قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف12 جثة امرأة أخرى

قصة جريمة في وادي النيل ف12 جثة امرأة أخرى

قصة جريمة في وادي النيل ف12 جثة امرأة أخرى

وتحت السرير كانت جثة امرأة ميتة عرفت وهي على قيد الحياة باسم لويز بورجيه وانحنى الرجلان فوقها ثم كان ريسي أسبقهما الى النهوض قائلا:
- لقد ماتت منذ وقت لايزيد على الساعة إلا قليلا فيما اعتقد وسأدعو الآن الدكتور بسنر لفحصها وان كان ظاهرا انها أصيبت بطعنة في القلب فماتت لتوها فهذا وجهها متقلصا يبعث الرعدة في الجسم
وتناول بوارو يدها اليمنى بلطف فظهر بين أصابعها شيء استخلصه وقدمه الى ريسي فاذا قصاصة.

من الورق الملون عبارة عن جزء من ورقة نقد من ذات الألف فرنك وعندئذ قال ريسي:
- وضح الآن انها كانت تعرف شيئا عن القاتل وكتمته ثم حاولت ابتزاز المال منه بالتهديد وأظنك يا بوارو تذكر اننا لاحظنا عليها الإلتواء وهي تدلي بأقوالها
- يا لنا من مغفلين ألا تذكر انها قالت ماذا كان يمكن ان أرى وانا في الطابق السفلي؟
أما لو انني صعدت السلم اذن لكان من الجائز ان أرى القاتل داخلا او خارجا من قمرة سيدتي هذا.

ما قالته يا عزيزي بحدافيره وهذا ما حدث فقد جفاها النوم فصعدت الى السطح كي تستنشق الهواء فرأت، وأعراها الطمع فكتمت ما رأت فانتهى بها الطمع الى هذه العملية
- ولكن هذا لايهدينا الى القاتل، قاتلها وقاتل سيدتها من قبل
- بل نحن نعرف الآن الكثير نعرف كل شيء تقريبا يا كولونيل ولكنني لا أكاد أصدق ومع هذا لست أرى مناصا ان يكون الأمر كذلك فالتهديد هو الدافع لها على كتمان الحقيقة.

- ولكن لماذا دفع لها القاتل ما طلبته بالعملة الفرنسية
- ربما فاجأت للقاتل بالتهديد فاضطر ان يدفع لها كل ما معه من انواع العملة المختلفة ومن بينها العملة الفرنسية
- ولكن لماذا قتلها بعد ان أعطاها النقود؟

- لقد أدرك ان التهديد لن ينتهي وانه سيكون دائما يحت رحمة هذه الشيطانة فانتهز فرصة انشغالها في عد المبلغ للتأكد من مقداره وطعنها الطعنة النجلاء ثم راح يجمع نقوده ولم ينس تلك الورقة التي بقي طرفها بين أصابع القتيل ولاذ بالفرار بعد ذلك
- إذن سيسهل علينا التعرف عليه عن طريق هذه الورقة المقطوعة
-
- لا أظن ذلك يسيرا يا عزيزي الكولونيل، فمن كان في مثل ذكائه الذي عهدنا حتى الآن يراجع تلك.

الأوراق ويعدم هذا الدليل الذي يقود الى المشنقة
وسرعان ما حضر الدكتور بسنر مأخوذا بتلك الجريمة الجديدة ففحص الجثة على عجل وأيد ما ذهب اليه الكولونيل ريسي من ان الوفاة حدثت منذ اقل من ساعة فسأله بوارو:
- هاهو نوع الأداة التي تمت بها الجريمة؟
فقال:
- هذا فعلا شيء غريب، انها آلة دقيقة حادة رفيعة النصل واظن اني أستطيع ان أريك شيئا من قبيلها.

وخرج الدكتور بسنر فتوجه الى قمرته وأبرز مشرطا طويلا من مشارط الجراحة وقال:
- بمثل هذه يا سيدي تمت الجريمة لابمدية عادية أو سكسن من سكاكين المائدة أو المطبخ
- أليست هناك أداوتك الجراحية ناقصة؟

- ماذا تريد ان تقول؟، هل تعتقد انني انا انا كارل بسنر المعروف في جميع انحاء النمسا انا بعياداتي والطبقة العريقة النسب من زبائني زمرضاي اقتل وصيفة مسكينة؟ هذا شيء مضحك وسخيف ثم اعلم انه ليست هناك أية آلة من الآتي الجراحية ناقصة فهي هنا جميعا سليمة كاملة في مواضعها المعهودة وفي مقدورك ان تتحقق من هذا بنفسك ولن انسى ما حييت هذه الإهانة التي لحقت بمهنتي الشريفة.

ثم أقفل حقيبة الأدوات الجراحية والقى بها بعيدا فوق سطح السفينة واستطرد صائحا:
- والآن هل تتكرمان باخلاء قمرتي فانني يجب ان انصرف الآن الى عمل الغيار لساق مريضي.

فتسلل الرجلان خارجين وزمجر ريسي بكلام غير مفهوم ثم انصرف أما بوارو فاتجه الى اليسار وطرق سمعه وهو سائر طرف من حديث نسوي وضحكة ناعمة فقد كانت جاكلين مع روزالي في حجرة الأخيرة وكان الباب مفتوحا والفتاتان واقفتان بقربه، فلما وقع عليهما ظله التفتا نحوه فحيته روزالي بابتسامة حيية فقال لهما:
- هل تغتابان أحدا؟
فقالت روزالي:
- كلا الواقع اننا نعقد مقارنة بين أقلام أحمر الشفاه.

ولمحت جاكلين ابتسامةه، فلم يخف عليها انها ستار زائف لهم دفين فتركت قلم الروج الذي كان في يدها واتجهت نحوه وتقول:
- هل حدث شيء؟، هل جد جديد؟
- الأمر كما تقولين فعلا يا آنسة، فقد جد يد
وعندئذ خرجت اليه روزالي متسائلة:
- ماذا جرى؟
- جريمة قتل أخرى
فشهقت روزالي شهقة شديدة وبدا في عينيها شيء يشبه الذعر ولكنه لم يعبأ بذلك وأردف:
- لقد قتلت وصيفة لينيت دويل
فصاحت جاكلين:
- قتلت؟ أتقول قتلت..؟ أتعني انها ماتت؟

- نعم لقد قتلت، ويظهر ان هذه الفتاة كانت قد رأت شيئا لم يكن ينبغي لها تراه ولذلك أخرس القاتل لسانها حتى لاتبوح بمعلةماتها الخطيرة
فسألته جاكلين:
- ماذا رأت؟
- رأت شخصا يدخل قمرة لينيت دويل او يخرج منها في تلك الليلة المشؤومة وقد ماتت للأسف دون ان تدلي باسم من رأت
وفي هذه اللحظة سمعت فوق ظهر السفينة خطوات ظهرت على أثرها كورنيليا روبسون وقد اتسعت حدقتاها وفاضا رعبا ثم صاحت:.

- أواه جاكلين لقد حدث شيء هائل جريمة أخرى
فالتفتت نحوها جاكلين ثم سارت معها فسار بوارو وروزالي في الإتجاه المضاد فلما ابتعدا قليلا
سألته روزالي:
- لقد لاحظت وانت تتحدث انك كنت تنظر في وجهي بامعان طول الوقت مع ان التي كانت تسألك
هي جاكلين فلماذا كنت نتظر الي؟ وماذا كان يدور في ذهنك؟
-هذان يا آنسة سؤالان وسوف أجيبك على سؤال واحد منهما ولكن جوابي سيكون سؤالا ثالثا:
لماذا لاتقولين لي الحقيقة يا آنسة؟

- لست أدري ماذا تعني لقد قلت لك كل شيء هذا الصباح
- كلا، بل هناك أشياء كتمتها عني فلم تذكري لي مثلا انك تحملين في حقيبة يدك مسدسا صغير الحجم مقبضة مرصع باللؤلؤ ولم تخبرني أيضا من الذي رأيته في تلك الليلة الماضية وانت على ظهر السفينة فما جوابك؟
-ليس صحيحا انني أحمل مسدسا
ثم اندفعت الى قمرتها واحضرت حقيبة يدها فوضعتها بين يديه قائلة:
- هذه هي حقيبتي فتحقق بنفسك.

ففتح بوارو الحقيبة ولم يجد بداخلها مسدسا فأقفل الحقيبة وأعادها اليها باسما وهو ينظر في عينيها فتناولتها ثم قالت:
- ها انت ذا ترى يا مسيو بوارو انك لست معصوما من الخطأ على شدة ذكائك وقوة فراستك وكما ان هذه النقطة غير صحيحة فالمسألة الأخرى التي أشرت اليها غير صحيحة مثلها
- كلا لا أظن ذلك
فدقت الأرض بقدمها غاضبة وقالت:
- انك تدفعني الى الجنون فما ان تضع في رأسك فكرة حتى تتمسك بها مهما كانت سخيفة.

- لأنني أريد ان أظفر بالحقيقة
- وما هي الحقيقة؟، انك لتتصرف كما لو كنت تعرفها أكثر مني فلماذا تسألني بربك يا مسيو بوارو
- أتريدني حقا على ان اقول لك ماذا أبصرت في تلك الليلة؟
- نعم
- أعتقد انك حين درت حول مؤخرة السفينة وقفت دون قصد منك لأنك رأيت رجلا يخرج من قمرة في.

منتصف الصف وهي قمرة لينيت دويل كما تبين لك في اليوم التالي وقد رأيته يخرج متسلل ويقفل الباب وراءه ثم يبتعد عن موضعك الى الناحية الأخرى بابا او بابين ثم يدخل قمرة من القمرتين الأخيرتين في الصف فهل أصبت يا آنسة؟
فلم تجبه بشيء فأردف قائلا:
- لعلك تعتقدين انه من الخير لك ان لا تتكلمي ولعلك أيضا تخشين اذا تكلمت ان تقتلي كما قتلت المسكينة لويز بورجيه.

وخيل اليه ان معركة قد نشبت في أعماق نفسها وراء شفتيها المطبقتين ثم انفرجت هاتان الشفتان واختلجتا لحظة ثم قالت
- لم أبصر أحدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة