قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

نظرت انجلينا من نافذة المروحية الى المياه الصافية الزرقاء لبحر ايجه.
لو لم تكن هنا مرغمة لكانت تمتعت بهذه المناظر الخلابة التي تسلب الالباب نظرت، تأملت وجه طفلها الصغير النائم بسلام بين ذراعيها ابنها يستحق كل تضحية ممكنة ولو على حسابها، حتى وان كان الثمن هو العيش الى جانب شيطان كليونايدس،.

ابتسمت لديمتريوس اللذي ابتسم لها بدوره، ديمتريوس هو ملاكها الحامي، منذ اتى اليها ليتما معا اجراءات السفر لم يعاملها بجفاء لم يحكم عليها كما فعل ليون، بل بالعكس تماما كان رجلا نبيلا، ساعدها في كل ما احتاجته لتسوية وضعها، استخرج شهادة ميلاد للصبي، دفع فواتير المستشفى، وأغدق مبلغا مهما على المستاجرة العجوز عرفانا من عائلته لتكفلها بانجلينا والطفل.

ليوناديس بعد عناقهما المثير قرر الرحيل متحججا بالأعمال تاركا لابن عمه مهمة احضار انجلينا وابنه، اسعدها هذا الترتيب فهي مطلقا لم تكن تريد ان تبقى قريبة منه، اخترق ليون كل دفاعاتها لم تكن محصنة ابدا امام سحره.

ديميتريوس كان كالبلسم الشافي لكل المعاناة التي سببها ليون في زيارته، تشكر الله على وجوده معهما اليوم فهي لن تقدر على مواجهة عائلة ليون وحيدة. تمنت لو يعاملوها بمثل اللطف اللذي عاملها به ديميتريوس، مع ان احساسها، صوتا داخليا كان ينبئها بالعكس،.

صوت المروحية الهادر كاد يصيب انجلينا بالصمم، فور نزولها وضعت انجلينا يديها على اذنيها محاولة كتم الصوت، كان شعرها الطويل بلون سنابل القمح يتطاير حولها بشكل مثير فستانها المتطاير بفعل المروحية ابان عن ساقين مصقولتين بلون الحليب، ديتمريوس ترجل بسرعة كان هناك شيء هام يدعوه للرحيل فور وصوله، عكس ليونايديس اللذي كان مستمتعا بالمنظر يحضن ابنه بين ذراعيه بحنان ابوي،.

ابتعدا عن المروحية بامتار قليلة قبل ان تسارع انجلينا لاخد الطفل من بين ذراعيه متمتمة بعبارة شكر يتيمة.
وكما توقعت الاستقبال كان باردا منذ اللحظة اللتي خطت قدمها قصر عائلته
اخذ الطفل من ذراعيها مرة اخرى حاولت ان ترفض لكن بنظرة واحدة من عينيه سلمته الطفل دون مقاومة، الترحيب اللذي حصل عليه طفلها كان رائعا مقارنة بما حصلت عليه هي من نظرات باردة قومتها من راسها حتى قدميها وجعلتها تشعر بانها نكرة امامهم.

الكل تجاهلها من والدة ليونايديس التي لم تمنحها كلمة ترحيب
الى صوفية الاخت الصغرى لليون والتي اغدقت عليها ابتسامة باهتة
حتى الخدم كانوا ينظرون اليها بارتياب شديد
عصرت انجلينا اصابعها داخل راحة يدها محاولة كبت الشعور المزعج اللذي اصبح يتزايد داخلها.

اندرياس كان محط اهتمام الجميع الكل اراد ان يحمله، غاص قلبها داخل ضلوعها، لوهلة احست بالذنب مما كانت ستحرمه منه بسبب انانيتها، طفلها بدا محبوبا وسعيدا بين ذراعي والده
لم تكن تفهم كلمة مما يقال فالحديث كله يدور باليونانية وهي كانت الدخيلة الوحيدة وسط هذه العائلة الكبيرة
- انهم سعيدون باندي هذا تقريبا كل ما يقال
جاءها صوت ديمتريوس المازح من وراءها، تنفست الصعداء و اخيرا قد عاد.

سلم ليونايديس الطفل لامه ارتسمت على وجه هذه الاخيرة ابتسامة دافئة وهي تقبل اندي وتضحك له بحنان.
اقترب ليون من والده اللذي كان يراقب المشهد من بعيد لم تظهر على الاب نفس المشاعر التي ظهرت على الجميع كانت هنالك نظرة قاسية جليدية في عينيه
عرفت الان من اين ورث ليونايديس نظراته، ظلت تراقب علاقة الاب بابنه بتوجس وخوف، حتى انها نسيت التنفس.
ابي الى تريد ان تتعرف على حفيدك
لا اجاب الاب بصوت قاس.

بعد هذا التصريح الغريب صرف الخدم الى اعمالهم باشارة واحدة
لم ييقى بالردهة سوى انجلينا التي انزوت في ابعد مكان محتمية بديمتريوس
وضعت والدته الطفل بين ذراعي صوفية لتقترب من زوجها معاتبة
ما بالك سيزار هذا اللذي تتحدث عنه يكون ابن ليون، بغض النظر عن من تكون والدته
كانوا يتحدثون عنها كانها غير مرئية
تحرك سيزار مشيرا الى انجلينا وعلامات تهديد ظاهرة على وجهه.

اتعرفين ما فعلته ايتها الفتاة الحمقاء بحملك، لقد جلبت العار لهذه العائلة هذا ما فعلته، جلبت لنا العار.

-ابي، قالها ليون معاتبا
التفت سيزار الى ابنه وحدجه بنظرة قاسية اتعرف ما هي عواقب فعلتك، زواجك من
اناركي لم يبقى عليه سوى اسبوعين، لماذا اتيت بهذه الساقطة وابنها الى هنا؟ اين كان
عقلك ليون؟ كنت اعتبرك رجلا ناضجا اوكلتك قيادة هذه العائلة لكنني اظن ان حكمي لم يكن في محله.

همت انجلينا ب الصراخ في وجه هذا الرجل المتغطرس، من يدعو بالساقطة لكن يد
ديمتريوس على كتفها اوقفتها كان الوضع متازما لم يكن يحتاج للمزيد
جاء صوت ليونايديس صارما
ابي لن اتزوج باناركي انا اسف اعرف ان الاعمال كانت سبب مهما وراء هذا الزواج لكنني لن اتزوج الان سوى من ام ابني، انا احبها.

هذا الاعتراف كان غريبا حتى على اذني انجلينا، يحبها يتزوجها ها قد عاد الى هذيانه مجددا.
حدج الاب ابنه بنظرة قاسية قبل ان يدير له ظهره مبتعدا دون ان يضيف كلمة اخرى
كان صوت الام هذه المرة، ليون لا هذا الوقت ولا المكان المناسب للخوض في مثل هذه التفاصيل
مارايك لو تاخد ضيفتك الى الجناح الشرقي مارتا اهتمت البارحة بتوضيب ملابسها هناك
وبالنسبة للعزيز اندريوس فغرفته قد اصبحت تقريبا جاهزة.

والمربية ستكون هنا في ظرف اسبوع
كان هذا كثيرا على انجلينا انهم يقررون مصيرها ومصير طفلها كانها مسلوبة الارادة، قاطعتها انجلينا بصوت مهزوز
- اشكرك سيدتي لكن مكان ابني هو بجانبي
نظرت المرأة الاكبر سنا الى انجلينا كانها تلاحظها لاول مرة
- حفيدي لن تربيه فتاة سوقية، هو من عائلة اورليوس وسيربى على هذا الاساس
كان غضب انجلينا قد وصل الى مرحلة اللاعودة
انفجرت من دون وعي و دموع غزيرة تحجب عنها الرؤية.

- انا قلت ان ابني سيبقى معي
اقترب ليون بحنان من امه، كانت نظراته هادئة عكس النظرات المرعبة اللتي ينظر بها اليها
- امي انجي على حق، الطفل مازال رضيعا ويحتاج اليها ولا يمكنها ان ترضعه اذا كان بعيدا عنها، اريد لابني ان يكون قويا اضاف مبتسما لامه بحنان
- معك حق بني فلتبقه معها لكن ليس لوقت طويل
اقترب ليون من انجي التي استعادت اخيرا رضيعها من بين ذراعي صوفية
- اتبعيني اريد ان اريك جناحك.

تبعته مرغمة بعد ان اعتذرت من ديمتريوس اللذي كان يراقب الحوار وقد علا التقطيب جبينه رسم على وجهه ابتسامة مشجعة يحثها على الذهاب باشارة من راسه
لتلحق بليون مرغمة
التعب بلغ منها مبلغه وصغيرها نام في ذراعيها تحتاج الى حمام ونوم عميق قبل ان تتعامل مع الوقائع الجديدة اللتي لم يخبرها ليون عنها شيئا
تحس بانها الغبية الوحيدة هنا
وصلت اخيرا الى الغرفة اللتي فتحها ليون.

لم تكن غرفة كانت جناحا مستقلا، اكبر بكثير من شقتها بنيويورك
الغرفة كان اقل ما يقال عنها انها خرجت من احدى الحكايات القديمة، سرير ملكي احتل وسط الغرفة، اريكة رائعة من الجلد الابيض بمقابل السرير، وغرفة كاملة لتغير الملابس
لم تحلم انجلينا ان تمتلك جناحا كهذا حتى في اكثر احلامها جموحا.

لكنها كانت متعبة وتعيسة لكل ما مرت به في الأيام القليلة الماضية، مما افقدها الرغبة بالتمتع بالفخامة من حولها، لاحظ ليون سحابة الحزن المخيمة على عيني انجي كأنه قرأ في عينيها الخوف الذي يسيطر عليها، هي تشعر بعدم الامان وهو لم يبدد هذا الشعور، تركها تواجه غضب عائلته دون أي مساندة.

هو لا يريد التعاطف معها، هذا اقل ما تستحقه لما فعلت به، لكن منظرها الحزين الهش وهي تحمل ابنه بين ذراعيها حرك فيه شعورا عميقا لم يستطع كبحه، وهو يقترب منها.
- لا تخافي انجلينا، ما دمت ادعمك لن يمسك سوء.

احتاجت الى رفع راسها لتواجه عينيه كان يبدو اطول منها حتى مع كعبها العالي نظرت اليه بتوسل، لم تعد قادرة على كبح دموعها اخذ الطفل النائم من ذراعيها وطوقها بذراعه الحرة بحنان يكفي انجي لا اريد ان اراك منهارة هكذا
وضعت انجلينا راسها على صدره العريض وقد خف نحيبها شيئا فشيئا ليصبح مجرد نشيج متقطع
لقد تعبت من محاربة طواحين الهواء لم تكن راغبة في محاربته كانت الان، تصلي فقط لكي تتحلى بالقوة لمقاومة سحره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة