قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي عشر

أمسكت بين كفها عصا ذات سُمك غليظ، ترفعها للأعلي ثم تهوي بها علي جسد هذه الضعيفه التي لا تستطع حتى ان تصدر صيحة إستغاثه فيما إنهمرت الدموع علي وجنتيها بغزاره وأخذت تتأوه في صمت أدمي قلبها قبل بروز تلك الكدمات علي جسدها لتقول تلك البغيضة بنبرة صارمه: إنت بتعصي كلامي يا نعمه!، مش كفايه كبرتك وعلمتك بشقايه وتعبي. لا راضيه تساعديني في شُغلي ولا تخدمي في البيوت، إنتِ بقيتي حِمل تقيل عليا وانا ما عدتش طيقاكي وهتوافقي علي العريس غصب عنك.

عاودت استئناف ضربها بغضبِ جمّ، فيما أتاها صوته وهو يهتف بعصبيه مُفرطه: بس هي مش حمي تقيي أبدًا، ابعدي عنها. محدش هياخد نعمه غيري. انا عايز اتجوزها علي سنه الله ورسوله.

وقف رمضان قبالتها مُباشرةً، مد يده إليها حتى عاونها علي النهوض لتحتمي هي بدورها خلفه فيما تابعت ثناء (والدة عبد الرحمن ) بحدة:
نعمه أُختي والكلمه الأولي والأخيرة ليا، وانا مش موافقه.
عبد الرحمن بغضب طفولي: بس انا موافق. خالتي نعمه بتحب رمضان وانا اللي قولت له إنك بتضربيها يا أما.

ثناء وهي تصر بأسنانها علامة التهديد وقد برقت لطفلها في مُحاولة لإسكاته في حين تابع رمضان بهدوء شديد: إنتِ عايزة تخيصي منها وانا شايي (شاري).
وضعت ثناء ذراعيها بين خصرها وأخذت تلوي شدقها يمينًا ويسارًا بإستهجان قائلة بنبرة خفيضة: يالا الطيور علي اشكالها بتتدلق، الدغ وخارسه.

ومن ثم إلتفتت لهم مُجددًا ثم رددت بنبرة باردة: موافقه، بس قدامك إسبوع بس تجهز مهرها وإلا الاتفاق اللي بينّا تنساه وهي تروح لصاحب نصيبها.

أومأ رمضان برأسه إيجابًا ف بالرغم من صعوبه ما رغبت به ولكنه سينحت في الصخر حتى لا يري وجهها الباكي او ضعف قدرتها علي المقاومة أمام أحدهم، إلتفت لها رمضان ليجدها تنظُر لهُ بوجل وأخذت أطرافها ترتعش بشكل ملحوظ، ليبتسم لها بدوره كي يطمئنها وبنبره حانية تابع: ما تخافيش. انا جنبك.

بقول إني موافق يا أُمي!
أردف زياد بتلك الكلمات في هدوء، أثناء وقوفه أمام والدته التي تجلس إلى الأريكه المُقابلة للتلفاز لتحملق به في دهشه وبنبرة مُستفهمه تابعت: إقتنعت فجأه يعني!

زياد وهو يرفع كتفه أعلي وأسفل بثبات: عادي. ليه ما أجربش، وبعدين بصراحة انا حنيت لكلمة بابا ومن حقي اتجوز علي مراتي تلاته مش واحدة، لو هي حابه تعيش معايا علي كدا أهلًا وسهلًا. لو بقي مش حابه، ف زيّ ما دخلنا بالمعروف هنخرج بالمعروف.

إبتسمت سَكينه إبتسامة ظفر لتربت علي كتفه بإعجاب من كلماته التي سلطنت رأسها وجعلتها في مزاج أفضل مُنذ مجيئها إلى هذا المنزل لتقول بسعادة: هو دا ابني. إلا ما يفرقش معاه واحده.
بادلها زياد إبتسامة لَم تصل إلى ثغره ومن ثم أردف مُتجهًا صوب غرفه ابنته ب التبني: هستأذنك بقي. هروح اتطمن علي ورود.

إتجه صوب غرفة ورود وما أن قام بفتحها حتى وجدها قد غطت في سُبات عميق لذلك قرر الدلوف خارج الغرفه ولكنه في آخر ثانية لاحظ ضمها لإحدي الصور. ذأب في سيره إليها ليطلع علي هذه الصوره التي تجمعها ب آلاء. لم يري أبدًا أن هذه الصورة تجمع طفله صغيرة ووالدتها. بل يري طفلتين يتشبثن بكلا ذراعيه. صورة تحكي عن ذكريات سعادة لم تدم بمجرد مجيء والدته...

أنا مبسوطة أوي بجد. المكان لسه زيّ ما هو وكأننا سبناه إمبارح بس، فصول محو الأُميه ماشيه علي أكمل وجه والبنات اللي عينتهم السنه اللي فاتت شاطرين أوي.

أردفت نوراي بتلك الكلمات في سعادة توهج لها وجهها، وكُن ينصتن إليها بإهتمام لتقول نسمه بثبات: مش انا اللي جايباهم. لازم يكونوا شاطرين، وبعدين انا من فراغي طول السنين اللي فاتت خروجاتي كُلها كانت في الفصول وكمان الچيم لمّا جواد اتخنق مني.

روفيدا بضحكة هادئه: أتارية يا عيني عامل فرح من بعد ما عاصم رجع وبطلتي تروحي الچيم.

إلتفتت نوراي في تلك اللحظه ناحيه آلاء حيث رمقتها بنظرة آسفه علي ما آلت إليه الأمور بينها وبين زوجها وهنا تابعت نوراي بحنو: لولو إنتِ كويسه؟!
آلاء بحُزن بدي علي قسمات وجهها: لأ. زياد شكله بدأ ينسي اللي بينّا. عيد جوازنا بُكرا وحتى ما لمحش لما كان قاعد معايا ب دا. للدرجة دي ما بقيت فارقة معاه.

تحركت نسمه بخُطي وئيدة إليها ومن ثم جلست بجانبها تربت علي ظهرها بحنو: ليه بتفكري كدا!، ما يمكن التفكير والظروف واخداه. هو إنتِ فاكره بُعدك عنه حاجه سهله. دا الروح بتروح في البُعد يا آلاء. إرحميه وارحمي نفسك من العذاب دا.

في تلك اللحظه دلفت السيدة خديجه إلى غرفه الصالون لتضع صينيه تحمل أكواب الشاي من يديها والتي أوصت روفيدا والدتها كي تصنعها لتقول خديجه بهدوء وهي تجلس علي الكنبه واضعه الشاي جانبًا: تصدقوا القاعدة دي. كانت محتاجة البت أنهار.
نوراي بضحك: دي مُشكلة. ربنا يفرحها وتتخرج علي خير.
آلاء بإندماج: دي طول الليل عماله تهلوث من اللي حصل، والله ما عارفة حلم إزاي. وكُلنا مرينا بيه!

تنحنحت السيده خديجه قليلًا لتعود بظهرها للخلف، أخذت تمسح علي وجهها وكأن ضحكاتها الهادئه ستكشفها ولكنها أحست بالندم تجاههن لتقول بتوتر: بقولكم أيه يا بنات. هو بصراحة يعني، ما كانش حلم.
إلتفتت أنظارهن إليها وكذلك تبادلن نظرات تساؤليه فيما بينهن لتستأنف خديجه قائله: الشباب الله يجازيهم. هم اللي كانوا لابسين عفاريت، بيهزروا يعني.
نعم!

قيلت في فم واحد، تطاير الشرر من أعينهن. أخذن يضربن كفًا بالآخر لتقول نسمه بغيظ: عاصم كان معاهم؟!
السيده خديجه بضحك: الخمسه كانوا لابسين وشوش عفاريت.
روفيدا وقد أدركت شيء ما: لحظة بس!، بالنسبه للعفريت اللي بنطالونه كان مقطوع دا!، يبقي رامي ابني!

عَلت قهقهاتهن في آن واحد، دمعت عيناي السيده خديجه وهي تهز رأسها بإيجاب قائلة: والنبي ما أعرف جاب الجُمله دي منين؟!
روفيدا بنبرة عالية بعض الشيء: رامي! إنت يا ابن ماجد؟!
ترجل رامي خارج غرفته وهو ينظُر لوجه والدته الغاضب، بدأ يتجه إليها وسط ضحكات الجميع لتقول هي بغيظ وهي تعض علي شفتها: تعالي يا عفريت يا حبيبي، علشان اخيط لك البنطالون. واخيط دماغ أبوك اللي هفتحها له إن شاء الله.

رامي بضحكة طفولية: كُنت بلعب معاكم، وأبله أنهار كانت ماشيه كدا.
بدأ يُقلد مشيتها وسط ضحكات الجميع، ف هذا الشبل من ذاك الأسد. لا يختلف عن والدته في شيء...

أنا حجزت القاعة بُكرا الساعة 7. خلي البنات يجيبوها لحد هناك بدون علمها طبعًا، عيد الجواز دا جاي في وقته، أحسن طريقة هصالحها بيها.

أردف زياد بتلك الكلمات أثناء جلوسه بصُحبه ماجد وسليم داخل مكتب سليم بالمؤسسه، نهض علي الفور من مكانه ليقول سليم بتساؤل: تمام. بس إنت رايح فين؟!
زياد بسعادة: هحجز جناح عرايس بالفُندق بتاع صاحبي.
سليم قاطبًا حاجبيه: جناح عرايس!، هي دي المُفاجأه اللي عاملها ل آلاء!، ناوي تتجوز عليها!
زياد غامزًا لهُ: الشرع محلل أربعة وانا ناوي أعرض عليها الجواز واتجوزها ال 3 مرات الباقيين.

ماجد وقد أصدر صفيرًا عاليًا: أيوة بقي هو دا الكلام يا زيزو. ربنا يسعدكم.
زياد بفرحه: يارب.
علي الجانب الاخر
جلست القرفصاء داخل صاله التدريب الخاصة ب الأطفال، بدأت في جذب إنتباههم إليها. كانت الصالة مُغلقة وخاليه من أي أثاث، حيث بدأ صوتها يتردد صداه بالمكان كُله،.

رمقتهُ بعينين ماقتتين، فقد توترت كثيرًا من أدائها لهذا التدريب وشعورها بأنها مُراقبه من قِبل أحدهم. في تلك اللحظه هتفت ب الصغار قائلة في حُب: بصوا يا ولاد. هنلعب لعبة الاسم.
قالتها وهي تبتسم بخُبث. فودت التخلص منهُ بأي طريقة لذلك قررت أن تجعله محور تدريبهم لطالما يتلذذ هو بمضايقتها وهنا رفعت بصرها إليه ثم رددت بوداعه غريبه عليها: بقولك أيه يا دكتور أوس!، ممكن تساعدنا في التدريب!

رفع أوس أحد حاجبيه، ثم أرخاه من جديد وهو يوميء برأسه في ثبات: أساعد أزاي بقي!
نهضت علي الفور لتقف قبالته مُباشرةً ومن ثم أشارت له بأن يقترب منها و يلتفت بوجهه للأطفال لتقول هي بثبات وهي تمسك ذاك القلم بين أصابعها: المكان اللي هشاور عليه تقولوا ليّ اسمه. تمام؟!
فهم الأطفال حديثها، جحظت عينيه في دهشه مما تفعل ولكنه تركها تستأنف خطتها الذي شعر بها. بدأت هي تُشير إلى إحدي الحواس بوجهه...
دي أيه يا ولاد!

الأطفال في نفس واحد: عين.
أنهار بإبتسامة عريضة: براو. ودي كمان!
أنف.
بدأت أنهار تخط بقلمها الجاف علي وجهه، صُعق مما تفعله وكيف تجرأت عليه إلى هذه الدرجة. إبتعد عنها قليلًا ليجدها تنظُر له بثقة نفس لا مُتناهية...
إتجه ببصره إلى أحد أركان الصاله والذي تزين بمرآه كبيره لينظُر بغيظِ إلى حالة وجهه. إتجه في تلك اللحظه إلى علب من العصير موضوعه علي إحدي الطاولات ليقول وهو يقترب منها مُجددًا: أيه دا يا ولاد؟!

الأطفال بضحك: عصير.
وهنا بدأ في سكب أكواب العصير عليها بغيظِ وإنتقام، فغرت فاهه في صدمة فيما أنهي هو ما يفعله ثم غادر الصالة وقد أقسم علي أن يجعلها تندم لجراءتها، آتيه تطلب منهُ السماح...
أنهار بغيظِ: آآه يا حيوان يا جزمه. إلهي تنشك في معاميعك يا بعيد.

غابت الشمس وراء السحاب، تفرغ كُل منهم عن عمله لمدة يومين. اصطف سليم سيارته بصُحبه ماجد وكذلك ترجل عاصم من سيارته.
إنشغل سليم كُليًا بمكالمة هاتفية فظل يقف أمام البناية لبعض الوقت فيما بدأ ماجد في السير للداخل وما أن خطي خُطوتين حتى إنزلقت قدماه وسقط أرضًا.

ليجد قهقهاتهن تعلو في الأرجاء لتقول أنهار بسعادة: الله حي. التاني جي.
وقبل ان تستكمل جُملتها تجد عاصم يسقط إلى جانب صاحبه وهنا تابعت أنهار بضحكة عالية: ويا عيني علي اللي فاكر نفسه عمنا، ييجي يشوف كيدنا ويتعلم مننا.
ماجد وعاصم مُحذران سليم: أوعي تدخل يا سليم دالقين صابون.
لَم ينتبه سليم لما قالاه، وفي أقل من الثانيه كان هو فريستهن الثالثه،.

جحظت عيني سليم وهو يجدهن يتراصصن علي الدرابزون الخاص بالبناية وعلامات الانتصار بادية علي وجوههن فيما تابعت روفيدا وهي تتخصر امامهم: حقنا رجعلنا.
ماجد وهو ينهض كي يلحق بها: حق أيه يا أم كرش.
نهض الأخران عن الأرض بغيظِ ليقول عاصم بهدوء شديد: خُد مراتك وأخواتك حالًا لو باقي عليهم، وإنتِ هتروحي مني فين؟!، دا انا همسكك السلك عريان.
نسمه بخوف وهي تصعد الدرج: ماما.

في صباح اليوم التالي،
جلست علي مقعد من الخيزران داخل شرفه الغرفة تحتسي كوبًا من الشاي. شردت بذهنها لذكرياتهما معًا وقد حانت منها إبتسامة رقيقة علي شفتيها وهي تنظُر إلى الوشم اعلي قبضتها، لملمت خُصلاتها جانبًا ثم تنهدت بألمِ. تشتاق إليه ولكن عقلها يمنعها عنهُ. تُقاومه ب إرادة بائسه لا قوة بها ولكنها تقاومه فحسب.

إقترب عطرهُ منها في تلك اللحظه، لتجد قُبلة حانية علي وجنتها. أغمضت عينيها تستمتع بهذه اللحظه إلى جانبه ولكنها أفاقت من مغنطه حُبها لهُ فقد أدماها وجعًا بلا أسباب.

وقفت علي الفور تنظُر له بحدة، لتجده يرمقها بنظرة تعرفها جيدًا، مزيج من الاشتياق والإصرار علي إمتلاكها من جديد، تجنبت النظر إليه لتسير خطوتين وفجأه وجدته يعوق مرورها وهو يهتف بنبرة ثابتة:
وحشتيني؟!
نسمه وهي تنظُر داخل عينيه بتحدِ: بس إنت ما وحشتنيش. ولو سمحت عاوزه أعدى.
عاصم بإبتسامة هادئه: مش كفايه لحد كدا!، ولا عاوزه تثبتي لنفسك أيه؟!
إني بكرهك ومش هنرجع أبدًا حتى لو فاكر إنك ربطتني باسمك.

قالتها وهي تنظُر له بغضب عارم فيما مد هو ذراعيه حتى أحاطتا خصرها ليسحبها بقوة للداخل ويباغتها بقُبله طويله علي شفتيها. تصلبت في مكانها لا تعي لماذا لا تُقاومه أن كانت لا ترغب به زوجًا. فإن شاءت تحررت منهُ بشتي الطُرق. ولكنه عاصم حتى وإن تغيرت الأزمنه، لا يُبقيها لسواه وهي لا تقبل بغيره خصمًا بل عاشقًا لها...

أبعد وجهه عنها قليلًا، ومن ثم وضع وجهها بين كفيه وأخذ يمرر أصابعه علي ملامح وجهها قائلًا: وحشتك. مش كدا؟!
إبتلعت نسمه غصه في حلقها لتعود بخطواتها للوراء وبنبرة مهزوزة رددت: لأ يا عاصم. وأخر مره هقولك. ما تحاولش تلمسني.
عاصم وهو ينظُر لها ببرود: والله دا شرع ربنا!، إنتِ حلالي يا مدام عاصم الدالي. انا هروح ل ماجد القاعة ورمضان هيوصلكم بالعربيه بتاعتي.

أنهي حديثه معها ليترجل خارج الغرفة حيث يذهب إلى ماجد بالقاعة إستعدادًا لإستقبال الفتيات بصُحبه آلاء...

لولو. يالا إلبسي دا بسرعة؟!
أردفت نوراي بتلك الكلمات وهي تمد يدها بذاك الفستان إلى آلاء. فستان باللون الأزرق الدانتيل، ضيق من الأعلي وينسدل بإتساع علي شكل مروحه من الأسفل.
رمقتها آلاء بإستغراب، أخذت تتفحص الفستان بإعجاب واضح ومن ثم تابعت بتساؤل: أيه دا؟! لمين دا؟! وألبسه ليه؟
نوراي بهدوء: سليم عازمنا علي العشا كُلنا. وأخيرًا معالي الوزير قرر يتفرغ لينا.

آلاء بإبتسامة هادئه: ربنا يحفظكم لبعض. بس اعفوني انا من الخروجة دي!
أومأت نوراي برأسها سلبًا وقد مطت شفتيها بحُزن قائلة: للأسف مش هينفع. سليم قال لازم كُلنا نبقي موجودين. وإلا هيكنسل الخروجه.
آلاء وقد استسلمت علي مضض: ماشي يا ستي.

إستعدت الفتايات لهذه الحفله المفاجأه، اصطحبهم رمضان حيث العنوان بعد أن أحضر نعمة معه. التي إندمجت في أقصر وقت مع الفتايات لشعورها بالراحه تجاههن وكذلك لم تصدق بعد بأن هذه العائله البسيطة يوجد بينهم فردًا مسؤلًا في البلد بل وزيرًا للثقافة دُفعة واحدة. رغبت كثيرًا في رؤيته أمامها حتى تُصدق حديث رمضان عنه وكم من البساطة وطيب السجية التي يمتاز بها سليم...

اصطف سيارته أمام القاعة، ترجلت الفتايات خارج السياره. بدأت آلاء تتحرك بخُطي وئيدة صوب القاعة ومن ثم تابعت بإستغراب متوجهه بالحديث إلى نسمه: نسمه؟!، دي قاعة أفراح مش مطعم!
نسمه بإبتسامة حانيه: تعالي بس.
سارت معها للداخل لتجده جاثيًا علي رُكبته وقد رفع علبة قطيفة بلون فُستانها ويوجد داخلها خاتم يشبه الذي ترتديه وبنبرة هائمة تابع: تتجوزيني يا لولو.

رمقته بعينين جاحظتين وكذلك وجدت سليم وعاصم إلى جانبه، تلألأت قطرات الدموع في عينيها. أخذت تتجمع العبرات رويدًا رويدًا وهي تهتف ببكاء: ما إنت جوزي يا زياد.
نهض علي الفور وسرعان ما إحتضنها بحُب جارفٍ وبنبرة حانية هامسًا في أذنها: بس انا عاوز أتجوزك تاني. انا حُر، ربنا حللي أربعة وهعرض عليكي الجواز أربع مرات. في أعتراض!

آلاء بإبتسامة سعيده: لأ طبعًا. انا بعشقك.
صدحت أغنية من النوع الرومانسي، بدأ زياد يصطحبها إلى ساحة الرقص بعد أن ألبسها هذا الخاتم إلى جانب الآخر ليهمس بنبرة هادئه:
كُل سنه وإنتِ ليّا ومعايا. وربنا ما يكتب علينا البُعد أبدًا.
آلاء بسعادة: يارب
وقفت تحمل صغيرها بين ذراعها فيما قامت أنهار بالإعتناء ب نيروز والجلوس إلى الطاولة ليأتيها هو قائلًا بنبرة ذات مغزي: بقولك أيه يا أم العيال؟!

نوراي وهي تضربه بقبضتها بخفه: أم العيال؟! هو انا بجيب لك عيال علشان تقولي كدا؟! دي أخرتها!
سليم وهو يهندم من الكرافات الخاص به: طيب بقولك أيه يا أوشين؟
نوراي بإبتسامة رقيقة: قول.
ما تيجي نرقص علي الوجع؟
نوراي بعدم فهم: أيه!
سليم ضاحكًا: سوري إندمجت. قصدي تعالي نرقص سلو يا وردتي.
ناولت طفلها للسيدة خديجة، ليقودها هو ليرقصا معًا، ألف ذراعيه حول خصرها فيما ألقت هي رأسها علي صدره وقد نست من يكُن حولها...

إقتربت إحدي الفتايات اللاتي أتين ك أصدقاء ل ماجد. وقفت أمام عاصم الذي يرمق زوجته ببرود من حين لآخر لتقطع عليه غضبه قائلة: تحب ترقص.

جال ببصره من أعلي رأسها إلى أخمص قدميها بإعجاب أثار حنق نسمه التي صرت علي أسنانها وقد إشتعل داخلها نيران. قادها عاصم إلى ساحة الرقص ليحاوط خصرها فيما تتمايل الآخري عليه وكأنها تعرفه مُنذ زمن وهنا قطعت السيده خديجه حنقها لتقول بإستغراب: مين دي يا نسمه!، شوفي لبسها عريان إزاي؟! دي شكلها بتلف علي جوزك. قومي أسحبيه منها يا نسمه.

نسمه بنبرة أشبه للبُكاء وهي تقضم أظافرها: براحته انا مالي.
قالتها وهي ترمقه ببغض وهنا أسرعت ناحية آله الموسيقي لتختار أغنيه علي ذوقها وكذلك لتنهي هذه الرقصه البغيضة، حيث بدأ صوت جنات يصدح في المكان بأغنيه خصته بها نسمه: إتقالي عنه ياريت تحاولي تحاسبي منه. دا كتير بيوعد بس ما بيوفيش بوعده...
إديته فرصه يحبني عرفت أنه. كان ناوي نتصاحب شوية وننسي بعض.

مكنش ناوي خير يوميها يا قلبي ليّا. وماكانش ناوي خير من الأول معاك.
يا دوب دا كان بيرضي بس غروروه بيا. وحبه ليا يا قلبي كان حب امتلاك.
رمقها عاصم بنبرة جامدة وهو يُدقق السمع بكلمات الأغنيه، وكأنها تُشكك في حجم حُبه لها. إنقبضت فرائص وجهه، ليتجه ناحيه جهاز الموسيقي وبنبرة ثابتة تابع: جنات حلوة بردو. وموضه علي فكرة إننا نرقص علي أغنيه حزينه. بس انا مش عاجبني دي.

بادر بتغيير الأغنيه إلى أُخري ردًا عليها من خلال كلمات الاغنيه المُتداولة لتصدح القاعة بالأغنيات، نظر الناس لهما بصدمة بين فاغرًا لفاهه ومُبتسمًا لحُبهما الذي لا يهدأ مهما حاولوا كبته، أشغل القرص المدمج ليتجه إلى الفتاه ثم يضمها إلى صدره مُفتعلًا عدم إهتمامه بها لتنتصت هي إلى كلمات الأغنيه:
أكتر من سنه.
فات ييجي أكتر من سنه ومانسيتش ليه! وبقول ياريت أيامنا تاني يرجعوا...

وأما بقابل حد يتكلم عليه، بضحك علشان بخاف عينيا يدمعوا.
يا قلبي هي هي لو بعيد أو بين إيديا نقطة الضعف اللي فيّا إني لسه بأحن ليه...
بدأت الفتاه تُلاحظ غيرة نسمه منها لتبدأ تضع رأسها علي صدره بميوعه. جعلت نسمه تبادر بالإنقضاض عليها، قامت بجذب خُصلات شعرها بعُنف ثم أوقعتها أرضًا وبدأتا بالقتال والتعاض.

سليم بإندهاش: ولعت.
نوراي بصدمة: هاتها يا سليم بسرعة.
في تلك اللحظه أسرع عاصم بحملها من خصرها ليُبعدها عن الفتاة وهنا رددت بنبرة باكية: إنت فاكر إني غيرت عليك. لأ ومش هيحصل. بس القرف اللي بتعرفه ما يبقاش بين أهلي.

عاصم بصرامة: عليّ صوتك أكتر.
إنكمشت نسمه علي نفسها. سالت الدموع علي وجنتيها بغزارة وبحركه إندفاعيه أسرعت مُتجهه خارج القاعة...

قام سليم برفع الهاتف إلى أذنه بعد أن صدح هاتفه بإتصال ما وما ان أجاب حتى سمع صوت مُساعده خاص هاتفًا بصوت لاهث:
الحق يا سليم بيه، الراجل اللي حضرتك أديته شقه يسكن فيها هو وأهله. إتصل بيّا وقالي إن في ناس طردوهم من المكان وحابسين بنته معاهم.

سليم بغضب عارم: إقفل. انا جاي حالًا.
نوراي بقلق: رايح فين يا سليم؟!
سليم وهو يهرول خارج القاعة: شوية وهرجع. خُدي بالك من نفسك والأولاد وعاصم هيرجعكم البيت.
قاد سليم سيارته بسرعة جنونيه وبمرور الوقت أوقف سيارته أمام هذه البناية ليجد هذا العجوز يهتف به بخوف: انا مش عاوز بيوت يا بيه. بس ما تأذيش بنتي. أبوس إيدك.

إبتلع سليم غصه في حلقه، ربت علي كتف الرجل ومن ثم هرول للداخل وهو يهتف بمساعدية: خليكم هنا ولو إتأخرت. حصلوني.
صعد الدرج بسرعة البرق ليجد باب الشقه قد فُتح علي مصرعيه. ذأب في سيره للداخل ليجد أحدهم مُلقي أرضًا والدماء تسيل من حوله،.

ولكن لم يُصدم لفترة طويلة حين وجد شخص ما يضربه بعصا علي مؤخره رأسه. إلتفت سليم له بجسد غير متوازن وبدت الرؤية غير واضحة ولكنه استطاع أن يري هذا الوجه الذي يعرفه جيدًا. بل هذه الإبتسامة الوقحة فيما تابع الآخر بتشفِ:
وأخيرًا وقعت تحت إيدي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة