى عز المعركة وهى شغالة انا مضمنش الضربة هتجيلي منين
مني: ايوا يا طاهر بس احنا بقالنا كتير اوى مخرجناش مع بعض  ولا قضينا وقت معاك وكمان خالد من حقه بعد تعب طول السنة يتفسح ويخرج
طاهر: خلاص يا مني سافروا انتوا وانا لو عرفت هحصلكم
منى: هنسافر لوحدنا يا طاهر
طاهر: خدوا رقية وابراهيم معاكم

مني تقترب من طاهر وتلف زراعيها حول رقبته من الخلف ساندة براسها على رأسه قائلة: عشان خاطري يا طاهر تعالي معانا يومين بس وبعدين ابقي ارجع تاني انا نفسي اقضى ولو يوم واحد معاك بعيد عن البيت والمكتب والشغل
طاهر فقد تركيزه بعد حركتها .طاهر فى غضب: يا مني مش هينفع اسيب القاهرة قولتلك قبل الانتخابات بطلي دلع بقي واكبرى وابقي قد المسؤلية الى اتحطيتي فيها انتي مرات طاهر الدندراوي انا مش فاضي لفسح وخروج ولعب عيال
سحبت مني يدها فى خجل: انا اسفة عن اذنك اسفة اني عطلتك
احس طاهر بالخجل من نفسه بعد ان عنفها ولكنه اعطى لنفسه العذر فهى لا تقدر حجم الضغوط المتواجدة حوله وانشغاله الشديد واكمل ما كان عليه من عمل.

يجلس طاهر فى مكتبه فيدخل عليه خالد مستئذنا الدخول
طاهر: تعالي يا خالد
خالد: حضرتك طلبتني
طاهر: اه اتفضل اقعد. عملت ايه فى قضية الشبراوي
خالد: تمام ان درستها كويس وقدرت احدد نقط القوة والضعف الى فيها وعملت لحضرتك مذكرة بيهم ولو حضرتك اقتنعت بيها هنتكل على الله وناخد حكم الجلسة الجاية
طاهر: هايل يا خالد طول الوقت بتثبتلي ان اختياري ليك صح. انا كنت عايزة اطلب منك طلب ملو ش دعوة بالشغل حاجة خاصة
خالد: طبعا يا فندم تحت امرك
طاهر: انتي عارف ثقتي فيك اد ايه بالرغم انى اعرفك من مدة بسيطة بس كنت جدير بالثقة ودا لمسته فيك فى اكتر من موقف
خالد: يارب دايما ابقي عند حسن ظن حضرتك

طاهر: ودا الى خلاني اطلب منك الطلب ده انت عارف انا مشغول اد ايه فى الانتخابات الفترة الجاية ومش هينفع اسيب القاهرة باى حال من الاحوال قريب .وكنت عايزك تاخد اجازة من الشغل اسبوع
خالد: اجازة اسبوع.؟ ليه يا فندم
طاهر: الولد يا سيدى خد الاجازة وعايز يسافر ويتفسح والمدام عملالي بالو وانت عارف الست لما بتزن على جوزها فى حاجة
خالد يضحك فى نفسه قائلا: انت هتقولي دى بالذات مجرب زنها
طاهر مكملا: وانا زى ما انت شايف مشغول ومش عايز اسيبهم يسافروا لوحدهم انت عارف اعدائي السياسين ممكن يعملوا ايه فكنت عايزك تسافر معاهم تاخد بالك منهم وتكون جنبهم لو احتاجوا حاجة وتبقي فى ضهرهم لو حصل حاجة

خالد: انا ؟
فكر خالد للحظة ان يرفض ولكن راوده القلق فكلام طاهر اثار قلقه على مني وابنها من اى خطر ممكن ان يصيبها فقرر ان يوافق على السفر ليكون بجانبها عند اى خطر
طاهر: ها قولت ايه
خالد فى دهشة: للدرجة دى حضرتك بتثق فيا
طاهر: انا عارف انك راجل جدع الا لو كنت معترض
خالد: لا لا اطلاقا يا فندم حضرتك متعرفش انا بحب خالد ازاى
طاهر مبتسما:  خلاص انا هحجزلك فى فندق جنب الشاليه علطول عشان تبقي جنبهم دايما لو حصل حاجة
خالد: تحت امرك يا فندم

اختلطت مشاعر خالد عليه لا يعلم ان كان عليه ان يفرح انه سيكون بجانب مني حبيبة عمره ام يخشي من هذا القريب ان يضعفه وينسيه انها اصبحت زوجة لرجل اخر .وفى كل الاحوال لن يضعف لن ينسي انها من تخلت عنه يوما ما وتركته وارتمت فى احضان رجل اخر اعلى منه مقاما ومركزا.وفي كل الاحوال يجب ان يلجم قلبه حتي لا يخون ثقة طاهر التي اعطاها اياه .
يدخل طاهر على مني يجدها جالسة امام المرأة شاردة  تصفف شعرها فى صمت  وحزن فيقترب منها مقبلا رأسها . فتتجاهل فعلته لتكمل ما تفعله
طاهر: حبيبي لسه زعلان مني
مني: مش زعلانة ولا حاجة

فيرفعها طاهر من على الكرسي ويلفها اليه لتتقابل عيونهم فيملس على شعرها فى حنو قائلا: هو انا مش عارفك يا مني بس الى متعرفهوش اني مقدرش على زعلك ولا اقدر اشوف اللولي الى حبساه فى عينك ده عايز ينزل
مني لجمتها فعلة طاهر فنظرت له فى صمت
طاهر: انا ميهنش عليا زعلك خلاص سافروا الساحل ومش هخليكم تسافروا لوحدكم
مني تبتسم: هتسافر معانا يا طاهر
طاهر: ماا انا قولتلك يا مني مش هينفع اسافر اليومين دول
مني فى اقتضاب: امال ازاي مش هنسافر لوحدنا
طاهر: انا كلمت خالد هو هيسافر مكاني هياخد باله منكم ويبقي فى ضهركم
مني فى صدمة: ايه ... مين

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة