قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف6 من القاتل

قصة جريمة في وادي النيل ف6 من القاتل

قصة جريمة في وادي النيل ف6 من القاتل

أفاقت جاكلين من تأثير المخدر وتوجه بوارو الى حجرتها فوجدها قد عادت الى هستيريتها وقد زادت
من وقع الصدمة تلك الجريمة التي تمت على الصورة التي كانت تحلم هي بأن تقترفها وراحت
تصيح و هي تبكي:
- أتدكر تلك الليلة يا مسيو بوارو في حديقة فندق كتراكي؟ ألم أكن على صواب حين ظننت انه
كان في الظلام بين الأشجار من يصغي الى كلامي وانا أصف لك كيف اريد ان أطلق الرصاص على رأسها؟

- لقد تدكرت هذا حقا وكنت أشك في انك ما زلت تدكرينه
- ذلك الرجل الذي كان يصغي الينا، من هو؟
- وهل انت واثقة انه رجل يا آنسة؟
- لست أدري لقد كان هناك شخص ما.

وفي هذه اللحظة طرق الباب الدكتولر بسنر ليبلغ بوارو ان سيمون على استعداد لإستقباله فتوجه بوارو الى هناك ليجد سيمون مضعضعا من صدمته المضاعفة ولكنه كان مهتما جدا بابعاد الشبهة عن جاكلين فأكد له بوارو ان الشبهة بعيدة عنها كل البعد ولكنه سأله هل يشك في أحد فلم
يستطع سيمون ان يحضر الشبهة في أحد كما قرر انه لايدري شيئا عن ظروف زوجته المالية ووجود ضغائن لهذا السبب.

وقرربوارو بعد ذلك استدعاء الخادم فحضرت لويز وقررت انها التحقت بخدمة سيدتها منذ شهرين وكانت هي نفس الفتاة التي صادفها بوارو يوما ما تتحدث مع مهندس الباخرة بحالة تبعث على الريبة وسألها بوارو:
- متى رأيت لينيت دويل حية لآخر مرة؟
- أمس يا سيدي بعد ان ألبستها ثياب النوم وكان ذلك بعد الحادية عشر
- وكم من الوقت استغرقت عملية الباسها ثياب النوم الى ان تركتها؟

- عشر دقائق فقد كانت سيدتي متعبة وأمرتني باطفاء النور قبل خروجي
- وماذا فعلت بعدها؟
- توجهت الى قمرتي في الطابق الأسفل
- وها سمعت أو رأيت شيئا قد يساعدنا في التحقيق؟
- وكيف يمكنني أن أرى أو أسمع؟
-هذا ما عليك ان تحدديه
- الواقع انني لم اكن قريبة من مكان الحادث فكيف يمكن ان أسمع أو أرى؟ وبطبيعة الحال لو انني أرقت وصعدت السلالم ربما كنت أرى القاتل ذلك المجرم المتوحش وهو يتسلل خارجا من قمرة سيدتي ولكن...

ومدت يدها بحركة استنجاد نحو سيمون وقالت له:
- بربك يا سيدي ماذا أستطيع ان أقول؟
- لاتكوني حمقاء يا فتاتي فلا أحد يظن انك سمعت أو رأيت شيئا ولايتهمك احد بشيء فاطمئني وسأعتني بك
فشكرته على استحياء فقال بوارو:
- اذن انت لم تري ولم تسمعي شيئا؟
- هو ذلك يا سيدي
- وانت لاتعرفين احدا حاقدا على سيدتك؟
- بل أعرف
- أتعنين الآنسة جاكلين دي بلفور؟

- هي طبعا حاقدة على سيدتي ولكن ليست هي التي أعني، فهناك في السفينة شخص يكره سيدتي لأنها أصابته بضرر جسيم
فصاح سيمون:
- يا الهي من هذا؟

- انه الخطيب الذي كان يطمع في الزواج من الخادمة ماري واسمه فليتوود وقد اكتشفت سيدتي انه متزوج بالفعل في مصر وله ثلاثة أطفال وأطلعت ماري على السر فقطعت علاقتها به ولما علم فليتوود ان سيدتي بين ركاب هذه الباخرة فكر في قتلها كما قال لي ذلك مرارا لأنها تسببت في تحطيم قلبه.
- وهل أخبرت سيدتك بذلك؟
- كلا يا سيدي طبعا
- وهل تعرفين شيئا عن الآلىء سيدتك؟
فتسعت حدقتاها وصاحت:.

- اللآلىء؟ انها كانت ترتديها الليلة الماضية
- وهل رأيتها حين ذهبت الى فراشها؟
- نعم يا سيدي
- وأين وضعتها؟
- على المائدة التي بجوار فراشها كالمعتاد
- وهناك رأيتها لآخر مرة؟
- نعم يا سيدي
- وهل رأيتها هناك هذا الصباح؟
فظهرت الدهشة على وجه الفتاة وقالت:
- انني لم انظر اليها لأن منظر سيدتي قد الهاني عن كل شيء فصرخت واندفعت خارجة.

- ولكنني انا هركيول بوار لم يفتني ان انظر ولم يكن فوق المائدة التي بجوار الفراش أي أثر للآلىء هذا الصباح.
كلف بوارو الخادم بالبحث والتنقيب بين أشياء سيدتها ولكن لم يعثر للآلىء على أثر فقال المولونيل لبوارو:
- عندما قال فانثورب امس انه سمع سقوط شيء في الماء تبادر الى ذهني ان يكون القاتل قد القى المسدس فيه
- هذا فرض أعتقد انه بعيد الإحتمال وأفضل في الوقت الحاضر ان نبعث في طلب فليتوود.

فاذا به رجل ضخم الجثة شرس المنظر عرف فيه بوارو على الفور ذلك المهندس الذي كانت تتحدث اليه لويز خلسة وقد واجههة بوارو بالمعلومات التي أفضت بها لويز في حقه فأقر بأن الوقائع الأولى
صحيحة ولكنه انكر اقدمه على تلك الجريمة وراح العرق يتصبب على وجهه فسأله بوارو:
- أين كنت في الليلة الماضية فيما بين نصف الليل والساعة الثانية صباحا
- في فراشي نائما وشريكي في القمرة يشهد بذلك.

وصرفه الكولونيل بعد ذلك ثم تبادل مع بوارو نظرات التساؤل فهز بوارو كتفيه ثم قال:
- انه رجل شرس وعصبي المزاج بالفعل ولكن لايذهب الى حد القتل ومع ذلك فانني سأتحقق من صحة أقواله وان كانت شهادة شريكة في القمرة لاتقطع بشيء فقد يكون ذلك الشريك غارقا في النوم
- يجب التحقيق على كل حال.

- وأعتقد اننا يجب ان نعني بعدئذ بالتحري كي نعرف هل سمع أحد الركاب شيئا فيما بين نصف الليل والثانية صباحا مما يمكن ان يهدينا الى شيء يكن ذلك الصوت الضعيف بحيث يظن انه غير خطر
- أنا شخصيا لم أسمع شيئا
- وأنا نمت هذه الليلة نوما عميقا جدا فلم أسمع شيئا
- يجب ان نسمع أقوال آل الرتون فان القمرتين قريبتان جدا من مكان الجريمة
وحضرت السيدة الرتون في ثوب من الحرير وكان الأسف باديا على وجهها وكان اول ما دكرته:.

- لقد سرني كثيرا ان تكون الآنسة جاكلين دي بلفور المسكينة بعيدة عن الشبهة
- انا أفهم عواطفك، والآن هل لك ان تدكري لنا في أي وقت أويت الى فراشك يا سيدتي ليلة امس
- بعد العشرة والنصف مباشرة
- وهل استغرقت في النوم في الحال؟
- نعم، فقد كنت أشعر بالنعس
- وهل سمعت أي شيء أثناء الليل؟
فقطبت حاجبيها قليلا ثم قالت:.

- نعم، أظن انني سمعت صوت سقوط شيء في الماء ثم صوت انسان يجري أو ما شابه وربما كان صوت الجري سابقا على صوت سقوط الشيء في الماء فقد كان الناعس مستوليا على مشاعري وخيل الي ان احدا سقط في الماء فصحوت من ذلك الحلم المزعج وأصغيت مدة طويلة ولكن السكون كان شاملا
- أتدرين في أي ساعة كان ذلك؟

- كلا أخشى ألا أستطيع التحديد ولكن يخيل الي ان ذلك قد وقع بعد ان نمت بمدة طويلة ومن المحتمل ان يكون ذلك في نحو الساعة الأولى صباحا
- واخسارتاه، ليتك تستطيعين التحديد
- كلا للأسف ولست أرى فائدة في التخمين
- وهل سبق لك ان قابلت لينيت دويل قبل هذه الرحلة؟
- كلا بل تيم ابني هو الذي التقى بها قبل ذلك وقد سمعت عنها الكثير من قريبتنا جوانا ساوثورد.

- سؤال أخير يا سيدتي هل نزلت بأسرتك متاعب مالية بسبب مضاربات والد لينيت؟
- أنا مدركة طبعا ما وراء هذا السؤال فان والد لينيت وجدها كانا سببا في افلاس الكثيرين عن طريق المضاربات ولكن الواقع ان ذلك لم يحدث لنا
- شكرا لك يا سيدتي وأرجو ان تبعثي لنا بنجلك.

وانصرفت السيدة الرتون فوجدت ابنها في انتظارها متلهفا غلى معرفة الأسئلة التي وجهت اليها فلخصت له السئلة واندفع بعد ذلك الى غرفة التحقيق واجاب على كل اسئلة بوارو بأنه أوى الى الفراش مبكرا في العشرة والنصف وقضى بعض الوقت في القراءة ثم أطفا نور قمريه في الحادية عشرة تماما
- وهل سمعت شيئا؟
- سمعت صوت رجل يلقي تحية المساء وكان الصوت آتيا من بعيد
- فقال الكولونيل ريسي:.

- لقد كان هذا صوتي وانا القي التحية على القتيل
- نعم وبعد ذلك استغرقت في النوم ثم سمعت ضجة أعقبها صوت امرأة تنادي فانثورب فيما أظن
- تلك كانت كورنيليا روبسون حين استنجدت بفانثورب بعد اصابة سيمون
- أظن هذا ثم سمعت بعد ذلك جملة أصوات وصوت شخص يجري فوق السفينة ثم صوت سقوط شيء في الماء وعلى اثر ذلك سمعت الدكتور بسنر يلقي أوامر مقتضبة من قبيل احدر خد بالك لاتسرع.

- وهل انت متأكد من ان ما سمعته كان صوت سقوط شيء في الماء وليس طلقة مسدس؟
- ربما لقد سمعت بالفعل صوتا كصوت خروج سدادة من فوهة زجاجة فرقعة خفيفة ربما كانت طلقة مسدس وقد تبادر الى ذهني ان الفرقعة صوت فتح زجاجة وان سقوط الجسم هو صوت انصباب الشراب في الكؤوس فان الذي خطر لي ان فريقا من الركاب يحيي حفلة ماجنة وسخطت عليهم وتمنيت لو ذهبوا مضاجعهم ليناموا
- ألم تسمع شيئا آخر؟

- كلا فيما عدا تقلب فانثورب في فراشه في القمرة الملاصقة لقمرتي حتى حسبت انه لن ينام
- وبعد ذلك؟
- وبعد ذلك استغرقت في النوم ولم أسمع شيئا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة