قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس عشر

دع العشق جانبًا ف قلبي قُيد بوجع فراقك، وأنصت ل عقلي وصدق بأن ما بيننا هي حرب، حتى لو كانت مسلوبة الراء.

أصبحت المواجهه من الطرفين، لذا وجب تكثيف مركز الذكاء لديه فهذه الورقة الوحيده الرابحة بالنسبه له.

حملقت به بإستغراب من إجابته عليها، إنكمشت قسمات وجهها ومن ثم تابعت بنبرة جامدة وهي تقف أمامه مُباشرةً: هروح أزاي يعني؟!
في تلك اللحظه إلتفت عاصم ناحية زوجته النائمة وسرعان ما عاد ينظُر ل وجه نوراي الذي إلتهمه الإرتباك قائلًا بثبات شديد: هتروحي عند سليم. مش أمجد.
تنفست نوراي الصعداء في الحال، لتردد بنبرة مُتفائله: بجد يا عاصم؟ هتاخدني عنده؟، بس إنت ليه خلتني أوافق علي كلام أمجد؟

عاصم وهو يرمقها بنظرة شاردة: هتروحي تعيشي مع سليم طول الفترة دي يا نوراي، بس كأنك أخته مش زوجته ولازم تتأقلمي علي دا علشان خطتنا تنتهي علي خير، وجودك مع سليم أمان أكتر من وجودك ب القصر، اما بقي بالنسبه ل سؤالك ف علشان حبل اللعب هيبقي معايا. يالا أجهزي علشان نمشي قبل ما تبدأ رقابتهم علي القصر.

نوراي وهي تهز رأسها بتفهم: حاضر، بس لو سمحت يا عاصم، بلاش تاخد علي كلام نسمه، إنت بتحبها ومعاملتك معاها بقسوة حتى لو هي غلطانه مش هترجع الثقة بينكم تاني.

تنهد عاصم بعمقِ، ثم ربت علي ذراعها الأيمن بكفه قائلًا: مافيش بينّا ثقة مفقودة، الفكرة كُلها إنها ما قبلت ظروفي وشايفة نفسها الضحية طول الوقت. عامةً انا ما عافرتش كُل السنين دي علشان أسيبها بسهولة كدا. وبنفس الوقت انا ما حبش إنها تتمرد عليّا وما تحترمنيش، شكلها محتاجه كورسات في مُعاملة الزوج.

أنهي جُملته الأخيره بنبرة ضاحكة، لتبادله نوراي بإبتسامة هادئه، فيما كانت تُنصت نسمه لحديثه وقد إشتعل وجهها ك جمرة متوهجة وهنا تابع بإيجاز: يالا جهزي نفسك وانا مستنيكي تحت.

إتجها معًا خارج الغرفه، إستعدادًا للذهاب إلى ذاك الحي العتيق، فيما فتحت نسمه عينيها وجلست القُرفصاء علي الفراش وهي تُردد بنبرة حازمة: ناقص يقول إني محتاجه كورسات في التربيه؟!، انا هسكت لحد سليم ما يخلص من ازمته دي علي خير وبعدها طرقتنا هتختلف يا عاصم باشا وطول الفترة دي الحرب بينّا هتكبر.

علي الجانب الاخر
خلي بالك من نفسك يا نوراي وطمنيني علي سليم؟!
أردفت روفيدا بتلك الكلمات وهي تحتضن نوراي في حُزن لهذا التشتت الذي سري داخل عائلتها في حين تابعت نوراي بحنوِ:
إتطمني يا روفا، عاصم ونيروز أمانه معاكم. وهكلمك علشان اسمع صوتهم كُل يوم.
خديجه بنبرة واهنة: حسبي الله ونعم الوكيل في كُل ظالم.

جاءت نسمه إليهم لتقوم بضم نوراي بحُب وهي تهتف بنبرة أشبه للبُكاء: خلي بالك من نفسك وجوزك وكلميني طول الوقت.
نوراي بتفهم: حاضر.
كانت أنهار تقف في زاوية من الغرفه تحتضن الصغير إليها بأحد ذراعيها وبالآخر تحتوي كف نيروز الواقفه بجانبها فيما أسرعت نوراي تُقبل صغيرها وكذلك نيروز قائلة: خلي بالك من عاصم يا نيرو. هسافر أجيب لكم شيكولاته كتير انا وبابي وهنرجع.
نيروز بفطنة بالغة: هات من هنا يا اوشين؟

نوراي وهي تحتضنها بحب جارف وقد إغرورقت عيناها بالدموع: خلصت الشيكولاتات كُلها وانا هروح أجيبها ل نيرو من بعيد علشان أوشين وبابي بيحبوها.

نيروز وهي تُقبل عين والدتها ك عادتها: باي.
غادرت نوراي داخل سيارة عاصم لتبدأ الجوله والتي غالبًا ما تنتهي بعد ساعتين في الطريق، قاد عاصم سيارته بحسمِ وهنا تابعت نوراي بهم ونبرة مُختنقة: أنا خايفة علي أولادي من أمجد اوي، من دلوقتي قلبي واجعني عليهم، تفتكر أمجد لمّا يعرف إني كُنت بضحك عليه، هيفكر يعمل أيه المرة دي؟!

عاصم بضحكة خفيفة: هو اللي هيعمل كُل مرة؟!، لازم ناخد فرصتنا إحنا كمان، ولادك هم ولادي، وبالنسبه ل أمجد العزالي ف أعلي ما في خيله، يركبه.

وقفت أمام المصعد الكهربائي (الاسانسير) داخل إحدي البنايات الراقية لتجده قيد الاستخدام، أخذت تزفر بضيق وكذلك تهز قدمها اليُمني بجزعِ لتقرر سَلك الدرج إلى الشقة رقم (7)...

إنطلقت صعودًا بسرعة البرق حتى وقفت أمام هذه الشقة وراحت تطرُقها بعصبية مُفرطة ولَم تنسي وضع كفها علي مِنطقة العين السحرية لحجب الرؤية عنهُ وهنا وجدته يفتح الباب وعلي وجهه إبتسامة بارده ما لبث ان زالت وحل محلها نظرة مصدومة لتقول هي بصراخ شديد: بتعمل أيه هنا يا أمجد بيه؟!

قالتها زوجته (دينا) وهي تدلف للداخل ومن ثم صفقت الباب خلفها، وقفت أمامه وقد عقدت ذراعيها أمام صدرها تجوب ببصرها علي كامل جسده في حين تابع هو بغضب:
إنتِ بتعملي أيه هنا؟!، وعرفتي مكاني إزاي؟!
دينا بإزدراء واضح في نبرتها: إنت اللي بتعمل أيه هنا يا معالي الوزير؟

وهنا قبض أمجد علي ذراعها بشراسة، وبنبرة صارمة تابع، ناظرًا صوب مُقلتيها: إنتِ ما تسأليش رايح فين وجاي منين؟!، أوعي تكوني فاكرة إني هسمح لك تهزي مكانتي في البلد دي. دا انا أقتلك وأدور علي غيرك، إنطقي عرفتي المكان دا إزاي؟!

دينا بحدة وهي تضع شاشة الهاتف أمام مرآي عينيه: إقرا بنفسك يا باشا، وبعدين حلوة البيچامة الحمرا دي؟!
جدحها أمجد بنظرة ثاقبة لينظر إلى شاشة الهاتف النقال ويقرأ تلك الرسالة المُرسلة إلى زوجته: معالي الوزير بيخونك يا هانم، وهو حاليًا موجود علي العنوان دا (، ) أنا طبعًا فاعل خير. أصلي خايف علي حياتك العائلية أوي وقولت لازم أقولها، ممكن يكون مقرر يغيرك بآخري زيّ ما بيغير عربياته مثلًا.

أنهي قراءة الرساله ليقوم برمي الهاتف أرضًا وأخذ يدعس عليه بنيران تدب داخله فقد أدرك بأن نوراي هي من رتبت له هذا الفخ. استخفت بعقله لتنال منهُ.

دينا بغيظ وهي تجوب ببصرها داخل زوايا الشقة: فين الحلوة بقي؟
أمجد بصوتِ جهوري: مافيش يا غبية؟!، ودا مقلب من أشد أعدائي.

بإتفاق بين رمضان وعاصم، قام راشد باستلام سيارة عاصم منهُ بعد أن إقترب ناحية حدود هذا الحي وكذلك نزع عنه ملابسه واستبدلها بأُخري. ظلت نوراي تُتابع أحاديثهم بإستغراب وهنا تابع عاصم بحسمِ: إرجع بالعربيه يا راشد للقصر. وإنتِ يا نوراي، تعرفي تبقي شوارعية؟!
نوراي وهي تلوي شدقها: سوري ما فهمتش؟!

عاصم وهو يمسح علي وجهه: سوري؟، هنتمسك بسبب سوري دي انا عارفة. طيب من الأحسن يعني ما تتكلميش. تعملي نفسك خارسه. تمام؟!

نوراي وهي تهز رأسها رغم جهلها بطلبه: اللي تشوفه.
جاءته رساله رمضان بالإقدام ناحية بوابة الحي والتي يحرصها رجلان أشُداء، إتجه عاصم ناحيه البوابة وتسير نوراي بجواره في خوفِ وهنا تابع عاصم لأحد الحُراس:
انا جاي زيارة لإبن خالي يا شق.
الحارس بصرامة: واسمه أيه ابن خالك دا؟!

في تلك اللحظه قطع حديثهما صوت رمضان الذي هرول ناحية الحارس وهو يقول: انا يا عبكييم. اصي بيوتهم اتهدت ف جايين يقعدوا معايا لحد ما الأزمة تتحي.
الحارس الآخر وهو ينظُر ل نوراي بتمعنِ: والحلوة قريبتك؟
جدحه عاصم بعينين يتطاير منهما الشرر ومن ثم قام بجذبها من كفها لتقف إلى جانبه من الناحية الأخري، وهُنا تابع عاصم بجمود ومازال يضم أصابعه علي كفها: بالظبط.

الحارس بثبات: قرايبك كتروا أوي يا رمضان. بس ماشي هعديهم علشان العشره اللي بينّا.
رمضان وهو يحثهما علي السير للداخل وبنبرة متوترة تابع: تُشكي يا جدع.
ظلت نوراي تجوب ببصرها الشوارع، تنظُر إلى البنايات البالية ب فَيه فاغر، وهنا تابع عاصم بإبتسامة هادئه: هتفضلي فاتحه بؤك كتير كدا. إنتِ لسه شوفتي حاجه؟!
نوراي بإمتعاض: سليم قاعد هنا؟!

أومأ عاصم برأسه إيجابًا، كاتمًا ضحكته وما أن وصلوا إلى البناية حتى دلفوا داخلها لتسبقهم هي تصعد الدرج الذي يتحرك مع كُل حركه منها ولكنها لم تُبالي لهذا بقدر رغبتها في رؤيته.

قامت بطرق الباب عدة طرقات تحسب الثوان، قام سليم بفتح الباب ليجدها تقف أمامه وبسعادة شديدة قامت بالإنقضاض عليه تضمه بإشتياق ولوعة في حين وضع هو يديه حول خصرها رغم معالم الدهشة التي ما زالت مُسيطرة علي قسمات وجهه.

نوراي بحُب وهي تتشبث بعُنقه: وحشتني يا سولي.
إبتعدت عنه قليلًا لتجده ينظُر ناحية عاصم بغضب يتطاير من بؤبؤي عينيه فيما رفع عاصم بصره في أرجاء المكان مُتجنبًا النظر له.
سليم وهو يتجه ناحية عاصم يصرخ به بنبرة هادرة: نوراي بتعمل أيه هنا يا عاصم؟!، جايب مراتي للمكان القذر دا؟!
عاصم ناظرًا له بثبات: ماكانش ينفع اسيبها في القصر. إهدي يابني. ادخل يالا علشان نعرف نتكلم.

استنبط من حديثه بأن هُناك أمورًا أكبر من مجيء نوراي إليه، ف عاصم لا يفعل الخطأ إلى لتهوين الكوارث وهنا استأذن رمضان مُغادرًا إلى عمله في حين دلف الثلاثه للداخل...
نوراي بحُزن: انا قولت لك وحشتني علي فكرة. ولا إنت ما سمعتنيش؟!
سليم وهو يجلس بجوارها ضاممًا كفها إليه وبهدوء قبله قُبلة مُطولة ليرفع عينيه إليها قائلًا بحنو: وإنتِ وحشتيني طبعًا، لكن انا مش مستوعب إنتِ هنا ليه؟! وإزاي عاصم يعمل كدا!

قال جُملته هذه وهو يلتفت ببصره ناحيه عاصم الذي تابع بهدوء: معلش يا نوراي، ممكن تعملي لنا شاي؟!
هزت نوراي برأسها إيجابًا، نهضت علي الفور ومن ثم تابعت بنبرة متسائلة: فين المطبخ بقي؟!
سليم بهدوء: في الاوضة اللي جوا دي يا اوشين.
نوراي بتفهم: تمام.
إلتفت سليم إليه بوجهِ غاضب وهم أن يتحدث مُجددًا مُعبرًا عن إختناقه لوجود زوجته داخل هذا المستنقع ليُقاطعه عاصم بحسمِ:.

نوراي هنا هتبقي في حمايتك أكتر يا سليم، أمجد العزالي طلب منها تسلم له نفسها مُقابل أنه يخرجك من الجريمه. وما تنفعلش علشان انا وعدتها إني مش هقول لك.

كان يستمع له بعينين حمراوتين، اصطكت اسنانه بقوة وأخذ يكور قبضة يدهُ حتى برزت عروقه فيما لحقه عاصم وهو يهمس بثبات بعد ان تحرك جالسًا إلى جانبه مُباشرةً:
اهدي يا سليم. ماينفعش تبين لها أي حاجة، مراتك معاك دلوقتي وهي بخير. أعمل نفسك ما تعرفش حاجه، خلي اللي جاي يتم بينّا وبس.
سليم بإختناق وعصبية حادة: يا ابن الكلب، ورحمة أبويا المرة دي ما هرحمه.

عاصم بغضب خفيف: انا كُنت ممكن أحل الموضوع من غير إنت ما تعرف علي فكرة. فكر صح إنت في موقف لا تُحسد عليه، قولت لك حقك هيرجع بس بالعقل.

سليم بتساؤل: ونوراي هي اللي قالت لك؟
عاصم هازًا رأسه: اه. عرفتني بكُل حاجه وسمعتني الريكورد اللي سجلته أثناء الكلام.

سليم بلهفة: فين الريكورد دا؟!
في تلك اللحظه سمعا صوتها تصرُخ صرخات مُروعة من الداخل، هرولا ناحيه باب الغرفه لتصطدم ب زوجها أثناء خروجها لتقول بفزع: تمساح صغير جوا، وحشرات كتير يع.
ألقت نفسها بين أحضانه، ف مازال أسير صدمته فيما تابع عاصم بقهقه عالية: تمساح مرة واحدة جوا؟!
نوراي وهي تلوي شدقها ومن ثم ترفع وجهها ناحية زوجها: بتتريق. طيب تعالي يا سليم شوف بنفسك.

قامت بمسك كفه ثم سارت به للداخل ومن ثم أشارت بكفها إلى ذاك الشيء قائلة بخوفِ عارم: اهو. علشان تعرفوا إني مش بكذب.
رغمًا عنه وجد نفسه يبتسم لطريقتها الطفولية فيما صدرت قهقه عالية جدًا من عاصم الذي تابع: دا اسمه بُرص. وبعدين دا حي معفن عاوزه تلاقي فيه دُب باندا مثلًا.
نوراي بغيظ: رخم فعلًا ومش هعمل شاي.

أحس عاصم بأن صديقه ليس علي ما يُرام، يبدو بأنه بحاجه إلى أن يخل بنفسه ولكن هيهات ف مجنونته ستبقي معه وفي الحالتين سيهدأ بلا شك.
عاصم بهدوء: طيب انا همشي بقي،
ومن ثم اردف غامزًا لصديقه الذي ظل صامتًا: وبكدا أبقي سلمت الأمانه.
سليم بثبات: هستناك بُكرا.
ترجل عاصم خارج البناية عائدًا إلى القصر، إتجهت نوراي ناحية زوجها تحتضنه من جديد فيما تابع سليم بنبرة فاتره لا روح بها: مش عاوزه تقوليلي حاجة؟!

نوراي بإستغراب ونبرة مُتوترة وقد إبتعدت عنه قليلًا: حاجه بخصوص أيه؟!
سليم وهو يصرُخ بها بنبرة هادرة: هاتي فونك؟!
إرتعشت أطرافها في تلك اللحظه، وأخذت تردف بنبرة خافته يشوبها الخوف: كُنت هقولك علي فكره ومش هتاخد التليفون وانت بالحالة دي.

سليم وهو يمسح علي وجهه كاظمًا غيظه: تمام، انا كويس، محبوس جوا مكان مشبوه وكُله بلطجية ومدمنين، ومراتي بيتعرض عليها تبيع نفسها ولمّا حست نفسها في خطر راحت جات لي هنا علشان أحميها جوا المستنقع اللي كُله مُتحرشين وناس ما تعرفش ربنا. طيب قوليلي أهدا أزاي وأخبيكي فين؟! ولو أمجد واللي معاه جاتلهم الفرصة يخلصوا من أمي واختي وولادي مش هيترددوا.

حاولت نوراي إثارت عاطفته لتقف أمامه مُباشرة وبنبرة حانية تابعت: بلاش تشاؤم. لو في ناس بتكرهك، في كتير جدًا بيحبوك. ربنا كرمك ب عاصم، بيحبك بجد وأهلك هم أهله وخوفه علينا كُلنا واضح، القصر متأمن كويس جدًا ورمضان وراشد بيوصلونا بنفسهم. وكمان زياد وماجد طول الوقت معانا. يعني إنت مش لوحدك، إنت مطلوب منك تفكر صح علشان تثبت براءتك في اسرع وقت. وبالنسبه ل الريكورد ف انا مسحته لأنه هيدمر كُل حاجه عملتها في الدقيقتين دول علشان تهدا.

سليم بثبات: تمام يبقي إنتِ هتحكيلي اللي حصل.
باغتته نوراي بقُبله علي وِجنته ومن ثم همست قائلة بنبرة هادئه: بحبك يا بطلي.

قام بضمها إليه بعدما غطت في نومها، وضع رأسها علي صدره وبدأ يُمرر أصابعه بين خُصلاتها القصيرة، ف الدواء الذي تتناوله يجعلها تنام لبعض الوقتِ، شرد قليلًا في حديث والدته ليلة أمس،.

إنت كُل يوم هتأجل المُقابلة يابني، خليت شكلي بقي وحش قدام الناس. وعلشان كدا انا عزمتهم بكرا علي العشا هنا في البيت.

أردفت سَكينة بتلك الكلمات في جمود في حين شهق زياد بصدمة وراح يقول بنبرة خافته جاهد في ألا تصل حيث غرفة زوجته:
هنا؟!، جايبها لحد آلاء! إنتِ عاوزه تموتيها!، يا أمي ابوس إيدك كفاية تتدخلي في حياتي لحد كدا.
سكينه بحدة: ما إنت ابني، لازم اتدخل في حياتك امال أسيبها تضيعك؟!، قولي إختارت أيه. اجيب العروسه هنا لحد عتبة بيت السنيورا ولا هتقابلها بُكرا برا!

زياد مُنهيًا هذا النقاش: هقابلها برا. ممكن بقي ننهي الكلام دلوقتي!

زفر مُطولًا وقد إبتلع غصة في حلقه كُلما تذكر حديث والدته. يعلم تمامًا أن والدته لن تهدأ عاصفتها إلا أبان هذه المقابلة ولذلك قرر مُجاراتها لحين نجاح مسعاهُ ناحية طفل من حبيبته، ف آلاء داخل قلبه لا يُوجد بديلًا عنها، ظل يدعو بصوتِ أشبه للبُكاء حتى جف حلقه وهو يناجي الله بذرية منها علها تُجدد الحُب بينهما وتُنهي حرب والدته عليها...

ماكانش ينفع تيوحي الشيكه يا نسمة؟!
أردف رمضان بضيق وهو يجلس خلف مقود السيارة بعد أن وقف أمام شركة الدالي بصحبه نسمه التي تابعت وهي تجاوره في المقعد قائلة بغيظِ:
وليه ماينفعش؟!، هو جوزي علي ورق بس وبردو كلامه ورق ما يهمنيش.
كان رمضان ينظُر لها ليفتح عينيه علي وسعهما وهو يجد عاصم واقفًا أمام نافذة السياره التي تجاور نسمه وقد استمع لحديثها ليتابع بصوت أجش: نسمه إنزلي.

شهقت نسمه بفزع وكاد قلبها يقف من شدة الصدمة لتلتفت له وتجده ينظر إليها بوجه عابس وهنا عاد من جديد يهتف بها بحدة: إنزلي.
انصاعت لحديثه بتكاسل في حركتها من شدة الارباك. ترجلت خارج السيارة في حين تابع عاصم موجهًا حديثه ناحية رمضان:
إركن العربية في جراچ الشركة يا رمضان. وحصلني علي مكتبي.

اومأ رمضان برأسه دون ان يتفوه بكلمه في حين أشار لها بأن تتجه داخل الشركة وبالفعل نفذت ذلك، فقد ارتاع قلبها وتعلم تمام العلم بأنه سيُعاقبها بطريقة أكبر من أن تستوعبها.

نسمه وهي تدلف داخل المصعد: إنت!
لم تجد ردًا منه لذلك وقفت أمامه مرددة بنبرة مُغتاظة: بكلمك علي فكرة.
في تلك اللحظه قام بجذب كفها ومن ثم قام بوضعه علي فمها هاتفًا بصرامة: كدا أحسن لسلامة المواطنين.

ألو؟!
قالتها أنهار بهدوء ونبرة فاترة عندما صدح هاتفها بإتصال لم تعلم هوية صاحبه ف أجابت علي مضض لتجده يُتابع بنبرة هادئه: إزيك يا أنسه أنهار. أنا اوس!
أنهار وهي تقف في مكانها قائلة بنبرة غير مُصدقة: اوس؟! آآآ آه. أزيك؟!
اوس بتساؤل: انا بخير. إنتِ ليه ما جيتيش المؤسسه ولا حتى نيروز؟!
أنهار بتلعثم وشعور لا تفهمه: أستاذ عاصم، منع خروجنا من البيت تمامًا. شكل الموضوع هيطول.

اوس بضيقِ لما آلت إليه الأمور: سليم باشا بخير!
أنهار بثبات: بيحاول وربنا ما بيضيعش حد مظلوم.
اوس بإستكمال: المؤسسه وحشه من غيرك علي فكرة. إن شاء الله الموضوع ينتهي علي خير وفي أقرب وقت. أشوفك علي خير بقي.
أنهار بخفوت وكأنها أضغاث أحلام فقط: سلام.

ما أن أغلق الهاتف حتى أخذت تقفز في مكانها بسعادة غامرة وكذلك فعلت نيروز مقلده إياها وهنا أسرعت أنهار بإحتضانها قائلة بسعادة: إنتِ بتقلديني يا نيرو!، انا فرحانه أوي كُنت فاكرة إني لما ابطل اروح المؤسسه ما هيصدق يخلص مني. بس كلمني. I m so happy.
نيروز بمرح وهي تفتح كلتا يديها: هييييه.

وهنا أطلقت أنهار قهقة عالية فقد تذكرت بأن هذه الكلمة ضمن الدرس السابق ل نيروز وقد حفظتها بالفعل لتقول انهار بنبرة ذات مغزي: I m sad!
نيروز وهي تمط شفتيها وتفتعل الحُزن: اممم
أنهار بحُب وهي تحتضنها: حبيبه قلبي الشطورة. كفاية ضحك بقي، إحنا كدا مش عندنا دم خااااالص.

بدأ يغدو ويروح في هذه الغرفة، حيث يجتمع مع عزيز المرشود بها لإتمام خططهم، كور قبضة يدهُ في ضيقِ وافر ثم هتف بنبرة أشبه بفحيح الأفعي:
انا واحدة زيّ دي تستغفلني؟!، أمجد العزالي بيتضحك عليه من واحدة ست؟! أه ما هي مرات سليم النجدي. وحيات أمي ما هرحمهم.

عزيز وهو يُحرك الخاتم بإصبعه وبنبرة شاردة تابع: وتفتكر نذلهم إزاي دول؟!، ولازم ما تنساش عاصم الدالي. طول ما هو وسليم بيتجمعوا إنسي إنك تكسر القوة دي.

أمجد وهو ينظُر له بنار مُتأججة من عينيه: بس انا مش بس ناوي أفرقهم. دا انا هاخد قلب سليم بين إيدي وهو عايش.
عزيز المرشود مُضيقًا عينيه باستفهام: قصدك أيه؟!
بدأت نبرته تعبق بحرارة إنتقام واضحة وهو يقول بعينين حمراوتين إتشتاقتا للإنتقام: بنته المُعاقه هي قلبه. عُمرك شوفت واحد لمّا قلبه بيموت، بيفضل عايش؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة