قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس

في مكتبه باثينا
زفر ليونايدس بارتياح ليسترخي على كرسيه الجلدي الفاخر مخاطبا ابن عمه
- لقد خاطرنا بالكثير يا صديقي لكن يجب ان تعترف ان النتيجة كانت مبهرة وتستحق الاحتفال
صمت ديمتريوس لوهلة قبل ان يجيب، كانت ملامحه صارمة وكست ملامحه الوسيمة كرب شديدأ: - لاشيء يدعو للاحتفال ليون، كنت ستحطم رجلا يدافع عن كبريائه وكرامة ابنته
ابتسم ليونايديس وهو ينهض ليجلس قرب ابن عمه.

ما بك ديمتريوس كنت امزح، انت تعرف اني ما كنت لأفعل ذلك، كانت فقط طريقة للخروج من موقف صعب،
ما كان عليه ان يدخل مشاكلنا الشخصية في صفقة عمل مهمة
، اضافة الى ان زواجي من ابنته ما كان ليجلب لها سوى التعاسة انت تعرف اني لم اكن لاحبها
ومتى عرف قلبك الحب ليون كان قلبك دائما باردا، ابرد حتى من اعصابك
علق ديمتريوس بسخرية مريرة
ابتسم ليون بمرح ظاهر لكنني تغيرت، اشعر بليون القديم يعود لقد احببتها لا اعرف متى.

ربما من اول يوم مع اني لا اتذكر منه الا القليل، فتاة مثلها ضحت بكل شيء من اجل
ابني تستحق كل الحب
انجلينا هي الطرف الناقص الذي اعاد إلى السلام النفسي الذي افتقدته منذ ان رحل
لوشياس
تغيرت ملامح ليون وظهر الحزن عميقا في عينيه، انت تتذكر كم كان منطلقا مفعما
بالحياة، رباه كيف استطعت ان افعل ما فعلته
عصر على فكه بعنف وهو يضع رأسه بين كفيه، لقد مات بسبي انا السبب في موته.

وضع ديمتريوس يده على كتف ابن عمه قبل ان يقول: لم يكن خطئك ليون، انه القدر
لا ديمتريوس انا السبب في ما حصل للوشياس لا تحاول التخفيف عني
لن اسمح مطلقا بذلك
ظهرت على ملامح ليون تعبير مبهم. كان قلبه قد عاد للنزيف مجددا بسبب الذكريات
المؤلمة التي كان يعيش محاولا دفنها في ابعد مكان من عقله
نظر الى ساعة معصمه قبل ان ينهض من مكانه ليلتقط سترته، مشيرا لابن عمه.

تأخر الوقت يجب ان اعود الى باروس اليوم لقد مر الوقت بسرعة لا اتصور ان زفافي
بعد غد وصوفية تتصرف كانها هي العروس النكدة، اتصلت بي ما يناهز المئة مرة وكل
مرة بطلب مختلف، اخره انها ترغب بتزيين الكنيسة بازهار الزنبق الابيض. تخيل الزنابق البيضاء في هذا الوقت من السنة؟!
ابتسم ديميتريوس ابتسامة لم تصل عينيه
هي تعرف انك تجعل المستحيل ممكنا لذلك اتصلت.

قبل ان انسى طلبت مني ان اقوم بدعوتك الى العشاء التمهيدي غذا تقول انها لن تتوانا
عن طردك اذا اتيت دون حلة رسمية
ساحاول مع انني لا اعدها بشيء. اجاب بابتسامة واهية
يجب ان ارحل الان ستاتي معي؟ سال ليون ديمتريوس وهو يهم بفتح باب المكتب
لا افضل البقاء ليوم اخر في اثينا
انتبه ليون للقلق الذي رسم وجه ابن عمه. كان مشغولا بانجاح
الصفقة حتى انه لم يلاحظ التغير في مزاج ديمتريوس
- ديم هل من خطب؟

جاهد ديمتريوس ليخفي مشاعره، لا كل شيء على مايرام لا تقلق
هيا اذهب وتمتع باخر ساعاتك كعازب.
ابتسم ليون
لاول مرة لست نادما للتخلص من لقب العازب الابدي.
خرج ليون من مكتبه نحو سطح المبنى ليستقل الهيلوكبتر
ديمتريوس اقترب من النافذة الزجاجية الكبيرة المطلة على الميناء يراقب بصمت اسطول
سفنهم الراسي. وضع رأسه على زجاج النافذة الكبيرة. قبل ان يشتم بغيظ اللعنة عليك انجلينا،.

في مكان اخر على جزيرة باروس و تحديدا في قصر عائلة اورليوس كانت التحضيرات
على قدم وساق الكل سعيد بزواج ليون من انجي، في اسبوعين فقط تمكنت من ان تضم
الجميع الى صفها حتى سيزار المتزمت بطبعه رضخ اخيرا لمطلب زوجته وتقبل انجلينا
وابنها
اخيرا وصلت الدفعة الاخيرة من الورود لا اعرف ماذا كنت سافعل لو تاخرت الشحنة يوما اخر نتحتاج الى يوم كامل من اجل تزين الكنيسة.

كانت صوفية تتحدث منشغلة بكتابها الابيض والذي لم تستغن عنه للحظة منذ بدات ترتيبات الزفاف
هل رأيت الثوب الذي اخترته من اجلك انجلينا؟
كانت صوفية تحت انجي على الكلام بجهد بالغ
رأس هذه الاخيرة كان يتمايل من اثر السهاد
يا الهي صوفية لا اظن اني قادرة على حضور العشاء جل ما افكر فيه هو حمام
ساخن وفراش للنوم.

كفي عن احلام اليقظة انجي تعرفين ان هذا مستحيل. لاتنسي ليون سيصل اليوم وانا اريدك ان تبهريه
ابتسمت انجلينا بخجل لم تره منذ اخر مرة حين طلب يدها للزواج طار بعدها مباشرة الى اثينا من اجل صفقة مهمة
وفي المرتين التي كلمها فيهما كانت اجاباتها مقتضبة على طلبه بعقد هدنة
هل عدنا الى احلام اليقظة مرة اخرى قالت صوفية موبخة
اقتربت انجي من صوفية. توسلتها بخفوت.

صوفية هل يمكنني الحصول على بعض النوم. ساعتين ليس اكثر. اعدك اني ساعود بعدها بكامل وعيي
قطعا لا قالت صوفية منهية الحوار
مصففة الشعر ستصل بعد ساعتين من الان
تنهدت انجي اذا لدي ساعتان للنوم قبل وصولها، دعيني ارى
فتحت كتابها تقلب اوراقه لتصرخ بصدمة. يا الهي نسيت تماما الموعد مع مدرب الرقص هيا تحركي.

اسرعي يجب ان نصل قبل الموعد
نهضت انجلينا تجر قدميها تتمنى لو كانت بنصف نشاط صوفية البالغ
في قاعة الرقص الكبيرة: جلست انجلينا على الارض الخشبية تحدق في المرايا بشرود.

كانت صوفية منهمكة في مكالمة هاتفية تعطي اخر توجيهاتها لمتعهد الحفل
قبل ان يدخل شاب وسيم رياضي الجسم قال بمرح مخاطبا انجي لم اظن ان هناك
حوريات تمشين على الارض هل اتيت من اجل مرافقة العروس
نظرت اليه انجلينا بعدم فهم: وقبل ان تحاول الرد جاء صوت صوفية مازحا من وراءه
لا هي العروس نفسها وانصحك بان توفر دور دون جوان لفتاة اخرى لن تجد هنا سوى المتاعب.

ضحك الشاب ضحكة رنانة قبل ان يستطرد اسف كيرا اورليوس
لم اكن اعرف انه انت ما كنت تجرات
لا باس ردت انجي بابتسامة وهنة، هي اصلا لم تكن واعية تماما لما قاله كانت نصف نائمة. ولو كان
بيدها لأستلقت على الارضية ونامت
اذا لنبدا
وضع الشاب حقييته من على كتفه قبل ان يفتحها ويخرج مجموعة من الاقراص الرقمية
ويتجه نحو المسجل
هل اخترتما اللحن الذي ستفتتحان بها الرقصة.

لا ليس بعد اجابت صوفية كان من المفروض على اخي ان يكون معنا اليوم لكنه لم يعد
بعد
لا باس سنرقص على موسيقى الفالس انا متأكد ان السيد اورليوس يعرف الخطوات ضغط على زر التشغيل وامسك بيد انجلينا سترين كم هذا سهل.

اولا ضعي يدك اليسرى على كتفي هكذا كل ما عليك ان تفعليه هو ان تعكسي
حركاتي هكذا خطوة الىى الامام وخطوة الى الخلف، جيد عودي الى الوراء تحركي
الى اليمين اتركي قدمك اليسرى تابتة الان اخطي خطوة اخرى الى الوراء هذه المرة
بقدمك اليمنى ثم خطوة الى الامام يجب ان تظهري وكانك تنزلقين على حلبة الرقص
لم تكن تستوعب كلمة مما يقوله استمرت تدوس على قدمه في كل مرة وهي تعتذر و تنظر الى قدميها لكي تتحاشى قدميه.

لم تلاحظ الشخص الوسيم اللذي كان يراقبها متكئا على الباب بجسده الفارع قبل ان يقترب منهما.

اظن انني ادين لك ولزوجتي باعتذار
رفعت انجي عينيها انه هو، حبيبها وتورد خذاها لمجرد التفكير
الان فقط تعرف كم اشتاقت اليه كان وسيما بشكل مدمر في بدلته الزرقاء الداكنة وربطة
عنقه الحريرية كان عليه ان يكون عارضا فكرت بصمت وهو ياخدها من بين ذراعيه
هل تسمح لي.

بالتاكيد رد الشاب ساعيد تشغيل الموسيقى
كانت صوفية قد رحلت تاركة انجي في عهدة ليون
رقصا على موسيقى الفالس الساحرة لم تكن قدما انجلينا الان تتحرك على الارض هي كانت تطير بين ذراعيه.

انتهت الرقصة وانصرف الشاب تاركا الخطيبين ينعمان بالهدوء وسط القاعة الفسيحة
تسارعت دقات قلب انجلينا عندما شعرت بمدى قربه منها
- هل فكرت بحديثنا امس.

لم يستطع جزء من عقلها التركيز على ما يقوله لان قسما كبيرا من مشاعرها كانت مشدودة الى جاذبيته الساحرة ورجولته الملهبة
ردت عليه همسا - لم افكر بعد في الموضوع.

- هل يمكن ان اعرف السبب
كان يزيد من اقترابه
- انا ارغب بازالة الجو العدائي اللعين الذي قام بيننا منذ البداية هذا الجو الذي اوجدناه نحن بايدينا انجي
كان قربه يثير داخلها نزوة جامحة تضعف مقاومتها للاغراء الواضح الذي لفها به
همس وهو يمسك كتفيها بحنان جعلها ترتجف
- هل اطلب منك الكثير عندما اقترح تعايشا سلميا بيننا
لم يتمكن قميصها الحريري من صد الهجوم الذي اشعلته لمساته الحارقة و لم تتمكن.

احاسيسها من قمع الرغبة المتوحشة التي احرقت احشائها للالتصاق بجسمه القوي والمثير
كانت هي من اقتربت بذهول فيما كانت تشدها اليه قوة سحرية تسمرت نظراتها على
شفتيه تمنت لو تطبقان على جوعها وتفجران فيها تلك الرغبة التي دابت على تخزينها
منذ زمن، نظرت الى وجهه فرات مزيجا من البرود والاغراء.

اقترب من شفتيها ببطء كانه يمنحها فرصة للتراجع لكنها لم تكن ترغب بالتراجع. كانت تريد
هذا الرجل الوسيم المتغطرس ان يقبلها ان يحبها وان يفجر الانثى الكامنة بداخلها
لم يترك لها فرصة اخرى لتطلب: التهم شفتيها بتمهل وجعلها تتحرق رغبة في عناقه تاوهت بين شفتيه ويداها تستقران على جدار صدره الصلب بينما يحملها بين ذراعيه،.

كانت كالريشة بالنسبة له، تعمقت قبلته وهي رفعت يدها تداعب عنقه وشعره، لقد احرقها عناقه. طوقت خصرها بساقيها. خائفة من المشاعر القوية التي عصفت بكل اتزان.
وجعلها تتمنى لو يكون زواجهما كاملا
بعد مدة وضع ليون انجلينا على قدميها كانت لا تستطيع الوقوف رجليها اصبحتا كالقطن
من جراء لمساته داعب انفها الصغير، قبل ان يقول لا استطيع ان اضمن ما قد يحصل لو بقينا هنا.

انتبهت الى المعنى المبطن لكلماته تنحنحت تبحث عن صوتها قبل ان تقول
لنذهب ليون لقد تاخر الوقت.

حل المساء بسرعة والضيوف بدئوا يتوافدون على القصر
اصرت صوفية على ان تلازم انجي كظلها
لا اضمن انك لن تتاخري كما فعلت اليوم. بالله عليك لدينا برنامج يجب ان تحترميه. وكفى انهضي لقد افرغت كل شيء لم يعد هناك شيء في معدتك لتفرغيه
نظرت انجي الى صوفية بعينين زائغتين.

لا اشعر اني بخير صوفية. ربما اصبت بعدوى. اظنه بوادر زكام
زكام؟
لا، لا تقولي ذلك الان معظم ضيوفنا قد اصبحو في القاعة.

يجب علي ان اصلح تبرجك لقد افسد بالكامل
امسكت صوفية بيد انجي تحثها على الوقوف نهضت هذه الاخيرة مرغمة
يجب ان تستمر في مقاومة الغثيان زمت على شفتيها بقوة بعد ان شعرت به يعاودها
كانت صوفية تكاد تنتهي من اصلاح زينة انجي قبل ان تظهر والدة ليون تحمل في يديها
علبة من المخمل الاسود الفاخر
كانت راقية بفستانها الاسود من ارقى دور الأزياء البارسية.

تبدين رائعة سيدة كانديس
امي هذا ما عليك مخاطبتي به منذ الان
قالت ام ليون معاتبة
ابتسمت انجي ابتسامة باهتة وهي تردد الكلمة
كانت صوفية قد انتهت من تبرج انجي وذهبت لاحضار الفستان.

فتحت كانديس علبة المجوهرات التي كانت بيدها ليظهر عقد من الماس يسلب الانفاس
فتحت انجي عينيها من الدهشة
هذا العقد هدية مني انا وسيزار
لكن سيدتي لا يمكنني...
ماذا قلنا
امي لا استطيع قبوله هذا كثير
ليس بكثير عليك انجي انا وسيزار لم نسعد منذ زمن الى ان اتيت باندي، ذكرنا
بلوشياس وجعلنا ننسى الالم ولو بشكل جزئي، لا تعرفين مقدار سعادتنا بك وبالعزيز اندي،
ابنك اغلى هدية لنا لا ترفضي هديتنا بالمقابل.

انهمرت الدموع على وجنتي انجلينا مفسدة تبرجها
حملت كانديس محرمة من على طاولة الزينة تمسح دموعها
لا تبكي اليوم، اليوم تكتمل فرحتك يجب ان تكوني اجمل من أي يوم راك فيه ليون
يا الهي صرخت صوفية وهي تحمل ثوب انجلينا
ليس مجددا ماذا فعلت امي
حاولت انجلينا ان تمسح عينيها
لا، لا تفعلي شيئا يكفي ما فعلته اليوم ستزيدين الامر سوءا اقتربت صوفية لتصلح ما افسدته انجلينا بدموعها.

. يجب ان تكوني نجمة الحفل انجي وانا ساعمل على تحقيق ذلك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة