قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة فريد و روز جرائم الاغتصاب والقتل التي أرعبت إنجلترا

قصة فريد و روز و جرائم الاغتصاب والقتل

قصة فريد و روز جرائم الاغتصاب والقتل التي أرعبت إنجلترا

فريد وروز .. شياطين تختفي خلف وجوه مبتسمة وادعة ..

أخطر أنواع القتلة المتسلسلين هم أولئك الذين يجيدون التظاهر، يتصرفون كأناس أسوياء، يمثلون ببراعة ويجيدون تقمص الشخصيات . هم في الحقيقة أبرع من أي ممثل قد نكون شاهدناه على شاشة التلفاز، ذلك أن عبقريتهم بالتمثيل نابعة بالأساس عن اضطراب نفسي، لذا لا تؤثر مشاعرهم أبدا على أداءهم، ولا يندمون على أفعالهم، وهم على استعداد للمضي في نزواتهم إلى أبعد الحدود .. تماما كأبطال قصتنا، السيد فريد ويست وحرمه المصون السيدة روزماري . فلسنوات طويلة لم يجذب منزلهم اهتمام الكثيرين .. منزل عادي ذو ثلاث طوابق وواجهة رتيبة شأنه شأن جميع المنازل التي تصطف على جنبتي شارع كرومويل في مدينة غلوستر الانجليزية . ولو سئلت الجيران عن صاحب المنزل فسيخبرونك بالحال عن أنه السيد فريد ويست .. وهو رجل طيب .

تصور .. سفاح ومغتصب سادي لم تسلم منه حتى بناته .. ومع ذلك هو رجل طيب ! .. ألم أقل لكم أنهم ممثلون بارعون .. بارعون إلى درجة أن الناس لا يصدقون حقيقتهم حتى بعد افتضاح أمرهم . لنأخذ جارلي كين مثلا، أحد أقدم سكان الشارع، فهو يصف فريد قائلا: " لقد عرفته جيدا لأكثر من عشرين عام، لا يمكنك أن تتمنى جارا أفضل منه، فهو هادئ جدا ويمد يد العون للجميع . لم أسمعه يرفع صوته يوما أو يفقد أعصابه". أما كليف داير، وهو جار آخر في نفس الشارع فيقول عن فريد: "كنت ستدعوه إلى منزلك بأذرع مفتوحة، أنه رجل لطيف جدا" .

لكن أيا من سكان ذلك الشارع الهادئ لم يروا الوجه الآخر لفريد ويست ولم يختبروا الجانب المظلم لمنزل الرعب رقم 25 .

البرائة المذبوحة: آن ماري في طفولتها

- "ماري .. تعالي إلى هنا" . نادت روز بحزم على طفلة زوجها الجميلة ذات الثمانية أعوام بينما كانت تلعب، فنظرت البنت إلى زوجة أبيها بوجل، ففي العادة لا تناديها إلا لتعنفها وتضربها . وراحت المسكينة تسأل نفسها عما فعلت وأين أخطأت لتستحق العقاب ؟. اكتسى وجهها الصغير بملامح القلق، نهضت بعد تردد، حافية القدمين، ترتدي ثوبا أحمر مطرز بزهور بيضاء صغيرة، وتحتضن دمية قديمة لدب أعور .

روز قبضت على يد البنت بقوة، أخذت منها الدمية ورمتها أرضا وهي تهمهم بعصبية: "أتركي الدمية الآن .. هذا ليس أوان اللعب". ثم جرتها ورائها ونزلت بها نحو القبو . كانت تلك المرة الأولى التي تنزل ماري إلى هناك، فذلك القبو كان محرما عليها وعلى أشقاءها وشقيقاتها . كان حكرا على أبوها وروز، لا أحد يعلم ماذا كانا يفعلان هناك، لكن صرخات مكتومة وتوسلات مشحونة بالألم كانت تصدر أحيانا عن ذلك القبو الغامض .

قبو الرعب

ما أن وطئت ماري بأقدامها الصغيرة أرض ذلك القبو البارد حتى شحب وجهها وراح قلبها يخفق بسرعة .. كان المنظر مخيفا، الهواء خانق ومشبع برائحة العرق والدخان، ومن السقف تتدلى كالأفاعي مجموعة من الحبال والسلاسل والأغلال، وعلى الجدران ثمة قيود وسياط وسكاكين وأقنعة .. واكتسى كل شيء بلون أحمر كئيب مصدره مصباح صغير فوق باب السلم . وفي ركن القبو المعتم جلس رجل، والد ماري، يترنح جيئة وذاهبا فوق كرسي خشبي هزاز، في يده سيجارة . لم ينبس ببنت شفة، اكتفى بمراقبة زوجته وهي توقف ماري وسط القبو ثم تخلع عنها ثيابها وتشرع بربطها بالحبال المتدلية من السقف، وحين بدئت الطفلة تبكي وتنشج بالنحيب صفعتها روز على وجهها وقالت محتدة: "لماذا تنتحبين أيتها الحمقاء ؟ .. أنتِ محظوظة لأن لديكِ أبوين محبين سيعلمانك كيف تسعدين زوجكِ في المستقبل" !.

فريد و روز

روز أحكمت ربط الحبال غير آبهة بتوسلات وتضرعات ماري، أغلقت فم الطفلة بكمامة . وحين تم كل شيء، رمى الأب سيجارته وقام من مكانه، أمسك بالحبال وبدأ يسحبها حتى ارتفعت ماري في الهواء فبدت كنعجة صغيرة تنتظر سكين الجزار .. ما حدث بعد ذلك كان فظيعا ومخزيا يفوق تصور البشر الأسوياء .. إذ شرع الأب باغتصاب أبنته الصغيرة بينما أمسكت بها زوجته تثبتها .. ولك عزيزي القارئ أن تتخيل حال تلك المسكينة في تلك الساعة اللعينة، تعجز الكلمات عن وصف فزعها وألمها، لم تتمكن حتى من الصراخ فراحت تحدق بزوجة أبيها عسى أن تستنهض فيها بقية رحمة أو ضمير، لكنها كانت كالمستجير من الرمضاء بالنار، إذ راحت تلك الظالمة المأفونة تمعن في تعذيبها فتجر شعرها وتصفعها على وجهها ..

مرت الدقائق كأنها دهور، تدفق الدم من جسد الصغيرة . وحين انتهى الوحش من فعلته الآثمة، أنزلوا الطفلة وفكوا وثاقها، لم تعد تبكي، نضبت دموعها وبح صوتها، بالكاد كانت تشهق أنفاسها، وزيادة في بؤسها صفعها أبوها بقوة مهددا إياها بأنها ستنال عقابا مؤلما في حال أخبرت أحدا عما جرى لها . ثم أخذتها زوجة أبيها إلى الحمام، غسلتها وأرسلتها إلى الفراش . ولعدة أيام لم تذهب ماري إلى المدرسة، لم تتمكن من المشي من شدة الألم . ومنذ ذلك اليوم التعيس أصبح اغتصابها أمرا روتينيا في المنزل .


زنا المحارم وراثي في العائلة

والتر ويست ودايزي.. والدا فريد..

في كوخ قديم متداعي يتوسط مزرعة عند أطراف بلدة ماج مركل في مقاطعة هيرفوردشاير الانجليزية ولد فريدرك والتر ويست (Frederick West ) عام 1941 لعائلة فقيرة . الأب والتر كان مزارعا يعمل بالأجرة لدى مالك الأرض ويشاطره السكن في كوخه ذو الحجرتين، والأم دايزي هيل، كانت ربة منزل وأم لستة أطفال، ثلاث بنات وثلاث أولاد، كان تسلسل فريد الثاني بينهم، وكان الأحب إلى قلب أمه، ربما لأنه كان الأكثر شبها بها، بفمه الكبير وثناياه المنفرجتين وشعره البني الغامق . وبحسب بعض أقارب وأصدقاء العائلة فأن طفولة فريد لم تكن بائسة . خالته قالت عنه: " كان طفلا لطيفا، وكان الأحب إلى قلب شقيقتي ... دايزي كانت واحدة من أفضل الأمهات اللواتي عرفتهن في حياتي" . أما ابنة صاحب الأرض الذين كان والتر ويست يشاطره السكن فتقول عن فريد: " كان صبيا طبيعيا، لم يكن هناك شيء غير عادي مما قد يوحي به خيالك، كان نحيلا مع شعر مجعد وشديد الشبه بأمه، كان صبيا مبهجا ".

لكن هذه الصورة البهيجة التي رسمها الآخرون لحياة عائلة فريد تتناقض تماما مع الصورة التي رسمها هو لطفولته، فقد زعم بأن زنا المحارم كان جزءا مقبولا من حياة عائلته، أبوه كان يمارس الجنس مع بناته، وهو أيضا مارس الجنس مع شقيقته حتى حملت منه . وزعم كذلك بأن أمه تحرشت به جنسيا في سن الثانية عشر . قال بأن والده كانت له فلسفة غريبة حول اغتصاب بناته .. كان يقول: " أنا أتيت بك إلى هذه الدنيا ومن حقي أن امتلكك" .. وهي عبارة رددها فريد لاحقا خلال اغتصابه لبناته . لكن لا يوجد طبعا ما يثبت مزاعم فريد حول عائلته، فالبعض ممن عرفوه جيدا كانوا يصفونه بأنه كاذب كبير .
ضربة على الرأس

تغيرت شخصيته بعد أصابته

في شبابه تعرض فريد لحادثين، الأول في سن السابعة عشر عندما سقط عن دراجته النارية وأصيب رأسه . والثانية في سن التاسعة عشر حينما دفعته فتاة فسقط وأرتطم رأسه بالأرض وأغشي عليه . وقد اجمع كل من عرفوه بأن شخصيته تبدلت جذريا بعد الحادثتين، صار يفقد صوابه بسرعة، وأصبح مهووسا بالجنس . اغتصب فتاة في الثالثة عشر وتعجب كثيرا عندما أستنكر الآخرين فعلته، قال بدهشة: "حسنا .. أليس الجميع يفعلون ذلك !".

فريد لم يكن يحب الزراعة، لذلك ترك والده وراح يشتغل كعامل بناء مع شقيقه جون، لم يكن يتورع أيضا عن سرقة كل ما تقع عليه يداه . وفي تلك الفترة تعرف على بائعة هوى ولصة تدعى كاترين كوستيلو (رينا) تزوجها وعاش معها في قاطرة . كان يشجعها على البغاء، فحملت من سائق باص باكستاني، وسافر معها إلى مسقط رأسها في اسكتلندا لتضع حملها هناك لئلا يفتضح أمره أمام والداه حين تضع زوجته طفلا ملونا.

في اسكتلندا عمل كبائع مرطبات، كان يتجول بعربة . وهناك وضعت زوجته طفلتها الأولى، شارمين، كانت بشرتها داكنة . ثم وضعت طفلة ثانية، آن ماري، هذه المرة من صلب فريد .

فريد مع زوجته الأولى رينا

حياة فريد في اسكتلندا تعرضت لنكسة بعدما دهس طفلا بعربته فقتله، وبالرغم من أنه لم يكن مقصرا وأطلقت الشرطة سراحه، لكنه شعر بالخوف من احتمال تعرضه للانتقام على يد أهل الطفل، فترك اسكتلندا وقفل عائدا إلى غلوستر مع زوجته ومربية أطفاله، وسرعان ما وجد عملا في متجر للقصابة حيث تعلم تمزيق وتقطيع الأجساد بحرفية .

في غلوستر وقعت مشاكل بين الزوجين، رينا اشتكت إلى الشرطة عدة مرات، قالت بأن زوجها مجنون ومهووس بكل ما هو شاذ ومنحرف، فهو يعشق الممارسات الجنسية السادية والغير سوية، ويشعر بلذة كبرى عند تلصصه عليها وهي تتقلب عارية في أحضان زبائنها . وفي عام 1966 طفح الكيل برينا فرجعت إلى اسكتلندا لوحدها، لكنها كانت تعود لغلوستر من حين لآخر للاطمئنان على بناتها، وخلال غيابها تطورت علاقة فريد مع مربية أطفاله آن مكفيل التي كانت تأمل أن يتزوجها، لكنها اختفت فجأة بعد ظهور بوادر الحمل عليها، يقال بأن فريد قتلها ودفنها في الغابة قرب قاطرته، لكن فريد أنكر قتلها وزعم بأن زوجته رينا عادت في أحد الأيام برفقة رجل فأخذاها إلى الغابة وقتلاها ودفناها هناك . وبغض النظر عمن قتل رينا، فعلى الأرجح أقترف فريد أول جرائمه خلال تلك الفترة، إذ وقعت حوادث اختفاء غامضة في غلوستر آنذاك، أشهرها اختفاء ماري بيستهولم ذات الخمسة عشر ربيعا والتي كانت في طريقها إلى المنزل وشوهدت آخر مرة بالقرب من موقف حافلات وهي تحمل بيدها لعبة مونوبولي . وفي تلك الفترة أيضا قابل فريد لأول مرة زوجته المستقبلية .. روز .
روزماري

روزماري في طفولتها

في عام 1953 ولدت روزماري ليتس (Rosemary Letts ) لعائلة فقيرة ومضطربة . ألام دايزي كانت تعاني من كآبة مزمنة، فيما الأب بيل ليتس مصاب بالشيزوفرينيا، كان رجلا حاد الطباع يصفه ابنه اندرو قائلا: "لم يكن يسمح لنا بالحديث أو اللعب كالأطفال الطبيعيين، أقل ضجيج نصدره كان يجعله يركض ورائنا حاملا حزامه أو عصا خشبية ليضربنا ضربا مبرحا حتى تتدخل أمنا وتقف حائلا بينه وبيننا .. كان عليها حينئذ أن تجد هي نفسها مكانا للاختباء من غضبه".

في هكذا منزل ولدت روز، الابنة الصغرى من بين أربعة بنات وولد . ويقال بأن أمها أصيبت بكآبة حادة قبل أن تلدها، فأدخلت إلى المصحة وعولجت بالصدمات الكهربائية، ويرى البعض بأن تلك الصدمات أثرت بشكل ما على روز، ففي طفولتها كانت تتصرف بغرابة، كانت تهز رأسها لساعات دونما سبب حتى يغشى عليها .

في المدرسة كانت روز عدائية ومتنمرة، لم تكن متميزة أو ذكية، لكنها كانت جميلة بعينان واسعتان وشعر بني جذاب . ومنذ صغر سنها تعلمت كيف تتملق لأبيها لتحضي بمكانة خاصة عنده وتستثنى من الضرب . ومع بلوغها سن المراهقة ظهرت عليها بوادر الشبق الجنسي، كانت مولعة بإقامة علاقات مع الرجال كبار السن . وفي عام 1969 رافقت أمها بعدما هجرت زوجها وذهبت لتعيش مع ابنتها الكبرى المتزوجة، هناك تحررت روز من قوانين أبيها الصارمة، فصارت تسهر لساعات متأخرة وترتاد الحانات، لكنها عادت لاحقا لتعيش مع أبيها، ويقال بأنه بدأ يمارس الجنس معها حينذاك .
لقاء الوحوش

كان عشقا من النظرة الأولى ..

في ليلة ملعونة غاب عنها القمر تقابل الوحشان صدفة .. فريد ويست وروز ليتس، كانت هي في الخامسة عشر وهو في السابعة والعشرين . وكان عشقا من النظرة الأولى تطور سريعا فحملت روز من فريد وانتقلت للعيش معه في قاطرته . وفي عام 1970 انتقلا للسكن في منزل من طابقين في حي مدلاند رود في غلوستر، هناك أنجبت روز طفلتها الأولى هيثر، وهناك أيضا ألقي القبض على فريد وأودع السجن لسنة بتهمة السرقة فبقيت روز وحيدة مع الأطفال وأصبحت عصبية جدا، كانت تنفث غضبها في أبنتي فريد من زوجته الأولى . كانت تبغض شارمين على وجه الخصوص لأنها لم تكن تبكي مهما تعرضت للضرب، كانت تتحمل الألم لتغيض زوجة أبيها، فقتلتها روز، حدث ذلك قبل خروج فريد من السجن بأيام قليلة . وحين علم بالأمر لم يغضب، بل قام هو نفسه بدفن شارمين في حديقة المنزل بعد أن تولى تقطيع جسدها . وبعد ذلك بفترة ظهرت رينا وأخذت تلح بالسؤال عن أبنتها، فلم يجد فريد بدا من قتلها هي الأخرى، وقام بتقطيع جسدها ودفنها بالحديقة إلى جوار أبنتها، ولم ينس طبعا أن يبتر أصابعها ليحتفظ بهما، وهي عادة غريبة سترافقه لاحقا في جميع جرائمه .

شارمين وهيثر وآن ماري

في عام 1972 تزوج فريد من روز رسميا وأنجبت له طفلة أخرى أسمياها ميا، وانتقلت العائلة للسكن في بيت اكبر، وهو المنزل رقم 25 في شارع كرومويل . هناك اخذ فريد يشجع زوجته على البغاء، فخصص لها الطابق العلوي لتستقبل فيه الزبائن، وكان أغلب هؤلاء من السود، إذ كانت هناك جالية كبيرة من ذوي الأصول الكاريبية في غلوستر . وأخذ فريد ينشر لزوجته صورا مثيرة في الجرائد لجذب المزيد من الزبائن، وكان يتلذذ بمراقبتها من خلال ثقب في الجدار وهي تمارس الجنس معهم .. أحد هؤلاء كان والد روز نفسه، فقد دأب على الحضور ليمارس الجنس مع أبنته بتشجيع وترحيب من فريد، ومن الزبائن الدائمين أيضا جون شقيق فريد وأبن خاله وليم .
نزهات الصيد المسائية

فريد وروز وجهان لعملة واحدة

في الواقع فريد لم يجبر زوجته على شيء، الاثنان كانا من نفس الطينة، كانت سادية مثله، تستمتع بتعذيب الفتيات والعبث بأجسادهن . ومن المرجح بأن الزوجان شرعا باغتصاب الفتيات منذ وقت مبكر من علاقتهما، كانت ضحيتهما الأولى جارة وصديقة لهما خدراها وتناوبا على اغتصابها، وكانت آن ماري ابنة فريد هي الضحية التالية .

كانت لدى فريد شاحنة ينقل بها أغراض البناء، وكان يحلو للزوجان أن يتجولا بها ليلا لاصطياد الفتيات في شوارع غلوستر، كانت روز هي الطعم، فوجودها كان يعطي شعورا بالأمان للفتيات فيصعدن إلى الشاحنة بلا تردد . وفي إحدى تلك الجولات التقى الزوجان بفتاة في السابعة عشر من عمرها اسمها كارولين روبرتز، كانت لديها مشاكل مع زوج أمها فوافقت على عرض الزوجان بأن تصبح مربية أطفالهم .

لكن بعد فترة من سكنها معهم بدأت ترتاب في طبيعة عمل روز، وحين سألتها عن الرجال الغرباء الذين يصعدون لحجرتها أجابتها روز كذبا بأنها تعمل مدلكة . ثم أصبح فريد يتحرش بها، ولاحقا طلب منها الزوجان صراحة أن تشاطرهما الفراش فشعرت بالرعب وفرت منهما . ثم مرت عدة أيام، وفي ليلة، أثناء عودة كارولين لمنزلها ظهر الزوجان مجددا بالشاحنة وأخذا يعتذران لها عما بدر منها، قالا أنهما نادمان جدا، ودعواها لاحتساء كوب شاي معهما، فصدقت الفتاة كلامهما وصعدت معهما . وحالما دخلا المنزل ارتمت روز عليها وبدأت تقبلها، فيما أخذ فريد يطوقها بالحبال ويسحبها نحو القبو، هناك تعرضت الفتاة للاغتصاب والتعذيب من قبل الزوجين، لكنها ظلت تقاومهم، فهدداها بأنها إذا لم تستسلم لهما تماما فسيجعلان زبائن روز السود يغتصبونها ثم سيقومان بقتلها وتقطيعها كما فعلا مع مئات الفتيات، بدوا جادين في كلامهما، فأستبد الرعب بالفتاة ومكنتهما من جسدها ليفعلا ما يشاءان . وبعد يومين أطلقا سراحها، طلبا منها أن تعود للعمل كمربية لأطفالهما . فوافقت كارولين ظاهريا وطلبت منهما السماح لها بالذهاب إلى منزلها لتأتي بثيابها، لكنها عوضا عن ذلك ذهبت برفقة أمها إلى الشرطة وقدمت بلاغا ضد الزوجين فألقي القبض عليهما، لكنهما سرعان ما خرجا بكفالة، ثم تنازلت كارولين عن الدعوى قبل وصولها إلى المحكمة، ربما بسبب رعبها وخشيتها من الانتقام .
لا رحمة بعد الآن

كانا يغتصبان الضحية معا

بعد تجربة كارولين أقسم فريد بأنه لن يدع أي فتاة تخرج حية من قبوه مجددا . وفي نيسان / ابريل عام 1973 أستدرج الزوجان فتاة في التاسعة عشر أسمها ليندا غوف، أقنعاها بالعمل كمربية لأطفالهم، ثم تناوبا على اغتصابها وتعذيبها في القبو لعدة أيام . وبعد أن ملا منها قام فريد بقتلها وتقطيع جسدها في مغطس الحمام، ثم دفنها في الحديقة الخلفية للمنزل بعد أن أحتفظ بأصابعها . وحين أتت والدة الفتاة بعد عدة أيام تسأل عنها خرجت لها روز وهي ترتدي ثوب ونعل أبنتها وأخبرتها بأنها تركتهم وسافرت إلى جهة مجهولة .

في تشرين الثاني / نوفمبر عام 1973، بعد ولادة روز لأبنها ستيفان، أستدرج الزوجان فتاة في الخامسة عشر من عمرها تدعى كارول آن كوبر كانت تعيش في دار للأيتام، أخذاها للقبو، اغتصباها وعذباها، ثم قتلها فريد خنقا .

في كانون الأول / ديسمبر عام 1973 أختطف الزوجان طالبة جامعية تدعى لوسي بارتنغتون كانت تمضي عطلة عيد الميلاد مع عائلتها، أخذاها من موقف للحافلات في العاشرة مساءا بعد زيارة لصديقتها، ولاقت نفس مصير الفتيات الأخريات .

في نيسان / ابريل 1974 ألتقط الزوجان ضحيتهما التالية، تريز سيغنثالر، طالبة جامعية في الثانية والعشرين، كانت في طريقها إلى أهلها في ايرلندا عندما عرض عليها الزوجان أن تمضي الليلة عندهما، أخذاها إلى القبو وتفننا بتعذيبها لمدة أسبوع، غطيا رأسها بشريط لاصق ثم أدخلا قشتين من البلاستك إلى أنفها لتتنفس بواسطتها، وظلت المسكينة على هذه الحالة حتى ماتت ودفناها تحت بلاط القبو .

في تشرين الثاني / نوفمبر عام 1974 اختطفا شيرلي هيوبارد وهي في طريق عودتها لمنزلها ليلا، اغتصباها وعذباها ثم قتلت ودفنت في القبو .

في تشرين الثاني / نوفمبر عام 1975 اختطفا جانيت موت أثناء عودتها لمنزلها ليلا، أخذاها إلى القبو حيث جرى تقييدها وتعليقها بالحبال والخطافات كالحيوان ثم اغتصبت على هذه الحال مرارا وقتلت ودفنت تحت بلاط القبو .

فريد كان ينشر صورا لزوجته لجذب الزبائن

بعد جانيت توقف الزوجان عن القتل لثلاث سنوات، أنشغل فريد بعمل تحسينات على المنزل، فقام بتوسعة الطابق الثالث وأطلق عليه أسم "بار السحر الأسود"، وذلك لأن معظم الزبائن كانوا من السود، كما بدأ يستعمل كاميرا فيديو لتصوير زوجته أثناء نومها مع زبائنها، وكان يشاهد هذه الأفلام لاحقا مع زوجته ويجبر أطفاله على مشاهدتها . ولأنه أراد توسعة ماخور الدعارة الذي يديره، فقد بدأ بتقديم أبنته آن ماري للزبائن، وبحث عن فتيات أخريات يمكن أن يضمهن إلى العمل، فوجد ضالته في فتاة تدعى شيرلي روبنسون، كانت عاهرة جوالة، سكنت مع الزوجين لعدة أشهر ومارست الجنس مع كليهما على حد سواء، لكن علاقتها مع روز تدهورت بعد أن حملت بطفل من فريد، وفي نفس الوقت حملت روز بطفل من أحد زبائنها السود، مما أوغر قلبها على شيرلي التي ظنت بأن فريد ممكن أن يتخلى عن روز لتحل هي محلها، لكنها كانت مخطئة، لأن الزوجان قاما بقتلها مع جنينها ودفناها في الحديقة .

وخلال تلك الفترة بدأ فريد بإقامة حفلات جنس جماعية لزبائنه تتضمن ممارسات سادية . إحدى الفتيات التي شهدت ضد الزوجين لاحقا وعرفت بأسم مستعار هو الآنسة (A )، قالت بأنها تعرفت على الزوجان ويست عندما كانت هاربة من منزلها عام 1978، أقنعاها بأن تأتي لتقيم في منزلهم، وهناك تم الاعتداء عليها، لم يكتفيا باغتصابها، بل أجبراها على ممارسة الجنس مع زبائن روز، اقتاداها للقبو، هناك شاهدت فتاتان عاريتان مقيدتان تتعرضان للاغتصاب من قبل مجموعة من الرجال . ثم ربطت هي أيضا كالحيوان وتعرضت لاغتصاب جماعي وضربت بالسياط . لكن الزوجان وفي لفتة غريبة ونادرة منهما أطلقا سراحها في اليوم التالي، ولم تجد الفتاة الجرأة والشجاعة لإبلاغ الشرطة ولم تتحدث إلا بعد إلقاء القبض على الزوجين وتقديمهما للمحاكة .

في أيار / مايو 1979 عاد الزوجان للقتل مرة أخرى، كانت ضحيتهما هذه المرة تدعى اليسون جامبرز، وهي فتاة اختطفاها ليلا بينما كانت تقف على ناصية الشارع بانتظار قدوم الباص .
هيثر العنيدة

هيثر البنت العنيدة

خلال الثمانينيات أنجبت روز المزيد من الأطفال، أصبح لديها سبعة أطفال، اثنان منهما سود البشرة . وأصبحت عصبية جدا بسبب هذا العدد الكبير من الأطفال، لم تكن تريد المزيد، لكن فريد ألح للحصول على المزيد منهم، خصوصا أطفال الزبائن، كان يسميهم "أطفال العشق" .

في عام 1984 تزوجت آن ماري وتركت المنزل، وبرحيلها توجهت أنظار فريد نحو أبنته الأخرى هيثر، فقام باغتصابها أمام أنظار أمها روز، وتكرر اغتصابه لها . لكن هيثر لم تكن مثل آن ماري، كانت عنيدة، وكانت تتحدى والدها وتهزأ به، وتسببت له بالمشاكل، ففي عام 1986 أخبرت صديقتها عن التحرشات التي تتعرض لها في المنزل، فقامت تلك الصديقة بإخبار والديها، واللذين كان كانا للأسف من أصدقاء فريد فأطلعاه على ما تقوله أبنته، وعند هذا قرر فريد أنه لابد من إخراس هيثر إلى الأبد فقام بقتلها خنقا ثم أخذها إلى الحمام حيث قطع رأسها وبتر أطرافها ووضع كل ذلك في حقيبة دفنها بمساعدة أبنه ستيفان تحت الفناء . ولاحقا أخبر الزوجان أطفالهم بأن هيثر تركت المنزل برفقة صديقتها وبأنها لن تعود أبدا . لكن الأطفال كانوا يعرفون حقيقة ما جرى لهيثر، ولسنوات بعد موتها كانوا يمزحون فيما بينهم قائلين: "عليك الحذر لئلا ينتهي بك المصير إلى جانب هيثر تحت أرضية الفناء" .
لكل شيء نهاية

بعد هيثر تحول نظر فريد نحو أبنته التالية ميا، فقام باغتصابها عام 1992، وصور اغتصابه لها على شريط فيديو، فأخبرت الفتاة صديقتها بالمدرسة عما فعله أبوها معها، وقامت الفتاة بأخبار أمها التي اتصلت بالشرطة على الفور وأبلغتهم بالقصة . رجال الشرطة اقتحموا منزل فريد وعثروا على كميات هائلة من المواد الإباحية، فألقي القبض على الزوجين وتم وضع الأطفال في دار للرعاية، لكن الزوجين تملصا من قبضة العدالة مرة أخرى بعدما أمتنع اثنان من الشهود عن المثول أمام القاضي، فتم إطلاق سراح الزوجين مع إبقاء الأطفال في دار الرعاية .

الشرطة تنقب في الحديقة

وفي هذه الأثناء أبلغ العاملين في دار الرعاية محققي الشرطة عن الدعابة التي يتبادلها الأطفال حول مصير شقيقتهم هيثر، الشرطة كانت لديها شكوكها أصلا حول اختفاء هيثر، لم يكونوا مقتنعين بحكاية الزوجين حول هربها مع صديقتها . وفي عام 1994 حصلت الشرطة على أذن قضائي بنبش الحديقة الخلفية لمنزل فريد حيث عثروا على ثلاث عظام بشرية، فأعترف فريد بقتله لأبنته، لكن المشكلة هي أن العظام لم تكن لهيثر . وأصبحت الشرطة تشك بوجود ضحايا آخرين، وبالفعل تم اكتشاف رفات شيرلي روبنسون في الحديقة، ثم عثروا على رفات هيثر تحت أرضية الفناء، وعلى تسع جثث أخرى تحت بلاط القبو . وبتفتيشهم منزل فريد السابق عثروا على رفات شارمين وأمها رينا .

أمام الأدلة الدامغة لم يجد فريد مناصا من الاعتراف، لكنه قال بأنه وحده يتحمل مسؤولية جرائم القتل وبأن روز لا علاقة لها بالأمر، ونفى اغتصابه لضحاياه وقال بأنهن هن اللواتي كن يطاردنه لممارسة الجنس معه !.
الانتحار

وضع حدا لحياته بالأنتحار ..

فريد تكلم بإسهاب عن جرائمه خلال العشرة أشهر التي قضاها في السجن، زعم بأنه قتل ثلاثين فتاة، لكن الشرطة لم تعثر سوى على ثلاثة عشر . وفي صبيحة يوم عيد الميلاد 1 كانون الثاني / يناير عام 1995 عثر الحراس على فريد ويست مشنوقا في زنزانته، انتحر بقطعة قماش من فراشه .

بالنسبة لروز فقد حاولت أن تظهر نفسها كضحية لزوجها خلال فترة التحقيقات معها . لكنها قدمت للمحاكمة وشهد ضدها كل من آن ماري وكارولين روبرتز والآنسة (A ) فأوضحوا بما لا يقبل اللبس بأن روز كانت شريكة لزوجها في جميع جرائمه، وكانت لا تقل عنه سادية وانحرافا . وكانت شهادة الباحثة الاجتماعية جانيت ليتش هي الأكثر تدميرا لموقف روز، لأن جانيت رافقت فريد خلال الأشهر العشرة التي قضاها في السجن بطلب من الشرطة لإثبات نزاهة التحقيق وعدم تعرض المتهم للتعذيب والإكراه، وخلال الأربعمائة ساعة التي أمضتها معه في زنزانته أخبرها بأمور كثيرة، كان أهمها اعترافه بأن روز هي التي قتلت أبنته شارمين وشيرلي روبنسون لوحدها، قال بأنه لم يكن له أي دور في مقتلهما باستثناء تقطيع وإخفاء الجثث . وقد أغمي على جانيت في المحكمة بعد أن أتمت شهادتها لشدة خوفها من روز، ولاحقا ألفت كتابا حول تجربتها، أطرف ما فيه هو أن فريد وقع بغرامها وكان يريد أن يتزوجها ويعيش معها في قاطرة بعد إنهاء فترة محكومتيه .

المحلفين وجدوا روز مذنبة بقتل شارمين ويست وشيرلي روبنسون وجميع الفتيات الأخريات، فنالت حكما بالمؤبد لكل جريمة على حدة، وأوصى القاضي بأن لا يخفف الحكم عليها ولا يطلق سرحها أبدا .
ماذا حدث بعد ذلك ؟

مسحوا المنزل من الوجود وحولوه الى معبر بين شارعين ..

قضية فريد ويست تسبب بضجة كبرى في بريطانيا وكانت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام لفترة طويلة . تم هدم المنزل رقم 25 في شارع كرومويل، سوي بالأرض تماما بعد أن أشترته بلدية مدينة غلوستر، كل قطعة خشب تم إحراقها، كل بلاطة وآجرة تم سحقها، كل قطعة أثاث تم أتلافها، وتحول المكان إلى ممشى يربط بين شارعين لمحو أي ذكرى وأثر للزوجين .

منزل الزوجين القديم في شارع مدلاند حيث دفنت شارمين وأمها تحول الى ماخور للدعارة وتناولته الصحف مؤخرا بعد أخبار عن وقوع عمليات إغتصاب لفتيات ومتاجرة بالبشر .

أطفال الزوجين وضعوا تحت الرعاية، منهم من بدل أسمه، ومنهم من ألف كتاب . وقد أعاد الابن البكر ستيفان ذكرى أبيه للأذهان عندما سجن عام 2004 لممارسته الجنس مع فتاة قاصر في الرابعة عشر من عمرها . أما أكثر من كانوا تحت الضوء فهي آن ماري، الابنة التي جرى اغتصابها لسنوات وفقدت أختها وأمها على يد فريد وروز. هي اليوم متزوجة ولديها طفلان، لكن ذكرى منزل الرعب لم تفارق ذهنها أبدا، وقد حاولت الانتحار مرتين، الأولى بتناولها جرعة كبيرة من الدواء والثانية بقفزها من فوق أحد الجسور في مدينة غلوستر، وفي المرتين تم إنقاذها بالرمق الأخير .

روزماري ما زالت تقضي عقوبتها الطويلة ولا أمل في إطلاق سراحها، لكنها على ما يبدو راضية وسعيدة، فهي لم تبدي أي ندم على ما فعلته ولا ذرفت دمعة واحدة، وهو الأمر الذي أثار امتعاض عائلات ضحاياها، فبناتهم يرقدن تحت التراب فيما القاتلة تعيش كملكة في زنزانتها، زاد وزنها كثيرا من فرط الراحة والدلال، فهي تقضي وقتها بمشاهدة التلفاز وإعداد الطعام، وتلعب المونوبولي مع صديقاتها السجينات، ولديها عشيقة تدعى تريسي كونيلي، قاتلة مثلها أغضبت بريطانيا بأسرها قبل عدة سنوات لقيامها مع عشيقها بتعذيب وقتل ابنها ذو العامين .
الطائفة السرية

كتاب آن ماري حول حياتها ووالديها

بعد موت فريد بسنوات ظهرت فرضية حول الدافع الحقيقي لجرائمه، طبعا هي مجرد فرضية لا يوجد أبدا ما يؤكد حقيقتها، لكن لا بأس من التطرق لها في نهاية المقال . أصحاب هذه الفرضية يزعمون بأن جرائم الزوجين ويست لم تكن بدافع الجنس فقط كما روجت لذلك وسائل الإعلام، بل كانت جزءا من طقوس طائفة سرية مرتبطة بعبادة الشيطان وممارسة السحر الأسود، ويزعم هؤلاء بأن الكثير من الجرائم البشعة في بريطانيا وأوربا ترتبط بهذه الطائفة.

ويورد أصحاب هذه الفرضية بعض الدلائل على ما يقولون، منها قيام فريد ويست ببتر أصابع جميع ضحاياه والاحتفاظ بها، وهي بزعمهم ممارسة قديمة ترتبط بطقس وثني أسمه "اليد السحرية" . الدليل الثاني طريقة دفن الضحايا، فجميعهم دفنوا في هيئة الوقوف داخل حفر دائرية عميقة وضيقة. الدليل الآخر هو الاسم الذي أطلقه فريد على ماخور الدعارة خاصته .. بار السحر الأسود .. فالأسم واضح الدلالة ويعبر بجلاء عن ممارسة السحر الأسود . أضف إلى ذلك اقتصار ضحايا فريد على الفتيات المراهقات، واغتصابه لبناته، والتي عدها أصحاب الفرضية جزءا من طقوس شيطانية . وكذلك وقوع المنزل إلى جوار كنيسة، الغاية من ذلك هي تدنيس الرموز الدينية والاستهزاء بها، وهي من الأمور التي دأب أتباع الطوائف الشيطانية على القيام بها .

تزعم الفرضية كذلك أن الطائفة السرية التي ينتمي إليها فريد وروز تضم شخصيات مرموقة وذات نفوذ كبير، هذه الشخصيات هي التي قامت بقتل فريد في سجنه أو أجبرته على الانتحار، فالمحققين قالوا بأن فريد لم يبدي أية ميول للانتحار، وكان انتحاره مفاجئا لهم تماما، كما أن الباحثة الاجتماعية التي رافقته طوال عشرة أشهر قالت بأنه كان أبعد ما يكون على الكآبة والانتحار . والأمر الأكثر غموضا هو انتحار شقيقه جون في نفس العام، وبنفس الطريقة، والأغرب من ذلك هو أن أبن خال فريد، وليم هيل، والذي كان هو الآخر ضيفا دائما على ماخور السحر الأسود، حاول أيضا الانتحار بعد أدانته بجرائم اغتصاب قاصرين، ونقل لاحقا إلى مستشفى للأمراض العقلية.

ختاما ..

ليس من الغريب أن يقتل الناس، فالآلاف يقتلون حول العالم يوميا، غالبا لأسباب تافهة . وليس نادرا أن تقتل الفتيات على أيدي عائلاتهن، فهناك البعض ممن تجردوا من الحس الإنساني وتلبدت مشاعرهم إلى درجة ذبح بنتاهم وأخواتهم إرضاء لعرف اجتماعي بائس .. لكن الغريب والبشع والمؤلم أن تغتصب فتاة على يد أبيها، وأن تكون أمها عونا في اغتصابها .. ثم تقتل ويمثل بجسدها وتدفن في حديقة المنزل .. أمر لا يصدق ..

أحيانا نغضب من أهالينا .. أحيانا نشعر بأنهم لم يبدوا العناية واللياقة اللازمة لتربيتنا . أنا شخصيا لا أعتقد بأني حظيت بطفولة سعيدة .. كانت المنغصات كثيرة .. لكن عندما اقرأ هكذا قصص أشعر بأني محظوظ .. رغم كل شيء .. رغم الجروح القديمة التي مازالت تنزف أحيانا .. رغم أشباح الذكريات المؤلمة التي مازالت قادرة على بعث الكآبة والأسى في نفسي .. رغم كل ذلك .. أشعر بالامتنان .. تحية من القلب لأمي وأبي ..